· اختطفت الجماعة المتأسلمة السودان و أجلست البشير على كرسي الرئاسة غير الشرعية؟ و اختلفوا و تبعثروا و ظل عرش البشير ثابتاً لم يتغير.. و كرسي البشير هو الكرسي الوحيد الذي لن يتغير الجالس عليه في عملية المحاصصة القادمة..
· لم يتبق لجلوس البشير على (العرش) سوى ثمانية أشهر ليكمل 28 عاماً أعاد خلالها السودان إلى القرون الوسطى.. حيث أعطى صكوك الغفران من شاء و حجبها عن من شاء و بيده ( التمكين) و التسكين و التهميش وفقما أراد و متى أراد.. و تمكن بخبث الخبثاء من إزاحة أكثرية الشعب السوداني بعيداً عن طريق الأمل و التطلع إلى المستقبل رغم البشريات اتي يسكبها زخات.. زخات في لقاءاته الجماهيرية!..
· لقد كرَّس البشير الظلم عنواناً لحكمه و جعل ( التمكين) غولاً أطلقه على الكفاءات البشرية و على مقومات و عناصر الانتاج الأخرى ذات الجدوى.. و انطلق أنصاره يفعلون في الخدمة المدنية ما يفعل الثور الجامح في مستودع الخزف!
· و أتى أخيراً بتمثيلية أسماها (حوار الوثبة) بادعاء جمع السودانيين و توحيدهم.. و بعد إسدال الستار، لم يقدم نفسه بالاستقالة من حزب المؤتمر الوطني ليظهر كرئيس لكل السودانيين بالفعل، و هو يخطط الآن، باسم المؤتمر الوطني، لإبعاد عدد من قيادات حزبه من مناصبهم عن مواقع صنع القرار لإفساح المجال لبعض المؤلفة ( بطونهم) من الذين شاركوا في تمثيلة ( حوار الوثبة) العرجاء.. و من المتوقع أن يجأر المبعدون بالشكوى و انتقاد الحزب بمرارة لاعتقادهم أن الظلم أحاق بهم و هم الذين أوسعونا ظلماً و إهانات أيام كانوا أدوات فتاكة ساهمت في تقوية الحزب و تمديد عمره و.. لا يوجد في السودان من عامة الناس من لم يذاق طعم ظلمهم!
· إن لم يمسسك أي ظلم من أي جهاز من أجهزة نظام ( الانقاذ)، فلا بد أن تكون أنت المشير/ عمر حسن أحمد البشير، فالظلم أصاب الجميع.. نعم، الجميع.. حتى نوابه و مساعديه و مستشاريه أصابهم الظلم في يوم ما من أيام ( الانقاذ).. و لا تسلني عن المتنفذين داخل أحزاب الدلاقين.. و لا عن المنضمين ( بعد الفتح).. و مصير من انضموا للحوار من المؤلفة بطونهم.. سوف يكون الظلم و التهميش و التغبيش قبل أن يطول الزمن..
· أما سمعوا بمصير ( الحبيس)؟ لقد ارتحل للقاء ربه بعد ظلم طال النظام.. و حبسةً حقيقية مريرة.. و كاد النظام الذي صنعه بيديه أن يأخذه إلى حبل المشنقة.. مات الحبيس و في حلقه غصة وورم حصادَ الاحساس بالظلم الذي أحاق به من تلميذه الذي اشتد ساعده فرماه رمية سببت له وجعاً قاتلاً في القلب..
· و الدهاقنة الشيخ علي عثمان.. و د. نافع علي نافع و أبو الجاز و قطبي المهدي و السفير مصطفى عثمان، كلهم كانوا و لم يعد أحد منهم يكون بعد أم فوجئوا بما لم يكونوا يتوقعون من اقصاء تم دون سابق انذار.. كما تم نصب شراك للفريق/ قوش من نفس النوع الذي كان ينصبه للمواطنين الأبرياء بتجلياته في بيوت الأشباح.. و الرقص فوق أشلاء الموتى على إيقاع الأنَّات و التأوهات النازفة!
· كلهم، السابقون منهم و اللاحقون، كلهم ساهموا في خيبات الأمل.. كلهم أعانوا على الظلم يتحرك نحوك في كل المؤسسات التي تذهب إليها لغرض ما.. فتجد نفسك مُكبَّلاً بلوائح موضوعة ليتمكنوا منك و يمكِّنوا أنفسهم من السيطرة على المال و الأعمال و كل ما يخطر على البال
· تتقدم بطلبك على أملٍ.. و يفاجئك كابوس اللوائح يتهجم عليك أمام الجماهير المتكدسة في انتظار دورها على أمل كان لكن لن يكون طالما ساقية التمكين ( لسه مدورة).. تعجز عن الدفاع عن حقوقك و عن طلب النجدة، صوتك مبحوح و يداك مشلولتان. أنت في بحر الظلمات.. لن يسمعك البشير و هو منغمس في رقصه و ( هجيجه) .. و إن سمعك، لن يلتفت إليك.. و لو كنت تحمل مسدساً، ربما فعلت فعلة ذلك المواطن بمسئول الأراضي الزراعية بولاية نهر النيل!
· ضوابط و شروط.. و حقول ألغام و متاريس تحول دونك و الحصول على حقوقك.. و سرعان ما تتلاشى تلك الضوابط و الألغام و المتاريس متى ( كشْكَشْتَ) دون نقاش! لأن ( الكاش يقلل النقاش) في دينهم و دنياهم!
· و ها هو البشير يطالب قياداته باستقالاتٍ ثقيلة عليهم لإفساح المجال للمحاصصات حول مائدة الكيكة الدسمة كي ينال المؤلفة بطونهم من المشاركين في الحوار شيئاً من السلطة و الثروة و الجاه تمهيداً لتكور الكروش و انتفاخ الجضاضيم و لمعانها.. و تجنيب الأموال لبناء القصور و زواج أجمل الجميلات..
· و بتلك المحاصصات يؤكد لنا البشير أن الحوار كان وليمة دعا إليها حزب المؤتمر الوطني لتمديد سنوات حكمه و إحكام قبضته على الرقاب، و إلى الوليمة تكالب المتكالبون من كل فج مسطح، و ما أكثر السطوح و المسطحين هذه الأيام!.. و ضاقت المائدة على الأكلة.. فكان لزاماً على قيادات المؤتمر الوطني أن يتنازلوا لضيوفهم.. و ما كان من البشير إلا أن يتخطى مهام أم العروس فيتولى هو توزيع الكيكة بنفسه..
· لا شك في أن المستقيلين و المقالين من قيادات المؤتمر الوطني سوف يجلسون على مقاعد المتفرجين متحسرين، معتقدين أنهم ضحايا النظام.. و هم يلبسون لباس الشيخ الحبيس.. و لا فرق بين مستقيلين ومقالين.. كلهم مقالون.. و كلهم ضحايا البشير!
· لكن، ربما أخذت ( الهاشمية) بعض قياديي النظام، فتقدموا باستقالاتهم باعتبار أنهم قدموا للنظام من التضحيات و الانجازات ما يشفع لهم ليعيدهم المشير إلى المناصب الدستورية كرة أخرى.. و ربما تفاجأوا بعد ذلك بأنهم صاروا خارج حلبة اتخاذ القرار بسبب ضيق المناصب و كثرة المشاركين في لعبة الكراسي حول موائد الوليمة..
· أما كرسي البشير سيكون ثابتاً له كما كان منذ استولى عليه.. فكرسي البشير هو الكرسي الوحيد الذي لن يتغير الجالس عليه..