الكهرباء ..!! بقلم الطاهر ساتي

الكهرباء ..!! بقلم الطاهر ساتي


07-09-2019, 07:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562698210&rn=0


Post: #1
Title: الكهرباء ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 07-09-2019, 07:50 PM

07:50 PM July, 09 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: الحمد لله.. ( أخيراُ) أعلنت وحدة السدود عن اكتمال العمل بسدي نهر عطبرة والستيت، ليصبح جاهزاُ للافتتاح .. ومن المدهش أن فكرة إنشاء سد بنهر العطبرة - لمد القضارف بمياه الشرب - تعود إلى العام (1946).. ولكن لم تتم الدراسة إلا منتصف السبعينات، ثم تم تجديد الدراسة - لتوسعة المشروع - بواسطة شركة فرنسية في العام (2007).. ثم تم طرح المشروع للتمويل في العام (2009)، ليدخل مراحل التنفيذ في مايو 2010 .. !!

:: فالطاقة الانتاجية لسدي ستيت و نهر عطبرة كانت عند الدراسة (120 ميقاواط).. ولكن بعد إنشاء أثيوبيا سد تقزي على نهر عطبرة إرتفعت الطاقة الانتاجية لستيت و نهر عطبرة إلى (320 ميقاواط)، لأن السد الاثيوبي حوَل النهر بالسودان من (موسمي) إلى ( دائم)، وذلك بالتحكم الاثيوبي في إنسياب المياه وإستمرار توليد الطاقة، وهذا ما يُسمى بالبلدي ( رزقاً تكوسو، ورزقاً يكوسك)، وذلك فضل من الله ..!!

:: وكما تعلمون فان سيدون من المناطق (الفقيرة جداً) ..وكذلك مشروع حلفا - بشرق السودان - توقف عن الانتاج عطشاً.. ولكن بفضل الله، بعد تنفيذ أثيوبيا سد تقزي إستقرت المياه وصار جريانها دائماً، وبتنفيذ سدي أعالي نهر عطبرة وستيت سوف تعود حياة الزرع والضرع للأهل بسيدون وليعود الإنتاج لمشروع حلفا الزراعي، وثم تضاف مساحة أخرى مقدارها ( 800 الف فدان) بالأرض المروية بولايتي كسلا والقضارف ..!!

:: ثم أن القضارف سوف تودع العطش بفضل الله قريباً.. نعم، فالأهل هناك على موعد مع إستقبال مياه نهر عطبرة، ليودعوا العطش.. وهذا الحلم بعمر استقلانا.. ( 75.000 متر مكعب يومياً) ، هي طاقة المحطة، أي بزيادة ثلاثين الف مترمكعب عن حاجة المدينة وأريافها ( 27 قرية)..أنابيب الخط الناقل للمياه طول المسار ما بين القضارف و المحطة الواقعة على شاطئ بحيرة السد (75 كلم).. وإن لم يكن لهذا السد جدوى غير هذا المشروع الاستراتيجي، فهذا يكفي ..!!

:: وكنت قد وثقت أحوال أهلها قبل سنوات، إذ كانت محض قرى متناثرة - وفقيرة للغاية - بموقع البحيرة.. ولعدم توفر الخدمات لم يكن إستقراراً لأهالي تلك القرى.. ولكن اليوم، بدأت تلك القرى مرحلة جديدة في حياتها بعد أن تم تجميعها في قرى نموذجية تنعم بالمدارس والمشافي والكهرباء والمياه و مناخ الإنتاج .. (30.000 أسرة)..وإن لم يكن للسد جدوى غير تحويل الأسر المتناثرة بلاخدمات إلى مجتمعات مستقرة، فهذا أيضاُ يكفي ..!!

:: وفي خضم الثورة، أعلنت إثيوبيا عن إيقاف تصدير الكهرباء لبلادنا (100 ميقاواط)، بسبب نقص في إنتاج الطاقة الكهربائية، لشح الأمطار، وتم ذلك في مايو الفائت .. ويومها قلت بان مثل هذا الحدث يجب أن ينبه السادة بالمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وهم قاب قوسين أو أدنى من تشكيل حكومتهم، بأن حُكم السودان وشعبه في المرحلة القادمة ليس (نُزهة)، بل (مشقة) ..!!

:: نعم، فالحرية والسلام والعدالة تستحق كل هذه التضحيات.. ولكن لا بد من (الخُبز أيضا).. وسادة المرحلة يعلمون بأن الكهرباء في بلادنا ليست قومية، لو كما نصفها، بل هناك ولايات ومحليات خارج الشبكة المسماة - مجازاً- بالقومية.. ومن نجاح الثورة سد هذا العجز العريض.. ولن تسقط حكومة الجوع والفقر ما لم تبذل حكومات مابعد الثورة جهدها في كل مجالات الإنتاج، بما فيها الإنتاج الكهربائي ..!!


fb