الانقاذيون قوم ضيّعوا الامانة !! بقلم اسماعيل عبد الله

الانقاذيون قوم ضيّعوا الامانة !! بقلم اسماعيل عبد الله


04-01-2018, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522594805&rn=0


Post: #1
Title: الانقاذيون قوم ضيّعوا الامانة !! بقلم اسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 04-01-2018, 04:00 PM

04:00 PM April, 01 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-
مكتبتى
رابط مختصر


مع حادثة تسريب ورقة امتحان مادة الكيمياء للشهادة الثانوية السودانية هذا العام , تكون الانقاذ قد اكملت اخر حلقات مسلسل الفساد و الافساد و اضاعة الامانة , فالمباديء لا تجزأ و متى ما فقدت الدولة او الفرد المبدأ الاخلاقي الاول وهو صون الامانة , فعلى هذه الدولة او ذلك الفرد السلام , هذه الحادثة سوف تليها حوادث كثيرة من ذات الشاكلة , طالما ان هذه الجماعة الانقاذية جاثمة على صدر البلاد , فالخلل في هذه المنظومة الانقاذية بنيوي ومصاحب لمسيرتها منذ ان كانت حركة طلابية تعتمد على العنف بديلاً للحجة و المنطق , وتنتهج التزوير في نتائج الانتخابات الطلابية في الاتحادات و الروابط بدلاً عن التنافس الحر و النزيه , فاليوم يحصد شعبنا المنكوب افرازات هذا الانحراف الاخلاقي , وذلك بضرب ثقته في الشهادة الثانوية السودانية , التي كانت تضاهي الشهادة الثانوية البريطانية , ان جرائم الانقاذيين بحق الدولة السودانية لا تحصى ولا تعد , لقد بدأت منذ فجر انقلابهم العسكري الذي تلاه استهداف للمناهج التعليمية , من مرحلة التعليم الابتدائي حتى الجامعي , فدمروا بنية التعليم الابتدائي بانتهاج نظام الثمان سنين و دمج المرحلتين الابتدائية و المتوسطة في ما عرف بمرحلة التعليم الاساسي , الامر الذي ادى الى نتائج كارثية على المستويين الاكاديمي و الاجتماعي , تم هذا دون اخضاع هذا القرار الخطير الى دراسة اوتنقيح , ذات الامر لحق بالتعليم الجامعي , في مشروعهم التخريبي الذي اطلقوا عليه زوراً اسم ثورة التعليم العالي , تلك الفورة التي اقصت دور لغة العلم و التكنلوجيا (اللغة الانجليزية) عن مؤسسات التعليم الجامعي , في عملية التعريب الممنهج التي شملت كل الجامعات السودانية , فاستعاضوا عن لغة العلوم و التكنلوجيا بلغة يعرب بن قحطان , فتخرج في الجامعات السودانية حملة البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه , الذين لا يحسنون ولا يجيدون اللغة الانجليزية كتابةً ولا خطاباً , فملأوا الاسواق و الاحياء وهم عاطلون عن العمل.
من ظواهر الفساد الاكاديمي التي اطلت برأسها مع هذه الطغمة الانقاذية , دخول الشهادات الجامعية في عمليات البيع و الشراء في السوق السوداء , فاصبحت ديباجة الدرجة العلمية تمنح لمن يدفع اكثر , هذا فضلاً عن نساء ورجال الانقاذ الذين منحوا هذه الدرجات العلمية , و هم وهن جلوس في بيوتهم و بيوتهن , هذا التخريب و الخراب الذي حل بالدولة السودانية في جميع مؤسساتها , يحتاج الى غربلة بعد الخلاص من هذه العصبة , لقد اصبح خريجو الجامعات السودانية باهتون في سوق العمل الخليجي , بعد ان كانوا مضرب مثل في الكفاءة والتأهيل في هذه السوق , حتى ان المخدمين في سوق العمل الخليجي صاروا يندهشون عندما يتقدم الى العمل خريج جامعة سودانية لا نصيب له من اللغة الانجليزية سوى بعض الهمهمات , لقد صدموا اشد صدمة في هذا الجيل الجديد من خريجي المعاهد والكليات السودانية , لان الخدمة المدنية في دول الخليج هذه وضع بنيتها التحتية نخبة من المهندسين و الاطباء و القانونيين و الادرايين الاكفاء , من محسوبي الجنسية السودانية في سبعينيات القرن الماضي , واليوم هؤلاء الخلايجة يستقبلون رماد تلك النار التي اوقدت جذوة المعرفة فيهم , فشتان ما بين جيل الامس و جيل اليوم , ومن طرائف المقاربة و المقارنة ان الدول العربية استمسكت باللغة الانجليزية في مؤسساتها التعليمية والاكاديمية , اما نحن فتركنا لغة التكنلوجيا و تعصبنا في التعلق باللغة العربية التي فر منها اهلها.
