أرجوك لا ترحل..! بقلم عبدالباقي الظافر

أرجوك لا ترحل..! بقلم عبدالباقي الظافر


03-25-2017, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1490450029&rn=0


Post: #1
Title: أرجوك لا ترحل..! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-25-2017, 02:53 PM

01:53 PM March, 25 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

جاء دكتور عامر إلى الموعد يحمل حقيبة سفره السوداء استعدادا للرحيل.. وجد صعوبة في أن يصل إلى هدفه.. الجماهير المحتشدة سدت شارع النيل المؤدي لفندق السودان حيث يقام الحفل.. عند الخامسة مساء احتد مع زوجته هالة.. خيّرها بين البيت والفن.. شرحت له أنها اعتزلت الغناء في بيوت الأفراح تقديرا لحبه.. الآن تغني في الأماكن العامة وتطرح من حين لآخر ألبومات حتى تحفظ اسمها في عالم الفن.. لم يكن طبيب الأسنان الحاذق في حاجة لحل وسط.. كان يشعر أن حبيبته ستتنازل عند حافة الهاوية.
كل الحضور كان ينظر إلى ساعته اقترب موعد الحفل.. همهمات تسري هنا وهناك أن الأستاذة لن تحضر.. سمع دكتور عامر أحدهم يحاول التنبؤ بالسيناريوهات الصعبة إن لم تحضر الأستاذة.. الرجل الخمسيني توقَّع موجة عنف ربما تُريق دماء.. شاب مراهق أكد أنه قرأ في (الواتساب) أن الأستاذة تعيش خلافات مع زوجها الذي يحاول حرمانها من الفن.. شيخ كبير خطف الحديث قائلا: "الأستاذة ثروة قومية ليس من حق أي شخص منعها من الغناء". هنا شعر دكتور عامر بالتوتر.. تحسَّس النظارة السوداء التي كان يرتديها لتخفي ملامحه.. ماذا إذا اكتشف الجمهور أنه بينهم في هذه اللحظة.
حاول أن يغادر المكان ولكن الخروج عكس التيار يشبه المستحيل.. فجأة سمع جلبة وضوضاء.. صوت صفير هادر.. حينما نظر إلى الأفق رأى اثنين من مواتر الشرطة يسبقان عربة مرسيدس سوداء تشق طريقها بصعوبة.. إنها سيارة زوجته.. ارتفعت موجة الغضب في دواخله وسيطرت عليه روح التحدي.. حاول أن يعترض موكب الأميرة ويلقي في الهواء يمين الطلاق.. حينما اقترب من السيارة المظللة دفعته الجماهير بعيدا.. شعر لحظتها أن وزنه بين الناس مثل (كيس نايلون) في مهب الريح.. استسلم لأقداره.. وقفل عائدا يحمل فقط حقيبة السفر السوداء التي خرج بها من بيت الزوجية الباذخ.
صورة أول لقاء تسيطر على ذهنه.. كان مستغرقا في العمل في عيادته الأنيقة.. طرق الباب عم صالح ثم دخل.. هذا يعني أن هنالك أمرا طارئا.. قصة عم صالح بدأت منذ أن كان عامر طالبا يتيما بكلية طب الأسنان.. هذا الكهل يتعامل معه بشكل أبوي.. يدّخر له الطعام حين الازدحام.. بل كثيرا ما يدس في يده نقودا.. حينما فتح الله عليه كان أول قرار توظيف العم صالح.. ليست للعم صالح وظيفة محددة هنا.. يراقب الأوضاع ثم يجمع الفلوس في نهاية الليل.. يقيم مع دكتور عامر في ذات البيت العتيق بالخرطوم ثلاثة.
همس عم صالح بصوت مسموع في أذن الدكتور عامر الذي حاول أن يتجاهل الأمر ويواصل (معافرته) لطرد مريض عجوز.. لكن العم صالح لم ينصرف كأنه ينتظر إجابة أخرى.. عاد عامر مستفسرا: "الاستاذة منو يا عم صالح"؟ ثم واصل: "طيب خليها تنتظر".. المريض الذي كان يترنَّح من الألم تدخّل محتجا: "يا دكتور كيف أستاذة هالة تقيف في الصف الناس لو عرفت تعمل ليك مظاهرة". هنا أخذ دكتور عامر الأمر بشكل جاد ثم وجّه عم صالح أن يهيء لها مكانا بالداخل قبل أن يدخلها.
حينما وقفت بالباب كان وراءها نفر من الناس.. ردهم الطبيب برفق قبل أن يأخذ بيدها.. كانت الأستاذة تبكي بشدة.. ألم الضرس الذي يقهر الجبابرة والطغاة.. ألم بثغرها الناعم.. حينما اقترب منها وجدها مبهرة بشكل غريب.. الحزن والدموع زادت الوجه الدائري جمالا.. ابتسم في وجهها وهو يحمل بين يديه حقنة احتوت على مخدر.. بادلته الابتسامة قبل أن تقع عيناه على ما بين يديه.. بعدها دارت معركة اشترك فيها العم صالح والطبيب والرجل الذي يبيع التذاكر.. أخيراً تمكنوا منها ووضعوا الدواء ناحية الداء.. بعدها ابتسمت واعتذرت عن سلوكها البربري وخوفها الطفولي من الحقنة.
من ذاك اليوم تولدت صداقة بين الطبيب والأستاذة.. تقابله من حين لآخر لتشرب معه فنجان قهوة بالعيادة.. لم تكن المقابلة أمرا يسيرا لمطربة مشهورة.. حدثته عن معاناتها.. سرق الفن عمرها.. فشلت في الزواج بعد أن لامست عتبات الشهرة.. ابن عمها القروي لم يتحمل ذلك فتركها ومضى لحال سبيله.. خاصمها أهلها وتبرأ منها المقربون.. حينما أصابت النجاح والثراء عادوا إليها.. لم تغلق دونهم الأبواب.. ابتسم عامر: إنها ذات مهنتي.. أنام في الليل نحو خمس ساعات.. في الصباح الباكر أمضي إلى طلابي بالكلية.. في منتصف النهار أبرمج عملياتي في المشفى.. عند المساء أعود لعيادتي والتي أغادرها بعد منتصف الليل.. بعد أن ماتت أمي لم يتبقَّ لي في هذه الحياة غير العم صالح.. هذا الرجل خانته زوجته فاعتزل النساء.. قال عامر لنفسه حقاً إن المهن تتشابه.
وصل عامر إلى بيت الزوجية بدلا عن المطار.. وضع حقيبته على المنضدة ثم اضطجع ليتخذ القرار.. كان يفكر ويفكر.. في هذه اللحظة دخلت الأستاذة.. قبل أن يتفوه بكلمة قالت له: "ودعت الجمهور بعد الفاصل الأول واعتزلت الغناء". لم يملك غير أن يبكي ويبكي.. اقتربت منه الأستاذة لتجفف دمعه.. تعانقا طويلا وسط الدموع.. همس في أذنها أرجوك لا تعتزلي بالإمكان ان يجتمع الحب والفن تحت سقف واحد.
assayha




