خريطة التوفيق بين مصلحة السودان و مصلحة المؤتمر الوطني! بقلم عثمان محمد حسن

خريطة التوفيق بين مصلحة السودان و مصلحة المؤتمر الوطني! بقلم عثمان محمد حسن


03-23-2016, 10:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1458768569&rn=0


Post: #1
Title: خريطة التوفيق بين مصلحة السودان و مصلحة المؤتمر الوطني! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 03-23-2016, 10:29 PM

09:29 PM March, 23 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






أعطت آلية الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى مهلة 7 أيام كي توضح
المعارضة رأيها في خارطة الطريق.. و يسعى ثابو أمبيكي، رئيس الآلية، و (
معه) إبراهيم محمود، رئيس وفد الحكومة، ( إقناع) تحالف قوى المستقبل
للتغيير ( قوت) إلى الحوار الوطني، و التحالف تجمع أحزاب معارضة لا
يستهان بقوته في دعم موقف الحكومة إذا قبل التوقيع على وثيقة خارطة
الطريق.. و مع د. غازي صلاح الدين، رئيس التحالف، قد رفض أن يُجر إلى (
الحوار الوطني) بتلك الطريقة المخلة، إلا أن النظام و أمبيكي لا يزالان
يحاولان إحراج الممانعين عن التوقيع بالحصول على توقيع ( قوت) بأي ثمن..



الحكومة والوساطة يبحثان، بلا كلل أو ملل، عن بديل ( معارض) ليوقع على
خارطة الطريق.. فهل فشلوا في الحصول على ضالتهم في مكون (قوى تحالف
المستقبل)؟

د. غاري أكد التزام التحالف بالشراكة التي بينه و بين القوى السياسية
المعارضة والحركات المسلحة.. و أوضح د. غازي عن اتصالات تحالفه مع مجموعة
المعارضة المتواجدة في أديس ابابا لمعرفة جوانب الاعتراض على، و الاتفاق
مع، بنود خارطة الطريق، و هي الخارطة التي لم تعرض على تحالف القوى
المستقبل حتى وقت إدلاء رئيس قوى التحالف بتوضيح ما حدث بينه و بين
أمبيكي و إبراهيم محمود.. و ذكر د. غازي أن قوى التحالف سوف تنظر في
خارطة الطريق إذا قدمت لهم الورقة .. وسيخرجون بقرار يراعون فيه إجماع
القوى السياسية المعارضة الأخرى..

إننا في منعطف خطير من منعطفات تاريخ السودان المليئة تضاريسه بكل ما هو
غير متوقع من أحداث تناقض بعضها بعضاً.. و لا تتوقف عن الاتيان بمزيد من
التناقضات.. " و من يعش، فسَيرَ اختلافاً كثيراً" ماشي و جاي!

ثم ماذا خلال السبعة أيام هذه؟

طلب ثابو أمبيكي من الرئيس الإثيوبي ديسالين أن يضغط على الحركات
المسلحة، و عقد اجتماعاً ( مغلقاً) مع البعثات الدبلوماسية ( ذات الوزن)
للضغط على المعارضة السياسية.. و قبل ذلك، و فوق ذلك، صرح القائم
بالأعمال الأمريكية بالخرطوم أنه سوف يضغط على المعارضة للتوقيع.. بل و
قرر أن يغادر إلى واشنطن ٌبإبلاغها برؤيته ( المنحازة) إلى جانب نظام
الخرطوم..

نعم، أمهلت الوساطة الأفريقية المعارضة السودانية 7 أيام ( حسومة).. سبعة
أيام و سيف ( ديموقليس) معلق بشعرة فوق رؤوس المعارضة في أديس أبابا..!

ثم ماذا بعد السبعة أيام؟

سوف نرى صنوف تهديدات تتالى.. و أشكال من تهم تصدر من مجلس ( أمن)
الخمسة الكبار.. و وعيد بالويل و الثبور و عظائم الأمور ترافق وضع
المعارضة السودانية ( الممانعة) على لائحة المنظمات الارهابية التي تشكل
تهديداً مباشراً للأمن الدولي.. و يتم تجميد أرصدتها ( غير الموجودة) في
المصارف العالمية..

