القلب السليم بقلم عثمان ميرغني

القلب السليم بقلم عثمان ميرغني


08-06-2016, 02:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1470491157&rn=0


Post: #1
Title: القلب السليم بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 08-06-2016, 02:45 PM

02:45 PM August, 06 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


بالله تمعنوا في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

لاحظ ارتباط (الصبر) بـ(الإفراغ).. وارتباط (الأقدام) بـ(الثبات)..

هل تذكرون ما قلته لكم في عمود سابق عن الآية الكريمة (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)..

في هذه الآية (الفراغ) ارتبط بـ(الفؤاد).. و(القلب) بـ(الربط).

إذا كان الفعل المرتبط بـ(الصبر) هو في وصفه الفني الدقيق عملية (إفراغ) فيعني ذلك أن (الصبر) ليس قيمة منزلة من الفراغ.. بل هو قيمة محولة..

لفهم كيف يفرغ الصبر راجع الآيات التي تتحدث عن وسائل أخرى ذكرها القرآن لـ(إفراغ) الصبر في النفوس.. مثلاً (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ), وجاء فيء القرآن في أكثر من موضع أن الله أمد المسلمين في معاركهم الحربية ببضعة آلاف من الملائكة (مسومين).. ألم يكن يكفي (ملك واحد) لمواجهة كل جيش الكفار!

الوحدات العددية هنا ليست إحصاء لعدد الملائكة بالمعنى الحرفي.. هي وحدة قياس لحجم الصبر الذي أفرغ في قلوب مقاتلي جيش المسلمين.. تماماً مثلما نستخدم في لغة العصر (الحصان) للتعبير عن قوة الماكينة.. فالماكينة التي قوتها (عشرة أحصنة) لا تعني أن بداخلها هذا العدد من الأحصنة.

والدليل على كون (عدد الملائكة) هو حساب معنوي.. تكملة الآية (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).. هو مجرد بشرى.. أي حافز معنوي ملهم للقوة والصبر.

فريق كرة القدم الذي يلعب وسط جمهوره.. التشجيع الداوي الحماسي (يفرغ) الصبر في نفوس اللاعبين ويثبت أقدامهم.. فيفيض عطاؤهم ويزداد بأسهم.

زغاريد النساء تشحذ همة الرجال.. وتساعد على إفراغ الصبر في نفوسهم.. لكن الرجل (الجبان) لن تفيده الزغاريد ولا التشجيع.. فليس هناك رصيد لـ(الإفراغ)..

الصبر دائماً هو قيمة مرتبطة برصيد محول من وعاء إلى وعاء.. عملية (إفراغ) تماماً مثلما ترسم هذه الآية معنى الإفراغ (آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) إفراغ من إناء إلى إناء.

رجل مؤمن بالله ومثابر على الطاعات يلازم المسجد كل الأوقات.. لكن في ساعة المصيبة ينهار من هول الجزع.. هو في حاجة أن (يفرغ) الله عليه صبراً.. حتى يثبت.. تحويل (سعرات) الإيمان في نفسه إلى طاقة معنوية عالية تناهض الحزن واليأس والانهزام النفسي.

(وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)

لكن المصيبة الحقة.. هي في من لا يملك (الرصيد) الكافي للتحويل.. لـ(إفراغ) الصبر عليه.

كل هذه المعاني أجمعها لنعود بها لتفسيري الذي ذكرته لكم للآية (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا) لاحظ (فراغ) الفؤاد.. و(إفراغ) الصبر..

(إفراغ) الصبر في (فراغ) الفؤاد.. فالفؤاد هو الماعون – الافتراضي- الذي يتحول إلى (فراغ) في لحظة المصيبة الكبرى.. فيحتاج إلى (إفراغ) الصبر عليه لتثبيت الأقدام أو ربط القلوب (لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا).

وتذكر دائماً ما قلته لكم أن (الفؤاد) هو مجمع المعلومات التي تلتقطها حواس الإنسان.. بينما القلب هو البرمجيات (Software) المتحكمة في الحركة والسكون عند الإنسان

altayar

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 05 أغسطس 2016


اخبار و بيانات

  • حركة جيش تحرير السودان في الخامس من اغسطس نحيي ذكري شهدائنا الاماجد في عيدهم
  • بيان جماهيري من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
  • والي البحر الاحمر والامين العام لجهاز المغتربين يفتتحان فرع الجهاز بمدينة سواكن ويضعان حجر اساس صا
  • الإمام الصادق المهدي ينعي الناظر سعيد محمود موسى مادبو
  • الحزب الإتحادي الموحد ينعي الناظر سعيد مادبو

    اراء و مقالات

  • فى نقد خطاب السودان الجديد (2) مانيفستو الحركة الشعبية : البدايات والمآلات بقلم بابكر فيصل بابكر
  • بيت العنكبوت ومدي لااخلاقية وعنصرية نظام الانقاذ في التشبث بالسلطة بقلم د محمد سيدالكوستاوي
  • الوزير احمد بلال سيكون اول القافزين من مركب الانقاذ بقلم محمد فضل علي.. كندا
  • ايران بلد الاعدامات الاول في العالم بقلم صافي الياسري
  • الخيط الرفيع مابين المعارضة والهم الوطني بقلم صلاح الباشا
  • تعيسة لبشرى الفاضل بقلم فيصل محمد صالح
  • هدية مني.. إلى المعارضة..!! بقلم عثمان ميرغني
  • أولادنا..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هؤلاء.. الاغراب بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مع سبق (الرسوم) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • اغتصاب الأطفال وتشديد العقوبة بقلم الطيب مصطفى
  • الانتحال والسرقة الأدبية في خطاب الصادق المهدي في تحية الشيوعيين! بقلم محمد وقيع الله
  • القطط السمان ومفاسد أخر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ما أهمله التاريخ: 70 عاماً على إضراب مزارعي الجزيرة في 1946 بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • قراءة محايدة للمؤتمر السادس للشيوعي السوداني بقلم نورالدين مدني
  • فـرحة صـغـيــرة قصة : أحمد الخميسي
  • الوصاية اليهودية على حراس الأقصى وموظفي الحرم بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    المنبر العام

  • صاحب مسجد بمكة يمنع السودانيين من الصلاة فيه والسبب ... ( فيديو )
  • امير نوبي يعلن حقيته في " خور أبو بَرْد "ويعلن امارة النوبه
  • عودة الإمام السيد الصادق الى الوطن ؟! ... صور
  • التكفير نارٌ تأكلُ نفسها ودعاتها إن لم تجد ما تأكله!!!
  • تنبيه هام انا ليست عضو بالحزب الشيرعي السوداني او ح البحث لكن لهم كل الاحترام
  • فنان الشرق محمد البدري ومزيكا ترقص جبال البحر الأحمر
  • الانقاذ...وصلت مرحلة القرد.......
  • ياااسلام يااخ اليونسكو تعلن (سنقنيب) تراث عالمي
  • جاكوب زوما يتسبب فى خسارة الــ ANC للانتخابات المحلية
  • ارجو من له علم او خبره يوفينا لماذا يضربوهم ؟؟؟ فيديو
  • السيد الفيضان يبدو انه سيقود ثورة السودان!!
  • قراءة فى خطاب الرئيس عمر حسن أحمد البشير امام المنتدى الافريقى للكرامة
  • مظاهرات المنبر الديمقراطي واتحاد ابناء دارفور ورابطة جبال النوبة بهولندا
  • الطريق الي (أديس) سيشرعن بقاء السفاح الرئيس في حكم أمة المتاعيس!!
  • اَلْسُّقُوْطْ ..! مقال يستحق القراءة
  • *** لقاء مع الحكم العطبراوي الجميل خضر يوسف الحسين الشهير بخضر فتة ***
  • افادة خطيرة من بوردابي واعلامي كبير حول اغتيال محمد عبدالسلام(صور المتهمين)