مناوي وجبريل ..هل تشابه عليهم البقر..ماذا سيكتب عنهم التاريخ..! (1 – 2) بقلم مبارك ابراهيم

مناوي وجبريل ..هل تشابه عليهم البقر..ماذا سيكتب عنهم التاريخ..! (1 – 2) بقلم مبارك ابراهيم


06-25-2016, 05:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466871153&rn=0


Post: #1
Title: مناوي وجبريل ..هل تشابه عليهم البقر..ماذا سيكتب عنهم التاريخ..! (1 – 2) بقلم مبارك ابراهيم
Author: مبارك ابراهيم
Date: 06-25-2016, 05:12 PM

04:12 PM June, 25 2016

سودانيز اون لاين
مبارك ابراهيم-
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

1
منذ قيام الثورات المجيدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وجبال النوبة وغيرها من مناطق الهامش العريض جرت مياه كثيرة تحت الجسر ولمحت في افق هذه الحركات التحررية فرص لا تقدر بثمن بدا من مرحلة تكوين تحالف "كادوا" مرورا بميثاق " الفجر الجديد" وتتويجا بتحالف "الجبهة الثورية " التي اشرت اليها في مقالاتي السابقة ووصفتها بانها نقلة نوعية في مسيرة الكفاح الثوري وهي تجسد مرحلة متقدمة من مراحل التطور والنضج الثوري بكل المقاييس لانها اسهمت في تجديد روح الامل باسقاط نظام "المؤتمر الوطني " وبفضل تكوين هذه الجبهة بدات تلوح في الافق ارهاصات "السودان الجديد" ولكن لخلل ما في مؤسسات الجبهة وفي نهج تفكيرها او ربما هناك ثمة مؤامرة "ما" من جهة "ما" ضد تطلعات واحلام اهل الهامش لم يتم الكشف عن ملابساتها بعد حالت دون الاستفادة من الجهود الكبيرة التي اثمرت الجبهة الثورية السودانية " ككيان سياسي وقوة ضاربة لو تّم استغلالها استغلالاً ذكياً في المهد وذلك وفق القاعدة الذهبية " اضرب الحديد ساخن " والله لاختفى نظام "الهوس الديني" من الوجود ولاصبح في خبر كان ...
2
ولكن يا للحسرة ولاسباب غير منطقية يمكن وصفها "بالغباء التاريخي " ضاعت من بين ايدينا تلك السوانح التي جادت بها السماء على طبق من ذهب لو تّم استثمارها بذكاء حينذاك لعمت الفرحة البلاد بسقوط النظام ولكن يبدو ان الحظ لا يريد ان يبتسم لهذا الشعب المسكين المغلوب على امره لانه بحق ابتُلى بنخبة غريبة الاطوار مولعة بالمناورة والمشاكسة واهدار الفرص وهذه السمة السيئة لا يٌستثنى منها احد بما في ذلك دعاة "السودان الجديد" الذين من المفترض الا يتصفوا بهذه السمات المعوقة لاي عملية تغيير جذري وهذا شئ مؤسف للغاية ..!
3
هكذا وللاسف الشديد سادت اجواء المناورة والمشاكسة بين مجموعات المعارضة لنظام " الانقاذ " ولا سيما الجبهة الثورية السودانية التي اكتوت بنار هذه الاجواء ودفعت ثمنا غاليا من وحدتها وتماسكها وتاثيرها القوي في صناعة الاحداث وما زالت تعاني من تداعياتها الكارثية التي اسهمت في اضعافها وانسلاخها الي كتلتين باهتتين من السهل جدا ابتزازهما والتلاعب بهما من قبل الوساطة والحكومة في الاتجاه الذي يخدم مصالحهما ودونك ابتزازات وممارسات ثامبو امبيكي الوقحة لقيادات تحالف " نداء السودان" على حد سواء واجبارهم كرهاً لتوقيع على ما يسمى ب" خارطة الطريق" المُعدة سلفاً في الخرطوم والتي في تقديرنا يعُد فخاً خطيراً لمن يوقع عليها لانها تُؤسس على مخطط خطير جدا ممثلا في إرساء مبدأ " العفو عمّا سلف " عن الجرائم والانتهاكات والفظائع التي حدثت في دارفور وكردفان والنيل الازرق وجبال النوبة بحق المدنيين العُزل وغيرها من الملفات الخطيرة التي اُحيلت لمحكمة الجنائيات الدولية من قبل مجلس الامن الدولي في فترات سابقة والتي اصبحت في اعتقادهم ملفات تشكل هاجسا او عائقا امام الجهود والمساعي الرامية لاحلال السلام او وفاق وطني في السودان خاصة بعد ان طال امد الازمة واستعصى على الجميع اسقاط النظام في الخرطوم بالقوة العسكرية او بالانتفاضة الشعبية المحمية بالقوة .
4
خلاصة الكلام اقول بكل ثقة انه كان بإمكان قوى التغيير السودانية بمختلف اطيافها السياسية والفكرية الاستفادة القصوى من الفرص النادرة التي توفرت لديهم عقب تكوين الجبهة الثورية ولكن للاسف تبعثرت كل هذه الجهود وتآكلت بآفة المناورة والمشاكسة والشكوك واستباق الاحداث واللهث وراء احلام وردية وسلطة وهمية بعيدة عن المنال وهكذا استفاد النظام من هذه الاجواء السائدة في تفعيل منهج "فرق تسد" لاحداث مزيد من الفرقة والشتات في صفوف المعارضة بشقيها المدني والمسلح ..!
5
هكذا جرت مياه كثيرة تحت الجسر واصبح المشهد الان بشكل عام معقد جدا ويسود اجواه غيوم داكنة واصبح الجميع في مفترق طرق وعرة إزاء الازمة السودانية بما في ذلك الوساطة الاقليمية والدولية ناهيك عن اطراف النزاع في السودان .. وفيما يختص بحركتي التحرير والعدل والمساواة في داخل هذه المعادلة المعقدة يمكن القول بانهما في اصعب موقف يشهده تاريخ الثورة في دارفور ..انهما فعلاً في موقف لا يحسد عليهما ..فمؤشرات اوضاعهما الشائكة وغير المريحة بدات تتجلى في خطابهما السياسي والاعلامي الذي يتسم الي حد كبير بالتردد والتذبذب وعدم وضوح الرؤية ازاء الكثير من القضايا المصيرية التي تتعلق بدارفور ومستقبل اهلها بشكل خاص.. وهناك كم هائل من التساؤلات والاستفهامات المشروعة بدات تنهمر في اذهان الملايين من اهل الوجعة وضحايا الحرب من النازحين واللاجئين ويكتسب هذه الاسئلة اهميتها وسخونتها في هذه الايام التي تشهد لقاءات واجتماعات مكثفة تجمع بين وفود رفيعة المستوى تمثل حركتي العدل والمساواة والتحرير بقيادة مناوي وجبريل والجهات المعنية الاخرى بملف دارفور وفيما يلي تلخيص لبعض الاسئلة المترعة بالتوجس والقلق :
ما موقف مناوي وجبريل من ما يسمى "بالحوار الوطني" ..وما موقفهما من "التفاوض".. ومع من التفاوض ..؟ ..وهل هناك ثمة شئ يشجعهما او يجّبرهما على الحوار او التفاوض ..؟ ..وماذا عن منابر التفاوض ..؟.. وما قيمة اي تسوية او اتفاق يتم التوصل اليه مع النظام في ظل اختلال موازين القوى ..؟ وما طبيعة المزاج العام الذي يسود في اوساط اهل دارفور ولا سيما النازحين واللاجئين ازاء هذه المسائل الحساسة والخطيرة التي تمس حياتهم ومستقبلهم ..؟ هل مزاج الراى العام الدارفوري يتسق ويتناغم مع مزاج ومواقف التي تتبناها الحركتين ؟ ..هل قامت الحركتين باجراء اي نوع من مسح ميداني او استطلاع للراى العام وذلك بمهاراتهما الخاصة المتاحة لقياس مزاج واتجاهات اهل الوجعة واصحاب المصلحة ام ان هذا الامر ليس مهما ..؟!
وفي نهاية المطاف واستناداً على المحصلة النهائية التي ستؤول اليها المشهد.. ماذا سيقول الناس عن مناوي وجبريل ..وماذا سيكتب عنهم التاريخ ..؟!
حسناً..حتى لا نطيل على القارئ العزيز نكتفي بهذا القدر من التساؤلات المترعة بالخوف والتوجس والقلق وسنحاول بإذن الله في الحلقة القادمة الاجتهاد بقدر الامكان لعكس اتجاهات الراى العام وكذلك نجتهد في تسليط الضوء الخافت لحالة المزاج العام السائد لدى اهل الوجعة في دارفور بشكل خاص والسودان بشكل عام .
مبارك ابراهيم
[email protected]

