الإشكالية في طول الفترة الانتقالية ! بقلم أبوالبشر أبكر حسب النبي

الإشكالية في طول الفترة الانتقالية ! بقلم أبوالبشر أبكر حسب النبي


07-12-2019, 04:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562946323&rn=1


Post: #1
Title: الإشكالية في طول الفترة الانتقالية ! بقلم أبوالبشر أبكر حسب النبي
Author: أبو البشر أبكر حسب النبي
Date: 07-12-2019, 04:45 PM
Parent: #0

04:45 PM July, 12 2019

سودانيز اون لاين
أبو البشر أبكر حسب النبي-
مكتبتى
رابط مختصر




اتفقوا ...تمت صياغة المسودة النهائية للاتفاق .. وعادت خدمة الأنترنت .. والتوقيع في غضون ساعات ..ومن ثم اختلفوا ..هنالك خلافات (إجرائية) ،كما يقول الوسيط ، ومصدر من المتفاوضين يقول هناك خلاف (جوهري ) ،أنباء مبهجة تتبعها أخرى مغمة ، الفاعلون بكافة أطيافهم قد أمسكوا عن إقامة الاحتفالات أو مواكب الاعتراض ، لأنهم يجهلون ما وراء الأكمة وما يخبئه القدر في هذا الظرف الدقيق .. وإن الهالة الأولى التي أشاعتها إذاعة الخبر بدت غير حقيقية ، تحجب وراءها طبقات من العتمة والتشويش .. على كلٍ ، ما زال الوقت مبكراً لتقدير دور الشيطان في التفاصيل ، أي أنها نصف فرحة .. لذلك تجد الناس قد انقسموا حيال الاتفاق إلى ثلاث فئات ..طائفة رأت في الاتفاق انجازا تاريخياً يستحق الاحتفال حال التوقيع عليه وهم قلة ... أخرى رفضته بالمطلق وعدته صفراً ضخماً (على الشمال ) وأن دماء (الشهداء) قد راحت هدراً وأن أثمان (الثورة) ذهبت سدى ، وعددهم ليس بقليل .. وطائفة ثالثة ، وهي الأكبر ، أوجبت على نفسها إعمال ( الذرائعية ) وتوظيف الأمثال التبريرية من شاكلة : ما لا يدرك كله لا يترك جله ، وأنه ليس في الإمكان أكثر مما كان ،وأن عصفور في اليد ولا عشرة في الشجرة ، إلى ما هنالك من الأمثال التبريرية .. فمن الواضح أن مظآن الانطلاق هي التي تحدد موقف الفرد وهو أمر طبيعي في رأينا ..
في كل هذه (التقييمات ) قفز الجميع على المثلب الرئيس ..على الرغم من أنه بمثابة القنبلة الموقوتة واللغم المضاد لتنفيذ هذا الاتفاق ، هو ما نصّ عليه البند الأول من الاتفاق " فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر" يا للهول من هذا (الطول)! أنه مثلب بيّن ولا يحمل في طياته أي منقب ،وهو الباب الذي ستدخل منه ريح السموم وتجلب معها كافة المفاسد.. يقول بعض المتنطعين من جماعة (سنة أولى سياسة ) بأن طول الفترة الانتقالية يعين القوى السياسية على تسوية نزاعاتها و طي خلافاتها وتمر بنا إلى رحاب (الديموقراطية المستدامة)بسلام آمنين ..أقول هذا محض فرضية عامة، تنهض على الآمال والأماني والنوايا الحسنة و ليس على معطيات امبيريقة حقيقية ، وفي رأي المتواضع إن العكس هو الصحيح أي أن هذا الطول الخرافي قد يزيد الخرق على الراتق وتخرج عن سيطرة أمهر الحائكين !...
مذ المقترحات الأولى ظلت جماعة الحرية والتغيير تطرح- وبإصرار عجيب –فترة انتقالية طويلة جداً (أربع سنوات ).. في الحقيقة حاولت استجلاء آراء بعض المتفاعلين إيجاباً مع هذا الطول عن مغزى أن تكون الفترة الانتقالية طويلة لهذا الحد ، وكان من فرط دهشتي جاءت الإجابة كأنها محفوظة ، مؤادها : " حتى تتمكن السلطة الانتقالية من تصفية ميراث السلطة السابقة " عندما سألتهم كيف ؟ كان التفصيل نفسه نموذجياً مفاده :" استئصال كافة الكيانات السياسية المرتبطة بالإسلام السياسي وذلك بإجتثاث المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح والأخوان المسلمين ومصادرة أموالها وإلقاء بأعضائها في غياهب السجون وتجفيف المنابع الفكرية لها بإغلاق جامعة أمدرمان الإسلامية ومعها جامعة القرآن الكريم وافريقيا العالمية والمجلس الأفريقي للتعليم الخاص ومصادرة مواعينها الاقتصادية بسحب التراخيص من جميع البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية وحل منظمة الدعوة الإسلامية وهيئة الإغاثة الاسلامية العالمية ، وفرض على أنصار السنة المحمدية بعدم الدنو من حلبة (ساس يسوس) والاكتفاء بالوعظ في مساجدهم .. وطلب من الصوفية إنكفاء والزام زواياهم .. إن الدين لله والوطن للجميع .."!
