الأخوان المسلمين ،،، و إجهاض مشروع قيام الدولة السودانية الحديثة بقلم م/ علي الناير

الأخوان المسلمين ،،، و إجهاض مشروع قيام الدولة السودانية الحديثة بقلم م/ علي الناير


01-01-2019, 01:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546300991&rn=0


Post: #1
Title: الأخوان المسلمين ،،، و إجهاض مشروع قيام الدولة السودانية الحديثة بقلم م/ علي الناير
Author: علي الناير
Date: 01-01-2019, 01:03 AM

00:03 AM December, 31 2018

سودانيز اون لاين
علي الناير-
مكتبتى
رابط مختصر



تأسس الحزبين الشيوعي و الجمهوري على أسس متينة من الوعي الثوري الوطني و المفاهيم الفكرية السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية و الثقافية بالرغم من إختلاف الأيدولوجية للحزبين و كان بالأمكان أن يكون لهما مستقبل باهر في عملية نهضة وتطور السودان و قيام الدولة الحديثة من خلال المفاهيم الثرة التي يتمتع بها و يحملها الافذاذ من الكوادر الوطنية المنتظمة و المنظمة ضمن عضوية الحزبين و كانت بمثابة هاجس و مشكل أساسي للاحزاب العقائدية التقليدية ( أحزاب السيدين ) التي تتمثل في الأمة والإتحادي و الإسلاميين التقليديين الذين إمتطوا مسميات عديدة التي إكتسبوها من جراء الإنتهازية الإنقلابية المتوارثة من زعيمهم وهي الأخوان المسلمين ، جبهة الميثاق ، الجبهة الإسلامية القومية ، الحركة الإسلامية و إلخ ،، وهم من نقلوا عدوى الإنقسامات والتشظي للقوى السياسية و يجيدون التجسس على بعضهم و حياكة المكائد والمكر الخبيث في سياسة التفكيك و هذا ديدنهم !! ( المغفرة و الرحمة للمرحوم بابكر كرار مؤسس الجماعة ) .
منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي إبان العهد المايوي بدأت عملياً محاربة وتصفية كل من الحزبين الشيوعي و الجمهوري عبر نظام الحكم و بأيدي خفية تارة و علنية تارة أخرى و هنا لعبت الجبهة الإسلامية دوراَ كبيرا في الخفاء و الشعب السوداني كان يعتقد بأن نميري ضد الإسلاميين لكن العكس كان يخشاهم ويتحاشاهم في بعض الأمور و لسر العلاقة بينه و الشيخ الزعيم ، حيث قام نميري بإبعاد الشيوعيين خوفاً من توجههم العلماني و لجهل الغالبية من الشعب السوداني عن مفهوم التنظيم الشيوعي و فكره المتقدم ، و خاصة في مناطق الهامش والاقاليم الطرفية التي كانت مغيبة بإسم الدين من قبل الإسلاميين و أحزاب السيدين التي تعمل على تكفير الشيوعيين و الإخوان الجمهوريين ،،، و في هذا الصدد انا شخصياً أعتبره تقصير من الحزب الشيوعي لانه كان يعمل في وسط المثقفين و المثقفاتية وأهمل القواعد المهمشة و العمالة الكادحة ليفسح المجال للأحزاب التقليدية الإسلاموية لإستغلال تلك القواعد بإسم الدين و تسييس الدين لأغراضهم السياسية والشخصية .
العهد المايوي أتاح فرص كثيرة للجبهة الإسلامية للعمل و إتساع رقعة التنظيم خصوصاً عندما أشركهم نميري في السلطة و حثه بتطبيق الشريعة الإسلامية و التي عرفت بقوانين سبتمبر 1983م آنذاك و رفضها الأخوان الجمهوريين بإعتبارها لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة و مهددة لوحدة البلاد وأدت إلى تصفية و إضعاف الجمهوريين عبر محاكمات كيدية هزلية إنتهت بإعدام الشهيد الاستاذ محمود محمد طه الذي كان يمثل هاجساً و منافساً شرساً للجبهة الإسلامية نسبة للمفاهيم الفكرية المتقدمة التي ينتهجها الأستاذ و تلامذته ، لذا كان لابد من التخلص منهم و قوانين سبتمبر كانت مطية ومن إنتاج الجبهة الإسلامية مثلها مثل الجهاد الذي راح ضحيته العديد من إعتقدوا المصداقية في الشيخ الزعيم بأن الجنة مثواهم حيث يجدون الحور العين،، و سرعان ما أعلنهم مجرد ( فطائس ) .
