نفاق الأمة الاسلامية المعاصرة يدمرُها.. بقلم عثمان محمد حسن

نفاق الأمة الاسلامية المعاصرة يدمرُها.. بقلم عثمان محمد حسن


11-30-2015, 04:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1448896495&rn=0


Post: #1
Title: نفاق الأمة الاسلامية المعاصرة يدمرُها.. بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 11-30-2015, 04:14 PM

03:14 PM Nov, 30 2015

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


واقع المسلمين من جاكرتا إلى تمبكتو.. و من ميانمار إلى الصومال واقع لا
يسر.. و اسم المسلم هو الاسم الوحيد المعلق على قائمة الارهابيين
المطلوبين) (The Most Wanted في كل مطارات و موانئ الدنيا.. و لن تستطيع
أن تثبت العكس..

والشباب المسلم غاضب على أحوال ( الأمة).. غاضب على دول أوروبا الغربية..
و غاضب بمرارة على أمريكا- الشيطان الأكبر.. و غاضب على الأنظمة الحاكمة
في بلاده..

يموت المسلمون بلا عدد في أفغانستان و باكستان اللتين وطّن ( طالبان)
قدراً غير يسير من الموت الجماعي المجاني في القرى و الحضر.. و أجواء
العراق و سوريا و لبنان ملاعب جنة لداعش و أخواتها.. و قد مس الأردن شيئ
من حق الجار.. و في مصر مجموعة ( أنصار بيت المقدس) تضرب في كل مكان..
تضرب و تهرب.. بينما ( الحوثيون) و صاحبهم علي صالح فيروس قاتل أصاب
اليمن و يؤرق السعودية ليلَ نهار.. و تمددت أذرع داعش الأخطبوطية في
تونس.. بينما ليبيا تقاومهم و تقاوم أمراض الصومال بعد أن دمرتها قذائف
الطائرات الأمريكية.. و تنامت فيها القبلية و الجهوية بشكل مدمر للحياة
بكل موصوفاتها.. أما دولة مالي، فتعاني من الشباب المتأسلم الغاضب و من
الطوارق و الأشباح.. و العنصرية القادمة من جوف الصحراء الكبرى..

و بعد تفكك و تفكيك المفكك، أصبح الصومال صواميل أدمجت في النهاية في
صومالين، و كلاهما دولة فاشلة بلا مقومات للعودة.. و في السودان، و بعد
سيول دماء الشباب سنين عددا، أجرى الأمريكان عملية بتر في نيفاشا فصار
السودان سودانان غارقان في الفشل حتى النخاع.. و أقامت جماعة بوكو حرام
المشتعلة مسرحاً للامعقول على الهواء في نيجيريا، مسرحاً يموت فيه
المتفرجون.. و يقتحم الممثلون المدارس و يختطفون التلميذات ليتزوجوهن
قسراً في الأدغال.. و في أفريقيا الوسطى تركت الحكومة الفرنسية السكان
المسلمين نعاجاً تحت رحمة الذئاب من السكان المسيحيين، فترك المسلمون من
بلادهم حفاظاً على أرواحهم.. و ( الروهينقا) يقتلهم غير المسلمين في
ميانمار في أقاصي جنوب شرق آسيا .. و يطاردون الأحياء منهم حتى أعالي
البحار.. و ترفض موانئ الدول المجاورة استقبال السفن التي تقلهم.. و لا
مغيث لهم إلا السماء..

المسلمون يعيشون مآسٍ.. مآسٍ تتفاقم كل يوم.. !

و يشتعل الشباب المسلم غضباً كل يوم.. و الديوك الحاكمة في أقنانها.. و
كل ديك يدافع عن دولته ( قُنِّه).. و الدفاع عن كرسي الرئاسة في ذلك القن
هو الأهم من القن نفسه.. و يدبرون التدابير لتدمير إخوة لهم في الدين و
الوطن.. إخوة يرون الأشياء من زاوية مختلفة.. الكل يسعى لتدمير أخيه.. و
ينتهز الغرب الفرصة ليسود هو بعد أن مهد له الفرقاء الطريق للحصول على
مبتغاه دون كبير جهد..

