مجموعة كبيرة من الإعلاميين و المختصين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مجال العمل الإجتماعي و الطوعي و منظمات رعاية الطفولة ، يستميتون في كثير من المنابر و المنافذ التثقيفية في وصف أمر الإهتمام بظاهرة إغتصاب الأطفال اليُفع و اليافعات التي باتت تترى و تتزايد يوماً بعض يوماً ، بأنها لا تستحق كل تلك ( الجلبة ) على حد قولهم ، و أن وصف الأمر تحت مصطلح ( ظاهره ) يعطيه أكبر من حجمه الحقيقي ، و في الحقيقة كلما ما تمعنت و دققت النظر في دفوعاتهم لا أجد منفذاً مٌقنعاً واحداً يدفعني ( للتعايش السلمي ) مع وجهة نظرهم الغريبة و المريبة في ذات الوقت ، بل أعتبر أن الأمر على النقيض تماماً فكلما كان الموضوع بسيطاً ( إن فرضنا ذلك ) و زاد حجم الإلتفات إليه ، كلما تنامت فعالية أدوات وأدِه و القضاء عليه قبل أن يصبح غولاً يقضي على غرس مستقبل هذه الأمه و عماد بقاءها أطفال اليوم و رجال و نساء المستقبل ، أقول فليكن الأمر مجرد حالات ( عادية ) في عددها و أزمان حدوثها ، لماذا يستكثر هؤلاء على بعض الذين أولوا الأمر إهتماماً و جهداً و مثابرة في المحاربة و السعي في القضاء عليه ، و يضعونهم في مقام ( من يهوِّلون ) الصغائر و ( يصنعون من الحبة قُبه ) .. بالرغم من أن كافة الإحصائيات الموثَّقة في أضابير محاضر شرطة حماية الطفولة و الكثير من منظمات المجتمع المدني المتخصصة في شئون الطفل مليئة بحوادث إغتصاب كان ضحيتها أطفال دون السادسة من العمر و أحياناً دون الثالثة من الذكور و الإناث ، هذه الأخبار تنقلها الصحف اليومية بمعدل ثلاث أو أربع مرات شهرياً ، و آخرها ما جاء بأكثر من صحيفة يوم أمس السبت عن طفلة لم تتعدى الست السنوات تُغتصب يومياً بواسطة ستيني يتبناها بعد خروج زوجته للعمل و قبل ذهابها صباحاً إلى مدرستها ، و بغض النظر عن كون الأمر يرتفع من حيث الكم و الكيف ليشكِّل ( ظاهرة ) أم لا .. قليلاً كان أو كثيراً .. فإن الصادقين القاصدين فلاح و صلاح هذا المجتمع يعتبرونه على أيي حال مشكلة تستحق منا أولاً ( الإعتراف ) و الإيقان بأنها موجودة ، ثم المثابرة و النضال عبر القانون و التوعية و الجزاءات الرادعة للقضاء عليها ، أما أولئك الذين أدمنوا ( المبالغة ) في التقليل من شأن وجود هذه الظاهرة الدنيئة و الدخيلة على مجتمعنا لا مبرر لما يفعلون غير تأكيد إنتمائهم لشرذمة المطبلين لهذا النظام السياسي الفاشل في كل إتجاه ، و الذي طالما ما دعا الناس في كثير من مواطن الفشل و العجز و النوائب إلى دفن الرؤوس في الرمال ، يا هؤلاء إن لم يكن لديكم ما تقدمونه للدفع بعجلة الإسراع بالقضاء على هذا المرض البذيء اللعين و الذين يستهدف الأمة في مستقبلها و صحة أطفالها الجسدية و النفسية ، نطالبكم فقط أن ( ترحمونا ) بصمتكم و دعونا لها .. لأننا بإذن الله الواحد الأحد لن نترك الأمر حتى يصدر المجلس التشريعي قانوناً يشترط إعدامهم في ميدان عام .. ليس إنتقاماً و لا تشفي بقدر ما نرجو أن يؤدي ذلك لجعل كل ذئب بشري يختبيء بين ############ات مجتمعنا الواعد يتردد ألف مرة قبل الإقدام على ما لا تُحمد عُقباه .