السودان بين مطرقة اثيوبيا وسندان مصر

09:15 AM December, 20 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

السودانيون عاطفيون سواء كانوا مواطنين او حاكمين،
ودائماً ما يتعاملون مع التحديات الاقليمية والدولية من منظور المعيّة والضديّة المبني على الحب والبغض،
بينما تضيع مصالحهم الفردية والجماعية في خضم هذا المزيج المتناقض من هذه المشاعر التلقائية غير المرشّدة،
في مراحلنا الاولية ونحن نخطو خطواتنا الابتدائية في سلم التعليم حدثنا اخوتنا الذين يكبروننا سناً وعلماً ان العالم منقسم الى قطبين،
قطب تقوده روسيا العظمى وآخر تتقدمه الولايات المتحدة الامريكية،
وكان كبارنا هؤلاء يبررون لنا تلك الضرورات التي اباحت المحظورات وجعلتنا نتبع حلف اليانكي الامريكي،
دون ان يحدثوننا عن الوطن وريادته التاريخية للنهضة الافريقية والعالمية،
ومن النادر جداً أن ترى في ذلك الزمان مدرساً سودانياً أو مثقفاً يعتد بالدور الرائد لوطنه كشريك اصيل ومساهم رئيس في الارث الانساني عموماً،
ظللنا مندهشين لما يملكه الاثيوبي من ثراء ثقافي متنوع ومنبهرين بما يجود به المصري علينا من ثقافته الخاصّة المعلبة في اشرطة الافلام
والمسلسلات المهتمة بترسيخ محددات هويته داخل الوجدان السوداني،
انه الاستلاب الحضاري ولا شيء غير الاستلاب ما جعلنا نقف محتارين بين عشقنا لاديس ابابا وحبنا الوحشي لقاهرة المعز لدين الله الفاطمي.

المصريون بنوا السد العالي والاثيوبيون شيّدوا خزان النهضة ونحن واقفون بين هؤلاء واولئك،
لا نبني السدود ولا نصدر الفواكه واللحوم الا عبر الجارة الشمالية،
ولعب الغزو الثقافي المصري لعبته منذ عشرات السنين فصار السوداني نسخة مشوّهة من المصري في طرائق التفكير وتذوق الاشياء،
لا تجد الا القليلين ممن عكفوا على القراءة المعتمدة على المصادر المتعددة قد نجحوا في الخروج من ثوب الاستلاب المصري،
اما الغالبية العظمى فقد باعت منازلها وهجرت الوطن وسكنت المهندسين والاحياء القاهرية الجميلة،
وقاطعت الكسرة والعصيدة والقراصة وعشقت الفلافل،
في وقت تجد فيه الاثيوبي يصطحب معه الانجيرا اينما حل ورحل ويعرضها في مطاعمه الاكسومية الفاخرة بين عواصم اقطار الدنيا،
في اثيوبيا تكمن وحدة الروح الوطنية واتفاق الشعور االجماعي بين الفقير والغني على الوفاء للتراب،
فترى القوميات كلها قد اجتمعت ضد من اراد ان يفرق جمعهم في اقليم تقراي،
وفي مصر كذلك تستشعر علو سقف الحس الشعبوي والوطني،
فالفلاحون والباشوات يلتقون عند نقطة واحدة هي حب مصر،
اما في بلادنا فالانقسامات الداخلية لا تقر بقداسة الوطن الا على الاوراق ولا ترفع من شأن المنتج الوطني الا تهافتاً وتكسباً وبيعاً رخيصاً وشراءً مربحاً وثراءً فاحشاً غير حلال.

المدهش حقاً هو اختلاف رأسي نظام الحكم (البرهان وحمدوك) حول اولويات السياسة الخارجية وقضايا الامن القومي،
ففي الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء والقوى المدنية الشريفة نحو ترسيخ الاواصر مع الجارة الشرقية،
يهرول العسكر وبقايا الدولة العميقة لكسب ود الجارة الشمالية وتقديم الوطن ككبش فداء من اجل رفاهية هذا الشعب الجار،
هذه الحالة لن تراها الا في السودان،
وجود تمثيل سيادي برأسين متناقضين تمام التناقض،
والاكثر ادهاشاً هو أن ميدان لعب هذين الرأسين مكشوف للمراقب في الداخل والخارج،
مثلما جرى من مناورات عسكرية مشتركة بين البرهان والسيسي اعقبت مقدم جيوش السلام من جوبا،
وسبقت اندلاع المناوشات المسلحة بين الجيشين الاثيوبي والسوداني على الحدود الفاصلة بين البلدين،
فالشأن الوطني السوداني ما يزال رهين للمساومات الاقليمية والدولية،
وللأسف من يقوم مقام ادارة هذه الملفات هم الذين يجب ان يكونوا حماة مكاسب ثورة ديسبمر التي نعايش تباشير ذكراها الآن،
فمتى يستوعب السودانيون ان الوطن اغلى من الولد وان خراب البلاد اضيع للانسان من فقدان الاولاد،
ومتى ينسجم الوجدان الجمعي للفرد والجماعة ويحقق مقصد اهزوجة العطبراوي (كل ارجاءه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن).

