سوق الموية مختارات من كتاب امدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري بقلم هلال زاهر الساد

سوق الموية مختارات من كتاب امدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري بقلم هلال زاهر الساد


04-24-2016, 02:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1461461873&rn=1


Post: #1
Title: سوق الموية مختارات من كتاب امدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري بقلم هلال زاهر الساد
Author: هلال زاهر الساداتى
Date: 04-24-2016, 02:37 AM
Parent: #0

01:37 AM April, 24 2016

سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى
رابط مختصر


قد يبدو هذا العنوان غريبا" وبخاصة اذا عرفنا أن هذا السوق الذي يباع فيه المآء كان في الخمسيبنات والستينات من القرن العشرين الماضي ، وكان هذا الموقع الذي أطلق عليه هذا الأسم مساحة تحتلها من الجانبين مقآه ( قهاوي) شهيرة يقدم فيها المشروبات الباردة والساخنة ويرتادها أصناف من سكان امدرمان ، وكانت منتديات وأماكن لقآء لفئآت معينة من أهل المدينة ، وكانت هذه المساحة تضم أيضا" داري السينما الوحيدتين وهما سينما برمبل والسينما الوطنية ومازال بعض هذه المحلات أو المقاهي قائما" مثل محل جورج مشرقي ومحل يوسف الفكي اللذين تحولا الي متجرين عاديين وانتهي عهد المقهي .. كان محل جورج مشرقي به طاولآت محدودة ومعظم رواده معروفين و دائمي التردد عليه ، وكان ملاصقا" له من جهة الجنوب مقهي آخر هو مقهي الزيات ومديره والذي يقدم الطلبات فيه أخ الأستاذ سليمان حامد كما كان محل ومقهي يوسف الفكي الذي يخدم أخوته فيه رواد المقهي ، وكان رواد المقهي الدائمين من المثقفين ومدرسي الثانوي والوسطي والأفندية ، وكان الذي يصفق بيديه طالبا" الجرسون يكون دخيلا" علي الوسط لأنه جري العرف بأن ينادي الذي يخدم بأسمه وهذا يكون أخا" من أخوة يوسف الفكي صاحب المحل ، وأما محل جورج مشرقي فقد كان مقرا" دائما" لمن كان يسمونهم بأدباتية سوق المويية ، وكان أبرز هؤلآء اسماعيل خورشيد والسر احمد قدور وأحمد عاطف الملقب بعميد الخشبة ، وقد أطلق عليهم بعض المثقفين أدباتية سوق الموية وفد كتب الغالي شوقي بدري في أحدي مقالاته أن قدور كان رئيس السقايين في موطنه الدامر قبل مجيئه لامدرمان ، وكانت هذه الجماعة تكتب الأغاني والتمثيليات القصيرة وكان ميدان نشاطهم الأدبي في الأذاعة ، واعتقد أن هؤلاء الناس قد قدموا الكثير المقدر ، والتقليل من شأنهم تعال ممقوت ، وكان يقع في الجانب الغربي من شارع الظلت ( الأسفلت ) الرئيسي ، أي شارع الموردة وهو الشارع المسفلت الوحيد في امدرمان ، مقهي حديث هو مقهي النجمة وصاحبه عبد الكريم الأمين وكان مفهي عصريا"يقدم فيه الي جانب المشروبات الباردة والساخنة الباسطة والكيك وكان رواد هذا المقهي الثائرون من الشباب والطلبة والعمال ، وكان يحتل فيه طاولة باسنمرار حمزة الجاك نائب رئيس اتحاد العمال، وهناك من الجنوب من مقهي النجمة قهوة الزيبق وهذه يرتادها عامة الناس وهذه تتميز بأن بها ألعاب الطاولة والضمنة ، ويوجد بها راديو خشبي كبير يعمل بالكهربآء موضوع علي رف مرتفع ، كما كانت تصدح في القهوة من فونغرآف أسطوانات أغاني ود الماحي وزنقار وبراهيم عبد الجليل ومهلة العبادية ويوجد رصيف تلك القهوة في الأتجاه المقابل لها قهوة ود الأغا في صف واحد مع مقاهي جورج مشرقى والزيات وكان روادها أيضا" من عامة الشعب ، وكانت المشروبات الغازية الباردة التي تقدم في ذلك الحين هي الليموناتة والفيمتو والسينالكو ولم تكن البيبسي كولا والكوكا كولا قد ظهرتا بعد ،وكانت المشروبات الساخنة هي الشاي والقهوة والكاكاو ، وهناك قهوة اخري مواجهة للسينما الوطنية شمالا" يلعب فيها بعض روادها القمار وتسمي فهوة الحمير ، ويقع الي جهة الغرب عبر شارع الزلط سينما برمبل أو سينما قديس وصاحبها قديس عبد السيد القبطي السوداني ، وكانت تعرض الأفلام الأنجليزية والمصرية الراقية الي جانب افلام طرزان وافلام الكاوبوي المحببة الي الشعب وأبطالها من الممثلين الأمريكان أمثال قاري كوبر وألان لاد وجون ويين وشاهدنا فيها أفلام لعظمآء الأدباء العالميين كرواية الحرب والسلام لتلستوي وديفد كبرفيلد وقصة مدينتين للتشارلس دكنز واذكر أن فصلنا الدراسي شاهد الفيلم بتذاكر مخفضة لأنها كانت من مجموعة الكتب المقررة علينا في شهادة كيمبردج الثانوية في ذلك العام ، وشاهدنا فيلم الوعد الحق من رواية طه حسين ، وازيلت تلك السينما من خرطة المدينة ، ويحتل مكانها الأن مكتب بريد امدرمان الرئيسي ويحتل الساحة أمامها موقف بصات وحافلات الفيتحاب وبانت وسيارات أمجاد المتجهة الي الخرطوم وعربات باعة الفاكهة ومنظفو الأحذية ، وكان يرتاد تلك السينما العائلات الكريمة من أمدرمان من السودانيين والجاليات الأجنبية وهؤلاء يحتلون ( اللوجات ) جمع لوج وهو أرقي وأغلي درجة في السينما ، وكان يميز السينما شخصيتان ،أولهما شاب أبيض اللون سبيبي الشعر أنيق الملبس كانت زراير قميصه أغلبها مفتوح دائما" وكان مسئولا" عن ادارة السينما في جانب الألواج والدرجة الأولي وكان هذا الشاب وأسمه عثمان حسن الي جانب ذلك مخرجا" للتمثيليات في الأذاعة ولعله نعلم الأخراج من التصاقه بالسينما ! وأما الشخصية الثانية فكانت رجلا" مفتول العضلات قوي البنية وكان موكول له باب دخول الشعب وفض المشاجرات ، وكان سوق الموية سامرا" ومنتدي وحياة زاخرة ..
هلال زاهر الساداتى 23أبريل 2016


