* موقف ظريف حدث مع صديق لي.. *قال إنه كان في مناسبة اجتماعية تخص بعض أهله.. *مناسبة ذات سرادق كبير في الشارع.. *فدار نقاش سياسي- كحال السودانيين- بين نفر هو أحدهم.. *ففرض نفسه عليهم فجأة شاب غريب.. *وانخرط من فوره في النقاش بلا (احم أو دستور).. *وطفق يتكلم كلاماً لم يفهموا منه جملة واحدة.. *ثم أدركوا حقيقته حين وصف صديقي بأنه ذو (ذهنية انعكاسية!!).. *ونادى رجلاً آخر مُسناً بعبارة (يا أبو الشباب).. *فقد وضح أنه من أصحاب (الكيف).. *وقبل فترة كنت انتظر دوري أمام صراف آلي وخلفي رجل كثير التذمر.. *وبعد برهة نقر على كتفي منبهاً (دورك يا أبو الشباب).. *ففرحت إذ ظننت أنني فارقت (أبوة) الشباب مذ ولجت (أم) الخمسين.. *أو بعد أن خبطت الخمسون على (أم) رأسي.. *بيد إنها فرحة لم تكتمل للأسف.. *وسنكمل قصتها بعد إكمال قصتنا نحن مع (الشباب).. *ففي مستهل رمضان نكتب عن (شباب).. *وشباب هذا هو بطل كلمتنا تلك بعنوان (قراصة بالدمعة).. *ولم أكن أعرف له اسماً سوى هذا اللقب العجيب.. *فهو لم يكن شاباً وإنما تلميذ ابتدائي مثلنا.. *ولكنه كان ذا طول وعرض لا يتناسبان مع أعمارنا آنذاك.. *وربما لهذا السبب سُمي (شباب) ؛ هكذا ظننت.. *والبارحة تلقيت رسالة عدلت في ذهني (الصورة الانعكاسية!!).. *رسالة إلكترونية من (أديب) اسمه عوض محمود.. *ووصفته بأنه أديب لأن رسالته صيغت ببلاغة تعبيرية مدهشة.. *وفضلاً عن ذلك فهي مكتملة الأركان النحوية.. *وقارنت- بحسرة- بينه وبين بعض أصحاب الأعمدة في أخيرة صحافتنا.. *وعلى وجه الخصوص (صاحبات) الأعمدة.. *وأوضح لي بأن (شباب) في الأصل حلفاوي نزحت أسرته لكريمة.. *ونقول نزحت لأن (كارثة) غرق حلفا هي السبب.. *وأن اسمه هو ميرغني أحمد فضل تيمناً بالميرغني الكبير.. *فأهله كانوا يتبعون الطريقة الختمية.. *وعصر كل جمعة كان خلفاء الطريقة يأتون بالصغار ويوقفونهم صفاً.. *ثم يوشحونهم بأوشحة خضراء يفرحون بها.. *وعند الترنم يكتفي ميرغني- لصغر سنه- بترديد (أنا شباب الختمية).. *وسار عليه لقب (شباب) إلى أن توفاه الله.. *هكذا فجعني صاحب الرسالة بهذه المعلومة في خواتيمها.. *مات (شباب) وهو في عز (الشباب).. *وفي خواتيم كلمتنا هذه نعود إلى قصة (يا أبو الشباب).. *فالفرحة لم تكتمل- كما ذكرت- بسبب وصول فتاة عشرينية.. *وما إن رآها صاحبنا حتى ناداها (يا حاجة).. *ونظرت إلى نظارته فزال العجب ؛ و(الفرح).. *فهو مصاب بـ(شبكية انعكاسية!!!).