مجلس حسيني - موت الأمة في مفهوم القران بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 12:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2016, 07:30 PM

الشيخ عبد الحافظ البغدادي
<aالشيخ عبد الحافظ البغدادي
تاريخ التسجيل: 10-23-2014
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجلس حسيني - موت الأمة في مفهوم القران بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي

    06:30 PM April, 23 2016

    سودانيز اون لاين
    الشيخ عبد الحافظ البغدادي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾{ الأعراف الآية 34 }


    لهذه الآية أبعاد كثيرة، ودلالات خطيرة. نتعرض لها تباعا ..
    1 – أولاً... من هي الأمة ؟ جمعٌ كبير من البشر، لهم صفات مشتركة، وبينهم قواسم مشتركة، ومصالح مشتركة، الأمر الذي حدا بعلماء النفس إلى وضع علم جديد اسمه علم نفس الأمم، لأن معظم الأمم لها خصائص مشتركة فيما بينها. حين يتحدث الله تعالى عن أمنيات الأمم يقول : " وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ " فهناك أمّة تقدس العمل، وأمة تقدس المال، وأمة غارقة في الشهوات، وأمة دينها الغزو والسيطرة، وأمةٌ تعبد الأشخاص من دون الله، وأمة تقدس المبادئ، وأمة تقدس الحرية، وأمة تقدس الآباء والأجداد. وأمه تعتبر العشيرة أقوى من الدين ..
    لكن الله سبحانه وتعالى خاطب الأمةالاسلامية بهذه الآية فقال: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ : وقد قال المفسرون: أي أصبحتم ببعثة النبي ( ص ) خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ . وعلة خيريتها أنها: ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ فإن لم نأمر بالمعروف، ولم ننهَ عن المنكر، ولم نؤمن بالله الإيمان الذي يحملنا على طاعته، نحن كأية أمة خلقها الله . ولا فرق بيننا وبين الكافرين ...
    يقول{ص} ( كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف ؟ قالوا: وكائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون، قالوا وما أشد منه، قال كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً )...
    فإذا تبدلت القيم . وأصبح أهل الباطل مقدمون على أهل كلمة الحق اجتماعيا , انتفت الخيرة من الأمة إذن لسنا خير أمة أخرجت للناس، ولا نملك أية ميزة على بقية الأمم، وهذا معنى قوله تعالى حينما رد على من ادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه، فقال لهم: ﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ وإذا قال المسلمون اليوم: نحن خير أمة، نحن أمة سيد الأنبياء والمرسلين، فالرد الإلهي جاهز: ﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾
    2 – لكل أمّةٍ أجلٌ... الأمة معناها , كل تجمعٍ كبير له صفات مشتركة، هذه الأمة التي كبرت، وقويت، وسيطرت، وطغت، وبغت... لها أجل، تاريخ الامم يقول ذلك , ولو رجعنا للتاريخ لراينا امم امتدت على الارض وسحقت امم ضعيفة ولكنها حين جاء اجلها اضمحلت وانتهت .. حتى لو آمنت بمنهج السماء، وارتقت في مدارج الإحسان... لها أجل، أيضاً، ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾ ... ولكن شتان ما بين اجل واجل ... حكم الله في الحكومات هو الانتهاء , ولكن هناك فرق بين الظالم وبين العادل ..
    في هذه الآية من سورة الأعراف .. ضرب الله مثلاً للأمم الطاغية المستكبرة، التي تظلم العباد وتسفك الدماء، وتنتهك الأعراض، وتنهب الثروات، هذه الأمم المتجبرة، ضرب الله لنا مثلاً عنها .... قوم ( عاد ) قال تعالى عنهم: ﴿ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾ تفوقت في كل شيْ .. وقال عنها: وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً فهم متفوقون من الناحية الاقتصادية والعسكرية والعلمية .. ووجود قيادات متنوعة في كل الاختصاصات ... حتى قال عنهم القران الكريم : ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾دائما تفوق عسكري ..
    لو أردنا أن نلخص حركة عاد في الحياة ؛ فهما كلمتان: ﴿ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴾ لم يقل طغوا في بلدهم، بل في كل البلاد، ولم يقل أفسدوا بلدهم، بل أفسدوا في كل البلاد . ﴿ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ صب عذابه على عاد... لقد أدب بعاد بقية البلاد، ثم تولى تأديب عاد بذاته العلية . كيف أهلكهم الله ؟ لقد أهلكهم بالأعاصير...
