الجزء الأول: جمهوريون أحببتهم

الجزء الأول: جمهوريون أحببتهم


02-09-2020, 01:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1581478864&rn=156


Post: #1
Title: الجزء الأول: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 02-09-2020, 01:05 AM
Parent: #0

الجزء الأول: جمهوريون أحببتهم
ما يعجبني في الجمهوريين هو تهذيبهم وأخلاقهم الرفيعة، بالنسبة لي أن الجمهوريين هم الإنسان الكامل

Post: #2
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: خضر الطيب
Date: 02-09-2020, 03:02 AM
Parent: #1

سلام يا هندسة
من اجمل الجمهوريين الذين قابلتهم
هو الدكتور حيدر صادق بدوي زميل المنبر
زرتهم في منزلهم هو و زوجته المضيافة
و ابنتهم الجميلة .. انا ما حسيت اني بزور ناس لأول مرة
قمة في الاحترام و التهذيب حفظهم الله
دعاني وقتها لجلسة انشاد يوم جمعة لكن للأسف كان عندي استوديوهات على الهواء
و نسيبي الدكتور النور حمد لكن لم اقابله لكثرة ترحاله
ناس مثقفين و متعلمين و في قمة النزاهة

Post: #3
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Hamid Elsawi
Date: 02-09-2020, 09:48 AM
Parent: #2

الميزة في كل الجمهوريين القابلتهم
التصالح مع النفس.
الحاجة الفكروا فيها هي نفس الحاجة البقولوها
و هي نفس الحاجة البعملوها.
التلاتة حاجات دي تكون ماشة في هارموني
زي الموسيقي. التعامل معاهم علي المستوي الانساني
و الحياتي سهل جداً ده غير البساطة و الثقة في النفس
و الشوق و الرغبة في التعلم من مدرسة الحياة.
بعيدين عن النميمة و القطيعة و الونسة الفارغة
ده غير التسامح و الوفاء و الصدق و الامانة
شكراً النذير لانك أديتهم حق يستحقوه عن جدارة
ثم بعد ذلك نقول ليك سلام

Post: #212
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-12-2022, 10:50 AM
Parent: #3

كتب الطيب محمد الحسن
بعد.مسيرة٠٠٠ ٥٥عاما ترجل اخينا العزيز جبريل يوسف ابراهيم ليلحق.بأخواننا في بزخهم العامر ٠٠٠٠ تقبله الله
بأحسن القبول وأكرم منزله مع أساتذتنا وأخواننا الكرام نفعنا الله بجاههم العريض فقد كان جبريل قيثارة مجالسنا وهو يعطرها بقرآنه المعتق والذي كان ملهما في تلاوته حيث تأتيه الآيات مجسدة وملخصة أحيانا لما كان يدور في الجلسة٠
أذكر جلسة كانت تناقش موضوعا ساخنا٠٠ عن أنفتاح دعوتنا على المساجد٠٠٠ والتي بدأت ولكن جوبهت برفض وصل أحيانا لدرجة العنف بالأخوان فطرح الموضوع هل نقف حاليا عن الدعوة من المساجد حتى لا نعرض الأخوان للأذي ثم أيضا حتي لا نفقد جمهورنا البرئ والمضلل من الفقهاء والمهووسين؟ وراي آخر يقول بجب أن لاننسحب من أي ميدان نطرقه كشأننا دآئما فلا نتراجع لنجبرهم علي الاعتراف بوجودنا وأنقسم المجلس بين الرأيين ولكل حججه القوية ٠٠ وكما تعودنا يقوك الأستاذ بتلخيص الجلسة في ختامها وبوزن ما جاء فيها ويزيد
ولكن في هذه الجلسهة تغأجنا به ينادي جبريل أن يقرا فقرأ جبريل ختام الصافات (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين٠٠٠الي نهاية الآيات) فقال.الأستاذ الإجابة في الآيات التي تلاها جبريل٠٠ ثم ذكر منها (فتول عنهم حتى حين ٠٠وأبصر فسوف يبصرون)٠٠ فقال نعم تتولوا عنها حتي حين وتبصروا وتجودوا لتدخلوها وأنتم اقوياء بروحكم فكما جاء (أبصر فسوف يبصرون٠٠) وستقهروهم.
أذكر أني سألت جبريل بعد الجلسة غريبة الأستاذ أول مره أراه يحدد لك آيآت لتتلوها ففاجأني بأن الأستاذ لم يحدد له وأنما هي فقط آيات أجراها الله على لسانه.
رحم الله عزيزنا جبريل يوسف ابراهيم الرجل طيب النفس خفيف الظل كأخوته جاه النبي ومصطفى الجاهز والعافية وقدم الطاهر والذين اشتهروا بخفة الظل بتعليقاتم الطريفة والتي تسعدنا حيث ما وجدناهم وليجعل الله البركة والخير كل الخير فيهم وفي ابنآءنا أبنآء جبربل وعزاؤنا لهم جميعا وللاخوان محمد موسى محمد حسن والفاضل محمد علي وعصام محمد علي ولكل الاسرة والأخوان

Post: #228
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2023, 08:33 PM
Parent: #3

تعليقا على المقال الذي كتبه الأستاذ عمر عبدالله محمد علي عن الأستاذ محجوب عبداللطيف محجوب
كتبت نجوى احمد حامد النقر من تلميذات الأخ الراحل محجوب عبداللطيف محجوب
كتبت تعليقا على المقال أعلاه
انا بكيت غايتو 😭😭😭 والله العظيم بكيت علي نبل الاخلاق والاخلاص في العمل ، كان محسنا ( ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ) استاذ محجوب كان اخلاقا تمشي علي الارض ، كان استاذا مهموما بتلاميذه ، نشهد له نحن طالبات فصل زنوبيا ( القومية بنات ) بكل الاخلاق العالية والاخلاص في العمل والمحبة النظيفة في الله ، اخرجنا من الاهمال الي الاهتمام ، كل الفصل اصبح شاااطرا ومحبا لحصة اللغة العربية ، علمنا الاخلاق واللغة العربية ، استاذ محجوب اسم لا يمكن تخطيه في ذكرياتنا عن المدرسة في قروبنا في الواتس آب ، كلنا نكن له الكثير من الشعور بالعرفان والمحبة ، في ميزان حسناته استاذنا الجليل ، المعلم ، الانسان ، عااالي الجنان مستقرا له وسرمدا 😭 ما زلنا نبكيك يا استاذنا الفاضل ونترحم عليك لانك دروسك وتربيتك مازالت بين سلوكنا وتعاملنا والتشبه بك فلااااح ، زرعت القيم والاخلاق العالية سلوكا عمليا وكنت قدوتنا ، لن نستطيع ان نكون انت ولكنك انرت لنا الطريق ، نتمني ان نسلكه ونكونه ، نم بسلام وامان الله فقد نجحت في امتحانات الدنيا وخرجت منها صااالحا ، فنحن شهداء الله علي الارض ، فالراحمون يرحمهم الرحمن واحاسننا اخلاقنا جليسوا المصطفي ( عليه وآله افضل الصلاة واتم التسليم ) في الفردوس الاعلي من الجنان ، اللهم آمين

Post: #4
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: الزبير بشير
Date: 02-09-2020, 10:27 AM
Parent: #2


اخي خضر
سبقتني

الاخ حيدر بدوي زميلي في الجامعه 4 سنوات الحجل بالرجل و سكنى سويا في سنه رابعه التهذيب و الادب تجسوا فيه

الجمهوريين غايه في علو و سمو الاخلاق ، بس محيرني حاجتين 1. الحركة الشعبية ده شنو 2 . عندهم الزواج مره تانيه احسن منه تكون كوز

نختلف معهم و لكن يجبروك علي احترامهم

الزبير الختمي

Post: #5
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 02-09-2020, 10:33 AM
Parent: #4

تحياتي للجميع

ما أستطيع قوله أنهم أعادوا ( قيم أهلنا في هذا الزمن القاسي)
لهم منا كل الاجلال والتحية



Post: #6
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله الشقليني
Date: 02-09-2020, 11:36 AM
Parent: #5

أنا أحترم الجمهوريين لهدوء نقاشهم وتبني الحوار ،
رغم أني أختلف معهم في أصل الفكرة .
فهم فكر ينهض بالعقيدة ويقرّبها من الحياة

Post: #7
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: خضر الطيب
Date: 02-09-2020, 12:00 PM
Parent: #6

Quote: اخي خضر
سبقتني

الاخ حيدر بدوي زميلي في الجامعه 4 سنوات الحجل بالرجل و سكنى سويا في سنه رابعه التهذيب و الادب تجسوا فيه

الجمهوريين غايه في علو و سمو الاخلاق ، بس محيرني حاجتين 1. الحركة الشعبية ده شنو 2 . عندهم الزواج مره تانيه احسن منه تكون كوز

نختلف معهم و لكن يجبروك علي احترامهم

الزبير الختمي

دي شهاده لا بعدها و لا قبلها
طالما انك سكنتا معاهو
انا قابلتو لمدة ساعة فقط هذا الانسان الجميل
لكن و الله ياشيخ الزبير انا كنت قايلك قدر جدي
لكن طلعتا شباب ذينا :)
بالمناسبة يا شيخ الزبير انحنا بنتلاقى معاكم في المدائح بإعتبار اننا سمانية
لكن في السياسة المسألة دي صعبة بالحيل
ذي ما قلتا ليك قبل كده كنت بنقل الليلة السنوية من جامع الميرغنية كل سنة و لمدة عشرة سنوات
تحياتي يا الزبير الختمي

Post: #8
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: الزبير بشير
Date: 02-09-2020, 12:38 PM
Parent: #7

يا خضر يا زول جدك شنو و الله قريب ده و لا زمن بعد مشيت لي ناس عندهم شافع عمره زي 9 سنوات قال لي يا عمو الواطه عاوزه تنخفس بي و تلاته يوم عندي ورده . شايف رقبتي سغير . زوجتي قالت لي تاني اعمل فيها محمد حيدر المشرف .

بالله عشرة سنوات بتنقل حولية سيدي علي ، ابشر الجنة عدل و قشه ما تعتر ليك .

معانا في المديح 90% من المشوار و معانا في سودايزاون لاين 9.5 % من المشوار ، الباقي السياسة 5. % من مشوارنا معاك .

تسلم اخي خضر

الزبير الختمي

Post: #133
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-22-2021, 08:08 PM
Parent: #7

كتب ثروت قاسم:

اشهد إن النور حمد من الشخصيات الموسوعية التى ترفض إزاء مواهبها المتعددة وهمًا اسمه التخصص.. شموس عبقرياته تسطع على جميع الجبهات من الفن التشكيلي الى الكتابات الفكرية مروراً بالسياسة والثقافة والأدب والفلسفة والدين وفهم وشرح مقاصد القرآن ، وفهم وشرح رسالة الاستاذ العظيم ، حسب الآية 187 في سورة آل عمران :
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ...
عندما قرأ المعصوم الآية أعلاه ، قال بتصرف :
ما علم الله عالماً علماً ، إلا أخذ عليه من الميثاق ، ما أخذ على الانبياء لتبيننه للناس ، ولا تكتمونه .
الميثاق هو العهد الثقيل المؤكد ، وهذا الميثاق أخذه الله تعالى على عبده النور حمد الذي اعطاه الكتاب ، أي العلم والفهم والحقيقة ، من خلال قراءات النور حمد الموسوعية ، والتدبر في امور الناس . فترى النور حمد يكتب ليعبر عن رأيه في كل الأمور ، وينشر ما يكتب صدقة جارية يستفيد من ريعها الناس .
نعم ... يبذل النور حمد ما بأيديه من العلم النافع ، الدال على العمل الصالح ، ولا يكتم منه شيئا . فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار " .
في هذا السياق ، قال زهير :
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ...
على قومه يُستغن عنه ويُذمم .
ونشهد بأن النور حمد ، وهو ذو فضل وعلم ، لم يبخل قط بعلمه وفضله على الناس ؛ بل يتصدق به آيات لقوم يتفكرون .
يمكنك قضاء دقائق من المتعة الخالصة والفائدة الحقيقية مع النور حمد في حواراته على قناة هلا بعنوان ( سودان جديد مع الكاتب و المفكر البروفيسر النور حمد ) .
يمكنك متابعة واحدة من هذه الحوارات التي يبدع فيها النور حمد على الرابط ادناه : .
https://www.youtube.com/watch؟v=eoPGtf9dmdQhttps://www.youtube.com/watch؟v=eoPGtf9dmdQhttps://www.youtube.com/watch؟v=eoPGtf9dmdQhttps://www.youtube.com/watch؟v=eoPGtf9dmdQ
فكر النور حمد ، ومنذ فترة، في عمل قناة في يوتيوب ، وبث حلقات اسبوعية، او كل بضعة ايام، لمناقشة قضايا الراهن السياسي وغيرها من القضايا المرتبطة بتقدم البلاد. وقد اقعدته عن ذلك الكورونا اللعينة . الآن وبعد أن تعافى، نرجو ان تعاوده الفكرة مرة أخرى، ونرجو ان ترى النور قريبا ، ليستمتع بها ويستفيد منها الاحباب .
أصبر نفسك يا حبيب مع النور حمد ولا تعدو عيناك عنه ، تكن من الفالحين المفلحين .
+ من هو النور حمد ؟
وبعد ... من هو النور حمد يا حبيب ؟
النور حمد اديب التشكيليين ، وتشكيلي الأدباء .
هو مفكر السياسيين ، وسياسي المفكرين .
هو فيلسوف المثقفين ، ومثقف الفلاسفة .
نعم ... يجسد النور حمد جامعة كاملة متكاملة بكلياتها المتخصصة المختلفة .
زخم فائر من المواهب تتجمع فى جسد واحد، بينما داخل كل موهبة فى حد ذاتها مارد يريد الخروج إلى السطح للتعبير عن نفسه. احياناً تشترك جميع أوجه مواهب شخصية النور حمد الفذّة فى أوركسترا جماعى لتولد السيمفونية المذهلة.
ويالها من سيمفونية تحاكي التاسعة لبيتهوفن .
+ تعدد الزوجات ؟
يدور حديث هذه الايام حول تعدد الزوجات . دعنا نرى ما قاله النور حمد حول هذا الموضوع في كلمات تُغني عن مجلدات .
إنفاذا للامر الرباني في الآية 43 في سورة النحل :
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ...
كتب صاحبكم للنور حمد مُتسائلاً :
الا تحرم الاية :
... ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ...
تعدد الزوجات ؟
لان شرط التعدد في القران هو العدل بين النساء :
... فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة ... ؟
اولاً : هم يخافون الا يعدلوا بين النساء مادياً وروحياً ... وبالتالي فواحدة .
وثانياً : فقد أكد لهم القران : انكم لن تستطيعون ان تعدلوا لا ماديا ولا روحيا حتى لو اتقطعتم وحرصتم ... وبالتالي فواحدة ؟
سنت حكومة الثورة قانونًاً يلغي قانون النظام العام الذي اراد به الكيزان إذلال المراة . وحرمت حكومة الثورة خفض الطفلات ، وزواج الطفلات .
أزف الوقت لسن قانون يحرم تعدد الزوجات والا فالغرامة والسجن .
رد النور حمد على سؤال صاحبكم ... قال :
شرح موضوع التعدد الأستاذ محمود محمد طه في كتابيه "الرسالة الثانية من الاسلام"، و"تطوير شريعة الأحوال الشخصية".
خلاصة القول إن الأصل في الإسلام الرجل الواحد للمرأة الواحدة.
فالتعدد تشريع مرحلي اقتضته في الماضي ضرورتان:
الأولى : أن الرجال كانوا يتزوجون النساء بالعشرات، فكان لابد من التدريج، فجاء الحصر في أربعة زوجات، لا أكثر.
أما الضرورة الثانية: فهي أن الحروب كانت تأكل الرجال، ما خلق فائضا كبيرا في أعداد النساء. والحكمة تقتضي، في مثل هذه الأحوال، أن يكون للمرأة ربع رجل يعفها ويستولدها ويكفلها ويحميها. فهذا خير لها من أن تبقى عانسا.
ما يراه الأستاذ محمود محمد طه ليس تحريم التعدد على الاطلاق، وإنما تقييده إلا لضرورة. والضرورة هي أن تكون المرأة عقيما، ويكون الرجل راغبا في الانجاب. أو أن تمرض المرأة مرضا يعيقها عن أداء واجبات الزوجية، ويكون مرضها مرضا لا يرجى شفاؤه، أو أن تحدث لها حالة ما، معيقة، لا يرجى لها أن تزول. وحتى في هذه الحالة تستشار المرأة في قبول أن يعدد عليها زوجها فإن قبلت فبها، وإلا فمن حقها أن تطلق نفسها.
وبطبيعة الحال، ينطبق هذا على المرأة، من الجانب الآخر. فإذا ثبت طبيا أن الزوج عقيم وهي منجبة، وترغب في الانجاب، أو أن الزوج أصبح غير قادر على أداء واجب الزوجية، فمن حقها أن تطلق نفسها وتتزوج من آخر.

Post: #9
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Ali Alkanzi
Date: 02-09-2020, 12:47 PM
Parent: #6

كما ذكرت في طرحي الشهير
اسألوني قبل ان تفقدوني
أنني عايشت الجمهوريين في سنين شبابي
كنت اتردد على بيت الاستاذ بالحارة الاولى لمتابعة حوارهم الداخلي عن الثورة الثقافية
والاثار المتوقعة لمنطقة الشرق الاوسط بعد وفاة عبدالناصر المفاجأة
كما ترددت على منزل الاخوان بالحارة الاولى جنوب منزل الاستاذ
وعشت وعايشت الاخ البروف طلب بله زهران
فوجدت عندهم زهد فطري في من مغانم الحياة
ويعيشون بواقعية مثلى
لا يرتفع في حضرتهم صوت ولا همس
كل شئ واضح
ولكن كل ذلك يهدمه
أنهم اتبعوا الرسالة التايوانية
وتركوا الاصل
ليتهم بقوا في فلك الرسالة الاولى

Post: #10
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-10-2020, 05:43 AM
Parent: #9

فايز عبدالرحمن
أستاذي الذي أحببت

لما فتحنا في كوستي، كنا نعرف أن أهله، آل طه، يسكنون بيوتا راقية ويسوقون عربات ويملكون نص سوق كوستي وينزل عندهم السد الصادق!! حولااااا!! أكثر من ذلك، أن بعض بناتهم يلبسن البناطلين!!
كنا نحس أنهم من كوكب آخر...
اللجنة قبلتنا في "نمرة واحد" (مدرسة المرابيع الإبتدائية) ... وجدناه هناك، بي كمنجتو، سحار الزول دا!!
نحبه ونخافه... خالاتنا وعماتنا الكبار شوية في السن يحدثننا عن بعد آخر ما كنا نراه بحكم سننا ... أنه وسيم وانهن يذهبن للحفلات لأنه هناك ويعزف في تلك الحفلات ...
----
كبرنا شوية والكتوف اتلاحقت... سافرت لأربعة أنحاء الأرض وألتقيت تلاميذه هناك بعضهم من الدلنج الريفية وبعضهم من وقر وبعضهم من تهميّم، بعض من أم غنيم، بعضهن من صفية سكودر وبعضهن من آمنة قرندة!!.... كركاب وجرجس وقحاطة وعبدون بور..
يحفظون له آلأف القفشات ويرددونها بحب حقيقي ... يا ربي قمصانو دي كان بخيتها وين؟!
---
فايز عبدالرحمن عبدالمجيد حسن التوم
أمه علوة عبدالمجيد علي طه
أخوته مرتضى ومحمد وحسن وعلاء الدين
أخواته
فايقة، سلوى، آمنة، فاطمة وعلوية
ولد في أربجي ونشأ في حي المرابيع العريق بكوستي ثم تحولت الأسرة بعدها لحي النصر
----
هاجر لأمريكا منذ نيف وثلاثين عاما ولا يزال هناك يواصل العلم والتعلّم في أرقى جامعاتها، ويلقبه المقربون منه بـ "عمدة واشنطون"
----
أذا ألتقيتموه فأطلبوه الدعاء

Post: #11
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-10-2020, 06:03 AM
Parent: #10

سلام صاحب البوست النذير والجميع

وشكرا يا ابن عوف

يوسف جورج ،، من تراتيل الجيش المريمي إلى إنشاد الجمهوريين العرفاني!.يوسف جورج ،، من تراتيل الجيش المريمي إلى إنشاد الجمهوريين العرفاني!.

من أريج نسمات الجنوب الأسترالي..

هل تذكر يا النذير الزول اللاقيتو في الخرطوم وإنت كنت في حافلة. نسيت تفاصيل القصة أرجو إعادة حكايتها.

http://www.sudanile.com/63429http://www.sudanile.com/63429

Post: #12
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-10-2020, 06:21 AM
Parent: #11


Post: #13
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: خضر الطيب
Date: 02-10-2020, 06:22 AM
Parent: #11

Quote: يا خضر يا زول جدك شنو و الله قريب ده و لا زمن بعد مشيت لي ناس عندهم شافع عمره زي 9 سنوات قال لي يا عمو الواطه عاوزه تنخفس بي و تلاته يوم عندي ورده . شايف رقبتي سغير . زوجتي قالت لي تاني اعمل فيها محمد حيدر المشرف .

بالله عشرة سنوات بتنقل حولية سيدي علي ، ابشر الجنة عدل و قشه ما تعتر ليك .

معانا في المديح 90% من المشوار و معانا في سودايزاون لاين 9.5 % من المشوار ، الباقي السياسة 5. % من مشوارنا معاك .

تسلم اخي خضر

الزبير الختمييا خضر يا زول جدك شنو و الله قريب ده و لا زمن بعد مشيت لي ناس عندهم شافع عمره زي 9 سنوات قال لي يا عمو الواطه عاوزه تنخفس بي و تلاته يوم عندي ورده . شايف رقبتي سغير . زوجتي قالت لي تاني اعمل فيها محمد حيدر المشرف .

بالله عشرة سنوات بتنقل حولية سيدي علي ، ابشر الجنة عدل و قشه ما تعتر ليك .

معانا في المديح 90% من المشوار و معانا في سودايزاون لاين 9.5 % من المشوار ، الباقي السياسة 5. % من مشوارنا معاك .

تسلم اخي خضر

الزبير الختمي


تسلم يا شيخ الزبير
لكن ياخ خلينا نعترف اننا كبرنا
اول امس مازن ولدي اتخرج من الجامعة درس اعلام
ذي ما قلتا ليك يا شيخ الزبير الساده الميرغنية ليهم محبتي و تقديري
لكن في السياسة دي ما عندي ليهم حاجة
افتكر انك بتتفق معاي

Post: #14
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-10-2020, 06:56 AM
Parent: #13

كل حلقات الحوار مع الأستاذ يوسف جورج موجودة في هذا البوست:

رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيدني بأستراليا...رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيدني بأستراليا...

Post: #15
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 02-11-2020, 04:52 AM
Parent: #14

Quote: هل تذكر يا النذير الزول اللاقيتو في الخرطوم وإنت كنت في حافلة. نسيت تفاصيل القصة أرجو إعادة حكايتها

سلام يا حلوين، وشكرا ليكم فردا فردا
معليش على التأخير، مشغول مع الجري والطيران والكسل.
القصة يا عزيزي د. ياسر هي تقريبًا في سنة 2005 مشيت السودان إجازة قصيرة بعد وفاة شقيقتي الصغرى، كانت إجازة إسبوع، كعادتي في كل إجازة بحن لحياتي السابقة في السودان قبل الهجرة، وأكتر شيء بحبو هو ركوب المواصلات العامة، المهم كنت راجع البيت ما بين العصرية والمغرب، وركبت الحافلة من الشهداء لشارع الثورة بالوادي، وكان عدد الركاب قليل، والسائق منتظر الحافلة تتملي، وأنا كنت جالس على الشباك بالجانب الأيسر للحافلة، المهم جاني شخص بالشباك يشبه الأستاذ محمود محمد طه شبه شديد نفس سحنة اللون ونفس الشلوخ ولابس جلابية، مد لي يدو كعادة المتسولين في السودان، وأنا ما كان معاي قروش في جيبي غير حق المواصلات، زي ما بنسميها بلغة الشباب آخر طلقة في الجيب، طلعتها ووريتها ليهو، وقلت ليهو: والله ما شايل معاي قروش وفضل لي دي بس بتاعت المواصلات
إبتسم وقال لي: ياخي ما تضوقني دولاراتك بتاعت أمريكا
وضحكنا طويلاً
ثم إنصرف
بعديها تحيرت من كيف عرف إني جايي من أمريكا أصلاً، ولا يعرفني ولا أعرفه

Post: #16
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 05:25 AM
Parent: #15

تسلم يا عزيزي النذير وشكرا لك..
بالله عليك شاهد الفيديو بعاليه والذي فيه رسالة مع الأخ الجمهوري يوسف جورج واقرأ الحوار الذي أجراه معه الأخ الدكتور حسن الجزولي في عشر حلقات نشرت في جريدة الميدان عام 2014. أنا متأكد ستجد حاجات ظريفة وممتعة.

Post: #17
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 05:27 AM
Parent: #15

تسلم يا عزيزي النذير وشكرا لك..
بالله عليك شاهد الفيديو بعاليه والذي فيه رسالة مع الأخ الجمهوري يوسف جورج واقرأ الحوار الذي أجراه معه الأخ الدكتور حسن الجزولي في عشر حلقات نشرت في جريدة الميدان عام 2014. أنا متأكد ستجد حاجات ظريفة وممتعة.
وأحسن الله عزاءكم في رحيل شقيقتك وأكرمها الله بمنازل القرب.

Post: #18
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 05:28 AM
Parent: #15

تسلم يا عزيزي النذير وشكرا لك..
بالله عليك شاهد الفيديو بعاليه والذي فيه رسالة من الأخ الجمهوري يوسف جورج للسودانيين، ثم اقرأ الحوار الذي أجراه معه الأخ الدكتور حسن الجزولي في عشر حلقات نشرت في جريدة الميدان عام 2014. أنا متأكد ستجد حاجات ظريفة وممتعة.
وأحسن الله عزاءكم في رحيل شقيقتك وأكرمها الله بمنازل القرب.

Post: #19
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-11-2020, 06:58 AM
Parent: #18

الألف الممدودة
عــــــــفــــــــــرآء

كان أهله جيرة لنا، أوشي وقورتي وبرسي، وكانت بهم عجمة واضحة نتندر بها اذ يؤنثون المذكر ويذكرون المؤنث .... لما أصبحنا تلاميذا له، الأستاذ صلاح الدين محمد عثمان أوشي، بهرنا بلغة عربية واضحة المخارج
كنا قبلها، قد أرتدنا بعض الخلاوي، فألممنا ببعض أوابد اللغة من قلقلة وإدغام وإمالة الخ ... هذا الرطاني كان كأنما نزل لتوه من سقيفة بني ساعدة ... لا أثر لـ accent حتى حفير مشو....
أذكر جآءنا صباحا باكر ببدلة كاملة وكرافتة أنيقة... جآء بعربة أجرة وكل ذلك كان غريبا علينا، أطفال كوستي، عهدذاك... كان فرحا بصورة لا تخطئها عين ...
دخلنا على حصة الإملاء .... كانت عن الألف الممدوة .... عفراء
علمنا بعدها أن بلدياتنا، زوجه، نفيسة حاج برام، أبنة مؤذن المدينة قد جادت عليه ذلك الصباح بباكورتهما "عفراء" وكان أسماء غريبة علينا فقد كنا حينها لا نززال نراوح أسماء عائشة وبخيتة وست النفر.
----
مرت السنون فأصبحت فقيها من منازلهم أعاقر ألفية ابن مالك صباحا والفقه على المذاهب الأربعة مساء وأهتف في دار الرياضة "وطن يا!! كورة واتة!!"... كان أمري خليكا من سمك، لبن، تمر هندي!!
أذكر أن قد خرجت مسرعا من تراويح شيخ محمد وقرآن حسب القوي لأدرك "الحريق" في نادي الشعلة!! مررت بقرب أمة من الناس "يزودون"!!
كأنما صفعتني كرة ثلج!!! ذات مخارج الحروف أياها .... عفرآآآآآء... ثم ألتفت فإذا برجل في جلباب أبيض أنيق وعمامة ناصعة... هو هو!! أستاذي أياه!!
تفرّق أمة الناس، منهم من أستقى ومنهم من لم يستق .. ما بارحت مكاني... سألته: ما هذا يا هذا!! زدني من هذا يا هذا...
أشار علي أن آتي صباحا للكبانية ... لا أذكر ليلتها أن قد ذهبت للحريق أو لم أذهب فقد شغلني عن كل ذلك شاغل وأي شاغل
----
الراحل صلاح محمد عثمان سكن الخرطوم أخريات أيامه وتوفى وهو لا يزال يطلب العلم اذا كان طالبا للدكتوراة حينها
له من الأبناء عفراء ومصعب وأسماء ومحمد وسلمى حفظهم الله ولزوجه الأستاذ صفية حاج برام طول العمر في الطاعات

Post: #136
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-12-2021, 09:06 AM
Parent: #6

نقلا عن صحيفة الديمقراطي الالكترونية العدد 242

النشأة
الميلاد والنشأة وجميع مراحل التعليم العام ب (الحوش) في الجزيرة. والتحق بالجامعة في العام ١٩٨٠ م وتخرج من كلية التربية جامعة الخرطوم عام ١٩٨٤ م وحصل على بكالريوس التربية واللغة الإنجليزية. وهو من الكتاب السودانيين الذين يكتبون في مجال الدراسات الاجتماعية وأزمة الهوية والحكم في السودان.
التحق بجامعة الجزيرة كمساعد تدريس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام ١٩٨٨ . ثم سافر في بعثة دراسية لبريطانيا عام ١٩٩٠ ، وتحصل على درجة الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية للأغراض الخاصة من جامعة آستون ببرمنجهام عام ١٩٩١ م.
تم استدعاؤه من البعثة عام ١٩٩١ م بخطاب من الجامعة للمشاركة فيما سُمي بثورة التعليم العالي التي شهدتها البلاد آنذاك، في حين لم يتم استدعاء المبعوثين الإسلاميين، ولم تجرِ عليه الحيلة.
في ١٩٩٢ التحق الباقر العفيف بجامعة مانشستر للتحضير لدرجة الدكتوراة في قسم دراسات الشرق الأوسط، وتخرج فيها عام ١٩٩٦ م. وكان موضوع دراسته: (حقوق الإنسان متمثلة في فلسفة القانون الطبيعي، والفكر الإسلامي متمثلا في الفلسفة الإسلامية والفقه الإسلامي(.
وقد انخرط العفيف في العمل المعارض للإنقاذ منذ البداية، وركز على العمل الثقافي البحثي والفكري والكتابة والنشر.
ومن المحطات المهمة في حياة د. الباقر العفيف تجربة السفر والتحاقه بزمالة المعهد الأفريقي للعلوم الإنسانية بجامعة أكرا في غانا، وجامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة. وهناك كتب وقدم أطروحته الأساسية في الهوية لأول مرة.
التقى د. الباقر العفيف بالخاتم عدلان بالمملكة المتحدة حيث عملا سياسياً وارتبطا بصداقة قوية، وترجم الخاتم ورقته حول الهوية للغة العربية ونشرها في سودانيزأونلاين ما أتاح قراءتها لقطاع عريض من السودانيين. وفي عام ٢٠٠٥ سافر د. الباقر العفيف إلى أمريكا وعمل في معهد السلام الأمريكي بعد رحيل الخاتم عدلان، وهناك رسم ملامح فكرة إنشاء مركز الخاتم عدلان وكتب مشروعه ورؤيته ورسالته، وأقنع بها المعهد وشركاءه.
وفي بداية العام ٢٠٠٧ م عاد إلى السودان وأنشأ مركز الخاتم عدلان وحوله إلى مؤسسة راسخة.
وتعتبر تجربة إنشاء لجان المقاومة السودانية مع مجموعة من الشباب من الجنسين داخل وخارج السودان مباشرة بعد انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ من المحطات المهمة في حياة د. الباقر العفيف.
في العام ٢٠١٢ ، أغلقت السلطة مركز الخاتم عدلان، فأنشأ تراكس عام ٢٠١٣ م، الذي أغلق عام ٢٠١٦ م وسجن جميع العاملين به من الجنسين وطالتهم المحاكمات الظالمة وصودرت كل الممتلكات والأموال. ثم عاد المركز للعمل بعد الثورة العظيمة.
تعرض الدكتورالباقر العفيف لتجربة صعبة وهي الإصابة بالسرطان وذلك في يونيو عام ٢٠١٨ م، وقد
خضع للعلاج الكيميائي والإشعاعي، كما أجرى عملية جراحية ، ولا يزال يقاوم المرض الخطير مصمماً على الانتصار النهائي عليه.
* مؤلفاته:
قدم د. الباقر العفيف عدداً من المحاضرات والندوات في مجالات الهوية وحقوق الإنسان وعلاقة الدين بالدولة وشارك بالكتابة في عدد من الدوريات العربية والمراكز الحقوقية، ودُعي لعدد من المؤتمرات العالمية التي تناقش قضايا حقوق الإنسان وتقارب الأديان.
وللعفيف عدد من الكتب منها (وجوه خلف الحرب)  و (ما وراء دارفور: الهوية والحرب الأهلية في السودان(.


Post: #206
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-21-2022, 08:48 PM
Parent: #5

وسلام يا حيدر خيرالله ، كان بدري عليك
بقلم - صديق السيد البشير
[email protected]
جمعتني به محبة الصحافة والثقافة في تلك الايام الزاهية ، بجانب محبة مدينة كوستي التي ترقد هانئة على أحضان النيل الأبيض ، عرفته عن قرب قبل سنوات خلت إبان تعاوني من بعيد محررا لزاوية (حقائق وأرقام) بصحيفة الحرية ، كنت دائم الجلوس إليه في صحبة ثلة من طاقم تلك الصحيفة من رجاء كامل ، عثمان فضل الله ، رحاب عبدالله ، لبنى أحمد حسين ، آمال عباس ، الحاج وراق ، صلاح حمادة ، أسامةعباس ،
هيثم كابو ، صباح احمد ، سراج الدين مصطفي ، يحيي حامد ، لبنى عبدالله ، إدريس الدومة ، أمير صديق ، عبدالماجد عبدالقادر ، ورئيس تحريرها سعد الدين إبراهيم (رحمة الله عليهما) ، و آخرين لهم مكانة في العقل والقلب والوجدان.
مزج بين ممارسة الكتابة الصحفية اليومية والمحاماة دفاعا عن الحقوق والحريات ، ويعد أحد المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة ، أحب الوطن حبا جما ، منتميا للحزب الجمهوري وأمينا لإعلامه ، عرف من خلال زاوية (سلام يا وطن) ، متنقلا بها من صحيفة (الحرية) ، إلى صحيفة (الحرية) وصحف ألكترونية أخرى ، مجاهرا فيها برأيه ، مناقشا لقضايا الناس بقوة ، وحقهم في السلام والحرية والعدالة ، حين يزور مدينة كوستي في ايام متفرقة يتصل بي على الدوام ، لنتقاسم معه لحظات عذبة ، عذوبة الإمتاع والمؤانسة في القضايا العامة والاهتمامات الخاصة ، على أيام عملي مراسلا لقناة الشروق الفضائية من ولاية النيل الابيض ، سجلت له إفادات عديدة عن قضايا تعاني منها الولاية بجانب إفادات أخرى قبل أكثر من عامين تتعلق بحراك ديسمبر ، و حين تركت الوطن بثقافاته وإعلامه وسياساته ، كان دائم التواصل معي ، كان يحضني على العودة مجددا للبلد.
بعد معاناة مستمرة مع المرض ، إنتقل اليوم إلى الرفيق الأعلى حيدر أحمد خير الله ، اللهم تقبله عندك القبول الحسن ، والعزاء موصول إلى أسرته الصغيرة والكبيرة بين الخرطوم وكوستي ، حميم التعازي لكل العاملين في حقل الصحافة والسياسة والقانون ، اللهم أسبغ عليه شآبيب رحمتك وغفرانك ، وأحشره مع زمرة الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
#صديق_السيد_البشير
#حيدر_أحمد_خيرالله
#السودان
#الخرطوم
#ولاية_النيل_الأبيض
#كوستي
#قناة_الشروق_الفضائية
الثلاثاء
28 يونيو 2022م
29 ذو القعدة 1443ه

Post: #201
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-21-2022, 05:47 PM
Parent: #4

كتب صبري محمد الحسن الشريف في الفيسبوك (بتصرف)

د. التاج محجوب دا لطيف لطافة والله الواحد يوصي بكتابته روشتة

Post: #163
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-29-2021, 05:27 AM
Parent: #2

ترجلت
ترجلت بعد مسيرة طويلة في خدمة التعليم بولاية النيل الابيض بشكل عام ومدينة كوستي خصوصا مسيرة تزيد عن ٤٠ عام من العطاء المتواصل مسيرة شاقة وطويلة لإمرأة كانت تحمل وحيدة هم أبناءها وعملها وقد اخلصت في كليهما واختصرت حياتها عليهما.
توفي والدها و والدتها وشقيقتها وزوج شقيقتها في حادث مرور في العام ١٩٩٧م مما اضطرها لإستكمال مشوار الحياة وحيدة تحملت عبء أولادها وحمل عائلتها في صمت ومثابرة دون كلل او ملل.

رغم صعوبة المشوار وكثرة العثرات قادتنا أمي وحيدة لبر الأمان وتعلمنا منها الكتير(فأنجبت ورعت أستاذ جامعي و مهندس مساحة، نحن ✌ وذي ⭐⭐).
Mazin Yousif

كانت مسيرتها عامرة بإجتياز التحديات فهي
أ.وداد محمدالحسن الطاهر تخرجت في جامعة القاهره فرع الخرطوم- كلية الآداب قسم التاريخ، الدراسات العليا (دبلوم عالي) في اللغة الإنجليزيه- جامعة الإمام المهدي 2007م. عملت معلمة في التعليم الثانوي منذ 1980م في بداية مشوارها المهني، ثم مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم إدارة المرحلة الثانوية(1995الى 2000م)، ثم مديرة مدرسة القومية الثانوية بنات كوستي(2000- 2016م)، تم مديرة مدرسة كوستي القديمة الثانوية بنات كوستي(2016-2019م)، تم إختيارها بواسطة لجنة المعلمين لتشغل مدير عام التعليم بولاية النيل الأبيض والوزير المكلف في (2019-2021م) كانت عفيفة لم تسعى لوظيفة او منصب في حياتها بل سعت المناصب إليها، وكانت هذه أخر محطاتها في خدمة التعليم بالولاية وأكملت بالتمام والكمال أعوام خدمة وطنها الكبير والصغير بهذه المسيرة المشرفة وفي هذه المهنة الرسالية.

كتب عنها الأستاذ عمر عشاري عندما زارها في العام ٢٠١٦ بمدرسة كوستي القديمة الثانوية بنات.

https://www.facebook.com/533989502/posts/10154134036559503/https://www.facebook.com/533989502/posts/10154134036559503/

رابط استضافة الأستاذة أمي بتلفزيون السودان القومي ٢٠٢٠م فقرة في برنامج بيت الاسرة تتحدث عن مبادرات التعليم بالولاية.
https://youtu.be/SGBC1cwosA0https://youtu.be/SGBC1cwosA0

أنا أتشرف وأفخر بها جدا ويفتخر بها طالباتها حين يعلمون أني إبنها.

Post: #198
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-09-2022, 07:48 PM
Parent: #2

دكاترة وبروفيسورات في الدين؟ أم في الجهل بالدين؟

شهادة حق للجمهوريين تدمغ جهلهم بالدين..

بروفيسور عبد الاله كنه يقول: “لكن نحنا بنفرق ما بين محتوى فكر محمود محمد طه وما بين هذه الصفات الجميلة الكانت موجودة وانتقل جزء كبير منها الى تلاميذه.. نحن يعني ما عشان تلاميذه ناس كويسين وعلى أنهم صبورين، وانهم متعلمين وكدا انو نحن حنسلم بالفكر.. فنحن بنفصل ما بين الصفات الشخصية وما بين الفكر ”.
إقراء مرة أخرى، ان شئت، قوله (نحن بنفصل ما بين الصفات الشخصية وما بين الفكر)!!
الأستاذ خالد الحاج قال: (هذا القول يعني أنه عند هؤلاء الفقهاء يمكن ان يكون الانسان سيء الخلق ثم يعتبر متديناً اذا كان يعرف بعض الحديث عن الدين)!!
ما علينا، المهم شهادة البروف للجمهوريين.. إقراؤا مرة اخرى قوله: (هذه الصفات الجميلة الكانت موجودة، وانتقل جزء كبير منها الى تلاميذه.. نحن يعني ما عشان تلاميذه ناس كويسين، وعلى أنهم صبورين، وانهم متعلمين وكدا)..

Post: #213
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-14-2022, 11:13 AM
Parent: #2

كتب قصي همرور:

في اليومين الأخيرين، تجددت ذكرى الأستاذ محمد مجذوب فضيل، الذي فارق دنيانا قبل حوالي ثلاث سنوات. عندها تذكّرت أني كنت قد كتبت كتابة مختصرة عن علاقتي المشتبكة بالأستاذ محمد مجذوب، وكيف أني التقيته من أكثر من زاوية واحدة، كلها جميلة وعزيزة عندي. عدت لتلك الكتابة، فوجدتها مختصرة أكثر مما ينبغي، ووجدت أن لدي الآن شعور بالإسهاب بعض الشيء حول هذا الشخص الذي أثّر في حياتي بطريقة هادئة لكن كبيرة.

