THE AFRICAN MUSIC BIOGRAPHY

قابلت الأخ محمد بهنس في إحدى إجازاتي في السودان، كان صديقا لعمي ..ثم أضحى صديقا للعائلة في فترة وجيزة، بهنس ليس أكاديميا موسيقيا و لكنه عازف متمكن في الجيتار...فقد تتلمذ على يد الأستاذ شاكر عبد الرحيم و هو من عازفي الجيتار المعروفين على مستوى السودان.

بهنس أيضا لديه معرفة بالأستاذ جمبوسكو...رائد الفن الجنوبي في المعهد العالي للموسيقى و المسرح، و هو الذي تنسب له أغاني عقد الجلاد الناطقة بالجنوبية أو عربي جوبا.

تمرس بهنس في فن (الجالوة) و أجاده إجادة كافية، ثم أتت مرحلة جديدة أراد أن يكون له شرف البدء فيها، و هي غناء أشعار باللهجة السودانية العربية بألحان الجالوة الأفريقية، كانت إحدى المحاولات قصيدة (النخلة) لمحمد الحسن حميد، و قد قام بهنس بتلحينها بألحان جالوة خالصة..فكانت النتيجة مذهلة...أصبحنا عند أجتماعنا كل خميس في بيتنا نفتتح و نختتم الجلسة بهذا الأغنية، و أطلقنا عليها (نشيد الخميس)..... و قد كانت هناك محاولات أخرى نالت نصيبها من التميز و الإبداع مثل هذا القصيدة التي لا أذكر شاعرها أو إسمها (أقول و الشمس في عز الأمل تهت و مشيت ....أقول يا إنتو يا نحنا و بكيت....يا مواعيد...يا صباح من غير وسم تهت و مشيت) و أيضا هذه القصيدة (إتخيلي الأنهار ما صابا أي مرض ... و إتخيلي الأكوان في مهرجان مسحور هدت النجوم للأرض .... و إتخيليني وحيد و أنا فاتني يوم العرض).

سر الجالوة يكمن في بساطتها، حيث تكفي آلة وترية واحدة (جيتار في الغالب) لإخراج اللحن متكاملا ، و بالإمكان إضافة شيء من الطبل ذو الدقة المنتظمة أو المتأرجحة، كانت هناك محاولات من بعض الفرق الموسيقية السودانية في هذا المجال، و لكن بائت بالفشل في رأيي لاعتقادها أن الإضافة في الآلات تساعد على إظهار اللحن و زيادة تقبله، نضرب مثال (عقد الجلاد)كفرقة رائدة في هذا المجال، فقد قامت الفرقة بأخذ أغاني مثل (سارة) الملحنة و المكتوبة من قبل الأستاذ جمبوسكو و قدموها للجمهور السوداني بعد أن تمت إعادة توزيع الموسيقى و الكلمات بشكل إعتقدت الفرقة أنه أفضل، و لكن لم يكن ذلك صحيحا كرأي شخصي مع آراء خبراء موسيقيين في هذا المجال ....مع فائق الإحترام لتجربة عقد الجلاد...و لكن من التجارب التي تحسب لصالح عقد الجلاد تجربتها مع فرقة كواتو الإستعراضية الموسيقية الجنوبية.

من الرواد في مجال الجالوة الأستاذ جمبوسكو الذي يعتبر رسول الجالوة للشمال (إعتبار شخصي)..ليست لدي معلومات كافية عن الفنانين الجنوبيين في هذا النوع من الموسيقى، و لكن تأتي المناسبة لذكر إسم بدأ في الظهور بقوة في عالم موسيقى الريجي، هذا الإسم هو (إيمانويل كيمبي) من جنوب السودان....ميزة هذا الفنان هو إضافته (الجالوية) لموسيقى الريجي في رِِْؤيتي الغير خبيرة كفاية في الجالوة.. و لكن كفاية في الريجي ( و لا أقبل النقاش في هذه النقطة )... و قد نتكلم لا حقا عن أيمانويل كيمبي في بوست خاص بمغني الريجي الأفارقة.

ختاما أقول أنني أحتاج مساعدة أكثر لتقييم فن الجالوة، و أطلب من الأخوة أصحاب الخلفيات في هذا الموضوع أن يمدوا يد العون (خاصة أن لدينا العملاقين حمزة سليمان و الموصلي ...فيا جماعة ألحقونا)، و للذين لم يسمعوا أو يجربوا موسيقى الجالوة من قبل ....ما زالت الفرصة قائمة .