شعب الله الحيران - السودان ملحمة التهاوي والسقوط الأبدي بقلم د.أمل الكردفاني

شعب الله الحيران - السودان ملحمة التهاوي والسقوط الأبدي بقلم د.أمل الكردفاني


10-13-2019, 04:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570982172&rn=0


Post: #1
Title: شعب الله الحيران - السودان ملحمة التهاوي والسقوط الأبدي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-13-2019, 04:56 PM

04:56 PM October, 13 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






الحيرة التي تضرب على الحكام والمحكومين في هذا البلد تنبع من أربع خصال أساسية ترتبط بالشخصية السودانية:
الأولى: حب الأضواء مع الافتقار للموهبة.
الثانية: النرجسية المرضية مع الافتقار الموهبة.
الثالثة: الحسد مع الافتقار للموهبة.
الرابعة: إنعدام الوازع الأخلاقي والضمير مع الافتقار للموهبة.
فحتى اللص لا يصبح زعيما للعصابة إلا إن كان يمتلك من الموهبة ما يؤهله لهذه الزعامة وإلا فيسجد باقي اللصوص أنفسهم يقعون في قبضة الشرطة واحدا تلو الآخر.
فلنرى من جيء بهم كحكام في الماضي الحاكمي للسودان (ولا أقول التاريخ ؛ فالسودان دولة لها ماض ولكن ليس لها تاريخ).
في الواقع لقد اتسموا بتلك الخصال الأربعة السابق الإشارة إليها وخاضوا ذات الصراعات الحاصلة اليوم ؛ والتي ملؤها (الإقصاء ، الشيطنة ، الاستعداد لارتكاب الجريمة ضد الآخر).
ما هو السودان؟
هو رقعة أرض عاشت في بدائية منذ الأزل حتى جاء الرجل الأبيض فمنحها أدوات الانتقال من البدائية للحداثة ، لقد استخدم البدائيون تلك الادوات ولكن بذات العقليات البدائية ، وهم يظنون أنهم نجباء القريحة ، رغم أن ذلك أفضى بالجميع إلى التهاوي ، هناك من اغتنى وهناك غالبية ظلت مستعبدة ، يستعبدها الفقر ، ثم تقفز مجموعة من هذه الغالبية المسحوقة فتستولي على السلطة ثم تغتني فتأتلف مع من اغتنى ثم تتسلط على الغالبية المستعبدة ، ولذلك اجتهد الكثيرون حتى يحصلوا على وزارة تتيح لهم الدخول في جزيرة كنز القراصنة المحمي. البشير الذي جاء من خرارات بائسة أصبح يعقد قران أبناء رجال الأعمال ، وعلي عثمان الذي جاء من داخل قفص القرد في حديقة الحيوان أصبح شيخا مبجلا ؛ ثم انقلب بعضهم على بعض وهم لا يتلاومون ، فجاس بعضهم خلال ديار بعض ليتبروا ما انحطوا تتبيرا...
ثم جاءنا من جاءنا من خرارات أخرى ، بذات العقلية وبذات أدوات الصراع التي تشبه الأفلام الهندية في تكرار فكرتها الأساسية وإن اختلفت شخوص الأبطال أو إيقاعات الغناء في مشاهد الحب والحزن والكره.
ولا زال الشعب حائرا يتساءل عن سبب ما يبوء به وما يبوء به إلا كيف قدر ، فهو هالك كيف قدر.
ولا يعترف الآدمي هنا بالحقيقة بل يدفن رأسه في رمال الأكاذيب التي يخلقها هو ، فلا هو بمستنصح ولا هو يحب الناصحين. حتى إذا جاءت الحاقة وحاق بهم ارتدوا وهم يستحسرون.
هذا الوضع لن يستقيم على هذا النحو ؛ وقد جفت حلوقنا نصحا علهم يرشدون. وكل يمسك بزمام خطمه فلا يتركه إلا منكسرا وقد ولغت فيه ألسنة التشفي.
لن ينصلح الحال إن استمر على هذا النحو وبذات النمط ؛ وما يحدث من القحطعسكريين هو تكرار ممل لمسلسل الغباوة والبلادة القديم المتجدد.
من هم القحطعسكريين؟
هم تناسخ كئيب لتورشين والكيزان والشيوعيين والترابي والأسياد أولى النعمة والولاية.
هو تناسخ يدهش الحصيف بتطابقه الماضوي ، وهو تناسخ يعلن موتا حيا على رؤوس الأشهاد...
وحمدوك يدور ويدور ؛ يحسب الأمر ما يراه بواجهة النظر ، فعين تحت يديه من لا يزيده إلا ضغثا من الوهم ، فلا ينفك لا يفهم ولا يعي واقع الدولة بل ولا حتى واقعه هو نفسه ، ناهيك عن الوعي بالواقع الإقليمي والدولي.
لقد ورطه حب الأضواء وورطه من ساقوه إلى مقصلة الفشل عن عمد ومع سبق الإصرار (قبل أكثر من عام) والترصد.
ثم ينقشع كغمامة صيف ، ثم يعيد الماضي ارتكازاته على أركان هذه الرقعة الجغرافية البائسة.
ويستمر المسلسل.