|
أشواك الأشواق
|
عزيزي العزيز....تحية بقدر أشواقي ,وأشواق بقدر السلام الذي جاء به إبن الإنسانية المسيح عليه السلام....سلام الشوق أين أنت يا عزيزي العزيز؟؟ صبرت زماناً علي أمل أن تطل علي كرمتنا يوماً...وطال إنتظاري..وملً مني صبري وهجرني في ليلةً كنت أسمع فيها دوي تساقط أوراق الأشجار في روحي الساكنة...هجرني لانه لم يقدر علي السكن بجوار روحي الهائمة وجسدي المُنهك من تعقب آثارك وبحثي المضني عنك. أين أنت يا رفيق نفسي وتوأم روحي؟ هل عاودك الحنين للمستحيل فرحلت إلي خلف الشمس ؟أم تُراك نصبت خيمتك وراء الأُفق ومددت حبالها بين المجرة وسديم الفضاء بعد أن دققت أوتادها في قلوبنا؟ أين أنت يا من كنت تغزل من تلعثمنا عِمامةً تتوجب بها رُؤسنا الثملي بخمرة دنـِك فكنا نفيق... لنغيب... في أقاصي الخيال فلم ندركك في الأولي ولم نلحق بك بالأخيرة...فدوماً نحن مبهورين في حضورك المذهل....ولكننا الآن وفي غيابك هذا مقتولين....من أقاصي الوجدان.... إلي أطراف الفكـــــر. عزيزي...أستحلفك بكل ماضينا الآتي كل ليلةٍ علي صهوة الذكري الجموحة...بدأً من تلك الليلة التي قربتني خطوات إليك....تلك الليلة التي قضيناها علي مسرح ذلك الصبي المتمرد علي أثوابه ...وأسميناها (العريس الجريس) أستحلفك عزيزي بأن تشرق علينا فقد طال ليلنا الهائل بإتساعه الضيق بقضبانه. لست ألومك في غيابك يا عزيزي ولكني أجدد صوت الذكري في نفسك وألون لك كتاب الأمس وأعزف لك مقطوعة من لحن الفؤاد...فهل كسرت ريشتك أم رميت بذاك الناي في مسرح الفضاء؟لست ألومك علي شغفك بالأعالي ولا علي تساميك الذي به أسعدتنا يوماً.....ولكن....من يكشف لي عن معني حزُني؟ ومن يهدهـد الليالي في غيابك الذي فاق حد التأسي ومن يمسك بيراعاته الهائمة؟ لقد قضيت جـُل أيامي في غيابك أقرأ أوراق البردي التي خططت فيها بعض حكمتك وكل رقة الكلمة....ولكن هل يطيب لك أن أبقي متسكعاً في شوارع مديتنا عندما لا أجد موقدك؟ تُري يا عزيزي كم عدد الذين دخلوا لمحراب ندائي إليك الآن؟ وكم منهم بكي لدموعي؟ وكم منهم سيقول لي (لعل له عذر وأنت تلوم) وكم منهم سيدعو لنا بلقاء قريب لرقة في قلوبهم وربما أكون قد سطًرت بعضاً من أشواقهم لأحباب لهم...وفي شكواي جزع وفي صمتهم صبر وتجلد...فشكري لهم ....ومعذرةً علي استدراري الحزن منكم جميعاً.....ولك تقديري يا بعض نبضي المرسوم علي هذه الصفحة...
|
|
|
|
|
|
|
|
|