بدايةً أقول أنه لمن المُحزن جداً أن تقودنا كوميديا الواقع المرير إلى أن نكتب ( نقداً ) حول البرلمان ، الذي هو بالنسبة و للكثيرين ( على المستوى الإفتراضي ) مؤسسة تقع في أعلى هرم القداسة الرسمية للدولة ، إنطلاقاً من كونها تعمل و تتحدث و تدافع عن الشعب ، و لأنها أيضاً معقل صِناعة و صياغة القانون و الدستور و ما يطرأ عليه من زيادات و نقصان و تعديل ، و كنت أظن أن كل إنسان تدفع به ( الظروف ) أو صناديق الإقتراع النزيهة لأن يكون نائباً في البرلمان ستسري (جبراً ) في دمائه الفطرة و النزعة البرلمانية التي مفادها الإنحياز ( المُطلق ) لعامة الشعب و مقارعة الحكومة الحجة بالحجة و القوة بالقوة و المنطق بالمنطق لإثبات تقصيرها تجاه الشعب مهما وضحت و بانت و عَلَت إنجازاتها ، أقول هذا بإفتراض أن ما سبق هو ( الرؤية و الرسالة ) الأساسية التي تنبني عليها فكرة ( إمتهان ) الوِكالة عن الناس في الحفاظ على مكتسباتهم و حقوقهم و مطالبهم فضلاً عن التعبير عن آلامهم و آمالهم و طموحاتهم ، هذه هي الرسالة و الرؤية الفطرية التي يجب أن تحوز على عقل و عاطفة أيي ( نائب طبيعي الغريزة و سوي الفكرة ) تقوده الأقدار ( تحت أيي ظروف شرعية أو غير شرعية ) لأن يكون نائباً برلمانياً حتى و لو كانت خلفياته و تاريخه ينضحان بالنقيض ، على الشعب السوداني أن يشعر بالحزن و خيبة الأمل و الخوف من غدٍ حالِك الظلام ، إذا إنتهى إلى علمه ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفه أول أمس الخميس حول مداخلات ( خرقاء ) لبعض أعضاء المجلس الوطني فحواها أنهم يرون أن ما يحدث من ضائقة إقتصادية أحنت ظهور الرجال و شردت الأطفال و قتلت المرضى من ذوي الحاجة هي من صُنع الشعب نفسه لأنه بكل بساطة و بحسب زعمهم ( ضعيف الأيمان ) .. فضلاً عن إنتقادهم لدور المرأة السودانية الصامدة و القابضة على جمر الحياة في سوداننا الحزين ( لتقاعسها ) عن دعم و بناء الإقتصاد الوطني كونها لا تعمل على صناعة الخبز في المنزل إسوةً ( بالكِسرة و العصيدة ) .. التعليق : نعم على حرائرنا أن يقُمن بذلك حتى تتفرغ حكومة المؤتمر الوطني بما فيها وزارة المالية و البنك المركزي لأشياء أخرى أهم من ( البحث عن حلول تخرج البلاد من جُب الإنهيار الإقتصادي ) .. و لنترك قضية الخبز و التعليم و الدواء و الإنتاج و البيئة للشعب السوداني و ندعو له رب العالمين ( أن يزيد من إيمانه ) حتى يقوى على مُجابهة بلواه .. أما الحكومة فأدعوا لها ربكم أيها النواب الموقرون أن يوفِّقها الله في مساعيها اللاهثة و التي لا و لن تنقطع نحو بذل المزيد من الجهود لإنجاز التمكين السياسي في (أحواش) الخدمة المدنية ، و صرف 65% من ميزانية البلاد التي جُل جبايتها من جيوب البسطاء في مجريات أمن و تأمين النظام ، ثم المزيد من البذل و الصرف و الإجتهاد في المهرجانات السياسية و الخطب ( الإنبلاجية ) و المشاريع السياسية ( الإلتفافية ) للمزيد من المراوغة في أداء مستحقات غير المنضوين و لا التابعين و المعارضين الصامدين ، كل ذلك لتحقيق ( الغاية الوطنية الأسمى ) و التي مفادها ( البقاء الأبدي في كرسي السلطة والمزيد من كسب الوقت )..المجلس (الوطني) و المؤتمر(الوطني) أخوان و أولاد عم .