الربيع العربي وسيط اسرائيل للجامعة العربية بقلم سميح خلف

الربيع العربي وسيط اسرائيل للجامعة العربية بقلم سميح خلف


05-03-2016, 06:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1462295117&rn=0


Post: #1
Title: الربيع العربي وسيط اسرائيل للجامعة العربية بقلم سميح خلف
Author: سميح خلف
Date: 05-03-2016, 06:05 PM

06:05 PM May, 03 2016

سودانيز اون لاين
سميح خلف-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر


ثمة مثل شعبي"" اللي بيروح عمره ما بيرجع""" ، يذكرنا هذا المثل الشعبي بعقود مضت ، وقبل عقود عندما كان لفظ كلمة اسرائيل يعتبر جرم بل خيانه ، وعندما كانت الدول الوطنية في مطلع الخمسينات وما بعده الى نهاية الستينات من القرن الماضي ، تسخر كل برامجها السياسية والاعلامية لخدمة القضية الفلسطينية ، وعندما كانت تعد الجيوش لتحرير فلسطين من النهر للبحر وفي تعريف للصراع بان الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراع حدود بل وجود ، ولان المشروع الصهيوني في تناقض تام مع الدولة الوطنية والتاريخ العربي ومستقبله ، هكذا كانت باختصار المناخات العربية الرسمية والشعبية .
مع انطلاقة الثورة الفلسطينية ونظرية تغيير اليات الصراع والمواجهة لم تكف الدول العربية عن مساندة الثورة وبالتحديد بعد نكسة 67م، بل شاركت الجماهير العربية في صناعة الثورة الفلسطينية وكانت حاضنة لها .
وماذا تغير ...؟؟""" واللي بيروح عمره ما بيرجع""" لم تكن الدولة الوطنية التي ساهمت في وجودها وانبثاقها موازين القوى والنفوذ في العالم تستهوي الامبريالية الامريكية والغربية ، ونذكر بصراع عبد الناصر مع امريكا وحلف بغداد ، ونذكر محاولات الامبريالية لؤد الثورات العربية في اليمن وليبا والجزائر وسوريا ، والضغوط التي مورست على قيادة الثورة الفلسطينية لتغير مسارها ونهجها وشعاراتها ، كل تلك الظواهر الوطنية والقومية التي كانت تهدد نظرية الامن الامبريالي الصهيوني في المنطقة .
مسارات الصراع من القمة لنصل الى قاعدة الهرم المندمج مسطحا مع مسطح نظرية الامن القومي الامريكي والاسرائيلي بقطع راس قمة الهرم القومي ومستوياته الوسطى بفقدان الامة عبد الناصر وصدام والقذافي ، وما تبقى من انظمة وطنية هزيلة تطوقها المتغيرات الدولية واختلال في تلك الموازين وظهور القطب الاوحد بقيادة الامبريالية الاميكية واوروبا ، لم تكن الانظمة الوطنية لمعطيات متعددة ان تحقق نصرا على التدخل الاميكي في المنطقة ، ولم تستطيع احراز اي نصر او تحقيق اي من اهدافها الداخلية في البناء او ما يتعلق بالشعارات المرفوعة والملتزمة بتحرير فلسطين ، بل حاولت اسرائيل وحققت نتائج كبيرة في الاستيطان والتهويد وفرض هيمنتها بالكامل على ما تبقى من ارض فلسطين في الضفة وغزة .
لم تكن الثورة الفلسطينية بقيادتها بعيدة عن التراجعات والانهاكات والتي كان لها تحول تدريجي عن نظرية الثورة والكفاح المسلح ، لتخطيء استراتيجيا فيما كان سوء استخدام الحل المرحلي والنقاط العشر، ولتدخل في حلبة ما سموه النضال السياسي والدبلوماسي عبر اروقة الاطروحات الدولية هذا السلوك الذي مكن اسرائيل في غياب المؤثر الامني العسكري المقاوم ان تفكر مرارا في ضم الضفة الغربية وليس القدس فقط.
انجبت التحولات في الثورة الفلسطينية اتفاقية اوسلو وسلطة اوسلو وبرغم ردأتها والخطيئة لم تستغل اوسلو لبناء ثورة ومقاومة بحاضنتها الشعبية القادرة على لجم التوسع الاسرائيلي بفرض نظرية التاثير الامني على واقع الاحتلال ، بل اهتمت في قفزات في الهواء لبناء هامشيات لا تحقق انجاز وطني ثقافة وموسسة وبرنامج وبناء ، بل عملت على الاعتقال الثقافي والاقتصادي للانسان الفلسطيني .
اللي فت عمره ما بيرجع..... نعم
قال احد المسؤلين العرب معلقا على انتقاده من بعض الصحافة على علاقته بصحفية اسرائيلية ومسؤلين اسرائيليين قائلا :: لن اكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين انفسهم فلهم علاقات امنية واقتصادية وصداقة وسياحة ومشاريع مشتركة مع الاسرائيليين وان كنا نحن المتضررين بالدرجة الثانية او الثالثة فالفلسطينيون متضررين من المشروع الصهيوني وبالدرجة الاولى .....؟
العرب متضررين ايديولوجيا بالمشروع الصهيوني وان غابت الايديولوجيا فان اسرائيل قد تكون بابا لرضا امريكا والغرب على الانظمة بل قد يكون التبادل التجاري والامني مع الاسرائيليين في مصلحة الواقع الظاهر للانظمة .
تحت تلك المبررات ترك العرب الفلسطينيون في فم المشروع الصهيوني ولم تساعد قيادة الفلسطينيين الفلسطينيون انفسهم لمقامة هذا الخطر الداهم على مستقبل فلسطين والشعب والمنطقة باسرها ، وكما لم تساعد الانظمة الملتزمين من الفلسطينيين بالكفاح المسلح بل اخذت من تهاوي برنامج القيادة الفلسطينية لدعم توجه التنازل عن الثوابت الفلسطينية ، وتحت مبرر الشرعية الدولية التي لم تاخذ بها اي دولة او حركة تحرر اثناء الاحتلال الا بعد ان حررت اراضيها.
اصبحت العلاقات مع اسرائيل السياسية والامنية والاقتصادية امر طبيعي والشعب الفلسطيني تنهب اراضيه ويحاصر والفقر والبطالة عناوين اضافية ، وهنا نشكر الدول التي مازالت تساهم عبر الانشطة الخاصة في دعم الشعب الفلسطيني وليس عبر السلطة .
اتي الربيع العربي لتكملة للقضاء على ما تبقى من انظمة وطنية بل ليس كافيا في حقد دفين لاحداث انهيارات في الدولة والسيدة ووحدة الارض ، ولكي تعمم فكرة الارهاب على لاعبين هم صنعوهم ومن ادوات مذهبية وقبلية سميت جميعا قوى الارهاب ، واصبح التحالف من اجل تحرير فلسطين ودعم الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطين الى تحالف اسرائيلي عربي غربي لمحاربة التطرف المذهبي ، وبما ان الجامعة العربية هي كانت التبويب لتشريع انهيار الدولة الوطنية في ليبا وسوريا واليمن فان الواقع مستقبلا سيفرض قرارا ايضا وتحت محاربة الارهاب بان تكون اسرائيل عضوا في الجامعة العربية كما ان تركيا تطالب بان تكون عضوا في الاتحاد الاوروبي ، وبعيدا عن الفلسطينيين وماذا انجزوا من حقوق لهم ..... واللي قات عمره ما بيرجع.
وطابت اوقاتكم
سميح خلف