نزار قباني قال كل الحقيقة:- " ما دخل اليهود من حدودنا.. لكنهم تسربوا
كالنمل من عيوبنا"!

و تسمع علماء السلطان يلهجون:- " اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم.. اللهم
بدد شملهم.. و اجعل كيدهم في نحرهم.. اللهم دمر الكفار أعداءك أعداء
الدين..!"

دعوات بجميع اللغات في خطب أئمة المساجد في العالم الاسلامي.. صداها لا
يخرج بعيداً عن صحن المساجد.. و تتواصل الدعوات:-" اللهم اجعل تدبيرهم في
تدميرهم.." و يتم تدمير الدولة التي انطلقت منها الدعوة" بسبب تدبيراتها
الفجة.. " اللهم بدد شملهم.."؟؟ و يتم تبديد شمل الدولة تلك.. " اللهم
اجعل كيدهم في نحرهم.." .. فيجعل الله كيد البلد المصدر في نحره.. أَ وَ
لم نسمع حكومة الانقاذ تتوعد في أوائل أيامها:-" أمريكا روسيا قد دنا
عذابها؟" و ها نحن نعيش العذاب الذي كان من المفترض أن يحيق بأمريكا و
بروسيا.. أو كما ادعى من أوقعونا في الورطة و أنقذوا أنفسهم و أهليهم..

في الخمسينيات و الستينيات من القرن المنصرم كان إمام المسجد الكبير
بمدينة " واو" الجميلة يكرر في خطب الجمعة: " اللهم انصر جنود المسلمين و
العساكر الموحدين..".. و كنت أتساءل: من هم المسلمون المشار إليهم!؟ و
جيوشَ من تقاتل جيوشُهم في تلك الفترة.. و من هم ( العساكر الموحدين) و
قد انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة جيوش هتلر و حلفائه و بينهم
العثمانيون.. و الجيوش العربية قد انهزمت أمام اسرائيل في عام 1948..؟ من
هم، و الحروب بين الدول قد وضعت أوزارها منذ مدة..؟ لا بد أنه كان يقرأ
المستقبل، فقد بدأت تبرز على السطح حروب الدول الاسلامية الداخلية قبل
الاستقلال.. و استمرت بعد ذلك في ضراوة أحرقت الأمل و عطلت الشباب عن
الانتاج المطلوب لتنمية البلاد..



و عادة ما تُختتم خطب الجمعة بوعظ المصلين بالتمسك بالعدل و الاحسان.. و
يؤم الامام الصلاة و بعد الصلاة يهرول المصلُّون في فوضى نحو الباب.. و
الكل يبحث عن حذائه تاركاً العدل و المساواة ( ملطوعَين) على البروش و
السجاجيد..

و تأتينا الغرابة في ناتج دعوات الأئمة بعد بث دعواتهم المشفوعة ب( إنك
قريب.. سميع.. مجيب).. و كأن الدعوات لم تخرج من افواههم.. فلا استجابة
على تلك الدعوات المرسلة منذ عقود.. ربما لأنهم لا يعرفون الدين و
مقاصده.. فهو عندهم أداء الشعائر لدقائق فقط.. و منهم من يعتقد أن تطبيق
الشريعة الاسلامية ينحصر في الحدود فقط .. فيرجمون و يقطعون أيدي الضعفاء
و يسجنونهم.. أما الأغنياء فإن ( الحصانة) تحميهم من الشريعة و ( فقه
السترة) كثيراً ما قام بالواجب في الوقت المناسب.. و ربما أعانهم قانون(
التحلل) عند انكشاف المستور..

إنها أنظمة منافقة بامتياز!

نفاق الأمة الاسلامية المعاصرة يدمرُها..

عثمان محمد حسن



واقع المسلمين من جاكرتا إلى تمبكتو.. و من ميانمار إلى الصومال واقع لا
يسر.. و اسم المسلم هو الاسم الوحيد المعلق على قائمة الارهابيين
المطلوبين) (The Most Wanted في كل مطارات و موانئ الدنيا.. و لن تستطيع
أن تثبت العكس..