وفي الخطوة الثانية " يتم حل ميليشيا (الجنجويد ) وطردها من العاصمة وتسليم زعيمها إلى محكمة الجنايات الدولية" ..وفي الخطوات الثالثة يتم حل جهاز الأمن والمخابرات وتكوين (جهاز وطني جديد) وتطهير الجيش والشرطة من جميع الضباط الذين مروا إلى الكلية الحربية والمعاهد العسكرية الأخرى وكلية الشرطة عبر لجنة "نخل الكيزاني " خلال ثلاثين عاماً الماضية وتصفية الجهاز القضائي الحالي والنيابة العامة الحالية عن طريق الإحلال والاستبدال ..وبعد ذلك إجراء انتخابات عامة ونصبح الدولة الديمقراطية رقم واحد في العالم "!
حسناً ، القول سهل ولكن من لديه قدرة الفعل ؟ ، حكومة ( تكنوقراط انتقالية) لا تستطيع حتى إزاحة النملة من مسكنها ! لعدم امتلاكها (الإرادة الحقيقية ) وسوف (يمل) الجميع منها ويتوقون إلى حكومة منتخبة مسنودة بإرادة شعيبة تستطيع اتخاذ قرار مصيرية دون خوف أو وجل ، إذاً ،أليس من الأفضل (تقصير) الفترة الانتقالية عوض (تطويلها)؟.
اعتقد أن أم المعضلات هي حالة الانفصال والانفصام عن الواقع التي تعيشها النخبة النيلية والتي ترى أن مركز الكون هو الخرطوم وضاف النيل ، فمثلا عندما يقولون حتى لا تكون بلادنا مثل اليمن وسوريا وليبيا وواق الواق ..الخ ! هم صادقون في ذلك لأنه لم ينتقل في وعيهم أنه طوال نصف القرن الماضي كانت بلادنا أسوأ بلد في العالم كانت تدور فيها إحدى أشرس وأطول الحروب في أفريقيا (حرب الجنوب ) وما أن توقفت أشتعلت حروب أخرى شاملة في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق .. لأن تلك الحروب وآثاراها المباشرة لم تتنقل إلى الخرطوم وضفاف النيل .. وأعتقد إنهم بتصرفاتهم الرعناء هذه سوف ينقلون الحرب إلى هناك ومن يعش يرى .
في الختام تجدني أميل إلى الطرح ( الألمعي) الذي يطرقه الكاتب (أمل الكردفاني ) في هذا المنبر و الذي سخر كثيرا مما يدونه عدد كبير من الكتاب السذج في هذة (المنصة ) ،بل تجدني استشيط غضاً في بعض الأحيان وأسأل نفسي كيف لأشخاص متعلمين ( وعدد كبير من الذين ناقشتهم من المعلمين ) أن ينحدر هذا الدرك من الضحالة في التفكير ويقفز على حقيقة أن السودان دولة في غاية من الوهن والفقر والفاقة وأن المهم الآن (انقاذها)! وإقالة عثرتها وانتشالها من القاع وإطعام الجياع من أهلها قبل بيع صكوك (الديموغراطية )! لهم .
في المدى القصير ،إذا كان الشعب السوداني محظوظاً ، اتمنى أن تحل عليه ثلاثة بركات / متغيرات وهي:
1- رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب
2- أعفائه من كافة الديون وفوائدها التي تراكمت خلال خمسين السنة الماضية
3- عقد مؤتمر دولي لدعم واسناد السودان اقتصادياً
إن حدث ذلك ، لا بأس من أن نلعب لعبة ( الديموغراطية )!.

سؤال خارج النص : من أين أتى السيد (حميدتي) بحكاية قلب (القاف) إلى (غين ) (أغول .. الغانون ... الديموغراطية )..الخ وأهل دارفور، وحتى أهل تشاد ، لا يفعلون ذلك على الإطلاق .. قد يقلبون ( الحاء) إلى (هاء) ؟ أهي حيلة مفتعلة للتقرّب من أهل النيل حتى ولو بتقمُّص عاهاتهم ؟ لا تبخلوا عليّ بالإجابة الجادة !


Post: #2
Title: Re: الإشكالية في طول الفترة الانتقالية ! بقل�
Author: أبكر
Date: 07-13-2019, 00:03 AM

ما هذا كل هذا الهراء!