فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيدها للتقدم بقلم عبدالله علي إبراهيم

فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيدها للتقدم بقلم عبدالله علي إبراهيم


08-12-2017, 04:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1502552690&rn=1


Post: #1
Title: فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيدها للتقدم بقلم عبدالله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 08-12-2017, 04:44 PM
Parent: #0

03:44 PM August, 12 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر


فاطمة أحمد إبراهيم

انعقد المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للدراسات السودانية في 2004 بجامعة مدينة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا. وكان محوره مسألة المرأة في السودان. وكانت مساهمتي فيه هي عرض منزلة “مجلة صوت المرأة" في تنمية حركة المرأة كحركة اجتماعية تمثلت في الاتحاد النسائي السوداني. وقد أملي على هذه الخطة عاملان. أولهما أن العام القادم عام انعقاد المؤتمر (2005) يصادف الذكري الخمسين لصدور المجلة التي تأسست في 1955 وترأست تحريرها الأستاذة المربية فاطمة احمد إبراهيم. أما العامل الثاني فهو أنني بقدر ما قرأت أو استمعت إلى الباحثين في موضوع المرأة السودانية في أمريكا لم أجد منهم إشارة ولو عارضة إلى هذه المجلة. وقد أستثني الدكتورة فاطمة بابكر في كتابها "المرأة الأفريقية بين الإرث والحداثة" (2002). وهذا إهمال لا أدرى كيف ساغ لهؤلاء الباحثين والباحثات ممن يلقون بالأحكام حول الاتحاد النسائي بغير تقليب لمجلته الوحيدة الغراء. واستعنت في تقديم هذه المجلة كمصدر لا غني عنه للباحث على أرشيف ناقص دب فيه الفساد مودع بدار الوثائق القومية. وكنت دعوت في وقت سبق، وفي مناسبة عودة الأستاذة فاطمة للسودان، أن تسهر الناشطات في الاتحاد النسائي على استكمال إرشيف المجلة وإيداعها الإنترنت عوناً للباحثين حتى لا يخبطوا خبط عشواء.
بدا لي بعد دراسة مادة المجلة بعد صيتها وحسن ظن الناس فيها. فقد وقفت تبشر بالمعاني الذكية لجنس مهضوم لا حس له ولا وجود. وأسرت هذه المعاني جماعات من الناس وجعلوا المجلة قبلة ثقافية وسياسية لهم. وهذا ما يجازي به الناس مراكز الإشعاع وبؤر النهضة. وقد تذكرت بذلك كلمة علقت بها على تحقيق من كسلا قام به الأستاذ الشيخ درويش في سبعينات القرن الماضي. قال إنه سأل طفلاً عن ما يعرفه عن الخرطوم. فقال "دار الإذاعة". وعلقت أن على الإذاعة (وكان ذلك عيدها الأربعين) أن تفخر بأنها قد أصبحت عاصمة بمعني ما. وقد ركزت انتباهي خلال قراءتي لأعداد صوت المرأة على كيف أنها أصبحت عاصمة ما. عاصمة للتقدم يأوي إليها المسهدون به العاملون من أجله.
وأسرتني من بين كل رحلات هؤلاء المسهدين رحلة للمواطن باشتيل إبراهيم في نحو نوفمبر 1963 إلى دار صوت المرأة. وباشتيل من البجة وعامل بالسكة الحديد بمحطة هيا. وقد جاء إلى المجلة بصحبة طفلة في السابعة من عمرها حلوة هادئة، دقيقة التقاطيع. وقدمها للمحررة وقال إنها ابنته وأسمها فاطمة. وقال إنها محور صراع دائر في أسرته. فقد أراد لها باشتيل أن تتعلم وألحقها بالمدرسة الأولية. ولم تقبل والدتها بذلك وقالت إن المدرسة مفسدة. ومال والده لصف زوجته. وتدخل الأهل لإثنائه عن خطته. وجادلهم بالحسنى وقال إن دخولها المدرسة من إكمال الدين حتى تعرف ربها معرفة وثقي. ولم يتراجع عن عزيمته قيد أنملة. وتعرض للأذى من أهله. فقد فتحوا فيه بلاغاً عند الشرطة بانتزاع البنت عنوة من إمها. ونجح في توضيح الأمر للشرطة وشطب البلاغ. وظل يقف يومياً بنفسه على تعليم فاطمة. فهو يسرح شعرها، ويعد لها ملابسها المدرسية، يحميها خلال رحلتها للمدرسة، ويذاكر معها درس اليوم في المساء.
وكانت خشية باشتيل الكبرى أن تنتكس بنته وتهجر الدارسة تحت تأثير بيئة البيت الكارهة للتعليم، ومعارضة الأم التي سكنت معها. ولهذا قرر أن ينتهز فرصة إجازته السنوية ليأتي بها إلى الخرطوم لتري بنفسها المتعلمات وجهاً لوجه حتى يرسخ حب التعليم في نفسها. وقد جاء بها برغم أنف أمها. وفي الخرطوم اصطحبها إلى الحدائق العامة، والمطار، والإذاعة، والمتحف، وبعض المدارس. وقال إنه كان يشرح لها على الطبيعة كيف شكل التعليم كل ما يدور حولها. وعندما زار صوت المرأة بدأ يحدثها عن المجلة والمحررات وصنعتهن التي هي بعض تعليمهن.
لم يحتطب باشتيل ليلاً حين غشي صوت المرأة. كان يعرف أنها الصوت الذي ما فتر يذكر الناس والدولة بضرورة تعليم المرأة. كانت افتتاحيات أساتذتنا فاطمة أحمد إبراهيم تتحدث عن وأدنا للبنات بحرمانهن من التعليم. وكانت إحصائيات نقص تعليمهن صافية لا لبس فيها. وكانت المجلة تستبشر بكل تصميم على التعليم. فحيت المجلة ناظرة مدرسة في بلدة مسمار لترغيبها الدمث لنساء البجة في التعليم. وحيت سيدة باسم عطامنو وأباها الشيخ الذي علمها في مدرسة القرية مع الأولاد، ثم جاء بها للخرطوم ليدخلها المدرسة الوسطي. فقبلتها الأحفاد مجاناً. رصدت صوت المرأة كل ذلك وبالصور التي كان زنكغرافها يكلف الشيء الفلاني. ولا بد أن باشتيل قرأ وشاهد كل ذلك. وألهمه ذلك توكلاً مضيئاً ليدفع مستحق التقدم. وقد صورته المجلة وابنته الحلوة الدقيقة التقاطيع شاهداً على حجه المبرور لمنارة من منارات التقدم، صوت المرأة.
"من كتابي "فاطمة أحمد إبراهيم: عالم جميل" من دار عزة، 2012