والشباب المسلم غاضب على أحوال ( الأمة).. غاضب على دول أوروبا الغربية..
و غاضب بمرارة على أمريكا- الشيطان الأكبر.. و غاضب على الأنظمة الحاكمة
في بلاده..

يموت المسلمون بلا عدد في أفغانستان و باكستان اللتين وطّن ( طالبان)
قدراً غير يسير من الموت الجماعي المجاني في القرى و الحضر.. و أجواء
العراق و سوريا و لبنان ملاعب جنة لداعش و أخواتها.. و قد مس الأردن شيئ
من حق الجار.. و في مصر مجموعة ( أنصار بيت المقدس) تضرب في كل مكان..
تضرب و تهرب.. بينما ( الحوثيون) و صاحبهم علي صالح فيروس قاتل أصاب
اليمن و يؤرق السعودية ليلَ نهار.. و تمددت أذرع داعش الأخطبوطية في
تونس.. بينما ليبيا تقاومهم و تقاوم أمراض الصومال بعد أن دمرتها قذائف
الطائرات الأمريكية.. و تنامت فيها القبلية و الجهوية بشكل مدمر للحياة
بكل موصوفاتها.. أما دولة مالي، فتعاني من الشباب المتأسلم الغاضب و من
الطوارق و الأشباح.. و العنصرية القادمة من جوف الصحراء الكبرى..

و بعد تفكك و تفكيك المفكك، أصبح الصومال صواميل أدمجت في النهاية في
صومالين، و كلاهما دولة فاشلة بلا مقومات للعودة.. و في السودان، و بعد
سيول دماء الشباب سنين عددا، أجرى الأمريكان عملية بتر في نيفاشا فصار
السودان سودانان غارقان في الفشل حتى النخاع.. و أقامت جماعة بوكو حرام
المشتعلة مسرحاً للامعقول على الهواء في نيجيريا، مسرحاً يموت فيه
المتفرجون.. و يقتحم الممثلون المدارس و يختطفون التلميذات ليتزوجوهن
قسراً في الأدغال.. و في أفريقيا الوسطى تركت الحكومة الفرنسية السكان
المسلمين نعاجاً تحت رحمة الذئاب من السكان المسيحيين، فترك المسلمون من
بلادهم حفاظاً على أرواحهم.. و ( الروهينقا) يقتلهم غير المسلمين في
ميانمار في أقاصي جنوب شرق آسيا .. و يطاردون الأحياء منهم حتى أعالي
البحار.. و ترفض موانئ الدول المجاورة استقبال السفن التي تقلهم.. و لا
مغيث لهم إلا السماء..

المسلمون يعيشون مآسٍ.. مآسٍ تتفاقم كل يوم.. !

و يشتعل الشباب المسلم غضباً كل يوم.. و الديوك الحاكمة في أقنانها.. و
كل ديك يدافع عن دولته ( قُنِّه).. و الدفاع عن كرسي الرئاسة في ذلك القن
هو الأهم من القن نفسه.. و يدبرون التدابير لتدمير إخوة لهم في الدين و
الوطن.. إخوة يرون الأشياء من زاوية مختلفة.. الكل يسعى لتدمير أخيه.. و
ينتهز الغرب الفرصة ليسود هو بعد أن مهد له الفرقاء الطريق للحصول على
مبتغاه دون كبير جهد..

نزار قباني قال كل الحقيقة:- " ما دخل اليهود من حدودنا.. لكنهم تسربوا
كالنمل من عيوبنا"!

و تسمع علماء السلطان يلهجون:- " اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم.. اللهم
بدد شملهم.. و اجعل كيدهم في نحرهم.. اللهم دمر الكفار أعداءك أعداء
الدين..!"

