++ سياسة سودانية بدون الحزب الشيوعي لا طعم لها ، و ( السودان نفسه ) لا يكون بدون الشيوعين و الجمهوريين و الجنوبيين !!
ً++ اذا ارادت الحكومة ان تجمل وجهها ب ( فاطمة السمحة ) فمبروك عليها :
* الحزب الشيوعي (ملح السودان) : هذا يوم شكر الحزب الشيوعي السوداني ، و الشيوعيين السودانيين ، و تمجيد نضالاتهم ، هذا يوم رحيل فاطمة احمد ابراهيم ، رحمها الله رحمة واسعة ، و ادخلها فسيح جناته .. لقد فجع الشغب السوداني بوفاة ( فاطمة ) المناضلة ، و ارملة المناضل / الشهيد الشفيع احمد الشيخ . . و هما من اعلام السودان ، و لا يحتاج المعرف الي تعريف . نعم (فاطمة ) كادر شيوعي ، و يتشرف بها الحزب الشيوعي السوداني ، و لكننا اليوم ، لا نسمح ابدا .. ابدا .. بتغزيمها .. فهي رمز وطني .. و تراث سوداني ملك خالص للشعب السوداني .. لذلك نرفض تغزيم ( رموز السودان) . فقد عاشت فاطمة حرة .. كريمة .. ابية .. عارضت كل الانظمة بشراسة .. عاشت مرفوعة الراس حتي اخذ صاحب الامانة امانته .. رحمها الله .. و تقبلها قبولا حسنا .
** انحن كده .. و ياهو ده السودان :
كانت المرحومة / فاطمة احمد ابراهيم في لقاءاتها الاعلامية تجري مقارنة حية ، و تقول في الانتخابات ( في الديمقراطية الثانية) ، الشعب السوداني فوزها ( فاطمة الشيوعية ) في الانتخابات ، و اسقط ( الكوزة - ثريا امبابي) ، و هذا كان في ستينات القرن الماضي ، و في تلك الفترة حصل الحزب الشيوعي علي (١٠ مقاعد ) في البرلمان من مقاعد الخريجين .. و الطريف ان د حسن الترابي في تلك الانتخابات قد حصل علي اعلي الاصوات ، و ذلك لدوره المشهود في خلق و نجاج ثورة اكتوبر .. فالشعب السودان يمارس ( ثقافة التنوع ) في جميع تصرفاته ، في الجامعة يصوت للشيوعين و الكيزان ، ( وفقا لدستور التمثيل النسبي ) ، و خارج الجامعة يصوت للاتحادي و حزب الامة ، و لا يحصل حزب علي اغلبية ، و حكوماته ائتلافية دائما ، و مجلس السيادة مكون من خمسة اشخاص يفترض ان يمثلوا تنوع السودان ، يا هو دا السودان بتنوعه ، و تغييب / اقصاء اي من مكوناته الحزبية او الجهوية يعني تمزيق السودان .
** السياسة السودانية بدون الحزب الشيوعي لا طعم لها .. و السودان ( نفسه ) لا يكون بدون الشيوعيين و الجمهوريين و الجنوبيين !!
لعل العهد قد طال علي (فترة اكتوبر ) ، و جهود د منصور خالد ، و مركزالدراسات السودانية / د حيدر ابراهيم في حفظ ذاكرة الشعب السوداني ، و التوثيق لثورة اكتوبر مقدرة جدا في حفظ تاريخ و تراث الامة السودانية ، و لكن دعونا نتخيل عهد اكتوبر ( بدون الحزب الشيوعي السوداني ) ، و بدون (عبدالخالق محجوب / رحمه الله) ؟!! و اذا كان العهد قد طال بيننا زمانيا ، و عهد اكتوبر ، فان قطاعا معتبرا من الشعب السوداني يتذكر بوعي الديمقراطية الثالثة بكل تفاصيلها ، لقد كان نواب الحزب الشيوعي الثلاثة ( واحد من الجنوب الذي ذهب ، و اثنان من الخرطوم ) هما : المرحوم / محمدابراهيم نقد ، و المرحوم / د عزالدين علي عامر ، كانوا (ملح / الجمعية التاسيسية) .. و اطعم نواب فيها . فالجنوبيون ، و الشيوعيون ، و الجمهوريون ، يرمزون الي ( تنوع السودان) .. بكل اشكاله ، و الفشل في استيعابهم يؤدي الي فشل الدولة السودانية .
الحزب الشيوعي (ركن من اركان السودان ، كان ، و مازال ، و لن ينفك ) ، و اليوم الذي قررت فيه الطائفية و الاخوان المسلمون حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه من البرلمان في الديمقراطية الثانية ، ثم تكفير الجمهوريين ، ثم اقصاء االجنوبيين بالاسلمة و التعريب ، و ابادة الدارفوريين ، ( بالتتابع ) ، انتهت التعددية في السودان ، و سقطت قيم التنوع و قبول الاخر ، و ساد الهوس و التخلف ، و الاقصاء ، الذي قاد الي ( طرد الجنوبيين) ، و تمزيق البلاد .