أحدث المقالات
  • جربوا الحرب عقوداً من الزمن . . . فلماذا لم يجربوا الحوار الوطنى بقلم الاستاذ سليم عبد الرحمن
  • الحرب والسلام بقلم طارق مصباح يوسف
  • الذكري الثانية للشهيد الجنرال/ علي كاربينو بقلم إسماعيل ابوه
  • اليوم العالمى لمساعدة ضحايا التعذيب بقلم حماد وادى سند الكرتى
  • رمضان ما بين قناتي الشروق والنيل الأزرق بقلم الفاضل مصعب المشرّف
  • هل امريكا مستعدة لفرض حظر جوي في جبال النوبة والنيل الأزرق؟ (1-2) بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • الصادق المهدي ..لماذا يربك الجميع.. ومتى يستقر على طعام واحد ..! بقلم مبارك ابراهيم
  • لماذا رجع السودان الى الوراء! بقلم سعد عثمان
  • دردشات وافكار في الشأن الوطني بقلم سميح خلف
  • أتحدى وأحلق (شنبي) إذا رفض البرلمان الصفقة السعودية بقلم جمال السراج
  • الدين السياسي سر البلاء على العباد بقلم سفيان عباس التكريتي
  • أساليب نضالات الطبقة العاملة، في ظل النظام الرأسمالي المعولم.....5 بقلم محمد الحنفي
  • إسرائيل بين تركيا العلمانية وتركيا الإسلامية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • حساب بدرية وطلوع النواب ،وروح الشعب !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مرة واحد شايقي..... بقلم فيصل محمد صالح
  • زلزال.. بريطانيا!! بقلم عثمان ميرغني
  • دماء في ليلة الزفاف ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • و(دا لوحده) !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عمر مصطفى المكي تحت الأرض (1958-1964): أبارو مر من هنا بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الشرطة الكندية توجه اتهامات لطبيب بيطري بالاعتداء علي بعض الكلاب بقلم محمد فضل علي ..كندا
  • الحلو مر أشهر المشروبات الرمضانية في السودان بقلم نورالدين مدني
  • حكومة المؤتمر الوطني تذبح العدالة في قضية الطالب بقاري. بقلم محمد نور عودو
  • الإعلام السوداني و غياب الاستنارة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • التكرار لن يفيدك شيئا أيها العرَّاب المريب حامد فضل الله! (2) بقلم محمد وقيع الله
  • ربيع اوروبي بنكهة بريطانية بقلم سميح خلف