ابتعاد السودان عن دول الكومون ويلث افقده الكثير من المنافع , و انجرار الدولة السودانية وراء قاطرة الدول العربية المعطوبة ادخل البلاد في خسارة مادية ومعنوية كبيرة , فالناظر الى مدينة (نيروبي) عاصمة الدولة الكينية اليوم , و ما وصلت اليه من تقدم مدني و حضاري , يأسف لحال الخرطوم التي تغطي ساحاتها اكياس البلاستيك من كل جانب , ويتغوط في ازقتها المارة , ويكتبون على جدران مؤسساتها الحكومية (ممنوع التبول) , في حين ان من يسقط بقايا سيجاره على قارعة طرق نيروبي , يتم تغريمه بدفع ورقة نقدية قيمتها تقارب الخمسمائة دولار , فالخرطوم الواقعة على ملتقى اعظم نهرين في افريقيا , ما كان لها ان تسوء حالها وتصل الى هذه الدرجة من التخلف , وهي العاصمة الافريقية الاولى من حيث البنية التحتية , من طرق وشبكة صرف صحي و فنادق و ملاهي , عندما غادرها البريطانيون , لقد خصها الخالق بجمال طبيعي اخاذ في اقتران النهرين العظيمين في منطقة المقرن , قبالة جزيرة توتي ذات الموقع الجغرافي المميز والتي كان بالامكان ان تكون اجمل منتجع سياحي في المنطقة.
لقد بدأ اضمحلال الدولة السودانية و بسرعة كبيرة بعد فورة التعليم العالي , غير المنضبطة التي اخرجت للحياة شباب غير كفوء يفتقر الى ابسط المقومات الاكاديمية و المعرفية , بعضهم انخرط في معاهد اللغات بعد تخرجه من الجامعة مباشرة و البعض الاخر ركن الى اليأس , فاصبح بعد سنوات قليلة من تخرجه كمن لم يقرأ حرفاً واحداً , انكشف وانفضح هذا الواقع المذري في مواقع التواصل الاجتماعي , حيث ابكمتنا الدهشة عندما رأينا بأم اعيننا رجال ونساء يحملون من الالقاب الاكاديمية ما يحملون , لكنهم متواضعون في منتوجهم الفكري و المعرفي و اللغوي , الذي افتضح بطريقة سافرة في منابر هذه المنتديات السايبرية , فاقمنا عليهم مأتماً وعويلاً لما حاق بهم من تدهور و انتكاس , بسبب عشوائية منظري الانقاذ الذين جعلوهم اضحوكة بين الامم , وكما يقول المثل الشعبي ان ما فعله هؤلاء الانقاذيون بالسودان لم يفعله اعتى الثيران في متحف الخزف.
ان العملية التعليمية و التربوية هي الضامن الاوحد لاخراج جيل يمكن ان يعقد عليه الامل في قيادة عملية انتشال الوطن من واقعه المأزوم , فانهيار المنظومة التربوية والتعليمية في السودان , هو الذي انتج نماذج من الخريجين اساءوا للبلاد في المحافل الدولية و الاقليمية , وما حادثة الدبلوماسي الانقاذي في نيويورك ببعيدة عن الاذهان , فالعملية التربوية هي سلسلة من مراحل مجمع على معاييرها من قبل الكثير من البلدان والشعوب ذات التجارب الانسانية الطويلة , وعلينا ان نتبعها اذا اردنا ان نحصل على مخرجات ذات جودة عالية من هذه المؤسسات التربوية , فالتخبط الذي مارسته المنظومة الانقاذية في مؤسسات التعليم لا يمت الى هذه التجارب الانسانية بصلة , ولا يعدو كونه خبط عشواء , لانك وبكل بساطة يمكنك ان تلحظ هذا في الكتب التي ينوء بحملها تلاميذ مرحلة الاساس , فهي لم تخضع الى تجريب كما كان يحدث في سابق العصور و الازمان في بخت الرضا , حيث لا يجاز مقرر اكاديمي و دراسي الا بعد ان يطبق عملياً في مدارسها اولاً , ثم بعد ذلك يجاز هذا المقرر و يقدم لكل تلاميذ السودان في اقاليمهم المختلفة , فاتباع المعايير الدولية في مؤسسات التعليم الاولي و الثانوي و الجامعي واجب اخلاقي , ويجب ان لا يكابر المسؤولون في السلك التعليمي حول هذا الامر , اذا ارادوا ان يضعوا هذه الامة في مصاف البلدان ذات السبق في جودة التعليم .

