*نحن شعب يعشق غالبه الخرافة ويعيش فيها وبها ومنها..*أي منهم من يعتقد فيها، أو (يتعيش) منها، أو(يتعايش) معها..*وأذكر ونحن صغار- بالمدرسة- أن سرت بين الناس شائعة غريبة..*وفحواها أن مصيبة ستحل بالبلد ودلالتها العثور على شعرة داخل المصحف..*وسارع كل منا إلى فتح المصحف بحثاً عن (السبيبة) لنجدها جميعاً..*ثم لا أحد انتبه إلى حقيقة أن من الطبيعي وجود شعرات في المصاحف..*وأعني التي تميل فوقها الرؤوس- قراءةً- سيما المخصصة للدراسة..*وبتنا نترقب وقوع المصيبة أياماً وأسابيع وشهوراً دون حدوث شيء..*اللهم إلا أن كان يوم (الجلد الجماعي) هو المصيبة المعنية في نطاق المدرسة..* أو إصابة كلبة حاجة سيدة فرح بـ(سعر) أخاف الناس في نطاق الحلة..*أو (ضياع) سعيد المجنون بالصحراء بحثاُ عن (فتاته) في نطاق البلدة..*أو (بيان) جعفر نميري صبيحة انقلاب مايو في نطاق السودان كله..*وفتاة سعيد (المتوهمة) هذه سنربط بينها وبين شيء في خاتمة كلمتنا..*والخرافة أن كانت ذات صلة بشيوخ الدجل فهي تدخل في دائرة (الشرك)..*بمعنى أن تؤمن بقدرة الشيوخ هؤلاء على أن ينفعوك أو يضروك..*وخاصة من كان منهم تحت الثرى ومن فوقه القباب و(الأكف) و(الرايات)..*وعقب أن تحديت بله الغائب - يوماً- أُوقفت الصحيفة التي أعمل بها..*أُوقفت في اليوم التالي ليربط البعض بين الإيقاف هذا والتحدي المذكور..*ولكنها كانت محض مصادفة لا دخل لبله- وشياطينه المزعومة - بها..*ولم يكن التحدي إلا في سياق تأكيدي أن الغيب لا يعلمه سوى الله وحده..*وقد رأينا كيف أن بله هذا رشح البرازيل للفوز بكأس العالم لتفوز ألمانيا..*بل إن (الأخطبوط) الذي صدقت توقعاته أحق من بله بلقب (الشيخ)..*وعلى غرار (استهبال) بعض شيوخ زماننا هذا حدثت لي حكاية عجيبة..*(استهبال) من شاكلة (معاك زميلة في العمل بيضاء طويلة كاتباك)..*ففتاة ترتدي (السواد) قابلتني في مكانٍ ما وألقت علي التحية بـ(الاسم)..*ثم ألمحت إلى أنها (ذات كرامات) وطفقت تتكلم عن أشياء ستحدث..*ورغم ما في حديثها من (بشريات) تركتها تتكلم وأدرت لها ظهري..*فما كان منها إلا أن أتت سريعاً أمامي لتقول بغضب (ح تشوف الليلة)..*وفي الليلة ذاتها (شفتها) أمامي - بهيئتها - فور ولوجي عالم الأحلام..*ولم تكن (حقيقية) إلا بقدر (حقيقة) فتاة سعيد المجنون!assayha.net/play.php؟catsmktba=8416أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين