الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
ما كتبه ابو الجعافر في حادث طالبات مكة
|
مقال منقول
هذا ماكتبه أبو الجعافر في مصيبه حي الهنداويه في مكه المكرمه
حيث نشب حريق في مدرسه ( مستأجره ) نتج عنه وفات 14 طالبه وأصابه 40
وأسباب ماحدث ليست ببعيده عما حدث في قطار مصر وقطار الدمام قبل البارحه------- اللهم لأعتراض
يا هنداوية يا كبدي
طيلة مساء أول من أمس وأنا أتخيل الأمهات الثكلاوات: يبكين في جنح الظلام صبية * إن البكاء على الشباب مرير ومع الرضاء التام بقضاء الله لا نملك إلا أن نتساءل: كيف يمكن أن يحدث هذا في أم القرى والمدائن والأكوان، وبها ما بها من عتاد وتجهيزات للتعامل مع أكثر حالات الطوارئ تعقيدا وتشابكا، بدرجة لا تعرفها مدينة أخرى على وجه البسيطة؟ كيف يمكن أن تتحول مدرسة مناط بها تحويل البراعم إلى زهور إلى مفرمة تسحق اللحم والعظم؟ بالتأكيد لا يجوز إطلاق الاتهامات المجانية قبل أن تكتمل التحقيقات لتحديد المسؤوليات، ولكن من حقي ومن حق غيري، أن نحزن وأن نغضب عندما نرى مدرسة وقد تحولت إلى شيء أكثر قبحا من معسكر اكس راي في كوبا الذي يتم فيه احتجاز من تراهم أمريكا خصوما لها في أقفاص! سيقول الكثيرون: هذا شأن لا يخصك يا زول!! بل يخصني ونُص ولا أريد من أحد إذنا كي أخوض فيه، فالموتى بناتي وأخواتي وجاراتي وكل واحدة منهن أخذت معها قطعة من كبدي إلى القبر حيث: تموج ديدان الثرى في أكبد * كانت تضج بها المنى وتثور لا يملك العربي سوى حق فلا تصادروه! لا تخضعوا عواطفنا لألوان جوازات سفرنا؟ حرام أن يحرم عربي من حرية "الانتحاب" طالما أنه لا يطالب بتحويل الحاء فيها إلى خاء! اتركوني قليلا في شعاب مكة فقد رأيت بين الباكيات المكلومات مالك بن الريب التميمي يبرر وجوده هناك: فمنهن أمي وابنتاها وخالتي * وباكية أخرى تهيج البواكيا وأرى خلال الدموع وجه فتاة اسمها فاطمة وربما ريم وربما عائشة، وبياض ثوبها تشوبه حمرة يقشعر لها البدن، ممسكة بورقة لفتى جازان أيمن عبد الحق، تحاول أن تمسح بها دموع أمها: أحدٌ، أحد/ يا وجه أمي/ يا زمانا فر من وجه الزمان/ ولم يعد/ يا دمع أمي / يا انعتاقا من صهيل الفقد/ يزرعنا صلاة ثم يحصدنا مدد/ قم يا أبا بكر وداعب نظرة المحزون فينا/ ذا بلالٌ لم يزل في قيده/ وسمية تشكو حراب الذل/ في زمن الكهانة والعقد. ويا أهل مكة، يا من ألقى فتاكم بأبي لهب في أتون اللهب، أسأل الله أن يطفئ لهيب النار المندلعة في أحشاء أمهات وآباء وأخوات وأخوان وجيران الفقيدات العزيزات في الهنداوية، وأن يرسل على قبورهن رياح الجنة، وأرجو أن يبلغن سلامي إلى إيمان حجو، وأخيها محمد الدرة وإلى أبو علي مصطفى وعزالدين القسام، وأن يبلغوهم أن كل شيء تمام التمام وأن أبا عمار صار مطلق السراح، وسيسافر قريبا إلى أركان الدنيا الأربعة، للتبشير بعدالة القضية، وربما سافر معه شعبان عبدالرحيم الذي يراد لنا أن نعتبره ناطقا باسم العروبة والإسلام.. وعليكن السلام والرحمة.
جعفر عباس
|
|
|
|
|
|
|
|
|