الحل في الخروج من نفق الضديّة والمعيّة غير المبنية على تغليب المصالح الاستراتيجية المشتركة،
والخلاص من هذه الحسابات العاطفية المتخذة في تقييم وتغليب ايهما الاكثر نفعاً للوطن،
والتي تعاني منها عقلية الحكام والمواطنين على حد سواء حينما يقومون بوزن موازين العلاقات الانسانية بين الجيران،
وحينما يقع عليهم واجب تحديد المصالح والمنافع الاقتصادية مع المحاور الاقليمية والعالمية،
وهذا الحل لا يتحقق الا باجراء عمليات غسل للادمغة الملوثة بمرض الدونية الحضارية تجاه الجار الشمالي،
وكنس خرافات النظرة الاستعلائية والاستخفافية المغشوشة التي ترسخت في اذهاننا تجاه الجار الشرقي،
وازالتها من المنظومة المفاهيمية المستلبة والمختلة لدى العقلية السودانية،
تحابوا وتصافحوا فيما بينكم كسودانيين ثم من بعد ذلك ستشاهدون الجار القريب والصاحب البعيد يقف اجلالاً واحتراماً لكم،
لكن اذا لم تعالج هذه المثبطات ولم تزال نقاط الضعف البائنة في تركيبة وجداننا الجمعي لن ننتصر ولن نعبر،
وطالما بقيت نخبتنا الحاكمة سادرة في غي الارتماء بين احضان المحورين ومتارجحة بين ارضاء هذا الجار مقابل كسب ود ذلك الجار الآخر لن تقوم لنا ولا لبلادنا قائمة.

Quote: المدهش حقاً هو اختلاف رأسي نظام الحكم (البرهان وحمدوك) حول اولويات السياسة الخارجية وقضايا الامن القومي، ففي الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء والقوى المدنية الشريفة نحو ترسيخ الاواصر مع الجارة الشرقية، يهرول العسكر وبقايا الدولة العميقة لكسب ود الجارة الشمالية وتقديم الوطن ككبش فداء من اجل رفاهية هذا الشعب الجار، هذه الحالة لن تراها الا في السودان،

Quote: قاطعت الكسرة والعصيدة والقراصة وعشقت الفلافل، في وقت تجد فيه الاثيوبي يصطحب معه الانجيرا اينما حل ورحل ويعرضها في مطاعمه الاكسومية الفاخرة بين عواصم اقطار الدنيا،

يا سمعة ليك وحشة
لكن كلامك الفوق فيهو تجنّي وااااااضح
السودانيين محل ما يمشوا شايلين معاهم
الكسرة و القراصة و الملوحة و العصيدة و المدايد بأنواعها و ام رقيقة بي ويكتها
و الدلكة و البخور و الحنة و بت السودان
و الله طين النيل (طين البحر) شايلنو معاهم
و ازيدك كمان
مناسبتنا خير شر كلها تقوم كما في وطننا تماماً
بكل عاداتها و تقاليدها
يا اخي بي كلامك دا عصرت علينا شديد
كدي صلّحو
إن شاء الله تعمل له شوية جبنة الدويم و حبة زيت سمسم ام روابة

عماد الدين وترهاقا لكما اطيب التحايا


يا عماد خلينا نتفق على ان الاستلاب الثقافي عمل في وجدان الفرد السوداني العمايل
عندنا كم سوداني بتكلم مصري؟
وفي المقابل مافي مصري واحد بتكلم سوداني
نفس الاستلاب عندنا في الخليج - بعض من اخوتنا السودانيين اصبحوا مسوخ متحركة..