دعوات بجميع اللغات في خطب أئمة المساجد في العالم الاسلامي.. صداها لا
يخرج بعيداً عن صحن المساجد.. و تتواصل الدعوات:-" اللهم اجعل تدبيرهم في
تدميرهم.." و يتم تدمير الدولة التي انطلقت منها الدعوة" بسبب تدبيراتها
الفجة.. " اللهم بدد شملهم.."؟؟ و يتم تبديد شمل الدولة تلك.. " اللهم
اجعل كيدهم في نحرهم.." .. فيجعل الله كيد البلد المصدر في نحره.. أَ وَ
لم نسمع حكومة الانقاذ تتوعد في أوائل أيامها:-" أمريكا روسيا قد دنا
عذابها؟" و ها نحن نعيش العذاب الذي كان من المفترض أن يحيق بأمريكا و
بروسيا.. أو كما ادعى من أوقعونا في الورطة و أنقذوا أنفسهم و أهليهم..

في الخمسينيات و الستينيات من القرن المنصرم كان إمام المسجد الكبير
بمدينة " واو" الجميلة يكرر في خطب الجمعة: " اللهم انصر جنود المسلمين و
العساكر الموحدين..".. و كنت أتساءل: من هم المسلمون المشار إليهم!؟ و
جيوشَ من تقاتل جيوشُهم في تلك الفترة.. و من هم ( العساكر الموحدين) و
قد انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة جيوش هتلر و حلفائه و بينهم
العثمانيون.. و الجيوش العربية قد انهزمت أمام اسرائيل في عام 1948..؟ من
هم، و الحروب بين الدول قد وضعت أوزارها منذ مدة..؟ لا بد أنه كان يقرأ
المستقبل، فقد بدأت تبرز على السطح حروب الدول الاسلامية الداخلية قبل
الاستقلال.. و استمرت بعد ذلك في ضراوة أحرقت الأمل و عطلت الشباب عن
الانتاج المطلوب لتنمية البلاد..



و عادة ما تُختتم خطب الجمعة بوعظ المصلين بالتمسك بالعدل و الاحسان.. و
يؤم الامام الصلاة و بعد الصلاة يهرول المصلُّون في فوضى نحو الباب.. و
الكل يبحث عن حذائه تاركاً العدل و المساواة ( ملطوعَين) على البروش و
السجاجيد..

و تأتينا الغرابة في ناتج دعوات الأئمة بعد بث دعواتهم المشفوعة ب( إنك
قريب.. سميع.. مجيب).. و كأن الدعوات لم تخرج من افواههم.. فلا استجابة
على تلك الدعوات المرسلة منذ عقود.. ربما لأنهم لا يعرفون الدين و
مقاصده.. فهو عندهم أداء الشعائر لدقائق فقط.. و منهم من يعتقد أن تطبيق
الشريعة الاسلامية ينحصر في الحدود فقط .. فيرجمون و يقطعون أيدي الضعفاء
و يسجنونهم.. أما الأغنياء فإن ( الحصانة) تحميهم من الشريعة و ( فقه
السترة) كثيراً ما قام بالواجب في الوقت المناسب.. و ربما أعانهم قانون(
التحلل) عند انكشاف المستور..

إنها أنظمة منافقة بامتياز!


أحدث المقالات
  • أبشروا بكرة قدم تسكنها الفوضى بقلم محمد الننقة
  • حيوية الحوار الوطني ......... وداعاً !! بقلم صلاح الباشا
  • نقوش على قبر العم والصديق الراحل: عبد الإله عباس الملك بقلم أحمد الملك
  • نحو ديمقراطيةٍ مُستدامةً والأملُ في مُستقبلٌ واعد بقلم عائشة حسين شريف - سودانيوز
  • اقتليني، فأنا أعشق رصاصتك بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الكيل بالأمزجة ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • القاموس.. تاني بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • غبي !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • النازيون الجدد لا قلب لهم..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هل هي عودة الوعي؟! بقلم الطيب مصطفى
  • خداع الرئيس وإستحقاق الكاروري للإعدام !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الهلال.. المغفل النافع بقلم كمال الهِدي
  • محنة الهوية السودانية بقلم شوقي بدرى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (48) الانتفاضة تميز بضائع المستوطنات الإسرائيلية بقلم د. مصطفى ي