عندما تلعب الحكومة بالنار (1) بقلم الطيب مصطفى

عندما تلعب الحكومة بالنار (1) بقلم الطيب مصطفى


12-13-2015, 03:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1450016197&rn=0


Post: #1
Title: عندما تلعب الحكومة بالنار (1) بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 12-13-2015, 03:16 PM

02:16 PM Dec, 13 2015

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


196 زائر 13-12-2015 admin
أعجبتْني مقدمة ساقها الأخ خالد التجاني في مقال رائع استشهد فيه بمقولة مؤسس سنغافورة وقائد نهضتها الأسطورية (لي كي وان) حين تحدّث عن القدوة في مكافحة الفساد فقال:- (إن تنظيف السلم يبدأ من أعلى)، وضرب خالد التجاني مثلاً حياً لتطبيق فعلي لتلك المقولة بجارتنا أثيوبيا التي تشهد طفرة تنموية هائلة بالرغم من أن الملايين من سكانها يعملون في مهن هامشية داخل بيوتنا ومؤسساتنا ومكاتبنا، فقد ساقت إثيوبيا زعيمها الثائر تامرات لايني أول رئيس لوزرائها في عهدها الجديد إلى القضاء عام 1996 بتهم فساد حكم عليه بموجبها بالسجن 18 عاماً، ولم يشفع له نضاله وقتاله الطويل ضد نظام الحاكم السابق منقستو هيلي مريام، وحكى وزير الصناعة الأثيوبي لوفد سوداني منذ نحو عام أنه ينتظر منذ زمن دوره للحصول على شقة في مساكن حكومية وليس على فيلا أو قصر متعدد الطوابق!
أقول هذا بين يدي الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها بلادنا والتي لا أشك أن جزءاً كبيراً منها ناشئ عن الفساد المستشري والذي فشلنا في كبح جماحه ناهيك عن بتره واستئصاله.
رغم تراجع وزير المالية عن تصريحه الصادم حول رفع الدعم عن بعض السلع الرئيسية أجدني مضطراً لأن أبدي استغرابي لصدوره والذي أثار عاصفة هوجاء من ردود الأفعال الغاضبة، وعجبتُ أن يلعب الرجل بالنار ويتحدث عن رفع الدعم عن المحروقات التي أشعل قرار سابق حولها ثورة في شوارع الخرطوم في سبتمبر 2013 راح ضحيتها العشرات من الضحايا الذين لم يُعثر حتى الآن - ويا للعجب - على أي من قاتليهم، بل إن الوزير تحدث عن رفع الدعم عن القمح والكهرباء التي تشهد قطوعات مبرمجة في عز شتاء هذه الأيام، فكيف سيكون الحال في يونيو القادم بصيفه الحارق الذي يتوعدنا وزير المالية بأنه سيشهد مع قطوعات الكهرباء والمياه زيادة في الأسعار التي نراها هذه الأيام تتضخم يومياً حتى قبل أن يرفع الدعم مع تصاعد مجنون للدولار ينذر بخطر داهم وشر مستطير لا أحد يعلم مآلاته على الأوضاع في وطننا المأزوم ؟!
ذات الفساد الذي قعد بدول أفريقية ذات موارد بترولية هائلة - نيجيريا مثلاً - هو الذي تسبب استئصاله في صعود وتطور دول أخرى وظَّفت مواردها المحدودة توظيفاً جيداً في مناخ سياسي مواتٍ ونظام فاعل للحكم الراشد.
لماذا يا ترى نعجز عن إنفاذ السياسات التي تقررها الدولة في أعلى مستوياتها، وهل نحتاج إلى أن نؤكد أن أكبر مظاهر الفساد تتجلى في عجز الدولة عن مكافحته وطغيان سلطان مراكز القوى على القرار السياسي أيا كان مصدره؟
لماذا تعجز الدولة مثلاً عن إنفاذ شعار ولاية وزارة المالية على المال العام وتبحث عن الموارد السهلة التي ترهق كاهل المواطن المثقل أصلاً بجبال من الأعباء في تجاهل تام لما تنطوي عليه من فواتير سياسية باهظة الثمن؟! ولماذا تسود سطوة بعض الجهات على القانون بل على الدستور، ومن أين تستمد تلك الجهات سلطتها وقوتها القاهرة التي لا سلطان لأحد عليها؟!
المراجع العام التابع للدولة وليس للمعارضة أكد في تقريره أن التوجيه الرئاسي وقرار مجلس الوزراء رقم (126) للعام 2011 حول خصخصة وتصفية 27 شركة تتبع للقوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن لم يُنفَّذ حتى هذه اللحظة!
هذه الشركات المحمية ومئات غيرها تعتبر من البدائل الجيدة لحل الأزمة المالية والاقتصادية في موازنة الدولة، لكن المشكلة تكمن في أن وزير المالية لا يستطيع أن يخضع تلك الشركات لسلطانه إنما يختار البدائل السهلة مثل الوزارات (المسيكينة) التي لا أسنان لها ولا أضراس كما يختار المواطن (الغلبان) كذلك والذي لا حول له ولا قوة غير أن يقول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وفوق ذلك فإنه بدلاً من أن يكتفي بالتضييق على المواطن المسكين بقرارات رفع الدعم أو أن يشكره على صبره الجميل يتهمه بأنه مستهلك وغير منتج! (بالله عليكم شفتوا تطبيق حي للمثل الشعبي الساخر (عينو في الفيل يطعن في ضلو) أفضل من هذا؟!
البدائل كثيرة يا بدر الدين أخوي وأنت تعلمها ومنها كما أسلفت شركات القطاع العام التي أطلق عليها رئيس الجمهورية اسم (شركات النهب المصلّح) والتي ظلت تتزايد كالفطر بالرغم من وجود لجنة متخصصة للتصرف في مرافق القطاع العام، ولكن أي قطاع عام ذلك الذي يخضع لسلطان تلك اللجنة عديمة الحيلة؟!
قبل أن أستطرد في ذكر البدائل أود أن أسأل الحكومة ووزير ماليتها هل تستطيع تحمّل الفاتورة السياسية الباهظة لرفع الدعم عن السلع الأساسية والذي جربت نتائجه الكارثية في سبتمبر 2013 أم إن هناك بدائل أخرى لا تحتاج إلى أكثر من إرادة سياسية فاعلة وصارمة؟



