المعاشيون في الأرض .. هلا عاملتموهم كما تعاملون يهودي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب؟

المعاشيون في الأرض .. هلا عاملتموهم كما تعاملون يهودي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب؟


03-27-2016, 04:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459050252&rn=0


Post: #1
Title: المعاشيون في الأرض .. هلا عاملتموهم كما تعاملون يهودي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب؟
Author: عبد السلام كامل عبد السلام
Date: 03-27-2016, 04:44 AM

03:44 AM March, 27 2016

سودانيز اون لاين
عبد السلام كامل عبد السلام-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



وللذين لا يعلمون القصة نقول إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكعادته كان يتجول مساء في طرق المدينة يتفقد أحوال الرعية المسلمة وغير المسلمة على الطبيعة ..ليس من رأى كمن سمع .. وبدون النظر إلى تقارير يومية تأتيه من نوابه وعماله أن كل شيء تمام وعال العال ..فوجد رجلا يتخفى يتسول الناس في ذلك الليل الساتر ..فعجب من أمره وسأله من أنت ولم تتسول؟ فقال له:أنا فلان اليهودي ..كنتم تأخذون مني الجزية وأنا شاب عامل مكتمل الجسم فلما ذهبت القوة والبدن تركتموني للتسول ..فما كان من عمر إلا أن أصدر أوامره بعدم أخذ الجزية من كهول وشيوخ أهل الكتاب واستخرج له من بيت مال المسلمين ما يعينه على الحياة الكريمة بدون اللجوء إلى التسول..
أسوق هذه المقدمة تمهيدا للحديث عن المعاشيين الذين أوقعهم الحظ العاثر في البقاء أحياء في هذا الزمن الكئيب ..معاشيّ أنهكت أعصابه وضاع نور عينيه بين الدفاتر والأوراق وانحنى ظهره في قضاء حوائج الناس باعتبار ذلك واجبا دينيا قبل أن يكون واجبا وطنيا ووسيلة للرزق الحلال ..تذهب أعوام العمر النضرة في سبيل الوطن لقاء دراهم معدودة يتحكم فيها رئيس أو مدير أو غيرهما ثم يأتي خطاب من الهيئة أو المؤسسة تقول إن فلانا بلغ سن التقاعد !! ما علينا من أمر الحكومة برفع سن التقاعد إلى خمس وستين عاما فلنا في شأنه تحفظات أدناها أنها جعلت فلانا المولود في 31 ديسمبر 1954 يخرج للتقاعد وجعلت علانا المولود في 1 يناير 1955 يمدّ له في سن التقاعد لمدة خمس سنين إضافية!!وبينهما يوم واحد..منتهى العدل!!
ما علينا ولكن.. لنقل إنها حظوظ ولكن هل الحظوظ تعني أن تعطي الحكومة بيدها اليسرى للمتقاعد وتأخذ ما أعطته باليد اليمنى؟ لنقل إن المعاشي نزل في الدرجة الثالثة بمرتب يبلغ 450 جنيها فلننظر أمر هذه الجنيهات البائسة ..كمية من الأمراض المزمنة التي ستلازمه مدى الحياة ..هي بالتأمين الصحي (سكري وضغط وبروستاتا وفيتامينات للوقاية من الشلل وأخري للوقاية من الجلطات ).. تبلغ القيمة من واقع دفاتر التأمين الصحي التي كانت تعطى مجانا فصارت بمبلغ يورد في أحد البنوك ..القيمة الإجمالية بعد ربع قيمة الأدوية تبلغ 90 جنيها ..أنبوبة البوتاجاز التي أعلن عن رفع سعرها من 25 جنيها إلى 75 جنيها دفعة واحدة صارت تباع عيانا بيانا بمبلغ 90 جنيها..سنكتفي بشراء واحدة ..فاتورة الماء والكهرباء التي كانت لا تتعدي 32 جنيها فرفعت إلى 58 جنيها بإضافة الماء إليها زيدت ثانية لتصل إلى 90 جنيها أيضا ..سنكتفي بالأمتار المسموح بها بالدعم! الجركانة من الزيت حجم 9 لترات تباع بمبلغ 80 جنيها..سنكتفي بواحدة..رغيف الخبز اليومي لا يمكن أن يقل عن 7 جنيهات أي 210 جنيها شهريا..لا داعي للحديث عن أكل الكسرة فهذا طعام المترفين !!هل تتابعون المجموع ؟للآن وصل المبلغ إلى 480 جنيها..هل ذكرنا السكر؟ سعر كيلو السكر وصل سهر العشرة كيلوإلى مبلغ 63 جنيها!! سعر الشاي للرطل هو 35 جنيها ..هل ذكرنا مدمني القهوة؟ فليموتوا بغيظهم!!المبلغ الآن هو 578 جنيها..أين الفول الذي كان حبيب الشعب و(الكل يوم معانا) والخضراوات والفواكه!! تاكل السم!! فواكه في عينك يا معاشي!!هل تحدثنا عن طلاب في الجامعات والمدارس والروضة التي يكلف تخريج!!أبنائها 500 جنيها!!
لا يمكننا أن نتحدث عن نقابة للمتقاعدين ..ولكن نقول أين الصرف على نثريات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر لأكثر من 4 أشهر قابلة للزيادة.. ولا عن دعم الحكومة للأحزاب التي فاقت المائة حزبا ولا عن المجالس التشريعية الولائية وولاية الخرطوم التي بها كلا المجلس لتشريعي والمجلس الوطني ..لا نريد أن نتحدث عن عدد الوزراء ووزراء الدولة والذين في حكم الوزراء كمديري الهيئات ورؤساء اللجان بالمجلس الوطني..هل ستجاز توصيات الحوار الوطني التي استمرت لأكثر من 4 أشهر لتقول بضرورة قيام حكومة قومية وضرورة إضافة أعضاء بالتعييين ،جدد، للمجلس الوطني؟؟ماذا قدم هؤلاء الحزبيون الجدد للوطن؟ ما هي شهاداتهم العلمية أو الدراسية؟ هل هم كالرؤساء الأمريكيين يتخرجون بالضرورة من جامعة هارفارد؟ أشك أن ثلاثة أرباعهم لم يتموا دراسة الخلوة ..مع احترامي للخلاوي فأنا أحد أبنائها القدامى..بعد أكثر من 26 عاما من الحرب والقتال وتدمير الهياكل التحتية للدولة يأتي (زعيط ومعيط)ليقولا إنهما آمنا بضرورة الحل السلمي!!من تراكم تخدعون ؟ بل من أنتم حقيقة؟ إذا علمنا انه يحق لكل 500 شخصا أن يكونوا حزبا (كامل الدسم)فما هو حيز الأحزاب المسموح به؟30 مليون نسمة تعني 60 ألف حزبا !!من أين يأتي هؤلاء الناس بالأسماء؟ بل من المضحك المبكي أن هناك عددا مقدرا من (الأحزاب) تنتهي أسماؤها ب(تحرير السودان)!لا أدري ممن يتحررون..
الأخ رئيس الجمهورية ..لا تكتفِ بالتقارير الكاذبة التي تتحدث عن التأمين الصحي ومظلته التي تحمي صحة المواطنين,,ربع قيمة الدواء صارت في نفسها عبئا ثقيلا على كاهل المتقاعد..فاتورة الكهرباء والمياه لا تعني غير المزيد من الدعاء على الحكومة ومجلسها الوطني الذي يبصم على القرارات التي تأتيه من وزارة المالية..لو كان مرتب الوزير مثلا يقارب مرتبات الموظفين العموميين لقلنا إنه سيشعر ويحس ويتعاطف مع المواطن البسيط..ولكن ماذا نقول لمن مرتبه الشهري..آسف لقدم المعلومة..هو 7آلاف جنيه ناهيك عن البدلات والسفريات الدولارية والمخصصات من العربات وعربات رؤساء اللجان بالمجلس الوطني..إن هذه البطانة السيئة التي تزين لك أن كل شيء على ما يرام لن تغني عنك من الله شيئا وعندما تتحشرج الكلمات وتضيق الأنفاس وتسوّد الأوجه ستعلم كم من المتقاعدين ظلموا وكم منهم باتوا يبحثون عن عيش جاف يبلونه بالماء ويضعون عليه قليل ملح ليناموا عليه.. حاول أن تزور المساجد الأهلية لترى كم من المتقاعدين الذين يبحثون عن تكلفة ربع قيمة دواء التأمين الصحي!!لا عن التكلفة الحقيقية للدواء ..
أعرف أن هذا المقال ربما لن يجد نصيبه من النشر في كثير من صحفنا ولكن هي معذرة إلى ربنا حتى أقول إنني كتبت الحقيقة وحاولت بقدر إمكاني أن أكون موضوعيا..

عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
مهندس متقاعد من التلفزيون القومي


أحدث المقالات

  • فضيحة الخطوط الجوية الأردنية (6 من 10) بقلم د. أحمد محمد البدوي
  • احمد عبد الرحمن محمد وزير داخلية نظام مايو السابق حية رقطاء بقلم جبريل حسن احمد
  • نضح جهلا ، فمررنا كراما (3) بقلم ب. حيدر الصافي شبو
  • المشروع الحضارى السودانى البديل بقلم عمر الشريف
  • إسرائيل رصاصٌ وقصاصٌ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • التعويل على خنق الحركات المسلحة أم على التراضي معها بقلم د. عمر بادي
  • اباطرة الابادة في قبضة المحكمة الجنائية الدولية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • ولا (خصايصها) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الغائب..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • كفاية فضائح يا وزيرتي التعليم العام والعالي بقلم الطيب مصطفى
  • الحكومة السوداني تخسر قضية الاموال المحجوزة لدى أمريكا القاضي يصف سلوك الحكومة السودانية بالعشوائية
  • معارضة الطرق المنبهمة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رسالة من داخل سجون ايران بقلم صافي الياسري
  • لماذا تصاعدت التدخلات الايرانية؟ بقلم علي ساجت الفتلاوي
  • ايباك تسلط الأضواء على القضية الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • أجمل ليلة ثقافية قطرية سودانية! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • رسالة الي الاخ دينق الور وزير الخارجية بقلم شوقى بدرى
  • سقوط آخر أوراق التوت عن الإتحاد الأفريقي!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • الانقلاب الروحي لابي حامد الغزالي ... مهداة لحيران الترابي والسلفيين بقلم إبراهيم سليمان/ لندن
  • خارطة ألطريق غير قابلة للتعديل , خطأ مفهومى!! بقلم بدوى تاجو
  • من هلو مر الهمد لله بقلم شوقي بدرى
  • إهمال التعليم وتدمير العقول صفة أصيلة للإسلاميين وأمر مُدبّر بقلم أحمد يوسف حمد النيل
  • البروفيسير اريك ريفز :- أمبيكى فاسد دبلوماسياً واداة فى يد نظام الخرطوم! بقلم عثمان محمد حسن
  • عمق الأشياء... (الجزء الأول) بقلم عبدالحق الريكي