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 12 اغسطس 2017

اخبار و بيانات

  • الإمام الصادق المهدي ينعي الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم
  • تجمع قوي تحرير السودان تنعي المناضلة الشجاعة الراحلة/ فاطمة أحمد إبراهيم
  • إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة - نعي أليم - وفاة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم
  • رئيس حركة/ جيش تحرير السودان ينعي المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
  • مناوي : الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم مثلت صفحة ناصعة مليئة بالنضال و التضحيات و الانجازات
  • فنان تشكيلي سوداني يعرض أعماله في لندن

    اراء و مقالات

  • فى ظَاهِرَةِ كِتَابَةِ التعْلِيقَاتِ بإسْمَاءٍ مُسْتَعَارَة ! بقلم عبد العزيز عثمان سام- 12 أغسطس
  • في ذمة الله رائدة المرأة السودانية الخالدة فاطمة احمد ابراهيم بقلم ايليا أرومي كوكو
  • جهاز الأمن والمخابرات الوطني يحبط محاولة (اختطاف) الرئيس البشير بقلم جمال السراج
  • رحم الله الطيب المرضي بقلم تاج السر محمد بدوي
  • الداء و الدواء ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • عبد الرحيم حمدي تحليل اقتصادي ام دجل وشعوذة؟!بقلم حيدر احمد خير الله
  • عريان ولابس كرافتة بقلم هاشم علي السنجك
  • الثورة المهدية من أبا إلى الخرطوم (حلقة 1) بقلم مصعب المشرّف

