اذا كنت تتمتع بصحة نفسية جيدة لا تنغصها عتمة الاكتئاب و لا عواصف القلق والخوف والهلع ولا تساورك الشكوك والوساوس أو تلعب بك الظنون و الهلاوس و الاوهام والضلالات، فإنك بلا شك تستطيع أن تستمتع بكل لحظة من حياتك حتي و إن لم تكن من أصحاب الصحة الجسدية الجيدة ولكن العكس غير صحيح.
واحد من كل اربعة أشخاص سيصاب باضطراب نفسي في مرحلة من مراحل حياته، لذلك كل الناس بلا إستثناء معرضون لأن يكونوا ذلك (الواحد)!!.
رجل في منتصف العمر ضيّع عشر سنوات من أزهي فترات حياته متجولاً بين المستشفيات و العطارين و العشابين و الدجالين، و في الآخر و بعد نصيحة من صديق مشفق قابل الطبيب النفسي و خلال شهر من تعاطي نوع واحد من الأدوية ذهبت كل الالام و اختفي الغثيان و عادت الي ضربات القلب نغمتها الهادئة المريحة وزادت الطاقة و رجعت انفاسه الي سلاستها و صدره الي رحابته و رجع الدفء الي سريره و عاد الي مكانه بين أهله و أصدقائه و تذوق الطعم القديم للأشياء و أزهر و جهه و أينعت ابتسامته بعد طول غياب...
الحياة منحة ثمينة من الله عز و جل، لا تُضيّع لحظاتها التي لا تعود في الحزن و القلق و الخوف و الهم والشك ارضاءً لمفاهيم مجتمعية بالية تري الذهاب الي الطبيب النفسي منقصة.. أو ِلِكِبر ذاتي يرفض الإعتراف بالضعف و الحوجة للمساعدة، لأن ما ستفقده اذا لم تذهب لا يساوي ذرة في بحر ما ستجنيه بذهابك.
ارتدي حذاءك الآن و قم بزيارة أقرب طبيب نفسي و لا تتردد في تناول أي علاج يصفه لك أو حضور أي جلسات ينصحك بها و إحتفل مع أهلك و أصدقائك بميلادك الثاني...