إذا كان حزب غازي صلاح الدين العتباني، سيشارك ضمن محاصصة المقاعد التشريعية، فأي تشريعات يُمكن أن تتمخض عن هكذا برلمان؟ إذا كان الدكتور علي الحاج محمد، الشعبي الإنتماء، الإسلامي التوجُّه، الألماني الجنسية، قد تقدم بقائمة مرشحيه، فأي وثبة ننتظر؟ إذا كانت قائمة ترشيحات الشعبي تضم، محمد الأمين خليفة، بشير آدم رحمة، كمال عمر، يوسف لبس، شرف الدين بانقا،،، فما الجديد الذي يمكن أن تحمله لنا نسخة الإنقاذ الجديدة؟ إذا كان أحمد بِلال، ويوسف الدّقير، ينتظرون نصيبهم من المناصب ، و إذا كان الحسيب النسيب، يفاوض الحزب الحاكم عبر ممثله الدائم أحمد سعد عمر، وفي نفس الوقت يقود ابنيه فصيلاً للشحن من رصيد المحاصصة.. إذا كانت تيارات الاتحاديين تعوِّل على ايماءة من السيد الميرغني للمشاركة.. إذا كان السيد مبارك الفاضل يرفض، و الصادق المهدي يعلن عزوفه، بينما تتزايد حظوظ أبنائه.. إذا كان مسار ونهار ينضويان تحت اللواء، ضمن توازنات دُبِّرت بليل.. إذا كانت جماعات العقيدة والوطن، الشريعة، أنصار السنة، أهل الحل والعقد، ملحقيات الحركة الشعبية، منسوبي حركات دارفور، المنشقين عن البعث الأصل، وعن الناصري الأصل، فصائل بيوتات دينية، وشخصيات وطنية ....... إذا كان كل هؤلاء سيشاركون في حكومة الفريق أول بكري حسن صالح، فماذا تبقى للحركة الإسلامية من مناصب؟ إذا التقى الطائفيون والثوار، ونشطت قنوات التلفزيون التنظيمية في تكرار نفس الكلام المكتوب في الجرايد.. إذا كان النيل يجري، والمدائن عطشى، والنفايات في الشوارع والصرف الصحي (ضارب) في قلب الخرطوم، وأمين حسن عمر هو من يفاوض، إذا كان هؤلاء جميعهم، سيشاركون في الحكومة، فهل ستكون الحكومة رشيقة؟ الرشاقة تشير إلي جهاز تنفيذي قليل العدد عالي الكفاءة، لا تدخل فيه محاصصة. أن تكون حكومة تكنوقراط قليلة العدد ممتلئة بالكفاءات ، ببرنامج متفق عليه.. بمثل هذا فقط، كان يمكن أن يوفروا الكتير من الوقت والجهد و المال. كيف تكون قومية وجامعة، إذا كان كل هذا الطيف، هو الوعاء الجامع؟ هو الجبهة القومية الإسلامية؟ للمتهافتين على الاستوزار نقول : إن وزير الدولة أو مدير عام الوزارة، وأحيانا مدير المكتب هو مصدر القرار والسلطة، أما البقية التي تتراشق تحت أضواء المراكز السامية، هم في الغالب ليس لهم مايفعلونه سوى قراءة الصحف في المكاتب، ثم العودة للبيوت في الثالثة بعد الظهر. إذا كان الفساد قد طال الحج والعمرة، وإذا كان التمويل الأصغر هو سياسة الدولة نحو محاربة الفقر، وإذا كانت الفصائل النافذة في بلادنا تتقاتل من أجل الاتحاد العام لكرة القدم. وإذا كان تنظيمنا الحاكم قد برع في صك الشعارات والمسميات، وإذا كانت النسخة الأخيرة من الوثبة ومن التعديلات بتوقيع السيدة بدرية... إذا كان وإذا كان، فبالناس المسرة، وعلى الأرض السلام..!