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 24 مارس 2017

اخبار و بيانات

  • استئناف خطوط الطيران بين الخرطوم وتونس السودان وتونس يوقعان على 22 وثيقة للتعاون المشترك
  • ترتيبات لقيام أكبر منطقة حرة بغرب السودان
  • ترتيبات لحصر وتصنيف المتسولين الأجانب بالخرطوم
  • إبراهيم محمود: الترابي ترك لنا ما ينير الطريق
  • تسلم رسالة من البشير نقلها الفريق طه السيسي يدعو الإعلام المصري والسوداني للتناول الإيجابي لعلاقات
  • أمريكا تحذر حكومة جنوب السودان من أساليب التجويع المتعمد
  • زيارة 30 ألف سائح من الكويت وألمانيا للبلاد وزير السياحة: زيارة الشيخة موزا ساهمت في الترويج للآث
  • د. تهاني عبد الله:السودان يتجه لحوسبة الامتحانات
  • سمحت للقطاع الخاص بتصدير 50% المعادن : سياسات جديدة لشراء وتصدير الذهب
  • الشعبي يدعو إلى السمو فوق الخلافات ومرارات الماضي
  • أعلن عن تشييد مستشفى بود مدني بتكلفة 35 مليون دولار أيلا: يتعهّد بتحويل الجزيرة لنموذج للسياحة ال
  • زعيم حزب الأمة القومي يدعو إلى وقف الاحتراب والاستقطاب
  • بكري حسن صالح يفتتح مشروع سنار عاصمة للثقافة الإسلامية اليوم
  • منبر التجانى الطيب للحوار بواشنطن يقيم ندوة بعنوان نبكيك يا وطنى نحو ثقافة التعدد و السلام
  • بيان هام من حركة 27 نوفمبر تعلن فيه بعض اسماء قادتها

