*الاسقاط في علم النفس هو (تمرير) حالة خاصة.. *تمريرها إلى شخص أو أفراد أو جماعة أو ما هو أكثر من ذلك.. *بمعنى إلباس آخرين اللباس الذي يخص صاحب (الحالة).. *وفرعون أراد أن يصم نبي الله موسى بالصفة التي نهاه عنها حين أُرسل إليه.. *قال له (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين).. *أي إنك كنت كافراً- مثلنا- عندما قتلت نفساً ، وتعيرنا الآن بما كنت عليه.. *ووزير المالية الأسبق يصر على كشف (حالته) الخاصة.. *ونصر نحن على أنها خاصة بما أن الواقع يثبت كذب حديثه عن (الكسرة).. *وفي آخر (إسقاط) له زعم ما لا يمكننا السكوت عليه.. *زعم أن السودانيين- ولم يستثن- كانوا لا يعرفون سوى الكسرة حتى السبعينيات.. *وهو يقصد سبعينيات القرن الماضي طبعاً ، وإلا.. *وإلا لقلنا حتى لو كان يعني القرن السابق له فإن كلامه غير صحيح أيضاً.. *وبين أيدينا كتاب للرحالة بوركهارت نقرأه للمرة الثالثة.. *وجون لويس بوركهارت- للعلم - زار بلادنا في بدايات القرن الثامن عشر.. *وجاء كتابه المعني تحت عنوان ( في بلاد النوبة والسودان).. *وعن النوبيين- من حلفا وحتى دنقلا- يقول إنهم كانوا يفضلون القمح على الذرة.. *وكذلك بعض القبائل الأخرى ومنهم أبناء جعل في الوسط.. *وليست الكسرة عيباً- بالتأكيد- ولكن ما يردده علي محمود ربما هو (حالة خاصة).. *حالة سبقت أيام الإنقاذ، والتمكين، و(ظهور النعم).. *فهي (إسقاط) على الجميع قد يجعل العالم يضحك فينا ، وعلينا ، ومنا.. *فما من شعب في الدنيا لم يعرف القمح منذ السبعينيات.. *ثم من الغريب ألا يعرف (وزير مالية) أن الكسرة أغلى سعراً من الرغيف.. *ولا نقول إن كل مستجد نعمة ينفصم عن الواقع.. *والفصام هو مرض نفسي- كذلك - تماماً مثل الإسقاط الذي نتحدث عنه.. *ومن قبل عيَّرنا الحاج آدم بافتقارنا إلى القمصان قبل الإنقاذ.. *وأيضاً قد يكون هذا إسقاطاً - لحالة خاصة - على السودانيين جميعاً.. *فأنا شخصياً كانت قمصاني قبل الإنقاذ أكثر منها الآن.. *و(حالتي) هذه تنسحب- قطعاً- على الكثيرين من أفراد الشعب الذي (افتقر).. *ولا أدري (إيه حكاية السبعينيات دي) في زماننا هذا.. *فبعض قادة الإنقاذ يجزمون- كذلك - أن مشروع الجزيرة فاشل منذ السبعينيات.. *وهذا إسقاط تمتد دائرته النفسية إلى أوائل عهد (مايو).. *يعني (يا جماعة): لا تحملونا وحدنا مسؤولية (سقوط) المشروع.. *ونتحمل نحن وحدنا (السقوط والإسقاط !!!). assayha