من يُحدِّد الثوابت الوطنية؟ بقلم فيصل محمد صالح

من يُحدِّد الثوابت الوطنية؟ بقلم فيصل محمد صالح


08-06-2016, 02:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1470491289&rn=0


Post: #1
Title: من يُحدِّد الثوابت الوطنية؟ بقلم فيصل محمد صالح
Author: فيصل محمد صالح
Date: 08-06-2016, 02:48 PM

02:48 PM August, 06 2016

سودانيز اون لاين
فيصل محمد صالح-sudan
مكتبتى
رابط مختصر



أفق بعيد




كثيراً ما نسمع من بعض المسؤولين كلاماً كثيراً عن احترامهم لحرية الصحافة وحقها في النقد والرقابة، لكنهم عَادةً ما يضيفون بالقول.. "ولكن يجب أن تلتزم الصحافة بمصلحة الوطن والثوابت الوطنية وضرورات الأمن القومي". في أحسن الأحوال يُمكن وصف هذا الموقف بأنّه تقييد لحرية الصحافة وربطها بشُروط تَضعها الحكومة، إن لم نمضِ لآخر الشوط لنقول إن هذا الشرط يلغي الجملة الأولى تماما فتصبح وكأنها لم تقل من الأصل.
إذا أردنا الاختصار والقول المُفيد سنقول إنّ احترام حرية الصحافة جُزءٌ من كل ديمقراطي لا يتوفّر بالتقسيط، وبدون توفر إطار ديمقراطي مُتكامل وشيوع ثقافة ديمقراطية في المجتمع، وتحديداً وسط من بيدهم الأمر، لن يكون مُمكناً احترام حُرية الصحافة ولا ضمان سيادة منظومة الحريات العامة. الديمقراطية والحُرية لا يُمكن أن تسير مع شروط مفروضة من فوق، مهما كانت الشروط ومهما كان من أطلقها. وأول مداخل حرية الصحافة أنّها ستقول ما لا تريده أن يُقال، وستكتب ما لا يعجبك، فإن احتملت ذلك واحترمته، فأنت تحترم حرية الصحافة، وإلاّ.. فلا.
ليس معنى ذلك أنّ الحرية ليست لديها شروط تُقيِّدها، ولا يعني ذلك أنه وفي إطار الحريات العامة ليست هناك ثوابت وطنية أو خُطوط حمراء، وهذا من بديهيات القول التي لا يتجادل حولها العاقلون. لكن الثوابت الوطنية والخُطوط الحمراء في كل بلد وكل مُجتمع لا تصنعها وتحددها الحكومات وحدها وتنفرد بوضع إطارها، وإلاّ لما كانت هناك حُريات عامة وحُريات إعلام في أي بلد في الدنيا.
لو ترك للحكومة الأمريكية، وأي حكومة في بلد في العالم، أن ينفرد بوضع الخُطوط الحمراء والثوابت الوطنية في أمريكا، لانتهى به الأمر لتقييد الحُريات العامة وتكميم الصحافة، ونفس الشئ في بريطانيا أو فرنسا، أو كازاخستان، وذلك ببساطة لأنّ الجهاز التنفيذي والسياسي سيتّجه نحو تأمين مسار عمله وتحصينه من النقد والرقابة والمُتابعة، لو ترك الأمر بيده.. الذي يحدد كل ذلك هو المُجتمع كله، عبر الدستور والقوانين التي يتواضع عليها الجميع، والمنظومة الأخلاقية والقيميّة للمُجتمع، ثُمّ الثقافة والقواعد الأخلاقية والمهنية والتي تخرج أيضاً من وسط المجتمع وحواراته ونقاشاته.
ما يقيد أيِّ حكومة في بلد ديمقراطي عن تكبيل الإعلام لن يكون ورعه الذاتي وثقافته الديمقراطية وحدها، ولا صلته وحبله المُمتد مع السماء، وإن توفر كل ذلك، لكن الأساس المتين للحريات العامة من الدستور، وثقافة وتقاليد حركة الحقوق المدنية، وعشرات المؤسسات والهيئات الفاعلة، والمجالس التشريعية المُنتخبة ديمقراطياً، بجانب الناشطين ومُنظّمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام نفسها. هَذه الجهَات تُساهم في صناعة وتحديد الثوابت الوطنية، وتَحترمها، وتُراقب احترامها والتمسك بها، وتنتقد مَن يخرج عليها، حتى لو كانت الحكومات، التي كثيراً مَا تخرج عن هذه الثوابت بذرائع شتى.
يوم تصبح الصحافة تابعاً يسير في ركاب الحكومة، تنتظر المُؤشِّرات والتّعليمات، وتترقّب إشارات المرور الحمراء والخضراء، وتصبح وتمسي على تصريحات المسؤولين وتوجيهاتهم لوضع برنامجها اليومي، تكون قد خرجت عن رسالتها، وتحوّلت إلى بُوقٍ لا يَستحق أن يدفع الناس مالاً مُقابل الحصول عليه، بل يجب أن تُوزّع مجاناً، وربما يُكافأ القراء على تصفحها.

