ما هي الخيارات التي تركتها حكومة المؤتمر الوطني للنوبيين بقلم حسين الزبير

ما هي الخيارات التي تركتها حكومة المؤتمر الوطني للنوبيين بقلم حسين الزبير


02-21-2016, 05:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1456073054&rn=1


Post: #1
Title: ما هي الخيارات التي تركتها حكومة المؤتمر الوطني للنوبيين بقلم حسين الزبير
Author: حسين الزبير
Date: 02-21-2016, 05:44 PM
Parent: #0

04:44 PM February, 21 2016

سودانيز اون لاين
حسين الزبير-
مكتبتى
رابط مختصر



منذ ان اعلنت الحكومة نيتها في بناء سدود شمال السودان، اي الشريك وكجبار ودال، لم تقدم للناس اسباب مقنعة لقيام هذه السدود، بل حصرت حجتها في انها للتنمية وللكهرباء دون شرح لماهية التنمية او جدوى انتاج الكهرباء من هذه السدود بعد تجربة سد مروي.
المهندسون المتخصصون في هندسة المياه والسدود من ابناء النوبة يرفضون هذه السدود بشدة ويؤكدون عدم جدواها وان اغراق حضارة تعد من أقدم الحضارات الانسانية من اجل تنمية لا نعرف ماهيتها، كارثة بكل المعايير الاقتصادية والسياسية والانسانية.
وقبل ان افصل الاسباب التي تجعل النوبيين يرفضون هذه السدود اريد ان اخاطب الشعب السوداني كله، طالبا منهم الاهتمام بهذه القضية لأنها قضية قومية وليست قضية محلية تخص النوبة. منع قيام هذه السدود واجب وطني علينا جميعا، وذلك لان تكلفة هذه السدود التي ربما تفوق اربعة مليارات من الدولارات، عبئ جديد على الشعب السوداني كله، وبصفة خاصة الاجيال القادمة.
النوبيون بكل فئاتهم، وبصفة خاصة المتخصصون في هندسة المياه والسدود، يرفضون قيام السدود للاسباب التاليه:
1. الآثار السالبة لهذه السدود لا يمكن الغاؤها (irrevocable)، بمعني انه لو تبين لنا عدم جدوى هذه السدود ستظل الآثار السالبة باقية وهي ان الارض التي تغرق لا يمكن استعادتها حتى وان تم تدمير السدود، كما ان فاقد التبخر سيظل "متبخرة" وكلنا نعلم ان فاقد التبخر لها اثار سالبة على الاقتصاد بل وعلى المستوي السياسي.
2. الخيارات البديلة لتحقيق الفوائد المرجوة من هذه السدود، أكثر من خيار، وكل هذه الخيارات لا تؤدي الي السلبيات التي تتسبب فيها السدود. في الإمكان انتاج كمية الكهرباء المتوقعة من السدود بخزانات صغيرة على الشلالات لا تغرق الأرض لكنها تنتج الكهرباء، وذلك إضافة لبدائل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي لن تكلف مليارات الدولارات.
3. يعتقد أبناء النوبة العلماء ان هذه السدود غير مجدية اقتصاديا وفيه اهدار كبير للمال العام الذي يمكن الاستفادة منه في مشاريع تنموية. وقبل شهور ايد هذا الراي وزير المالية السابق في حديث للصحف عندما صرح بانه ضد قيام السدود لأنها غير مجدية اقتصاديا وفي انشائها اهدار للمال العام.
4. المعروف تاريخيا في إدارة وزارة الري انها عندما تشرع في مشروع كالسدود، تجري دراسة الجدوى العلمية، وبالتنسيق مع وزارة المالية والوزارات الأخرى ذات الصلة تدرج المشروع في الخطة الشاملة للدولة والتي تسمي (الماستربلان)، وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة التنفيذ. وهذه السدود المقترحة تقترحها وحدة السدود التي تنقصها المعرفة العلمية والخبرة العملية. هذا على المستوي المحلي، اما على المستوي العالمي فقد أنشأ البنك الدولي في عام 1979 لجنة خاصة بالسدود، اختير لها كبار علماء الهندسة المائية، ليدرجوا السدود ذات الجدوى في خطتهم، ولا مكان لسدود الشمال في هذه الخطة العالمية.
5. إيجابيات هذه السدود والتي تتركز في انتاج الكهرباء، تتلاشي تدريجيا بمرور الأيام، بينما الآثار السالبة ابدية لا يمكن إصلاحها ابد الدهر. الكهرباء التي ستنتجها هذه السدود في جملتها حوالي 1000 ميقاوات، أي 15% من الكهرباء القومية. لكن المعروف ان الكهرباء القومية تحتاج الي زيادة 300ميقاوات كل عام. و هذا يعني ان الكهرباء المنتجة من هذه السدود بعد 30 عام ستكون 1% تقريبا من الطاقة المطلوبة قوميا. فهل يعقل ان نغرق جزءا عزيزا من الوطن، ومعها آثار أكبر حضارة إنسانية لمثل هذا الغرض!!
6. اما السبب الأخير فهو متصل بسد النهضة، الذي سيغير طبيعة النيل، ويجعل كل الدراسات الخاصة بالسدود لاغية وفق التغيرات التي ستطرأ على نهر النيل ومنسوبه وتدفق المياه فيه. هذا السد الذي سيكتمل بناؤه في العام 2017 يجعل أي مشروع سد على النيل لا جدوى له.
هذه هي الأسباب التي أوردها المهندس مصطفي عبد الجليل مختار، و في امكانكم الاستماع لآرائه هذه علي اليوتيوب علي اللنك: https://www.youtube.com/watch؟v=9rTZmXtE6IAhttps://www.youtube.com/watch؟v=9rTZmXtE6IA
عندما اعلنت الحكومة بنيتها في بناء هذه السدود، اعترض المواطنون بعفوية ناتجة من صعوبة قبول امر الهجرة، خصوصا وتجربة حلفا ماثلة امام الناس بسلبياتها الكثيرة. في هذه المرحلة تعاملت الحكومة مع اعتراضات المواطنين، كأنها تتعامل مع أطفال في مدرسة أساس: هذه ليست نية مؤكدة بل دراسات أولية، ولن يتم انشاء السدود الا بموافقة المواطنين. وعندما أصرت وحدة السدود، واكدت قيام السدود، أراد الناس ان يعبروا عن معارضتهم بصورة سلمية وحضارية، وكان ذاك الموكب الذي تصدت له أجهزة الامن بعنف استخدموا فيه (shoot to kill) فاستشهد أربعة من شباب النوبة وهم في عمر الشباب والعطاء!
وظلت جماهير النوبة تؤكد رفضها للسدود وتطلب سببا لإنشائها، وظل رجال الحكومة يكررون نفس الكلمات: التنمية والكهرباء!!
و في رايي ان الحكومة تفكر في هذا الامر بذهنية تلغي راي المواطنين، و بعناد يؤدي دائما الي استفزاز الجماهير و كأنها تقول: تظاهروا و احتجوا ما استطعتم فالحكومة ماضية في تنفيذ هذه السدود!! لماذا يا تري؟!! لماذا لا تقوم الحكومة بتفنيد الاعتراضات العلمية المنطقية التي يسوقها علماء من أبناء النوبة؟!!
ان الحكومة بتجاهلها لاحتجاجات النوبيين، انما تفعل ما يقوله الفرنجة (have taken them against the wall) أي قادتهم الي حائط لا يمكن تجاوزه.
وهنا يتبقى للنوبيين خيارين فقط لحماية ارضهم وممتلكاتهم وتاريخهم:
1. اسقاط النظام لكيلا تقوم السدود
2. او الانتظار حتى بدء العمل في السدود وعندها تتدفق الجموع البشرية شيبا وشبابا، نساءا وأطفالا وارووا النهر بدمائكم لكيلا تكونوا شهداء على غرق الأرض الطيبة وكنوزها.
هذا ما تدفعون اليه الشعب النوبي يا حكومة المؤتمر الوطني، فتأملوا هذه الخيارات جيدا وتفكروا في مالاتها.
اما اهلي في ارض النوبة هذه هي الخيارات المتاحة فانظروا ماذا أنتم فاعلون.
رب ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق والمرسلين.