كتبت عنه في يوليو 2019 أنه "أحد أوائل الجمهوريين الذين التقيتهم في حياتي قبل أن أعرف شيئا يذكر عن عوالم الفكرة الجمهورية، وكان لنموذج شخصيته أثر إيجابي عندي في استقبالها لاحقا. عرفته أولا كصديقٍ لوالدي، ثم تقاطعنا بعد ذلك في أكثر من درب، منهم درب دراسات التنمية المستدامة (حيث كان أحد أهم الفاعلين في المجال في السودان) ومنهم درب الفكرة... في كلها وجدته راكزا ومفيدا، بخفة ظل وسيرة مهنية وافية الاحترام. في أحاديث من يعرفونه، تكاد لا تنتهي لطائف قصصه."

أسهب اليوم بعض الشيء. أول مرة التقيت الاستاذ محمد مجذوب كان في بيتنا في أمدرمان (الثورة المهدية، الحارة السابعة)، في آخر سنة من القرن الماضي، وكنت وقتها قد تخرجت حديثا من المعسكر التدريبي للخدمة الإلزامية (دفعة "عزة السودان" 3، معسكر سلاح الذخيرة، الشجرة). بطبيعة السياق، كنت وقتها حليق الرأس، ضعيف الجسد وخشن الإهاب. جاءنا الأستاذ محمد في زيارة لوالدي، زميل دراسته وصديقه القديم. عرّفني به والدي، فلاطفني مباشرة بدعابة تتعلق برأسي الحليق وصلعة أبي الطبيعية (التي هي الآن صلعتي الطبيعية كذلك، وقد تحقق ما قاله الأستاذ محمد في تلك الدعابة). جلست معه لفترة بسيطة ولم أعرف عنه الكثير وقتها سوى أنه أحد أصدقاء أبي الذين يبدو أنه يحبهم جدا (فقد كان مبسوطا معه بصورة واضحة).

مضت الأيام، وانتهى بي المطاف في الولايات المتحدة الامريكية، في دراسة البكالريوس. هنالك، وضمن قراءاتي الخاصة، تعرفت على عالم الأستاذ محمود محمد طه، والذي قادني بعد فترة مقدرة إلى التعرف على مجتمع تلاميذ الأستاذ. بعد فترة وجيزة من ذلك التعرّف، وصلتني رسالة الكترونية لطيفة من السودان، من الأستاذ محمد مجذوب، ذكّرني فيها بلقائنا الأول، فاستعدت الذاكرة وسعدت جدا بذلك (كما أن ذلك الأمر فسّر عندي أشياء لاحظتها في لقائنا الأول، جعلته يبدو مختلفا عندي من الأنماط المألوفة في السودان).

ثم مضت الأيام مرة أخرى، وأنا في الخرطوم، في صيف 2006، في إجازة، بعد التخرج حديثا من البكالريوس، فإذا بي التقي الأستاذ محمد مرة أخرى في سياق آخر: ورشة حول الحوكمة الرشيدة وقضايا العدالة الجندرية في السودان. حضوري للورشة لم يكن مخططا مسبقا وإنما دعيت لها بواسطة الأستاذين عمر القراي وعاصم عبدون، حيث أوكلا لي مهام بسيطة في الورشة إذ أني اتفق أن زرتهما في الوقت الذي كانا فيه يبحثان عن شخص يؤدي تلك المهمة ا (قبل يوم أو يومين من بداية الورشة) لتي تتطلب متابعة ورصدا باللغتين العربية والانكليزية. في تلك الورشة، قدّم الاستاذ محمد مجذوب عرضا، صار هو ركيزة عملي في بحث الماجستير بعد سنة تقريبا من ذلك اليوم. كان الأستاذ محمد المدير القطري الأول لمنظمة "براكتكل اكشن" (Practical Action) في السودان، وهي منظمة تنموية عالمية مختلفة عن النمط العام للمنظمات–مختلفة في مقاربتها وفي تاريخها. أصل تلك المنظمة أنه تأسست بواسطة كاتب الكتاب الشهير "الصغير جميل" (Small is Beautiful)، الاقتصادي فريتز شوماخر، الذي روّج مفهوم التكنولوجيا الوسيطة (أو التكنولوجيا الملائمة، كما صارت تسمى لاحقا) كمدخل للتنمية المتزنة، في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والذي صار في الثمانينات والتسعينات من أهم المفاهيم في دراسات التنمية. المنظمة المعنية كانت تشتغل مشاريع محلية، تشاركية مع المجتمعات، عمادها تصميم وترويج حلول تقانية راسخة محلية (أو "متوطنة") لمشاكل معيشية متنوعة. في عرضه ذلك، قدّم الأستاذ محمد مجذوب نماذج لأعمال وصناعات محلية، بإدارات ومهارات مثّلتها مجموعات نسوية، في أقاليم السودان وأطراف الخرطوم. فكرة النماذج تلك كانت مزجا ممتازا بين التدريب التقاني والإداري، والتوعية التشاركية، والموارد الطبيعية، لتقديم حلول تنموية مستدامة (في إطار المجتمعات النامية الصغيرة).

تاُثرت بتلك الورقة جدا، وتحدثت مع الأستاذ محمد بعدها حديثا مسهبا، وبعدها قرأت كتاب شوماخر أعلاه (أثناء الماجستير ولكن كقراءة شخصية وليست ضمن المقرر الاكاديمي)، فازداد اهتمامي، وبدأت التواصل معه للحصول على المزيد من أدبيات وتقارير منظمة براكتكل أكشن في السودان…. وكانت الخطوة المنطقية اللاحقة، بالنسبة لي، التوسّع في البحث وجعل تلك التجربة هي موضوع ورقة البحث الأساسية في دراسة الماجستير. في تلك الورقة، تعرضت لتاريخ مفهوم التكنولوجيا الملائمة وربطته بمساهمات فكرية واقتراحات تنموية عملية أتت من الجنوب الاقتصادي، منذ الخمسينات وحتى السبعينات، مثل كتابات الأستاذ محمود محمد طه حول التعليم والتنمية (والتي ضمّن فيها حديثا مهما عن الحلول المحلية لتحديات تكنولوجية، تشبه كثيرا ما تناوله فريتز شوماخر في كتابه، وتشبه بعض المشاريع التي قامت بها براكتكل اكشن في السودان–وبطبيعة الحال فقد عرفت أن تلك التشابهات لم تكن غائبة عن الأستاذ محمد مجذوب، بل كانت جزءا من اهتمامه)، وكذلك مثل كتابات ومحاولات حركة الساتياقراها، بقيادة غاندي، في الريف الهندي. لاحقا، وبعد أن تعرّفت أكثر على تجربة أوجاما في تنزانيا، من أواخر الستينات لنهايات السبعينات، كتبت كذلك عن العلاقة الواضحة بين الكتابات والمحاولات المذكورة آنفا وبين تجربة أوجاما—فكانت الخلاصة العامة أن مفهوم التكنولوجيا الملائمة مفهوم تنموي بريادة فكرية وعملية من الجنوب الاقتصادي. [بيد أن تيارات التنمية الدولية، وتدخلات اللبرالية العالمية في حقل التنمية، غيّرت كثيرا من تطبيقات المفهوم في الواقع، وهي نقطة تعرضت لها بالنقد في كتاب "التحرر والتكنولوجيا"، 2018، الصادر باللغة الانكليزية]. استعنت في الورقة كذلك بأوراق وتقارير كتبها الأستاذ محمد مجذوب؛ وبطبيعة الحال فقد كان أحد الذين راجعوا ورقتي البحثية، وأفادوني فيها بالمراجعة والنقد، قبل تسليمها رسميا لإكمال متطلبات شهادة الماجستير، في أغسطس 2007. أذكر كذلك أو الورقة وجدت اهتماما جيدا وسط أساتذتي وزملائي في برنامج "الهندسة والسياسات العامة"، خاصة مرشدتي (ومديرة البرنامج) التي قالت إن الورقة لفتت انتباهها لمجال واسع من تطبيقات الهندسة والسياسة العامة في حقل التنمية الدولية. كما لاحقا ساهمنا في تأسيس جمعية صغيرة من سودانيي المهجر الداعمين لأعمال وأنشطة براكتكل اكشن (وقد تواصلنا وتعاوننا مع المنظمة في السودان، عبر تنسيق الأستاذ محمد).

منذ تلك الالتفاتة وحتى الآن، فإن اهتمامي البحثي الأساسي - توطين التكنولوجيا والاقتصاد التعاوني - والذي تطور عبر الدكتوراة في دراسات التنمية، ما زال مرتبطا بصورة واضحة بتلك الورقة التي قدمها الاستاذ محمد مجذوب، في صيف 2006، في ورشة لم يكن حضوري فيها مخطط مسبقا.

عامر السلام للأستاذ المحترم، اللطيف، الذكي، المؤثّر بهدوء، محمد مجذوب فضيل

Post: #219
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-16-2022, 07:37 PM
Parent: #2

يا كنترول ياكنترول

بقلم محمد على حامد الراو

اليوم الخميس السوق كان كاسدا والحركة متوقفة
وكنت قد عدت مع أخى الأستاذ مبارك عبد الرحيم على العحب من واجبين اجتماعيين كبيرين الأول تقديم واجب العزاء في فقيد المدينة المرحوم الأستاذ عبد الله أحمد حمد
ثم وفقنا الله في تشييع المرحوم أستاذ الأجيال مجذوب على عكير عليه رحمة الله
فلما عدت لمحلاتي بالمنطقة الصناعية
قلت أحسن اتجه إلى فرندة جارى العزيز حسن الرباطابي لأن بها عنقريب هبابي لانطرح فيه طالما السوق نائم والمدرسين مضربين
وبدل اللبس ماجاهن
وانا اتعاطف معاهن
بنومة أو قيلولة

والكهرباء قاطعة
وأخدت معي كتاب
البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ

لاقرأ فيه

وانسي
نومان هذا السوق
واستلقيت علي ظهرى
ولكن فجأة وقف أمامي رجل صبوح الوجه بسام الثنيات وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ففرحت ورددت التحية بأحسن منها
فأردف قائلا
أأنت الأستاذ محمد علي حامد الراو؟؟؟؟؟

فقلت فى نفسى الحمد لله هذا زبون حضر وقد وصف له أحد الخييرين من أصحابي محلى
لابد إنها صفقة كبيرة

فقلت له نعم حبابك
فبادرني أنا حقيقة
حضرت لك َمخصوص فقط من أجل التحية والمجاملة والتعارف فأنت أعز صديق عندى وكل يوم معى وأنا لا أفوت حرف واحد تكتبه
ثم بدأ يكيل ويعبئ في المدح علي شخصى ومنشوراتي لدرجة انه يحتفظ بها
ثم قال لى
اليوم وصلت إلى الدامر وأنا غائب عن الدامر 60
سنة إلا زيارات عاجلة يوم أو بعض يوم
لكن والله الدامر ساكنة في أعماقي وأنا أحب الدامر وأحب ترابها وأحب إنسانها أنا الآن

وقبل مقدمي إليك مررت بمدرسة الدامر الأهلية التى درست فيها أربع سنوات من عام 1954 إلى عام1958
وجدت إسمها قد تحول إلى مدرسة الأمين برسي فبكيت

ثم عرفني بنفسه
أنا عثمان محمد مصطفي الأمين
من مواليد مدينة الدامر حي العشير 1847 وأخي الأصغر زميلك وصديقك وهو الأستاذ صلاح محمد المصطفي وأخي فاروق محمد المصطفي واخي عبد المنعم محمد المصطفي
مكتبه هنا في برج المعلم وقلت له لابد من أن ازور صديقي الذى لم أره أبدا أستاذ الراو ثم وصف لي المكان
يا سلام ثم تشابطنا وتعانقنا وقلت له هيا معى إلى دكان صديقى عادل لأن بجواره القهوة المعتقه والشاي المبهر
وكانت لنا جلسة عجيبه اكثر من ساعة أنا وهو والأستاذ عادل أحمد الفحل
وأول ماعرفته بعادل أحمد الفحل
اذهل عادل وقال له ومن لا يعرف أحمد الفحل
لقد كان يعمل بالوابورات ولم نفوت له حفله
ونحن بيتنا كان بالعشير التحتاني مقابل للكنيسة وَمجاور لبيت الحاكم العالم لأن والدي كان جنائني معه
ثم بدأ يعدد لنا قصص وحكاوي أهل الدامر عكاشة وكََمبرول ووو
فالرجل عالم وموسوعة
مع أنه
يسكن اليوم بمنزله الجميل في حي الأزهري بالخرطوم لكن قلبه بالدامر

وكان عثمان محمد المصطفي تلميذا نجيبا جدا ومن المتفوقين في امتحان دخول المدارس الوسطي من من مدرسة الدامر الاهلية سابقا
ثم صارت الجنوبية ثم اليوم أصبحت مدرسة الأمين برسي

فقد كان أول اللجنة
يعني شهادة الأساس
في دفعتهم هو
المرحوم محمد أحمد بشيري
والثاني من أبناء الزيداب عبد الله خالد عبيد

والثالث هو نفسه
عثمان محمد مصطفي الأمين
ومن دفعته في الوسطي الأستاذ أحمد عبد العاطي ( جحا)
والأستاذ المرحوم عمر محمد أحمد العوض

والأستاذ أحمد فضل السيد من ابوسليم

والأستاذ فتح خضر بشيري
و الأستاذ أحمد الشيخ البشير شقيق عمر الشيخ البشير
والأستاذ حسن أحمد مدني

ومن أجمل الطرائف أنهم دخلوا المدرسة الوسطي في نفس العام الذي استلم فيه عبود السلطة 1958 وإن الشاعر عكير أرسل تلغراف شهير لمجلس قيادة ثورة17 نوفمبر
حفظه جميع الطلاب

إلى
سعادةالغضنفر اللدود
الفريق إبراهيم عبود

والغضنفر المهاب اللواء أحمد عبد الوهاب
قف
عاش العيش
وفاز الجيش

عكير الدامر

والرجل موسوعة حبلى بالذكريات والقصص الجميلة عن الدامر وأهل الدامر

لكن أجمل شيئ أنه عندما أراد أن يتعين موظف في السكة حديد وكان الموظف في السكة حديد مثل المغترب اليوم في مملكة بروناي

فقدم للوظيفة 300 َطالب
وكان المطلوب عدد 60 موظف فقط
علي نطاق السودان والتوزيع من عطبرة إلى كل السودان فذهب للتقديم ولم يخبر أحد وجلس لامتحان فيه 300 ممتحن من كل أرجاء السودان
وعندما إنتهى الإمتحان علم أن الَمطلوب من ال300 فقط عدد 60 موظف
فقنع وزهد فيها وتركها وسافر للخرطوم ليبحث عن فرص أوسع
وهنا في عطبرة ظهرت النتيجة وعلقت على البورت وكان هو رقم 26 أي من ضمن الستين الناجحين

وكل المقدمين للوظائف كانوا يتابعون
ظهور النتيحة وبمجرد ظهور الاسماء الفائزة استلم كل واحد وظيفته إلا الموظف رقم 26 عثمان محمد مصطفي الأمين

لم يحضر لعدة أيام

تعرف
ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟

إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
تابع معى

Post: #220
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-17-2022, 11:09 AM
Parent: #2

نقلا عن قروبات واتس اب
[12/17, 1:00 PM] بابكر محمد أحمد عباس: الاخ محمد حسن انا لست بفقيه ولكن بصلي واصوم وماشين على الوسطيه حسب ما علمونا الدين في المدرسه وانت كذلك .
محمود محمد طه انا ما قريت ليه لانه خوفونا منه ومن الجمهوريين لكن المقاطع التي ينشرها استاذ بابكر ما اطلعت عليه لا ارى فيه شئ يتعارض مع قناعاتي
[12/17, 1:00 PM] بابكر محمد أحمد عباس: الأخ العزيز طارق محمدعثمان انا سكنت وجالست الاستاذ بابكر محمد أحمد عباس وأسرته قرابه العقدين من الزمان وبصفته كادر ومن كوادر الإخوان الجمهورين وجالست رفاقه الجمهوريين وهم صفوه من المعلمين والاساتذه الإجلاء فيهم من درسونا العلم وفيهم موظفين من الدرجه الاولى سمعت حديثهم وصليت عندهم وسمعت الذكر وطيب الكلام وجميل اللحن في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم. فوالله عندما يحدثونك عن قيام الليل والتهجد والوضوء وإحسانه والطهاره وشروطها ودخول الحمام فوالله وتالله تحس انك تجالس وتسامر ملائكه وليس بشر وصحابه إجلاء
فوالله طيله جلوسو معهم لم اسمع منهم إلا طيبا ولم ارى منهم إلا طيبا ولم يقولوا لي افعل هذا أو اترك هذا بل كل خير يدعونني إليه وكل شر ينزرونني عنه... حضرت تشيع جنائزهم فوالله لم أرى تشيع جنائز وحرمه مواتي مثلها يزفون ميتهم كأنه عريس وتتمنى أن تموت ويشيعونك الاخوه الجمهوريين.. نساؤهم يتوشحن البياض كاكفان الموتى يذكرونك بالموت وسكراته والقبر وضماته والحساب والميزان وكفاته... يعيشون بالذهد ويمشون بين الناس بالتواضع شريفهم متواضع وفقيرهم غني... شرفهم مصان وجلوسهم أمان عندما نجالسهم تحس انك وسط أسرتك وأهلك لا يكلفونك فوق طاقتك ولا يحملونك ما لاتطيق
قلبهم رقيقه
ودورهم وسيعه
طعامهم الجاف
واكلهم الحاف
لهم منا اندي تحيه
وقلوبنا عنهم رضيه
عشرناهم بحسن نيه
وفارقناهم ولهم عندنا شهيه
اخوك
ابراهيم الصيني
الافلاج
جنوب الرياض
🖐️💐🖐️
[12/17, 1:00 PM] بابكر محمد أحمد عباس: الباشمهندس فضل المولي الهريف تحيه وتحديات واشواق
إنا لاقريت ولاشفت عن الأستاذ ولا رأيته في حياتي
ولكن جالست وسمعت من حيرانه الصغار كا الأستاذ بابكر محمد أحمد عباس هاتفا ورفاقه من اساتذتي الأجلاء
فوالله وتالله وبالله وأدوات القسم كلها
لا ترتاح نفسي الا مع هذا الأستاذ وكلماته التي تمر على قلبي كأنها نسمات برسيم الخور عندما تمر عليها المغربيه وتغازل زهراته البنفسجية طيور الجنه العصراويه.... نفسه بارد وحديثه درر بيارق إذا جالسته ما أحببت أن تفارق
🌹🌹🌹

Post: #223
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-31-2022, 08:26 PM
Parent: #2

كتب محمد المسلمي الكباشي في سودانيزأونلاين



سلام الاخ عبدالله عثمان وضويفه

لي علاقة خاصة مع الاخ عثمان عووضة فهو صاحب مشاغب .. اتصل علي قال معاوية الزبير وصل
السودان وفي كوستي بكرة جايي الخرطوم لكن هاك تلفون عبدالله عثمان الجمهوري قلت ليه يازول متاكد
رسل التلفون واتصلت عليه للمطايبة والمقابلة غدا وعدني انه سوف يتصل علي .. تاني يوم الصباح اتصل
انه موجود في الخرطوم ويريد السلام علي وبسرعة اتصلت علي عثمان عووضة وتقابلنا معه في نفس مكان
حدد وبسرعة .. كان اللقاء غريب وعحيب كاننا نتعارف منذ سنين وسنين ووجدت معاه كوكبة من العلماء
منهم زميل المنبر دكتور مصطفي الجيلي وتم التعارف بيننا وتطايبت النفوس بدون اي حواجز وجلسنا
في أنس عام وذكريات جميلة كانت من العم عثمان عوووضة وتفرقنا علي ام نلتقي مرة اخري
وكان الاتصال الاخر مني بعد يومين فقام الاخ عبدالله عثمان بفتح التلفون دون الرد وبعد مسافة رد علي
مع الدعوة بالحضور اليهم في منزل اخيهم في الخرطوم وذهبت اليهم مع زوجتي وكانت جلسة كبري حضرها
لفيف من الناس الطيبين والرجال الذين تسعد برويتهم كنت جلوس مع الاستاذ طلب فهو رجل موسوعة من العلم
والاخلاق وكان بجواري الاخ الطيب محمد الحسن نسيب عبدالله عثمان وهو يقرب لنا من ناحية حبوبتنا جميلة
وكانت زوجتي تجلس مع ماما نوال والاخوات شويدن والدكتورة نزيهة وأخوات أخريات جلسنا معهم حتي اخر الليل
وتناولنا معهم وجبة العشاء وحضرت مجلسهم وتم اهداء منهم الي قصيدة كاربة .. وقدم لي الدكتور مصطفي الجيلي
كتاب رسالته في الدكتوراة هدية منه قيمة وودعناهم علي امل الحضور الجمعة الي عقد قران ابنهم يوم الجمعة في
جبرة الساعة الرابعة عصراً وكنت حضور مع آلاف السودانين وشهدت العقد وكان بسيط في كل شي وتمت خطبة
العقد وكانت تتحدث عن تبسيط الزواج والإصلاح بين الازواج واستدل بقصة مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله
عنه واشترطت الزوجة والزوج ان تكون العصمة بينهم بالتراضي وان لايعدد عليها الا وفق الضرورة القصوي

-----
كانوا اخوة متحابين بينهم يقبلون الجميع بصدر رحب

[/]

سلام الاخ الدكتور عبدالله عثمان وضيوفه
الشخصية الانسانية البسيطة التي يتمتع بها الاخ الدكتور عبدالله عثمان تجعلك تعيد حساباتك في الدنيا البسيطة اكثر من مرة
شخص بلغ درجة علمية ووظيفية في المجتمع المادي الان يجعله يعيش في عالم الجري وراء هذه الاشياء ولكن اخونا عبدالله عثمان شخص
غير ملكته الطيبة الفطرية الحقيقية التي تجبر كائن من كان التقي به ان يحترمه ويسعي ان يكون مستمع له في تاني حقيقي لنيل المعرفة
البسيطة من السلوك الإنساني العجيب الخاص الذي جبل عليه وارتاحت نفسه لمواصلة العمل والسير فيه بأريحية لاتوصف اكتب لكم عن
شخص تقابلنا في ظرف سريع قدر لنا ان يكون زمنه محسوب لارتباطاته مع أناس لاتجمعه معهم الا المحبة والمواصلة في الاجتماعيات
الخاصة .. قدر الزمن الحسابي بضيق الوقت ولكنه أخذ سعة روحانية حقيقية جعلت المعرفة كأنها سنين طوال او ابناء منطقة او عمومة او
بينهم من التواصل الحقيقي القديم بينهم ..

-----
المهم لي عودة في هذا الموضوع عن صاحب البوست والدكتور مصطفي الجيلي والوالد الاستاذ طلب زهران وماما نوال

Post: #20
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: الزبير بشير
Date: 02-11-2020, 07:12 AM
Parent: #1


الاخ النذير

رجاء خاص

اطلب من المهندس الشيوعي بكري انقل ليك هذا البوست الي الربع الثاني و الثالث و الرابع

تخريمه :

اذا اديت الزول الطلب منك القروش ما عندك من فلوس كنت الان تكون اغني من بل قيت بتاع مايكروسوفت ، دفقت اللبن .

الزبير الختمي

Post: #21
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-11-2020, 09:30 AM
Parent: #20

ميرغني حمزة علي (النصري):
-----

الخرطوم: الصحافة
بقلم: عبد الحميد الفضل
كان العام 1957م، وكنا كالزغب وسط قرانا في الشمال البعيد نلهو وراء (غنيماتنا) ثم نقضي جل نهارنا نسبح على شواطئ النيل ثم نعدو وراء ما يسمى «تمر الهبوب» وهو بضع بلحات تقع من رأس النخلة بفعل هبات الهواء... هكذا كنا حتى اذاع المذياع اسماءنا للدخول للمرحلة الثانوية وكان حظ اكثرنا القادمين من مدارس القولد ومروي والبرقيق وحلفا وشندي قد اذاعهم بمدرسة بورتسودان الثانوية وكانت مدرسة جديدة تقاسمت مع وادي سيدنا ابناء الشمال القصي.
كانت الرحلة الاولى خارج قرانا ومدارسنا الوسطى اعد لنا اهلنا الزوادة وخاطوا لنا الاردية والقمصان البيضاء واشتروا لينا السنادل البنية ووقفت النساء والاطفال والرجال يودعوننا لقد كان الفراق عصيبا في ذلك الزمن واقلعت بنا الباخرة البيضاء لأول مرة وكلما توقفت في محطة بعد محطتنا (رومي البكري) كلما حملت اثنين او ثلاثة او اربعة بشنطهم الصغيرة (وقفافهم) المملوءة بلحا وزوادة ملفوفة داخل (طرقات) من الكسرة.
ومن الباخرة الى قطار سريع نشاهده لأول مرة حتى حط بنا في مدينة بورتسودان وكان القطار قد امتلأ بالقدامى والجدد من الطلاب اما نحن الجدد فقد تاه بنا الدرب حتى تعرفنا على عربات المدرسة حاولنا الدخول اليها ففشلنا، امتطينا عربات التاكسي حتى وصلنا المدرسة داخليات جديدة نوافذها من الزجاج وميادين واسعة وهرعنا الى الكشوفات ومن ثم هرعنا كل الى داخليته كان الوقت عصرا وحجزنا «السرير» وفرشنا فروشاتنا وكل واحد منا ينظر الى الآخر دون كلام حتى حل الليل ودقت اجراس النوم في الساعة العاشرة فخلد الجميع الى النوم.
اصبح الصبح وكل منا في شوق لارتداء (الرداء) والقميص والصندل وتحركنا جميعا الى ساحة المدرسة لنجد انها اعدت اعدادا منظما وبدأنا بالجلوس على الارض وبدأ الاساتذة يحتلون الكراسي المصفوفة امامنا .. وما ان استوى الجميع حتى ظهر (ناظرنا) طيب الله ثراه الاستاذ ميرغني حمزة قادما من مكتبه مربوع القامة على خده شلوخ طولية خفيفة عيناه براقتان لقد امتدت كل انظارنا اليه بسيط المنظر ايضا يلبس (رداء) وقميص ابيض ننظر اليه قادما من مكتبه (مكتب الناظر) له عرجة خفيفة غير مرئية حتى وقف امامنا جميعا فعم المدرسة كلها صمت تظن فيه ان الانفاس قد انقطعت لقد كنا نحن التلاميذ الجدد في شوق لرؤية هذا المنظر الفريد (ميرغني حمزة) الفقيد الذي فقدناه قبل اسابيع من نشر هذا المقال في المنصة وخلفه صف طويل من الاساتذة و(الجهابذة) لا نعرفهم ولكنا كنا نلتقط بعض الاسماء من الطلاب القدامى الجالسين معنا (الطيب عبدالحيمد) ، عثمان الفكي، عبدالسلام محمود، عثمان عبدالوهاب، سالوهان، ابوالزين، علي خميس ، بابكر السيد ، عباس صبحي، الجرتلي ، احمد محمود ، محمد ا حمد عبدالرحيم، وآخرين من انجلترا والهند... كل هؤلاء لم يلتفتوا كثيرا بجانب ناظرنا الذي امتدت اليه انظارنا جميعا وطافت بنا الايام والشهور والسنين من حياتنا القصيرة في الاولية والوسطى لتلتقي بنا في هذا المشهد الفريد الذي رغم مرور الاعوام والاحداث لم يغب عن اذهاننا واخيلتنا لقد كان (ميرغني حمرة) رحمه الله رغم بساطة منظره وملبسه وقسمات وجهه التي كانت لا تختلف عن قسمات وجوه آبائنا واعمامنا الذين ودعناهم في اقاصي الشمال.. التفتنا اليه بكلياتنا واضحنا اليه لنسمع كل مفردات حديث ناظرنا الجديد فإذا بحديثه كله شوق وسلام ثم خصنا بعد ذلك نحن الطلاب الجدد بحديثه مرحبا ومتأسفا لما قد يكون هناك تقصير في بعض المناحي الخاصة بنا في الداخليات والفصول وطلب من طلابنا السابقين بالمدرسة مساعدتنا والاهتمام بنا ثم عرج الى اسطر الدرس والتحصيل وقدم لنا كافة اساتذتنا بطريقة شدت انظارنا خاصة نحن التلاميذ الجدد قدمهم واحدا واحدا ونحن نلتفت نحو كل واحد منهم برؤوسنا الصغيرة واعناقنا النحيفة وقلوبنا تضطرب لهذا المنظر الجذاب الذي اجاد فيه (ميرغني حمزة) فقيدنا (الذي فقدناه منذ اسبوعين من نشر هذا المقال).. ثم عرج بعد ذلك على النظام الذي تسير عليه المدرسة بالمواعيد المضروبة لشرب الشاي ولدخول الفصول وللفطور والنداء وتواقيت الألعاب والتدريب العسكري والعشاء وجرس النوم وغيره ثم بعد ذلك دلنا على كشوفات الفصول وانفض الاجتماع وهرولنا للكشوفات فإذا بي اجد نفسي في فصل (الريحاني) واقرأ القائمة عسى ان اجد فيه افراداً من مدرستي الوسطى (القولد) الوسطى المشهورة فلم اجد احدا وبدأت في القراءة، عبدالعظيم الشيخ مدني، عثمان علي ابوبكر (رحمه الله)، احمد الامين عبدالله (الدوليب)، زكريا بشير امام، عبدالعظيم محمد احمد عكاشة، محمد الحسن احمد، ابراهيم الزين، عزالدين محمد عثمان، (ما شاء الله)، ودخلنا الفصول واقفلنا ادراجنا (كنا نحمل الطبلة والمفتاح)..
وهكذا بدأ ميرغني حمزة يقود دفعة من الطلاب ويعدهم لحمل عبء المسؤولية في تجرد وبساطة فجأة تجده في حجرة الطعام الى جانبك ليسألك عن الطعام فتتلعثم عن الاجابة لم نكن نتعود ان يكون الناظر بجانبنا يسألنا.. فأصبحنا على يديه الطيبتين الحانيتين نحمل اعباء الوطن فخرج على يديه البروفيسورعزالدين محمد عثمان ، والبروفيسور زكريا بشير امام والداعية علي محمد احمد جاويش ومحمد سليمان حجار (المراجع العام)، والبروفيسور عبدالله ابو سن والدولب (والد الشهيدين وشيخ المعلمين) والفريق مهدي بابو نمر والفريق د. عباس ابو شامة وزير الداخلية ، والفريق صديق الحسين (سلاح الخدمة) ، والمرحوم د. خوجلي عبدالرحيم (مستشار صندوق النقد الكويتي ، والمرحوم د. فيصل عبدالله جميل، والفريق عثمان محمد الحسن وزير الدولة للدفاع، والبروفيسور ميرغني فتح الرحمن، والفوال، وشخصي الضعيف، والكونج ، وكتمه، وسناده، وماجد المريخ، عبدالله محمد علي، بروفيسور النجومي، البروفيسور حسن أبشر الطيب ود. انس العاقب ، د. عمر محمد علي (المصرف العربي)، والمرحوم خوجال والقائمة طويلة، لقد كانت ايادي ميرغني حمزة طيبة كنا نحس انه احد أبنائنا وليس احد نظارنا كانت اسارير وجهه وحديثه اليك ينم عن رجل محض بطيبة اهل السودان والقيم والمثل والاخلاق التي يتعلق بأهدابها المعلم السوداني... كنا احيانا نأتي مرورا من امام مكتبه لنسترق النظر اليه نجد الى جانبه الاساتذة الطيب شبيكة وضرار صالح ضرار وعبدالله سلمان اروع المعلمين واعظم المربين كنا نجري نحو الطلاب المزدحمين حول الشاعر مبارك حسن خليفة نتحدث اليه ضاحكين اما عبدالسلام محمود وصديقه عثمان عبدالوهاب فقد كانوا طلابا قبل ان يكونوا اساتذة ، لقد استطاع الفقيد الناظر ميرغني حمزة ان يجعل من المدرسة اسرة واحدة...
مرة وفي منتصف يوم الدراسة دق الجرس وهرول الفراشين في الفصول لاجتماع كل المدرسة كان ذلك الحدث غريبا فجرينا جميعا نحو الساحة وبدأنا في الجلوس واصطف الاساتذة ونحن ننظر الى مكتب الناظر الذي خرج منه الينا بنفس طلعته النافذة وشخصيته العطوفة الرحيمة حتى وقف امامنا وران الصمت في صفوفنا فإذا به يخاطبنا مشفقا:
واحد من إخوانكم جاني الصباح في المكتب شايل هدومه قال لي أغسل لي هدومي...
وعمت صفوفنا ضحكة مجلجلة ولكنه قابلها بحزن شديد وحسن اشد :
اقول ليكم اخوكم اصابه الذهول تضحكوا؟!! لقد تقصيت السبب فوجدت انه انقطع للمذاكرة طول اليوم والليل فأصابه هذا الذهول... وأنا اريد ان انبهكم ان الواحد لا يجعل كل وقته للمذاكرة لازم يرفه عن نفسه قليلا لازم يكون هناك (change of activity) انا حزين لأخيكم.. نسأل الله له الشفاء..
هكذا كانت التربية.. لم ينقطع بعض طلابه وعلى رأسهم الزميل عبدالمنعم محمد علي وزملائه سنادة وكتمه وحجار وغيرهم من زيارته حتى لحظة انتقاله الى الدار الآخرة قبل اسبوعين فكان حاضر الذهن لا ينسى ابناءه الذين جلس معهم خمس سنوات كان يرسل دعواته الطيبات اليهم وهو يقلب صفحات مصحفه ويتدبر آيات ربه البينات ... بإسم كل طلابه الذين ذكرناهم والذين لم نذكرهم وباسم المعلمين الذين رافقوه في ذلك الدرب المقدس نسأل المولى القدير ان ينزل عليه شآبيب الرحمة والغفران... لقد جاءني دفعة من طلابه (الشيوخ) الآن وطلبوا مني ان اسطر هذه السطور نيابة عنهم عرفانا لهذا المربي الجليل له الرحمة ولتلاميذه (الشيوخ) الآن رضاء رب العالمين والحمد لله.
طالب - بورتسودان الثانوية الحكومية
1957-1961م

Post: #22
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 10:32 AM
Parent: #21

كتب "عاطف" من نافذة الفيسبوك معلقا على مداخلة الزبير بشير الختمي:

Quote: Atif Omer Mohamed Ali
وانضّمَ للمسرح الكوميدي
درويش رباطي ختمي!

معليش يا الزبير
كلمة رباطي دي وصف
وصف بيهووو محمودهم شيوخ الصوفية!
كل الصوفية!
والله صحي!

فمعذرة إن جاك رايش من الفكر الدايش!


أرجو من عاطف أن يأتي من كلام الأستاذ محمود بما يدعم قوله، النص والمرجع.

Post: #23
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 11:15 AM
Parent: #21

سلام يا عبد الله
هذه صورة معلمي مدرستي بورتسودان الأولية والوسطى سنة 1935 حسب موقع الراكوبة ومنتدى الحصاحيصا. أستاذنا ميرغني حمزة في الصف الواقف رقم ثلاثة من اليمين.