أحدث المقالات

  • لماذا يسكن الطيب صالح في شارع أوماك بالايجار؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • الرئيس و إعلام و المسؤولية الوطنية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • كيف وقع محمود محمد طه في مصيدة فكرته؟! (4) بقلم محمد وقيع الله
  • الارزقية والاتنهازية مفتاح لطبلة واحدة اسمها سياسة المصالحن بقلم توتو كوكو ليزو
  • قمة الخليج بدون فلسطين بقلم سميح خلف
  • مجلس حسيني - موت الأمة في مفهوم القران بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي
  • معا لاستعادة منظمة التحرير وقرارها بقلم فتحي كليب
  • إعلان التشكيلة الحكومية هل تنهي المواجهات السياسية في العراق؟ بقلم حمد جاسم محمد الخزرجي
  • تعليم وتعلم حقوق الإنسان بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات
  • الحزن النبيل في حضرة صاحبة الطهر والنقاء (وفاق الياس) بقلم محمد الصحابي يحي محمد
  • منتصر الهلالية وأغنيات مصطفى سيد أحمد بقلم مصعب المشـرّف
  • مصر والسعودية صفقة إستراتيجية بإمتياز.. بقلم خليل محمد سليمان
  • الربيع السعودى و بيع الجزيرتين المصريتين لمفلس بقلم جاك عطالله
  • أخي الرئيس ..ألم أقل لكم أن وزير المالية (فاشل) بقلم جمال السراج
  • عميرة هس يهودية بأهواء فلسطينية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • اعلامي كويتي .. يشتم الوطن ..... بقلم طه أحمد أبوالقاسم ..
  • النصري والظهور الآمن بقلم محمد الننقة
  • باطن الأرض أرحم من ظاهرها : سعادة الفريق التهامي؟! زمراوي بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كلمة بحق الشاعر الكبير عبدالإله زمراوي بقلم بدرالدين حسن علي
  • البنسلين يا تمرجي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • العلاقة الاستراتيجية الأميركية الخليجية بخير بقلم نقولا ناصر*
  • إعتصام البرلمان العراقي.. لم يبقى في الدار إلا العار! بقلم مصطفى القرة داغي
  • الملالي والمحاكم الدولية! بقلم صافي الياسري
  • تأبين الترابى,و فخيذة ألاسلام ألسياسى أبوبكر ألقاضى بفلم بدوى تاجو
  • التربية ووسائط التواصل التقنية بقلم نورالدين مدني
  • ظُلم قواعد واجراءات محاكم الارهاب.. نظرة في قضية الجنوبيين من منسوبي حركة العدل والمساواة (دبجو)
  • جمع الاسلحة دون تحقيق هى جريمة هذا السلاح هو اداءات الجريمة التى قتل بها الرئيس البشير شعب دارفور