** فاطمة احمد ابراهيم تجسد وعي ، و تسامح الشعب السوداني !!
المناضلة فاطمة احمد ابراهيم تجسد وعي الشعب السوداني ، حين نجحت فاطمة الشيوعية ، و سقطت ثريا الكوزة منذ منتف الستينات من القرن الماضي ، كان هذا تجسيدا لوعي الشعب السوداني ، و طليعيته ، مقارنة بشعوب المنطقة كلها ، فنحن امة تحترم المرأة و بحقها الكامل في المساواة .. فلدينا (اول برلمانية ) ، و اول (قاضية ، و قاضية محكمة عليا) ، ( اول رئيسة ادارة بديوان النائب العام) . فاطمة احمد ابراهيم هي صنيعة الشعب السوداني ، و فخر السودان ، و رمز عزة المراة السودانية ، رمز ( الحشمة السودانية) بثوبها الابيض ، الذي ارتبط ايضا بالاخت الجمهورية ، انظروا الي الاستاذة / اسماء محمود محمد طه ، بثوبها الابيض المحتشم ، و هي تمثل المرأة السودانية في جميع المحافل الدولية ، الفاطمتان / ( فاطمة احمد ابراهيم ، و فاطمة محمود محمد طه) ، يقلن للعالم (الثوب السوداني ، جميل ، يعكس خلق المراة السودانية ، و ادبها ، و جمالها، و امهاتنا ، و اخواتنا ( محتشمات منذ الازل ) ، و لسنا بحاجة الي ( ما يسمونه زي اسلامي ) ،مستورد من مصر او ايران .
** اذا ارادت الحكومة ان تجمل وجهها ب ( فاطمة السمحة ) فمبروك عليها :
اننا ندعو الشعب السوداني كله ( نساءا و رجالا ، شيبا و شبابا) ، بكل فئاته ، و منظمات المجتع المدني للخروج لتشييع المناضلة / فاطمة احمد ابراهيم الي مثواها الاخير ، ( مثلما شاركت كل قيادات الاحزاب في مناسبة زواجها من الشهيد الشفيع احمد الشيخ ، و كان حدثا جسد تسامح الشعب السوداني ) تحدثت عنه جهات اجنبية عديدة في حينه . اذا ارادت حكومة الانقاذ ان تجمل وجهها ب ( فاطمة السمحة ، فمبروك عليها ) ، ادري ان الحزب الشيوعي له كبرياؤه ، و قد رفض ان يعطي الحكومة السودانية شرف علاج المرحوم محمد ابراهيم نقد خارج البلاد في ايامه الاخيرة . اعتقد ان حالة فاطمة تختلف ، فهي ليست سكرتيرة الحزب ، و ليست عضو لجنة مركزية، فمن وجهة نظري المتواضعة ، فاذا قررت الحكومة ان تعطيها (حقها) من التكريم الذي تستحقه ، فمبروك عليها ، و ( نطالبها بالمزيد لكل من يستحق ، و بغض النظر عن العرق او الدين او الجغرافيا ، فالدولة لم تقم جنازة رسمية لمولانا / هنري رياض سكلا قاضي المحكمة العليا ، المسيحي الذي يقضي عن جدارة و استحقاق ، في دولة الشريعة الاسلامية ، بمطابقة الاحكام للشريعة الاسلامية او مخالفتها ، والذي اضاف للمكتبة القانونية السودانية الكثير ، و قد كرمه القانونيون من القضاة و المستشارين و المحامين و العاملين في الهيئة القضائية ، و الشعب السوداني ، و قد كان الحضور داخل (الكنيسة) من المشيعين من القضاة الشرعيين وحدهم ، اكبر من حضور المسيحيين ، و ذلك لانه رمز وطني يعبر عن تنوع السودان .. فالشعب السوداني اكثر وعيا من الحكومة .
اقول هذا ( اتركوا الحكومة تجمل وجهها بفاطمة السمحة ان ارادات ) .. قياسا علي تجربتنا في النضال المسلح ، فحين بادرت الحركات المسلحة في دارفور ، و الحركة الشعبية شمال باطلاق سراح اسري الحكومة ،مما احرج الحكومة ، و اجبرها علي اطلاق سراح (بعض ) اسري الحركات المسلحة ، ( شكرناها ، و قبلنا منها ذلك ، و طالبناها باطلاق سراح بقية اسرى قوز دنقو ، و كافة بقية المعتقلين و المسجونين لاسباب سياسية ، و نقابية ) .
رحم الله المناضلة فاطمة احمد ابراهيم ،وتقبلها المولي قبولا حسنا ، و العزاء لاسرتها ، و للحزب الشيوعي السوداني ، و لليسار في كل انحاء العالم ، و للشعب السوداني العظيم السباق ، المتفرد المتقدم علي كل شعوب المنطقة ، و فاطمة احمد ابراهيم خير دليل علي ذلك .
ابوبكر القاضي رئيس المؤتمر العام لحركة العدل و المساواة السودانية كاردف / ويلز ١٣/اغسطس/٢٠١٧