أحدث المقالات
  • الحل السوداني القومي الذي طال انتظاره بقلم نورالدين مدني
  • هام من حركة / جيش تحرير السودان ثورة الجياع وانتفاضة الشعب السوداني قد إقترب فأستعدو ..
  • هوّني على نفسك يا أم دانيا بقلم د. فايز أبو شمالة
  • ما سَلَكَكّم في حوار الوثبة؟ قالوا: نصيبنا في الكيكةّ! بقلم عثمان محمد حسن
  • في الرد على المعز عمر بخيت : خربشات كمان وكمان بقلم صديق أبوفواز
  • أين اختفى قائد «فيلق القدس» سليماني؟ بقلم داود البصري-كاتب عراقي
  • الشتاء .. حتى لا ننسى .. بقلم رندا عطية
  • بين الحسن الثاني و عبد الرحمن الدّاخِل ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • جرد حساب !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • رفع (الحصانة) عن وزير المالية الإتحادي ،، ومولانا محمد علي المرضي حاكماً على كردفان الكبرى / بقلم ج
  • دعونا نتعلَّم من المثال العمري. بقلم الطيب مصطفى
  • أنا ما سرقت
  • سيرة حيدر إبراهيم سجال مع التابو الاجتماعي بقلم صلاح شعيب
  • صفحات غير منسية صحيفة الاتحادي الدولية بقلم محمد فضل علي..كندا
  • عصية على الانكسار بقلم عبدالله علقم
  • اكذوبة الدعم ورفعه ، لم تعد تفرق!! بقلم حيدراحمد خيرالله
  • ليس تغير المناخ ما تعانيه فلسطين بقلم نقولا ناصر*
  • ايران وتعويق الحراك السياسي الشعبي العربي (1) بقلم صافي الياسري
  • الشرق الأوسط فى إنتظار سيدنا عيسى ... ( 1 ) بقلم ياسر قطيه
  • العراق لن يتمزق، وإن تعرض للاحتراق.(1من7) بقلم:ذ.مصطفى منيغ
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (60) حماية وحدة حراسة الحافلات بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • اكولدا مان تير, فقيه العلمانية , والدولة القومية الحديثة بقلم بدوى تاجو
  • الصدق كان ما نجاك الكذب ما بنجيك قريمانيات .. بقلم نور الدين مدني
  • الموضوع : نفيات سد مروى بين الحقيقة و الخيال ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • حيوية الشباب وشيخوخة القيادة بقلم سميح خلف

  • العاملون بالقطاع الصحي..الاعتداء علي الاطباء مستمر والمستحقات المالية متراكمة
  • أحزاب وشخصيات قومية وحركات موقعة تدعو السودان ومصر لاتباع الوسائل الدبلوماسية في معالجة الخلافات
  • محاكمة طلاب جامعة زالنجي
  • يمكن الاستفادة من تجربة النظامين العراقي واللبناني لكنهما لا يناسبان الحالة السودانية
  • جهاز الأمن يعتقل ويحقق مع الدكتور أبوذر محمد علي
  • الاتحاد الاوربي يكرم القانوني نبيل أديب والفنان محمد الامين لدورهما في الدفاع عن حقوق الانسان
  • السفير أنتوني كون سفير جنوب السودان بالقاهرة يزور جامعة الزقازيق ويجتمع بالطلاب
  • يوم التوب السوداني السابع بالنادي العائلي
  • بورداب تبوك يدشنون اليوم المفتوح الاول
  • الحركة الوطنية لتحرير السودان تطرح ورقة تحتوى على إعلان مبادىء جديد لتجاوز وتغيير وثيقة الدوحة لسلام
  • كمال حسن علي:حلايب غصة في حلق العلاقات السودانية المصرية.. وأرفض التعامل بالمثل