و تستمر محنة هذا الشعب فى (علماء الدين) بقلم د. محمد شمو

و تستمر محنة هذا الشعب فى (علماء الدين) بقلم د. محمد شمو


10-08-2019, 07:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570558105&rn=0


Post: #1
Title: و تستمر محنة هذا الشعب فى (علماء الدين) بقلم د. محمد شمو
Author: د. محمد شمو
Date: 10-08-2019, 07:08 PM

07:08 PM October, 08 2019

سودانيز اون لاين
د. محمد شمو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





محنة الشعب السودانى فى من أصطلح على تسميتهم (علماء الدين) مستمرة.
هؤلاء (العلماء) ما فتئوا يخيبون آمالنا فيهم فى كل موقف و يحبطوننا عند كل منعطف. فهم إما خانعين يخافون أن يجهروا بالحق فى وجه السلطان الجائر. و إما عاجزين عن مخاطبة قضايا الأمة المصيرية و التعاطى معها بما يستحق من الوعى و الإدراك.
إستمعت فى بداية هذا الإسبوع الى تسجيل من خطبة الجمعة الأخير للمدعو عبد الحي يوسف تحدث فيه عن إقامة دورى كرة قدم للنساء فى بلادنا مسجلاً إعتراضه على ذلك، و متهماً الحكومة بأنها بذلك تجر البلاد الى "درك و وهدة سحيقة". عجباً ... عجباً ... عجباً
لقد عجبت و حق لى ان اعجب من فراغ عقول علماؤنا و إنصرافهم. علماء لم يعترضوا على قتل الأبرياء فى دارفور و جنوب كردفان و جبال النوبة و كجبار و معسكر العيلفون. لم ينكروا قتل المعتصمين و المتظاهرين السلميين فى مدن السودان. لم يعترضوا على إغتصاب النساء فى دارفور و المعتقلين فى دور جهاز الأمن و بيوت الأشباح. لم ينكروا التعذيب و السحل و التنكيل. لم يحركهم انتشار المخدرات و الخمور و استيرادها بالحاويات. علماء يسكتون عن أكل أموال الناس بالباطل بالمكوس و الإتاوات و الضرائب التى تنتزع من أفواه الفقراء و المساكين. و يسكتون عن نهب المال العام و أموال الزكاة و الحج و يجيزون التحلل منها. و يسكتون عن السرقة و الرشوة و الاختلاس. علماء يغضون الطرف عن فساد المسؤولين الحكوميين فى عهد الإنقاذ و ممارستهم بعضهم ال################ة و ضبطهم فى أوضاع مخلة. يعلمون كل ذلك فلا يرون فيه خطراً يجر البلاد الى "درك و وهدة سحيقة". يرون كل تلك المنكرات فلا ينكرونها لا بدافع الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و لا بوازع الغيرة على الدين، و لا يفردون لها خطباً فى صلاة الجمعة. علماء يثبطون الناس عندما يثورون مطالبين بحقوقهم و يقولون لهم "الخروج على الحاكم حرام". لكنهم يقيمون الدنيا و لا يقعدوها، و يكتبون الخطب الرنانة من أجل إقامة دورى كرة قدم للنساء. علماً بأن إجازة ممارسة النساء لكرة القدم كانت قد تمت فى عهد الانقاذ البائد الذى يحنون اليه الآن و شارك السودان فيه بوفد فى إحدى الدورات الخارجية عام ٢٠١٠. أليس هذا من النفاق و عدم المسؤولية و خيانة الأمانة؟
أى نوع من العلماء هذا العبد الحي و أى علم يحمل فى رأسه؟
لم يكف علماء الخزى و العار من أمثال عبد الحي يوسف أنهم كانوا جزءاً من نظام ساد ثم باد بعد أن تسبب فى خراب البلاد و شقاء العباد. فأحال جموعهم بين جائع، و عطشان، و مروع، و مفجوع، و موجوع، و مشرد، و عاطل عن العمل، و فاقد للمستقبل، و مهاجر فى بلاد الله. لم يكفهم ذلك الخزى و العار لينذووا عن الأنظار خجلاً، بل جاءوا تارة اخرى ليتاجروا بدين لم يصونوه، و يتباكوا على شرع لم يقيموه طيلة ثلاثون عاماً. هؤلاء لن يصدقهم إلا مخبول، و لن يأمنهم على دينه إلا مفرط.
نقول لعبد الحي يوسف و زمرته من علماء السؤ و السلطان: إن الإسلام فى بلادنا لا خوف عليه و لا يحتاج لأمثالكم. فهو محمى و راسخ فى قلوب أهل السودان و يصدقه عملهم. تراه قائماً فى أحوالهم الشخصية و ممارستهم لعباداتهم، و إلتزامهم بمعاملاتهم، و حسن خلقهم، و توادهم، و تراحمهم، و تكافلهم و إيثارهم، و مروئتهم. لم يشذ عن ذلك إلا أهل الإسلام السياسى، و قياداتهم و وزرائهم و مسؤوليهم و شركاتهم و منظماتهم و أجهزتهم الأمنية و كتائبهم و مليشياتهم الذين رأينا منهم كل منكر حرمه الإسلام من قتل الأبرياء، و إغتصاب الحرائر، و إنتهاك حرمات بيوت الله و بيوت الناس و الكذب، و النفاق، و التدليس، و الرشوة، و المحسوبية، و الإختلاس، و سرقة المال العام، و نهب مقدرات الدولة، و أكل أموال الناس بالباطل، و تعذيب المعتقلين، و ترويع الآمنين.
ليعلم أهل الإسلام السياسى و أبواقهم من علماء السؤ و السلطان من أمثال الضال عبد الحى يوسف أنهم غير مؤهلين لا أخلاقياً و لا تاريخياً ان يتصدروا المشهد او الدعوة لتثبيت ما فرطوا فيه من دين الله بتجربتهم البائسة التى أساءت للدين و شوهته. لا تراهنوا يا أهل الخداع و النفاق على ردة أهل السودان عن ثورتهم العظيمة التى أبهرت العالم. الثورة التى قامت من أجل التحرر و رفع المعاناة و المظالم، و ليس من أجل محاربة دين الله كما تروجون كذباً و بهتاناً. ثورة شاركت فيها كل قطاعات الشعب السودانى عدا أهل الإسلام السياسى و علماء السؤ و السلطان. لا تراهنوا على إجهاض الثورة لمداراة خيبتكم و فشلكم ليس فى إقامة دين الله و إرساء شريعته فحسب، بل فشلكم فى نشر هديه و قيمه السمحة على مدى ثلاثة عقود. الشعب أوعى و قد خبر خدعكم و ألاعيبكم المكشوفة. فموتوا بغيظكم و ارضوا بمكانكم المستحق فى مزبلة التاريخ.

د. محمد شمو
٨ أكتوبر ٢٠١٩
[email protected]