    هناك ملاحظة مهمة حول هذه الدولة العظيمة التي انتهت :... ﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾( سورة النجم ) في هذه الآية إشارة لطيفة إلى أن هناك عاداً ثانية، والعالم يعاني منها ما يعاني، وصفات عاد الثانية تنطبق على صفات عاد الأولى. مثلا قرارات ( البنتاغون يقصف دول العالم بالصواريخ ..﴿ طغوا في البلاد ﴾ وفسادهم بالأفلام ونشر الرذيلة تزكم الأنوف .. وهوليود تفسد بالأفلام﴿ وأكثروا فيها الفساد ﴾
    إذاً: الأمم الطاغية، وغير الطاغية لها أجل، أية أمة قوية جداً، لم يكن فوقها إلا الله، متغطرسة، مستكبرة، لها نفوذ في كل البلاد، خططت لتبني مجدها على أنقاض الشعوب، وتبني غناها على إفقار الشعوب، وتبني حريتها على قهر الشعوب، وتبني ثقافتها على محو ثقافات الشعوب، وتبني أمنها على إخافة الشعوب، وتبني قوتها على إضعاف الشعوب، وتبني عزها على إذلال الشعوب، هذه الأمة القوية، نجاح خططها على المدى البعيد يتناقض مع وجود الله عز وجل، لأن الله عز وجل يقول:﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾ بالتعبير الشعبي: لكل أمة عشرة أيام وتنقضي. ومن مقتضيات الإيمان بالله ومسلماته أن قوى الأرض مجتمعة لا تستطيع أن تفسد على الله هدايته لخلقه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾
    لذلك لا ينبغي أن نقلق على هذا الدين، لأنه دين الله، ولكن ينبغي أن نقلق على أنفسنا إذا لم يسمح لنا أن نكون جنوداً له 0 والباطل قديم قدم الإنسان، ولكن قوة ايماننا وجهادنا وموقفنا ألا نسمح له أن ينفرد بالساحة . لذلك، هذه الآية لاننا نؤمن بثقافة القران ﴿ لكل أمّةٍ أجلٌ ﴾
    هناك دول عديدة قرانا عنها في كتب التاريخ , كان لها صولة ودولة ... أين هم الرومان ؟ أين هم اليونان ؟ أين هم الفراعنة ؟ أين هم المغول ؟ أين هم الفرنجة ؟ وأين هو المعسكر الشرقي الذي رفع شعار لا إله ؟ وصدق الله العظيم إذ يقول إن الباطل كان زهوقاً . أين الملوك الذين خاطبوا الغيوم أين ما تمطرين يأتيني خراجك .. أين الطاغية ..كلها دول انتهت ...
    الذين ظلموا وسلبوا الأموال وانتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء لم يَدُم لهم ذلك، بل أمد الله لهم في طغيانهم، ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، ولو أراد خصومهم الانتقام منهم لما وصلوا إلى أدنى درجات انتقام السماء منهم، فما مِن شيء يستمر، وكل أمر مستقر ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾، فإذا رأيت طغياناً واحتلالاً، إياك أيها المؤمن أن تيأس، ولاسيما في البلاد الإسلامية والعربية المحتلة، إياك أن تشعر بالإحباط، إياك أن تستسلم، إياك أن تشعر أن الله تخلى عنك، إياك أن تضعف معنوياتك.{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.. الله لا يسمح للطغاة أن يكونوا طغاة، ولا يسمح لهم أن يعتدوا على حريات المؤمنين , وبالمقابل لا يسمح للمؤمنين اجبار الناس الدخول في الإسلام أو إلى مذهب معين او مقلد مرجعية خاصة ….
    سبب النّزول :... يقول الطبرسي في مجمع البيان وهو من كبار كتاب الشيعة .. في سبب نزول هذه الآية : كان لرجل من المدينة اسمه «أبو الحصين» ولدان دعاهما يشتغلان في التجارة ولهما مصالح مع عدد من تجار الشام .. من الطائفة المسيحية الذين كانوا يفدون على المدينة للمتاجرة ، فتأثّر هذان الشابان بتصرف التجار المسيحيين الشاميين .. وزادت ثروتهما بسبب تعاملهما معهم .. فتاثرا بما سمعا ..واعتنقا المسيحية،.. ورحلا مع أُولئك التجّار إلى الشام عند عودتهم.أعلنا إنهما تحولا إلى دين المسيحية .. فأزعج ذلك أبوهم أبو الحصين، وأقبل يخبر رسول الله (ص) بما حدث، وطلب منه أن يعمل على أعادة ولديه إلى الإسلام، وسأله إن كان يجوز إجبارهما على الرجوع إلى الإسلام، فنزلت الآية المذكورة وبيّنت أن (لا إكراه في الدين). في حين كان ابوهما يريد إكراه ولديه على الرجوع إلى الإسلام، فجاءا مع أبيهما لعرض الأمر على رسول الله (ص)، واعترفا امام الرسول انهما تحولا للمسيحية فقال :أبو الحصين : كيف أجيز لنفسي أن أنظر إلى ولديَّ يدخلان النار دون أن أفعل شيئاً ؟ فنزلت الآية.
    معنى الإكراه :.... هو استخدام الضَّغط أو القوَّة استخدامًا غير مشروع أو غير مطابق للفقه أو للقانون من شأنه التَّأثير على إرادة فرد ما وهناك الإكراه الملجئ : الذي يكون بالضَّرب الشَّديد المؤدِّي إلى إتلاف النَّفس أو قطع عُضْو الإكراه غير الملجئ : الذي يوجب الألمَ فقط ، كالضَّرب والحبس والكلام الخشن والاستهزاء .. فجاءت ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ﴾ ..
    الرأي الثاني :.... هل ان الله يترك عباده يختارون عقيدة يمكن ان تبعد كثير من الناس عن الدين .. اذن لماذا انزل الانبياء وبعضهم قتل في سبيل الله .. وشرع الجهاد , وأعطى الشهيد درجة عالية في الجنة .. ثم يأتي فيقول لا اكراه في الدين ..!!؟
    الجواب على هذه الاسئلة .. قوله تعالى لموسى {ع} ..﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ،) هذه الآية ترسم سياسة الله مع الطغاة ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾ علا علواً كبيراً وقال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ ما ترويه الكتب ـ رأى رؤيا أن طفلاً من بني إسرائيل سيقضي على ملكه، فأمر بذبح أبناء بني إسرائيل جميعاً، القضية عند فرعون سهلة، فأي مولدة لا تخبر عن مولود ذكرٍ تقتل مكانه، لكن الطفل الذي سيقضي على مُلكه رباه فرعون في قصره، قال تعالى: ﴿ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ﴾ والحزن بلغة العرب : هي نسبة من الهم تصيب النفس في نفسه الحُزْنُ .. وهي تشقق الفؤاد منها ..