Post: #24
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2020, 11:35 AM
Parent: #23

سلام يا عبد الله
زرت صالون الجمهوريين اليوم ووجدت صور تشييع عمنا الأستاذ ميرغني حمزة 2 يونيو 2010 نفعنا الله ببركته

Post: #25
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-13-2020, 08:24 AM
Parent: #24


الأستاذ مامون عبدالله* لطفي:
---
كتب الأستاذ محمد النور كبر المقيم بكندا
اكثر الأساتذة علوقا بذاكرتي..و ممن صرت اقلدهم حينما كنت امثل دور المدرس لاحقا..هم اساتذة المرحلة المتوسطة في مدرسة الدلنج الأميرية..هم احمد الزين علي..السر محمد خير..مامون لطفي..محمد جاجا الضاي..و عيسى عثمان عبده..و من كل اخذت خصلة..
---
و ايضا من اساتذتنا في الأميرية.. استاذنا مامون لطفي (من رفاعة ثم امدرمان)..و كان يدرسنا (تأريخ السودان)..و المقرر كان في السنة الثالثة متوسطة..و استاذنا مامون كان من الأخوان الجمهوريين..و هو الذي علمنا (طبعا اكتشفنا لاحقا) مبادئ الفلسفة النقدية..و كان يقول لنا.. لا تصدقوا أي كلام يتقال..و التأريخ لازم تغربلوهو كويس..وعشان يكون عندك راي في حاجة لازم تسمع و تقرأ مصادر مختلفة..و اراء مختلفة.. ثم تكون رأيك و تقولو (أي و الله.. هذا كان يحدث في المرحلة المتوسطة..!!!)..
---

ومسألة الخوف التي ذكرتها لك نبهنا لها من زمن بكير استاذنا مأمون عوض* لطفي وكان حينها استاذنا في المرحلة المتوسطة بالدلنج والذي اوصانا قائلا أقروا وماتخافوا من الكتب وغربلوا منجزات المعرفة بعقل مفتوح وفي النهاية الصالح سيبقى ..وهي دعوة اتمنى ان يعمل بها الجميع..ولقد أدركت اثرها اثناء وجودي في قلب العالم الغربي..فهنا الناس ،واظنك قد تكون لمست ذلك ايضا، يكمن سر تطورهم في امتلاكهم للذهنية المفتوحة والقدرة على النقد والتقييم ..وفي فعل ذلك قد تخلصوا من الخوف من منجزات الآخر

كتب كبر
كتب د. حيدر بدوي صادق (أمريكا/ قطر / السودان):
شدني ذكرك للأستاذ مأمون عوض لطفي، صديقي وأخي العزيز الذى زرته أثناء فترة عمله بالدلنج. كنت وقتها عضواً في وفد من الإخوان الجمهوريين، نعمل في نشر كتبنا ودعوتنا في أنحاء السودان المختلفة. سرني أنك تحمل أثره فيك حتى الآن، فهو من المعلمين الأفذاذ الذين لايمحي لهم أثر. لك كل الود، فقد أحييتني بذكرى من أحب
اخي..حيدر حبابك
الدلنج..تستغرقني الى حد الشوق..فهي مدينة أسبارها قصـائد لا تنتهي..هكذا أراها وحب الناس مذاهب..اتمنى ان يكون أثرها في جواك باقي بالخير..
الاستاذ مأمون..انسان نبيل من ناس الزمن الجـميل..وعلمنا معنى الأختلاف واحترام الأخر ..و يا ليتك تبلغه تحياتي ان كان لديك تواصل معه..وكذلك الأستاذ الأمين محمد نور الذي جمعني به حوار بمكتب الأخ أبوذر الغفاري بشير، والذي كان مكتبه جوار المكتب الذي كنت اعمل فيه بأمدرمان..والأثنان على أختلافهما الفكري والسياسي كان يتحاوران بهدوء وأحترام..
ودمت
كبر

====
مامون عبدالله لطفي (وقد كتبه لأخ مامون عوض لطفي) وعوض عمه في الحقيقة.
يقيم مامون الآن في أم درمان بعد التقاعد وبعد فقده لزوجه الأستاذة نوال حسن سيداحمد مالك (أبية)


تغييب مـهيرة: اسقاطات علاقات الجندرتغييب مـهيرة: اسقاطات علاقات الجندر

Post: #26
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-14-2020, 09:02 AM
Parent: #25

كتب الأستاد الدالي رحمة الله الخبوب المحامي* عن الأستاذ الجمهوري علي لطفي عبدالله:

واشوقاه لأيام الكوة حين كنا نتلمس الخطى في درب المعرفة على يد جيل رائع من الأساتذة والمربين وكنا نجادلهم بفصاحة تفوق سننا وكانوا يحتملون ويجاوبون الأسئلة سهلها وصعبها دونما ضجر
لهم التحية وخاصة الوالد الرائع الأستاذ علي لطفي
ولا زلت أذكر تلك الغرفة المعزولة بمنزلكم بالكوة التي كنا نجلس فيها الساعات الطوال نتبادل النقاش والقفشات وزهير العذب يملأ الكاسات بالشاي الما خمج
آخر مرة التقيت زهير كان في منتصف التسعينات في عيادته وخلع ضرسي بقليل من البنج وكثير من النكات الحلوة وكان لسه ما تزوج
والله سعيد أنه تزوج وعنده طفلين بلغه تحياتي وكم أشتاق إلى رؤيته والله

وبدوي أين هو هذا الشقي كانت لنا أيام حلوة بالخرطوم وقد شهد معنا ايام الضنك والعذاب والإهانة بلا سبب من اناس انعدمت فيهم الرجولة والأخلاق لكن الله موجود ويمهل ولا يهمل
سلم على بدوي كثير السلام ولو عندك تلفونو أديني ليهو

أما معتز التنقاري فهو والله نعم الرجل وقد تزاملنا لفترة في مسقط فوجدته رغم صغر السن غزير العلم والأدب بلغه تحياتي وعاطر أمنياتي

ولك أنت يا صفي الروح كل مودتي وسوف أتصل بك بالتلفون لأسمع صوتك بعد هذه القطيعة التي استمرت لأكثر من طاشر سنة

قلت لي هبووب دي شنو الحبوب دا يا لطفي جدي فأنا دالي رحمة الله الحبوب ولا نسيت يا غبيان
لك كل الحب

دالــي



Post: #27
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-14-2020, 09:21 AM
Parent: #26

كتبت اماني عبدالجليل

الي

غيبوني في مجاهيل الهوي
وابنوا لي من الاشواق دور

عطر الله ايام هدى قباني
كانت تنشدها
فتغرقني في دمعي

هدى قباني واحمد محمد الحسن اصدقائي الجميلين
تمتعت بهم ردحاً قبل سفرهم الى السودان
هدى تلك الابنوسة الصادحة ما اجملها ، لها محبتي واحترامي اين ما كانت

—-
أماني عبدالجليل (الجندرية) جاورت الأستاذة هدى عثمان سليمان قباني ردحا في اليمن السعيد

هدى وزوجها أحمد محمد الحسن عمر عادا للسودان منذ زمن ويقيمان بامتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم

Post: #28
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-14-2020, 09:31 AM
Parent: #27

كتب منتصر محمد زكي من أتبرا:
محمد عطا قمر: رجل من طينة أخرى

لشهور ظل الغفير الستيني بورشة السكة حديد يتعامل معه
كواحد من العمال .. لتواضعه الجم .. ملبسه البسيط ودراجته
الكحيانة عديمة الرفارف .. :( محمد عليك الله جيب معاك موية )
.. ( محمد إتنين شاي بالله ) .. وكثيرا ما يشاهد وهو يحمل (الأستبة) في يده ذات يوم كان (س) ويعمل في وظيفة ملاحظ يجلس بجانب الغفير فمر بهم محمد في طريقه إلى البوفيه وحياهما من بعيد فصاح الغفير بكل عفوية :محمد عليك الله إتنين شاي معاك .. إندهش الملاحظ لجرأته وسأله: كيف تقول ليهو جيب معاك شاي ؟
فرد عليه الغفير: مالو ياخ ما ولدنا ..
الملاحظ: إنت عارف الزول ده وظيفتو شنو؟
الغفير: أيوا عامل (طلبة) .
الملاحظ: الزول ده مهندس ورئيس قسم كمان
عندها فاضت دموع الرجل الستيني من بين دهشته .. ليس خوفا بل إعجابا وحبا في تواضع رجل من طينة أخرى ...
علمت أن محمد عطا من الأخوان الجمهوريين
ولا ينقص ذلك من تواضعه وزهده مثقال ذرة ...
——
عقب الاستاذ محمد جاد كريم

تحية وتقدير للمهندس محمد عطا قمــــــر، وهو حقيقة قمة فى التواضع حتى قبل أن يكون جمهورى.
الأخوان الجمهوريين ـــ ناس أفاضل ، دربهم الأستاذ الشهيد محمود محمد طة، ورباهم خير تربية،

—-
كتب طلعت الطيب

لو قلت فى عطبرة محمد عطا قمر يمكن ما يعرفوه
كان مشهور ب (زروق)
فعلا انسان من طينة نادرة
اعتقد انه التزم كجمهورى فى سنته الثالثة بكلية الهندسة، وهو انسان من صغره طيب السيرة والسريرة
كان محبوب جدا ليس فى حى الامتداد الشرقى فقط بل فى كل المدينة

Post: #29
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 02-14-2020, 10:26 AM
Parent: #28

احبهم كلهم

Post: #30
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-14-2020, 10:48 AM
Parent: #27

شكرا لك يا بابو

غيبوني في مجاهيل الهوى * واضربوا حولي من الأشواق سور

نسأل الله ببركة هذه الحضرة أن ينعم على أخينا عوض الكريم موسى بالشفاء وتمام العافية. استمعت إلى القصيدة اليوم من إنشاد كرومة.
https://www.alfikra.org/poem_view_a.php؟poem_id=151https://www.alfikra.org/poem_view_a.php؟poem_id=151

والتحية لأماني "الجندرية" ولكل من شارك في هذا البوست

غيبوني في مجاهيل الهوى غيبوني في مجاهيل الهوى




Post: #31
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-14-2020, 10:48 AM
Parent: #27

شكرا لك يا بابو

غيبوني في مجاهيل الهوى * واضربوا حولي من الأشواق سور

نسأل الله ببركة هذه الحضرة أن ينعم على أخينا عوض الكريم موسى بالشفاء وتمام العافية. استمعت إلى القصيدة اليوم من إنشاد كرومة.
https://www.alfikra.org/poem_view_a.php؟poem_id=151https://www.alfikra.org/poem_view_a.php؟poem_id=151

والتحية لأماني "الجندرية" ولكل من شارك في هذا البوست

غيبوني في مجاهيل الهوى غيبوني في مجاهيل الهوى




Post: #32
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-25-2020, 05:28 PM
Parent: #31

تمر علينا غدا ٢٦ فبراير ٢٠٢٠ الذكرى ١٨ لرحيل الاستاذ سعيد الطيب شايب

كتب الباشمهندس جبريل محمد الحسن:

عند ذهابي الى العمل تم توزيعي للعمل بمدينة المناقل , فأخبرت الأستاذ سعيد بذلك ..ومن من سكان مدني لايحترم الأستاذ سعيد ويجله ويقدره ولايرد له طلباً .. فتحدث الى نائب مديرنا السيد محمد محمد طه وطلب منه أن يبقى جبريل بمدنى لأننا نحتاج اليه فى المدينة فوافق على الفور..وفى الصباح حضرت أشرب معه الشاى وخرجت معه فى الثامنة الى العمل وكان يعمل وقتها بالمديرية , ويذهب اليها سيرا على الأقدام وكذلك الرجوع فى أغلب الأحيان ..وكان معنا الأستاذ إبراهيم يوسف .. وطريق الأستاذ سعيد الى العمل يمر بداخل الأحياء إختصارا للطريق ولكنه لا يخطو خطوة حتى يوقفه أحد يسلم عليه من النساء أوالرجال أوالصبيان .. وليس السلام عابرا وإنما سلام شوق ومحبة وتصحبه السواليف عن الصحة والأهل وبدلا من أن يأخذ الطريق ثلث الساعة يأخذ ساعة كاملة وأحيانا يزيد على ذلك وكان الأستاذ إبراهيم يوسف يعلق ضاحكا ( الواحد مفروض يكون مع العارف كالميت بين يدي الغاسل لكن أنا ميتأ بنضم ياسعيد)..لا أظن أن هناك شخصا بمدينة مدنى لايعرفه سعيد أو لايعرف سعيد .. فقد كان يعرف من عوض حلاوة ومحمود لي وحيدر قضامة الى الوزير محمد عبد الكريم عساكر والمحافظ أحمد حسن وحاكم الإقليم الأوسط عبد الرحيم محمود ..وقد قال لى أحد العمال معنا بورشة الحفريات إسمه قنديل دفع الله , أن سعيداً كان يعمل بهذه المؤسسة لفترة من الزمن , قال كنا ننتظر قدومه فى الصباح, ونترص كلنا ننظر إليه وهو يسير فى الدرج صاعدا الى مكتبه وهويسلم على الموظفين والعمال باليمين وباليسار, وبوجهه الوضاح وإبتسامته العريضة التى تملأ وجهه كله ..وأما مشيته بالجلابية الناصعة البياض وعمامته التى تزين رأسه كأنها التاج الملكي, وبسطة جسمه وهو يحرك يده اليسري,كانت كأنها مقطوعة موسيقية تعزف السلام الجمهوري ..

من ذكريات جبريل محمد الحسن

Post: #33
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-25-2020, 07:45 PM
Parent: #32

سعيد المابعيد
اليوم ذكرى رحيله

Post: #34
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: صلاح أبو زيد
Date: 02-26-2020, 06:28 AM
Parent: #33


تلقى"فيهم" كنوز محبة



Post: #35
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2020, 07:29 AM
Parent: #34

لطيفة يا أستاذ صلاح أبو زيد

كتب عبداللطيف البوني:
د. النور حمد
(1)
رغم أننا من منطقة جغرافية واحدة إلا أنني لم أحظ بلقائه إلا مرات قليلة تحسب على أصابع اليد الواحدة، وهي على قلتها متباعدة وكانت هناك بعض المكاتبات بيننا إلا أنني ظللت متابعا وبشغف لإنتاجه الفكري والسياسي الغزير. فالنور حمد كاتب مثمر وكتاباته محفزة على التفكير وهو من حملة مشاعل الحداثة دون أي دعاوى عريضة أو استعلاء على المتلقي, يدخل على التاريخ ببصيرة متقدة ويخرج منه بمشاعل تضيء الطريق للمستقبل، حاد في نقده للواقع ولكنه يغلف نقده بلغة موضوعية سلسلة تجعل تلك الحدية (مبلوعة) وقابلة للهضم، ولكن الأجمل أن كتابات النور تعطي فرصة للاختلاف الموضوعي لتكون الصورة النهائية التي ترسخ في ذهنك شراكة بينك وبينه.
(2)
مناسبة الرمية أعلاه هي أنني في الأسبوع الماضي شاهدت لابل عشت مع الدكتور النور حمد في سهرة تلفزيونية مدهشة على قناة النيل الأزرق قدمها الأستاذ الأديب مصعب الصاوي يمكن وصفها بأنها سهرة مع النور الفنان المغني، وليس مع النور الكاتب. فعزف النور على عوده بتمكن وغنى بصوت آسر شجي لعبد الكريم الكابلي وزيدان إبراهيم والعاقب محمد حسن، وأنشد أناشيد عرفانية وتحدث عن تجربته الخاصة في دراسة الفنون وتدريسها مشيرا لبعض تحولاته الفكرية. مصدر دهشتي هو أنني ما كنت أظن ان دكتور النور يمتلك عودا وأنه عازف متمكن وصاحب صوت طري وإذا أضفنا الى ذلك انه فنان تشيكلي متمكن وبهذا يكون الدكتور عبارة عن حزمة إبداع متحركة بيد انه معروف في الأوساط الثقافية بانه كاتب ومفكر فقط وبهذا تكون هذه السهرة الممتعة قد كشفت فيه الجوانب المكملة لشخصيته وبلغة الإعلام الوجه الآخر له، ولكن الأهم أننا اكتشفنا سر الإبداع في كتابات النور حمد الفكرية إذ لديه قدرة عالية على تفكيك أصعب المفاهيم وتقديمها بصورة مبسطة لأبسط قارئ.
(3)
نحن في السودان تلاحقت وتراكمت علينا الخيبات السياسية والأمر جعل كل حياتنا مسيسة بمعنى أن السياسة سيطرت على حياتنا فطالما أنها سبب الداء يكون من الطبيعي البحث عن الدواء فيها لذلك أصاب حياتنا القحط والجفاف، والأخطر كان التشرذم فأصبح المشتغلون بالهم الإبداعي في وادٍ والمشتغلون بالسياسة في وادٍ آخر فتحول السياسيون الى ماكينات سياسية مدخلاتها سياسة ومخرجاتها سياسة لا تعرف سكة للإبداع، ولا يعرف الإبداع سكة اليها وفي هذا تغييب للجانب الإنسانوي يؤدي الى عزله عن الواقع ويجعل السياسة تدور في حلقة مفرغة ومن هنا أتت سعادتنا وجاء ترحيبنا بتلك السهرة الرائعة التي قدمها مصعب الصاوي مع النور حمد لأنها أزاحت الحاجز بين النور المشتغل بالهم الفكري والسياسي، والنور الإنسان الفنان الذي يغني الغناء السودانوي العادي ولكن الأهم في تقديري انها أرسلت رسالة فكرية هامة وهي ان هذه الحياة أجمل وأوسع وأرحب وانها لا تسير بالسياسة وحدها، وان الفن ليس مكملا إضافيا للحياة بل مكون أساسي من مكوناتها، وليت كل المثقفين والسياسيين وكل النخبة التي تقود الحياة في بلادنا لا تستنكف عن الكشف عن مكونها الإنسانوي العادي فتغني على الملأ وترقص مع الراقصين وتهجج مع المهججين وتهيص مع المهيصين وتفكنا شوية من هذة الجدية والصرامة المصطنعة التي بها أصبحت تلك النخبة تعيش في حالة انفصام، أي في حياة مزدوجة، مسخت السياسة وضيقت على العباد وضيعت البلاد.

Post: #36
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-26-2020, 08:01 AM
Parent: #35

سلام النذير وصلاح أبو زيد وعبد الله عثمان

هذه الحلقة الظريفة مهداة لمن يظنون أن أمريكا أعطت الجمهوريين وضعا خاصا يختلف عن بقية السودانيين. البرنامج قبل حوالي 6 سنوات من اليوم



النور حمد مع الطاهر حسن التوم يتحدث عن هجرة الجمهورين لامريكا

Post: #37
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2020, 08:45 AM
Parent: #36

كتب الأستاذ عمر عبدالله محمد علي - مونتري كالفورنيا


الرجل النبيل محجوب عبد اللطيف محجوب

من أروع صفات الإنسان وأفضلها ، التواضع..الإنسان المتواضع دوحة ظليلة يهرب اليها الناس من كل مكان..كان الأستاذ الجليل محجوب عبداللطيف محجوب، حلو المعشر، دمث الاخلاق، كريم ومتواضع لأبعد الحدود. ولو كان للتواضع ملك، لكان هو محجوب بدون منازع.. .عرفت المحجوب كطالب في المدرسة القومية بمدينة كوستي ونحن مازلنا في ميعة الصبا. فأسرنا بعلمه الغزير وتواضعه الجم وبسمته الدائمة..لا اذكر اني رايته عبوس الوجه أو متجهما. فقد كان ومعه العقد النضيد من الأساتذة الاجلاء، فتحي المأمون الريح وكامل شرفي وأبوزيد والذين رحلوا باكرا عليهم الرحمة والرضوان، مكي أبوقرجة ومحمد عمر وبشير الطيب العربي ومهنا رابح مهنا ونصر الدين. فقد كان لهم الدور الرائد في نجاح وفلاح طلاب المدرسة.. فتخرج المهندس والعالم والسفير والطبيب، وغيرهم.. كان لهؤلاء الأساتذة الأجلاء القدح المعلي في نهضة التعليم ونشر الوعي و التنوير، في كل منطقة حلوا بها.
استاذنا الراحل المقيم محجوب كان أول من قام بتسليفنا كتب الآداب والمعرفة.. أذكر جيدا عندما حدثنا عن كتاب "الذين هبطوا من السماء" للكاتب أنيس منصور. وغير ذلك من الكتب التي توسع وتعمق أعمال الفكر فقد كان من نوع الأساتذة الذين يهمهم العصف الذهني، ويؤرقه كثيرا الركون للمسلمات، التي لا تتسآل، عن كيف؟ و لماذا؟ فقد كان من الذين يحثون الطلاب على البحث عن الحقيقة وأن يأخذوها من منابعها الاصلية، متابع الفكر والمعرفة ..فقد كان رجلا نبيلا بحق...
رحم الله الأستاذ الجليل محجوب عبداللطيف محجوب فقد كان من الاخيار الافاضل الذين ساهموا في رفعة النهضة والتعليم بمدينة كوستي..كان واسع المعرفة والاطلاع ومن الأساتذة الذين يمكنك أن تطلق عليهم صفة "الأستاذ الموسوعي" وقد اورثه تواضعه ولطفه الحكمة..
لقد تسنى لي بفضل الله، وبفضل تأثيره علينا أن أصحبه حتى موعد رحيله، ففي أخر زيارة لي لكوستي قبيل رحيله، تسنى لي زيارته مع الأخ الأستاذ الطيب محمد الحسن. حين دخولنا عليه وجدناه ، قد اكمل وجبة غداءه لتوه، فرحب بنا ترحابا حارا وأجلسنا في جواره نتجاذب معه أطراف الحديث؛ ونتذكر الأيام وأحداثها.
ما زالت بسمته المشرقة حاضرة "توّج" في ذهني، وظلّت عندي ذكرى عزيزة. أتذكر الآن أن حركته كانت، من أحد جوانبه، لا تتحرك بسهولة ولكنه كان يقاوم. نهض بنفسه وذهب وغسل يديه.. وعند خروجنا من منزله بعد الاستئذان اخبرت الطيب بأن يقوم الأخوان متى ما سمح وقتهم، بزيارة محجوب بصورة جماعية وتعطير مجلسه، بجلسات الإنشاد، فأجابني الطيب بأنهم يفكرون في ذلك الأمر.
كانت اشراقة بسمته بلسما وجسارة ، لم تفارقه حتى في خضم مرضه ومعاناته....الا رحم الله أخي وأستاذي الكريم محجوب عبداللطيف واكرمه عنده أحسن الكرم وعزاءنا لاهله واسرته وطلابه ومحبيه وعارفي فضله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...وسلام في العالمين على المحجوب اللطيف...
كلفورنيا..
عمر عبدالله محمدعلي
===
من المحرر:
الأستاذ محجوب عبداللطيف محجوب أصلا من منطقة شمال السودان (مناطق أم بكول) ونشأ بكوستي ودرس بمدرستها الثانوية "كوستي القوز".
عمل بالتدريس بكوستي وكنانة وأم درمان. وكما لاحظت يا أستاذ عمر أنه كان لا يرضى بالمسلمات مما تعارف عليه الناس من أفكار وهذا عين ما قاده لسوح الأستاذ محمود محمد طه فكان من أبكار من سلكوا هذا النهج في كوستي بل وفي السودان أجمع.
والده عبداللطيف محجوب من أعيان كوستي وله محطة في طريق المواصلات العمومي بأسمه وهي تقع بين لفة السرايات وترب النصارى.
في ترايخ كوستي الإجتماعي يحكون طرائف كثيرة من بينها طرفة للقاضي الأهلي ود نواي، ويتزيد فيها الخيال الشعبي كثيرا، ولكن هي بأختصار تحكي عن أحدهم شكا لودنواي أن عبداللطيف محجوب يأخذ رملا من أرضه، وهي أرض مخصصة لأخذ الرمال للبناء، حجّ القاضي عبداللطيف قائلا: واطو الله الواسعة دي ما لقيت غير واطة الزول دا؟! فأجاب عبداللطيف: واطة الله الراقدة دي يا مولانا سمعت بيها يوم كملت؟ هو اليشيل وأنا بشيل يومها التكمل اليشتكيني (أو كما قال) ويقال عن القاضي ضحك وقال له شيئا ما معناه "انتو الشايقية ما بتتقدروا" أو شيء من هذا القبيل..
وطالما "الشيء بالشيء يذكر" فهناك طرفة أخرى تتعلق بمحطة عبداللطيف صارت مثلا لجيلنا، فلا بأس من ايرادها:
يحكي أن بابكر الرندة* ركب البص لمنزله في حي النصر، أحس الرندة بأن نشالا يتحسس جيبه فألتفت اليه الرندة قائلا: في شنو؟! أحس النشال بالحرج فقال: دي عبداللطيف "يقصد المحطة" فأجابه الرندة بظرفه المعهود* بعدما دقّ جزلانه في الجيب التاني البعيد من النشال: لا!! عبداللطيف بي هنا.
بابكر الرندة أصلا من عوضية رفاعة وعمل بكوستي
طرفته "عبداللطيف بي هنا" صارت مثلا لجيلنا، وأخرى أيضا، فقد يحكي عنه أن خواجة من كنانة زار الرندة في متجره لشراء قماش فأخذ الرندة يردد له: كاش!! كاش!! فأجابه الخواجة نو كاش no cash فرد الرندة على الفور: نو كاش نو قماش!!

Post: #38
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-05-2020, 08:24 AM
Parent: #37

كتب عمر أبوالقاسم حامد:


جمعة حاج علي "ديـوجيـن" شخصية يونانية الطراز .. شاعر .. حكيم .. فيلسوف .. متمرد رافض للواقع الجامــد .. ماكوكه منطلق بذكاء اولو الألباب ..
كان استاذأ فى فى المدرسة المتوسطة فى قريتى " ام جرف " .. قريتى البسيطة الجميلة " ام جرف " تقع " قبلة " شمال شرق الأبيض وخورطقت .. وهى تقع وسط مثلث الأبيض ـ بارا ـ ام روابة .. وتقع مابين خورطقت وزريبة البرعى وام عدارة الشيخ الشايقى .. اهلها جوامعة جعفرية ناس أهل اباء مهدى مهنا وبشير ود ام البشير واحمد الرحيمة والمرحوم المليح وصلاح حميدة الخ .. واهل القرية حسب زعمى بفضل الله ناس طيبة وكرم الأمر الذى يجعل من المعلمين والمعلمات فى بلدية ام روابة واريافها .. غالبا يطلبوا من المسئولين ان يوزعوهم الى مدارس " ام جرف " هذا ما سمعته من معلمين ومعلمات كثر .. قالوا هم يبحثون عن القرية الأكثر تميزا فى الطيبة والمعاملة الأنسانية .. لعل السبب فى ذلك التميز يرجع لأن اهل قريتى يعتبرونها رئاسة عمودية ونار قراءن قديمة لذا لابد ان يحافظوا على نمو وتطور مكارم اخلاق انسانها ..
كل ذلك دفع جمعة مثله مثل الآخرين ان يلتحق بمدارس " ام جرف " .. وهو كان استاذ لغة انجليزية .. ولأنه كان صغير السن وقصير القامة .. كان الطلاب يتمردون عليه ويعاكسونه ..
* الأخوان والأخوات بالأبيض زاروا القرية وبيتو فيها وقضوا حوالى 18 ساعة منهم : هدى عثمان وسلوى ونهلة ، محمد الفاتح العتيبى ، والمرحوم اسماعيل مستور ، وعصام الدين واشراقة ونجوى حامد " الأخت الجمهورية المميزة جدا التى فقدتها كثيرا وما زالت هى مختفية ..

وفى احد اجازاتى الجامعية دخلت فى حوار معه عن الفكرة الجمهورية وبعد عدة قراءات ومناقشات .واستماع لمحاضرات الأستاذ . اصبح جمعه كأنه أقتنع بالفكرة الجمهورية .. وحضر معى فى نهاية عام 1982 وبداية عام 1983 للعاصمة .. وطوالى دخل معرض الجمهوريين بجامعة الخرطوم وانبسط شدييد واعجب كل الأعجاب بالمعرض والأركان فى الجامعة .. ومن اول وهلة عبر اخونا جمعة عن اعجابه وألف قصيدة عن الحال الجمهورى وعن المعرض " فهو شاعر متميز " .. وقابل جمعة الأخوان ومحمد على مالك بصفتو مشرف على المبيت معنا فى المعرض ليلا .. وايضا قابل جمعة استاذة اسماء وهى مشرفة على المعرض نهارا .. بعد ذلك قرر جمعة ان يذهب معى للأستاذ محمود .. ثم ذهبنا و كانت الحكاية التى حكاها هو .. ومن يومها أعلن جمعة حا ج على التزامه الفكرة الجمهورية ودخل فى برنامج قيام اللــيل بصوره جادة .. على ما اذكر كان يأتى لأخى الصغير فى دكان القرية ويأخذ كمية من البلـح .. ويقول لى " التمر دا " عشان اتسلى به ليلا خلال القيام عشان اطرد النعاس وما انوم ..
على ما اذكر عندما جينا نودع معه الأستاذ محمود هو وقف عند باب الأوضة .. وأنا دخلت لداخل الأوضة .. الأستاذ أعطانى سبعة تمرات .. وأخذ الأستاذ سبعة تمرات ومداها لـ جمعة .. انا مديت يدى عشان اوصلها لى جمعة وهو خلفى .. الأستاذ محمود لم يفك قبضة يده وظل قابضا على التمر الى ان اتى جمعة ومد يده فأعطاه الأستاذ مباشرة السبعة تمرات .. وأنا من وقتها عرفت انو الأستاذ عاوز يتعامل مباشرة مع جمعة بدون اى وصاية بينه وبين الشخص الآخر ، ولأعتبار البركة تسرى مباشرة من يد الأستاذ الى يد جمعة حاج على بدون تدخل طرف ثالث .. وانطباع جمعة الأولى هو انه وجد الأنسان الحقيقة الذى يبحث عنه ، كما كان يبحث " ديوجين " عن الحقيقة مشعلا المصباح المضىء فى وضح النهار .. التزم جمعة الفكرة الجمهورية ورجع الى قريتنا .. وتم نقله بعد مدة من مدرسة القرية الى ام دم حاج احمد جوار زريبة البرعى .. ثم تداعت الأحداث .. حتى ايام التنفيذ .. وبعد التنفيذ لم التقى به .. ولم اسمع له خبر .. الا هذا الخبر المفرح ..خبر عبد الله عثمان و عاصم حامد وياسر المليح ..
* جمعة حاج على كان له دور فى القرية .. دخل معى مسجد القرية وعمل معى ندوة عن الفكرة الجمهورية امام المصلين بعد صلاة الجمعة .. وكان يتميز بالصمامة والجدية والثقة والشجاعة رغم صغر سنه وقصر قامته ..
وهو كان له أخوه الأكبر يعمل أمين مكتبة فى مكتبة جامعة الخرطوم The main libarary ..
و جمعة حاج على كان وهو فى القرية كثير الأستماع لمحاضرات الأستاذ محمود وكذلك الأنشاد ..
هذا قليل من كثير استطعت ان اتذكره ..

---
كتب جمعة حاج علي:
لقد التقيت الرجل وأنا لم أكمل العشرين من العمر , كان اللقاء بمنزله البسيط بالثورة الحارة الأولى ـ أم درمان ـ كنت رفقة أحد معارفي " عمر أبي القاسم حامد " الذي كان طالباً بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكان ذلك اللقاء قبل سنتين من إعدامه , في ذات صباح جلسنا هو وأنا وعمر وشخص آخر لا أذكر اسمه وكان قد أتى إليه بالصحف الصباحية اليومية , قُدم لنا إفطاراً أكثر من عادي " كِسرة وملاح ويكة وملحق آخر وهو طبق صغير جداً بداخله قليل من الملح " , كنت أُجيل ناظري على جدران الصالون الجالوصي متنقلاً بين أرفف الكتب و الصور المعلقة التي تحكي فترات مختلفة من حياته وأعود مرة أخرى لأقارن بينها وبين الشيخ الذي أمامي والدهشة تملأ جوانحي بل أكاد أطير فرحاً إذ أنني بين يدي فيلسوف ارتعدت منه فرائص الجهابذة من الأساتذة الجامعيين وبينا أنا تائهٌ في عالمي كان يرقبني هو , بعد الفراغ من الإفطار قدمني عمر إليه قائلاً : " أخونا دا يريد أن يتعرف على الفكر الجمهوري " , سألني الأستاذ : { " هل تعرف ألكسندر الأكبر ؟ " , فأجبته نعم ألكسندر المقدوني , فأردف قائلاً : " في ذات يوم كان ألكسندر يتجول في شوارع أثينا وبينا هو سائر إذ مرّ بفيلسوف يُدعى ديوجين , كان ديوجين يحمل مصباحاً مضيئاً ـ في وضح النهارـ ويمشي به في الشارع , سأله ألكسندر : عما تبحث يا ديوجين ؟ فأجابه : أبحث عن الحقيقة , فقال له ألكسندر : لو لم أكن ألكسندر لوددت أن أكون ديوجين ! } , انتهت الحكاية وصمت الأستاذ وصمت فكري حتى بعد إعدامه لأفهم ماذا كان يقصد بتلك الحكاية , مرت لحظات تخللنها بعض المداخلات وبعد اللقاء شيعنا قائلاً : موجِهاً خطابه لي " أن للجمهوريين أربعة بيوت هي : أ , ب , ج , د " يمكنني أن أنتمي لأيٍ منها وأتعرف من ثم على الفكر الجمهوري

Post: #39
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-05-2020, 08:28 AM
Parent: #38

كتب الأستاذ الفنان عجيب يوسف عجيب عن الأستاذ الفنان العوض مصطفى العوض أبوسن:

شيخى الاول هو محطتى الاولى استاذى العوض مصطفى العوض اول من رحب بى ضيفا فى قصر الشباب وحول كل مستقبلى تجاه المنحى الذى انا فيه اليوم . تباينت علاقتى بالاستاذ العوض بين استاذى الاخ الكبير واستاذى الصديق واستاذى الزميل . امل ان يقبل استاذى العوض ذكر مواقف كثيرا منا يحاول عدم ذكرها وقد لا يقبلها الفرد لكن اهميتها تحتم ذكرها ايفاء بحق الرجال كنا مجموعة من الدارسين فى قسم الفنون الجميلة بقصر الشباب والاطفال جلنا من الاسر محدودى الحال وامام الرغبة الجامحة لاولئك الشباب لتجاوز تلك الحواجز يحصل كثير من العنت وكثير من ضيق ذات اليد وامام ذلك نجد استاذنا العوض ويقف وبقليلته تلك اقصد راتبه البسيط الذى يسميه بقليلتنا فيمد الى ذلك ويسند ذلك وتسمعه بصوت خفيض يسدد كثير من فواتير متطلباتنا وهو فى ريعان شبابه وهموم الاسرة الكبيرة وامله فى البيت السعيد . فكثيرا ما يدخل يده ويصد عنا عوز التواجد هناك بدون وجبة الغداء ومثل ذلك عندما يجدنا فى غمرة المواصلات وهو يعلم ان جلنا يحتاج قيمة التذكرة .



كان حولنا رجال .. الاساتذة مواقف بقلم عجيب يوسف عجيب كان حولنا رجال .. الاساتذة مواقف بقلم عجيب يوسف عجيب

Post: #40
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-05-2020, 08:42 AM
Parent: #39

التحية للعوض مصطفى العوض

في محراب الفنان التشكيلي والشاعر العوض مصطفى.. فيديوهات في محراب الفنان التشكيلي والشاعر العوض مصطفى.. فيديوهات

مع التحايا للفنان عجيب يوسف عجيب

Post: #41
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-07-2020, 03:38 PM
Parent: #40

ذهبت نهاية الأسبوع الماضي لعزاء الأخ د. قرشي كنون في شقيقه الأخ الجمهوري الطاهر كنون الذي رحل عنّا منذ فترة - نفعنا الله بجاهه -
قرشي قاريء نهم للفكرة وهايم بها وقد حدثني بخاصة عن تعلّقه بأستاذه عبدالله النعيم ... قال لي انه لما دخل جامعة الخرطوم أحس بوحشة ورهبة من الجو الأكاديمي خاصة تلقى الدروس باللغة الإنجليزية .. قال انه استصعب الأمر جدا وخاصة المصطلحات القانونية فقرر الهجرة الى كلية الإقتصاد وكتب طلبا للإلتحاق بها ولكن في هذه الأثناء يقول أنه كتب واجبا مدرسيا طلبه منه أستاذه عبدالله النعيم، ولأن طريقة عبدالله، بحسب قرشي، كانت محببة للدرس، فقد وجد قرشي نفسه في ذلك الواجب ... لما تسلّم ورقته راجعة من استاذه عبدالله، وجد قرشي بها عبارات مشجعة جدا فتطامنت نفسه هونا ما وقرر المضي قدما في دراسة القانون* طالما أستاذه هو عبدالله النعيم
حكى لي واقعة أخرى إمتلأت فيها عيوننا بالدموع:
قال أن طالبة زميلة لهم اسمها وفاء محمد عثمان أهابت بزملائها الطلاب التبرع لوالدها بالدم في مستشفى بحري... قال قرشي أن لفيفا من الطلاب ذهب ولكن جميعهم لم تكن فصيلتهم مطابقة ... غابت وفاء مساءا ولما عادت علمت بأن طالبا جآء للتبرع ووجدوا دمه لائقا وأنقذوا به حياة والدها فجآءت وفاء مسرعة للجامعة لتعرف من هذا الطالب لتشكره ولكن أحدا لم يعرف ... رجعت لبنك الدم لتعرف الاسم فعادت للكلية مجشهة بالبكاء (تتصوروا الزول الإتبرع بالدم عبدالله النعيم).... قرشي يدخل في أحوال فنصمت ...
===
د. قرشي محمد كنون يعمل الآن مستشارا قانونيا لجامعة البريمي كما يقوم بالتدريس في بعض الكليات في مجال القانون
ابان عمله كمستشار في قطاع البيئة بسلطنة عمان شارك ضمن لفيف من العلماء في تقرير عن البيئة فاز بجائزة نوبل للسلام

Post: #42
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-07-2020, 03:39 PM
Parent: #40

كتب الطيب بشير الطيب آل خلف الله من طابت ويقيم بين الدوحة وأمريكا:
الطاهر كنون..إبن الراحل العظيم حاج محمد كنون
ود حاجة زينب المرأة التي تعدل دستة رجال، ربنا يديها الصحة و العافية
شقيق العمدة يوسف كنون، الرجل الذي إحتجنا يوم وفاة زوجته لبوليس حركة في صراصر
و شقيق رجل الإنفاق و البر و الإحسان المدهش مساعد كنون الشهير بــ (كسلا) الذي عاد من الغربة و و (فرش) مدخراته في ترابيزة لكل الأهل فنفدت في يوم واحد
و شقيق الدكتور قرشي كنون، صهرنا المهذب المؤدب و الذي تنشر الدوريات العلمية أوراقه فيقابل ذلك بتواضع جم
كان الراحل الطاهر كنون مثالاً للمسلم الحق
مجاهد مكابد في عيشه اليومي...يكد و يكدح و يسكن (مرزوق)...
هين لين تستخفه دمعة...و هو عليه الرحمة أصدق مثال لمن أدرك حقيقة أن (الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة)
فاستوى عنده ذهبها و مدرها
العزاء للإخوة الجمهوريين فقد فقدتم و الله رجلآ
يرحم الله الطاهر
فقد عاش طاهرآ و رحل طاهرآ

Post: #43
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-07-2020, 03:39 PM
Parent: #40

طوبى للغرباء: شكر وعرفان

د. قرشي محمد كنون

قيّض الله لي وأكرمني بأن أكون ملازماً لشقيقي الأستاذ الطاهر كنون في العشر الأواخر من حياته ، أدركت خلالها حقيقة لم تكن تخطر ببالي ، أدركت سر الحياة ، الرضا بالموت ، ورأيت خلالها كيف استهان الراحل بتجربة الموت بالصبر وعدم الخوف ، وما كان ذلك ليتم لولا أنه تدرّب على الموت قبل الموت. إختار الطاهر أن يموت إختياراً بترك الدنيا ومباهجها وزينتها قبل أن يموت إضطراراً ، مصداقاً لقول نبينا الكريم عليه أفضل السلام "موتوا قبل أن تموتوا" وإيماناً بقول الإمام على ، عليه السلام "استهينوا بالموت فإنَ مرارته في خوفه".

وجدت في معية الطاهر رجالاً ونساءً لا يعرفهم كثيرٌ منّا. جاءوا إلينا من كل صوبٍ وحدب ، حزماً وفرادى. حياهم الله ، فقد كانوا معنا في مستشفى إبن سيناء وفي مستوصف فضيل وفي مستشفى أم درمان وفي مرزوق وفي صراصر حيث تمّ تشييع جثمانه الطاهر. جاءوا إلينا من مدني ورفاعة يشاركوننا العزاء ويواسوننا في الفقد الجلل. عندها ، أيقنت صدق المقولة "ربُ أخ لم تلده أمك" وكنت أظنٌ أنها من نسج خيال لقمان بن عاد . بربي من أنتم؟ ومن أين جئتم؟ ومن أيّ أرومة نسبكم؟ ومن أيّ حوضٍ إرتويتم؟ ووجدت متكأ لأسئلتي الحيرى في السيرة النبوية ، إنها مكارم الأخلاق. ألم يقل نبينا الكريم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" !! ولله درّك ، إمامنا على ابن أبي طالب "إنما المكارم أخلاق مطهرة".

عاش أخي الطاهر متفرداً عن سربه. كان كالغريب بين أهله ، بالطبع ليس كغريب كامو ، أحد الغرباء الذين عناهم نبينا الكريم ، عليه أفضل السلام ، ووعدهم الجنة وحسن مآب "طوبى للغرباء". كانت تطالعني فيه صفات لا أجد لها مثيلاً عند أهلنا جميعاً: الرجولة والجسارة وصلابة العود ، الثبات على المبدأ ومواجهة الحقائق بشجاعة ، العفة والطهارة ، والصدق مع النفس ، لا يعرف الكذب إطلاقاً حتى لو كان ذلك منجياً له من موقف معين ، ظاهره كباطنه لا يملك سراً يستحي من فعله ظاهراً ، كان حراً يحترم حرية الأخرين ، كان يؤمن بأنّ عرق الجبين أكثر بركة من المرتب الحكومي الشهري لذا ترك مهنة التدريس وعمل في الأسواق ، برأ صدره من العداوة والضغائن وسلم عقله من الدجل والأساطير. كان هذا دأبه منذ أن كان طفلاً وكان هذا ديدنه إلى أن أسلم النفس إلى بارئها.

لكنه هو الطاهر ، شجاعاً نجيداً وقلباً سليماً وعقلاً ذكياً وذاتاً فردية. كانت له قدرة مدهشة في التعبير عن نفسه وأفكاره مصحوبة ببراءة الأطفال. عاش موفور الكرامة والعزة والكبرياء لا يخاف أحد ولا يطمع في أحد إلا الواحد الأحد ، وصاحب مواقف بطولية نعرفها منذ أن نشأنا ويعرفها الداني والقاصي. إلتزم الفكرة الجمهورية منذ ان تمّ قبوله بمدرسة رفاعة الثانوية وأذكر ذلك المساء البعيد في يوم عطلة الإسبوع عندما جاء من رفاعة إلى صراصر وهو يتهلّل فرحاً وحدثنا كيف أنه تسلل من المدرسة دون إذن واستمع لأول مرة لمحاضرة قدمها الأستاذ محمود عن رسالة الصلاة وكان من قبل يسمع عنه ، ونما لشعوره في ذلك الوقت أنّ الأستاذ لم يكن فقط يتحدث إليه بل كان يخصه الحديث مباشرة في تلك المحاضرة. كانت كل تفاصيل حياته تتسم بالجدية وكنا لا نراه في الإجازات الصيفية ، سواء كان طالباً أو معلماً لأنه تفرغ للعمل في الحملات الدعوية والتنويرية في العاصمة وأقاليم السودان المختلفة.

يا أبا أسماء ومحمود ومحمد وطه ، يا جليس الساكن أم در ، يا من حققت مقام أهل العرفان والولاء بالإحتفاء بذكرى صفيك وحبيبك. يا من علمتني الحروف والكلمات والمعاني ، يا من أهديتني عصارة تجربتك "سر الحياة والرضا بالموت". عشت بيننا بسيطاً وعفيفاً وشفيفاً ، ما لك من ثاغية ولا راغية ، وسكنت مرزوق وبيت وراكوبة و"زير" ووالله لم أجد راحة نفسية أكثر مما وجدت تحت راكوبتك ومما شربت من زيرك. قبل ثلاثة أيام من رحيلك وجوفك لم يستقبل الطعام والشراب أكثر من أربعين يوماً متصلة ، قلت لي بعد أن شربت جرعة من "السيفن أب" ولم تستقر الجرعة لحظات في جوفك ، قلت لي "المشروب دة نعمة كبيرة من الله ، فيهو مذاق للحياة غير متصور" وقتها أخفيت دموعي وتحت شجرة النيمة جلست وبكيت !!

"المشروب ده نعمة كبيرة من الله فيهو مذاق للحياة غير متصور". هكذا عهدناه يتحدث باللغة العربية الممزوجة بالدارجة السودانية بإسلوب شيق وبدون تكلف ، لكنّا الآن بصدد تجسيد الحقائق العرفانية. تأملت هذه العبارة في الظرف والسياق الذي قيلت فيه .. يا إلهي ، أدركت قوة الإيمان والإرادة والحيوية التي تكاد تقهر الموت وأدركت عندها سر السعادة التي كانت تغمره حتى في أحلك الظروف.

وقبل ساعة فقط من إنتقالك إلى عليائك ، سألتك "كيف الحال بعد تصريف الدرب" أجبت بصوت مسموع لا مراء في ذلك "أنا بخير" ولم تخبرني بساعة الرحيل. الآن قد أدركت أنّ الموت عندك هو أوج الحياة وأجمل عيونها ، هو الضفة الأخرى من الحياة الكاملة كما قال الأخ عبد الله عثمان. هاأنذا يا أخي أنقل لإخوانك كيف إستقبلت الموت برباطة جأش متناهية وأنت راضياً مرضياً. أتُراني صابر على فراقك يا طاهر؟ لا والله ولا كرامة !! فقد خيّل إليّ أنّ الحياة قد وقفت فجأة ولم أعد أشعر بفيض الوجود بما فيه من إشراق وجمال. أنا يا أخي ما زلت موغل في ركام الجاهلية دون مستوى الصبر المأمول ، أذرف الدموع السواجم فيما أكتب ، لكنني لا أجزع ، ولا يجزع من المصيبة إلا من إتهم ربه كما يقول الفضيل. حاشا أن يجور الله في حكمه ، وأسأل الله أن أكون مأجوراً لا موزوراَ.