عدم الاعتداد بالنفس والانبطاح والانهزام النفسي هو سبب بلاوينا السياسية والاجتماعية والثقافية

الحبيب الجميل اسماعيل .. تحياتي
مقال شجاع وواضح ..
ولا بد لنا من مواجهة أنفسنا بكل شجاعة وبدون أي تردد
وإعلاء شأن الوطن فوق كل الاعتبارات
حبنا للوطن لفظي فقط
عندما نسمع الاناشيد مثال ( أنا سوداني للعطبراوي) نذرف الدموع أحياناً
وبمجرد انتهاء الاغنية نخرج من هذه الدائرة الى المصالح الذاتية

وقد كتبت مقال في جريدة الخرطوم زمان عن تجربتي هذه حيث كانت هناك ليلة
غنائية في احدى تجمعات مدينة جدة وكانت ليلة وطنية ووصلت قمة النشوة مع اغنية (انا سوداني)
بعد انتهاء الاغنية وجدت في القاعة احد الاخوة ( ناس تحويل العملة ) واتفقت معه على تحويل
مبلغ الف ريال ( بالسوق الاسود ) .. وبعد ذلك جلست أتامل في هذا الفعل .. واتحدث مع نفسي
قبل قليل اذرف دمع في حب الوطن .. وعند الفعل ألحقت بالوطن أكبر ضرر


نحن ناس سمسرة وتهريب و مكايدات سياسية وكيفية الوصول الى السلطة والمصلحة الشخصية
حتى لو المصعد هو دمار الوطن

الشعوب تحب بلادها فعلياً وليس لفظياً ..

اسماعيل الحبيب بصراحة طرحك شجاع
ولا حل لمشاكلنا اذا لم نواجه انفسنا ( جميعاً )
ويثار هذا الموضوع في حلقات تلفزيون وحديث مباشر من خبراء

ولا يبريء أحداً نفسه ..
شكرا اسماعيل .. دعنا نقسو على انفسنا بدون استثناء

تحياتي الحبيب اسماعيل .. عودة حميدة

حبيبنا علي عبد الوهاب سلامات ياخي

Quote: بعد انتهاء الاغنية وجدت في القاعة احد الاخوة ( ناس تحويل العملة ) واتفقت معه على تحويل مبلغ الف ريال ( بالسوق الاسود ) .. وبعد ذلك جلست أتامل في هذا الفعل .. واتحدث مع نفسي قبل قليل اذرف دمع في حب الوطن .. وعند الفعل ألحقت بالوطن أكبر ضرر

هههههههه
صدقت والله .. هذا هو الحال بكل الوضوح وبكل الشفافية
مثل هذا التعامل فرضته علينا الانظمة السياسية الغير مسؤولة ولا ذنب للمواطن في وجود السوق الاسود والسوق الموازي
هذه الاسواق السوداء الموازية صنيعة الحكومات الغير محترمة
في البلدان المحترمة لن تجد شخص يتاجر بالعملة الوطنية تحت ظلال اشجار النيم وعلى بنابر شرب الشاي
السماح بسيطرة الافراد على العملة الوطنية جريمة لا تغتفر.

سلام اسماعيل و حمدا لله علي سلامة العودة للكتابة

Quote: لكن كلامك الفوق فيهو تجنّي وااااااضح السودانيين محل ما يمشوا شايلين معاهم الكسرة و القراصة و الملوحة و العصيدة و المدايد بأنواعها و ام رقيقة بي ويكتها

سلام عماد
المشكلة في ناس الداخل اللى تركو اكلاتهم الشعبية و جارين وراء صفوف الرغيف.
في الخارج البديل للكسرة السودانية هى الانجيرا و متوفرة في اى زاوية. يعنى الاثيوبيين شالو ثقافتهم تجاريا معاهم و يقينى انو في داخل اثيوبيا ما زالت وجبتهم الاساسية.

Quote: سلام اسماعيل و حمدا لله علي سلامة العودة للكتابة

الله يسلمك ويعافيك يا الهبيب محجوب..

Quote: سلام عماد المشكلة في ناس الداخل اللى تركو اكلاتهم الشعبية و جارين وراء صفوف الرغيف. في الخارج البديل للكسرة السودانية هى الانجيرا و متوفرة في اى زاوية. يعنى الاثيوبيين شالو ثقافتهم تجاريا معاهم و يقينى انو في داخل اثيوبيا ما زالت وجبتهم الاساسية.