altayar

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 05 أغسطس 2016


اخبار و بيانات

  • حركة جيش تحرير السودان في الخامس من اغسطس نحيي ذكري شهدائنا الاماجد في عيدهم
  • بيان جماهيري من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
  • والي البحر الاحمر والامين العام لجهاز المغتربين يفتتحان فرع الجهاز بمدينة سواكن ويضعان حجر اساس صا
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الناظر سعيد محمود موسى مادبو
  • الحزب الإتحادي الموحد ينعي الناظر سعيد مادبو

    اراء و مقالات

  • فى نقد خطاب السودان الجديد (2) مانيفستو الحركة الشعبية : البدايات والمآلات بقلم بابكر فيصل بابكر
  • بيت العنكبوت ومدي لااخلاقية وعنصرية نظام الانقاذ في التشبث بالسلطة بقلم د محمد سيدالكوستاوي
  • الوزير احمد بلال سيكون اول القافزين من مركب الانقاذ بقلم محمد فضل علي.. كندا
  • ايران بلد الاعدامات الاول في العالم بقلم صافي الياسري
  • الخيط الرفيع مابين المعارضة والهم الوطني بقلم صلاح الباشا
  • تعيسة لبشرى الفاضل بقلم فيصل محمد صالح
  • هدية مني.. إلى المعارضة..!! بقلم عثمان ميرغني
  • أولادنا..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هؤلاء.. الاغراب بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مع سبق (الرسوم) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • اغتصاب الأطفال وتشديد العقوبة بقلم الطيب مصطفى
  • الانتحال والسرقة الأدبية في خطاب الصادق المهدي في تحية الشيوعيين! بقلم محمد وقيع الله
  • القطط السمان ومفاسد أخر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ما أهمله التاريخ: 70 عاماً على إضراب مزارعي الجزيرة في 1946 بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • قراءة محايدة للمؤتمر السادس للشيوعي السوداني بقلم نورالدين مدني
  • فـرحة صـغـيــرة قصة : أحمد الخميسي
  • الوصاية اليهودية على حراس الأقصى وموظفي الحرم بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    المنبر العام

  • صاحب مسجد بمكة يمنع السودانيين من الصلاة فيه والسبب ... ( فيديو )
  • امير نوبي يعلن حقيته في " خور أبو بَرْد "ويعلن امارة النوبه
  • عودة الإمام السيد الصادق الى الوطن ؟! ... صور
  • التكفير نارٌ تأكلُ نفسها ودعاتها إن لم تجد ما تأكله!!!
  • تنبيه هام انا ليست عضو بالحزب الشيرعي السوداني او ح البحث لكن لهم كل الاحترام
  • فنان الشرق محمد البدري ومزيكا ترقص جبال البحر الأحمر
  • الانقاذ...وصلت مرحلة القرد.......
  • ياااسلام يااخ اليونسكو تعلن (سنقنيب) تراث عالمي
  • جاكوب زوما يتسبب فى خسارة الــ ANC للانتخابات المحلية
  • ارجو من له علم او خبره يوفينا لماذا يضربوهم ؟؟؟ فيديو
  • السيد الفيضان يبدو انه سيقود ثورة السودان!!
  • قراءة فى خطاب الرئيس عمر حسن أحمد البشير امام المنتدى الافريقى للكرامة
  • مظاهرات المنبر الديمقراطي واتحاد ابناء دارفور ورابطة جبال النوبة بهولندا
  • الطريق الي (أديس) سيشرعن بقاء السفاح الرئيس في حكم أمة المتاعيس!!
  • اَلْسُّقُوْطْ ..! مقال يستحق القراءة
  • *** لقاء مع الحكم العطبراوي الجميل خضر يوسف الحسين الشهير بخضر فتة ***
  • افادة خطيرة من بوردابي واعلامي كبير حول اغتيال محمد عبدالسلام(صور المتهمين)