    المنبر العام

  • في العلاقة الغريبة بين صديقنا "بشاشة" ولاعب الغولف العالمي "تايغر وود"
  • هي بيننا ما حيينا
  • وداعا ايقونة النضال..ارقدى بسلام الجسورة فاطمة احمد ابراهيم
  • انطفاءة مشكاة المرأة السودانيه ورمز شموخها
  • فاطمة أحمد ابراهيم .. أسماء في حياتنا .. ( ستة أجزاء )
  • فاطنة القصب اللحمر
  • الحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة وإيرلندا يتلقى العزاء في رحيل المناضلة فاطمة غدا الأحد في لندن
  • العرب بين نضال الأمس .. وإرهاب اليوم.. فاروق جويدة.. يوجد فيديو أيضا
  • رحلت عنا فاطمه السمحه
  • .. وانتقلت إلى رحاب ربها السيدة فاطمة أحمد إبراهيم .. وفقدها شعب السودان
  • الحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة وإيرلندا ينعي المناضلة الجسورة فاطمة أحمد إبراهيم
  • خــــــــــطاب مــفتـــوح لــضبــة وامه الطــرطبة
  • فاطنة
  • الكلام القالوا عنك يا سيدى ما بغيرنى منك وإنت يا سيدى بتقدر ؟! ... صور
  • الأخ ياسر العيلفون
  • المنبر السوداني الحر يحتفي بفاطمة الإنسان والرمز!
  • عزاء واجب لزميل البورد عبدالمجيد إحيمر في وفاة شقيقه ....
  • وحبوب سنبلة تجف و ستملا الوادي سنابل.فاطمة احمد ابراهيم
  • بذلك تبقي سيرة المناضلات العطرة
  • وفيما نحن نستمتع بهذه المنتجات الفاخرة .. ترى هل نعرف من كان وراءها؟؟
  • وا حلالي انا واحلالي
  • وداعا بنت السودان
  • تدشين أنيق لــ" ليست كل القصة " للصحافي هاشم كرار بالمركز الثقافي - الدوحة ***
  • فاطنة السمحة سلام عليك في الخالدين يا سيدة نساء السودان!
  • وداعا ام الرفيقات والرفاق
  • الجالية السودانية بلندن تنعي الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم
  • السعودية..
  • "عنزة ولو طارت"،
  • لماذا تخشى المعارضة استخدام مصطلح "الجهاد" في وجه ما تعتقده ظلما ؟
  • خطورة النكت التي تهزأ بشعائر الإسلام...
  • لماذا تخوف الغرب من التدخل العسكري في السودان؟؟؟

    Latest News

  • Sudan, U.S. discuss resumption of military cooperation
  • US AFRICOM Deputy Commander in Sudanese capital
  • First batch of regional troops arrive in South Sudan
  • Cholera still a scourge in Sudan
  • The US Treasury Lift Ban on Amount of Money Belongs to Sudanese Embassy in Seoul
  • Aid vehicle hijacked in North Darfur capital in front of Sudan’s V-P’
  • Sudan and Jordan to hold Joint Talks Tomorrow
  • Anger over spoiled grain in Sudan’s El Gedaref
  • Joint Chief of Staff meets Deputy Commander-in-Chief of AFRICOM
  • Sudan V-P in Darfur for arms, vehicle collection campaign
  • Arrangements for Sinnar Islamic Capital, Hosting of 10 th Conference of Culture Ministers of Islami
  • Darfur movements cannot be disarmed: Minni Minawi
  • Plans for Early Production from Oil Exploration of Al- Rawat Field
  • Al Mahdi case: ICC Trial Chamber VIII to deliver reparations order on 17 August 2017
  • Unamid appoints new head, coordinates exit strategy
  • Deputy Chief of Staff Informed on Preparations of Sudanese Civilian Component for Participation in
  • Civil society supports Port Sudan workers
  • Aboud Jaber: Citizen Security is Red line
  • Part of Sudan’s gold revenues to be allocated to states
  • Speaker to visit Kuwait on invitation by his counterpart
  • Cholera spreads in northern Sudan
  • Al-Baher Receives Invitation to participate in Africa Forum for 2017 in Sharm Al-Sheikh