هبيبنا مهجوب

تحياتي
المشكلة كلها كما تكرمت
تغيير النمط الغذائي لسكان الداخل
لكن ما ننكر الحراك الحضاري و تاثير الثقافات الداخلة
و بنفس القدر يا هبيب تلقى محلات السودانيين في مصر مليانة منتجات سودانية
و مطاعم فيها كل الاكلات السودانية
و الاقبال عليها شي مدهش

سمعة
تحياتي

Quote: يا عماد خلينا نتفق على ان الاستلاب الثقافي عمل في وجدان الفرد السوداني العمايل عندنا كم سوداني بتكلم مصري؟ وفي المقابل مافي مصري واحد بتكلم سوداني نفس الاستلاب عندنا في الخليج - بعض من اخوتنا السودانيين اصبحوا مسوخ متحركة..

في النقطة دي اتفق معاك 100%

حبيبنا اسماعيل .. لقد تطرقت لموضوع في غاية الاهمية
ليت الجميع في المنبر يدلون بآرائهم
لأن ما ورد في مقالك هو اساس المشكلة في السودان
قبل المال والتنمية والاقتصاد .. انسان السودان هو الاساس

الموضوع يا اسماعيل يحتاج للنقاش بكل شجاعة وبدون أي تحفظ
وأن يرتقي الموضوع الى وسائل الاعلام القومية بمشارك مختصين
وبكل وضوح وصراحة ..

شكرا اسماعيل
فوق

Quote: انسان السودان هو الاساس

نعم انسان السودان هو الاساس
استحضر حوار اجري مع الناقد والكاتب المسرحي السر السيد في قناة النيل الازرق
اجرى الحوار مذيع ومذيعة من مذيعات ومذيعين الالوان المزركشة والعقول المسطحة
كان موضوع الحلقة حول التبادل الثقافي بين مصر والسودان
وكانت المناسبة زيارة مجموعة من الفنانيين والمسرحيين المصريين للخرطوم
وبطبيعة حال كثير من الاعلاميين الذين نشأوا تحت موجهات المسلسل اليومي
كان المذيع وكانت المذيعة يقدمان للضيف اسئلة مشحونة بكل مشاعر المثقف المستلب والمنبهر والخاضع حضارياً لوفود التنوير الثقافي القادمين من مصر
لكن الضيف خيّب ظنهما
عندما طرح عليهما اسئلة قبل ان يجيب على اسئلتهم الفارغة من الفائدة والمضمون
سألهم
لماذا يكون التبادل الثقافي من طرف واحد؟
لماذا دائماً يكون السودانيون هم المتلقي للقادم من مصر ولا يكون هنالك وفود سودانية ذاهبة الى مصر لتجد ذات الاحتفاء من الوسط الثقافي المصري؟
لماذ لا يحتفى بمجموعة الفنانين والكتاب والشعراء والاعلاميين السودانيين الموجودين في مصر؟
لماذا يخطيء (بقصد) الاعلام المصري المكتوب والمسموع في ذكر اسماء الرموز السودانية؟

كانت حلقة كاربة من النقاش الصارخ قاده الاستاذ السر ما ادى الى انتفاخ اوداج المذيع بالزعل و الحنق نتيجة لهبش منظومة مفاهيمه المستلبة.

Quote: ا ‏السودان يرفض طلباً غريباً للخطوط الجوية المصرية السودان منذ ساعتين لخرطوم : النورس نيوز علم (النورس نيوز) أن سلطات مطار الخرطوم الدولي، رفضت طلباً للخطوط الجوية المصرية، بشأن تعديل رحلات الأخيرة من “لندن – القاهرة”، لتصبح “لندن – الخرطوم – القاهرة ” وتلزم المُسافرين الحجر في الخرطوم. يذكر أن الممكلة المتحدة تعاني من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، مما دعا معظم الدول الى ايقاف رحلاتها المباشرة مع لندن

https://alnawrasnews.net/2020/12/66974/https://alnawrasnews.net/2020/12/66974/

السودان يرفض طلباً غريباً للخطوط الجوية المصرية
السودان
-------------------------------------------------------------------------
سمعة مرحبا بعودتك للمنمبر
بالله عليك شوف قوة عين المصريين
ودا كلو سببه ارتماء العسكر فى احضانهم

Quote: سمعة مرحبا بعودتك للمنمبر بالله عليك شوف قوة عين المصريين ودا كلو سببه ارتماء العسكر فى احضانهم

مرحبا حسن فرح

حقارة بالدرب عديييل..