اسئله تبحث عن اجابه

والله يا أخ إيهاب أنا زعلت جدا لأن الكثير من المشاركات القيمة في هذا البوست ضاعت. شكرا لكل أخي إيهاب على طرحك لهذه التساؤلات و التي من شأنها أن تكشف للرجل بعض من مما يراه غموض أو تناقض في شخصية المرأة و بالمقابل هي فرصة لبنات حواء للتعير عن أنفسهن بشكل أوضح .
في البدء أود أن أقول اننا ليس بصدد خلق مواجهة بين لرجل و المرأة لمعرفة من على خطأ و من على صواب ، الغاية التي ننشدها هو فهم وإدراك كل طرف لمشاكل الطرف الآخر . لطالما ردد الرجال دائما (المرأة كائن غريب يستعصي علينا فهمه ) و لطالما رددت المرأة ( الرجل كائن غريب لا يمكن فهمه )
ان التساؤلات التي يطرحها الأخ إيهاب لا تختص بالمرأة السودانية على وجه التحديد دون سواها ، فهذا ما يردده الرجل في مجتمعات أخرى عديدة ولكن مع بعض من التفاوت من مجتمع لآخر. المراة بشكل عام تخضع لعدد من الضغوط تجعلها في حالة تشتت و تناقض ما بين المبادئ و الواقع المعاش ، هذه الضغوط قد تؤدي إلا أن تصبح أحيانا المتعلمة و الأمية على قدم المساواة في السلوك فيما يتعلق بالسلبيات ، وفي هذه الحالة لا يشفع للمتعلمه علمها ولا ثقافتها لأن الكثير من الأحكام و القوانين السائدة و الجائرة في أحيان كثيرة في مجتمعاتنا ليس من السهل تجاوزها أو التعدي عليها ، وإن حدث فهذا يكون على حساب أشياء كثيرة تتعرض لها المرأة في مجتمعها . المرأة ولنقل المرأة السودانية لأنها محور نقاشنا تتعرض لعدد من الضغوط و تتطبق عليها مجموعة من النظريات والأحكام الجائرة ، وللأسف يؤخذ بعضها من الدين و يفسر بشكل خاطئ ، فبدءاً من الطفولة و ما تتلقاه من تعليمات و محظورات كما ذكرت الأخوات سابقا ، حتى تدخل مرحلة المراهقة وما تواجهه من تغيرات نفسية و فسيولوجيه قد تترك الكثير من الرواسب في شخصيتها إن لم يكن الأهل على قدر من الوعي لإستيعاب ذلك و توجيهها الوجهة الصحيحة ، وعندما تدخل إلى عالم النساء تجد أن هنالك المزيد من الضغوط و القيود في انتظارها ، فهي كأخيها الرجل لابد لها من أن تكمل مسيرة تعليمها و من ثم تدخل معترك الحياة للبحث عن العمل ، هذا طبعا إذا أعطيت فرصتها كاملة في التعليم لأن الأهل يتفهمون ذلك ، وإلا فإن البيت هو مصيرها لتبقى قابعة هناك في انتظار صاحب النصيب .
ونعود لمن أكملت تعليمها هي الأخرى تتبع لنظرة ( المرأة آخرتها للزواج ) لذلك تعيش حالة ترقب لصاحب النصيب أايضا ، فإذا قدر لها رب العالمين ان لا يأتي صاحب النصيب عاشت حياتها وهي تحسب السنين التي تفصلها عن خط العنوسه ، وإذا شاء لها رب العالمين أن تتزوج فتلك مسئوليه تتحمل فيها هي العبء الأكبر في مؤسسه كبرى تلقى فيها أكثر أكثر المسئوليات و أحيانا كلها على عاتق الزوجه سواء كانت عاملة أو قاعدة عن العمل فتجد نفسها محاصرة بمسؤليات العمل ، أعمال المنزل ، تربيه الأطفال …. وفي بعض الحالات تتحمل المسؤليه كاملة للأسرة في حالة غياب الزوج لسبب أو لآخر مثل الإغنراب أو الترمل وغير ذلك الكثير .
لقد سردت كل هذا فقط لتوضيح الضغوط التي تتعرض لها امرأة في حياتها على طول مراحل حياتها . أفلا يلتمس لها العذر أن جاءت تصرفاتها نحو غريب لا يفهمه الرجل ؟! أو حدث نوع من الفراغ بين المباديء و التطبيق ؟! و أود التأكيد على أني هنا لا أبرر كل تناقضات المرأة و تصرفاتها فما سردته هو الظروف المحيطة بالمرأة و التي تؤثر عليها و يظل هنالك اختلافات فردية تتنوع باختلاف كل شخصية . ورغم كل تلك الضغوط و الظروف نجد نماذج مشرفة للمرأة تحملت كل هذه الأعباء بكل صبر وجسارة بل وأبدعت في مجالات أخرى سواء أدبيه أو فنية أو علميه … وغيرها.
أعتقد لو أن الرجل قدر كل هذا في تعامله مع المرأة سيصل في النهاية الى الفهم الصحيح للمرأة بكل تناقضاتها التي تحيره ، و عليه ألا ينظر الي شخصيتا من زاوية واحدة أو يقيس ردود فعلها بنفس المقاييس التي يقيس بها ردود فعل الرجل . و الرجل مطالب بأن يساعد المرأة على التحرر من كل القيود المجحفة التي تكبل حريتها ويجب الا تفهم كلمة الحرية بشكل خاطئ هنا ، نعم لنا عاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها كثيرا منها ما تعارف عليه المجتمع و منها ما هو مستمد من ديننا الحنيف و بالمقابل لدينا عادات وتقاليد تكبل حرية المرأة و تضيع حقوقها و أحيانا تلجمها حتى من التعبير عن نفسها بحريه .

ودمتم في حفظ الله