مجدي و ... الدولارات! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مجدي و ... الدولارات! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف


10-23-2015, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1445615950&rn=1


Post: #1
Title: مجدي و ... الدولارات! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Author: بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Date: 10-23-2015, 04:59 PM
Parent: #0

03:59 PM Oct, 23 2015
سودانيز اون لاين
بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



[email protected]

كان يوماً فريداً .. يوم ضم جميع قيادات الأحزاب من حكومة ومعارضة .. السودانيون ينسون خلافاتهم في المآتم والأفراح .. واليوم هو زواج ابن رجل الأعمال الكبير وتاجر "العُملة الشهير".
وقف أبو العريس معتمراً عمامته المطرزة يستقبل المدعوين .. أبو العريس يوزع تحاياه بأريحية على الموجودين
الذين "شرَّفوه" بالحضور أو "شرَّفهم" بالدعوة .. لا يهم .. المهم أنهم موجودون.
أطلق المسؤول الكبير ضحكة ما لبثت أن غاصت في جوفه قبل أن تكمل دورتها .. أجهضها ذلك الفتى الذي أقحم نفسه إقحاماً وفرض نفسه فرضاً أمام ناظريه ..
حاصره وجه الفتى بابتسامته العريضة وعينيه اللامعتين ..
" حضرت من بريطانيا لتلقى العزاء في وفاة والدي .. وجدوا في خزانة والدي مبلغاً من الدولارات لم يتم توريثها لحين عودة إخوتي من المهاجر .. شنقوني .. جعلوا مني كبش فداء لتوجههم الحضاري .. قتلوا أمي قبل أن يقتلوني .. سحقوا قلب أمي .. طرقت أمي كل الأبواب .. لهثت وراء السراب .. لكنهم شنقوني وقتلوا أمي .. أمي تموت كل يوم يا قوم وأنتم تحتفلون ..
ماذا كان بوسعنا أن نفعل .. كنا في بداية الطريق نتحسس مواقع أقدامنا .. نمكِّن لتوجهنا الحضاري .. ثم إن الآية الكريمة تقول " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" .. يعني عمره انتهى لحدي كده..
وبعدين يا جماعة أمه ليست الثكلى الوحيدة .. هناك ضحايا حرب الجنوب ومجازر دارفور .. وضحايا معسكر العيلفون .. وشهداء مذبحة الثامن والعشرين من رمضان .. وشهداء هبة سبتمبر.. و .. كلهم لهم أمهات .. هذه ضريبة الوطن.. و..و كان لا بد أن ندفعها من اجل ترسيخ توجهنا الحضاري .. وحتى لو فشلنا - وقد فشلنا – أو ليس لنا أجر المجتهد ؟
مع نهاية الجملة الأخيرة كانت صورة الفتى قد اختفت وابتلعها الفراغ.
الخادم يقدم للمسؤول طبق "البتي فور" .. يأخذ واحدة .. يتذوقها .. تذوب في فمه .. يواصل حديثه – الذي انقطع- مع الجالس بجواره.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".
• وقال صلى الله عليه وسلم عن يوم القيامة " أول ما يقضى بين الناس في الدماء "
• قال الإمام علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه "إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك "



أحدث المقالات

  • الانتفاضة الشعبية !!! حلم الجبهة الثورية المستحيل بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن -بريطانيا
  • رسالة للحكومة والمعارضة بشقيها السلمى والمسلح:أرض السودان تتناقص من أطرافها فماذا أنتم فاعلون؟
  • اعادة قراة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام مع هيئة الاركان المشتركة المنعقد في 1/7/2014م (ا
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (13) بان كي مون ينصح وإسرائيل تأمل بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الرأسمالية المتوحشة... و البنوك الاسلامية الأكثر توحشاً! بقلم عثمان محمد حسن
  • مقتطفات من مذكرات راحلنا رئيس البوسنة .. (3) بقلم رندا عطية
  • هكذا (الجن) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ماذا لو هبط الهلال..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الربط بين التطرف والإسلام والإرهاب بقلم الطيب مصطفى
  • والله الكيزان ديل محظوظين حظ !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الحوار التونسي الغلب الفكي السوداني! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • مكي سيد أحمد وعبد الله عبيد: يا موز الجنينة، يا حسن بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • آخر نكتة (رومانسية زوجة سودانية)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ثورة أكتوبر في مذكرات جمال عبد الملك (ابن خلدون): المتاريس، الأحد الدامي، وحزب اشتراكي (2-2)
  • واحد من قضاة الجنة اعداد هلال زاهر الساداتي
  • منصور خالد يتصدر أولويات السودان الملكوم بقلم محمد عثمان الحسن
  • ما اشبه الليلة بالبارحة بقلم شوقي بدرى