    سياسته اعتماد الفتن الطائفية، هي الورقة الرابحة الوحيدة في يده، وأيدي كل الطغاة، قديماً وحديثاً، ولا يستطيع المسلمون إسقاط هذه الورقة إلا بوعي، وتقارب، ومحبة، وتعاون، فيما بينهم إذاً:﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ ﴾ فالله عز وجل يسلط الذي لا يعرفه على المقصر الذي يعرفه، فإذا عاد المؤمن المقصر إلى الله، واستقام على أمره، قواه على الذي سلط عليه، فلعله يؤمن بعد كفره، هذه سياسة الله.
    لما فتح رسول الله (ص) مكة .. وعد أمته ملك فارس والروم قال المنافقون واليهود هيهات من أين لمحمد قوة ليتمكن من القضاء على دولة فارس والروم ألم يكفه المدينة ومكة حتى طمع في الروم وفارس.. فنزلت الآية { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}عن قتادة قال : ذكر لنا أن رسول الله{ص} سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل تعالى:( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء)فكان النبي {ص} يعلم باذن الله ان ملك فارس والروم سينتهي على أيدي المسلمين ..
    ********عوامل بقاء الأمم وأسباب زوالها ..!!!
    هل ان سنة الله في اللامم ان يخلق ثم يجعلهم اقوياء , بعدها يقضي على تلك الدول والامم ...؟ هل هذه سنة تكوينية في خلقه او هناك أسباب هي التي تجعلهم أقوياء وأخرى تؤدي بهم الى التهلكة ...
    الجواب :.... لكل أمة عوامل لبقائها وأخرى لزوالها فإذا حافظت الأمة على عوامل بقائها واعتصمت بها ظلت حية وعاشت عزيزة وهابها أعداؤها،...............................
    معنى موت الأمم
    ماذا يعني بداية موت او انهيار الدول والأمم والحضارات؟ قبل كل شيء، يجب ملاحظة ان «موت« الدول في بعض الحالات يكون سببا لحياة جديدة اكبر وافضل نعني بكلامنا عندما تذوب الدولة في كيان وحدوي اكبر شأنا وأكثر قدرة ومنعة ومكانة. يكون موتها حياة اكبر مما لو كانت وحدها صغيرة .
    في أوروبا مثلا يدور جدل واسع حول مصير دمج دول اوربا في كيان كبير ضمن اتفاقيات ونظام موحد يشمل الجميع .. هذا الكيان سيكون متكافئا من جميع الاوجه الصحية والزراعية والتجارية بحيث تنتعش الامة الاوربية ..بالمثل، لو ان الدول العربية والاسلامية او بعضها ذاب في كيان واحد لن يكون هذا انهيارا او موتا للدولة ، لكنه سيكون بالعكس ميلادا جديدا للأمة....
    الان كلمة موت تختلف عن سابقاتها من الأمم كالفرس والروم وغيرها ..مع العلم إن الفرس والروم موجودون الآن .. ولم يذوب البشر عندهم .. ولكن العنجهية انتهت واضمحلت .. موت الأمم الآن يعني موتها بالمعنى الاصطلاحي كقول الإمام علي {ع} " الناس موتى وأهل العلم أحياء " ، فأي قيمة للأمة كثرة أبناءها واغلبهم أميون , لا يحترمون القانون ولا يلتزمون بالشرع او بالعقيدة ...؟. ليس اختفاءها المادي من الوجود. ومن تاريخ البشرية ... نعم هناك فساد يؤدي إلى اختفاء الأمة تماما من الخارطة البشرية .. هناك نماذج كثيرة ...لأمم وحضارات قامت وازدهرت ثم اختفت من الوجود. لكن كمثال في الذهن هو دولة العرب والمسلمين في الأندلس التي عاشت لثمانية قرون كاملة متصلة ثم اختفت من الوجود.....
    أما الآن موت الأمة أسوء من السابق .. بعض الأمم على قيد الحياة وعندهم دولة وقانون وشعب وحدود وممثل في الأمم المتحدة .. ، لكن بلا وزن ولا تأثير ولا دور فاعل في عالم التقدم والمكانة بكل معانيها وسط الأمم الأخرى ومقارنة بها. ما قيمة الدولة التي تستورد كل مقتنياتها من الأمم الأخرى , ما قيمة الأرض التي لا تزرع ولا تعطي ولا يوجد من يعمرها ليأكل ويبيع أنتاجها ... ما قيمة الأمة التي لا يوجد فيها رجال أصحاب موقف ..؟ يمكن لأي عصابة أن تتحكم فيها ..!!
    ******عموما، لنر كيف ناقش المفكرون والعلماء قضية موت وحياة الأمم. مع ابن خلدون, أي نقاش لقضية موت الدول والأمم لدى المفكرين لا بد أن يبدأ من ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع المعاصر في العالم كله. ابن خلدون كان في طليعة المفكرين الذين ناقشوا القضية في عمله «المقدمة«، قبل ان يتطرق اليها المؤرخون والمفكرون في الغرب بزمن طويل.هؤلاء المؤرخين والمفكرين عندما ناقشوا القضية بعد ذلك تأثروا بابن خلدون وافكاره كما سنرى حالا. ماذا يقول ابن خلدون أذن عن هذه القضية؟
    في رأي ابن خلدون، الدول لها دورة حياة مثلها بالضبط مثل الإنسان.. أي تولد، ويقوى عودها وتشتد، وتهرم، ثم تموت. وبالنسبة اليه، الدولة تقوم على العصبية. والعصبية في مفهومه ليست مرادفا للمعنى الضيق المباشر الذي يرد الى ذهن البعض، لكنها تعني بتعبيراتنا المعاصرة الروح الوطنية والقومية. والعصبية التي تقوم عليها الدولة هي في رأيه تتعزز بالدين وهما متلازمان. في رأيه يقول : " ان الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية" . العلاقة الوثيقة بين الدين والعصبية في قيام الدولة ... هذا الراي يقول عنه المحللون انه { نظرة قومية لا تصلح} الان لقيام الدول ..لأنه يدعو إلى تلازم بين العروبة والإسلام.
