نجح إضراب أطباء السودان بنسبة كبيرة في انتزاع حق المريض وحق الطبيب وكسر الصلف والعنجهية التي اتصف بها الكيزان في تعاملهم مع الفئات التي تطالب بحقوقها. لم يكن أمام الكيزان أي وسيلة أخرى غير تلبية مطالبهم خاصة بعد زيادة التمترس والتكتل خلف لجنة أطباء السودان. كل المؤشرات كانت تقول بوضوح أن ينتهز أكثر القطاعات الفئوية اكتواءاً بحالة تدمير أهم مرتكزات الدولة وهو قطاع التعليم العام. ولا أود الاستفاضة عن بؤس البيئة التعليمية من معلم ومدارس وفصول وإجلاس ووسائل تعليمية, بل وصلت لدرجة أن ولاية كاملة عجزت عن طباعة الكتاب المدرسي وحاولت التغبيش عن هذا العجز بالهروب إلى الأمام وتقديم فلاش للتلاميذ ليطبعوه بمعرفتهم. حقيقة الأزمة تتجلى في النسبة متناهية الصغر المقتطعة بالكاد من الموازنة والتي لا تتجاوز 2.5% والتي يتم توجيهها للتعليم بشقيه العام والعالي. ولك أن تقارن إذا علمت أن الموازنة ايام الإستعمار والتي تم إجازتها في عام 1955م كانت تقتطع 15% من أجل التعليم العام فقط دون التعليم العالي علماً بأن النسبة الموصى بها عالمياً هي 16% من الموازنة. إبان إضراب أطباء السودان, أصدرت لجنة المعلمين بياناً بانيكمونياً متواضع للغاية يبدي بعض القلق, في حين أن المرحلة كانت تنبئ بإعلان إضراب مواز يزيد من حجم المكتسبات لكلا الطرفين ويخفف من حجم الضغط الحكومي الناشئ على كليهما. ماذا كان سيخسر المعلمون؟ مستحيل أن المعلمين متخوفون من ضياع الثروة والمكاسب والأجر الكبير والمخصصات التي يتقاضونها. إيه تاخد الريح من البلاط .. لو في بلاط.
10-16-2016, 11:59 PM
أسامة العوض
أسامة العوض
تاريخ التسجيل: 03-14-2013
مجموع المشاركات: 2853
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة