عم سيد بقلم فيصل محمد صالح

عم سيد بقلم فيصل محمد صالح


09-20-2016, 02:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1474378576&rn=0


Post: #1
Title: عم سيد بقلم فيصل محمد صالح
Author: فيصل محمد صالح
Date: 09-20-2016, 02:36 PM

02:36 PM September, 20 2016

سودانيز اون لاين
فيصل محمد صالح-sudan
مكتبتى
رابط مختصر


في هُدوءٍ وبساطة يشبهانه تماماً انسحب عم سيد من الدنيا، ترك الجمل بما حَمَلَ وَمَضَى طاهراً ونظيفاً من كل درن الدنيا. فقد نعت أخبار حلفا الجديدة رحيله صباح أمس، بعيداً عن العاصمة وصحفها وصحفييها، بعد أن عاد لمدينته منذ سنوات، ولم نعد نسمع عنه شيئاً.
سيد علي كرار، عرفنا الاسم ونحن صغار، كان من الأسماء المعروفة للصحفيين الكبار، خَاصّةً في مجلة الشباب والرياضة، يوم كانت مجلة يسعى وراءها الناس ويتدافعون للمكتبات لشرائها، هي ومجلة الإذاعة والتلفزيون.
لا أعرف متى وأين بدأ عم سيد عمله الصحفي، وبالتأكيد قد عمل في عدة صحف، لكن اسمه رَسخَ في ذهني وذهن جيلي مع مجلة الشباب والرياضة في السبعينات مع أسماء أخرى ارتبطت بالمجلة، ومنها حسن أحمد التوم والد زميلنا الطاهر حسن التوم، وآمال سراج وآخرين. كانت مجلة منوعة ومُمتلئة بالمواضيع التي تجذب الشباب، بعضها مُوجّه سياسياً لخدمة نظام مايو، لكن في نفس الوقت كانت تناقش كثيراً من القضايا الاجتماعية والثقافية والفنية.
اختفى عم سيد علي كرار عن الذاكرة، حتى التقيت به في صحيفة "الأضواء"، حيث جاء به الأستاذ كمال حسن بخيت مديراً للتحرير، ثم ترك الأستاذ كمال رئاسة التحرير، وورثت منه الوظيفة. كان رجلاً بسيطاً ومُتواضعاً، يعرفه الجميع باسم عم سيد، لا يُفارق الجلابية والعمامة أبداً، حتى في ساعات العمل.
الصورة الأولى قد تَعطيك انطباع أنّه شخصٌ مُنطوٍ، لكن ما أن تُبادر بالاقتراب منه حتى تكتشف شَخصاً لَطيفاً ومَرحَاً، وجُرابه ملئٌّ بالحكايات. كان يؤدي عمله في هُدوءٍ، لا تسمع صوته أو حركته، إلاّ حين يقهقه بضحكته المُميّزة، التي سُرعان ما يقطعها. يغرق في الورق أمامه وهو يعمل بلا كَللٍ أو مَللٍ، لا يتحرّك إلاّ حين يدفع بالورق لسكرتارية التحرير.
عَم سيد من جيل صحفيي الوسط، وهؤلاء غالباً من مَظاليم الصحافة، ظَلُّوا يَعملون في المهنة لسنواتٍ طويلةٍ، ويُؤدُّون مُعظم العمل الداخلي في مطبخ الصحيفة، لا تستطيع الصحف الاستغناء عنهم، لكنها لا تعطيهم اسماً ولا شهرةً. لم يسعوا وراء نجومية ولم يخلقوا أسماءً كبيرة، وحين يمضون يفعلون ذلك بنفس الهدوء الذي عاشوا به. كان المرحوم حسن الرضي، أشهر سكرتيري التحرير في الصحافة السودانية، من هذه النوعية، وقبل أيام قرأت نعي الأستاذ أحمد حسن محمد صالح "احميدي" الصحفي والمُترجم البارع، الذي غادر المهنة قبل سنوات قليلة بعدما كان يكتب عموداً بالزميلة "الرأي العام"، ومضى أيضاً يلفه نفس الصمت.
هل هذه المهنة جاحدة، أم أنّ الوسط الصحفي هو الجاحد؟ يعطيه الناس كل أعمارهم وجهدهم، ثم يخرجون بلا مَعاش أو مُكافآت أو ضمان اجتماعي لما تبقى من عُمرهم. كان أحد أقرباء صديقي وزميلي الصحفي المهاجر محمد محمود راجي يحاول إقناعنا بترك هذه المهنة والبحث عن مهنة أخرى. وذات يوم أوقف سَيّارته في الشارع ليشير لراجي لرجل يسير في الشارع راجلاً ومجهداً، وسأله: هل تعرف من هذا؟ إنه رحمي سليمان، كان علماً في رأسه نار، وها هو يسير راجلاً، ولا يعرفه أو يحفل به أحدٌ.
رحمهم الله جميعاً وتولاهم بالرحمة والمغفرة، وليغفر لنا نسياننا وتجاهلنا لهم.

altayar




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 سبتمبر 2016

اخبار و بيانات

  • كاركاتير اليوم الموافق 19 سبتمبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن الفريق طه عثمان
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان الي إبراهيم محمود: لا نستجدى التفاوض مع حكومة من مجرمي الحرب وسنقف مع
  • بيان من رابطة لاجئي جبال النوبة بدولة اوغندا
  • حريات واسعة وتكاليف زهيدة النشرات الحزبية.. منافسة إعلامية على واتساب!
  • ابراهيم محمود : الحركة الشعبية شمال ما تزال جزءا من الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان
  • بيان من جيش تحرير السودان حول عمليات غرب جبل مرة
  • الحكومة السودانية تهدد بإغلاق الحدود مع جنوب السودان
  • تحذيرات بالعاصمة من الإسهال المائي
  • السودان ينتظر تعهد جوبا بطرد الحركات المسلحة الحكومة وحركة مشار: لا اجتماع للمعارضة الجنوبية بالخرط
  • وزير المالية يطالب بملاحقة مروجي الشائعات
  • إعلاميو بريطانيا يؤبنون محمد خير البدوي وعلاء صبحي
  • عزاء وأجب في وفاة الحاجة المبرورة /عائشة موسي والدة الناشط والمدافع الحقوقي عبد المنعم الجاك

    اراء و مقالات

  • مطلوب.. بأعجل ما تيسر !! بقلم عثمان ميرغني
  • حرب القط والفأر..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الحزب.. وتصحيح القرآن بالقلم الأحمر بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • تأريخنا الكاذب !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ما هذا ومن هذا بقلم هلال زاهر الساداتي
  • أميركا وصناعة الإرهاب (4/ 5 )التاريخ يعيد نفسه ... حرب اليمن وإغتيال أنور السادات بقلم ياسر قطيه
  • لمـــاذا المهندس أحمد أبو القاسم عن غيره ؟ أين المعـــارضة ؟!! بقلم الكمالي كمال
  • مَنْ يقف وراء انهيار المؤسسة العسكرية السابقة في العراق ؟ بقلم احمد الخالدي

    المنبر العام

  • طير المغارب فات قبيل
  • الذكرى الخامسة لرحيل البروفسور محمود الزين حامد الذي رحل في 20 سبتمبر 2011.
  • قريمانيات ......
  • شمااااااااااااااااار مغربل
  • رئيس بنين يلغي تأشيرة الدخول للأفارقه ... #تهانينا
  • حماية المستهلك السودانية تقرر وقف استيراد الفواكه والمنتجات المصرية والمصريون يحتجون
  • سهير عبدالرحيم : عاوزه بودي قارد-عليك الله أنت محتاجة حارس شخصي
  • السلطات تحظر دخول الشيخ الأمين للبلاد
  • خربشات بجانب النهر على جزر الحياة
  • كابتن الهلال في ذمة الله
  • الخرطوم مستعدة لتوقيع وقف العدائيات دون شروط مسبقة
  • الرحل أكثر حنانا من المرأة
  • ولاية سنار تعلن عن وصول الوباء اليها ؟؟؟
  • اجي يا الخروف الما عندو صوف
  • سياسة زيتنا فى بيتنا!!
  • فى اول رد على حادثة إتهام مدير مكتب الرئيس
  • بين علي عثمان محمد طه وسعيد بن جُبير ...
  • ارتفاع المتوفين بالاسهالات المائية بالدمازين
  • لماذا ذكر حسين خوجلي قصة عزل النعمان بن عدي في هذا التوقيت؟ .هل من باب لكل مقام مقال ؟
  • فتة احمد هارون والي ولاية شمال كردفان
  • ختام إجتماعات المعارضة الجنوبية بقيادة رياك مشار في الخرطوم بحري عند الساعة 11 ونصف ليلا الثلاثاء
  • مباااشر مكتب الفريق طه (صور)
  • Re: السودان: سنغلق حدودنا مع جنوب السودان إذا
  • Re: التحية لك أيُها الاُمدُرماني العتيق وأنت