*هل عندنا صناعة سينما في بلادنا؟.. *طبعاً لا، اللهم إلا بعض أفلام (فضيحة) في زمن مضى.. *هل عندنا ممثلون يصلحون للعمل في السينما؟.. *لا وكلا، وتكفينا تجربة ابن البادية- ذات المايوه- التي تبرأ منها المليجي.. *دعكم من هذا كله، هل عندنا دور سينما (من أصله)؟.. *قطعاً (نهي)، فقد قُبرت كلها كما (شامي كابور).. *طيب، رغم واقعنا الـ(لا سينمائي) هذا استضفنا مهرجان الفيلم العربي.. *وأتانا صغار الممثلين العرب من كل حدب ينسلون.. *ومن هؤلاء المغمورين واحدة اسمها سلاف فواخرجي تم تكريمها.. *ومُنحت أيقونة المهرجان ذات مسمى (أنثى الأبنوس).. *هل منكم من سمع بهذه الممثلة السورية (تبع الأسد)؟ ولا أنا بالطبع.. *تماماً كما لم نعد نسمع أن في السودان سينما.. *ولولا الضجة التي أثارتها عن محاولة اغتيالها لما استوقفني الاسم.. *قالت إن حياتها كانت مهددة أثناء وجودها بالخرطوم.. *وإن الذين أرادوا اغتيالها هم معارضون سوريون لنظام بشار الأسد.. *وإنه قد جرى (تأمينها)- داخلياً- ضد القتل.. *وأيضاً لم نسمع بأن هنالك فروعاً للمقاومة السورية على أرضنا.. *إلا إذا كانت تخشى أن تُسمم بـ(حلويات شامية).. *فالسوريون الوحيدون الذين نعرفهم هم ذوو القفازات البيضاء النظيفة.. *ولكن الحق ليس على من عادت بأيقونة من عندنا.. *وإنما علينا نحن الذين تعجبنا أجواء المهرجانات العروبية في عاصمتنا.. *ومن قبل احتفينا بـ(شافعة) سورية أيضاً.. *(شافعة) كل مؤهلاتها لتحظى بحفاوة منا أنها غنت لإبراهيم الكاشف.. *وردد معها بعض كبارنا (أسمر جميل عاجبني لونه).. *وتمايلوا معها طرباً حتى كادت تصيح في فيروز (شو تكوني إنتِ؟).. *ومن قبل ذلك استضفنا فعاليات الثقافة العربية.. *ووقتها كانت عاصمة الثقافة العربية-الخرطوم- تهدم (أكشاك ثقافتها).. *وكانت آخر أثر (شعبي) يدل على وجود ثقافة بعاصمتنا.. *تماماً كما أن (خرابات) السينما تدل على زمان (أين تسهر هذا المساء؟).. *وما عادت الخرطوم (تقرأ) كما في السابق.. *فأهلها مشغولون- جراء قسوة الواقع- بما يغذي البطون لا العقول.. *ولا أدري أي مهرجان عربي آخر نسعى لاستضافته.. *فقط أتمنى ألا يكون مهرجان (الجمال)، وأكوام قمامتنا تملأ الشوارع.. *أو مهرجان (الصحافة)، وصحافتنا تحتضر.. *أو مهرجان (الشاشة)، وشاشاتنا أضحت محض ثرثرة تجلب النعاس.. *أو مهرجان (الطرب)، وطربنا بات (نطيطاً).. *وتروح الأيقونات لمن يلبون دعواتنا وهم في بلادهم (لا شيء).. *و يا لخسارة (أنثى الأبنوس!!!). assayha