    اراء و مقالات

  • الأهرامات من البجراوية إلى الجيزة من بناها ..!؟ بقلم حامد جربو
  • زينوبة والكسرة والعرديب في مهرجان سدني الأفريقي بقلم نورالدين مدني
  • ذاكرة النسيان؛ الحوار هو السلاح الوحيد القادر على تدمير الحرب والفتنة في السودان. بقلم إبراهيم إسما
  • سكت الرباب واخوفي من طول الطريق أمشيهو كيف بين المغارب والمساء بقلم عبير المجمر(سويكت)
  • عبد العزيز البطل: إلخ (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • صفحات مشرقة بقلم د. عارف الركابي
  • الكهرباء السياحية..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • وزارتني ليلاً !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • في مفهوم الجاهلية بقلم الطيب مصطفى
  • الكنيسة الإنجيلية : الإنتهاكات الكبيرة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الدكتور / زاهي حواس وزير الآثار المصري السابق ومصر التي كانت ولا زالت عاراً علي الأمة العربية والإس
  • وطن ,بلارسن بقلم بدوى تاجو
  • نجع الفرسان الاصائل شعر نعيم حافظ
  • أئمة و قادة الدواعش يسرقون الكثير و يُعطون الفتات القليل بقلم احمد الخالدي
  • المؤتمر الوطنى وإنعدام التخطيط الإستراتيجي لإدارة الدولة-السياسة الخارجية /نموذجاً بقلم يوسف الطي
  • حكايات خفيفة وطرائف 8 بقلم هلال زاهر الساداتي
  • العصيان المدني هو الطريق الوحيد للتخلص من الكيزان بقلم الطيب محمد جاده
  • ابقو الصمود ما تبقو زيف ابقو الصمود ما تبقو خوف بقلم عبير المجمر(سويكت
  • ليبقى الجيش الشعبي ...أو يتفتت السودان المتبقي ..وغير مأسوفا عليه بقلم المهندس مادوجي كمودو برشم


    المنبر العام

  • بيان من حزب مصر القوية حول منع ابوالفتوح من دخول السودان
  • قدر شوية التصليح والعمار الحاصل في السودان حاصل بي مجهود الشعب ما مجهود الحكومة
  • كارثة: مصر تقر بتزوير مستند بلد المنشأ لإدخال المنتجات الزراعية للسودان (فيديو)
  • أحذر من شراء الذهب المصري .. تعرف على أنواع الغش في الذهب المصري
  • ...نعــي أليم ... الحاجة نصرة أحمد خوجلي في ذمة الله
  • مقاطعة المنتجات المصرية .. من أجل صحتك وعزتك وكرامتك واعتزازك بوطنك
  • متوجا وحاملا شهادة رضاء شعبك وما أعظمها من شهادة يا زميل(صور)
  • تعقيب النعمان حسن على موضوع أثاره د. محمد حسن عن الاستقلال:
  • (لأول مرة.. استيراد 5 آلاف عجل من السودان لتربيتها في مصر)
  • حكم سودانى يحكم بالطبنجة بدل الصفارة
  • الجالية السودانية بمصر تتنفس الصعداء على انتهاء الازمة الاعلامية بين البلدين
  • ترامب يمدد العقوبات على دويلة "جنوب السودان" لعام آخر
  • الولايات المتحدة تحذر دويلة "جنوب السودان" من «أساليب التجويع المتعمد»
  • ومن يبتغ غير الاسلام دينا..عدنان الرفاعي
  • يا اخوانا ... عثمان صالح ما كفاهو كده ... حرجلنا كمل ...
  • أكوكو الخطير تزوج من 130 امرأة
  • أسماء حركات دارفور
  • لماذا مُنِعَ من دخول السودان؟ عبدالمنعم أبو الفتوح الطالب الذي جادل السادات في شجاعة
  • صدور كتاب (تحديديات بناء الدولة السودانية) للكاتب محمد الفكي سليمان
  • الميرغني يرفض ترشيحات الحسن ويدفع بالسر وإبراهيم للحكومة
  • سيرة ومسيرة سودانى عاش قرابة ال79 عاما فى اوربا ( العم حسن ارباب )
  • فايزة نقد : في ذكرى الراحل المقيم الأستاذ محمد إبراهيم نقد22 مارس (يوم الفراق المر)
  • أم بديلة ولا أم حقيقية؟ بقلم سهيرعبدالرحيم
  • اليوم 23 مارس: يمة – أمي – ماما بحبك بحبك بحببببببببك......
  • تقرير حكومي بألمانيا يقرر أن الأغنياء في ألمانيا يزدادون ثراء بينما يزداد الفقراء فقرا
  • التلفزيون الفرنسي عاجل انقلاب عسكري في سوريا وضباط يسيطرون على وزارة الدفاع ويحاصرون قصر الرئاسة