أنا بكره إسرائيل.. أنت كيف؟! بقلم عثمان محمد حسن

أنا بكره إسرائيل.. أنت كيف؟! بقلم عثمان محمد حسن


01-25-2016, 10:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1453756380&rn=0


Post: #1
Title: أنا بكره إسرائيل.. أنت كيف؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 01-25-2016, 10:13 PM

09:13 PM Jan, 25 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





أجرى أخونا بكري الصائغ إستفتاءً ضم ٣٠٠ سودانياً في ١٧ دولة حول: (ما
رآيك في التطبيع) مع اسرائيل؟! و أنا هنا أصوت ضمن رافضي التطبيع ،
لعلمي أن السياسة الخارجية شجرة بانٍ تحركها رياح مصالح البلدان.. و علمي
أن سياستنا الخارجية الحالية تحركها أطماع نظام الانقاذ في البقاء على
سدة الحكم.. و أحلامه في الديمومة السرمدية.. و ما يؤكد ذلك بشكل أكثر
وضوحاً هو هرولة النظام إلى عاصفة الحزم.. ثم قطع العلاقات فجأة مع
إيران.. و أخيرا- و ليس آخراً- تسريب موضوع التطبيع مع إسرائيل إلى لجنة
العلاقات الخارجية بالحوار العبثي في قاعة الصداقة..

عشنا عقوداً من شيطنة الاعلام العربي لإسرائيل.. و عقوداً من صلف قادة
اسرائيل و شيطنتها هي لنفسها بنفسها.. حتى صار اسمها مرادفاً للشرور و
الآثام في قلب معظم المسلمين قبل كل العرب.. لأنها صهيونية الفكر و
التطبيق.. و الصهيونية وجه لعملة الارهاب التي على الجانب الآخر منها
داعش..

و لذلك " أنا بكره إسرائيل!".. وقوفاً مع الفنان الشعبي الشعبولي..

قادة إسرائيل صهاينة ينصاعون لصهاينة من اليهود الأكثر تشدداً .. لكن
اليهود في عمومهم شيئ آخر.. شيئ آخر تماما.. فمنذ تفتحت عيناي في مدينة (
واو) الجميلة، تفتحت على بعض مشاهير المدينة.. و من بينهم العم/ بغدادي،
و ًبغدادي هذا من اليهود الشرقيين،.. لكنه ناصع بياض البشرة
كالإسكندنافيين.. و لبغدادي أبناء سمر و بيض من زوجته السودانية.. و منهم
من كان في عمرنا و بعضهم أكبر منا.. و كنا ندخل بيته كما ندخل جميع بيوت
معارفنا خاصة أيام الأعياد.. كان طيباً و عطوفاً للغاية، لكنه قليل
الكلام..

و قد تعرفت إلى أسرة إحدى بنات بغدادي.. و رب الأسرة برهاني الطريقة و
يقيم بالخرطوم.. و سلالة العم/ بغدادي منتشرة في السودان كله... و ربما
التقاك أحدهم، و تحادثت معه، فحسبته من سودانيي حي المسالمة الأقباط .. و
ربما التقيت آخر فحسبته من سودانيي مروي أو الفاشر.. أو بورتسودان.. و
ربما لم تفكر في أي هوية له، فهو سوداني فحسب!

و هناك يهودية تعرفت إليها في مدينة ( أتلانتا) الأمريكية.. كنت أبحث عن
جهاز راديو قصير الموجة ليصلني يومياً بأم درمان في أوائل عام 1997.. و
كنت و قتها حديث عهد بالمدينة.. و أثناء البحث علمت بأن ثمة متجر يبيع
ذاك النوع من الأجهزة في المحطة الوسطى.. ذهبت إلى المتجر.. قابلتني في
ترحاب و بشاشة.. كانت يهودية سودانية من مدينة عطبرة.. ضيَّق الرئيس
السابق/ نميري سبل كسب العيش على أسرتها فتركت السودان كله و استقرت في
أمريكا.. و لا زالت المرأة تحمل ذكريات الطفولة و الصبا معها أنَّى
ذهبت.. و أخبرتها بأني أعرف عطبرة جيداً لأني كنت أعمل في الانتاج
الصناعي.. و أن أسمنت عطبرة كان الأجود من أي أسمنت تم انتاجه في
السودان أو استورد من الخارج.. كانت تحب عطبرة لدرجة الفرح من أي خبر
سعيد عن المدينة.. و قد تآنسنا لبعض الوقت.. و استمر لقائي بها على
لفترات..

و في مترو الأنفاق التقيت شاباً اسرائيلياً من يهود الفلاشا في القطار..
حسبته سودانياً أو فرداً من القرن الأفريقي.. قال لي إنه يهودي
اسرائيلي.. تآنسنا- مسافة السكة- كان يحمل إحساساً طيبا عن السودانيين..
و افترقنا في آخر محطات المترو..

البروفيسير/ روبرت، يهودي سوداني.. صهيوني الفكر، التقينا في جامعة
الخرطوم في أواخر ستينيات القرن الماضي حيث كان يدرس في كلية العلوم.. و
أنا أدرس في كلية الاقتصاد.. و كان لا يجالس العرب.. و كثيراً ما جمعتني
و إياه مجالس الطلبة الجنوبيين الذين أعتبر نفسي واحداً منهم.. و كان،
إلى كراهيته للعرب، يكره الاسلام و المسلمين جداً. و تمر الأيام فإذا بي
ألتقيه على صفحات الانترنت ( سودان_ لاين) التي كان يحررها
البروفيسير/عبدالمنعم يونس، ابن شقيقة لي.. و كان روبرت يبث سمومه على
الصفحات بشكل راتب.. و كنت، و معي آخرون، نتصدى له بشدة.. ذاك الروبرت هو
الوجه الحقيقي لإسرائيل.. و هو وجه غير إنساني البتة..