    ***** رأي الإسلام والقران في سقوط الأمم والدول : من أهم الأسباب ا في سقوط الدول وانهيار الأمم وخراب الديّار هو ” الظلم ” لما فيه من القهر والفساد والتعدي على حقوق الناس من خلال الخروج عن المبادئ الإنسانية والأعراف المتبعة عند كل مجموعة من البشر يعيشون مع بعضهم البعض في مجتمعات وبيئات مختلفة متوافقون عليها وراضون بها عرفا ...وقد يكون متفقون على مباديْ سماوية وأحكام الشرائع هذه تساوي بين البشر في مختلف نواحي حياتهم بالحق والعدل والمساواة . ....
    وتعريف الظلم كما جاء على لسان علماء الإسلام وفقهائه ...{ هو مجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه الشرعي } هذا رأي القران الكريم ويعني بشكل اصح التعدي على الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور، يعني انحراف عن العدل . وهو محرم في شريعة الله تعالى ، حرمه سبحانه وتعالى {على نفسه وعلى عباده }، وتوعد الظالمين بعذاب أليم في الدارين (الدنيا والآخرة) ،لانه أي الظلم له عواقب وخيمة على الناس والمجتمعات والأمة....
    إذن فالظلم أمر منبوذ عقلاً وفطرة ومحرم شرعاً , قبحهُ الله تعالى وذمه وتوعد عليه وحرمه على نفسه . وهو يُعد صفة نقص وضعف وهزيمة . لهذا كثيراً ما تجد سبب زوال الدول .. إذا زاد فيها التعدي على الحقوق والحريات الإنسانية المشروعة سواء الشخصية منها أو العامة وكثُر فيها الفساد حتى طال كآفة نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية....
    *** أولا :...من مظاهر الظلم في المجتمع الذي سيسقط .. ان تجد مجتمعا يشيع فيه الإسراف سواء بالمال او استخدام الممتلكات العامة لخاصة الأقوياء ... وأشنعها استخدام القانون الذي يجب ان يحمي الناس في ظلم الناس والتعدي عليهم وابتزاز المجتمع باسم القانون والمنصب ..
    *** ثانيا :.. من ظواهر الظلم القهر الغير مبرر مثل القتل والأسر والاعتقال ومنع الحريات المشروعة.. وهذا يؤدي الى خوف الناس لاتقاء شر أصحاب القانون الظالمين ...
    **** ثالثا :.. ظلم الناس من خلال التوظيف والتعيين بدون حق.مثل توظيف ممن هم غير مؤهلون بأمور العباد وتنصيبهم في وظائف وأعمال وحقائب ليست من حقهم وأعلى من مستوياتهم العلمية والفكرية مما يفتح المجال لهم التحكم في مصير الناس .. وكثيرا ما يشعر الانسان بالانقباض حين يرى شخصا غير مؤهل في مكان غير مستحقه .. هذا سيؤدي الى كره ذلك المسؤول والوطن كله ..
    *** رابعا :.. نهب أموال الرعية العامة والخاصة ، وهذه الخصلة من أقوى خصال تساقط الإنسان والمجتمع والأمة .. صحيح هناك من يحصل على اموال بالنصب والاحتيال .. هؤلاء يكون عددهم غير مؤثر حتى لو كانوا كثيرين , الا ان المسؤول اذا استخدم قانون البلد والنظام في سرقة المال العام يعني انه سلب الأمة بقانون الأمة .. وهذا اخطر نوع في أخذ حقوق الغير بالقانون ...
    **** خامسا :.. انتشار الواسطة والمحسوبية في المؤسسات العامة للدولة والشركات والأعمال الخاصة .. الواسطة لو انتشرت فان مفعولها كالسرطان في الجسم لا تفرق بين من هو مؤهلاً لعمل أو وظيفة أو مهمة ما وبين جاهلاً لا يفقه بذلك المجال شيئاً .
    **** سادسا :... ومن أشد أنواع الظلم التمييز في التعامل بين الناس بحيث إنه إذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه ،وبرروا له سرقته .. فكأن هناك أفرادا من البشر هم أعلى درجة من البعض الآخر وكأنهم وعلى رؤوسهم علامة مميزة تميزهم عن باقي البشر وتجعلهم محاطين بحصانة تقيهم المعاقبة والمحاسبة عن شر أفعالهم وأعمالهم ومنع التشهير بهم ، إن قتلوا ، أو سرقوا ، أو زنوا ، أو فجروا ، لا يُقام عليهم الحدود أو يخضعوا للقانون وإن خضعوا يغض عنهم القانون البصر ويتركون بقرار من المحاكم ..