أحدث المقالات

  • كيف يتمرَّغ الجمهوريون في مصائد أفكارهم؟! بقلم محمد وقيع الله
  • يا قناة الشروق،عَالِم عَبَّاس هو نَاظِم ديوان (مِنَّا المعَانِى ومِنْكَ النَشِيّد)! بقلم عبد العزيز
  • ولاية الفقيه واستهداف حقوق المرأة الايرانيه بقلم صافي الياسري
  • الجيش السوداني إنهيار أم عدم ثقة ! بقلم مبارك أردول
  • حين شاهد الشعب عورة السلطة في حلقة الرقص! بقلم أحمد الملك
  • قصتي مع الوزيرة (مشاعر الدولب) بقلم جمال السراج
  • قبلة طويلة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • نعجز.. لأننا... بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • أمريكا وقلة الأدب! بقلم الطيب مصطفى
  • التأميم والمصادرة: قرارات زلزلت الاقتصاد السوداني بقلم د. عبدالله محمد سليمان-المقالة الثالثة
  • الإنقاذ والجامعات .. مالكم كيف تحكمون ؟ بقلم نورالدين مدني
  • عرض لكتاب د. عمر مصطفى شركيان: في النزاع السُّوداني: عثرات ومآلات بروتوكول جنوب كردفان والنيل الأز
  • هيمنة الدول الصناعية وشركاتها عابرة الحدود علي منظمة الثجارة العالمية ( TWO ) التحديات التي تواجه
  • دعوة إلى صينية بطاطس وطماطم: دعوة إلى تجاوز الأَرْجِمة بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان
  • المقاومة بالعصيان المدني.. خطوة تؤجج الانتفاضة! بقلم عثمان محمد حسن
  • حرب التأشيرات ... لا لأميركا . بقلم ياسر قطيه
  • عن الميناء!!! بقلم الدكتور/ أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني جامعة الأزهر بغزة
  • إلي روح الشهيد محمد الصادق وإلي قلب المكافحة عوضية محمود بقلم الحاج خليفة جودة - امدرمان - ابو سعد