  • Post: #2
    Title: Re: فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيده
    Author: عبدالله الشقليني
    Date: 08-12-2017, 09:21 PM




    يا لخيبة السودان إن كان مركز أرشيفه ناقص !
    ( في وداع الجوهرة الثمينة فاطمة أحمد إبراهيم)



    لم يزل بروفيسور عبد الله علي إبراهيم هو الظل العالي ، للتوثيق الذي يعرف كيف يصيد المعلومة من بين أنياب الجهل النشط ، ويحلّ قيد الأجيال، بأنه يتعين عليها الحفاظ على الإرث وتخليصه من بين أنياب الجهل النشط ،الذي غسل مواضينا الأثرية من كل تراث الإنسانية كما فعل المُتدربين في المركز الاسلامي الأفريقي وهو يُخرِّج آلات تهديم تُراث " تمبكتو " التي صنع لها الألمان مادة شفافة بلاستيكية عازلة للمياه في سقوف وحوائط " تمبكتو" لتكون ماثلة للعيان ، وباقية بقاء التاريخ ، وفي ذات الوقت بكامل هندامها التاريخي .
    الشكر كله للدكتور " الفاضل علي آدم " الذي شارك هذا المشروع الألماني الذي رأى النور ، قبل أن تمتد يد هادمي اللذات ....
    *
    لا شيء يُنصف السيدة ( فاطمة أحمد إبراهيم ) :
    فهي علامة فارقة في مستوى المعرفة الفاعلة في زمن الغشاوة الكُبرى . تمجدت تلك السيدة التي اهتزّ بدخولها مبنى البرلمان القديم ، وأرغى وأزبد وُجهاء المكر ، حين قدمت وهي وحيدة أمام عُصبة من شيوخ القبائل والطوائف الذين لبسوا جُلباب الرب ليتحدثوا باسمه !.
    الشكر الجزيل لهذه المَكرُمة النبيلة في زمن شحَّ بالنعي الذي يُمجد السيرة .

    *

    Post: #3
    Title: Re: فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيده
    Author: طه جعفر
    Date: 08-12-2017, 11:24 PM
    Parent: #2

    كم انت نادر يا دكتور عبد الله علي ابراهيم
    و كم انت جميل
    أم الناس البسطاءالاستاذة فاطمة احمد ابراهيم
    تستحق ما لم يستطع الوطن تقديمه لبناته و اولاده
    و هو الوفاء لأهل الفضل و المبادرات و المبادرين
    و ما لم يستطع تقديمه من كرامة و عدل و مساواة.
    دار الإذاعة اغنية لأمنا الجميلة عائشة الفلاتية المغنية الجسورة
    عظيم أن يربط طفل خرطوم إدريس بدار الإذاعة
    فلتدم ذكري الأستاذة فاطمة احمد ابراهيم زاهية نبيلة فهي لم ترحل فقط غيبها الموت

    طه جعفر

    Post: #4
    Title: Re: فاطمة أحمد إبراهيم: حج بت باشتيل إلى مسيده
    Author: عبد الله علي إبراهيم
    Date: 08-13-2017, 07:16 PM

    شكراً شقليني وطه جعفر لهذا التعزيز الكبير في يوم للهول. كانت من جيل الفتوح الكبيرة التي اخترق شباب يانع طريقه كفاحاً لقوى الأمة الحية فأعطاها صوتاً بعد خرس. يا صوتها لما سرى.
    محبتي لكما.