    **** من الآيات الدالة على عقاب الله للظالمين من عباده : قال سبحانه: “وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ” ...وقال تعالى: ” وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ” وقال تعالى: ” وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرً”والله تعالى لم يظلم هذه القرى وهذه الأمم بل هي ظلمت نفسها وظلمت غيرها فحق عليها عقاب ربها، قال تعالى: { وَمَا ظَلَمْنَاهُـــــمْ وَلَكِنْ كَانُــــوا أَنْفُسَهُـــــمْ يَــظْلِمُــــونَ}..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفتنة .... ما معنى الفتنة ..؟ قال الأزهري : معنى الفتنة في كلام العرب : الابتلاء ، والامتحان وأصلها مأخوذ من فتنتُ الفضة والذهب ، أذبتهما بالنار ليتميز الردي من الجيد ، قال تعالى : " يوم هم على النار يفتنون " أي يحرقون بالنار .قال ابن الأثير : الفتنة : الامتحان والاختبار ... وقد كثر استعمالها في الاختبار وقت المكروه .. وقت الكريهة .. هنا يظهر معادن الرجال , حين يتصادم الحق مع الباطل .. تسقط شخصيات وربما تسقط الامة برمتها ...
    لخص ابن العرابي معاني الفتنة بقوله : " الفتنة الاختبار ، والمحنة ، والمال ، والفتنة الأولاد ، والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء وتحديد الموقف وقتها ...معاني الفتنة في الكتاب والسنة :
    1- الابتلاء والاختبار : كما في قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) أي وهم لا يبتلون بمصائب الزمان وفتنه ... جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " حين تحل الفتن بالبلاد تتعرض الامة لهزة قوية بسبب الانتماء من قريب او بعيد للفتنة .. لذلك يحذرنا الله في الوقوع فيها لانها كارثة .. عن حيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريره قال: قال رسول الله{ص} : " لا تقوم الساعة حتّى تأتي فتنة [عمياء مظلمة] المضطجع فيها خير من الجالس والجالس فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ".
    روى الحاكم في المستدرك بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال علي للزبير : أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار ، فقال لك رسول الله {ص}: أتحبه ؟ فقلت : وما يمنعني ؟ قال : أما إنك ستخرج عليه ، وتقاتله ، وأنت ظالم ،فرجع الزبير عن ساحة المعركة ..المستدرك للحاكم ج3 / ..
    راجع كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي :.. في نهج البلاغة : قال الإمام علي للزبير : أنشدتك الله ، أتذكر يوم مررت بي ، ورسول الله {ص} متكئ على يدك ، وهو جاء من بني عمرو بن عوف ، فسلم علي وضحك في وجهي ، فضحكت إليه ، لم أزده على ذلك ، فقلت : لا يترك ابن أبي طالب يا رسول الله زهوه ، فقال لك : مه إنه ليس به زهو ، أما إنك ستقاتله ، وأنت له ظالم ، فاسترجع الزبير وقال : لقد كان ذلك ، ولكن الدهر أنسانيه ، ولأنصرفن عنك ، فرجع ، فأعتق عبده سرجس تجللا من يمين لزمته في القتال ،
    ثم أتى إلى عائشة { هنا الفتنة } ، فقال لهما : إني ما وقفت موقفا قط ، ولا شهدت حربا ، إلا ولي فيه رأي وبصيرة ، إلا هذه الحرب ، وإني لعلى شك من أمري ، وما أكاد أبصر موضع قدمي ، فقالت له : يا أبا عبد الله ، أظنك خفت من سيف ابن أبي طالب ، إنها والله سيوف حداد ، قال لها : كلا ، ثم انصرف ...
    اذن كَانَ النَّبِيُّ{ص} صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ , وان الامة ستتمزق وتضعف بسببها ..
    في تحديد الفتنة قصة لطيفة ... المعروف ان الزبير خرج لقتال علي بن ابي طالب {ع} باعتبار انه صاحب فتنة .. وانه نزلت فيه قوله تعالى :" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" باعتبار ان أصحاب الجمل أهل الحق وعلي هو الفتنة ..‏ ‏.‏عن عبد الله بن الشخير قال ‏"‏ قلنا للزبير - في قصة الجمل يا أبا عبد الله ما جاء بكم‏؟‏ تركتم الخليفة الذي قتل يعني عثمان بالمدينة ثم جئتم تطلبون بدمه بالبصرة - فقال الزبير‏:‏ إنا قرأنا على عهد رسول الله {ص} ‏(‏واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة‏)‏ ، لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت ‏"‏ وأخرج الطبري من طريق الحسن البصري قال ‏"‏ قال الزبير‏:‏ لقد خوفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله{ص} وما ظننا أنا خصصنا بها ‏"‏ وأخرجه النسائي من هذا الوجه نحوه وله طرق أخرى عن الزبير عند الطبري وغيره‏.‏
    قال الطبري من طريق السدي قال‏:‏ نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل، وعن ابن أبي شيبة نحوه‏:‏ وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال ‏"‏ أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب ‏"‏ ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة سمعت رسول الله{ص} يقول إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ‏"‏ أخرجه أحمد بن حنبل وابو داود..
    قوله ‏(‏وما كان النبي{ص} يشدد من الفتن‏ , ويشير إلى الحوادث الواقعة بعده ..فإن الفتن غالبا تنشأ عن ذلك، ثم ذكرت أسماء بنت أبي بكر حديثا مرفوعا عنه {ص} { أنا على حوضي أنتظر من يرد علي، فيؤخذ بناس ذات الشمال ‏"‏ وحديث عبد الله بن مسعود رفعه ‏"‏ أنا فرطكم على الحوض فليرفعن إلي أقوام ‏"‏ فيأتيه النداء ‏"‏ إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك "...
