** لو تعوَّدنا أو تربينا على مبدأ الإلتفاف حول الحقائق و تضليل الذات و الآخرين ، بالتزلف و الرياء و الركض خلف المصالح الخاصة ، لكنا بما نملك من مواهب نحن و غيرنا من القابضين على جمر القضية في مصاف الأثرياء و أصحاب السلطة و النفوذ ، و لكن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .. فدواخلنا و مظاهرنا بحمد الله فاقدة لموهبة التخازل و الجبن عبر تسويف الحقائق لمجرد الخوف من سوط الجلاد أو لمجرد الحصول على إشارة ( رضا ) من أصحاب المقامات العالية ( الزائفة ) و الزائلة بإذن الله ، كما نحمده جل و علا أن قيَّض لنا صحيفة الجريدة لتكون معبراً لأفكارنا الحرة و المتدفقة من أجل المصلحة العامة و المنحازة على الدوام لفئة الكادحين البسطاء من أبناء هذا الشعب الأبي ، الذي لا تنطفيء شعلة إيماننا به ما مر الزمان ، و لا تنقطع ثقتنا في قدرته على ( تغيير ) الواقع الذي لا يتماشى مع دربه الأخضر في مسيرة الحضارة و التنمية و العزة و الكرامة ، لن نقول في مقام الحديث عن الذات غير أننا سنظل مقصرين دوماً عن إيفاء هذا الوطن حقه ، و لكن سنشدُ على النواجذ بالصبر و الإصرار و العزيمة للمضي قدماً في تعرية الباطل و كشف الفساد و الفاسدين و إبطال كل محاولة مضطربة أو جادة لتضليل الناس و إلهائهم عن النظر إلى قضيتهم الأساسية المتعلقة بالحق في العيش الكريم بلا جورٍ و لا مكابدة ، و الحرية المشرعة و المطلقة في التعبير عن أهوائهم و آرائهم و أفكارهم و معتقداتهم ، ثم الحصول على الحق في أن يُنجز جُل أمرهم بميزان العدالة و المساواة وفق ما قدسته جميع الأديان السماوية و أيَّدته الأعراف و القيِّم و المباديء التي إتفقت حولها البشرية منذ مئات القرون . ** الذين يحملون راية حكم هذه البلاد و يُنسب إليهم ما يجري في بلادنا من أحزان و آمال و طموحات ، و بغض النظر عن أخطائهم و عيوبهم و ما فعلوا و ما سيفعلون بالبلاد و العباد ، ألفت نظرهم إلى أن هناك من يعملون على ( الرفع ) من مستوى التشويه الذي أحاط بالنظام من ناحية مقدرته على الحفاظ على معدّل معقول من هامش حريات التعبير و خصوصاً الحريات الصحفية ، فلا مجال للحديث عن حوار و لا إتفاق و لا تقارب في وجهات النظر بين الحكومة و المعارضة دون إستتباب واضح و مقروء عبر مؤشرات و وقائع تفيد وجود هامش و لو ( معقول ) في مجال حرية الرأي و النشر . إنتبهوا أيها السادة لا تدعوا ورقة التوت تسقط فتنكشف عوراتكم و أنتم في غفلة من الزمان و الأحداث و ما يجول بنفوس البشر . ** إذا إفترضنا أن أحداً ما أحب الموسيقى و أفتتن بها لدرجة أنه أراد أن يمتهنها ، لماذا لا يتم توجيهه بأنه يمكن أن يدلف إلى عالمها من أبواب متعددة غير أن يكون ( مغنياً ) .. فهناك التلحين و العزف و التخصص في الصوت أو غيره من التخصصات التي تقوم بتدريسها كلية الموسيقى و المسرح .. في الماضي وجهت لجنة إجازة الأصوات الكثير ممن دلفوا إليها كمغنيين إلى مسارات موسيقية أخرى كالتلحين و العزف .. في رأيي أن هناك زحاماً شديداً في غير معترك حول إمتهان الغناء .. الراي شنو ؟!.