أحدث المقالات

  • السبايا السودانيات لدي منظمة داعش بقلم محمد فضل علي..كندا
  • جنوب السودان مطاردة السلام رغم معارك سلفاكير وريك مشار بقلم بدرالدين حسن علي
  • رؤيا في ظل التخبط الفتحاوي بقلم سميح خلف
  • حوار قاعة الصداقة يفتقر الى روح (لا غالب .. ولا مغلوب .. الكل منتصر ) !! بقلم ابوبكر القاضى
  • هل كان محمود محمد طه الشخص الوحيد المُخيَّر في الدنيا؟! (4) بقلم: محمد وقيع الله
  • هل يمكن ان يؤثر الأب احد أبناءه بالمحبة دون البقية؟!!؟ بقلم محمد حسن فرج الله
  • مؤتمرات لأعادة أنتاج الفشل بقلم المثني ابراهيم بحر
  • حجر الزاوية في الثورة السورية بقلم د.سنابرق زاهدي
  • البشير: إستثمارٌ في الدِّين.. و تصديرٌ للمرتزقة! بقلم عثمان محمد حسن
  • متى يخرج السودان من دوامة الفشل (3/3) ؟ بقلم نعماء فيصل المهدي
  • نصرٌ أو شهادةٌ، هذا هو محمد القيق بقلم د. فايز أبو شمالة
  • دموع الوفاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • السماح للطلاب بحمل المسدسات في الجامعات!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ثقافة السروال!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أرجوك لا ترحل .. ! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تأمَّلوا من فضلكم بقلم الطيب مصطفى
  • كيف تعيش الفتيات السودانيات اللاتي التحقن بتنظيم الدولة الإسلامية داعش ؟(1) بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • أخي النائب الأول ..(لسع !؟) بقلم جمال السراج
  • لنتضامن مع الدكتور حامد الدود
  • الجبهة الثورية حتمية الوحدة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • على هامش الخلاف الجديد بين الحلنقي والباشكاتب بقلم صلاح شعيب
  • آخر نكتة سودانية (الشيطان المدبرس)!!!ن بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • مكبث ... القاتل يُقتل ولو بعد حين بقلم ابراهيم سليمان
  • رحيل هيكل.. رحيل ذاكرة ضخمة..! بقلم الطيب الزين
  • عندما يغرق الماعِن وتطفو المِسحانة (2) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • حيلة مبتكرة لرفع أسعار الكهرباء في السودان بقلم مصعب المشرّف
  • إننا لا نحتاج إلا لإنسانيتنا بينكم! بقلم د. محمد بدوي مصطفى
  • الحسن الميرغني و اللعبة السياسية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • بصراحة ثم ماذا بعد .. أيها الراحل المقيم بقلم نورالدين مدني
  • موشيه كاتس ينصح غادي آيزنكوت الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (95) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • سطات وبئس المحطات من المغرب كتب مصطفى منيغ