    ****** تبديل السنن في الأمم :... في فلسفة ومناهج التغيير والإصلاح...
    من المؤكد علميا وتأريخيا أن التغيير والاصلاح والتنمية ونهضة المجتمعات والامم لا تحدث بطريق عشوائية ، او وفق اعتبارات الأماني والأحلام والعواطف الهائجة نحو التغيير واستعادة الأمجاد السابقة ولا من خلال الشعارات والمهرجانات .. وإنما يستند التغيير فى واقع ومستقبل الأمم والمجتمعات الى مجموعة من السنن والقوانين الحاكمة التى تحتاج من القائمين على قيادة عملية التغيير خاصة على مستوى المفهوم والفلسفة والفكر والتخطيط ان يدركوا ماهية وحقيقة هذه القوانين والسن حتى يحسنوا التعاطي معها بشكل جيد ومهنية وعلم بما يعملون ...حتى يحسنوا توظيفها لتحقيق أهداف التغيير المنشودة ولا يقبل عقلا ولا شرعا ولا مهنيا ان يتم تجاوز او تجاهل واهمال هذه القوانين لان خسائر ذلك تكن كارثية وفادحة على المجتمعات والشعوب .
    ومن المعلوم ان هذه السنن والقوانين بعضها مطلق ثابت لا يتغير بتغير الظرف او المكان او الزمان وبعضها سنن وقوانين مرنة ومتغيرة وفقا لمعادلات التغيرات العالمية وما يمكن ان تفرضه القوى القوية المؤثرة والصانعة للحالة التي تحتم اتباعها في العالم ..وقيم القانون الدولي .
    النوع الاول : السنن والقوانين الآلهية :..
    والتى تتميز بثابتها وطلاقتها ونفاذها فهى ربانية المصدر والقرار والارادة والفعل. منها على سبيل المثال : سنة آلية التغيير فى المجتمعات والامم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) والتى تقرر ان اصل تغيير الامم والمجتمعات يبدأ من التغيير الذاتى للمجتمع { ما عليه } وكذلك المؤثرات على التغيير نحو الاحسن من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقع الانسان بمشاكل هو في غنى عنها ..لذلك المجتمع ولا يمكن ان يأتي التغيير بفعل خارجي .. نعم يمكن اذا كان مكملا او مساعدا . وبعكسها ستكون سنة الله تعالى تؤدي الى لاك وزوال الأنظمة والمجتمعات ..(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)تلك السنة الآلهية التى تقرر ان زوال الأنظمة الفاسدة مقرون بفعل فساد وفسق مترفيها.ملوكها وشعبها ...
    النوع الثاني : القوانين العالمية الحاكمة المتحركة بكل عصر هذه قوة محدودة تؤثر بفعل التدافع بين الأمم وتدافع المصالح الصراع فيما بينهم . مثلا في هذا العصر أدوات القوة والفعل تعني ما تمتلكه الدول من معرفة وتكنولوجيا واقتصاد وسلاح وقوة بشرية مدربة مؤهلة وفاعلة وبحسب ما تمتلكه من قوة تفرض ثقافتها وقيمها وقوانينها الخاصة ، تدير صناعة القرارات داخل العالم .مما يتطلب من قادة ومفكري التغيير عدة أمور أساسية لضمان وجودة صناعة و إدارة لحفظ وضبط وترشيد وتوجيه بوصلة الجماهير في الاتجاه الصحيح والوقت المناسب وبالأدوات الملائمة ...
    ومن أهم مميزات هذا العصر العالم الجديد الذي نعيش فيه, ـ ثورة المعلومات والاتصالات ..والاطلاع على ثقافة الدول والشعوب ومعرفة توجهاتهم وغاياتهم أي { ـ الثقافة العالمية العابرة للحدود والقيود} لان هذا له فاعلية نحو الإبداع والابتكار والتطوير المستمر .. وهذا يتطلب التخصص النوعي الدقيق وتحميل المسؤولية على عاتق المختصين بالعلم الإنساني كافة وعدم حصر الأمور بيد الجاهل ... وهذا يسمى التنمية البشرية ...لان العالم يعيش عصر السرعة .. وهي ( الحصول على المعلومة وتوظيفها بسرعة ... فالامة التي لا تتعامل مع منظومة المعلومات , تبقى امة ميتة ....
    **** حينما يقول تعالى { واتقوا فتنة } كيف نتقيها ..؟ لا بد ان هناك ضوابط نتقي بها الفتن ...الله سبحانه لما قص لنا حال الأمم الماضية أمرنا بأخذ العبرة والعظة وعدم السير على منهجهم فقال : (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا) التوبة [69-70]. إن الأمم السابقة تعرضت لعقوبات ربانية ونحن نعيش مرحلة صعبة ، وإن المخرج من هذه الفتن بسلام لن يكون إلا بالعمل بكتاب الله وسنة رسول الكريم {ص} ومنهج اهل البيت{ع} ، ومن خلال تدبر كتاب الله في معرفة الأسباب والعوامل لدفع العقوبات عن الأمم نخلص إلى أهمها وهي كالتالي :
    العامل الأول : الإيمان بالله وبوعد الله . لان الإيمان به هو سر قوتها . (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون..
    العامل الثاني :.. النهي عن الفساد ومحاولة اصلاح النفس .. لان هاتان الخصلتتان لو اجتمعتا .. تنحدر الأمة نحو الحضيض , وتنتهي جميع القيم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
    العامل الثالث :.. وهذا الأمر الخطير هو رد دعوة المصلحين , يقول تعالى : (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) .. لذا ترى الامم التي رفضت منطق المصلحين انتهت وزالت .. اين دولة فرعون .. اين قوم نوح .. يقول تعالى :{ وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما) ...
    العامل الرابع :.. وحدة الصف وعدم التنازع: فالتنازع سبيل إلى الفشل وذهاب القوة، (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين)) (الأنفال 46) ووحدة الكلمة، واجتماع الأمة، عامل رئيسي من عوامل قوتها، والمحافظة على بقائها، ومدعاة احترام الأمم لها، وخشيتها من قوة بأسها، مما يجعلها تهابها، وتصون حقوقها، وقائدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا (لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
    السؤال: كيف تناول القرآن الكريم هذه القضية، وقد أشار إلى وجود حضارات اندثرت من قبلنا لنتأمل قوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) یعرضُ التاریخ لنا شعوباً واُممّا کكثيرة، فطائفة اجتازت سلّم الرقی بسرعة، ووصلت, وطائفة ثانیة إلى أسفل مراحل الانحطاط، وطائفة ثالثة عاشت یوماً فی تشتت وضیاع وتناحر وتفرقة، ثمّ قویت فی یوم آخر، وطائفة رابعة على العکس منها سقطت بان بها الذلة والضیاع.
    فالشعوب التی فکّرت ملیّاً وحرّکت عقولها ووحدّت جموعها وتآخت فیما بینها، کانت قویة العزم والإرادة، وقامت بالتضحیة والفداء عند لزوم ذلک، هذه الشعوب منتصرة حتماً. أمّا إذا حَلّ الضعف والتخاذل مکان العمل وحلّ التراجعُ مکان الجرأة.. والنفاقُ والتفرقة مکان الإتحاد، وحبُّ النفس مکان الفداء، والتظاهر والریاء محل الإخلاص والإیمان، فیبدأ عند ذلک السقوط والبلاء.
    وفی الحقیقة أنّ جملة: (ذلک بأنّ الله لم یک مغیّراً نعمةً أنعمها على قوم حتى یغیّروا ما بأنفسهم ) تبیّن أسمى قانون فی حیاة الإنسانیة، وتوضح أنّ مدرسة القرآن الکریم هی أکرم مدرسة فکریة لحیاة المجتمعات الإنسانیة، وأوضحها حتى لاُولئک الذین نسوا فی بني امية دينهم ورسولهم {ص} وقاموا باعظم جنابة في تاريخ البشرية هي قتل ابن بنت رسول الله {ص} وسبي نساءهم ..
    خطبة الامام زين العابدين عليه السلام أمام يزيد و أهل الشام قَالَ صَاحِبُ الْمَنَاقِبِ وَ غَيْرُهُ، رُوِيَ أَنَّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَمَرَ بِمِنْبَرٍ وَ خَطِيبٍ لِيُخْبِرَ النَّاسَ بِمَسَاوِي الْحُسَيْنِ وَ عَلِيٍّ ( عليهما السلام ) وَ مَا فَعَلَا، فَصَعِدَ الْخَطِيبُ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي عَلِيٍّ وَ الْحُسَيْنِ وَ أَطْنَبَ فِي تَقْرِيظِ مُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ لَعَنَهُمَا اللَّهُ، فَذَكَرَهُمَا بِكُلِّ جَمِيلٍ.
    قَالَ فَصَاحَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: "وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ فَتَبَّوأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ". ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ): "يَا يَزِيدُ ائْذَنْ لِي حَتَّى أَصْعَدَ هَذِهِ الْأَعْوَادَ، فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ لِلَّهِ فِيهِنَّ رِضاً وَ لِهَؤُلَاءِ الْجُلَسَاءِ فِيهِنَّ أَجْرٌ وَ ثَوَابٌ"؟قَالَ: فَأَبَى يَزِيدُ عَلَيْهِ ذَلِكَ. فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لَهُ فَلْيَصْعَدِ الْمِنْبَرَ، فَلَعَلَّنَا نَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ: إِنَّهُ إِنْ صَعِدَ لَمْ يَنْزِلْ إِلَّا بِفَضِيحَتِي وَ بِفَضِيحَةِ آلِ أَبِي سُفْيَانَ!فَقِيلَ لَهُ: ومَا قَدْرُ مَا يُحْسِنُ هَذَا؟! فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدْ زُقُّوا الْعِلْمَ زَقّاً.قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً أَبْكَى مِنْهَا الْعُيُونَ وَ أَوْجَلَ مِنْهَا الْقُلُوبَ.فقال سلام الله عليه .....
    الحمد لله الدائم الذي لا بداية له ،والأول الذي لا أول لأوليّة ، والآخر الذي لا آخر لآخريّتة له ، الباقي بعد فناء الخلق ، قدّر الليالي والأيّام ، وقسّم فيما بينهم الأقسام ، فتبارك الله الملك العلاّم ،
    أيّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، قد أفنت القرون الماضية والأمم الخالية ، الذين كانوا أطول منكم أعمارا وأكثر منك آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، واحتوت عليهم الأفاعي والديان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ، أكل التراب لحومهم وبدّد أوصالهم ، أتطمعون بعدهم البقاء ؟
    هيهات هيهات لابد لكم من اللحوق بهم ،فتداركوا ما بقي من أعماركم بصالح الأعمال ، وكأني بكم وقد نقلتم من قصوركم إلى قبوركم فرقين غير مسرورين ، فكم والله من قريح قد استكملت عليه الحسرات حيث لا يقال نادم ، ولا يغاث ظالم ، وقد وجدوا ما احضروا ولا يظلم ربّك أحداً ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عساكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة، وحلول يوم الطامّة ، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) .
