الحركرك! بقلم ا د / علي بلدو

الحركرك! بقلم ا د / علي بلدو


10-08-2019, 04:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570547724&rn=0


Post: #1
Title: الحركرك! بقلم ا د / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-08-2019, 04:15 PM

04:15 PM October, 08 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


ان الناظر لمجمل الاوضاع في بلادنا الحبيبة الان ’ ليجدن تغيرا كبيرا هبت به ريح الصبا و رياح الحداثة و الواقع المعاصر من فضاءات مفتوحة و تلاقح للثقافات و تمازج بين الجاليات المختلفة مع كثرة الاسفار و الوافد الاجنبي مع الثورة الرقمية و نشاط وسائط التواصل الاجتماعي و التي جعلت عالمنا غرفة صغيرة للغاية و تزداد صغرا يوما بعد يوم.
فبالتالي نلاحظ حراكا كثيفا تشهده معظم السوح و خلخلة كبيرة للواقع المجتمعي بكافة صوره و اشكاله و انماطه و اوجهه المتعددة و المتباينة’ و هزة عنيفة للصورة النمطية للمواطن السوداني و المجتمع بصورته القديمة و المنقولة عبر الاجيال ’ من شاكلة مجتمع البساطة’ الخير ’ الفضيلة’ الطهر و النقاء ’ التسامح و مرورا بالجود و الشهامة و الكرم و الاباء ’ و ليس نسيانا لمجتمع التماسك و التعاضدد و الذي لا يبيت فيه شخص و جاره جائع و غيرها من الفرمالات التي ما فتئنا نرددها صباحا و مساء و نغني لها و ننشدها في افراحنا و اتراحنا و لا نزال !
و لكن المتابع لاخبار المجتمع من تفشي للجريمة المستحدثة و الغريبة و انماط الاحتيال و الكذب و بشاعة جرائم القتل و ازهاق الازواج ارواح بعضهم البعض و بصورة مروعة’ يكتشف بسهولة ان هنالك شيئا ما يجري و ان عالم المثل و الاخلاق و الفضائل قد عاني و اصبح على عجل الحديد ’ و يكاد صريره يسمع من علي بعد مئات الكيلوميترات.
كما ان التلوث السمعي الذي جاء به مغني الغفلة و (غنايات الصفقة تعبانة) و معهم القونات و (الغرز) و 0(الخيران) و من لفهم لفهم بساقط القول و مبتذل النص و متهالك اللحن’ و ما يصاحبه من ممارسات و سلوكيات يندي لها الجبين ’ و (ديرتي) يكفي لاتساخ قارة كاملة ’ يمكننا ان نقول انه اعلان بان الساحة الفنية’ ان وجدت اصلا’ اصبحت علي الحافة ’ في شفا جرف هار ’ سيينهار قريبا او بدا فعلا في ذلك,.
على انه و في ظل كل ذلك برزت ظواهر جديدة كالالحاد العلني و المستتر و عبادة الشيطان و تقديس الطاوؤس و طقوس الشروق و المغيب ’ و عدم الايمان بالكثير من القيم و المعتقدات و الثوابت المتعارف عليها و يحلو للجميع ترديدها غبوقا و اصطباحا حتى مللنا سماعها’ و ايضا رغبة الكثرين ترك ديانتهم و التحول لديانات اخرى بعد ان (كرههم) هؤلاء القوم حولنا في ما شبوا عليه’ فقرروا تركه لهم ليهنئوا به و ليبحثثوا هم عن عقائد اخرى اكثر اقناعا لهم في ظل الاحتكار الديني الذي ظل يمارس في البلاد على مدى عقود من نفس الفئات و ان اختلفت مسمياتها’ و بالتالي فلن نذيع سرا ان قلنا ان (الدين ) نفسه قد شارف على النفاذ و بدات لمبته (الحمراء) في اللمعان و الذي يزداد بريقا يوما بعد يوم و لكنا نرفض ان نراه’ ربما لاصابتنا بعمى الالوان بعد ان فشل الاطباء في معالجة اولي امرنا من امراض القلوب و كما فشلوا هم ايضا في مداواة الجيوب!و التي جاوزت حالتها و حال البلد (الحركرك) منذ زمان بعيد.