اسماعيل عبد الله
[email protected]


Post: #2
Title: Re: الانقاذيون قوم ضيّعوا الامانة !! بقلم اسما
Author: شطة خضراء
Date: 04-01-2018, 05:46 PM
Parent: #1

الدولة و المجتمع السوداني بشكله الحالي و مجموعة الأفكار الإنسحابية الشاذة التي تعشعش في رأسه بفعل تماهيه مع أفعال الإنقاذ المجرمة و غيرها من النظم الإجتماعية و الدينية لهو مجتمع لا مستقبل مشرق له أو فكر إنساني، بل هو مجتمع يسير بخطى عريضة نحو التخلف و الرجعية كل يوم أكثر فأكثر،،، فنجد أن العرب في الشام و الخليج قد تعلموا كل لغات العصر و اجادوها بعد أن كانوا لا يفقهون حتى القرأة و الكتابة، فأمتزجوا بالغرب و أخذوا منه العلم و التكنلوجيا و طوروا حياتهم الخاصة، بينما نجد هذا المجتمع السوداني المصاب بالكساح يزحف لاهثا خلف العرب بعد أن رموه بدائهم و إنسلوا، حين قبل السودان لعب دور الأهبل و تخلى عن مكانته الرفيعة التي بدأ بها و فضل الهرولة خلف الآخرين،،، نفس الشيئ يحدث الآن أيضا في المجتمع السوداني و لا يلقي أحد له بالا، و هو تفشي الوهابية السلفية بين أفراد المجتمع بوجهها الجاف و الكالح،،، فأنت تلاحظ في كل يوم إستطالت اللحى من حولك و تزايد الخيام و البرقع و بدأ المجتمع في التخلي عن السواء و نبذ المنهج الصوفي المتسامح و إحلال مكانه فكر سلفي ضال حيث لا يجد فيه الإبن قضاضة في قتل والديه بسبب مجرد آراء متشنجة فحسب!!،،، تلك السلفية التي سئمها السعوديون و بدأوا في التخلي عنها، فلماذا نأخذ بها نحن و نفسد حياتنا و سلامنا و أمننا بأيدينا؟!!،،، لماذا نصر إصرارا على تجريب المجرب و إلتقاط ما يلفظه الآخرين بفرح و كأننا أطفال سذج و فاقدي الإرادة؟!!،،، لماذا لا نقبل بواقعنا و نكتفي به بدل إلتقاط فضلات الآخرين و تجرع كؤوس الفشل المرير و الخسران المبين لاحقا؟!!،،، إنتبهوا يا أبناء السودان الحادبين على مصلحة أهليكم فقد بدأ المجتمع السوداني يسقط في أكبر ردة فكرية في تأريخه الطويل لا تبقي و لا تذر!!،،،