الفارق كبير وشاسع من حيث المفاهيم الفكرية المتطورة و المتقدمة لدي الحزبين الشيوعي و الجمهوري و رؤيتهما المتطورة في السياسة ، الإقتصاد و الثقافة لخلق مجتمع مدني متحضر لذلك تفوقوا على الجبهة الإسلامية و الأحزاب التقليدية ( الإسلام التقليدي ) الذين يمتازوا بالخطاب الطويل الممل ذو التنظيرات الجوفاء و الخطب الرنانة الديماغوجية ( كثير الكلام ، قليل الفهم ، عديم الفعل غير قادر للعمل ) و كما ذكرت آنفاً و لمصلحة الحركة الإسلامية ضرورة التخلص من الحزبين و بعد ان تمت عملية الإبعاد و التصفية فقد الوطن خيرة أبناءه من الرجال الشجعان و الأفذاذ ذوي العقول النيرة ، ثم سرقت أفكارهم بإنتهازية خبيثة و جريئة و للأسف لم تترجم كما هي لإصلاح حال الوطن و المواطن بل طبخت بعناية فائقة و وظفت لتكوين إمبراطورية حكم اللامنتهى لمصلحة الحركة الإسلامية و حزبها الحاكم و احزاب الموالاة لتدمير الوطن و إذلال أبناءه .
الأخوان المسلمين بدأت خلافاتهم منذ بداية تأسيس تنظيمهم و جل إنقساماتهم كانت غير موضوعية بل مبنية وتستند على الأهواء الذاتية و الإنتهازية و المصالح الشخصية التي تجسدت في شخصية الشيخ الزعيم الذي عمل جهده على إزاحة كل المؤسسين للجماعة و كذلك حرصه على ان لا تكون جماعة الإسلاميين بالسودان نفيضة الأخوان المسلمين في مصر و لا حتى إمتداد لهم ، و من ثم إنفراده بزعامة ما يسمى بالجبهة الإسلامية القومية . و من هنا بدأت الجبهة العمل على التخطيط و التدابير بإنتهازية و إقتناص الفرص لكيفية الوصول للسلطة بكل ما أوتوا من وسائل خبيثة ،، وقتها كانوا لا يملكون المال لذا إستعانوا بأفكار الشيوعيين و الجمهوريين لكن وظفهوها بما يتماشى وفق مصالحهم و ليس في مصلحة الوطن و المواطن وخاصة المجال الإقتصادي االذي بدأ العمل عليه تنظيم الخرطوم و منذ ذلك الحين بذلوا قصارى جهدهم خلال فترة العهد المايوي حيث كانت سانحة كبرى لهم و أمتلكوا المال وسخروه حتى في إستقطاب الطلاب والجيش والقوات النظامية الأخرى و موظفي الخدمة المدنية في جميع القطاعات و ذوي النفوس المريضة و الحاجة ، الشعب السوداني كان بريئاً يتمدي على مقدار لحافه لكنه بدأ يتمدى أكثر ويتمدد بعد أن عملوا على إفساده و بات يتمادى في الفساد على جميع الأصعدة سياسياً ، إقتصادياً ، إجتماعياً و ثقافياً كما قالها الشيخ الزعيم قبل مماته في إحدي لقاءاته الرسمية بأن ( كثيرون جيوبهم مع النظام و قلوبهم مع أحزابهم ) .
وصول الجبهة الإسلامية القومية للسلطة عبر الإنقلاب الذي كان من تدبيرها و إستغفال العسكريين الذين قاموا بالتنفيذ كان كارثة الوطن المشئؤم الذي جثموا على شعبه ثلاث عقود من الزمان ، وصدق الشهيد الأستاذ محمود محمد طه عندما قال ( من الأفضل للشعب السوداني ان يمر بتجربة حكم الجبهة الإسلامية ، إذ لا شك ستكون مفيدة لهم للغاية لأنها ستكشف لأبناء هذا البلد مدى زيف شعارات هذا التنظيم الذي سوف يسيطر على السودان سياسياً و إقتصادياً ولو بالوسائل العسكرية ، و سوف يُذوقُون الشعب الأمَرين ويدخلون البلاد في فتنة تحول نهارها إلى ليل ، وستنتهي هذه الفتنة فيما بينهم و عندها سيُقتَلعُون من أرض السودان إقتلاعاً ) .
م/ علي الناير