*ضحكت كثيراً لكلمة الزميل عبد العظيم صالح.. *ورغم عدم حاجته لتعريف نقول- تحوطاً- إنه رئيس تحرير (آخر لحظة).. *فهو (زعلان) لسقوط اسمه دوماً من الترشيحات الوزارية.. *وقال في كلمته البارحة (يا جماعة كده ما كويس).. *والمناسبة هي ترشيحات حكومة (المخرجات) التي تضج بها الأسافير.. *فداعبته برسالة هاتفية باذلاً له نصحي المتواضع.. *وقلت له: (كيف يرشحوك وانت ماسك لي القلم بدل المايك أو الكلاش؟).. *والغريبة أنه (طنشني) ولم يتجاوب مع دعابتي هذه.. *وربما يكون غضب من مداعبة رآها خشنة وظننتها أنا ناعمة.. *أو قد يكون (واخد الموضوع جد) لا (هزار).. *بمعنى: (اشمعنى) لا يكون اسمه ضمن ترشيحات شملت حتى تراجي؟.. *أو احتمال أن يكون مشغولاً- كعادته- مع أعطال السيارة.. *و(ونفسي) أعرف أي عربة هذه التي تذكرني بـ(أندروبل) طه.. *و(أندروبل) مفردة محلية- في مناطقنا- تعني لاندروفر.. *أما طه فهو سائق شهير هناك يُطلق عليه لقب (شوية) لسبب سنذكره.. * فهولا يخطو خطوة بعربته دون اصطحاب رفقاء طريق.. *يصطحبهم ولو بـ(التحانيس) مُظهراً رغبته في ثواب فضل الظهر.. *ويُبطن ما صار معروفاً لأهل البلدة أجمعين.. *فأحد إطاراتها الملساء حتماً سينفجر لتتعالى صيحة (شوية رفعة يا جماعة).. *أو تغطس في قليل رمل ليصيح (شوية دفرة يا جماعة).. *أو (تقلش) مقتحمةً كومة تراب فتُسمع صيحة (شوية نتلة يا جماعة).. *أو تعتلي شجيرة لتجيء الصيحة (شوية رجة يا جماعة).. *ويراودني إحساس بأن عبد العظيم إنما يريد الوزارة بسبب سيارته.. *أو بالأصح بسبب سيارتها هي؛ أي الوزارة.. *فهو تعب خلاص من (لكلكتها) مثل تعب زميل لنا من (لكلكة) الحياة.. *فقد كان دائم الشكوى مما سمَّاه (العيشة الملكلكة).. *وطفق يلمِّح إلى ذلك في كتاباته - قبل سنوات- ويجهر به في (ونساته).. *فما عاد يحتمل ضيق العيش بالداخل بعد بحبحة الخارج.. *وإثر عشم لم يمهله طويلاً - كما نقول حين ننعي- اُختير ملحقاً إعلامياً.. *وانفتح باب (راحات) أمام المحظوظين من زملائنا.. *فبعد أشهر وقع الاختيار على زميل آخر ليعمل مستشاراً صحافياً بالخارج.. *ثم (اختار) زميلنا حسن إسماعيل الوزارة؛ فاختاروه.. *وزميلنا (خالد) المبارك تم اختياره لسفارتنا بلندن فبقي (خالداً) فيها.. *فـ(بس بقت) على زميلنا عبد العظيم صالح (يعني)؟.. *وأنا أضم صوتي إلى صوته الذي صار أعلى من ضجيج سيارته.. *وأقول (يا جماعة كده ما كويس !!!). assayha