    أيّها النّاس اُعطينا ستّاً وفضّلنا بسبع ، اُعطينا؛ العلم والحلم والسّماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين ، وفُضلنا ؛بأنَّ منّا النّبي المختار ومنا الصدّيق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الاُمّة ومنا مهديها .
    أيّها النّاس مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لَم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكّة ومِنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن مَن حمل الركن بأطراف الردا ، أنا ابن خير مَن ائتزر وارتدى وخير مَن طاف وسعى ، وحجّ ولبّى، أنا ابن مَن حُمِل على البراق في الهوى انا ابن من اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى انا ابن من بلغ به جبرائيل سدرة المنتهى ، فكان من ربّه كقاب قوسين أوأدنى ، أنا ابن مَن صلّى بملائكة السّماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ،انا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى انا ابن مَن ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله انا ابن من ضرب بين يدَي رسول الله بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيّين ، وقامع الملحدين ونور المجاهدين وتاج البكائين وزين العابدين واصبر الصابرين وأفضل القائمين وافضل من مشى من قريش أجمعين...
    انا ابن المؤيد بجبرائيل المنصور بميكائيل انا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين والمجاهد أعداءه الناصبين وأول من أجاب لله ولرسوله من المؤمنين واول السابقين وقاصم المعتدين ومبيد الظالمين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة الله وعيبة علم الله سمح سخي بهي بهلولا زكيا أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب أشدهم شكيمة يطحنهم في الحروب اذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحى ويذروهم ذروى الريح الهشيم ليث الحجاز وكبش العراق مكي مدني خيفي عقبي بدري احدي مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى ليثها وارث المشعرين وابو السبطين الحسن والحسين ، ذاك جدي علي بن أبيطالب أنا ابن عديمات العيوب انا ابن نقيات الجيوب خديجة الكبرى انا ابن فاطمة الزهراء سيّدة النّساء
    ثم ابكى العيون بكلماته أنا ابن المقتول بكربلاء أنا ابن المحزوز الرأس من القفا انا ابن العطشان حتى قضىانا ابن من راسه على السنان يهدى انا ابن من اهله من العراق الى الشام تسبى .
    ، ضجّ النّاس بالبكاء ،وخشي يزيد الفتنة ، فأمر المؤذّن أن يُؤذِّن للصلاة . فقال المؤذِّن : الله أكبر . قال الإمام (ع) : (( الله أكبر وأجلّ وأعلى وأكرم ممّا أخاف وأحذر )) . فلمّا قالالمؤذِّن : أشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، قال (ع) : (( نعم ، أشهد مع كلّ شاهد أنْلا إله غيره ولا ربّ سواه )) . فلمّا قال المؤذِّن : أشهد أنّ محمّداً رسول الله التفت الإمام إلى يزيد وقال : هذا محمد جدّك أم جدّي ؟ فإنْ قلتَ جدّك فقد كذبت ولؤمت وإنْ قلتَ جدّي فلِمَ قتلتَ عترته ...نزل الامام (ع) من على المنبر وترك الناس في بكاء ونحيب وعويل والكل يقول هلكتم وما تشعرون ..
    يقول المنهال جئت الى الامام مسلما عليه .. قلت : كيف أمسيت يا ابن رسول الله؟ فقال : «أمسينا كمَثَل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبّحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّداً منها، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّداً منها، وأمسينا أهل بيته مقتولين مشرّدين، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون»[.. فبينما هو يكلمني وإذا امرأة خرجت من الخربة , وهي تقول : الى اين يا نعم الخلف .. فتركني ويذهب ليرها . فسالت عنها فقيل هذه عمته زينب ..
    لسان حالها وهي تسايره .. تضع يدها على كتفه ..كأنها حست بالفرحة .. تقول :...
    يعمه بخطبتك هذه أرفعت راسي .... وأفحمت هذا العدو والكلبه جاس ... ألك ولهلك هذه المنابر والكراسي ......... ثم تنهدت وبكت ... نادت أنا منين أبو فاضل أجعده .. واركب جفوفه فوك زنده .... واكله الحرم صارت بشدة ...

    الحمد لله رب العالمين
    الشيخ عبد الحافظ البغدادي


    أحدث المقالات
  • النصري والظهور الآمن بقلم محمد الننقة
  • باطن الأرض أرحم من ظاهرها : سعادة الفريق التهامي؟! زمراوي بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كلمة بحق الشاعر الكبير عبدالإله زمراوي بقلم بدرالدين حسن علي
  • البنسلين يا تمرجي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • العلاقة الاستراتيجية الأميركية الخليجية بخير بقلم نقولا ناصر*
  • إعتصام البرلمان العراقي.. لم يبقى في الدار إلا العار! بقلم مصطفى القرة داغي
  • الملالي والمحاكم الدولية! بقلم صافي الياسري
  • تأبين الترابى,و فخيذة ألاسلام ألسياسى أبوبكر ألقاضى بفلم بدوى تاجو
  • التربية ووسائط التواصل التقنية بقلم نورالدين مدني
  • ظُلم قواعد واجراءات محاكم الارهاب.. نظرة في قضية الجنوبيين من منسوبي حركة العدل والمساواة (دبجو)
  • جمع الاسلحة دون تحقيق هى جريمة هذا السلاح هو اداءات الجريمة التى قتل بها الرئيس البشير شعب دارفور























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de