قناعات البشير الجديدة بقلم جمال علي حسن

قناعات البشير الجديدة بقلم جمال علي حسن


03-11-2019, 06:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1552326722&rn=0


Post: #1
Title: قناعات البشير الجديدة بقلم جمال علي حسن
Author: جمال علي حسن
Date: 03-11-2019, 06:52 PM

06:52 PM March, 11 2019

سودانيز اون لاين
جمال علي حسن -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



جنة الشوك




تعليق الرئيس البشير على اختيار الولاة من العسكريين لكونهم محل إجماع الشعب السوداني، وتكراره للحديث عن أن البلاد تقبل على مرحلة جديدة خالية من المحاباة والمحاصصة ..
هذه اللغة في خطاب الرئيس البشير تعكس قناعة البشير الآن بأن الحزب الحاكم غير مؤهل لقيادة البلاد بسلام في هذه المرحلة الاستثنائية الدقيقة وأن تحقيق الاستقرار واستعادة العافية في البلد يشترط تمكين الجيش من السلطة وليس الحزب في هذه المرحلة، وهذا الفعل يجب أن يجعل الحزب الحاكم يقف مع نفسه كثيراً ويستدرك حاله لأن حديث الرئيس لا يخلو من قناعة واضحة بأن أجندات الحزب وطريقة إدارته للحكم تسببت في إضعاف الجهاز الإداري للدولة من خلال السماح بتفشي المحسوبية والمحاباة التي هي أبرز المظاهر الخطيرة لمنظومة الفساد الإداري في أي بلد، وبالتالي فإن حديث البشير عن المرحلة القادمة التي قال إنه سيقف فيها على مسافة واحدة من الجميع ثم عاد أمس وأكد أنها ستكون مرحلة جديدة وخالية من المحاباة تعني لنا أن هناك ربط ما بين المسافة الواحدة من الجميع وما بين خلو المرحلة من المحاباة ومظاهر الفساد.
وفي الواقع كانت هناك بالفعل نماذج قبيحة للمحاباة والمحسوبية في الكثير من مؤسسات الدولة التي تجد معظم موظفيها إما من أقارب وأصدقاء الإدارة العليا في المؤسسة أو تم تعيينهم بمعيار الولاء التنظيمي للحزب الحاكم وليس الكفاءة الفنية والإدارية، كما أن المؤتمر الوطني لم يكن يحاسب عضويته من القيادات التنفيذية حين تخطئ أو تفسد أو يحاسبها على مثل تلك الممارسات بل كان واضحاً أن الجهاز التنظيمي يتدخل دائماً لحماية هذه القيادات بمنطق (دا زولنا)، في حين أن المؤتمر الوطني لو كان صارماً في محاسبة الفاسدين من عضويته وقياداته في المركز والولايات لاستطاع من خلال تلك الفرصة التاريخية التي أتيحت له في حكم السودان كل هذه السنوات الماضية أن يبني لنفسه سمعة أفضل، ولوجد الآن عدداً أكبر من المدافعين عنه وعن تجربته في الحكم.
الحقيقة تقول إن الإسلاميين في السودان توفرت لهم الفرصة الذهبية التي لم تتوفر لهذا التنظيم في أي دولة عربية وإسلامية أخرى، لكنهم لم يغتنموها ويغيروا ذلك الانطباع السائد في المنطقة حولهم بتجربة حكم كان من الممكن أن تكون متميزة وناجحة يقدمونها للعالم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
<<<<<<<<<<<<>>