و لن تؤثر كل تلك الاجراءات على الواقع و لن تجدي الظروف المفروضة على
المعارضة نفعاً.. و حتى، بافتراض انصياع المعارضة للضغوط، و توقيعها على
خارطة أمبيكي، فسوف تظل الأزمة قائمة ما لم يتم اجتثاث أسبابها من
الجذور.. باستعادة الحقوق ( كل الحقوق) المسلوبة من الشعب السوداني على
مدار ما يربو على ربع قرن من الزمان.. فالمسألة لا تكمن في الحوار و
المشاورات و مناديب طرفي الصراع.. إنها تكمن في أعماق ( الطبوغرافية)
السياسية السودانية، و التمكين الذي قد يمكن حل الجانب المالي منه أما
الجانب الاداري فعلاجه لا يمكن أن يتم إلا باقتلاع شجرة المؤتمر الوطني
(الفاسدة) من جذورها..
و لا يجدي حل الجانب المجتمعي من الأزمة و الصراعات القبلية التي حاربتها
نخبنا الأوائل و كادت أن تقضي عليها.. و جاء نظام الانقاذ و أدخلها غرفة
العناية المركزة و أنعشها، فقامت ترقص على إيقاعات أغانينا الراقصة.. و
لها رقصات مبتذلة في فكاهاتنا المستحدثة،

كل هذه المثالب تحتاج إلى خارطة طريق غير خارطة طريق أمبيكي المبنية على
جغرافيا ( الحوار الوطني) و ( الحوار المجتمعي) دون الاهتمام الجاد
بالوطن و لا بالمجتمع حقيقةً .. و ثمة تفاصيل كثيرة يتوجب احتواؤها
بمخاطبة عناوينها في أي حوار جاد.. و حوار قصر الصداقة الذي لا تزال
مخرجاته أمام الرئيس البشير، قد تكون مرت على بعض عناوينها و أهملت
العناوين الأهم.. و فوق ذلك يتم تحويل و تعديل ما لا يتسق منها مع ما
يهدد مصالح متنفذي المؤتمر الوطني حتى و إن كان في مصلحة السودان.. تلك
المصلحة التي لا يراها أمبيكي و لا تخطر ببال الاتحاد الأفريقي.. و لا
المجتمع الدولي.. لأنهم لا يعيشون الحريق الذي نعيش بل يسمعون عنه من
بعيد.. و نحن ( داخل) الأزمة بكل أبعادها.. و نعرف مآلات خارطة الطريق
التي أتى بها أمبيكي للتوفيق بين مصلحة السودان و مصلحة المؤتمر الوطني..
و مصلحة المؤتمر الوطني هي الغالبة في تلك الخارطة..

موقف المعارضة عصيب في أديس أبابا، و علينا أن ندعمها ضد البيئة غير
الصديقة التي تعمل فيها.. و نتمنى لها التوفيق في إدارة الأزمة المحيطة
بها و هي تحاول إدارة أزمة السودان..

و طريق الانتفاضة العصيان المدني في انتظارنا!

أحدث المقالات
  • صديقتي ... والخذلان. خاطرة: فيصل سعد
  • عن ( أوبريت مكي علي ادريس ) أو المدهش في زمان الإعتياد بقلم عاطف عـبـدون
  • أبناءِهم و الصلاة على نغمة رقصات السامبا والتانغو ..!! بقلم كامل كاريزما
  • من تنوير العقل إلي تنوير الشعور بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • أبو جهل وأبو لهب في الخرطوم !!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • فتح وحماس والموقف المصري نظرة تحليلية بقلم سميح خلف
  • النقد الثوري ..و تصحيح المسار ..و دور امبيكي الذي اضحي كبلف التنفس بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • ضد حلف اليهود بقلم د. فايز أبو شمالة
  • موجز حول المحكمة الجنائية الدولية بقلم د. محمود ابكر دقدق-استشاري قانونيي وباحث
  • لماذا إرتفاع معدلات البطالة فى السودان ؟ بقلم سعيد أبو كمبال
  • هل يستطيع الشرق الاوسط علي شرف اليوم العالمي للمرأ انجاز تمكين المرأه بقلم دالحاج حمد محمد خيرا
  • حزب الامة القومي بين تردد الحلفاء وغدر الحكام بقلم حسن احمد الحسن
  • هل هو صمت الحملان ام ماذا ؟ بقلم حسن عباس النور
  • تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟.....5 بقلم محمد الحنفي
  • عندما يكون الهوس الديني حكومة!! بقلم بثينة تروس
  • الآلية الأفريقية : فضيحة محاباة النظام وانعدام الحيادية بقلم عثمان نواي
  • أين ذهبت تلك المليارات ؟؟ بقلم عمر الشريف
  • المطلوب اعتذار صريح..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • نقترب - نقترب ... لكن بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • وزارة الإرشاد ومحنة الأحكام القضائية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ثامبو إمبيكي طرفاً وليس وسيطاً.. بقلم عبدالغني بريش فيوف