الزمن للرحيل وليس للحوار يا معتز موسى! بقلم عبدالغني بريش فيوف

الزمن للرحيل وليس للحوار يا معتز موسى! بقلم عبدالغني بريش فيوف


02-11-2019, 00:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549843145&rn=0


Post: #1
Title: الزمن للرحيل وليس للحوار يا معتز موسى! بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 02-11-2019, 00:59 AM

11:59 PM February, 10 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





عندما انتظمت الانتفاضة الشعبية المطالبة بسقوط النظام، مرددة هتافات -حرية سلام عدالة، والثورة خيار الشعب، وسلمية سلمية ضد الحرامية. قابلتها الأجهزة الأمنية والشرطية وكتائب الحركة الإسلامية بالقوة المفرطة التي أدت حتى الآن الى مقتل عشرات الأبرياء من المحتجين وآلاف المعتقلين معظمهم لا يُعرف عن مكان اعتقالهم وظروفهم.
أما عمر البشير رأس النظام الحاكم، فقد استهزأ وسخر من تلك الاحتجاجات الشعبية -قائلا: من يريد أن يحكم السودان عليه أن ينتظر صناديق الإقتراع في 2020. كما وصف المطالبين برحيله بالخونة والعملاء وبشذاذ الأفق وأنه لن يسمح لهؤلاء بتخريب السودان وتدميره.
ويبدو ان البشير أراد بأوصافه المشينة للمطالبين برحيله وبتهديداته لهم بأجهزته أمنية وميليشياته، نهاية سريعة للاحتجاجات التي عمت كل مدن السودان وقراه وأحياءه، لكن بعد مرور أكثر من شهرين عليها وليس هناك ما يؤشر على تراجعها، بدأ النظام وأعوانه يخففون من حدة لغتهم تجاه الثورة المشتعلة، فقد عقد عمر البشير ليل الأربعاء 6 فبراير 2019 اجتماع بمجموعة منتقاة من الصحفيين لمناقشة التطورات الأخيرة على الساحة.
وتحدث البشير بنبرة تصالحية، قائلا "إن المتظاهرين إن العديد من العوامل أسهمت في نزول الشباب الى الشارع بما فيها العطالة والتضخم". وقال إن الإجراءات الحكومية التراكمية خلقت غبناً وسط الشباب السوداني.
وانتقد للمرة الأولى قانون النظام العام الذي يفرض قيوداً مفرطة على مجموعة من السلوكيات الشخصية ولكنه يستهدف المرأة في المقام الأول.
وذهب إلى أبعد من ذلك قائلا إنه سيطلب من السلطات القضائية والشرطة أن تناقش معهم هذا القانون قائلا إن "تطبيقه يخالف بـ 180 درجة للشريعة الإسلامية".
وفي نفس الاجتماع أعلن الرئيس السوداني الإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين حديثًا لتغطيتهم للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
أما معتز موسى رئيس وزراء عمر البشير وفي محاولة لاحتواء تداعيات التظاهرات المتأججة منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أعرب عن تمسكه بـ"ضرورة إجراء الحكومة حواراً مباشراً مع الشباب المحتجين".
أما القيادي بحزب المؤتمر الوطني عبد السخي عباس، ففي لقاءه مع راديو بي بي سي العربية يوم الخميس 7 فبراير 2019، قال إن حزبه مستعد لإجراء حوارا سياسيا شفافا مع كل قطاعات الشعب السوداني دون استثناء ودون قيد وشرط وحول كل المطالبات بما فيها مطلب تنحي البشير وتكوين حكومة انتقالية وولخ.
المشكلة في الدعوات التي يطلقها أهل الإنقاذ للحوار مع المنتفضين والمحتجين، تكمن في أن النظام السوداني يستخدم الحوار كتكتيك وليس حقيقة واقعة، كما ينظر إلى الانتخابات التي يصر على اجراءها كغاية وليس كوسيلة.
والمشكلة الأخرى مع دعوات النظام للحوار، هي أن النظام ينظر إلى العهود والمواثيق التي يوقعونها مع غيرهم إنها توقع للضرورة ولغرض مرحلي ولمقتضيات مصلحة آنية، حتى إذا ما استنفذ هذا الغرض المرحلي، نقض النظام الميثاق من غير استشعار بأي اعتبار خلقي أو التزام أدبي، فاللجوء إلى العهود والمواثيق ما هو إلا حالة اضطرارية اجبارية.
مشكلة ثالثة، هي أن النظام يصر إصرارا غبيا على أن الأزمة التي تعيشها السودان اقتصادية فقط، بينما الحقيقة هي أن الأزمة سياسية بامتياز -أي وجود نظام البشير الإسلامي على رأس الحكم لثلاثين عاما هو جوهر الأزمة السودانية.
الآن ومع قرب الانتفاضة السودانية دخول شهرها الثاني، فإن مطلب المنتفضين أصبح واضحا أكثر من أي وقتٍ مضى وهو اسقاط النظام تحت شعار "تسقط بس"، ولم يجدي نفعا المهدئات التي تطرحها السلطة من يوم لأخر لوقف الاحتجاجات كأن تطالبهم بالدخول معه في حوار يعرف الشارع نتيجته مسبقا.
نعم، ليس هناك شيء يستطيع النظام تقديمه للمنتفضين لتهدئتهم واعادتهم الى بيوتهم، فهذا الشارع قد حسم أمره بعدم العودة الى الوارء، فليأخذ النظام "دبشه" ويرحل الآن لأن إرادة الشعوب لا تقهر ولا تهزم ولا تخدع ولو بعد حين.‏