و مع أن عقولنا قد تمت برمجتها على كره اسرائيل.. و مع أن إسرائيل قد
فاقمت كراهيتنا لها، إلا أن ذلك لا يعني أن نكره عموم اليهود حتى و إن
كانوا إسرائيليين.. و فرق كبير بين اليهودي الاسرائيلي العادي و بين
اليهودي الإسرائيلي الصهيوني.. و لزام علينا أن نكره الصهيونية التي
تحاول اسرائيل السيطرة على العالم وفق منهجها التلمودي..

و ظاهرة التطبيع مع اسرائيل ظاهرة شاذة.. اختلقها النظام و سربها إلى
لجنة العلاقات الخارجية.. و ملأ حديث اٌفك و سائل الاعلام! و جاء على
لسان السيد/ إبراهيم سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية في تصريحات صحفية
بالمركز الإعلامي للحوار، أن غالبية أعضاء اللجنة يدعمون الرأي القائل
بضرورة إقامة علاقات طبيعية مشروطة مع الدولة العبرية باعتبار أن جامعة
الدول العربية تدعم هذا الاتجاه.

أما أنا شخصياً.. فأنا بكره إسرائيل كراهية التحريم.. و دائماً ما تمر
بخاطري قصيدة الشاعر نزار قباني ( الحب و البترول) ذائعة الصيت.. و فيها
يلوم العرب على لا مبالاتهم بما يجري في فلسطين عامة و القدس على وجه
الخصوص.. و يؤنبهم على اهتمامهم بالملذات في باريس " كهوف الليل في باريس
قد قتلت مروءاتك، فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك.."..

و أنا معه حين يوجه حديثه للمتخمين اللاهين من العرب: " كأن حراب إسرائيل
لم تجهض شقيقاتك.. و لا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك!"

نزار قباني لم يشهد عصر الانبطاح العربي العام.. و لا الصمت الاسلامي
المتدثر بدثار ( الحكمة ضالة المؤمن)

و اسرائيل تلاعبت، و تتلاعب، بالعرب قبل المسلمين حين احتلت أرضهم
قهراً.. و أقبلت تهين المسلمين منذ بدأت تدنيس ثالث الحرمين بكعوب أحذية
جنودها دخولاً إلى المسجد الأقصى و خروجاً منه كما تشاء.. و تمنع المصلين
من الصلاة داخل المسجد.. و تحفر الأخاديد حوله لهدمه بحثاً عن هيكل
سليمان المزعوم.. و لا زالت عملية الحفر متواصلة.. و لن يهدأ لها بال إلى
أن تسقطه تماماً لتقيم على أنقاضه هيكل سليمان المفترى عليه..

لا تحدثني عن جامعة الدول العربية و لا عن العرب المنبطحين الذين ( سووها
و لا يخافون عقباها)، فأنا مسلم لا يهمه موقف العرب.. و اسرائيل تستفزني
في كل الأوقات.. لذلك أنا بكره إسرائيل!


أحدث المقالات


  • الميليشيات العراقية بين الجريمة والإرهابن بقلم الدكتور أنور سعيد ... أستاذ القانون الجنائي الدولية
  • لماذا يحرض اعلام بوتين اوربا ضد اللاجئين السوريين بقلم صافي الياسري
  • رفع العقوبات عن إيران لن ينهي حماسها الثوري بقلم ألون بن مئير
  • أحلام لن تتحقق بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....3 بقلم محمد الحنفي
  • وليد الحسين والراكوبة وأمن البشير !! بقلم خضرعطا المنان
  • ( الخال الرئاسي)!! وهل لك مقال صدقٍ فيؤتمن!! بقلم بثينة تروس
  • الودّاعِيّة ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الأستاذ وبنوه : جئني بمثلهم اذا جمعتنا يا وقيع المجامع بقلم عبدالله عثمان
  • حوار مع قائد في كتائب القسام بقلم د. فايز أبو شمالة
  • 25يناير .. حدود الثورة والمؤامرة بقلم مصطفى السعيد - القاهرة
  • يا ابن الكلب ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تنبؤات العام !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ميلاد أمة... (2) بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين (شيخ) الأمين والنبي الكذّاب! (2-2) بقلم الطيب مصطفى
  • سخائم الطيب مصطفى وجهالاته!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • قداسة البابا --رجاءا حارا لا تلبس ابناءك بالحيط بقلم جاك عطالله
  • عن صناعة الحلم: استقلالنا بقلم عبدالله علي إبراهيم
  • الجمهوريون هم الوجه الآخر للدواعش! (1) بقلم محمد وقيع الله
  • عائلة محمد أحمد المهدي عربية أم نوبية !! ؟ بقلم محمد بحرالدين إدريس
  • الاقتصاد العالمي وإرهاصات الركود الاقتصادي بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية والدراسات
  • العرس فشل في برلين.. و لا نخجل من أن نعتذر للحركة الشعبية! بقلم عثمان محمد حسن
  • الصحافة السودانية من سلطة رابعة إلى سلطة طماطم وبصل ! بقلم بدرالدين حسن علي
  • اين فلسطين...؟؟!! بقلم سميح خلف