* (يا سلام عليك) يا عبد الحي يوسف أن نطقت بعد طول صمت.. * فقد كنا نهاجمك كثيراً جراء صمتك هذا عن قضايا هي من صميم اختصاصك.. * فأنت أدرى منا بضرورة أن ينطق رجل الدين بالحق كيلا يكون (شيطاناً أخرس).. * ومن القضايا هذه قضية الفساد الذي ما شهدت له بلادنا مثيلاً من قبل أبداً.. * وصمت مثلك - أيضاً- كثيرون من علماء هيئاتنا الدينية بمسمياتها المختلفة.. * فبالله عليك لماذا صمت عن بدعة الحصانات التي تقي صاحبها من المساءلة؟.. * ولماذا صمت عن تجاوزات المال العام حتى من تلقاء (الزكاة وهيئة الحج)؟.. * ولماذا صمت عن ظاهرة التطاول في البنيان من قِبل أصحاب أجور شهرية؟.. * ولماذا سكت عن فضائح الأراضي التي أزكمت الأنوف بروائحها الكريهة؟.. * ولماذا تركتنا نخوض وحدنا - كصحفيين- غمار معارك الفساد الشرسة؟.. * ألستم أنتم - رجال الدين- مسؤولين مثلنا أمام الله بما حملنا من أمانة الكلمة؟.. * وكنا ندرك أننا إنما نضع أيدينا في النار بإثارة مثل هذه القضايا الخطيرة.. * وحين قذفنا بـ(طاقية) في الهواء - قبل أيام- كنا نعلم أنها لن تسقط على الأرض.. * فالفساد - كما ذكرت أنت - صار ظاهراً أبت دراهمه إلا أن تطل برأسها.. * وسقطت فعلاً على رأس شخص يعرفه زملاء له كمعرفتنا نحن بـ(نزاهتهم).. * ومن البعض هؤلاء سيد بابكر- دون ألقاب رسمية- الذي نسأل (المطيع) إن كان يعرفه.. * إن كان يعرفه قبل أن يغادر هيئته (الدينية)، ثم الجهة المنتدب منها بأسرها.. * وهو للعلم لا يمتلك بيتاً - رغم رتبته الرفيعة- دعك مما هو (أكثر من ذلك).. * والذي هو أكثر من ذلك أشرت إليه - يا شيخنا- في خطبتك يوم الأول من أمس.. * فقد قلت أن (أمارات الفساد ظاهرة في أناس لا تكفي أجورهم متطلبات المعيشة).. * ثم أضفت (غير أنهم يتطاولون في البنيان ويعيشون في نعم كثيرة).. * فليت صراخك هذا - وصراخنا- يبلغ مسامع من بأيديهم الأمر اليوم قبل الغد.. * وتحديداً مسامع الكبار في القصر ليُطلقوا شعار (من أين لك هذا؟) من (عُقاله).. * ولندع الذين يتطاولون في البنيان يسمعون (صخب الرعود).. * أو..........(يسمعونه هم !!!).