عزائي ويقيني أنَ الموت سير إلى الله وهو مصير كل إنسان. "كُلٌ نفسٍ ذائقةُ المَوتِ ثمَ إلينا تُرجَعُون"(سورة العنكبوت:57) ؛ "كُلٌ نفسٍ ذائقةُ المَوتِ وَنَبْلُوكُم بِالشًرِ والخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ"(سورة الأنبياء:35)؛ "أَفَحَسِبْتُمْ أنًمَا خَلَقْناكُمْ عَبَثاَ وأنَكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ" (سورة المؤمنون:115) ؛ "يَا قَوْمِ إنًمَا هَذِهِ الحَياةُ الدٌنْيَا مَتَاعٌ وإنَ الآخِرةَ هِىَ دارُ القَرَارِ"(سورة غافر:39) ؛ "ومَا جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلدَ أفإن مِتً فَهُمُ الخَالِدُونَ"(سورة الأنبياء:34) ؛ "وَاعْبُدْ رَبًكَ حَتًى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ"(سورة الحجر الآية:99).

وأظلم نفسي ، قبل أن أظلم أخي الراحل إن لم أذكر الأخ عبد الباقي محمد ابراهيم وزوجته سلوى عباس اللذان كانا يزوران الفقيد صباحاً ومساءً أيام فترة المرض ، وكل الأخوان الذين هاتفونا أو شاركونا العزاء بصراصر والشكر موصول للإخوة في سلطنة عمان ومجموعة القانونيين "المنهل" ومجموعة السودانيين بالبريمي ومجموعة الأخوان في الصالون ومجموعة سودانيز أن لاين على المواساة وحسن العزاء وأخص الشكر للأخ عبد الله عثمان الذي أعدّ الخيط الإكتروني على صفحات سودانيز أن لاين والشكر موصول لكم جميعاً : عبد المطلب بلة زهران ، عيسى إبراهيم محمد صالح ، د. محمد محمد الأمين عبد الرازق ، وائل حمزة الزبير ، عبد العزيز عثمان (عبد العزيز عبد الرحمن الطالباب ، البركة فيكم في وفاة أختكم) ، عبد الحي على موسى ، ياسر الشريف ، أحمد الجميعابي ، الطيب شيقوق ، نصر الدين عثمان ، عمر عبد الله عمر ، سيف ود الخواجة ، أبو الريش ، فقيري جاويش طه ، مكى الأحمدي ، يوسف الطيب أحمد إدريس ، إخلاص عبد الرحمن المشرف ، نعمات عماد ، حيدر بدوي صادق ، عثمان موسى ، محمد عثمان سليمان ، أسامة العوض ، منى بت نفيسة ، باسط المكي ، أحمد حمودي ، فضيلي جماع ، أسامة أبارو ، محمد المسلمي (ألف رحمة ونور عليك يا المسلمي. ربنا يتغمدك بالرحمة والمغفرة) ، عبد الوهاب المليك ، الطيب بشير.

خمسون يوماً مضت على رحيلك يا أيها الأبيض السيرة والسريرة ، المغسول بالثلج والبرد ، والمبعوث فينا بروحك وصفائك ورضاك. وأسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بالمغفرة والرحمة وأن يلهمنا الصبر الجميل. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]

Post: #44
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-19-2020, 08:50 AM
Parent: #43

اهتزت أسلاك البرق تنعي حسن النعيم..العمدة الحاج علي صالح

طباعة البريد الإلكتروني تقييم المستخدم: / 0
سيئجيد
التفاصيل
نشر بتاريخ السبت, 30 كانون2/يناير 2016 15:06
قد لا تهتز أسلاك البرق لنعي عادي وإنما تهتز وتنوح فقد كبير وخطب جلل.. وهكذا اتناقلت أسلاك البرق في كل الانحاء بالداخل والخارج في هذا اليوم الأحد الرابع والعشرون من يناير ألفين وستة عشر رحيل أمة وأستاذ جليل فقيد علم ومكان هو الأستاذ حسن محمد النعيم زميل الدراسة بالمدرسة الأولية بالدامر في عام «1942م» وكانت المدرسة الوحيدة التي جيتها من قريتي البسلي وكانت هي المدرسة الوحيدة التي يأتي إليها الطلبة من الدامر والغربي ووجدت من أولئك الطلبة هذا حسن النعيم وكان بارزاً من يومه في كل شيء ضاحكاً باسماً مرحاً يوزع بسمته على الجميع ونكاته على الطلبة بل وتمتد نكاته ومرحه حتى على المعلمين الذين ينادونه من بيننا تعال يا حسن وكنا نحسده وعلى هذه الخصوصية عند المعلمين وقد انتزع مننا البرنجية والأولية انتزاعاً بذكائه ونبوغه وكنا في قرارة أنفسنا نعلن اسم حسن النعيم قبل أن يعلن منو غيروا بجي الأول ونسمع الأستاذ بصوته قائلاً الفائز الأول حسن محمد النعيم ويتقدم هو ضاحكاً باسماً قائلاً إن عجبكم والما عاجبو يشرب من البحر وتعلن بعده بقية الأسماء الفائزين وكان مولانا القاضي التجاني الزبير يحتل المرتبة الثانية ثم يأتي في المرتبة الثالثة الحاج علي صالح وهو كاتب هذه السطور ولم ننال التصفيق الذي ناله حسن النعيم وكنا أنا والتجاني نشكل جبهة سرية ضده لننتزع منه هذه الأولية ثم تنتهي سنوات الأولية الأربعة وتفترق بنا الطرق ويغادرنا حسن النعيم إلى بخت الرضا تلك التي تصنع المعلم الأصيل فيجد هناك المستر قريفت المعلم الذي اقترن اسمه بي بخت الرضا ويجد الأستاذ الجليل عبد الرحمن علي طه والفيلسوف اللغوي أحمد الطيب والتقى بطلبة زاملوه كان السودان يفتخر بهم وهم الذين علموا الأجيال علماً نافعاً ثم بعدها كان ابتعاثه إلى لندن ليزداد علماً وتأهيلاً وعاد وهو مليان بالعلم مما دفعه أن يضع حجر أساس للتعليم ثم ساقه علمه ليكون عميداً للتعليم حيث كان بداية عمله بمدينة كسلا حيث إلتقى هناك بمعلمه الأستاذ محمد الأمين الفيشاوي وكان كما يقولون عنه هو الحوار الذي غلب شيخوا ثم بعد رحلته في كل انحاء السودان معلماً ممتازاً بالمدارس وعميداً بالمعاش عاد للدامر بالمعاش ولكنه لم يخلد للراحة وكرسي القماش يجلس في ضل الضحى كما يفعل المعاشيون بل أمسك بقلمه الرائع ليخط سطور في كتابه التاريخي عن بخت الرضا التي تعلم فيها وعلم فيها وقد اشتهر هذا الكتاب وتوزع بالداخل والخارج مما دفعه أن يقوم بالطبعة الثانية ثم له كتاب آخر جاهز للطباعة عن الدامر به ذكريات تاريخية اجتماعية وسياسية وتاريخ لشخصيات صنعت اسم الدامر وفي هذه اللحظة أدعوا أصدقاءه وإخوانه وأولاده وطلبته أن يساهموا في طباعة كتابه هذا الدامر وبالذات أتقدم للعميد حسن العمدة معتمد الدامر أن يساهم في طباعة هذا الكتاب عن الدامر ليكون تاريخاً مسجلاً ومن أراد أن يساهم في طباعة هذا الكتاب عليه أن يتصل بتلفوني «0115995419» أو أن تدفع مساهمته لابنه يوسف حسن النعيم ونرجو أن يكون هذا الدفع براً وأبراً للأستاذ حسن النعيم الذي علم وكتب عن الكتاب التاريخي أخي الراحل المقيم شهدنا كيف ودعتك دامر المجذوب بأهلها وشبابها وشيوخها وهم يبكون بدمع ساخن في حزن لفراقك كما رقدت بثرى أرضها التي أحببتها وانجبتك وهي تنجب الرجال أمثال البروف عبد اللَّه الطيب والمهدي المجذوب ومجذوب جلال الدين شيخنا البشير والنقر ود الطاهر وعمر الأنصاري والبروف أحمد بابكر الطاهر ويوسف الخير وأبو القاسم سعد وغيرهم من النوابغ أخي أنت لم تموت وذكراك خالدة في تاريخ المعلم والدامر وتركت فينا كتابك كما ابنك يوسف الذي هو بك شبيهاً ذكاءً وفطنةً ومن شأنه أباه فيما ظلم وسير يا ولدي على دربه وأنت تردد قول الشاعر العربي قديماً:
أولئك آبائي فجيني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
عزائي لأسرته وأبنائه وزوجته ولآل الخير الخليفة ولأخيه حسين والأبناء بناته وجميع أهل الدامر وأصدقاءه في أنحاء السودان نسأل اللَّه أن يتقبله مع الصديقين والشهداء إنه سميع مجيب.

Post: #45
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-19-2020, 06:32 PM
Parent: #44

أستاذ الاجيال حسن النعيم في الخالدين.

اعتاد الصديق العزيز والاخ الجمهوري الاستاذ هاشم فتح الرحمن كلما اتت به الظروف الي مدينة الدامر أن يصل الي وزارة التعليم لزيارة استاذ الأجيال حسن النعيم .
وفي إحدى هذه الزيارات لم يجده وبالسؤال عنه عرف من الموظفين أنه قد تقاعد حيث بلغ سن المعاش.
وما أن قيل له ذلك حتى سالت دموعه وتناول ورقة كتب عليها
مررت على الوزراة وهي تبكي
تقاطع دمعها عرضا وطولا
سألت علام انتخب الفتاة
قالت لقد حسن النعيم بنا زمان
وها حسن النعيم نوى الرحيلا
قلت من فرط انفعالي
تقاعد وهو في شرخ الشباب
وبالفعل فأمثال حسن النعيم لايشيخون مهما تقدمت بهم السنوات فهو من الجواهر الثمينة التي لايزيدها الزمان إلا نضارة وتفتحا.
وكل من تعامل مع حسن النعيم أحس انه امام شاب بكل عنفوانه .
وانت في حال ابتهاج، طالما انك في حضرة حسن النعيم
حسن النعيم كان في براءة وجه الطفل ، لكنه في شجاعة حد السيف
فخلال أحد اجتماعات الجمعية العمومية لجمعية أصدقاء مرضى السكر ، والتي كان الوالي حضورا فيها وأثناء حديث حسن النعيم ولأن الوالي على عجلة من أمره وصلته مذكرة صغيرة تنبهه لان يختصر وألا يسهب في الحديث وبعد اطلاعه على المذكرة علق عليها قائلا:"يا اخوانا الما عاجبو كلامي دا او مستعجل يتفضل يمشي."
حسن النعيم يصح في وصفه قول المتنبي
تعود بسط الكف حتى لو انه
أراد انقباضا لها لم تعطه أنامله
لو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سأئله
في إحدى وفيات الأسرة وأثناء تلقي العزاء حضر احد العربجية
وبعد أن قام بواجب العزاء أراد أن يساهم في كشف العزاء حسب العادة الجارية ،فطلب الأستاذ حسن النعيم من المشرف على الكشف ألا يستلم قروش من هذا المواطن لعلمه بمدى رقة حال هذا المواطن والذي أصر على المساهمة ودفع بالفعل مبلغ واحد جنيه
وعند خروجه من صيوان العزاء خرج معه حسن النعيم ، وفي الشارع وضع له مبلغ عشرة جنيهات في جيبه قائلا له :"تتروجل ساكت انت ذاتك مفلس وما عندك قروش ولا حاجه"
فاندهش الرجل وأخذ يحي هذه الواقعة للناس مرددا
"زول انا مشيت اعزيهو بدل ما اديهو اداني هو "

في يوم الاحد ٢٤ / ١ /٢٠١٦ رحل فعلا حسن النعيم فله الرحمة والمغفرة
العزاء للأسرة ولاصدقائه وعارفي فضله.

Post: #46
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-18-2020, 08:26 AM
Parent: #45

كتبت رشيدة عمر الشيخ سالم :
‏‎ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
‏‎وقدر كل إمرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العـــلم أعداءُ
‏‎ففز بعلم تعش حيــــــــا به أبداً فالناس موتى وأهل العلم أحياءُ

‏‎في 28/ 9/ 1943 كان مولده بمدينة الدويم (قرة عين السودان ) امه الحاجة حليمة أحمد عبد الله الحكيم من كنوز صعيد مصر وأعزهم ، والده محمد المبارك حاج احمد زهران ، شهرته بلة ، إنه البروفسير عبد المطلب بلة حاج احمد زهران ، والذي تميز بالنبوغ الباهر والمبكر والذكاء الحاد ، ويتمتع بذاكرة حفظ ممتازة(photographic memory ) مع القدرة الفائقة على التحليل والمقارنة والإستنتاج مما كان له أكبر الأثر في مستقبله العلمي وتوجهاته العملية ، درس الكُتاب فيي ألفية بخت الرضا الأولية في عام1951 متخرجاً منها في مارس 1955 . وقد كان الأول علي دفعته والتي تتكون من 800 طالب حينها، فالتحق بمدرسة الدويم الريفية الوسطي في عام 1955وفي عام 1959 أحرز المركز السابع عشر علي مستوي السودان وتم قبوله بمدرسة خور طقت الثانوية ، جلس لإمتحانات الشهادة السودانية وكان أن أحرز الشهادة السودانية من الدرجة الأولي (Grade 1) .... نحن في حضرة عالم ٍ متميز ثاقب العقل متفتح المدارك منذ نشأته . تم قبوله بكلية الهندسة والمعمار جامعة الخرطوم عام 1965، وكان إسمه يتصدر قائمة المقبولين حيث تم إختباره علي يد البروفسير الإسكندر بوتر عميد الكلية حينها فسأله : ماذا يعني أن تكون معمارياً ؟ فأجاب قائلاً : أن أكون معنياً بأن يكون المسكن جميلاً ومريحاً !! فعقب البروفسير بوتر : هذا كل ما هناك في المعمار !! لكنه ...عجباً آثر كلية العلوم قسم الفيزياء والرياضيات لشغفه بها بغية أن يلتحق بالهندسة المدنية ، وأكمل عامه الثاني محرزاً درجة البكالوريوس المتوسط ..BSC (Intermediate ) في عام 1965. فكان أن أعلنت الهيئة القومية للأرصاد الجوية عن رغبتها في إبتعاث طالبين من خريجي البكالريوس المتوسط في الفيزياء والرياضيات لإستكمال دراستهما بإنجلترا فتم قبوله مع الحسين سليمان آدم الآن بروفسير في الأرصاد الزراعي بجامعة الجزيرة .وإلتحق بجامعة ريدنج (University of Reading) والتي ذهب اليها مبعوثا وهو طالب بالسنة الثانية جامعة الخرطوم قسم الجيو فيزياء والأرصاد الجوية. لينال درجة البكالريوس في الفيزياء الخاصة في عام1968.وتم تدريبه بمطار هيثرو ...يالجمال عقله وتفرده ، وفي سبتمبر من ذات العام التحق بقسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدنج ليسجل لدرجة الماجستير في العلوم الجوية إلا أن المجلس البريطاني أعلنه في أول أغسطس 1969 أنه قد أكمل تأهيله مهنياً وأنه لا شأن له بالدرجة الأكاديمية التي يُحضر لها .فعاد إلي السودان وإلتحق بقسم التنبواءات الجوية بمطار الخرطوم متدرباً تحت إشراف خبيرين من خبراء الهيئة العالمية للأرصاد الجوية ، ليتولي بعدها مسؤليته منفرداً كمتنبيء جوي في عام 1970 حتي نهاية عام 1974 ، حيث أوكلت له رئاسة قسم خدمات المناخ للهيئة القومية للأرصاد الجوية فتولي المنصب حتي عام 1976 .ثم
‏‎حصل علي ماجستير من معهد الدراسات البيئية جامعة الخرطوم ، تحت إشراف الدكتور مهدي أمين التوم ونالها في العام 1979، عاد لرئاسة خدمات المطار حتي أبريل 1980 اذ تم فصله بقرار جمهوري . ثم عاد للعمل في عام 1986م . وللذين لا يعرفونه هو أول من وقع عليه الإختيار في الشرق الأوسط وإفريقيا مندوباً للأمم المتحدة وأُنشئت له محطة أرصاد جوية مقرها مطار الخرطوم لرصد الزلازل والهزات الارضيه ثم مستشارا لها افريقيا وعربياً .أُبتعث للتدرب علي مراقبة الأمطار فضايئاً مقارنةً مع الدورات الجوية المتخصصة ، وتقدايرت هطول الامطار بالاقمار الصناعية بالتعاون مع مجمومة تامسات ( TAMSAT) بجامعة ريدنج ببريطانيا ،. وقدبدأ العمل بالتعاون مع شركة Alexander Galt ومعهد Walling Ford Hydrological Research Institute ، وفي هذه الفترة عمل علي تدريب وإرشاد محرري نشرة الإنذار المبكر 1987 - 1992 . ولكنه أيضاً تم فصله لرفضه الذهاب للدفاع الشعبي . فلم تلن له عزيمة ولم ينكسر له جناح فقد تعاون مع وزارة الري السودانية وحدة الإنذار المبكر لفيضان النيل في 1992 - 1994. أيضاً تم اختياره للعمل بوحدة الإنذار المبكر إخصائياً للأرصاد الجوي والزراعي بالإيقاد جيبوتي في الفترة من عام 1993إلي عام 1995 .
بروفيسور طلب بلة أيضاً كان باحثاً في تقدير الأمطار الشهرية بالتعاون مع منظمة
‏‎ الأرصاد الجوية العالميةمن2009حتي2015
‏‎ هذا العالم الجليل عمل أيضاً بمؤسسات التعليم العالي السودانية، منها جامعة الأحفاد للبنات أستاذاً للفيزياء الطبية والإحصاء في الفترة من عام 1992 إلي 1994، أيضاً محاضراً للفيزياء والاحصاء وعلم المناخ في جامعة امدرمان الأهلية ، تعاون لفترات عديدة مع جامعة الجزيرة وكلية التربية جامعة الخرطوم وجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا استاذاً للفيزياء والفيزياء الطبية.
يعتبر بروفيسور طلب بلة احد أكبر قيادي ومفكرى الحزب الجمهورى الذى أُسسَ
‏‎في عام 1945م حيث التحق بالحزب قبل اربعين عاما .هو عالم رصين ، مفكر حصيف ، متقد الذهن حتي الآن ، واسع العطاء وكثير الزهد في الدنيا ، هو يُعتبر أحد أهم الموسوعات العلمية فى العلوم السياسية وعلم التاريخ. وله العديد من الأوراق العلمية والبحوث .

‏‎وللولد البيقيف لي الحارة سداد الفروق غنيت
‏‎وللولد البيستر عرضو ختاي الغلط ناديت
‏‎وللولد الهداوتو سماحو جبار الكسور دوبيت
‏‎مساح الدموع من تب شيال لي هموم البيت
‏‎توب اخواتو ماقصر ولااحتاجنلو قالن ابيت

‏‎ لقبه أهله وعشيرته بالفياض نعم هو نيلهم الذي فاض عليهم خيراً وندي ، سند ضعيفهم ، وأعان محتاجهم ، ودرج عاطلهم ، وعلَّم جاهلهم ، باراً بهم ومحسناً لهم ، عرف بالتواضع والأدب الجم كيف لا والمتواضع من طلاب العلم أكثرهم علما كما المكان المنخفض أكثر البقاع ماءاً ، مشهود له بالكرم والزهد ، فقد كان بيته يسمي تكية الخامسة لكثرة الضيوف وطلاب العلم . ساند إخوته وأخواته حتي نالوا أرفع الدرجات والمراكز العلمية :
‏‎بروفسير الدُر بله استاذة جامعة الجزيرة
‏‎بروفسير بشير بله العميد السابق كلية الزراعة جامعة بخت الرضا
‏‎د. علوية بله جامعة الخرطوم المجلس
‏‎القومي للبحوث... أبحاث الطاقة الذرية
‏‎حسن بله مدير مصنع الكبريت
‏‎ماجستير كيمياء جامعة الخرطوم
إبراهيم بلة محاسب
المرحومة بإذن الله خالدة بلة مدير إدارة الصندوق القومي للتأمين الإجتماعي

متعه الله بالصحة والعافية ، يسكن في حي الموردة العريق مع زوجته المهندسة الطبية نوال محمد الفضل صديق .

‏‎ النَّاسُ فِي جِهَةِ التَّمْثِيلِ أَكْفَاءُ
‏‎ أَبُوهُمُ آدَمٌ وَالْأُمُّ حَوَّاءُ
‏‎فَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَصْلِهِمْ حَسَبٌ
‏‎ يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالْمَاءُ
‏‎مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ
‏‎ إَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
‏‎وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ
‏‎ وَلِلرِّجَالِ عَلَى الْأَفْعَالِ أَسْمَاءُ
كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ
‏‎ وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

Post: #47
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-21-2020, 08:10 AM
Parent: #46

من الفيس بوك
كتب لسان الدين الخطيب معلقاً على هذه الصورة

جميلين لا شك
وليس للتحدي موقع هنا

بشهادة قلوبنا المجروحة بانتمائنا لهم

في العام الأول بمدرسة أربعة وعشرين القرشي
كان التقاء ( ابوي علي) ونعمته ( نعمات) وإرادة الأبناء من ( لطفي) اكبرنا والجميلة المميز ( نفوس) هكذا كان يقولها
ومن وقتها صرنا خلقا آخر تعلقت أبصارنا والعقول نجوم أخرى غيرهم
الأستاذ ( حديث لا ينتهي ) وحكايات بأسلوب الشيق ان تمتلك جناحي براق لتطوير غيرها للتو والآن لتبلغ النجم الأعلى لتراه في محلقات التمني وكان للكاسيت والمحاضرات سماعها جوانب في صناعة الصورة
وسعيد الطيب شايب أمنية أخرى أقرب للتحقق بقرب المساحة والزمن
كل الحكاية عنة ولحظة لقاء اقتصرت عن يرويها

بحكم سني وجهل المرحلة سألت ابوي علي عن أستاذ سعيد هو الأول في المقام ام الأستاذ ( ذلك ما نشأ في ذهني أطلقته دون إدراك له )
فكانت إجابته صاعقة اخافتني عن لقاء آخر النجم آخر او قل هو الشمس
سعيد أحد تلاميز الأستاذ محمود
اذا كيف سيكون الأستاذ وسعيد مشرق كل هذا الإشراق لم أستطع التصور بل استطعت التوجس الكامل
وبعد مرور أشهر والخطة نحو الحارة الأولى برفقة جبريل معراجي الية وإلى كل الفكرة وسلم إدراج السماوات عبرة ( ابو علي) كل خوفي انطلق أمام عيني
وتلك المساحة بين شارع النص ومنزل الوصول وصف واحد كتلة خوف صماء بكماء ولا أدري ان كان ابوي علي يحدثني ام لا
وقبل ان نصل بقليل أشار ابوي علي ان الأستاذ في الشارع كأنه مستقبلا خوفي
سلام حنين
ثم تعريف
وشوق النهايات أجابت كل مخاوف وظنون اللحظة الاولى
ابوي علي
نحن هدانا الشمس الفكرة ومعرفة الحق
شكرا لطفي
فعلا ود علي لطفي

Post: #48
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 04-21-2020, 09:40 AM
Parent: #47

شكرا يا حلوين ليكم فردا فردا على إثراء الپوست،
والله آسف على الإنقطاع بسبب الجري والطيران والكسل في الكتابة في المنابر القديمة،
ياريت بكري يحول المنتدى لتطبيق حتى يسهل علينا الكتابة، سأعود لكم فرداً فرداً كان ربنا هون.
سأعود لأحكي شعوري عند مقابلتي لشيختي أسماء محمود محمد طه لأول مرة في حياتي في ندوة دي سي، الله يبعد عننا التكفيريين.

Post: #49
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Osman Musa
Date: 04-21-2020, 09:23 PM
Parent: #48

الأخ النذير سلامات
لما نويت انتقل من نيويورك لي n كارولينا وجهني ابن العم
الجمهوري العتيد أزهري بلول بالتعرف علي د. حيدر و أستاذ عمر هواري .
اتصلت عليهم ولقيت السكن و أي شي جاهز وما علي إلا التوقيع .
حيدر بدوي وعمر هواري زي حمد و الديبة في الهلال . ما تعرف
تخت منو فيهم في التشكيلة .
يعجبوك في الفزعة و الهبة . نشمية بلا حد
و فرسنة بلا عد
و يوم حصل لي الربري في المحل و أصبت بي رصاص المهاجمين
لقيت الفارسة زوجة هواري فوق راسي .
ياخ ديل ناس عجيبين . كلهم .
كلهم أصحاب .
وناس عليهم تتكل بي الجد .
يقاسموك لهد الغربة و يهدوك للطريق العديل .
حقيقة هم ناس من عيار تقيل .
ربنا يحفظهم جميعا .


Post: #50
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-22-2020, 07:15 AM
Parent: #49


الأستاذ حسن عبدالحفيظ
قف بقرب الدار مبتهلا وانتشق ريحانها العطرا
وعلى الاعتاب خذ نفسا وادخل الحضرات مفتقرا
تلق اعيان الزمان بها وبها الانسان مستترا

من نظم العم حسن الذي يؤديه الجمهوريون في أنشادهم العرفاني
---
أشتهر العم الأستاذ حسن عبدالحفيظ بين الجمهوريين بأداء متفرد لقصيدة (يا رب صل على من زيد تقديسا في المرسلين ببشرى سيدي عيسى)
ألتقيت العم حسن عبدالحفيظ بالأبيض وكنت وقتها في صحبة العزيزين د. عمر القراي و د. حيدر بدوي صادق.
أذكر أن العم حسن دخل في أحوال مما كان يقول القراي. ألتفت الى الأستاذ الأمين أحمد نور وحكى له أن الأستاذ محمود محمد طه كان قد ذهب مرة وحضر حلقة ذكر عند الشيخ الطيب ود المرين في الهلالية .. قال أن الشيخ الطيب قال متهللا لحوارييه، مشيرا للأستاذ "شفتو الجنى دا ملا الذكر كيف؟!".. واصل عم حسن مبتهجا بما سمع من القراي، وقال "شفتو الجنى دا شقق المعاني دي كيف".
أذكر في تلك الزيارة، أن قد ذكر لي العم حسن، عندما علم أني من كوستي، أنه كان يقوم بسياجة روحية مشيا على الأقدام من كبري ربك وحتى مدينة كوستي، وحكى لي مشاهد من ذلك غابت عني الآن.
تخرج العم الأستاذ حسن فى دفعة 1935 من معهد بخت الرضا، وكان هو والأستاذ الراحل شيخ الدين جبريل ممن ألهموا تلاميذهم كثيرا وحثوهم على الجهاد ضد المستعمر.
في كتابه "تلك الأيام" وصف السياسي المعروف كامل محجوب دور الأستاذين حسن عبدالحفيظ وشيخ الدين جبريل في النضال الوطني، وقد وصف العم حسن بأنه قصير القامة، قوي البنية وشجاع.
في خيط له بسودانيزأونلاين، أجتزأ الأستاذ عبدالحفيظ حسن عبدالحفيظ هذه المقاطع المرفقة من ذلك الكتاب:
(لا زلت أذكر بالإعجاب من اساتذتنا الأجلاء المربى الفاضل الشيخ بابكر بدرى طيب الله ثراه والأساتذة : حسن عبدالحفيظ وشيخ الدين جبريل ومحمد فضل المولى والشيخ ياجى والشيخ حامد الماحى والشيخ شبيكة وابراهيم ادريس واحمد سعيد ناصر وسيدأحمد غاندى والشيخ ميرغنى والأستاذ حسن حامد البدوى وغيرهم)
===

(تعرفنا على استاذنا حسن عبدالحفيظ وكان كلاهما يقومان بالتدريس بمدارس الأحفاد ... واصبحنا بعد ذلك - وبعد أن اتسعت حلقتنا ، نعقد الإجتماعات التى
نتبادل فيها المشاعر الوطنية والدينية الجياشة ، ونعبر عن سخطنا على الإستعمار
واصرارنا على استقلال بلدنا وكنا نعقد هذه الإجتماعات فى اماكن بعيدة. على قمة
جبل كررى أو فى خور شمبات بام درمان).
===
(واذكر أننا بالحق ، وبكل مشاعرنا واحاسيسنا ، كنا نعيش المعركة ، اعجابا بشجاعة أبطالنا واستشهادهم دفاعا عن الدين والوطن وحنقا وحقدا على الإستعمار - ومن هنا علمنا أن زعيمى هذه الجمعية الوطنية السرية هماالأستاذان ......حسن عبدالحفيظ و شيخ الدين جبريل واتسعت عضوية هذه الجمعية فشملت العديد من التلاميذ منهم : المرحوم عبده حسين محروس ، الرشيد الطاهر بكر)
==
(كان قرار الجمعية بتشييد ساقية فى المنطقة الواقعة إلى الجنوب من كوبرى كوستى على الضفة الشرقية من النيل الأبيض ، ليعمل بها بعض أعضاء الجمعية كوسيلة للإتصال بالرعاة والمزارعين فى تلك المنطقة .... وبالفعل تم إنشاء هذه الساقية على يد أحد زعيمى هذه الجمعية وهو الأستاذ حسن عبدالحفيظ)
===
(وعندما وصل القطار محطة ربك ، سرنا وعبرنا كوبرى كوستى إلى الضفة الغربية من النيل الأبيض واتجهنا جنوبا حسب ما كان موضحا فى خريطة السير .... وعلى مسافة وجدنا ( قطية ) فى الخلاء الفسيح ..... ووجدنا داخلها بعض الكتب ، منها كما أذكر (ديوان المتنبئ) الأمر الذى كان برهانا كافيا على أننا
وصلنا المكان الصحيح وبعد فترة من الزمن طالت بعض الشئ ، حضر الأستاذ حسن عبدالحفيظ ورحب بنا واتضح أنه ذهب لمحطة كوستى ظنا منه أننا سنواصل السفر بالقطار حتى نصل إلى هناك... وبدأت هنا تجربة جديدة فى مشوار حياتى فى العمل الوطنى فى (تلك الأيام).... )
===
(كانت قطيتنا قبلة لمواطنى المنطقة من الرعاة، وكنا نجلس معهم الساعات الطوال، وكان يتولى الحديث بأسلوبه البسيط معهم الأستاذ حسن متناولاً المسائل الوطنية والدينية. كنا نتحدث عن الإنجليز الكفرة الذين يستعمرون وطننا، وأن الكفاح ضدهم واجب كل مواطن لتنال بلادنا استقلالها ونعيش أعزاء فى وطننا. وكان أولئك البسطاء جداً من المواطنين يستمعون باهتمام)
==
كتب الأستاذ عبدالحفيظ حسن عبدالحفيظ عن والده:
(تعرض والدى المرحوم حسن عبدالحفيظ للطرد من كل مدرسة يعمل بها ، وتم سجنه عدة مرات كما تم نفيه إلى ارتريا وأوصدت فى وجهه كل المدارس حتى اعتزل التدريس إلى حين وعمل بالأعمال الحرة والمقاولات على الرغم من أنه تخرج فى دفعة 1935 من معهد بخت الرضا ).
نفعنا الله بجاه العم المعلم الأستاذ حسن عبدالحفيظ

حسن عبدالحفيظ و شيخ الدين جبريل ( مناضلان لا يذكرهما أحد )حسن عبدالحفيظ و شيخ الدين جبريل ( مناضلان لا يذكرهما أحد )

Post: #51
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-04-2020, 02:48 PM
Parent: #50

د. النور محمد حمد عن العم الراحل الاستاذ محمد الحسن الطاهر

مقام الأستاذ الراحل محمد الحسن الطاهر، من المقامات الرفيعة التي توجب على الواقف عندها التحلي بأقصى درجات الخشوع. فقد كان محمد الحسن الطاهر وليا مخفيا. وسبب ذلك كونه قد كان رجلا ميسور الحال، في وقت لم يكن فيه يسر الحال شائعا بين الناس. ومع ذلك، لم يحجبه يسر الحال عن رؤية نور حقيقة الأستاذ، كما لم يمنعه من الإنخراط وسط الجنود من الجمهوريين. وحالة الجمهوريين، كانت، ولا تزال، ولن تفك، حالة يغلب عليها خيار الفقر وشظف العيش.

فتح محمد الحسن الطاهر أبواب داره الكبيرة العامرة للإخوان والأخوات، فأصبحت خلية من خلايا الحركة الجمهورية الدائبة الحراك. وأصبح وجود الوفود الجمهورية فيها وجودا شبه دائم. لا يرحل وفد حتى يخلفه آخر. فقد كانت داره واحة وريفة الظل مضيافة في زمن ملؤه الرهق وخشونة المرقد، وخشونة الطعام، وقليله. كما كان متجره، "مخازن المدينة"، وهو متجر معلوم المكان والمكانة في سوق كوستي، وكأنه العلم الذي على رأسه نار منركزا لحركة الجمهوريين في مدينة ظلت أكثريتها تنظر إلى الجمهوريين شذرا، خاصة بعد حادثة دار الفنانين، والقضايا التي تبعتها، والتي ورد ذكرها في كتابنا "قضايا كوستي هدية لشعبنا".

سبق ان تحدثت من قبل عن الراحل المقيم محمد الحسن الطاهر. وقلت أنني تعرفت عليه قبل أن أصبح جمهوريا بسنوات طويلة. والسبب أنني كنت، حين كنت في المدرسة المتوسطة بأبي عشر، أقضي بعض الإجازات الصيفية مع خالي الراحل آدم علي آدم الذي كان يعمل تاجرا بسوق تندلتي. وكان محمد الحسن الطاهر وقتها تاجرا هناك، وذلك قبل أن ينقل تجارته إلى مدينة كوستي. فقد بدأ الحال في تندلتي في التدهور رويدا رويدا، وذلك حين مالت تجارة المحاصيل إلى مدينة أم روابة. وقد عرف محمد الحسن الطاهر، بحسه التجاري الذي عجمته التجربة الطويلة، وذكائه الفطري المتوقد، أن المستقبل لكوستي، وأن تندلتي في طريقها إلى الركود. فكان من أول الذين ارتحلوا بتجارتهم من تندلتي. وفعلا لم تمر سنوات، إلا وتدهورت ورادات سوق المحاصيل وتبع ذلك تدهور في مبيعات التجار، ثم ما لبث أن خرج منها أكثرية تجارها الكبار. وقد زرت تندلتي وأنا جمهوري بصحبة الأخ الراحل جمعة حسن وقد هالني ما آلت إليه حالتها من التدهور. وأمضينا ليلة في منزل بشير حسين في صحبة عبدالله عبد السلام شقيق زوجة محمد الحسن الطاهر.

تقع تندلتي في الحد الفاصل بين مديريتي النيل الأزرق وكردفان. وعلى الرغم من أنها جغرافيا وبشريا، مدينة كردفانية صميمة، إلا أنها كانت تتبع لمديرية النيل الأزرق. تميزت تندلتي بواحدة من كبريات زرائب المحاصيل غرب النيل الأبيض. وقد جلبت لها تلك الصفة الكثير من الجلابة الذين شكلوا الثقل في سوقها الكبير الذي يشغل مساحة تزيد عن الكيلومتر المربع، تتوسطه زريبة المحصولات. طما أن بتندلتي واحدة من محطات السكة الحديد النشطة في نقل المحاصيل والبضائع، يضاف لى ذلك أنها تقع على طريق اللواري بين أمدرمان والأبيض، والغرب البعيد. غير أن حالها تبدل وفقدت أهميتها حين مالت كفة الميزان نحو جارتها أم روابة.
لا أنسى أبدا أنني رأيت أولاد حاج الماحي، واستمعت إليهم عيانا بينانا لأول مرة في حياتي في دار الأستاذ محمد الحسن الطاهر العامرة في تندلتي، وأنا في سن الثانية عشرة. فقد استضافهم ودعا كل أعيان المدينة وأهلها لتلك الجلسة النبوية العجيبة. ولم أر أولاد حاج الماخي بعد ذلك عيانا بيانا إلا في بيت الأستاذ حين دلفوا إليه بغتة ذات ظهيرة، وفوجيء بهم الأستاذ أكثر المفاجآت سرورا. وسرهعان ما أرسل الأستاذ إلى العم فضل وإلى أمي آمنة، وإبلى بيوت الإخوان، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى امتلأ الصالون، وكان الأستاذ متهللا وفرحا وعليه من الإشراق ما يجل على الوصف. وهكذا الشيء بالشيء يذكر، واعود لتندلتي.

في تلك الأيام عند منتصف الستينات في تنلتي صادقت الطاهر وصلاح محمد الحسن. كنا نلتقي في دكانهم الذي كنت أرتاده كثيرا لشراء بعض مستلزمات ماكينات الخياطة للماكينات العاملة في دان خالي آدم. كما كنت ألتقيهم في ميدان كرة القدم، بالقرب من محطة السكة حديد في تنلتي في ظهر يوم الجمعة. وظهر الجمعة كان الوقت الوحيد الذي تغلق فيه دكاكين السوق أبوابها. وهكذا نشأت صداقة بيني وبين الطاهر وصلاح في تلك السن المبكرة. وقد ذكرت في كتابة سابقة أن محمد الحسن الطاهر وأبناءه وبناته قد غابوا من ذاكرتي، بعد أن تركت الذهاب لتندلتي نتيجة لخروج خالي منها، هو الآخر، إلى أن لقيت محمد الحسن الطاهر في عزاء حمور شقيق الأخ جلال الدين الهادي في ود مدني. كانت تلك الرحلة من الخرطوم إلى مدني هي أول رحلة لي مع الأستاذ، وقد كنت صديقا وقتها. زرت الأستاذ ذات يوم، فسألني إن كنت أرغب في اصطحابهم إلى مدني غدا لعزاء جلال في شقيقه. فقبلت وقابلتهم اليوم الثاني في الميعاد المضروب في موقف بصات مؤسسة النقل الوطنية في الخرطوم تلاتة.

هناك في منزل الأستاذ جلال الدين الهادي تعرفت على محمد الحسن الطاهر لحظة رؤيته، وفرحت بمقابلته فرحا شديدا. وازداد فرحي حين عرفت أنه قد تتلمذ على الأستاذ محمود وأنه أتى للعزاء ممثلا جمهوريي كوستي. ذكرته بنفسي عندما كنت صبيا يافعا آتي لدكانه لشراء مستلزمات ماكينات الخياطة التي كانت تعمل في دكان خالي أدم علي آدم. فتذكرني وأمضينا وقتا طيبا في تذكر أيام تندلتي. خاصة أن خالي آدم قد كان من رجال جبهة الميثاق الإسلامي وقتها، وقد كان مرشحها للدائرة 65 كوستي الجنوبية، التي تضم تندلتي، وذلك في أول انتخابات أعقبت ثورة أكتوبر. غير أن خالي آدم لم يفز في تلك الإنتخابات، شأنه في ذلك شأن سائر مرشحي جبهة الميثاق الإسلامي، في تلك الحقبة، بمات فيهم أمينها الدكتور حسن الترابي.


كان محمد الحسن الطاهر من وجهاء الحزب الإتحادي الديمقراطي، وقد مكنته عصاميته التي لا تخطئها العين من أن يصبح من رجال الحزب الإتحادي المرموقين، ومع ذلك هجر محمد الحسن الطاهر الإتحاديين، وانخرط في صوفوف الجمهوريين. كان محمد الحسن الطاهر أقرب بقلبه وعقله إلى شباب الجمهوريين منه لشيوخهم وكهولهم، وكان يفرح بهم فرحا غامرا عندما يأتون إلى داره. كان محبا بشكل خاص لبدرالدين السيمت، ولمتوكل مصطفى حسين، ولعمر القراي ولشخصي. كما كانت له علاقة عالية الخصوصية بالراحل جمعة حسن. والسبب أن جمعة قد كان في تندلتي، وكان على صلة وثيقة بمحمد الحسن الطاهر قبل أن يصبح أي منهما جمهوريا. كما أن التاجر بشير حسين، وهو من كبار تجار تندلتي، كان أبا روحيا لجمعة، وقد ظل جمعة وفيا لتلك العلاقة. أيضا كان جمعة يدير كشك الجرائد الواقع في الزواية الجنوبية الشرقية لسوق المحاصيل بتندلتي، وكان ذلك الكشك مواجها لدكان محمد الحسن الطاهر.

كان محمد الحسن الطاهر تجسيدا للنضج الروحي والفكري والخلقي الذي يمحو فوارق الجيل. تجده مسترسلا على سجيته في دعابات عذبة لا تنتهي مع الطيب محمد الحسن، وعبد الحفيظ ميرغني، وحيدر بدوي، وأحمد محمد الحسن، وغيرهم من جمهوريي كوستي وكلهم في عمر أبنائه وبناته. لم ينل محمد الحسن الطاهر حظا كبيرا من التعليم النظامي، فهو قد انخرط في الأعمال التجارية منذ شبابه الباكر، غير أنه علم نفسه بنفسه فأصبح جمهوريا من عيار ثقيل، فهو مثقف، وراوية، وحافظ، ومتحدث مفوه، وذواقة للأدب.

رأيته آخر مرة في القاهرة عام 1991، وقد سكنا في منطقة واحدة في مدينة نصر. وقتها، كان قد حضر مع ابنته وداد للعلاج. وبعد سنوات بلغني خبر رحيله الفاجع المفاجيء مع زوجته عائشة وإبنته بثينة فأحزنني أيما حزن. وفي الصيف الماضي رأيت ابنته منى في الدوحة. فقد تكرمت بزيارتنا هي وزوجها الفاضل الأستاذ، عثمان عبد المجيد. وليت الزمان تحنن علينا بجمع للشمل نرى فيه من لم نر منذ وقت، من ذرية محمد الحسن الطاهر الصالحة: صلاح، والطاهر، ووداد، ومأمون. إذ لا يزال لون بيتهم الفسدقي الأنيق يعيش في مخيلتي. كما لا تزال رائحته تعشعش في خياشيمي. قال محمد المكي إبراهيم حين بلغت به أوجاع الغربة أشدها:

رياحكم ماسخة عجوزْ
في بلدي نعطر الهواء بالمديحْ
روائح الطعام والضيوف من بيوتنا تفوحْ
والجارة التي يرف بالشباب وجهها
يا عطرها الشفيف!!
ينشق النهار من شذاهْ
أوَّاهُ لو لمرةٍ
أشمه
أضمه
ألمحه
أراه
أواه لو تفيد النازح الغريب، أهْ.

كان منزل محمد الحسن الطاهر فواحا بروائح الطعام، وروائح الضيوف في آن معا. كان صلاح ومأمون دائمي الوجود بالمنزل، ولكنك لا تحس بوجودهما. يذهب صلاح إلى المتجر في الصباح، ويعود في الليل، فيجدنا أما في جلسة منعقدة، أو حول مائدة، أو في حالة تسامر. كان صلاح ومأمون يدخلان ويخرجان كما الطيف، بلا جلبة، ولا صخب. كانا يقطران حياء، في كل ما يأتيان ويدعان، فيجعلانك تحس بأنهما ضيوف بأكثر مما أنت. وذلك نبل عجيب، عجيب!

Post: #52
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-08-2020, 06:42 AM
Parent: #51

شهادتي فى الدكتور عمر القراي تكون مجروحة إن أردت الحديث عنه لقد أتاحت لي الظروف أن أتعرف على دكتور عمر القراي عن قرب وكنت أذهب كل يوم جمعة لمدينة مونترى كاليفورنيا التى تبعد عن مدينتي حوالي ساعة فماذا أحدثكم عن عمر القراي حافظ الكثير من القران بكل قراءآته؟ أم أحدثكم عن دماثة خلقه؟ أم احدثكم عن القراي الذي يحترم الصغير والكبير؟ إنه إنسان من طبقة الفلاسفة والعلماء، إنه مثقف من الدرجة الأولى مثقف مكتمل ليس فى الدين فحسب، وإنما فى كل مناحي الحياة. كنت أستمتع معه عندما يتحدث عن شعراء البطانة والهمباتة وأشعارهم وحياتهم الاجتماعية. عمر القراي الذي أعرفه لا يمكن أن يحاول إقصاء أي أحد حتى من يختلفون معه فى الرأي. هو محاور ممتاز ويستمع للآخر من غير أن يقاطعك فى الحديث. أذكر أن قريبي المرحوم يوسف قريب الله كان لديه بعد التحفظات على الفكر الجمهوري كغيره من السودانيين، وعندما التقى بالقراي تغيرت مفاهيمه حتى حسبت أنه من الجمهوريين. واذكر ان له صديق اسمه خالد طبيب مصرى ودارس فى الأزهر وحافظ للقرآن كان ياتى باسئلة عصية ويذهب لدكتور القراي وكان القراي يرد على خالد حتى أصبح خالد من حواري دكتور عمر القراي. لذلك أعتقد أن الحملة التى يقوم بها أصحاب الهوس الديني سببها أن دكتور عمر القراي وقف بحزم ضد تجار الكتاب المدرسي وتجار الدين. ويا ليت لو أن من ينتقدون دكتور عمر القراي لو كانو فى قامة عمر القراي هذا الإنسان الزاهد والمتعبد والذاكر والحافظ لكل أصول الدين والفقه. إن شهادتي فى الإخوان الجمهوريين مجروحة لأنهم من فصيلة الأنبياء خلقاً، وكم كنت أود أن أتحدث عنهم فرداً فرد ولكن اخاف أن أنسى خصال أحدهم وأكون من الظالمين. ومع أننى اتخذ طريق العلمانية نهجاً ولكننى أحاول أن التمس طريقهم وأخلاقهم والتى هى المغزى الأساسي لرسالة الرسل والأنبياء، وهى الاخلاق وقول الرسول الكريم " إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "
سيف جبريل

Post: #53
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-08-2020, 07:00 AM
Parent: #52

الأستاذ أزهري محمد أحمد بلول
بقلم الأستاذ محمد خليل
كالفورنيا

هو انسان بقامة وطن ..ونقاء ناسك..ومروءة شعب.. وتواضع عالم.
.رقيق المحيا دمث الاخلاق نقي الدواخل شفيف الحواس عالي الهمة قوي الشكيمة. لذلك اجتمعت له جالية مونتري عن بكرة ابيها على قلب رجل واحد لتقول وداعا لابنها البار الاستاذ ازهري بلول واسرته.
نعم ستفقد الجالية السودانية بكاليفورنيا عامة ومونتري خاصة احد افضل ابناءها.لذا كان حفل وداعه امسية استثنائية لرجل استثنائي. انسابت فيها الكلمات من القلب الي القلب . فكانت ليلة الوفاء لأهل الوفاء توالي المتحدثون تباعا فأجادوا ولكن الوقفة الاكثر تأملاً كانت لكلمة الاستاذ الشاعر محمد المكي ابراهيم والاستاذ السفير الفلسطيني الشاعر عدنان صدوق الذي القى قصيدة عصماء الهبت اكف الحضور بالتصفيق كتبها في المحتفي به الذي قال انه حببه في السودان والسودانيين. ومن ثم كانت كلمة المحتفى به لتكون مسك ختام الامسية.
سيظل مكان استاذ ازهري في كاليفورنيا شاغرا ولكن هنيئاً لواشنطن الكبرى بهذا الفارس. والتحية للجنة التنفيذية للجمعية السودانية الامريكية بمونتري على هذا العمل ولكل افراد الجالية ولكل من تكبد مشقة الحضور من المدن والولايات الاخرى. لقد كان وداعه استفتاءً لماهية المحبة و سموء التقدير ومتانة الترابط.

Post: #54
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-08-2020, 11:55 AM
Parent: #53

Quote: الأستاذ أزهري محمد أحمد بلول
بقلم الأستاذ محمد خليل
كالفورنيا

هو انسان بقامة وطن ..ونقاء ناسك..ومروءة شعب.. وتواضع عالم.
.رقيق المحيا دمث الاخلاق نقي الدواخل شفيف الحواس عالي الهمة قوي الشكيمة. لذلك اجتمعت له جالية مونتري عن بكرة ابيها على قلب رجل واحد لتقول وداعا لابنها البار الاستاذ ازهري بلول واسرته.
نعم ستفقد الجالية السودانية بكاليفورنيا عامة ومونتري خاصة احد افضل ابناءها.لذا كان حفل وداعه امسية استثنائية لرجل استثنائي. انسابت فيها الكلمات من القلب الي القلب . فكانت ليلة الوفاء لأهل الوفاء توالي المتحدثون تباعا فأجادوا ولكن الوقفة الاكثر تأملاً كانت لكلمة الاستاذ الشاعر محمد المكي ابراهيم والاستاذ السفير الفلسطيني الشاعر عدنان صدوق الذي القى قصيدة عصماء الهبت اكف الحضور بالتصفيق كتبها في المحتفي به الذي قال انه حببه في السودان والسودانيين. ومن ثم كانت كلمة المحتفى به لتكون مسك ختام الامسية.
سيظل مكان استاذ ازهري في كاليفورنيا شاغرا ولكن هنيئاً لواشنطن الكبرى بهذا الفارس. والتحية للجنة التنفيذية للجمعية السودانية الامريكية بمونتري على هذا العمل ولكل افراد الجالية ولكل من تكبد مشقة الحضور من المدن والولايات الاخرى. لقد كان وداعه استفتاءً لماهية المحبة و سموء التقدير ومتانة الترابط

سلام يا حبيبنا البركة،
يا سلام على حبيبنا الرجل المهذب أزهري بلول،
أول مرة ألتقيه كان في دي سي في إحدى ذكرى الأستاذ،
وكان يدير الندوة د. أزهري، وكانت ندوة رائعة، وبعد الندوة قلت ليهو أكتر حاجة كنت حريص عليها
هي الإنشاد العرفاني عند الجمهوريين بعجبني شديد، ليه ما عملتوهو على حسب البرنامج؟!
قال لي معليش لكن هذه سيدهيات فيها إنشاد عرفاني، وأهداني إياه
وبقينا أصحاب.
المرة التانية التي ألتقي فيها الجميل ازهري كانت مظاهرة أمام السفارة
بناتي الصغار كانوا في أعمار تسعة وسبعة سنوات، شافوا صورة الأستاذ لأول مرة يحملها ازهري
قالوا لي عايزين يشلوا صور الأستاذ
قاموا شالوا صور الأستاذ من ازهري وصورهم معاها

التحية لك و لأزهري الجميل ولجميع الجمهوريين الجميلين

Post: #55
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: نادر الفضلى
Date: 05-09-2020, 05:31 AM
Parent: #54

النذير وضيوفه الكرام رمضان كريم

االنذير إنك فى مدح خصال شخص فقد مدحت وأنصفت أشخاص .. عموم الجمهوريين .. نعم يتصفون بسماحة الأخلاق وحسن التعامل.

Post: #56
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-09-2020, 07:50 PM
Parent: #55

Quote: النذير وضيوفه الكرام رمضان كريم

االنذير إنك فى مدح خصال شخص فقد مدحت وأنصفت أشخاص .. عموم الجمهوريين .. نعم يتصفون بسماحة الأخلاق وحسن التعامل

لا فض فوك يا حبيبنا نادر، فهم ليسوا سيحييون الدين بعد إندثاره، بل سيحيون أخلاقنا السمحة بعد إندثارها، والله لا غز في الكيزان بركة، دمروا أخلاقنا السودانية السمحة.

Post: #57
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-14-2020, 03:32 PM
Parent: #56

سيدي البشير بي عيسى بن بكار: من أين صندل نجرت؟؟!!

عبدالله عثمان – جامعة اوهايو
[email protected]

للقاص شوقي بدري عبارة جامعة مانعة في وصف سمت الجمهوريين وخلقهم (ما شفنا جمهوري ما جميل، تقول بنجروهم من الصندل)… لعل تلك العبارة الآية هي ما كنت أبحث عنه أول رؤيتي للعزيز بشير عيسى بكار منذ ما يزيد على الثلاثة عقود.
دلفت الى سوح الأستاذ محمود وأنا بعد ابن عشرين، بشير يكبرني بأعوام قليلة، ولكني وجدته في مجتمع الجمهوريين كبيرا، يقود نقاشاتهم الفكرية ويعقد له الأستاذ محمود محمد طه لواء قيادة الوفود الميدانية وغيرها حتى عقد الزيجات بآخرة، يصدر جرائد الحائط، يكتب ويناقش بالعربية والفرنسية، وتصل تقاريره من فرنسا لتقرأ على الملأ فنزداد زهوا به فنتمثله ونود ألو أن لنا كسبه، وهو كسب بعد جد عظيم. ولعل حادثة صغيرة تبيّن لنا أن بشيرا قد أعد لأمر أن يكون “قداميا” منذ صباه الباكر، فقد حدثني مثلا عن كيف أنه أصرّ على أن يتم “تشليخه”، في عهد تكاد تكون أبطلت فيه هذه العادة، فحمل بشير الموسى بنفسه وذهب للشلّاخ ليقوم بتزيينه بتلك الشيوخ الجميلة التي كان يزيدها بشير بسمته ونضاره جمالا على جمال، ولعل هذا الأمر ايضا فيه رمزية “الفداء” الصوفية بصورة من الصور.
زملاء بشير، الذين درسوا معه في وادي سيدنا ثم حنتوب، يحدثونك عن كيف أنه كان طالبا ألمعيا مشاركا بكلياته في شتى ضروب الحياة، فقد رفدته البطانة وأرثها العامر بذخائر من المعرفة والدربة قل أن تتوفر لشخص واحد الا أن يكون “مختارا” ومهيأ لأمر عظيم مثلما كان البشير. يحدثنا القاص د. بشرى الفاضل عن بواكير أشعار بشير وفيها يتبين لنا فيها فخره بانتمائه للعنصر الأفريقي الذي لا يزال كثيرون منا يودون ألو يلوذون منه فرارا، ويزيلونه من تاريخهم العربي المجيد!! يقول بشير في مطلع واحدة من قصائده تلك:
أنا فتى في قلب قارة العبيد
يمينها صحارى
يسارها مستنقع الركود
ثم كان ذلك ريح طيب، ولا شك، الذي رمى ببشير الى منبع النور، سوح الأستاذ محمود محمد طه، تلاقت الشكول بالشكول فأفتّرت جوانح بشير عن المزيد من تالد العرف الطيب الذي أنطوى عليه بشير. مرّ بشير خلال انغماره في بؤرة ذلكم النور بتجارب روحية غريبة، يضيق المجال عن سردها هنا، ولعل أبرزها تجربة موت حسي تعرّض له بشير خلال تدّربه ، أول عهده بوزارة الخارجية، في معسكر “وداي سيدنا”. للوادي نفسه واسمه دلالات روحية عند بشير اذ ارتبطت الأودية، أودية الحقيقة والشريعة، بمعان عرفانية رفيعة عند المتصوفة فكيف بواد صاحبه “سيدنا”. لم يشأ بشير، أو لعله لم يؤذن له، أن يتحدث كثيرا عن مكنون تلك التجربة الغريبة، ولكن ما يمكن للمرء أن يتلمّسه من ذلك أن قد ظل بشير في توق لما طولع به بصورة أو بأخرى، ويستبين لنا ذلك التوق في تتبع مسيرة بشير الفكرية والسياسية كلها فقد كان روحا قلقا لا يهدأ وهو يبحث عن خلاص يحسه فيتمناه لنفسه ولغيره. ظل يرفدنا في صالون خاص للجمهوريين بأحاديث تشي عن ذلك التوق مثل كتاباته عن “تجربة الدنو من الموت” و”تجربة ما بعد الموت” وعبارة للأستاذ محمود عثر عليها بشير في دفتر خاص تتحدث عن الحياة “وبالطبع الموت” وكيف أن تلك العبارة أخافته فأحب أن يشرك فيها أخوته لعل واردا منهم ان يعينه في تلمس غياهب تلك الدروب، دروب العودة للوطن القديم عبر الموت أو الإنتصار عليه. ظل شاخصا ببصره لفك طلاسم ذلك اللغز “الموت” وكنت أحس بعباراته عندما أنعي له أحدا من أخواننا (والله البعرفهم بي غادي بقوا أكتر من البعرفهم بجاي)!! أحس في تلك العبارات شيئا من ذلك التوق. استوقفني عزاؤه عند رحيل أحد أكبر أخواننا ؟ جلال الدين الهادي الطيب ؟ وكان قد سبقه بأربعة اشهر الأخ الأكبر ؟ سعيد الطيب شايب، فكتب لنا بشير أنهم عندما كانوا صغارا ويختطف بعض الصياد فراخ القمرية.. كانت القمرية تنوح على صغارها فيتخيلون أنها تقول:
الشال سعيد ما يرجا العيد…. الشال بلّال ما يرجا الهلال
يقول بشير ، كادت تقول “الشال جلّال ما يرجا الهلال”
أحسب أن قمريته هذه تنوح الآن بـ “الشال بشير ما يرجا أمشير”
غادرت أمريكا على عجل وكان آخر من اتصلت بهم، في صباح باكر، هو البشير. رد عليّ متوجسا وقال لي “حسبتك تريد أن تنعي لي أحدا من أخواننا”… كان مستعدا لذلك الأمر بالقول والفعل، فظل كأنما نصب له علم فشمر يطلبه يعمل لغد يراه قريبا بلا كلال ويذّكر نفسه وغيره بأن ذلك الغد لابد آت، وفي أمره فكأنه كان يراه، بل يراه، فبشير قد أورثته التجارب في سوح الأستاذ محمود شفافية روحية غريبة، ومن الواضح أن هذه الشفافية لها ايضا جذور ممتدة في الأسرة، فقد حدثنا شقيقه حمد بكار أن والدتهما قبل يومين من انتقال بشير سألت حمدا عن بشير وقالت له أن قلبها يحدثها أن أمرا يحدث لبشير… كان بشير مستشعرا ذلك الأمر ايضا وقد كتب لنا معزيا في الوالدة فاطمة عباس سليمان منذ حوالي ثمانية اشهر قائلا: (لقدكانت فاطمة معجزة من معجزات الفكرة الجمهورية والأستاذ. أشد ما أحزنني أنني كنت منذ سنوات أنوي في زياراتي القصيرة والسريعة إلى السودان أن اصل الأستاذ مجذوب والأستاذة فاطمة والأسرة في معتكفهم اللطيف في الجنيد لأسرّ برؤيتهم ومعيتهم الروحانية العميقة، ولم أتمكن. ستكون زيارتي التي لابد منها والتي آمل أن أجدهم فيها كلهم بخير، زيارة حزينة ولكنها مليئة بالذكريات اللطيفة عن فاطمة الصالحة الفالحة. من الخير لنا جميعا أن نستعد ليوم الرحيل فما أقربه بعد رحيل كل أولئك الأعزاء. ألحقنا الله بزمرتهم وزمرة الصالحين يوم ينادي المنادي. وأن الحمد لله رب العالمين)
ظل هكذا بشير، منتقيا من الكلم والفعل أطايبه، مشغولا ومهموما بأمر الإنسان من حيث هو إنسان، وفي ذلكم فقد كان أمر السودان “غاية شريفة” وظف لها نفسه، كل نفسه، وقد رأى بشير الكارثة تكاد تطبق علينا مثلما رآها “ود دوليب” منذ عهد بعيد فكتب بشير في العام 1987 من تشاد مستشرفا ما حلّ بأهل السودان من حكم أهل الجور الذين يقيمون على أنفاسه الآن، كتب قائلا:
أنوحُ على قلبي الذي فقدتُهُ
وأهلي، وقومي، وداري
وربِّي الذي ودَّعَنَا
وصار منه القِلَى وهْوَ غاضبُ
* * *
النذير
وتَعْوِي كِلابُ الحيِّ نحوَ السماءِ مِثْلنُا
إذ ترى البلاءَ نازِلاً
على أهلِ القُرى جميعِهِم
يَسْتَويِ لديهِ سادِرُ في غيِّهِ وتائبُ
يُخَيِّمُ الموتُ شرقاً وغرباً
ومِن كُلِّ الجهاتِ تأتي النوائبُ
فالهَرْجُ والمَرْجُ والبطشُ والظلمُ
والفقرُ المُذِلُّ يُحيلُ العذارَى بغايا
والرجالَ عبيداَ خانعينَ، ولا مَنْ يحاسِبُ
* * *
ما مِنٌ قريةٍ طغَى المتُرفون فيها وأَفسدوا
إلاَّ أتاها الدَّمارُ بياتاً أو قائلينَ
وحلَّ العذابُ الواصِبُ
ففي بيزنطةَ القديمةَ عبرةُُ
وفي بغدادَ بعد عِزِّها
ومكَّةَ والمدينةَ لم تَسْلمَا
وقد تناوَشَتْهُمَا المُصائبُ
ودكَّتْ فئاتُ الظالمينَ البيتَ ذاتَ مرَّةٍ
فوقَ من لاذوا بِهِ
واستباحتْ نِساءَ المدينةَ أخرى
كما يَستبيحُ الغُزاةُ الأجانِبُ
افتقدناه كثيرا عندما ذهب للتشاد، دبلوماسيا بسفارة السودان هناك. ظل على ارتباط وثيق بنا يرسل لنا خطابات غاية في اللطافة نظل نستبطىء مجيئها لشدة تعلّقنا بها. كان يكتب لنا بقلم الأديب الأريب، وعين الخبير المدرب، مشاهدات عامة عن انسان التشاد البسيط ويحببه الى أنفسنا. لا أزال أتذكر من خطاباته تلك بعضا مما كان ينقل لنا من نشرة الأخبار في راديو أنجمينا (بعربي تشاد)، وهو قريب من عربي جوبا، فيقول أن ثمة أعلان لـ (فلان إندو بتّان رايح… البلقاهو ليهو ريال مجيدي) … أو (فلانة إندها سبوء “سبوع” وبتقول لي فلانة وفلانة وفلانة لازم تيجوا” …
ظل بشير هكذا، مشغولا بأمر الناس، من حيث هم ناس، ساعيا في قضاء حوائجهم ولقد يحكي لك الذين زاملوه في أسمرا أو في القاهرة، أو أديس أبابا وجوبا وباريس وواشنطون قصصا وقصص، لا أقول تصل حد الأسطورة، بل هي اسطورة حقيقية. جآءنا مثلا، من بعثة للأمم المتحدة بالصحراء الغربية حاملا أوراق شابة جزائرية تعرّف على اسرتها هناك. بـ “سحره المعهود” هيأ لها مقعدا للدراسة في جامعة بأمريكا، رأت الشابة فيه ما لم تر في غيره فأصبحت تبوح له بما لا تبح به لغيره، فاتحته الفتاة، وقد أصبحت “صاحبة عقيدة” من ذاق وعرف، أن يبحث لها عن عريس تكون مواصفاته هي مواصفات بشير نفسه، شآءت إرادة الله أن تتزوج بطبيب اسمه بشير؟؟!! زميلة لها في السكن، يابانية المنشأ، أخذت بدورها تعتقد أن لهذا “القورو” الأفريقي العظيم “سر باتع” فأخذت تلاحقه بذات الطلب … كلما نلتق يقول لي “البنية لا تزال تنتظر” أداعبه وأقول له يبدو أن “سرك الباتع” يا شيخ بشير محتاج لدروس تقوية في اللغة اليابانية… كان ذلك هم مقيم له، وهو اسعاد الإنسان من حيث هو انسان.. في آخر لقآءاتنا ناقش معنا كيف لنا أن نساعد أبنائنا في المهجر في أختيار شريك/ة حياتهم.. أقترح علينا أن يبدأ هو بتنظيم لقآءات صيفية تعقد كل مرة في مدينة وقال أنه سيبادر بدعوة الشباب لنيويورك لذلك الغرض.
ذلك غيض من فيض من سيرة حياة عامرة، خصبة إنقضت عجلى، وقد وسده أهله ومحبوه “الباردة” في ثرى نيوجرسي وكأني بأخيه وصفيه فتح الرحمن عبدالقادر بابكر، وقد خفّ من كندا لوادعه قد وقف على تلكم الروضة متمثلا قول الطيب صالح في فراق أحد أحبابه (كان خفيفا جدا حين حملناه إلى مثواه الأبدي بين المغرب والعشاء، ولما وسدوه لحده نظرت إليه فإذا هو يشغل حيزا صغيرا من ذلك الفراغ العريض، تركناه مؤتنسا بربه في تلك الوحشة انشاء الله. وقد ودعناه الوداع الذي ما بعده وداع، وكأنني سمعته يقول ضاحكا :”يا أخي على ايه؟ ليه اتعبتو نفسكم؟”. انصرفنا صامتين في العتمة بين النور والظلام) … وإن انصرفوا، يا بشير، فما انصرفوا عن ملالة، وإن اقاموا “جوار روضتك”، فما عن سؤ ظن بما وعد الله الصابرين (سيدنا علي).
عن مواجع ذلك “الإنصراف”، كتب الأخ بدر الدين عثمان موسى، أن سيدة من جنوب السودان كانت تبكي موجوعة ثم جثت و”خمشت” قبضة من روض بشير وتلك لعمري “رمزية” تجل عن الوصف فطوبى لتلك السيدة التي عرفت السر، طوبى لها ولكل من عرف أو سمع عن بشير، فبشير “بقية مما ترك آل يعقوب” أنى وقع نفع.

Post: #58
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: تماضر الطاهر
Date: 05-15-2020, 01:02 AM
Parent: #57

تحياتي صاحب البوست الأخ النذير
،
وبالأستاذ عبد الله عثمان ..أصرح
وكل عبير أتى عبر نافذته من إخوة وأخوات كرام

وددت لو أسهب وأسترسل عنه وله
فانا حقا في شخصه أحترم جميع الجمهوريين
ما ذكر الأدب والصفاء والكرم والإيثار والجمال والسماحة وسعة الصدر والذوق والرصانة واللطف والإيمان والمثالية والصدق وكل صفة جميلة إلا وذكرته.
أحب محبته لأستاذه وإخوانه وبلده وثقافته
،
أعجز عن وصفه ..

Post: #59
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-17-2020, 00:07 AM
Parent: #58

قصيدة الشاعر الجمهوري، الراحل مبكرا، الشريف البيتي ينشدها الجمهوريون في جلسة بمنزل الراحل المقيم الأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله.


Post: #60
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-24-2020, 08:25 AM
Parent: #59

فِي عَسَلِ التيهِ الجميلِ يختبئ عَلقمُ الفقدِ .. بقلم: جمال محمد إبراهيم
التفاصيل
نشر بتاريخ: 16 كانون2/يناير 2012



أقرب إلى القلب:
فِي عَسَلِ التيهِ الجميلِ يختبئ عَلقمُ الفقدِ . .
في الذكرى الرابعة لرحيل أستاذي عمر علي أحمد
جمال محمد إبراهيم
jamal ibrahim [[email protected]]
قرأت ما كتبت "بثينة" في ذكرى رحيل والدها أستاذي عمر علي أحمد في صحيفة "سودانايل" الالكترونية، فأثارت شجناً قديما ، لا يزول. سيظل بكائي على الراحل مقالاً أعيد قراءته كل حين . هنا أعيد نشر مقالي ودمعتي باقية ودعائي مرفوع للمولى عز وجل ليقبل عزيزنا الراحل مع الشهداء والصديقين. .
جمال
كم هو كبير حزني عليك ، أيها الأستاذ الكبير . .
في شهرٍ واحد تداعتْ إلى الذّهن الآفل، ذكريات عن أسماء لأساتيذ وأصدقاء ، جمعني بهم عهد الطفولة والصبا الباكر، في سنوات الستينات من القرن الذي انطوى ، ولم أزل أطنب حديثي حولها إطناباً مَرَضياً لِما أحسّ بعظم أثرها عليّ شخصياً ، وتعاظم خسارتها كلما مرّ يوم أو أسبوع أو شهر أو عام . مع صديقيّ خالد ساتي ومامون حامد عبد الرحمن ، تداعت ذكريات نحو أربعين عاما ، كان الأستاذ عمر علي أحمد ، ألمع إسم نتذكره ، ثم نفجع في ذات الشهر برحيله المباغت .
هاتفني من مقامه البعيد في "أبو ظبي" ، الصديق الحميم خالد ساتي عمر . تفرقت بنا السبل ولكن بقيت الآصرة أقوى من أن تفتتها عاديات الدهر وتقلبات السياسة ، وخالد هجر المؤسسة العسكرية أو هجرته ، لا فرق . هاجر واغترب في السعودية ، ثم الإمارات العربية . أبعدتني مهنتي عن التداني الحميم مع أصدقائي وأحبابي، وخالد ومأمون وأستاذنا عمر ممن أعزهم بينهم . سألني خالد عن مجموعتي الشعرية التي أصدرتها مؤخرا من بيروت ، وتفاكرنا عبر الهاتف ،عن أيامنا تلك في مدرسة النهضة الأمدرمانية في ركن مربوع آل شبيكة ، وذكرنا بالخير المعلمين الذين صدقوا فعلمونا ، وبينهم أستاذ وفتىً جليل علمنا اللغة العربية لا ينسى ، إسمه عمر علي أحمد ، ومدرس اللغة الإنجليزية الودود ، جمال عيسى . عجنا إلى سنواتنا تلك واستعدنا أسماء من كان معنا في المدرسة الوسطى : ميرغني بشير ، صلاح المطبعجي ، هاشم الخير هاشم، مصطفى مدثر، مأمون حامد ، حمد محمد السيد .. كان ذهولنا متوازياً أنا وخالد، إذ انسالت الذكريات وكأنا نلعّب شريطاً سينمائياً مترفاً بالتفاصيل ، دقيقها وحميمها .
لا أعرف كيف صادف أن حلّ ببيروت ، بعد يومين من مكالمتي تلك ، صديقي مأمون حامد عبد الرحمن ،في مهمة وعمل وقد كانت سنوات غيابه عنّي تقاس بالعشرات ، حتى أني أضعت ملامحه ، فما تبينتها للوهلة الأولى ، ونحن في أحد فنادق الحمرا بوسط بيروت. حدثته عن المصادفات الجميلة ، كأن يهاتفني خالد قبل يومين ونتذكر مأمون ، فأراه أمامي في بيروت ، وقد تساقط شعر الرأس واستأسد الدهرُ على كلينا ! ثم استرجعنا بعض ذكريات طيبة عن سنوات صبانا الباكر في المدرسة الوسطى ، وأعدنا إلى الذاكرة الخربة شريط معلمينا الحذقة : عمر خالد مضوي ، أستاذ السر ، أستاذ عمر .. عمر على أحمد . .
من بين أساتذة اللغة العربية والأدب العربي ، كان عمر علي أحمد في مدرسة النهضة الوسطى، هو الأرسخ في الذهن، ونحن بعد على أعتاب مراهقة مبكرة، أوائل ستينات القرن الماضي . كان يحدثنا عن طه حسين وعن المازني والعقاد وحافظ إبراهيم ، ويلقمنا إلقاماً لنفهم . لم يكن في حماسه لتدريسنا أساسيات اللغة والشعر والقصة العربية ، يقف على ما ورد في كتب المناهج المقررة ، بل يأتي إلينا في الفصل بكتاب الهلال ليقرأ علينا قصة من مجموعة قصصية لأديب مصر محمود تيمور ، أوينشد قصيدة طاهر الطناحي الرصينة بمناسبة سبعينية العقاد . لعمر علي أحمد كل الفضل في الأخذ بيدنا ونحن في عتبات سن المراهقة ولم نبلغها بعد ، فتجدنا قد سمعنا بنزار وسعينا نترصد قصائده ، ونحث صديقنا في الفصل حمد محمد السيد ، أن يأتينا بما لدى أخيه الشاعر الأستاذ بعشر، حفظه الله ، من دواوين لنزار مثل : "قالت لي السمراء ". . و"طفولة نهد" وغيرها من العناوين المخيفة بمقاييس سنوات الستينات من القرن العشرين . كنا نتبادلها مخالسة في مدرسة النهضة ، كما يتبادل المدمنون قطع الحشيش ، بعيداً عن العيون . لم نكن نخشى أن يضبطنا الأستاذ عمر ، بل خشيتنا الكبرى هي أن يقبض علينا أستاذ الطاهر خالد الذي يدرسنا مادة الدين الإسلامي !
في الجمعية الأدبية عصر كل خميس، يشرف الأستاذ عمر، بحماسه البالغ على إسهاماتنا المتواضعة في الكتابة الإنشائية والإلقاء ومطارحة الشعر . لا تفارق محياه بسمة عريضة تنبيء عن رضاه بما نقدّم . كانت محاولاتي الفطيرة في نظمٍ شعريّ ساذج ، تجد عنده القبول والتشجيع ، فأراه يستحثني على استدامة الكتابة . أما قراءاتنا في الأدب ، فقد كان هو الموجّه الأول إلى البديع منها . كنت أسمع منه إسم الكتاب، فأهرع إلى المكتبة المركزية في أم درمان ، أبحث وأنقّب لأجده فينشرح القلب ، وإن أخفق العقل فــي الاستيعاب. في تلك السن المبكرة ، استعرت من حماس أستاذي عمر، حماسي لإقتناء الكتب من سوق الكتب القديمة جوار مكاتب البوستة في سوق مدينة أم درمان ، وتلك عادة لم تفارقني ، وأحنّ إلى تلك المكتبات المفروشة كتبها على الأرض ، لا تحركني عنها مكتبــات " أنطوان" و"بيسان" و "الواي إن" ، الصقيلة كتبها ، في الحمرا بوسط بيروت .
وكما الأيام البهيّة يترصدها الدهر ليلفها في غياهب بعيدة ، أوكمثل النجوم بعد بريقها الخلاب يصطادها الخفوت ، أو مثل احتشاد اللئاليء في خيط واهن سرعان ما ينفرط عقدها ، فقد تسربنا جميعنا منذ تلك السنوات البعيدة ، وتجرّعنا في التيه الجميل أعسال الخبرة والتجاريب ، ولكن علقمه كان التيه المضني والفراق الأقسى . تمرّد الدهرُ على حميميتنا تلك ، فقذف بنا إلى اتجاهات صعب التلاقي بعدها . علمتُ خلال تيهنا ذاك ، أن الأستاذ عمر امتهن المحاماة .. ثم انقطعت عني أخباره سنين تحسب عددا . ولم يكن خالد ساتي ولا مأمون عبد الرحمن ولا مصطفى مدثر ولا ميرغني بشير ، ممن قرّبتهم إليّ خطوط العرض والطول ، على تقاطع تسفاري بينها ، فاصطادتنا غياهب النسيان لبعض حينٍ ، تراكَمَ لسنين طويلة .
ثم في سودانيزأونلاين ، يفاجؤني نعيُ "الحزب الليبرالي السوداني" للأستاذ عمر علي أحمد المحامي . . سألت دمعة طافت بعيني : أيكون هو أستاذك ومعلمك الشاب الذي تشربت منه الكثير في تلك المرحلة القديمة أوائل سنوات الستينات من القرن الماضي، والذي كنت تعرف أنه أمتهن المحاماة ، وظل وقع إسمه في ذاكرتك كل هذه السنين ، ولم تلتقيه ؟
لن تعرفني الزوجة المكلومة فاطمة ، ولا أبناء الراحل علي وأشقائه وشقيقاته ، ولكني أخ صغير له، علمه عمر علي أحمد ، ذات عام بعيد حرفاً ثميناً ، فترك بصمة في شخصيته وفي تكوينه . لم ألتقيه محامياً ، ولم ألتقيه جمهورياً مناضلا ، ولكني عرفته مربياً ومعلّما ، ولم تمنع أعوامٌ تجاوزت الثلاثين ، دمعة حرّى ذرفها قلبي قبل جفني ، على الراحل المقيم . ألزمكم الله صبراً جميلاً ، أسرة الراحل عمر ، وأغدق الربُ عليه من شآبيب مطر الرحمة ، ما تنفتح به أبواب الجنة والفراديس العلى ليدخلها خالدا . .

الخرطوم - يناير- 2012

نقلا عن سودانايل

Post: #61
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-25-2020, 03:55 PM
Parent: #60

رحل اليوم بأم درمان الأستاذ مامون عبدالله لطفي

كتب عنه الأستاذ عمر ابوالقاسم حامد

( فيها كتب قيمة )

المعلم الحقيقي
النموذج الخفي

أمثال استاذ مامون

دخلوا علي الدنيا فقراء
وكما دخلوا منها خرجوا

له شعبية في كردفان
له شعبية كبيرة في الدلنج
هو والقامة الراحلة الحاضرة زوجته نوال حسن

لهم شعبية في الدلنج
تلاميذهم
الآن
هم قادة مجتمع

اخر مره زرته في بيته الصالحة
وجدت تلميذه حضر له من جوهانسبيرج جنوب افريقيا .. وصله في البيت قال لو هو ما وصل استاذه مامون ضميره ما برتاح

مره في ام درمان في الشهداء أوقفه ضابط شرطة
قال له : ياعم عاوزنك
قال له في ايه

قال له حضرة العميد شرطة هناك في السيارة عاوزك
قال ذهبت معه الي السيارة مسافه ..
قال لمن وصلنا السيارة
نزل منها العميد شرطة
وعمل تحية تعظيم
ل استاذ مامون

وقال له يا استاذ مامون
انا تلميذك فلان .......

* قبل سنوات
انا زرته في بيته في الصالحة خلف مباني الجامعة الإسلامية
هو ( فرح شدييييد ) بزيارتي له
قال لي :
انا فرحان لانك الاخ رقم 7 يزورني في هذا البيت

انا تعجبت
قلت يا استاذ مامون
انت تستاهل يزوووروك
1000 جمهوري مش 7

Post: #62
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-26-2020, 00:28 AM
Parent: #61

ألف رحمة ونور تتنزل على قبر الأستاذ مامون لطفي،
أظنه قريب عضو البورد زميلنا لطفي الجميل.

Post: #63
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-26-2020, 11:09 AM
Parent: #62

Quote: أظنه قريب عضو البورد زميلنا لطفي الجميل.

نعم هو ابن عمه لزم
كذلك هو عديل البروفسير أحمد المصطفى الحسين منصور عضو هذا البورد وبذلك فأولاد الراحل مامون أبناء خالة للدكتور مريم الحسين (مريم بنت الحسين) عضو هذا المنبر العامر أيضا

Post: #64
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-26-2020, 04:36 PM
Parent: #63

Quote: نعم هو ابن عمه لزم
كذلك هو عديل البروفسير أحمد المصطفى الحسين منصور عضو هذا البورد وبذلك فأولاد الراحل مامون أبناء خالة للدكتور مريم الحسين (مريم بنت الحسين) عضو هذا المنبر العامر أيضا

لا حول ولا قوة إلا بالله
تعازينا الحارة للأصدقاء بروف أحمد الحسين ومريم

ويديك العافية يا البركة،
على ما أعتقد أيضاً زوجة الأستاذ آمنة هي من آل لطفي أيضاً

Post: #65
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-27-2020, 07:33 AM
Parent: #64

Quote: زوجة الأستاذ آمنة

يا مرحبا النذير حجازي
نعم أمنا آمنة لطفي عبدالله زوج الأستاذ محمود محمد طه هي عمة للراحل مامون لطفي
لها من الأشقاء: عبدالله والد مامون وأمين والشباك* ومريم وعوض والد نوال وعمر وأسامة وأخوانهما، وعلي والد لطفي نفيسة ولطفي وأخوانهما، ويوسف والد نفيسة والراحل محمد وأخوانهما
لأمنا آمنة من الشقيقات فاطمة وسيدة وميمونة
----
كتب الأستاذ محمد كبر المقيم بكندا
استاذ مامون..حبابك
يا بختك يا استاذي..بخت في الحضور البهي في المراقي النورانية التي لا تنضب ضيائها..يانجما بعيدا في المعاني والتسامي..!
فالموت عندي ليس ذهاب ، كما هو فهم الناس عامة ، وانما حضور في الوجود الخاص..فبربك ، يا استاذي ، كيف يذهب من ظل في اخيلة تلميذه نجما له خصوصية الإضاءة..
فالمعرفة حياة ، وانت اهديتنا دروب المعرفة ، المعرفة السمحة التي تكون صديقة ورفيقة في دروب العمر والزمن والحياة..!
كتر خيرك يا استاذي..لازلت اغربل الأشياء ، ولم يخذلني هذا النهج مطلقا ، وكلما توغلت كلما شعرت بالظمأ والفرح..!
كتر خيرك يا استاذي..كسرت حاجز الخوف ، وتعلمت نقد ثقافة الخوف..ولازلت امضي في طريقي بحثا عن وحوش التناقض الزائفة..واستلخص ما يفيدني دون وجل..!
سلام يا استاذ مأمون..
سلام يا صديقتي هيفاء عبد القادر..
سلام ناس البيت..
سلام السادة الجمهوريين والجمهوريات..
يا بختك يا استاذ مأمون..بخت في الحضور البهي في المراقي النورانية..


كبر
---
كبر درس القانون بجامعة الخرطوم وبلندن وجامعة رجينا بكندا

Post: #66
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-02-2020, 06:03 PM
Parent: #65

اعتراف جد🌷😉❤️
"أنا بحبك يا استاذ"

(انا بحبك يا استاذ)، هذه الكلمة ذاتها، هي هي، سمعتها من فتيات، وبصورة خجل آسرة، ثم يمضين الي عوالمهن، فقط هذه الكلمة، كانها وحي لي، مرسل عبر ملاك اسمر، لا اعرف اسمه، كل مهمته، هذه الآية، ثم يعرج لسماءه ،..

اول مرة كان في الساحة الخضراء، ساحة الحرية، فتاة شابة، مرتبكة، قالت لي (استاذ انا بحبك)، ثم مضت في شانها، وحي في ثوان، تابعت خطواتها، متى؟ وكيف؟ وانا؟ ولَم؟ حيرة لطيفة غشت حسي، كيف نمى الحب ومن سقى بذرته؟ وكيف ملأ كنور حقول صدرها؟..

الاخرى في مفروش، وسط الزمام، وقفت امامي بغتة، حسبته الزحام، لكن صافحتني بود عظيم، وقالت (انا بحبك) ثم ذابت في الزحام، أهذا خبر؟ ام بشرى؟ من يفهم رسولة الحياة؟ المراة.

أخريات، هذه كانت كورال ، سرب من عصافير بلادي، في دال، جنوب الخرطوم، حضرن معا ووقفن حولي وقلن (نحن بنحبك با استاذ)، ومضين معا، كأنهن فتيات يستأذن ابيهن ويخبرنه، للعلم فقط، أو عبء حمل حب ثقيل علي قلوب مزدحمة بألحان المشاعر وأحاسيس الجمال.

فتاة، في (امباكت)، زاهية، وقفت في الباب الزجاجي، وقالت (بحبك يا استاذ)، ثم رفعت شعرها الملون عن جبينها ومضت،.

وانا بحبكم، بحبكن، ابحث بضلال لذيذ عن علة الحب!، ومتى؟ وكيف!؟، رغم يقيني، الحب لايعلل، وحين اتذكر امي وبوذا والعبيد ودريا، استيقن ذلك،..

اسرح في وجوههن، رغم انها لحظات في عمر البرق، اسارير ذات سحر وحياء وود، وامتنان اعذب من الموسيقى، وأرق من النور،.

🍃🎻☘️🌷🍂

اسرح متى التقينا؟
هل تفارقني روحي؟
القلب بيت الله، عرشه، الذي يطوي ما كان، وما سيكون ..
..
☘️🍂🌹🍃🎻🌱

—-
عبدالغني كرم الله البشير
أديب وقاص ورسام
من أبناء العسيلات
درس بالعراق وعمل بقطر
من مؤلفاته دولاب أمي وآلآم ظهر حادة
متزوج من السيدة الأستاذة رحاب عثمان محمد مقطفى (الجعلي) ولهما آمنة ومحمود

يقيم في صومعته بالأزهري الخرطوم

Post: #67
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-04-2020, 02:42 PM
Parent: #66

كتب الأستاذ محمد عبدالرازق الشيخ*

.. ( مدير بنك الخرطوم .. الذي جبر خاطري .. ) ..

::

- في بنك الخرطوم .. زمان .. كان بيتم تدريبنا على كل الأقسام .. بفترات معروفة ومقسمة على أيام السنة ..

- من ضمن الفترات التدريبية دي .. كان عندنا كورس إسمه كورس E .. وبنسافر من كل الفروع .. للخرطوم .. لمدة شهر .. للتدريب على وظيفة ( النقد ) في البنك .. ومن أهمها طبعاً وظيفة ( الصراف ) ..

- قبل مواعيد السفر .. بيقوموا ناس الفرع يدخلونا في شغل الصرافة لمدة شهر كده قبل السفر للكورس .. عشان نتمرن على التفاصيل ..

- الوقت داك أنا شغال في بنك الخرطوم ( فرع سنار ) ..

- بديت أشتغل في ( قفص الصراف ) .. وما في أي مشاكل ..

- يوم كده .. وبعد البنك قفل .. لمن جاي أقفل الشغل .. لقيت عندي فرق نقدي ( بمبلغ 650 جنيه ) ..

- طبعاً دي كانت قروش كتيرة جداً .. وكل راتبي كان 92 جنيه فقط لا غير ..

- قعدت أراجع الشغل من الأول .. الإستلام .. والصرف ..

- طبعاً .. أحسن حاجة إنو الصراف بيسجل من خلف المستندات ( تفاصيل الدفع ) ..

- قمت لقيت .. في ( مستند سحب نقدي - لحساب توفير ) .. الراجل كاتب مبلغ السحب 350 جنيه .. وأنا سلمته 1 ألف جنيه .. وكنت كاتب تفاصيلها من وراء المستند 100 ورقة أبو عشرة ..

- طوالي ناديت ( باشكاتب الفرع ) .. ووريته الغلط بتاعي ..

- الباشكاتب طوالي دخل للمدير وبلغه .. عشان يعرف رأيه شنو ..

- مديرنا كان المرحوم ( بشارة مختار ) .. كان من قدامي موظفي باركليز .. قبل أن يصبح بنك الخرطوم ..

- وكان من قيادات الفكر الجمهوري في السودان .. وفي مساء كل يوم تجده حايم في سوق سنار مع آخرين من شباب الجمهوريين يبيعون ( كتب الفكرة الجمهورية ) ..

- سألني : هل بتعرف الزول صاحب حساب التوفير ده !! .. قلت ليهو .. بعرفه كويس .. وبعرف محله وين في السوق ..

- قام رجع مكتبه .. وجاني شايل .. ( ورقة سحب من حسابه الجاري ) بنفس مبلغ ( الفرق ) .. وقال لي .. سجل دي في دفترك .. وأظبط الخزنة بتاعتك .. ولمن تخلص تعال لي في المكتب ..

- عملت بما قاله تماماً .. ومشيت ليهو في المكتب ..

- لبس البدلة بتاعته .. وقال لي ( أرح نشوف الزول ده حيقول شنو ) !! ..

- مشينا ( للزول صاحب الحساب ) .. لقيناهو قاعد ..

- سلمنا عليهو .. والمدير ( بشارة ) قال ليهو .. ( إنت اليوم جيت سحبت مبلغ من حساب التوفير بتاعك ) !! .. الزول رد عليهو ( نعم ) ..

- المدير قال ليهو ( كم المبلغ الإستلمتو ) !! .. الزول قال ليهو ( 350 جنيه ) !! ..

- المدير قال ليهو ( متأكد ) !! .. الزول قال ليهو ( نعم متأكد ) ..

- المدير سأله تاني ( إنت بتعرف الصراف الصرف ليك القروش ده ) !! .. قال ليهو نعم بعرفه ( ده ولد عمنا عبد الرازق الشيخ ) ..

- هنا .. توقفت الأسئلة .. و ( وبشارة ) شكره .. ومسكني من يدي .. وقال لي ( خلاص أرح ) ..

- ونحن راجعين في الطريق .. المدير قال لي ( بكرة الصباح .. الزول ده حيرجع ليك القروش ) .. إن شاء الله ..

- قلت ليهو عرفته كيف !! ..

- قال لي : لو لاحظت ليهو .. الزول ده ما قدر يعاين لينا في عيوننا كلو .. كلو .. بيرد علينا .. وبيعاين هناك ..

- خليهو يناقش روحه باقي اليوم .. ونشوفه بكرة حيعمل شنو ..

- طبعاً .. الإجراء المصرفي المفروض يحصل .. إنو هذا المبلغ المفقود بيسجل في حساب إسمه Over and Short in Tills .. لمدة كم يوم كده لحين إكتمال كل المراجعات وبعده يتحمل الموظف نتيجة الخطأ بتاعه ..

- لكن السيد ( بشارة ) .. قال لي أنا ما عايز أي حاجة في ال Record بتاعك .. وخصوصاً إنت حتسافر بعد أيام على الكورس في المركز الرئيسي بالخرطوم ..

- بكرة الصباح .. البنك فتح الساعة 8 صباحاً .. أنا قاعد جو القفص بتاعي ..

- أشوف ليك زولنا بتاع الحساب الجاري .. جاي علي .. وبدون أي كلام ولا سلام .. وضع قدامي ( مظروف ) .. ومشى طوالي ..

- فتحت الظرف لقيت فيهو قروش .. حسبت المبلغ لقيت فيهو 650 جنيه .. بالتمام والكمال ..

- قفلت القفص بتاعي .. وطلعت مباشرة على مكتب المدير .. وسلمته المبلغ بتاعه .. وشكرته على موقفه معاي .. ولن أنسى له ذلك .. ما حييت ..

- رحمة الله علي مديرنا .. والإنسان كبير القلب .. ( بشارة مختار ) *..
===
بشارة محمد مختار من قرية أوربي من أعمال المديرية الشمالية
عمل ببورتسودان وسنار
* محد عبدالرازق الشيخ
نشأ بسنار ... كان جارا لنا وزوجته هالة والأبناء في منطقة واشنطون
عمل في السفارة السعودية
يقيم الآن ٢٠٢٠ في العين بالأمارات

Post: #68
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-06-2020, 06:22 PM
Parent: #67

سلامات يا بابو

قصة موظف بنك الخرطوم وأستاذ بشارة عظيمة ولذا فهي تستحق التوثيق بذكر مصدرها وإسم الموظف لو أمكن. سودانيز أونلاين مكتبة تاريخ.




Post: #69
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-06-2020, 07:40 PM
Parent: #68

كتب محمد عثمان بابكر من دنڤر كلورادو

و رحل طبيب الفقراء . كم يا ترى زفه من الملائكة الاعلين . زيارات سريعة لعيادته في الحلة الجديدة بكوستي و النظر لوجوه الشعث الغبر ينتظرونه . ينتابني احساس قوي ان جلهم لا يملك لا ثمن الكشف و لا ثمن الدواء . اتفرس ثانية في هذه الوجوه الطيبة اقول في نفسي بختك يا خواض حتما بين هؤلاء الفقراء اويسهم و بشرهم . اناس من غمار الناس و اوزاع القبائل لا يابه لهم أحد لكنهم في محراب خواض هم الغاية من وراء كل سعي في هذه الدنيا ، كيف لا و هو خريج مدرسة خاصة الا و هي مدرسة الاستاذ محمود محمد طه و التي من اهم دروسها الخصوصية : " لئن اسعى في حاجة اخي احب الي من ان اعتكف في مسجدي هذا أربعين يوما " .
الا رحم الله الاخ العزيز و الطبيب الإنسان دكتور خواض و جعله في معية النبي الكريم عليه افضل الصلاة و أتم التسليم و احسن في فقده الكبير الإنسانية جمعاء.
انا لله و إنا إليه راجعون و صبر جميل والله المستعان.

د. الخواض عمر احمد عبدالرحيم الخواض من طيبة الخواض
درس في بورتسودان ومدني وجامعة الخرطوم والطب بأوروبا

انتقل للرحاب العلية في الخامس من يونيو ٢٠٢٠

محمد عثمان بابكر من أبناء كوستي درس في روسيا واقام بغلمانيا ثم بهولندا واستقر اخيرا بأمريكا

Post: #70
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: خالد العبيد
Date: 06-06-2020, 10:28 PM
Parent: #69

الميزة في كل الجمهوريين القابلتهم
التصالح مع النفس.
الحاجة الفكروا فيها هي نفس الحاجة البقولوها
و هي نفس الحاجة البعملوها.
التلاتة حاجات دي تكون ماشة في هارموني
زي الموسيقي. التعامل معاهم علي المستوي الانساني
و الحياتي سهل جداً ده غير البساطة و الثقة في النفس
و الشوق و الرغبة في التعلم من مدرسة الحياة.
بعيدين عن النميمة و القطيعة و الونسة الفارغة
ده غير التسامح و الوفاء و الصدق و الامانة
------------------
عبرت عني تماما ..
ايام الجامعة كنت احضر اركانهم . اتذكر واحد منهم نحيف اسمو متوكل
ناس جميلين بحق وتعاملهم راقي ومتواضع زيهم وزي الشيوعيين !
ياهم هادين فينا او نحن هادين فيهم
زرت دارهم او بيت الاستاذ مرة واحدة فقط منذ سنوات طويلة
ولا زلت اذكر تفاصيل الترحيب كانها حصلت امس
شاي وبلح وعنقريب وموية من الزير .. بالله في اجمل من كده ؟
اتشوق بشدة لي شوفة الاستاذ عثمان عبدالله ..


Post: #71
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-07-2020, 10:24 AM
Parent: #70

Quote: عبرت عني تماما ..
ايام الجامعة كنت احضر اركانهم . اتذكر واحد منهم نحيف اسمو متوكل
ناس جميلين بحق وتعاملهم راقي ومتواضع زيهم وزي الشيوعيين !
ياهم هادين فينا او نحن هادين فيهم
زرت دارهم او بيت الاستاذ مرة واحدة فقط منذ سنوات طويلة
ولا زلت اذكر تفاصيل الترحيب كانها حصلت امس
شاي وبلح وعنقريب وموية من الزير .. بالله في اجمل من كده ؟
اتشوق بشدة لي شوفة الاستاذ عثمان عبدالله .

سلام يا حلوين، وشكرا ليكم فردا فردا
معليش على الإنقطاع والله مع الجري والطيران
واليومين دي شرفنا مولود جديد وبقيت في البيت
اقوم بدور الأب والأم
ياخالد هل متوكل المقصود هو المرحوم متوكل الحسين؟؟
زميل المنبر؟ وشقيق د. أحمد الحسين؟ وعم مريم بت الحسين؟؟

وبرضو على حسب فهمي للفكرة الجمهورية هي شيوعية أيضا
تحياتي واحترامي للجميع

Post: #72
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-07-2020, 10:37 AM
Parent: #71

سلام يا النذير

أول حاجة مبروك المولود والحمد لله على السلامة.

ثانيا : نعم أفتكر خالد العبيد يقصد الراحل المقيم متوكل مصطفى الحسين.

ثالثا: نعم الفكرة الجمهورية تنادي بشيوع الخير بين الجميع وهذا هو المعنى الحقيقي للشيوعية.

Post: #73
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-07-2020, 12:24 PM
Parent: #72

سلام يا خالد العبيد ونحن أكثر شوقا للقياكم وسلام يا نذير ومبروك المولود
نعم هو متوكل مصطفى الحسين منصور
كتب عبدالله عثمان غداة رحيل متوكل

متوكل ود ستنا بت المكي ود حاج الصديق

متوكل ود ستنا بت المكي ود حاج الصديق
محمد المتوكل مصطفى الحسين منصور.. في الأصل نزحت الأسرة من نواحي الزيداب، كما شأن أجدادهم الذين حملوا القرآن عبر صحراوات الشمال. استقر بهم المقام ما بين عد الخدر ورفاعة اب سن فقد رأوا بعين بصيرتهم نورا يستعلن في تلكم البقاع فغزت عيسهم السير نحوه ... درس متوكل برفاعة الثانوية وقد أنفتح وعيه أول من انفتح على الفكر الماركسي فنهل منه ما شاء الله له أن ينهل ولكن ذلك لم يشبع نفس صبي تواق الى المعرفة والى القامات العلية فساقته قدماه الى سوح الأستاذ محمود محمد طه، فملا وجد فيها ما يبغ نادى اليه أهله أن هلموا الينا فجآءت أمه، ولسان حالها (عجلت اليك ربي لترضى) ثم جاء أحمد، وجاء فيصل، جآءت وحاجة القسيمة وفاطنة بت المكي، وعبد الرحمن الفكي مختار ، وعبدالحليم حسن العوض، واسماعيل وغيرهم وغيرهن ولن تكتمل واسطة ذلك العقد الا بحبيبه وصفيه سعد عبدالله أبو نورة، ثم تنادوا جماعة من الأقربين اسماعيل الزبير شبيكة (ود بت الإنصاري) ود. عادل الطيب محمد يوسف وأحمد شفيق ابو نورة ومريم بنت الحسين و .... و... و...

====
ثم كتبت الأستاذة إقبال المرضي من فيلادلفيا

متوكل....
حتي نبأ موتك ترسله بهذه الشارات المُشفره....
أتذكر يوم هاتفتني في 2002
ولم نكن قد إلتقينا منذ إستشهاد الأستاذ
أذكرها جيداً تلك الظهيره المثقله بكآبات تنؤ الجبال عن حملها
في الثلث الأخير من يناير...في تلك السنه الشؤم
في برندات السوق العربي
كنت ضائع كصبي تلمظ مرارة اليتم والفجيعه....
لم نتحدث كثيراً...
ولكن (تقالدنا) وبكينا قدر ما وسعنا الزمان والمكان


سنوات طوال ...
لم ألتقيك فيها
ثم فوجئت بتلفون منك...
قلت ليك منو معاي...
قلت لي: متوكل مصطفي
قلت ليك متوكل منو؟؟؟
إغتظت مني ...
كيف أنساك...
ثم جاءني صوتك يفج تلافيف الذاكره...ليعلن لي...
هذا متوكل الجمهوري...
فهتفت بفرحة طفله....متوكل الجمهورى؟؟؟؟

حدثتني بأنك قد رأيتني في رؤيا...
ثم بحثت عن تلفوني حتي وجدته
حدثتني عن تلك الرؤيا وعن أشياء أخر...
تحادثنا لساعات في بحر ذلك الأسبوع ...والأسبوع الذي تلاة...
طلبت أن نلتقي ...
إخبرتك أني ذاهبه إلي دي سي...في نهاية الأسبوع
لم يحدث ذلك ....لمجرد العنقده مني.... ومنك.....
إغتظت مني....

ثم تهاتفنا في بدايات هذا العام...
تحادثنا كمن تحادثو بالأمس...
ثم أوصلت الأخت تراجي...تحادثنا في محادثه ثلاثيه....
وكان هذا آخر حديث لي معك
ولكن لم يكن آخر حديث عنك....
فقد كنا في سيرتك أنا ومنصور المفتاح ...في مساء الأثنين...أول أمس....

متوكل ...
أتذكر يوم دعوتني أنت وهدي نجم لمقابلة الأستاذ
ذهبنا إليه نحن مجموعه من الأصدقاء
إستقبلنا بتلك الحفاوه الجمهوريه التي تحسها تندلق في قلبك برداً وسلاما.....
تحدثنا إليه...
قدم لنا البلح وشربات الليمون بنفسه...
سألنى عن أبي...
ثم حكى لي حكايه عن عنتره إبن شداد...
قال لي: عنتره قال لي زول نشوف منو الأشجع...
كل واحد يعضي أصبع التاني....
نشوف منو البفك الأول....
الزول فكه أصبع عنتره ...
عنتره قال ليهو الفرق بيني وبينك هو اللحظه دي
إنت لو ما فكيت كنت أنا ح أفك أصبعك......
ثم سكت للحظه وقال لي ....بِْتصلي...(من الوصول)..

متوكل

أيام جامعه القاهره...
وأنت تصول وتجول في أركان الجمهوريين
تقارعهم بلسان فصيح
وعلم غزير ...
وبرهان مبين
فلم يستطعوا مقارعة الحجه بالحُجه
فأعتدي عليكم الأخوان المسلمون والسلفيون بالضرب...في أركانكم وفي معارضكم
لم تدافعو عن أنفسكم ...
ليس عن عدم قدره ..أو وهن.. أو خنوع
ولكنها قناعه راسخه بعدم مواجهة العنف بالعنف....
وتربيه للنفس صارمه....
عُرِفتُم بها...
فخرج كادر الجبهه الديمقراطيه للدفاع عنكم

متوكل
في أحاديثنا التلفونيه فوجئت بمعرفتك الغزيره بالماركسيه...

متوكل
لا أريد أن أصدّق أن هذا فراق أبدي...
وأننى لن أُفاجأ بتلفون منك ذات أمسية ما....
ولكنها الحياه يا صديقي..
فوداعاً
وداعاً متوكل الجمهوري...




متوكل مصطفى: يا ود ستنا وقع مصحفي فعلمت الرسالة: (آخر صورة)متوكل مصطفى: يا ود ستنا وقع مصحفي فعلمت الرسالة: (آخر صورة)

Post: #74
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-13-2020, 11:01 AM
Parent: #73

كتب الباشمهندس جبريل محمد الحسن عن الراحل عمر مختار (شقيق العم الأستاذ حامد مختار أمد الله في أيامه)
---
جاء وفد من الخرطوم وآخر من مدني للتعزية فى الأخ عمر مختار شقيق الأخ حامد مختار .. توفى عمر وعمره ستة عشر عاما ..عرفت عمر بمنزل الأخوان (أ) كان كثيرا ما يخرج معي الحملة ويحكى لى عن أهله وأسرته ودراسته ..وكان يطلب مني أن أشرح له دروسه فقد كان يقرأ بمدارس الثورة .. كان محبوبا جدا من كل الإخوان لأنه كان خدوما ومطيعا ومؤدبا مع الجميع وينادى الجميع بعبارة : ياشيخى ..لايعرف العبوس مطلقا , خلق ليكون باسما ودودا, حلو الحديث ولطيف المعشر , لايخرج منه إلا مايضحك الناس ويسعدهم .. صوته جميل ويحسن الإنشاد..كل الإخوان, دون إستثناء ,يحبون مجالسته والحديث معه .. زارنا بمدنى فى أيامي تلك وكثيرا ماكان يطلب منه أستاذ سعيد الإنشاد فى مجلسه ..كتب لي يوما خطابا وقال لى فيه : إليك يا من أحييتني من تربتى.. فإستغربت لماذا إختار هذه العبارة.. وهو مؤكد عندي أنه الآن حي فى تربته ولكني أرجو بذكراه هنا أن يكون حيا وسط الأخوان بسيرته العطرة ..رأى الأستاذ إبراهيم يوسف صورة له بعد مماته فقال : شاب أتى إلينا من الجنة وعاد الى الجنة.. زارنا الأخ النور محمد حمد في جلسة التاسعة والنصف صباحا بجامعة الخرطوم وأبلغنا بدخول عمر المستشفي فى حالة خطرة ..فوقع الخبر المفاجيء لي كالصاعقة فى نفسي.. وبعد إنتهاء المحاضرات ذهبت أزوره بمستشفى أمدرمان .. وزادت مفاجأتى عندما رأيت حاله التى لم أكن أتوقع أنها قد ساءت الى هذه الدرجة وبهذه السرعة ..وجدت أمه معه التى كانت تعرفني وحكت لي تاريخ مرضه وقالت أن مثل هذه الحالة حدثت له من قبل وهو صغير فذهبت به الى شيخ ومكثت معه 15 يوما وقد شفي وقتها والآن جاء دوركم فإن كنتم فعلا أخوانه فأرفعوا عنه هذا المرض ..وعمر فى حالة أشبه بالغيبوبة وعندما قالت له أمه :هذا جبريل رفع يده إلي وهومغمض العينين ..وقررت أن أبقى معه بالمستشفى رغم أن الإمتحانات النهائية على الأبواب .. وبعد لحظات دخل علينا الأستاذ يزوره وتحدث مع أمه طويلا ولم أتبين أي شيء من حديثه.. وطلب مني الأستاذ أن أرجع الى الجامعة لقرب الإمتحانات , فودعته ورجعت ..وفى المساء رأيت فى منامي أحد الأخوان المسلمين بالجامعة يقول لي فى لوم شديد لماذا قتلتم أخاكم , فصحوت مزعورا , توضأت وصليت وعندما فتحت المصحف كانت أول ماقرأت ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) ..وفى الصباح جاءنى دالي وأنا بداخلية تهراقا ليبلغني بخبر وفاته ..ذهبت الى الأستاذ وعرفت أنهم دفنوه بمقابر أحمد شرفى وسيتحرك الوفد للعزاء بقرية سعادة فى الثالثة ظهرا بعد حضور الموظفين من مكاتبهم وأخبرته برغبتى المشاركة فى العزاء مع الوفد , لم يمنعني بل أكبر ذلك في وقال : جبريل رغم الإمتحانات أصر على الذهاب مع الوفد , البحفظ حقيقتو الله بيحفظ ليهو شريعتو .. وفعلا حفظ الله شريعتى ونجحت فى الإمتحانات ,رغم أنني مكثت يومين هناك ويوما بالثورة ..وفى سعادة قابلنا إخوان مدني ورفاعة .. وفى صباح اليوم الثاني وفى جلسة الإنشاد الصباحية كنت أبكى طوال الجلسة , وفى الحق لم أتوقف من البكاء منذ إبلاغي خبر موته .. وكان شقيقه حامد مختار صابرا ومتجملا يضحك مع الجميع ويشعرهم برضائه بقضاء الله و قدره .. ووجدت نفسي الوحيد الذى يبكى عليه .. فكل الأخوان أعرف أنهم يحبونه ويكنون له ودا كبيرا ولكنني إستغرب لماذا لايبكون عليه مثلي .. وعندما إشتد بكائي وطال , خرجت من الصالون وتوجهت نحو ماسورة الماء التى تتوسط القرية ,وكانت قريبة من منزلهم .. غسلت وجهى ووقفت هناك .. وبعد لحظات شعرت أن أحد الإخوان خلفي وهو يقول لي : إن دموعي لم تتوقف ولا لحظة عليه فقد كان فقده صعبا وأليما علينا ,وإني خرجت أغسل وجهى من الدموع .. إلتفت إليه إنه الأستاذ سعيد !! هو الوحيد الذي شاركني الحزن والبكاء على صديقي الحبيب .. وفى كوبر كنا ندعو لأهلنا وأحبابنا الأموات وكنا نشاهدهم بإنتظام , لايتخلفون .. وكان منهم عمر مختار ,شاهدته كثيرا والحمد لله ..

Post: #75
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-21-2020, 09:23 PM
Parent: #74

كتب شيخ علي "بتصرف"
وعبد الرحمن القمداني،ل من لا يعرفونه، من أخوان الهجليج وبعد التزامه تزوج الأخت حسنة حسن صديق شقيقة الأخت عائشة حسن، وقد توفيت قبل حوالي ٣ اعوام نفعنا الله بجاهها فهي من صالحات النساء .

كان عبد الرحمن يعمل بحارأ في سفينة أجنبية، وفي ذات مرة، عندما رست في احدي الموانيء اليونانية حاول عبد الرحمن ان يتسلل الي اليونان ليطلب اللجوء، او الهجرة بصورة غير مشروعة، فتم اعتقاله ورحل الي مطار الخرطوم مقيداً، فدخل الخرطوم وهو لايعرف احداً غير الاستاذ محمود وبدأ يسأل عنه حتي وصله، فاستقبله الاستاذ واكرمه ثم ارسله لنا في منزل الاخوان (أ) فما كان منه، وفي اللازمن، ان اعلن التزامه وحمل الكتاب وبعد فترة وجد له الاخوان وظيفة بحار في النقل النهري فاصبح يسافر بين كوستي وملكال.

حكي عبد الرحمن بنفسه انه كان يحب قصص جورجي زيدان وكان يقرؤها في سفرياته. وفي ذات مرة كان يقرأ كتاب العباسة أخت هرون الرشيد، فنام اثناء قراءته فرأى في المنام انه يجلس في احد مجالس هرون الرشيد الصاخبة، فدخل الاستاذ عليهم فجأة وقال لهارون الرشيد (أدينا ولدنا) وأخذني من ايدي وخرج بي، فصحوت مذعورا، فأخذت كل كتب جورجي زيدان بكرتونتها والقيت بها في اعماق النيل الابيض واستبدلتها بقراءة كتب الفكرة .
===
حكى المبارك الصديق السعيد "بتصرف":
القمداني حكى لي... قال لي الشيخ السماني متزوج أختي ... أنا كنت وليد صغييير بخدم وبوزع القهوة في مجلسو... يوم واحد من المقاديم .. قال والله يا أخوانا إن شاء الله خير وزين... أمس أشوف في الرؤيا أبونا شيخ السماني قلع مطاميرو* شت!!! وزعهن... ناس أداهم أردب ... ناس أردبين... ناس شوال .... نامن وصل ناس ادهم قبضة الليلت عيش.... علا الجنا داك (وأشر للأخ عبدالرحمن القمداني) حقو ما عند الشيخ السماني حقو عن راجل تاني ... سألوهو راجل تاني وين؟! قاللهم ما بعرفو الا مسني* ليهو كتييييير
===
* جمع مطمورة وهي مخزن للعيش تحت الأرض
* مسني أي يدخره له ....

Post: #76
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-28-2020, 06:40 AM
Parent: #75

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة و الأخوات الأعزاء لكم أطيب التحايا:
رايت أن أضيف السطور التالية لما كتبه أستاذي العزيز أحمد محمد الحسن عن فقيدنا الراحل فتحي حسن صالح:
هو فتحي حسن صالح محمد شريف، وهو إبن عم الشاعر محجوب شريف، و لد بقرية "تنقسي الجزيرة" جنوب مدينة دنقلا، و عندما بلغ الثانية من عمره هاجر مع أسرته الى جمهورية مصر العربية فنشأ في مصر و درس كل مراحله التعليمية بمصر حتى أكمل المدرسة الثانوية، ثم عاد الى السودان ليلتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم و تخرج من كلية التجارة قسم المحاسبة . التحق بعدها محاسباً مع الجيش السوداني و عمل في القيادة العامة إدارة الشؤون المالية و تدرج حتى أصبح المديرالمالي.
بدأت علاقة الأخ فتحي بلأستاذ محمود عام 1971م، لم يحك لي عن التزامه أو بداية علاقته بالأستاذ لكن ربما يكون أن علاقته بدأت بالأستاذ بسبب وشيجة القربى التي تربط الأستاذ محمود بآل شريف. في عام 1973م دعا فتحي الأستاذ محمود لزواجة الذي حضره الأستاذ محمود مع عدد من الأخوان و الأخوات، تزوج الأخ فتحي من بنت عمـه الأخت محاسن أحمدون حسين يسن وهي شقيقة الصحفي الراحل عبدالرحمن أحمدون.
بعد زواجه الميمون بسنتين تقريباً رحل فتحي و أسرته الى منزلهم الذي زاره فيه الأستاذ و شهد الكثير من أنشطة الجمهوريين، المنزل الذي يقع في الحاج يوسف مربع (18) "الأسر الصغيرة" و كانت تسكن معه والدته الحاجة آمنة خالد و كانت لها محبة عميقة للجمهوريين، تفرح وتهش عند زيارتنا لهم.
أنجب الأخ فتحي عدد من البنات و البنين حفظهم الله ورعاهم.
ضحى: متزوجة و عندها عدد من الأبناء والبنات.
الحسن: متزوج وله بنت واحدة، ثم عنده مراد و أشرف و معتز تخرجوا جميعاً من الجامعات.
كما أنجب فاطمة و كرمل و كلتاهما متزوجات.
كانت هناك زاوية صغيرة تقع غرب منزل الأخ فتحي و يبدوا أنه كان معظم القائمين على أمرها من الختمية وتربطهم علاقة محبة و إحترام كبير بالأخ فتحي و كانوا يصرون عليه كثيراً أن يؤمهم، فله صوت جميل رخيم عند التلاوة ويتلو بطريقة مصريَّة مُحببه لذلك أصروا عليه خصوصاً الشباب من المصلين أن يكون أماماً لهم و علمت أن ذلك أستمر حتى بعد أن تمَّ تحويل الزاوية الى مسجد كبير، و بالطبع أن كل سكان الحي يعرفون من هو أمامهم، إذ شهدت تلك الزاوية حوالي ندوتين أو أكثر أقامها الأخ أحمد المصطفى دالي و شارك فيها المصلين بالنقاش، كما كان يحضر عدد من هؤلاء المصلين من حين لآخر مع الأخ فتحي جلسة الجمعة بمنزل الأستاذ محمود.
كنت أعرف أنه ستكون هناك وفود مقيمة بالأحياء لمدة خمسة أيام تقريباً، و كنت أقيم مع أسرتي في الحاج يوسف مربع (8) على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من منزل الأخ فتحي، في عصر إحد الأيام " قد يكون يوم سبت" جاءنا بالمنزل الأستاذ أحمد محمد الحسن و الأخ الراحل محمد سيدأحمد وكنا نعتبر أن الأخ محمد سيد أحمد من أخوان الحاج يوسف، لأنه عندما يكون في العاصمة كثيراً ما يقيم مع أبن خاله الأستاذ أحمد عثمان الحاج و هو جارنا حينها، قال لي الأخ أحمد أن الأستاذ أعطاه وصف بيتنا و قال له، يقيم الوفد مع الأخ فتحي ويتكون الوفد من ، الأستاذ أحمد محمد الحسن، الأخ فتحي حس صالح، الأخ محمد سيد أحمد، و صديق أبوقرجة "أعطى الأستاذ وصف منزلنا مكتوب بدقة شديدة و قد تكون مازالت الورقة التي خطتها يده الشريفة موجودة ضمن بعض أغراضي في السودان" .
بعد صلاة المغرب ذهبنا ثلاثتنا راجلين لمنزل الأخ فتحي، و أقمنا معهم حتى يوم الجمعة و نعمنا بضيافة أسرته و كرمها الفياض، و غطى نشاط الوفد منطقة الحاج يوسف و حلة كوكو والصقعي و الجريف شرق.
من المناسبات التي لم تنمح من ذاكرتي حضورنا سماية أحد أبناء أو بنات الأخ فتحي إذ رافقتُ وفداً لحضور المناسبة بقيادة الأستاذ جلال الدين الهادي و يضم الأخ أحمد المصطفى دالي و الأخ أحمد محمد الحسن وقد يكون هناك بعض الأخوان الذين سقطوا من ذاكرتي فأرجو معذرتي، و بالطبع كان هناك حديث و نقاش حول الفكرة في ذلك المجلس.
بعد أن أكملت المرحلة الثانوية تمَّ تعيني معلماً بمدرسة إمتداد مايو شمال "هكذا كان أسمها" و موقعها كان آخر محطة في شارع الردمية و هي ليست بعيدة من منزل الأخ فتحي مما يسر لي أمر زيارته من حين لآخر و نقل أخبار الحركة له، كما توطدت علاقتي مع بعض أصدقائه من شيوخ الختمية الذين يعمرون الزاوية خصوصاً العم المرحوم عبدالحليم النور و هم عكسوا لي جانب آخر من صور التدين يختلف عن الذي عايشته في طفولتي و أنا في كنف جدي لأبي وبين أهله و أصدقائه من مشايخ الأنصار في النيل الأبيض، كما ربطتني علاقة صداقة مع شخص آخر من هـؤلاء الشيوخ رجل لطيف لا يخلو من حالة جذب واضحة و كان يحمل أحياناً كثيرة مصحفاً داخل شنطة من قماش ناصع البياض مثل شنط تلامذة المدارس الإبتدائية، وكنت أستمتع بالحديث معه و برؤيته لواجبه نحو دينه و نحو الأمة الإسلامية و من حكاياته جاءني صباحاً في المدرسة و حكي لي قائلاً: ذهبتُ يوم الأحد الماضي الى الكنيسة الحبشية في الخرطوم نمرة أثنين،لابس رسمي " يعني أنه كان يلبس جلباب الختمية و الشال و يتمنطق مصحفه "، دخلت الكنيسة وطلبت مقابلة القسيس فقالوا لي أنه الآن في الصلاة بعد إنتهاء الصلوات أدخلوني للقسيس الذي سلم على بحرارة و قال لي هل أنتً شيخ؟ قلت له أبداً أنا رجل عادي من أمة محمد ثم سألني عن ما أريد، قلت له فقط جئت لأشكركم جزيل الشكر لأن النجاشي أوى المسلمين و حماهم عندما لجئوا اليه في الحبشة، شكرني القسيس على ذلك و أنصرفت. كنت أتبادل قصصه هذه مع الأخ فتحي فنضحك كثيراً، وتظهر اللكنة و روح الدعابة المصرية في لحظات مرحه هذه.
لم ينج الأخ فتحي من مكر الأخوان المسلمين ففي أواخر تسعينات القرن الماضي إحيل للصالح العام بدون حقوق و لم يقف كيدهم عند ذلك، بل عندما قام بمقاضاتهم و أنصفته المحكمة و طلبت من القيادة العامة إعطائه حقوقه كاملة وعدوا بتنفيذ قرار المحكمة، و لكن كالعادة أخذوا في التسويف و المماطلة و لم يخرج منهم بشيء الى أن توفاه الله. حاول بعض أفراد أسرته أن يحثوه على إعادة فتح القضية بعد ثورة ديسمبر الأخيرة و لكن كان في ذلك من الزاهدين، الزهد و البعد عن الأضواء كان هذا ديدنه في الحياة.
كانت المنطقة التي يسكن فيها الأخ فتحي بها عدد من أصدقاء الفكرة من غير رواد الزاوية التي ذكرناها مثل الراحل بخيت صلاح و هو شاعر من شعراء أغاني الشايقية و مغنٍ لأغاني الطمبور و كان يعمل في النقل النهري و يحرص على حضور أركان النقاش بجامعة الخرطوم خصوصاً ركن كلية الهندسة و كان له إحترام كبير و تقدير للأخ عبدالحليم حسن العوض ولإدارته للحوار في الركن، قد يكون كان من ضمن الذين يمموا ندوات دالي التي أشرت لها، كما كانت تربط بخيت علاقة قوية مع الفنان الراحل عبدالرحمن بلاص الذي كان يسكن أيضاً في نفس المربع و الكل يعرف علاقة بلاص مع الجمهوريين و لكن علاقته مع الجمهوريين في المنطقة كانت تقتصر فقط على تبادل الكتب و الأشرطة لأنه في تلك الفترة كان للأستاذ بلاص أنشطة متعددة و برنامج عمل مزدحم جداً.
كثير من الأخوان قد لا يعرفون الأخ فتحي و أعتقد أنه قد يكون للوظيفة التي كان يشغلها الأخ فتحي في القيادة العامة و إزدحام العمل أثر في عدم مشاركته في كثير من أنشطة الجمهوريين الميدانية مثل حملة الكتاب و حركة الوفود، ولكن كان يحرص على زيارة الأستاذ و حضور جلسات الجمعة و الندوات من حين لأخر كما أنه كان حريصاً كل الحرص على إقتناء الكتب و الأشرطة.
بعد توقف الحركة كنا نقوم بزيارته كل ما أتيحت لنا الفرصة، فقد سجلنا له عدد من الزيارات مع بعض الأخوان، في أخر زيارة لي للسودان زرته في منزله العامر و كان كالعهد به هاشاً باشاً، على قصر الزيارة إستعدنا العديد من الذكريات و تبادلنا الأخبار.

تقبل الله الأخ فتحي و أنزله أكرم المنازل و جعل البركة في ذريته، و نفعنا بجاهه العريض.

صديق أبوقرجة
فرجينيا – 27 يونيو 2020م.

Post: #77
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-28-2020, 01:29 PM
Parent: #76

عن الراحلة الأستاذ التومة عبدالرحيم محمد بدري كتبت الأستاذة ليلى أحمد خالد قوي


( ماما التومة جات جابت اللعبات ) . جملة كنا نتقافز فرحا و نحن ننطقها عندما نري ( ماما التومة ) بقامتها النحيلة و لونها الابنوسي الجميل و ثوبها الابيض كما قلبها و سريرتها و هي تحتضننا فردا فردا بامومة خالصة و محبة عميقة شكلت وجداننا نحن معظم اطفال حي ديم لطفي برفاعة الذين تتلمذنا علي يدها ايام الروضة . .ماما التومة ايقونة الزمن الجميل .. علمتنا الترتيب و النظام و سرد الحكايات كانت ( انيسة ) طفولتنا و ( ونيسة ) شبابنا . تقابلها لا تمل من حكاياتها و لا ذكرياتها و لا فيض محنتها الذي لا ينضب ....كم تحملت شقاوة طفولتنا و كم غرست فينا من قيم عميقة ما زالت ترسم في دواخلنا صورتها كشخصية من نور مقدسة ... حرمها الله نعمة الامومة ثم عوضها بمئات البنين و البنات من مختلف الاجيال . ما زالو يحملون لها الكثير من المودة و التقدير و العرفان لما خطته اناملها النحيلة في صفحة اعمارهم الغضة ..كانت مرشدا روحيا اكثر منها معلمة روضة ..ثم كبرنا فاصبحت الاخت الكبري التي تتقطر محنتها و دموعها كلما قابلتك و احتضنتك بشوق السنين كله. ( الرسول يا ليلي انتي شديدة و اولادك شديدين ؟ ) كل ذلك مع ( قلدة ) محنة و ( شمة ) عميقة كأنها تستنشق روحك و تبحث فيها عن عبق سنوات ماضيات ...كانت محبوبة الجميع .. الصغير و الكبير... كل من تتلمذ علي يدها في روضة الحي.. كلنا يحمل لها في قلبه و روحه بصمة لا تزول ..لم تغب ابتسامتها الجميلة و لا نظرتها المفعمة بالمحنة رغم ثقل السنوات و المرض..فقدت اخوتها و سندها واحدا واحدا و تحمل جسدها النحيل عذابات فراقهم و رغم ذلك تلقاك بذات البشاشة و حلاوة الروح و اللسان ..ماما التومة الصابرة المحتسبة ترجلت روحها البيضاء كالحمام مساء امس و تركت فينا جرحا عميقا نازفا ..تركت فينا سيرة بيضاء ناصعة تعيدنا لايام لولا سنة الله في خلقه لما تمنينا أن نفارقها ....ماما التومة .( .ام الكل و شجرة الضل .) .طبتي و طاب مقامك بين احبابك ..و نحن معك باقون علي عهد ( الامومة ) الذي مهرتيه بمحبة خالصة احسنت غرسها فينا ..نحن معك علي ذات نهج المحبة و نعدك ان لا تنقطع فيوضها برحيلك فهي باقية بقاء ذكراك الطيبة ..ستظلين رمزا انسانيا في دواخلنا و صرحا جميلا نزوره كلما ضاقت بنا الايام و حنت لوقت ( ماما التومة جات ..جابت اللعبات ) ..في امان الله يا خفيفة الروح ..يا عفيفة اليد و اللسان ..في امن و امان و روح و ريحان و رب كريم غير غضبان .
تلويحة /
احبابها الذين سيمرون من هنا ..رجاء مدي،بصورة لها و اكون ممتنة .💚

ليلى احمد خالد قوي

Post: #78
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Sabri Elshareef
Date: 06-30-2020, 04:07 AM
Parent: #77

سلام سلام يا كرام
غايتو السعيد يجاور سعيد
والسعيد ربنا ييسر له ان يكتب عنه ود عثمان بابكر
عبد الله وكفي


اكتب لنا عن سيرة من يغطون عين الشمس

استاذ سعيد السعيد
ولو كان الخلاف بين البشر خلاف نوع وليس مقدار
قال لي
ل قلت ان الاستاذ محمود من نوع اخر

اكتب عن المثقف الالمعي الاستاذ الزاهد
جلال الدين الهادي الطيب
الرجل الطيب

اكتب عن استاذ ابراهيم يوسف الذي يضع عمته
كما يضعها استاذ محمد فضل
قف تمهل
قف تمهل

اكتب عن
عبد الرحيم محمد احمد
استاذ دين جعلنا نحب حصص الدين التي يضعونها اخر الحصص مما تسهل عملية دكها .....

اكتب عن اخلاص همت وصلاح الطيب ارواح متحابة
وعندما تنشد
اماه يا خديجة حبك لنا وشيجة

اكتب اكتب
عن منو وتخلي منو
ماما نوال يا صارمة الوجه عابدة زاهدة متفانية داخلها سر السر

او بتول مختار الشجاعة المقدامة
ام عن حبيبي و استاذي واخي وصديقي
الذي حضرت وسكنت معه
استاذ عمر علي احمد
والد بثينة ومحمد وعلي وزوج فاطمة بخيت العوض

اكتب عن محمد ود استاذ عبد اللطيف واخوته كيف عجنتهم التربية الحسنه من والد ووالدة قامات سامقة
اكتب عن عزالدين صديق وخيره في الناس جوه وبره

اكتب عن عيشة عبد الرحمن واخوها محمد والريح
وشيخ علي الموثق العظيم واحمد عبد الماجد التاي ووالده الزول الجميل كما النسمه
واكتب عن امين لطفي ووديدي .......
اكتب من طرف ساي
ديل زي النجوم بايهم اقتديتم اهتديتم
عبد الله النعيم ده عالم كمان براهو ....
وهلاوي
كرومه المنشد

احمد البدوي وصلاح ولده واخوانه

احمد الابوابي وقصي همرور

اذا واصلت لن اقيف اهل المهجر والوطن

Post: #79
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-30-2020, 09:28 AM
Parent: #78

Quote: استاذ عمر علي احمد
والد بثينة ومحمد وعلي وزوج فاطمة بخيت العوض


يا صبورتي

بدأنابمن تحب يا صبورتي "على قول عمر علي أحمد ود التروّس" بـ "سبانا الشريف" فقد كان للخيط الذي فتحته عنها علي وقع السحر وأدخلني في أفضال عجيبة زادها الله وعافاها وبياها
أذكر أول أمر سبانا الشريف في تعلقها بهذا الأمر عندما ارسلت لنا تلك الرؤيا المباركة قبل حوالي اربع سنوات - ولا يزال هذا الأمر يعتمل في دواخلها فلا تنشغل بأمر غيره فطوبى لها .. أذكر من رسالتها التي تضمنت رؤيتها:
(مليئه بعشق الاستاذ وسعيدة لانه زارنى فى ليلة مضيئه بابتسامته النضرة ... ادندن بقصيدة طلعة الحر لمدة 4 ايام ومشتاقة لمعرفة المزيد عن هذا الانسان الاستثنائى محمود محمد طه رايته قويا مرتديا اللون الابيض والعمامة ذاتها نازلا على بحر يقاصد الكعبه الشريفه بمنتهى الوضوح ومبتسما الابتسامة ذاتها) انتهت
===
آمنوا به ولم يروه


أحمد شفيق أبونورة، د. معتز عبدالله، جودة قادم، بابكر الطاهر، د. خالد الحاج مكي مدني، عبد الجبار عبدالغني ابراهيم، علاء بشير محمد بابكر، وغيرهم .. نتبادل الهواتف أو الرسائل أو نقطع المسافات الطوال فى هذا العالم الشاسع .. لا حديث بيننا الا سيرته ... يحيرنى أمر هؤلاء الشباب وغيرهم .. آمنو به ولم يروه ... هاموا به ولم تشغلهم كل مباهج هذه الدنيا عن طريق وعر لا يزال أهله أغرابا ..
الآن انضمت لهؤلاء سبانا الشريف!!! شابة فى مقتبل العمر وتقيم فى هذه القارة الأمريكية الكبرى.. ما الذى يجذبها لذلك؟؟!! أسئلة كثيرة تطرح نفسها ولا اجابة لها الا أنهم "ذاقوا فهاموا".. من أجل هؤلاء وغيرهم سأحاول أن أكتب هنا بعض ما يتفق لى ولا يزال لسانى يقول:
فكيف بهم اذا رأوه؟؟!!

تهمينا مصطفى - طبيبة باكستانية شابة تعمل فى اسكندنافيا.. تتحدث لغة أهل الساكسون بلكنة هندية محببة، تتحدّر منها كما الأزرق من أعالي الحبس، تقول ما معناه: ألو أدركته لا نمت ولا تركت أحدا ينوم!! كيف تقول لي، يا هذا، أن الشعب السوداني كله لا يؤمن به؟؟ كيف لهذا أن يكون؟؟!! كيف يطيب لكم أن تسموه "غاندي"، أين لغاندي بمثل سمو فكره وعمق تحليله؟؟!!! وتتدفق "الحكيمة" تولها في هذا "الحكيم الغريب" لا كرامة له بين أهله!!!
د. نجوى سعيد: قالت لى: بالله لاقيتوهو؟؟ أكلتو معاهو وشربتو معاهو وأتونستوا معاهو؟؟!! دى عملتوها كيف؟؟ أنا لو كنت لاقيتو يتخيل كنت ح احترق
مجانين الا أن سر جنونهم عجيب على أعتابه يسجد العقل
===


Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسيRe: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي

Post: #80
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-30-2020, 09:33 AM
Parent: #79

Quote: عبد الله النعيم ده عالم كمان براهو


عندما أدخلت اسم النعيم بالصورة المميزة التى يكتبها به، والتى أصبحت علامة أكاديمية مميزة للرجل، فى محرك البحث "غوغل" لم أفاجأ بأن النتيجة كانت عشرون مليونا وستمائه ألف خيط ورد بها اسمه، ذلك فى اللغة الإنجليزية فقط، وأنا أعلم ان للرجل نشاطا جما باللغة العربية، وقد ترجمت مؤلفاته مؤخرا وأقيمت لها مواقع أثيرية بست لغات حية على الأقل فى جنوب شرق آسيا يتحدث بها حوالى نصف مليار بشر، هذا فضلا عن الترجمات التى قد تمت لكتاب "الرسالة الثانية من الأٍسلام" والذى ترجمه بروفسير النعيم للإنجليزية ثم تمت ترجمته لعدة لغات آخرى نقلا عن تلك الترجمة.



آخر عهدى بالرجل كان قد جآءنا بدعوة من جامعة أوهايو ليكون متحدثا رئيسيا فى افتتاح الجامعة لإختفالها بمرور مائة عام على ميلاد الأستاذ محمود محمد طه والتى ستستمر عاما كاملا. كان الرجل، وقد احتفل بآخر كتبه الذى طبعته أحد أكبر الجامعات الأمريكية، قادما لتوه من حاضرة الانجليز التى أمها بدعوة منهم ليعينهم فى تقعيد قانون يعين ملايين الهنود والباكستان والبنغال وغيرهم الذين ارتضوا بريطانيا لهم وطنا ولكنهم يريدون قانونا يستنبط لهم من شريعتهم الأسلامية.. ثمة اشكالات تواجههم كأن تكون هناك طبيبة ماليزية ناحجة أرادت أن تكافى والدها القصاب
على حسن اعالته لها فتشترى له منزلا، يموت الوالد فيجلس الجودية من أهلها ليعطونها وراثة نصف ما يعطون لشقيقها السكير مثلا من ذات المنزل الذى اشترته بكدحها، أو أن تكون ثمة قاضية بريطانية بروناوية الأصل اذا ما تحاكمت لأهلها طلبوا منها أن تأتيهم بقاضية أخرى حتى تكافىء شهادنهما شهادة حاجب محكمتها!! ومثل ذلك كثير، ولعله ليس سرا أن المجلس الأوربى الاسلامى الآن، وبعضوية يوسف القرضاوى، يبحث فى استصدار فتوى تبيح للنساء المسلمات فى أوربا الزواج بغير المسلمين (راجع موقع المجلس على الشبكة) ..



كان ذلك لقائى بالنعيم وهو قادم من لندن ويتهيأ للذهاب لبلجيكا فقد ازمعت جامعة لوفن البلجيكية أن تمنحه الدكتوراة الفخرية تقديرا لجهوده العلمية وبخاصة فى مجال حقوق الإنسان وقد ذهب الى هناك معتمرا عمامته وزيه التقليدى الذى يفخر به مثلما يفخر بالجواز السودانى الذى ظل يستخدمه زمانا طويلا رغم ما يحيط به من أخطار!! هذا وغير هذا وصحافتنا فى السودان لا تأبه للرجل!! أجل!! فصحفنا فى السودان مشغولة بشريف نيجيرى "مبسوط" من مغنية سودانية!!



كتب الصحفى الراحل - محمد طه محمد أحمد فى باب خفايا بصحيفة الوفاق 26/1/2002



(حينما انتهت امريكا من حملتها الضارية ضد بلاد الافغان، وتم اسر قيادات من حركة طالبان وتنظيم قاعدة الجهاد الذي يقوده اسامة بن لادن وايمن الظواهري وتم نقل الاسرى للسجون والمعتقلات في كوبا ونشرت وسائل الاعلام ما يتعرض له الاسرى من تعذيب وهوان، فان اول صوت ارتفع كان هو صوت الدكتور عبدالله احمد النعيم وسرعان ما دعمته منظمات حقوق الانسان وطالبت بمعاملة انسانية كريمة للاسرى وتحدثت وسائل الاعلام في العالم كله عن النعيم وقالت انه مواطن امريكي من اصول سودانية وعمل من قبل استاذاً في جامعة الخرطوم بكلية القانون) انتهى.



لاغرو فالرجل يترسّم خطى أستاذه الأستاذ محمود محمد طه والذى، ورغم خلافه العميق مع الشيوعيين، الا أنه أقام اسبوعا للدفاع عنهم وعن الحريات وذلك ابان أزمة حل الحزب الشيوعى السودانى. شعاره كان ولا يزال "الحرية لنا ولسوانا" ولذلك عندما أعدم عبدالناصر قادة الاخوان المسلمين – أعداء الرجل التقليديين – كتب لناصر "سوف تلقى الله وفى يديك من دمائهم أغلال" وذهب لدار جبهة الميثاق معزيا. حكى عنه تلميذه سيف الدين ابراهيم محمود – المقيم بايطاليا حاليا – أنه فى ستينات القرن الماضى قرأ للأستاذ محمود جزءا من تحقيق نشرته مجلة التايم الأمريكية عن وضع المرأة فى الإتحاد السوفيتى وكيف أنها تفقد آدميتها ولا تحظى الا بعد الستين من العمر بوظيفة جامعة قمامة!! قال أن الأستاذ تضايق من ذلك التقرير وقال له (هذه دعاية غربية سمجة). خلافه الفكرى العميق مع الطائفية وبخاصة مع الأنصار لم يمنعه من زيارة السيد عبدالرحمن فى داره ومن زيارة الخليفة عبدالله فى ام دبيكرات والعمل على بناء سور لائق به عندما وجده مهملا وقد حدثنى بذلك الأستاذ سعيد الطيب شايب أحد كبار تلاميذه.



أتيحت لى فرصة مؤخرا أن أرافق وفدا من المحامين الأمريكان ليتباحثوا مع حكومة السودان فى محاولة لإطلاق سراح رعاياهم الذين لا يزالون فى غوانتانمو .. جلست العميد سوزان لانشير الى يمين السيد محمد الحسن الأمين نائب رئيس المجلس الوطنى .. ثمة شاب ملتح الى شماله عرفوه لها بأنه ممثل لجنة حقوق الإنسان بالمجلس .. همت رئيسة الوفد وهى محامية برتبة عميد، تتحدث الإنجليزية والفرنسية كلغات رئيسية، بجانب عدة مهارات أخرى، همت بمد يدها لتصافح الرجل، اكتفى الرجل بإيماءة فهمت منها (عفوا!! لا أصافح النساء)!! وأكتفى بمصافحة أعضاء وفدها من الرجال الكتابيين!! بدأت سوزان تقريرها بأن حدثتهم عن رجل من بنى جلدتهم قالت لهم "لكم أن تفخروا به" فقد اقتطع من وقته الخاص وبلا مقابل كان مبذولا له، ورافقنى فى ظروف جد صعبة الى ذلكم المعتقل وسهل لى أمر مقابلة معتقليكم!! لولاه لما كان هذا ممكنا!! أنا أعلم أنه مشغول وله جدول مكتظ بالمواعيد والأسفار.. أنا أجلس معكم هنا وأعرف أنه سيكون قد طار أمس الى وشنطوان مدعوا لإلقاء محاضرة فى جامعة جورج تاون .. لعلكم تعرفونه اسمه: بروفسير النعيم .. عبدالله النعيم!! هز نائب الرئيس رأسه ملتفتا لغازى سليمان ومادا اصبعه قائلا بالعربية: جمهورى!! جمهورى!! ولم يشأ أن يزد على ذلك ليثمن للسيدة المتدفقة حماسا دور ذلكم الرجل!!



رددت العميد سوزان ذات الحديث فى عطبرة أمام حشد ضخم من أسرة آل القوصى والإعلاميين وقالت لهم "حدثنى أنه ابن مدينتكم ولكم أن نفخروا به"!! كتب الصحفيون ذلك وسجلوه بكاميراتهم ولكن على كثرة ما قرأت فى تقارير تلك الرحلة لم أجد أحدا يشير للرجل!!



عبدالله النعيم مواطن سودانى، من حق كل سودانى أن يفخر به، وبجلائل أعماله، فقد نذر الرجل حياته، منذ مطلع شبابه، يجوب آفاق السودان مبشرا بفكر انسانى راق يضع السودانيين فى مقدمة الشعوب، تخرج على يديه آلاف الطلاب فى السودان وفى غيره، قضى فى سبيل الدفاع عن أفكاره وعن السودان والاسلام حوالى العامين سجينا بكوبر، له مذكرات تطبع، بلا مقابل مادى يتقاضاه الرجل ولا يسعى ليتقاضاه، وان هو أراد ذلك، فهو بذلك لخبير، جعلها "سبيلا" أعانت ولا تزال تعين آلآف الطلاب على اجتياز امتحانات المعادلة فى القانون، وفى سبيل الدفاع عن مبادئه ووطنه هجر السودان ليعيش ويعيش أبناؤه فى غربة لا يعلم بنكدها الا من يعانيها ويقينى أن لو الأمر بيده لما أرتضاها. ترى بعد كل ذلك، وغير ذلك، أفلا يستحق الأستاذ عبدالله النعيم وقفة اعتبار من اعلامنا ومن مثقفينا؟؟ أم ترانى قد طلبت غولا وعنقاء!!


https://sudaneseonline.com/msg/board/413/msg/1488197185/rn/1.html

Post: #81
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-30-2020, 10:58 AM
Parent: #80

Quote: أكتب عن محمد ود استاذ عبد اللطيف واخوته كيف عجنتهم التربية الحسنه من والد ووالدة قامات سامقة


من يومين الكلام جاب الكلام فجآءت
[QUOTE
]ذكرني هذا بقصة حقيقية للأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله وهو من كبار الأخوان الجمهوريين... لما تشتتنا في الأرض أخذنا نرسل له (زمن البريد) على رقم بريده أم درمان 1165 وصايان لأهليناأستاذ عبداللطيف له معرفة موسوعية بالناس وأنسابهم (كذلك الهادي نصر الدين فضل الجليل / ظريف ود نوباوي)...من كثرة تردد استاذ عبداللطيف على البوستة أم درمان عرفهم وعرفوه فأحبوه ... لا حظ يوما كمية من الشوالات مليانة خطابات فسألهم دي جادعنها مالها؟ قالوا ليهو عنوانين غلط وما عرفنا أصحابها وح نحرقهاقال ليهم تحرقوها كيف دب فيها أسرار ناس ووصاياهم وحوالات وغيره ...قال لهم هل عندكم مشكلة أشوف لو لقيت فيها ناس أعرفهم آخدها فسمحوا لهأخذ يمسك جواب جواب ياخوانا دا ما فلان في سوق الموية ... دا في أم سويقو ... ديل ناس اللدر في الكبجاب... ديل ناس فلان .. ديل ناس فلان.. بقى يوميا يشيل خطابات ويحوم على حي العرب والعرضة وودالبنا وغيرها ويوزع مثل كروت الأفراحنفعنا الله بجاهكم جميعا يا باش



نبحث عن الاخ/ جلال دياب دياب بامريكا للضرورة القصوىنبحث عن الاخ/ جلال دياب دياب بامريكا للضرورة القصوى

Post: #82
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-30-2020, 01:05 PM
Parent: #80

الأستاذة وفاء محمد موسى تحكي قصتها مع الفكرة الجمهورية

بداية علاقتي بالفكره الجمهوريه وانا بالثانوية العالي في ذات يوم في طريق الرجعى الى المنزل قابلت أحد الاخوان وهو يحمل كتب الفكره في شارع العرضه وعرض علي الكتب ومن ثم اخترت كتاب الصلاة وسيله وليست غاية وعندما سألته عن السعر بادرني بسؤال هل انت طالبه أم موظفه( في الزمن داك بنلبس تياب بيضاء ) فأجبته بأنني طالبة فقال لي نصف السعر لا أتذكر كم المبلغ لكن هذا السلوك أثار دهشتي فكان بإمكانه أن يأخذ المبلغ كاملا وهو اصلا المبلغ بسيط دي كانت اول مره التقي جمهوري وقد اكبرت صدقه.
عندما قرأت الكتاب حسيت انه يمثلني ولم أجد فيه شي أنكره وحبيت محتواه وانه فعلا الصلاة وسيله وليست غاية.
بعد أن امتحنت الشهاده الثانويه تزوجت ودخلت جامعة القاهره فرع الخرطوم كلية التجاره ووجدت دعم كبير من زوجي إذ كان يقوم بتوصيلي الى الجامعه وارجاعي في نهاية اليوم لفت نظري الأركان التي يقدمها الجمهوريين في فناء الجامعة وحب استطلاع مني أصبحت اداوم على حضور الأركان واستمتع بافكارهم وادبهم في النقاش وحججهم المسنوده بالآيات القرآنية والأحاديث النبويه وقوة منطقهم بل أصبحت مدمنه على الأركان وكنت أنتظر حضور الاخوان والاخوات في الكنبه قرب باب الجامعه حوالي الساعه التاسعه صباحا موعد الركن حتى لو كانت عندي محاضره لا أبالي وكنت ادك الكثير من المحاضرات من أجل حضور الأركان وتعرفت على الاخوات مقدمات الركن سميه محمود محمد طه وهدى عثمان قباني وهدى نجم ومن الاخوان متوكل الحسين ربنا ينفعنا بجاهه .
في المنزل أصبحت احكي لناس البيت وكنت اسكن مع نسابتي عن الأركان ونقاش الجمهوريين وابديت إعجابي بيهم ولدهشتي في تلك اللحظة عرفت انه المرحوم محمد عوض شقيق زوجي جمهوري وان زوجي صديق جمهوريين وكان يقرأ لهم الكثير ويتابع محاضرات الأستاذ محمود. قويت علاقتي بالجمهوريين من ذلك الوقت وزرنا الأستاذ محمود عدة مرات مع زوجي وشقيقه المرحوم محمد عوض واحيانا كنت اسال بعض الاسئله وأعجبت بسمت الأستاذ وتلاميذه وتواضعهم واهتمامهم بضيوفهم كنت حاسه انهم ناس ما عاديين واني ما بقدر اكون زيهم وحاسه اني بعيده .
شاءت الأقدار أن تنتقل إلى رحمة الله والدة زوجي وقد اكرمنا الله بجلسه قدمنها الاخوات في المنزل عندما جئن للتعزيه وطلب مني ان اقدم كلمه نيابه عن الاسره وكنت مضطربه لكنني عبرت عن سعادتي بحضورهم واهتماهم وتعزيتهم وشكرتهم وقد أثر هذا الإهتمام فيني كثيرا وشاءت الأقدار بعد العزاء بفتره بسيطه ان يبتعث زوجي عبدالله إلي فرنسا لنيل درجة الدكتوراة وقبل السفر ذهبنا إلى الأستاذ محمود لوداعه وقبل أن نودعه إذ به يقول لنا امكن تمشوا وتجونا جمهوريين جاهزين وقد كان .
كان فضل الاخ محمد عوض شقيق زوجي كبيرا علينا فلولا اهتمامه بتشجيعنا لزيارة الأستاذ وارسال كل المطبوعات والكتب وحتى شرائط الإنشاد لنا في فرنسا لما وجدنا هذا الفضل الكبير بالاضطلاع على الفكره فله منا في برزخه العامر كل السلام ونسال الله ان يتولاه برحمته الواسعة وأن يجد من الفضل الإلهى بأكثر مما قدم واعطى. وجدت في فترة الاغتراب في فرنسا متسع من الوقت لقراءة كتب الفكره والاستماع للانشاد ومحاولة التطبيق في العبادة وقد كانت بمثابة خلوه لمراجعة النفس وتصحيح الحال مع الله ومع الناس وان شاء الله نكون جمهوريين ومقبولين فما زلنا محتاجين للتغيير وإصلاح الحال
( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فاليفرحوا هو خير مما يجمعون )

—-
الراحل محمد عوض عبدالله (معروف باسم محجوب) عمل معلما للرياضيات بأم درمان الأهلية
شقيقه بروفسير عبدالله عوض عبدالله عمل بكلية الصيدلة جامعة الخرطوم

Post: #83
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-01-2020, 07:52 AM
Parent: #82

د. الفاتح ادريس عبدالكريم*

فَتَّحت بي جاي !!!

بِضيمٍ وضيق وحُزن !!

في منتصَف الثمانينات !

اتانا دكتور الفاتِح إدريس ومجدي إدريس زايرين في البيت في بحري حلفاية الملوك !!

كنت في بداية دراسة الصيدلة في الحقيقة وكان شاباً نحيفاً اخضر اللون خُضرة بادية البُطانة بعد عواني الصيف الأولي ..

كان قليل الحديث وكنتُ ثرثاراً مسؤلاً عن الصمت !!

و قد اتي حينها حديثاً من مظان رُدهات البحث العِلمي المادي المختَبري بأُكسفورد !!

كان وسيم الروح !

فبهرني بهذا السكوت والغموض وقِلة الكَلِم وغموض العِبارة وبراح النفس !!
كان رَجُلاً وسيماً مُزهِر الروح !!
له عِطر لا يُقلِق !!

كُنتُ أتَعَجَّب كيف قد تثني لهذا الرجُل هضم مادة الفيزِكال كيمستري والنيوكلير ماقنَتِك ريزوننس وهذه الخرابيط التي لا تعني عندي شيئاً غير الرهَق والبعثرة والتوهان ..

أكُبها صاماً في ورقة الإمتِحان واخروج حتي كتابتي اسطُري هذهِ وانا كَتُبِعِ عمرو الجَهني الذي أغضَبُ لِغَضَبِهِ مع مئةُ والف مثلي ونحنُ لا ندري فيمَّ غَضِب الجهني !!

فكان حضورهُ انيقاً برمادية ملابِسِهِ غير الصاخِبة وصمت العُلماء نابشي مجاهِل اللحظة وكاشِفي غَبَر الأشياء بأسمائها وصِفاتِها !!

فزينَ لقلبي كلية الصيدلة جامِعة الخرطوم البهية !!

فهداني بهذا الحضور إلي ضآلة قَدري !!

فَزَجرتُ روحي من الكِبر !!

وتواضع قلبي الطامِحُ مطأطيئ الهامة لِقَدرِ العُلماء !!

وتَيَّقَّن قلبي من إنهُ هو ذاك منتهي نهايات ضرب كِباد الإبِل في صحاري العتمور لأهوَنُ إليّ من التطّلُعِ إلي تسوية الكتوف مع امثال الفاتِح إدريس ود كوستي !!

فقد اتي الفاتِح وذهب هذا الذِهاب الأنيق !!
فكان كمن حضرَ وتركَ أثراً !!

كَعِطر المزفوفة الحسناء !!

إنتهي ..

رحِم الله دكتورة جيلان الفاتِح إدريس !!

فهي بقايا خِلفةُ قلبٍ مترعٍ بوحدة الوجود ومعاني الذهد وبريق التصوف والتسليم الكامِل من غير شك للذات الإلاهية قابِضةُ مجاهِيل الحقيقة البيضاء الظاهِرة من غيرِ حُجُب !!

قابِضَةُ مِعصَم التسيير الإلهي القاهِرِ للأشياءِ والأحياء !!

يا لبهاء الفاتِح إدريس !!

فكانت هي من ذاك فأحببناها !!

ذهاب بهي ومبارك مغسولٌ

بالماءِ والبَرَدِ والثلج !!

عادِل الحكيم ..

الحُبُ والجماااااالُ والسلاااااااام

🌹🌷🌹
—-
*
الراحل الكريم من أبناء كوستي
درس الصيدلة بجامعة الخرطوم وعمل بها كمحاضر

رحل باكرا عن عالمنا الى عوالم ارحب

Post: #84
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-02-2020, 03:33 PM
Parent: #82

د. الفاتح ادريس عبدالكريم*

فَتَّحت بي جاي !!!

بِضيمٍ وضيق وحُزن !!

في منتصَف الثمانينات !

اتانا دكتور الفاتِح إدريس ومجدي إدريس زايرين في البيت في بحري حلفاية الملوك !!

كنت في بداية دراسة الصيدلة في الحقيقة وكان شاباً نحيفاً اخضر اللون خُضرة بادية البُطانة بعد عواني الصيف الأولي ..

كان قليل الحديث وكنتُ ثرثاراً مسؤلاً عن الصمت !!

و قد اتي حينها حديثاً من مظان رُدهات البحث العِلمي المادي المختَبري بأُكسفورد !!

كان وسيم الروح !

فبهرني بهذا السكوت والغموض وقِلة الكَلِم وغموض العِبارة وبراح النفس !!
كان رَجُلاً وسيماً مُزهِر الروح !!
له عِطر لا يُقلِق !!

كُنتُ أتَعَجَّب كيف قد تثني لهذا الرجُل هضم مادة الفيزِكال كيمستري والنيوكلير ماقنَتِك ريزوننس وهذه الخرابيط التي لا تعني عندي شيئاً غير الرهَق والبعثرة والتوهان ..

أكُبها صاماً في ورقة الإمتِحان واخروج حتي كتابتي اسطُري هذهِ وانا كَتُبِعِ عمرو الجَهني الذي أغضَبُ لِغَضَبِهِ مع مئةُ والف مثلي ونحنُ لا ندري فيمَّ غَضِب الجهني !!

فكان حضورهُ انيقاً برمادية ملابِسِهِ غير الصاخِبة وصمت العُلماء نابشي مجاهِل اللحظة وكاشِفي غَبَر الأشياء بأسمائها وصِفاتِها !!

فزينَ لقلبي كلية الصيدلة جامِعة الخرطوم البهية !!

فهداني بهذا الحضور إلي ضآلة قَدري !!

فَزَجرتُ روحي من الكِبر !!

وتواضع قلبي الطامِحُ مطأطيئ الهامة لِقَدرِ العُلماء !!

وتَيَّقَّن قلبي من إنهُ هو ذاك منتهي نهايات ضرب كِباد الإبِل في صحاري العتمور لأهوَنُ إليّ من التطّلُعِ إلي تسوية الكتوف مع امثال الفاتِح إدريس ود كوستي !!

فقد اتي الفاتِح وذهب هذا الذِهاب الأنيق !!
فكان كمن حضرَ وتركَ أثراً !!

كَعِطر المزفوفة الحسناء !!

إنتهي ..

رحِم الله دكتورة جيلان الفاتِح إدريس !!

فهي بقايا خِلفةُ قلبٍ مترعٍ بوحدة الوجود ومعاني الذهد وبريق التصوف والتسليم الكامِل من غير شك للذات الإلاهية قابِضةُ مجاهِيل الحقيقة البيضاء الظاهِرة من غيرِ حُجُب !!

قابِضَةُ مِعصَم التسيير الإلهي القاهِرِ للأشياءِ والأحياء !!

يا لبهاء الفاتِح إدريس !!

فكانت هي من ذاك فأحببناها !!

ذهاب بهي ومبارك مغسولٌ

بالماءِ والبَرَدِ والثلج !!

عادِل الحكيم ..

الحُبُ والجماااااالُ والسلاااااااام

🌹🌷🌹
—-
*
الراحل الكريم من أبناء كوستي
درس الصيدلة بجامعة الخرطوم وعمل بها كمحاضر

رحل باكرا عن عالمنا الى عوالم ارحب

Post: #85
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-05-2020, 08:18 PM
Parent: #84

مشرف مركز العزل بسنار دكتور بهاء الدين الاريابي يشيد بمجهود دكتور نهي يوسف جميل لتطوير الحقل الصحي بولاية سنار ويؤكد علي انها امرأة توزن الولاية بأكملها 🌹

كنداكة سنار الفونجية:
ملوك الشمس والظل

إلى دكتورة نهى كنداكة عرفتها شوراع سنار المدنية، شارع الدكاترة، شارع الأربعين شارع المستشفى، شارع بيويوكوان، تجدها في معمل المختبرات الطبية تصب في المحاليل والاصباغ وعيناها على المجهر بكل هدوء وملامح الجمهوريين والجمهوري هي كنية اشتهر بها والدها في مدينة سنار "يوسف الجمهوري" كركردي وكلونيا وعرفاني.

عندما اندلعت شرارة الثورة حولت معملها بشارع المستشفى - معمل إكسترا إلى "دار ثورة" تيمنا بدار فوز هكذا أصبح المعمل يضج بطيف واسع من الاتجاهات السياسية والناشطين والكوادر السياسية والمهنيين من جميع التخصصات كوادر طبية ومهندسين وتشكيلين وقهرانيين ساي من النظام البائد، المعمل الذي عبارة عن طابق أرضى ذو مكاتب وردهات يمور بالرافضين للنظام البائد العازميين على دك حصونه حتى آخر كوز ني، كانت هي تقوم باللازم من ترحاب و ضيافة وتقريب وجهات النظر واحتواء الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر بين هذا الطيف الواسع من الثوار، ولها في ذلك من حكمة التصوف وارث المسيد الذي تنتمي أليه والدتها سعاد بت الشيخ البدوي، ومن المواقف الطريفة التي شاهدتها في المعمل بعد أن أخرجت نتجة الفحص لأحد المرضي مدبجة في ظرف أنيق وعرف انها تنتمي لأسرة الشيخ السماني، حلف عليها يمين أن تعطيه الفاتحة أولاً ثم يذهب بعد ذلك إلى المشفى وكانت في كامل الدهشة والفتيل الثوري ما بين التخصص والموروث.

تم إعتقالها في أول موكب أعلن عنه تجمع المهنيين في سنار - شارع واحد شهر واحد وتم إطلاق صراحها بعد التهديد والوعيد من الأجهزة الأمنية، حضرت اليوم التاني إلى المعمل ولا شغلتا، مواصلة في عملها النضالي ضد النظام البائد تجتمع، تطبع، تنشر توزع مع لجان المقاومة دعوات للمشاركة في الثورة حتى وصل بهم الأمر إلى طباعة منشورات وألقائها داخل المنازل ليلاً تدعو إلى ركوب الراس مع الحكومة البائدة، أستمر النضال مع جميع القطاعات المختلفة والحشد والتماسك واجتماعات إجتماعات يقعوا ديل ويقموا ديل، حتى يوم 6 أبريل هنا تغيرت الخطة وبدأ الحشد من ثوار الولايات، لجان مقاومة ومهنيين وحرية وتغير إلى الخرطوم "كل القوى الخرطوم جوه" تم جمع التبرعات لترحيل الثوار ورسم الخطط لدخول الخرطوم من كل فج عميق، حيث وصلت للخرطوم في ذلك اليوم المشهود ستة بصات تحمل الثوار من سنار، وبتنسيق وترتيب كامل من هذه الكنداكة وشركائها ثوار سنار، وفي يوم 6 أبريل كانت أول الواصلين إلى ميدان القيادة العامة مع الأفواج المختلفة، أمانة يا خرطوم ما جاك الجن الكلكي اللابس ملكي.

تتحول هذه الغادة الثائرة في المواكب والتظاهرات وفي إرث التصوف يسمي هذا التحول (إستحوال) ودروشة وغرق لكنها تتبدل تماماً وتصبح ذلك الجن الكلكي اللابس ملكي، إعصار يقوم من الأرض ثاقبا السماء يحمل معه كل ما خف وزنه "سيرة الشيطان"، تتحول إلى سمائم حارقة وتستدعي إرث قمر الدولة آخر همباتي مصنف في السودان ولها فيه عرق، تم دك النظام وقطع رأس الأفعى وبدأ الدور الأعظم في التخلص من الجسد الذي تمدد إلى 30 عام داخل الدولة السودانية.

إحتفلت مدينة سنار مثل كل مدن السودان وإقامت إعتصامها الخاص أمام حامية سنار بالقرب من الخزان وبدأ التشكيليين الذين كانو يستغلون الطابق الأول للمعمل في تجهيز الإعلام واللافتات وخلط الألوان للجداريات التي زينت شوارع المدينة وميدان الإعتصام، كانت سنار بهية تغسلها الأمطار ولا تزيح عنها ألوان الجداريات، العشب يتمدد في الساحات بأخضرار، الأشجار نضرة يانعة وأشجار دقن الباشا تعطر روح المدينة احتفالا بسقوط الباشا، الجهنميات في حي البنيان تكاد أن تخرج من المنازل بأزهارها الحمراء والبيضاء.

ألاهي هذه مملكة كاملة سلطناها نحن الشعب، تم طباعة قصاصات تنويرية تشرح الدولة المدنية وتبين الفرق بين العصيان والاضطراب السياسي وتم توزيعها على كل الولاية بمحلياتها ومدنها وإقامة ندوة في سنار - نادي الشعلة، والاعتصام والهجيج مدور وثوار حي القلعة الذي يماثلون ثوار بري في الصمود والملاذ الآمن للثوار عند "الكعة" يحملون أعلامهم العالية عند دخولهم إلى ميدان الإعتصام تقف كل الأنشطة لتحية ثوار حي القلعة و نوبة جمهورية فنقوقة الديمقراطية تشق عنان السماء بنحاساتها الصاهلة والهتاف - مدنية وي وي وي وي طاقية ام قرينات، ككر ودرع وسيف.

"صادفني عمك أب شنبات حايم في ميدان الاعتصام - سنار، طابق يدينو بي وراء لابس قميص كلاسيك خفيييف يطنطن براهو قال علي الجزيم الكيزان ديل تاني الا يركبو السمبك و يقطعوا البحر لكن في البلد دي ما بدقوها" .
الثورة حياة كاملة هي الأمل والعمل وسلة مهملات الماضي.
عندما تم فض إعتصام الخرطوم وإعتصام سنار صاحت كنداكة سنار - الثورة مستمرة، ترسو الشوارع كانت البداية بحي القلعة تواصل النهار مع الليل تم تتريس سنار من الكبرى - للخزان كل الشوارع العامة والشوارع الفرعية أما مداخل الأحياء والزقاقات قام بهذا العمل أطفال ليسوا في سن المدارس بل في عمر الرياض رايتهم يحملون حجارة صغيرة جداً للمشاركة في بناء عش الوطن المدني الحر الديمقراطي حتى استحال الدخول إلى المنازل، بعدها دخلت الثورة مرحلة الإضراب السياسي وسجل دفتر الحضور الثوري مشاهدات عظيمة من التماسك الثوري.

في المعمل كانت تطبع الديباجات بالظروف وترسل إلى المؤسسات، الإعلان عن الإضراب في كل مكان - على أعمدة الإنارة في الشوارع العامة والأبواب، سجل دفتر الحضور الثوري توقيعات وصمود باسل، ثم بعد ذلك العصيان المدني الإختبار العظيم للثورة الذي عرى المجلس العسكري وكان إنحياز عظيم لثورة الشعب.

في زمن مملكة الفونج ، صاح الشيخ المجذوب راجل الدامر "يا سنار جاتك النار" ، فأحترقت سنار عن بكرة أبيها ، وفي 30 يونيو هتفت الكنداكة يا سنار جاتك النار فخرجت سنار عن بكرة أبيها.

Post: #86
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-09-2020, 09:48 PM
Parent: #85

دفع الله موسى البدوي
بقلم أحمد عبدالله الطاهر

الأستاذ دفع الله موسى: "النظام سكة حياتنا مهما درب السكة طول"!!

أحمد عبدُاللهِ الطاهر


تبسم فإنا لا نطيق تبسمّا * حمانا الأسى إلا ابتسامة ساخر
تبسم وزوِّدنا القليل فإننا * علي سفرٍ يا نعم زاد المسافر
بشوشاً تكاد العين تلمح قلبه * وتسرد في نجواه نظم السرائر

"عباس محمود العقاد"

سمعتك تردد مطلع هذه الأبيات أكثر من مرة، وأنت تحتفي بشعر العقاد و نثره أمامي، وما أكثر ما كنتَ تفعل ذلك. قلتَ أنك سمعتَ الأُستاذ ينشدُ هذا المطلع- من هذه الأبيات -علي رجلٍ دخل عليه متجهماً يوماً ما. كنتَ تُلقيه علي مسامعي و الإبتسامة تضئ محياك الوضئ. و لكن كيف السبيلُ إلي الإبتسام اليوم و أسى الفقد يحمينا إلا ابتسام السخرية علي اوهامٍ اعترتنا بأن الحال دائمٌ، و ما هو كذلك. إذ "ليس للفاني وجودٌ إنما كان خيالَ" و"حبيبي كلنا فانون و أنت الواحد الباقي". حمانا الأسى حتي اِبتسامة الساخر نفسها، فقد وجمتُ عندما نعاك لي الناعي، حتي شعرتُ حساً أن جوفي فارغ من كلِ اِحساس. لم ابك و لم اجزع، ليس صبراً و إنما عجزاً عن مواجهةِ أمر جلل فوق احتمالي و قدرتي.

إرتدت بيَّ الذاكرة، لحظتها، إلي سنوات خلت حتي وصلت إلي أوائل العام 1993 كنتُ حينها طالباً بالسنة الأولي بكلية الإقتصاد و التنمية الريفية. كان مقر دراستنا ذاك الوقت بالكلية الإعدادية التي يقضي بها طلاب الجامعة الجدد، ماعدا أهل الطب و التربية، عامهم الأول قبل الإنتقال إلي "النشيشيبه"، حيث يكمل الطلاب بقية سنوات الدراسة كلٌ حسب تخصصه. كنتَ أنتَ حينها تعمل بإدارة مشروع الجزيرة ببركات. الطريق إلي مكتبك يمر بالكلية الإعدادية، حيث أدرس. كنتُ اخرج من داري بالدباغة باكراً أيام محاضراتي الصباحية ثلاث مرات في الإسبوع. انتظرك قبالة قبة الشيخ "احمد ودكنان" بشارع الدباغة، الذي هو خطّ سيرك إلي مقر عملك. عربتك الجميلة النظيفة، ذاك البوكسي ذو الكبينتين، يقف أمامي في السادسة و النصف تماما. ما تأخر عن ميعاده يوما و لا تقدم. ذاك عهدي بك منذ أن رأيتك حتي ذهبت راضياً مرضياً، دوما في الزمان و المكان المناسبين.

مرتبٌ في كلِ شئ حتى في رحيلك. "النظام سكة حياتنا مهما درب السكة طول"، كان هو شعارك المجسد أمامي طوال سنوات عرفتك عن قرب فيها! وهل يختلف إثنان علي دقتك، و نظامك، و ترتيبك في كل شئ؟ الداخل علي منزلك و لو زارك بعد عقود يجد الأشياء كما هي؛ فالمكتبة التي أنت حفيٌّ بها في مكانها المعتاد، و بعض كتبٍ مهمةٍ كنتَ تطالعَها مصفوفة بعناية و مثبتة بحاجز معدني علي الشباك الذي علي يسارك حينما ترقد. المنضدة الفريدة التصميم موضوعة أمام سريرك مباشرة. عليها بعض ادوية تستعملها، و صندوق مناديل ورق، و قلم، و بعض اوراق قُصّت و رُصّت بحرصٍ للكتابة عليها، أو وضعها بين صفحات كتاب لحفظ الصفحة التي كنت تقرأ فيها آخر مرة. عندما يبدأ برنامج شاي الصباح يُقَدم الكرسي الأقرب إلي سريرك قليلاً ليتوسط الغرفة، فأنت تحب أن تشرب الشاي أمام التلفاز.أَسِرّةُ باحة الصالون و كراسيه بمواضعها المعتادة دائما. لو عاد إليها الزائر بعد عشرات السنين و تجول بينها في الظلام لما إرتطم بأحدِها، إلا إذا غابت خارطة البيت و مواقع الأشياء فيه عن ذاكرته.

إما نظامك في الفكر و القول و العمل فما لي سبيل للحديث عنه و لا طاقة لي به. يعرفه عنك العارفون، و يعرفون كيف يصفونه و يصفوك. و لكنني شاهدته، و عايشته و سمعته، لاريب، في مجلس الأستاذ سعيد الذي توّجك "علي قمة هرم القيادة الرشيدة". ذلك تعبير موزونٌ بميزان الذهب!

رأيتُك مرة في المنام تُعطيني مالاً، و عندما حكيت ذلك للأستاذ سعيد قال لي "أن المال في الرؤيا دين". ثم صار يسألني كلما حضرتُ إليه، "هل زرتَ عمك دفع الله اليوم"؟ فصرتُ في فترات ما ازورك يومياً أو مرتين في اليوم. لعل ذلك كان أيام عملية جراحية أُجرِيت لك. كانت تلك فترة ممتعة جدا في حياتي، و عامرة بالوانٍ من المعارف في الدين و الفكر و الثقافة ما لها من نظير. إبن عربي و "إناخته علي معالم حاجر غير مرهوب بأُُسُدِها"، و النابلسي و "أخوان النبي المصطفى" التي كنتَ حريصا أن ينشدها الأخوان، و البيتي و "الكتاب الأكبر" كانوا زادي الذي تزودتُ به معك لسنين و سنين. ذكرياتك عن العمل بمشروع الجزيرة أيام الإنجليز و ما تلاها كانت مادة نقاش دسم بحضرتك. لقد قلت إنك كنتَ تعملَ بمكتبة البحوث الزراعية قبل مشروع الجزيرة. مكتبتك عامرة بكتب الأدب الإنجليزي، و مذكرات جواهر لال نهرو، و مجموعة نصر حامد ابوزيد. طالعت فيها نادر الكتب و الممنوع، في ذلك الوقت، منها. تعرفت عن قرب علي نزار قباني و رأيك فيه. و قرأت بإقتراحٍ منك العقاد و دواوينه، وتذوقت لطائف شاعريته الفذه تلك التي لم تقف عند "فدنياواتنا كُثر" التي أذاعها الكابلي علي مسامع أهل السودان. لقد كان الكابلي زميلا لكم والأستاذ سعيد بمدرسة التجارة، أليس كذلك؟!

سعدتُ و ضحكتُ و تعجبتُ و أنتَ تحكي عن غريب الألفاظ و فريد المعاني التي يستعملها خالد الذكر الدكتور منصور خالد. كنتَ احيانا تسألني أن ابحث لك عن بعضها في المعجم- "كتاب المنجد". ذاك الكتاب الفريد الذي اشتريته أنتَ من مصر في أحدى رحلاتك إليها. وكنتَ احيانا أُخرى تبحث عنها بنفسك و تطرب لبديع المفردات التي تُزيّن كُتبَ المنصور. أذكرُ تماما يوم حدثتني عن استعماله لكلمة "وديدي" بمعنى رفيقي أو خليلي في كتابه "النخبة السودانية و إدمان الفشل" الذي كان ممنوعاً آنذاك. ما خطر علي بالي قبلها معناً آخر لهذه الكلمة أو صورةً لها غير صورة العزيز "محمد علي وديدي". تضحك و يبتهج وجهك و تهز رأسك يُمنة و يُسرى قائلاً "منصور صعب" و أنتَ تتحدث عن وصفه للمهلاوي "بالتيس الأقم"!! تقول أنك بحثتَ عن كلمة "الأقم" فوجدتَ أن معناها هو "التيس الذي تمتد لحيته كثيفة من عنقه". حريص كنتَ علي ديوان العقاد و كتاب "المنجد". أرسلتني به إلي الأخ الأستاذ مهدي عمر فجَلّده أحسن تجليد، كما غَلّفَ لي مرجعاً في الإقتصاد الجزئي مازلتُ احتفظ به، و اذكرُ مهدي بكلِ خيرٍ كلما نظرتُ فيه. "المنجد" كتاب نادرٌ، رأيتُه قبل أن أجده بمكتبتكَ عند أستاذ فاضل هو "عصام يوسف" كان قد درسني اللغة العربية، و حببها إلي، و أنا بالمدرسة الأميرية المتوسطة.

لقد درستَ أنتَ و الأستاذ سعيد بمدرستيّ الأميرية و التجارة كذلك، فيما سمعت منه و منك. كان الأستاذ سعيد يحكي عن جريدتك الحائطية الراتبة التي كنتَ تُصدرها باللغة الإنجليزية بمدرسة التجارة. حكايات الأستاذ سعيد عن شبابكما و ايام دراستكما معا، يشي بعمق العلاقة التي ربطتكما قبل الإلتقاء علي بساط الفكرة الحق. تلك علاقة عمر كما يقال، لم يفصلها حتي الموت. فالناظر إلي ضريحك الملتحم بضريح السعيد ليعجب في هذا الرباط الوثيق الممتد منذ نشاطكما في مقاومة الإستعمار الإنجليزي عند منتصف الأربعينات و حتى العام عشرين عشرين.

قصتكما في مواجهة المستعمر و أنتما طلاب بمدرسة التجارة تمثل صورة من صور المقاومة الشعبية العفوية، التي تثير الحماس في الوجدان، و تغري بقيم الوطنية النبيلة في النفوس. فالقصة كما يرويها الأستاذ سعيد بطريقته المُجَسِدة تلك، تقول: إنكما كنتما تحرران المنشورات ضد الإنجليز. و في مرة من المرار توسعتما، فجراً، في توزيع منشور معين حتي شمل ذلك مخفر الشرطة بودمدني. بحثت الشرطة عنكما مما يُوحي بأنكما كنتما مراقبين. و قد بدأت بتفتيش منزل الأستاذ سعيد، و لم تترك مكاناً في الدار لم تبحث فيه حتي "خُمّارة العجين" كما يعبِّر الأستاذ سعيد. كنتَ أنتَ من خطَّ المنشور. و قد ظللتَ طوال الليل تكتب و تنسخ عن طريق "الكربون" حتي أزفت ساعة توزيعه. و حينما جاء البوليس لتفتيش داركم وجد نسخة من "الكربون" عليها أثر الخطاب في جيب رداءٍ كنتَ ترتديه ثم علقته في مكانٍ ما بالدار. كان القاضي الإنجليزي الذي حكم عليكما بالغرامة تقديراَ لصغر سنكما حكيماً و رحيماً في حكمه، خاصة بعد مواجهة الأستاذ سعيد لحكومته الإستعمارية في كلمته أمام المحكمة. كما كان ثاقب البصيرة بعيد النظر ايضا، فقد رأى في الأستاذ سعيد سمات القيادة و بوادرها و أخبره بذلك، فما خابت نبؤته.

ذكرى مقابلتك لمنصور خالد و الطريقة التي سعى بها لمصافحة الأستاذ تحكيها أنتَ بتفاصيلٍ حاضرة كأنك تراها رأي العين لحظة الحديث عنها. كان يوماً حزيناً فيما تذكر فقد فيه العم الأستاذ ميرغني حمزة إبنه الطبيب ببريطانيا. تحركتَ أنتَ بعربتك قاصداً ودمدني عندما بلغك الخبر بعد دوام العمل في أحد "تفاتيش" مشروع الجزيرة. تقرر أن يتحرك الأخوان في نفس الليلة للعزاء بالخرطوم، خاصة و أن جثمان الفقيد كان متوقعاً أن يصل في صباح اليوم التالي. كنتَ تقود العربة طوال الليل حتي وصلتم باكرين إلي منزل العزاء. وصل الجثمان بعد وصولكم بقليل فجاء توجيه الأستاذ بالإسراع إلي المقابر تخفيفاً لحدة البكاء الذي إنطلق حاراً علي الفقيد. ذهب الناس إلي المقابر، فإذا بعربةٍ فارهةٍ تقف و ينزل منها رجل في كامل اناقته يلبس بدلة بيضاء و بنطلون ابيض و كرفته. كان منظره ملفتاً، و لكن ما لفت انظارك إليه أكثر هو أنه كاد أن يهرول لتحية الأستاذ حينما وقع بصره عليه. كان ذلك هو الدكتور منصور خالد الذي جذبتك إليه جديته و سمته و تواضعه في مقابلة الأستاذ وهو في تلك الأُبهة و ذاك المنصب الوزاري. تصرف كريم و محترم من رجل يعرف للناس اقدارهم فإنه "لا يعرف أقدار الرجال إلا الرجال".

هل كنتَ تُهيئ من حولك لإنتقالك غير المنتظر؟ فعندما زُرتُكَ و هنادي الأمين عبدالغفار لمباركة رمضان الذي ذهبتَ أنتَ في أواخره قلت لي: "إن الله مدّ في الأيام عايز اشوف مذكرات منصور خالد"، ثم أعقبتَ ذلك بضحكةٍ و تعبيرٍ لهما معناً ترك في نفسي انقباضاً غير أني صرفته مباشرة. فليتني كنت "أفهم بالتلاويح" إذا لفهمت سر انقباضي من حديثك، و لكنني و لفرط غفلتي مضيت أُحدثك عن إمكانية الحصول علي الكتاب رُغم غلاء سعره.

إنتقالك كان "فاطمياً" فقد استحممتَ بمعاونة صنوك الأستاذة فتحية صبيحة يوم ذهابك، وشربتَ بعضاً من لبنٍ احضروه لك بعد الحمام. ثم رقدتَ علي يمينك و طلبتَ ممن كانوا حولك قراءة الإخلاص احدى عشرة مرة، فطلبتْ منك فتحية أن تقرأ معهم ففعلتَ و فعلوا. و عند ختام التلاوة اشارت فتحية لهاجر البحر أن تذيع عليهم سورة "يس" من الموبايل. و ما كادت أن تفعل حتي إنتبه الجميع إلي سكون حركتك دليلاً علي ذهابك الهيّن الليّن إلي رحمة الله و ملكوته. فيا لها من حياة تسر و ممات يسعد. حياة كلها خير و رحيل بشرى بما ينتظرك من الخير. فطوبى لك و طوبى لنا بك و قد كتبت بحياتك "تعلموا كيف تعيشون"، و كتبت بوفاتك "تعلموا كيف تموتون"!!

Post: #87
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-15-2020, 08:14 AM
Parent: #86

كتب مولانا عبدالله محمود عبدالله من واشنطون العاصمة في سودانيزأونلاين

فى منتصف سبعينات القرن الماضى تم نقلى من رئاسة بنك السودان الخرطوم لفرع
بنك السودان بجوبا , سكنا فى مبانى بنك السودان فى محيط البنك , المدير, الصراف
بعد ساعات العمل ميزنا فى بيت المدير الطابق الثانى للبنك ,,يوم الأحد برنامجنا نمشى المطار
لأستقبال الناس الجايه والمسافره للخرطوم .
فى إحدى المرات حضر شاب من الخرطوم سلم عليه المدير حسن وعرفنى به وقال لى
هذا ذوالنون خبير الإرصاد الجوى منقول لجوبا عايزنو يسكن معانا رأيك شنو ؟
وافقته على الفكره وسكن ذو النون معنا .
فى الصباح ندخل البنك للعمل , ذوالنون يذهب لمكاتب الإرصاد الجوى ,,نجتمع بعد
ساعات الغمل فى بيت المدير نصلى الظهر جماعه . نتغدى ,نشرب الشاى نتونس ثم نصلى
العصر فى جماعه . حتى إذا إقترب آذان المغرب توضينا وذهبنا لجامع جوبا العتيق
لنصلى المغرب ونظل فى ساحة
الجامع تحت شجر المنقه الباسق حتى نصلى العشاء ثم نعرج لدكاكين سوق جوبا
لنتسامر لبعض الوقت مع أصدقائنا التجار الأمين وصالح وعمنا أحمد أمين ثم نعود للبيت
لنتعشى ,, كان ذلك برنامجنا اليومى لشهور وشهور برفقة الأخ العزيز ذى النون
حتى ظهر برنامج فى التلفزيون كان المتحدث فيه الأستاذ محمود محمد طه .. بعد إنتهاء البرنامج
قال لى ذو النون أعرف أنك من أم ضبان وإنك صوفى ماهو رأيك فى الأستاذ محمود محمد طه ؟
قلت له أول مره أقابل الأستاذ محمود شخصيا سنة 1964 عندما كنت طالب فى مدرسة وادى سيدنا
وحضر الأستاذ محمود وقدم لنا محاضره نالت إستحسان ورضاء عدد كبير من الطلاب .
كانت زبدة حديثنا تلك الليله أن إكتشفت أن ذا النون ذلك الشاب الطيب الفاضل والذى لازمنا جيئةً
وذهاباً ولشهور عددا لنصلى فى جامع جوبا العتيق هو أحد تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه .

https://sudaneseonline.com/board/510/msg/%d8%af.-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d9%8a-%d9%8a%d8%b2%d9%88%d8%b1-%d8%a3%d9%...6%29-1594626612.html

Post: #88
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-21-2020, 06:11 AM
Parent: #87

السلام عليكم ورحمة الله جميعًا.

انا فارس موسى أقيم حاليًا فى ولاية ايوا - مدينة ايوا. سبق ان كنت مقيمًا فى منطقة واشنطن الكبرى لمدة ٩ سنوات. قبل انتقالى لايوا، لم اكن احفل كثيراً بالفكره واهلها، رغم زمالتى وصداقتى الممتده لواحد من اعضاء الحزب ومناصرى الفكرى.

فى مدينة ايوا تعرفت على الاخوان الجمهوريين والاخوات الجمهوريات، جالستهم وعاشرتهم وناقشتهم وتعلمت منهم الكثير، وتحصلت على مجموعه من كتب الأستاذ الشهيد وقرأتها وواصلت نقاشاتى وجدالات معهم حتى هذه اللحظه، وهذه شهادتى عنهم.

شخصياً اعتبر الجمهوريين والجمهوريات من اكثر السودانيين اتساقًا مع ما يدعون له، واكثرهم ادبا وكرما وجمال خلق وهم/ن من انبل ما انجبت بلادنا وليس فى ذلك غرابه، فهم تلامذة وتلميذات اكثر السودانيين اتساقًا مع مشروعه الفكرى، حتى انه دفع روحه ثمنا له. عرفتهم شرفاء وشريفات، عفيفى الايدى والالسنه، وطنيون ووطنيات يحبون السودان وجميع شعوبه، دافعوا عن قضاياه اينما ذهبوا ولا يزالون.

بغض النظر عن اختلافى السياسى معهم، الا اننى من الذين يؤمنون ان الأستاذ الشهيد قد قدم للبشريه الدين الاسلامى فى ثوب جديد متحضر وحداثوى وايمانى ذو انسنه عاليه وكثيفه، بعد ان ظل حبيس تفسيرات فى غالبيتها، لا تخدم غاياته الكبرى، وظل حتى لحظة استشهاده، يعرى ويفضح تجار الدين القتله واللصوص والذين قال فيهم نبوءته التى صدقت.

حاليا، شرعت العديد من الجهات الاكاديميه والبحثيه فى تقديم وشرح وعرض افكاره فى العديد من البلدان ذات الغالبيه المسلمه وغير المسلمه، مما يجعلنى فخورا به كمسلم وكسودانى. انصح الجميع فى هذه العجاله، قراءة فكر الاستاذ واجتهادات تلاميذه وتلميذاته فى مظانها الاصليه وهى متوفره لا تتجاوز نقرة الاصبع.

الاستاذه أسماء محمود محمد طه قبل ان تكون كريمة المفكر الشهيد، فهى قانونيه ومناضله وفاعله سياسيه وناشطه حقوقيه وامراه سودانيه بسيطه ومتواضعه ومؤمنه بكافة القضايا التى ناضلت من اجلها منذ ان كانت طالبه.
محبتى للجميع مقرونه باحترامى الأكيد.
اكتفى بهذا القدر.
فارس موسى.
٢٠٢٠/٧/٢٠

Post: #89
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-21-2020, 07:14 PM
Parent: #88

عيشة عبدالرحمن الله جابو

نزيهة قالت لي في قروب أخوات جات سيرة الكرم .. قالت شذا كارا قالت بالمناسبة الكرم الليلة الذكرى السنوية لعيشة فحكت إنو عيشة مشت مستشفى مدني تزور زول.. في العنبر في ناس عندهم بت ماتت وإتجرسوا جرسة شديدة... عيشة طوالي ركبت مشت معاهم وجهزت البت .. رجعت لقت الدنيا مقلوبة تفتش عليها قربوا يبلغوا البوليس
سهير بت ماريا قالت جوهم ضيوف وفي البيت مافي أي حاجة قالت أستاذ سعيد قال لي ود موسى أمشي جيب فطور عيشة بتاع أولاد المدرسة مشى ود موسى جابو وهي بي ليلها داك دبرت للوليدات فطورهم ...

—-
* عبشة عبدالرحمن الله جابو نشأت بودمدني
التزمت الفكرة الجمهورية في سن باكر واصبحت جمهورية قيادية
نذرت حياتها لخدمة الناس وتربية أبناء أخوانها
لها روضة تزار بودبشارة بودمدني
نفعنا الله بجاهها

Post: #90
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-23-2020, 08:26 PM
Parent: #89

وداعا استاذنا الخلوق الدكتور محمد ادروب اوهاج
07-22-2013 09:41 PM


فجعت البورت بالرحيل المفاجئ لاستاذنا محمد ادروب الذى ووري الثرى فى السابعه من صباح اليوم
لقد كان الفقيد والدا شفوقا للجميع عاش ملتزما بمبادئه التى كرس عمره من أجلها اذ كان معلما خرج اجيالا من الشباب والمريدين وقد تعددت وتنوعت ميادين اهتماماته ومجالات نشاطه
... كان فقيدنا العزيز من ابكار ورواد الفكر الجمهورى بشرق السودان ولقد عاش نموذجا للانسان عندما ترتقي به قناعاته الفكريه الى الرحاب الساميه للانسانيه جمعاء خلوقا كان ومهذبا عف اليد واللسان يتدفق العلم من جوانحه بلا تصنع ولا ادعاء وهو يوزع المعرفة والتنوير بصوته الهادئ وابتسامته الحانيه
اهتم الفقيد بتاريخ البجا واجتهد فى توثيقه عبر رحلة طويله واجه فيها ماواجه من صعوبات حتى اخرج كتابه المتميز الاول عن تاريخ البجا كما يسجل له التاريخ بانه اول من كتب قاموسا بجاويا عربيا وهو يحرث فى ارض بكر لم يسبقه اليها احد ولكنه اقتحمها بشجاعة الرواد وثبات المفكرين
كما ساهم قى التاريخ الاجتماعي بكتابه المهرب اضافة الى توثيقه لتاريخ مؤتمر البجا ولكن بحثه الاعظم الذى لم يكتبه كان حياته وسيرته العطره وقدرته الفذه كمربي ووالد علم وخرج الى المجتمع ابناءه وتلاميذه الذين سارو بين الناس على منهجه وعاشو بيننا نماذج مشرفة ومحبوبه
ولقد توج راحلنا العزيز حياته الفكريه ببحثه الرائد لرسالة الدكتوراه الذى كتبه وهو فوق السبعين بنشاط الشباب وهمة اصحاب الرسالات وكنا نعد أنفسنا للاحتفاء به لولا المنية التى عاجلته رحمه الله
وسيظل مشروع مركزه الثقافي ينتظر تلاميذه وعارفي فضله لكي يواصل رسالة التنوير التى كرس راحلنا حياته من اجلها
التعاذي القلبيه الحاره الى والدتنا زوجته المبروره واولاده وبنته وعموم اسرته وال مختار وتعذية خالصه الى احمد وابراهيم ومحمود وسعبد وعبداللطيف واخوانهم وبني عمومتهم والى الاصدقاء وابل ومحمد فتحي اورفلي واخوانهم ومحمد احمد مختار (شيخو)واخوته وابناء المرحوم محمد مختار وكل الاسره الكريمه فردا فردا والتعاذي موصوله لشعب البجا فى فقده الجلل والى عموم الشعب السوداني ورفاق ورفيقات الراحل من الجمهوريين وكل تلاميذه وعارفي فضله
اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد واجعل قبره روضة من رياض الجنه واغفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر وارفعه فى جنان الخلد مع الصديقين والشهداء
___الا فليجل الخطب وليفدح الامر___فليس لعين لم يفض ماؤها عذر____
وانا لله وانا اليه راجعون وسيقام الماتم بمنزله بحي العظمه جوار الاستاد

عن حريات
عبد الله موسى
s

Post: #91
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Sabri Elshareef
Date: 07-24-2020, 06:23 AM
Parent: #90

سلامات عبد الله
رسلت لك رسالتين داخليات
اظنك ما بتفتح رسايلك
راح مني الباص وورد حق الصالون احمله 20 سنة
عمر وصيت ليه ياسر وعبده الحاج
وبرضو انت الان بخش في القديم عادي
الجديد ربما الباص وورد ضاع

Post: #92
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-08-2020, 07:36 AM
Parent: #91

د. أزهري عبدالعليم كمبال

كتب زميله في جامعة دنقلا، الأخ الجمهوري د. كمال بشير مساعد

تعرفت علي الأخ د. ازهري بجامعة دنقلا ١٩٩٥..وكان هو وقتها أمينا للشؤون العلمية..لانو ما كان في زول عندو دكتوراة غيره بالجامعة..وبعد أيام قليلة من تعييني عرف أنني جمهوري..كان يسكن لوحده لأن زوجته سلوى محجوب كانت بأتبرافي وضوع. .كنت أسكن ميز الأساتذةـ فطلب مني أن أكون بمعيته في منزله فوافقت، وكانت لدي كمية من أشرطة محاضرات الأستاذ محمود محمد طه..وكان د. أزهري عندو مسجل..فكان يسمع ولا يمل حتي أنني كنت اتعب من السهر وهو لا يتعب ولا يأتي النوم الي اجفانه وهو يستمع للاستاذ..وعند الصباح كانت حياته كلها هياما بالاستاذ يتكلم مع الكل وكان لا يابه بمعارضتهم..هذا السمت من الهيام بالفكرة وبالاستاذ لم يفارقه طيلة علاقتي به..وقد كان كأنما نادما لدراسته بروسيا لأنها حالت بينه وبين نيته الذهاب للقاء الاستاذ بأم درمان..احبني بصورة زايدة لانه يعتبرني رددته عن غربته عن الفكرة في فترة معايشتنا بدنقلا..فكانت كل ساعاتنا وايامنا ذكر للاستاذ واستماع لمحاضراته..ولهذا السبب لم يكن هنالك حواجز أي كانت بيننا..عرفته رجل بقلب طفل منحة من الله..وعقل راشد.. لذلك كان يكلمني في أي وقت ولاي زمن وما كان ليتكلم الا عن الاستاذ والفكرة وكيف تنتصر..كان جرس التلفون يرن عند منتصف الليل فاطفالي يقولون لي هذا د ازهري قبل أن يمشوا يجيبوا التلفون..وانا بكون عارف انو بكون غلبوا النوم لكثرة همه بالفكرة..وفعلا يكون ذلك..واجتهد لاجيبه واطيب خاطرو..تصوروا أن هذا يكاد يكون مشهد يومي!!..أطفالي اليوم حزاني والدموع لم تفارق جفونهم ..كانوا يتهللون عندما يكون التلفون من ازهري..دا عمو ازهري..

كان كما قلت لا يمل من قراءة كتب الفكرة..يقرأ الكتاب مرات ومرات..وكان داير تديهو حاجة احب اليه اديهو كتابة من الاستاذ ما مرت عيهو.. ازهري فعلا انسان برئ كأنما قلبه كله يجري علي لسانه..كريما ببراءة..كل شئ عنده ببراءة..ليس للحقد والطمع ومزام الصفات اليها من سبيل لازهري..حتي المرض الذي نال من جسده لسنوات قبل أن يصل لمرحلة الفشل الكلوي ..لم يجد منه غير الرضا وسؤال العافية باللطف المحمدي..يتانس معك بالتلفون وهو داخل علي غرفة عملية زراعة الكلي..كان نصيب بنته الكبري إكرام الله اياها بالتبرع بالكلية لوالدها..وفعلا اكرمها الله كرما حسيا وهي خريجة مختبرات فتزوجت وجاها كرم كتير زادها الله كل حين..


الأخ د.أزهري كيف يكون نعيك وأنت مثال ونموذج الخلق الرفيع الهائم بالفكرة الجمهورية كيف ننعاك وأنت الأخ المحب لأخوانك عزاؤنا أنت اليوم في رحاب أب أرحم ولكنك أخي ازهري ثلمت لنا ثلمة عشمنا في ربنا الرحيم أن ترتق التعازي لأسرتك المكلومة وآل كمبال والأسرة الجمهورية جميعها...

Post: #93
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-11-2020, 07:32 PM
Parent: #92

( و جاء يوم شكره )
حفيد الرجل الصالح الهميم و السيد جعفر الصادق حفيد الامام الحسين " بابا علي " .
الذى روِّع أبناء و بنات السودان في دالاس فورت ورث تكساس فقده اليوم .


نور بيتنا وشارع بيتنا
يوم ما جيتنا ..
يا الهليت فرحت قلوبنا ..
يا الطريتنا الليلة وجيتنا..
نور بيتنا وشارع بيتنا..
كنا فرشنا السكة ورود
لو كلمتنا كان بالجية..
خطوة عزيز ويوم وعود
الخلاك تطرانا شوية..
كل البيت خليتو فرحة
فتحت عيون وقلوب منشرحة..
جيت وإكتملت بيك اللوحة..
أهلاً بيك..يا الهليت فرحت قلوبنا

ترنمنا بهذه الأغنية - السيدة مها زوجتي و ابني محمد و ملاك و أنا - يوم نور بيتنا ب [ بابا علي ] و لكي يصعد درج البيت كان يتوكأ علي نجله البار الأستاذ " لطفي علي لطفي " الأخ و صديق العزيز .

و عندما جلسنا في حضرته فكأنه في هيبته
 " ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻭ ﳐﱪﺍ و جوهرا " أنه صاحب البيت بحق و نحن عنده الضيوف ، و كأنما كان ألقيتوري قد عنانا عندما قال :

في حضرة من أهوى

عبثت بي الأشواق

حدقت بلا وجه

و رقصت بلا ساق

و زحمت براياتي

و طبولي في الآفاق

عشقي يفنى عشقي

و فنائي استغراق

مملوكك…. لكنـي

سلطان العشاق .

و قال لنا : ماذا سميتم المولود الجديد ؟ فقلت له : سميناه "جعفر " فابتسم ، فطفقت أقول له : عندما كنت في إجراءات عقد قراننا السيدة أمه و أنا - يا بابا - قد قلت لمولانا الحبيب البروف " يوسف حسن " أستاذ علم الإجتماع بمكتبه بالجامعة : فإذا وفقني الله و تم الزواج و رزقني الله مولودا ذكر سأسميه "جعفر الصادق " علي جدي لامي . و لكن ؛ فقال لي مولانا : و ما لكن ؟ قلت له لدينا مشكلتين ، قال لي : ما هما ؟ قلت له : الأولى قريبة منا حسيا بعيدة عنا معنويا :

و هي عندما أسمي ابني ( جعفر ) قد تنصرف ازهان العوام من أهل السودان لجعفر نميري ' الطاغية ، المستبد ، السفاح ، و قد لاقيت عشيرتي الأقربين منه ألوانا من البطش و التنكيل .

و الثانية : بعيدة منا حسيا قريبة منا معنويا ،

و هي عندما أسميه كذلك ( جعفر الصادق ) قد تنصرف ازهان الكثير من جماعات ' أهل السنة ' لتصنيفات " شيعة ، سنة ، روافض ، و نواصب " و هلم جرا .

فقال لي مولانا " يوسف " : فهل يمكن لنا أن نترك الصلاة لتجار الدين ؟ قلت له : لا يا مولانا ، فقال لي : فهذه كذلك .

و كان " بابا علي " يسمع لي فصمت و اهتمام شديد ؛ ثم بدأ يحدثني عن علاقته الشخصية بحعفر الصادق الإمام ، فقال لي : ان السادات الصادقاب الذين هم أهله و عشيرته ، من ذرية الإمام الحسين ، و قال : إن الشيخ محمد عبد الصادق الهميم مؤسس البيت والطريقة بن الشيخ عبد الصادق تور الفِجَّة، بن الشيخ عبد الرضي بن حسن ماشر، بن عبد النبي، بن ركاب، ابن الشيخ أحمد غلام الله (جد الركابية) بن عائد، بن أحمد المقبول بن عمر الزيلعي، ابن محمد ابن محمود، ابن محمد بن هاشم بن سراج بن محمد بن علي بن أبو القاسم، ابن محمد التقي، بن محمد النقي، بن زامل بن موسى بن اسماعيل، بن موسى الكاظم، بن جعفرالصادق، بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي كرّم الله وجهه .

ثم حدثني حديثا روحيا عميقا جدا ( سارويه عنه مفصلا في مقام آخر إن شاء الله ) و كان يدور عن جدنا الشيخ " أحمد البدوي " الملقب بالمندور وهو مؤسس مسيد السوكي الصادقاب ، و قال لي : إن هذا السيد هو الذي قتل هكس في واقعة شيكان وحمل أسلابه للمهدي بعد تحرير الخرطوم .[ و العجب في الأمر إن الشيخ كان في السوكي و قد شارك في معركة شيكان بأرض كردفان ] !! .

و قديما قال الشيخ الرئيس ابن سينا و هو يجالس " الجنيد الصوفي " فعندما سأل كيف تتفاهمان قال : ما يدركه افهمه و ما افهمه يدركه .

و قبل الختام .

لا بد أن أشير - و ل( المصداقية العلمية ) - إن عبارة ( و جاء يوم شكره ) التي صدرت بها هذه " البكائية " قال بها الأستاذ " كمال الجزولي " المحامي و الكاتب الكبير في ' سودانيز أون لاين ' مصدرا بها رثاءه للبروفسور " عبدالله الطيب " رحمه الله و طيب ثراه ؛ و لا يخالجني ادني شك أنه استوحى معنى هذه العبارة من قول اهلنا : ( الله ما جاب يوم شكرك ) ؛ و قال أستاذنا " كمال " في ذاك الرثاء : " وكان أوَّل عهدى بالتجرؤ على الاقتراب منه حين حملت إليه بمكتبه بالجامعة ، متهيِّباً ومتردداً ، بعض شعر كنت اصطنعته ، وأنا ، بعد ، متأدب شاب ، أواخر ستينات القرن الماضى ، فهدَّأ روعى ، وأسكن بلبالى ، وقال لى قولاً حانياً طيباً لا زلت أحفظ منه أن علىَّ ألا أخاف من اللغة ، وأن أجعلها تتبعنى ولا أتبعها، فذاك ، على حدِّ تعبيره ، نهج شعراء العربية العظام.
واستطراداً فقد أسدى لى الفيتورى ، بعد عشرين عاماً ، ذات النصيحة ، وبذات العبارة تقريباً ، وزاد بأن ذكرنى باستعلاء أبى الطيب على نقاده فى بلاط سيف الدولة عندما أنشد: "إن كان بعض الناس سيفاً لدولة / ففى الناس بوقات لها وطبول" ، فحاولوا القبض عليه متلبساً بالخطأ المشهود فى جمع "بوق" على "بوقات" وليس على "أبواق" ، ولكنه أجابهم بصلف: "وإذن فسيروا من يومكم هذا فى الناس وقولوا إنها تجمع على بوقات لأن أبا الطيب جمعها هكذا"! " .

ختاما ، لا يسعني إلا أن أقول :

إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا " بابا علي " لمحزونون اللهم ارضى عنه واغفر له وارحمه واجعله مع الانبياء و المرسلين و شهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا في جنات الخلد و النعيم يا رحم الراحمين ، و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، و الزم اللهم الأسرة الكريمة و الاهل و المعارف و الأصدقاء الصبر و السلوان .

و حقا : " إن من نحبهم لا يموتون يوم نواري اجسامهم الثرى ، انما يموتون حقا يوم ننساهم ، فإذا لم ننساهم فهم احياء في نفوسنا و مخيلتنا تتراءى لنا صورهم و نتسمع اصواتهم و نحس وقع أنفاسهم علي وجوهنا " كما قد قيل في الأدب الغربي الرفيع ، فإن عمي بدر الدين هباني ، و عمي صلاح لطفي ، و عمي صلاح عامر ، و بابا علي ، كانوا رجال لم يغير لا الزمان و لا المكان اصالتهم ، فقد ملأوا بكاريزما ابوتهم نفوسنا و عقولنا و أرواحنا ، فرحمهم الله اجمعين .

و آخر دعوانا نقول : بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .


الصادق البشير .

Post: #94
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-28-2020, 08:59 AM
Parent: #93

كتب الأبن محمد معتصم عبدالله محمود
قبل فترة بقلب في المكتبة بتاعتنا لقيت مذكرة بخط اليد كاتبها أبوي لمدير جامعة الخرطوم مأمون حميدة سنة 1992، معترض فيها علي تعريب الجامعة، والتعليم الخاص، واستباحة العسكر للجامعة. المذكرة كانت مروسة بالآية الكريمة "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون". في نفس الحراك دا تم فصل الوالد من الجامعة للصالح العام، مع عدد من الأساتذة، بعدما قدموا مذكرة مشهورة بي نفس المطالب الفوق. الوالد بعداك جاتو عروض كتيرة من جامعات خارج السودان، وكلها رفضها بحجة إنو ما داير يطلع برا السودان، وكان طوالي بقول إنه ماحيطلع برا السودان لأنه بيشوف إنه واجبه يقعد يغير من جوا السودان وبيشوف زي ما قال الأستاذ محمود إنه"حب الوطن من حب الله".

تتويج القصة دي شفته الليلة، اللهو يوم تاريخي بالنسبة لينا كأسرة. الليلة زارتنا بمنزلنا مديرة جامعة الخرطوم بروف. فدوى عبدالرحمن علي طه، ونائبها بروف. كمال الدين الطيب، ود. علي سيوري عميد كلية الهندسة، وبروف. الأمين حمودة، رداً لاعتبار الوالد، وتقديراً لموقفه من التخريب الطال التعليم العالي، وجامعة الخرطوم تحديداً، على يد نظام الإنقاذ.

#الجامعة_حرة_والعسكر_يطلع_برة
#الثورة_مستمرة
بقلم محمد المعتصم من الفيس

Post: #95
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-28-2020, 09:05 AM
Parent: #94

د. معتصم عبدالله محمود من أبناء شمبات
سبق وأن تمّ فتح بوست عنه في سودانيزأونلاين بعنوان حكاية من وادي عبقر


Post: #96
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-16-2020, 07:59 AM
Parent: #95

الجمهوريين
لست ادري كيف أبدا حديثي عن الجمهوريين ؟
الحق يقال لم اكن اعرف شيئآ عن الجمهوريين غير ان لديهم افكار غريبة مخالفة للسنة المحمدية ومخالفة للشريعة الاسلامية التي بالفطره ومنذ الميلاد اعتنقنا ها وعليه لاجدال فيها وكل مخالف لها مخالف لنا ..ولكن الحق يقال وجدت في الجمهورييين كل الصفات الاسلامية كل المعاني الجميلة كل النواحي الانسانيه نفوسهم نقيه ..ايمانهم راسخ ..قيم ومبادئ ..سمو فكري ..صفاء السريره..كل تلك الصفات الجميلة وجدتها فيهم وكان الفضل للاخ لطفي الذي مثال يحتذي به في الانسانية والمعاملة الراقيه والشفافية ..بالطبع لا احب ان امدح الاخ لطفي فهو غني عن المدح وعن التعريف والمعرف لا يعرف وحديثي عن الجمهورييين هو دعوه للتحلي باخلاقهم ليس بالضروره ان تكون جمهوري ولكن كن مثلهم في جمال ارواحهم انا حقآ معجبة بهم حد الثمالة وربنا يحفظهم ويحفظنا ويحفظ القروب الرائع الجميل ..الهام

Post: #97
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-17-2020, 07:54 PM
Parent: #96

"أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
عن الحسن عن أبي الحسن عن جد الحسن أن "أحسن الحسن الخلق الحسن"
أقربكم مني منازلا أحاسنكم أخلاقا
---
رحل عند دنيانا قبل حوالي ستة أسابيع الوالد المربي علي لطفي عبدالله وله قبة تزار بتكساس
كتب عنه الكثيرون وقد برزت هذه الأيام على الفيسبوك ونقلت للواتس اب كتابة لتلميذه في الكوة المتوسطة محمد الحسن محمد الحسن محمد الحسن
قبل أن أضع المقال هنا لا بد أن أنوّه الى أنه وارد عندنا أن الموت في المنام هو حياة كاملة

في الحديث النبوي الشريف (من سرّه أن ينظر الى ميت يمشي بيت الناس فلينظر الى أبي بكر)
وقال عوض الكريم موسى عبداللطيف (من يمت قبل أن يموتا فهو حي ولن يموتا)

===

رؤية استاذ على لطفى المنامية قاصمة ظهر للفكرة الجمهورية
هذه الرؤية اقصصها عليكم كما حصلت من غير زيادة او نقصان حتى تكن بمثابة هداية للشابات والشبان الذين أعجبتهم الفكرة الجمهورية هذه الايام وصاروا دعاة الرسالة الثانية من الاسلام كما كانت هداية لنا فى ذلك الزمان وكيف أزيد عليها ؟ او أنقص منها ؟ فهى كانت مشهودة و اذ ان الذى رآها ما زال حيّا يرزق اطال الله فى عمره وان الذين قصصها عليهم كانوا خمسين طالبا بالمرحلة المتوسطة مازالوا على قيد الحياة ايضا منهم الطبيب والأديب والمهندس والقاضى والمحامي و المزارع والأستاذ ورجال الاعمال وغيرهم حفظهم الله ورعاهم وبارك فى دينهم ودنياهم ورحم الله موتاهم وكانوا فى حيرة فى الفكرة الجمهورية لان أستاذهم على لطفى كان معلما مؤثرا و متواضعا مع تلاميذه وكريما معهم يدعوهم للغذاء فى بيته احيانا ويباسطهم و يجالسهم ويلاعبهم كانه واحد منهم مع الاحتفاظ بحزمه وحسمه كمدير مدرسة عريقة فريد من نوعه ولطيفا فى معاملاته وحركاته وداعيا للفكرة الجمهورية بلسان حاله ومقاله و ما كنّا نعرف الاستاذ محمود محمد طه الا من خلاله ومن خلال كتبه و من قصصه النادرة التى كان يحكيها لنا عنه فى بيته او فى الحصة حتى اننا الان نحفظ كل ما قيل و ما كتب عن الفكرة الجمهورية لانه كان مرشدا لفصلنا ويدرسنا اللغة الانجليزية والتربية الاسلامية معا فى الصف الثانى من المرحلة المتوسطة بالكوة الغربية من عام ١٩٧٥ وحتى انه غير مجموعة فنانين من زملاءنا الى منشدين وسماهم بلابل المصطفى كانت تمدح النبى صلى الله عليه وسلم وقدم لنا الاستاذ محمود كمنقذ للعالم ومخلص للبشرية من هذا التيه والظلام الحالك وانه بطل الفلم الذى لا يموت حتى تنتصر دعوته فى جميع أنحاء العالم و كان يدعونا لزيارة الاستاذ محمود فى الثورة بامدرمان او زيارة كبار الجمهوريين متى ما زاروه ببيته بمدينة الكوة لنسمع منهم الفكرة الجمهورية او نستمتع بمشاهدة الاستاذ محمود محمد طه
كنّا نسكن فى الداخلية وعند الإجازة نذهب الى اهلنا فى قرى جزيرة ام جر و قبوجة وأبو رويشد والفردوس ريفى الجاموسى وهلم جرا ونخبرهم بالدعوة الاسلامية الجديدة و داعيها الاستاذ محمود محمد طه ونقرأ عليهم بعض كتبه و منشوراته فنجد رفضا شديدا و صدودا منهم و يخبرونا ان هذا الرجل لا يصلى !!وانه مرتد !!! وعلينا اجتنابه والابتعاد عنه والاهتمام بدروسنا وترك الإلحاد والملحدين واذكر ان عمى حاج محمود عليه رحمة الله مرة نهرنى نهرة اهتزت لها فرائص جسمى عندما كان فى مجموعة من الناس و كنت اقرأ عليهم طريق محمد للاستاذ محمودمحمد طه لأسمع رأيهم وحاول ان يضربنى بعصاته لولا ان مسكه الناس منى وأوقفونى عن القراءة فهو رجل صعب ولا يخشى فى الحق لومة لائم وبمناسبة عصاته هذه ضرب بها مرة باشمفتش مكتب ٧٩ قبوجة لانه اخطا فى حقه وسجن فيها. ستة اشهر على ما اذكر ووقف ناس المجلس كلهم الى جانب عمى و اخرجت انا من المجلس فى موقف لا احسد عليه لان الاستاذ فى كتابه هذا يقول ان الطرق والملل قد اغلقت وانه لا يصلى صلاة التقليد هذه وانه يصلى صلاة الاصالة وانه لا يصلى على اسم محمد عندما يكتبه فى كتابه هذا .
وبعد الإجازة و حضورنا للمدرسة كنّا ننقل لمدير المدرسة ما حصل لنا بعفوية وبراءة شديدة وكان يرد علينا بان الاستاذ محمود يصلى وهذه افتراءات عليه وها انا اصلى أمامكم الصلوات الخمسة والجمعة وصلاة الليل وان هؤلاء لا يعرفونه ولا يقرأون له وأنهم مشوش عليهم من الأزهريين و رجال الدين و يواصل ان ما حصل لكم حصل لاصحاب النبى عليه الصلاة والسلام من اذى وضرب وحصار وموت وأنتم اخوان النبى صلى الله عليه وسلم والاخوان أفضل من الاصحاب .فازددنا حبا فى الدعوة الجمهورية الجديدة وقراءة كتبها والاستماع الى أشرطتها و من يومها صرنا بين مؤيد و معترض و معجب و محايد اختلفت آراءنا ولكن لم نختلف فى استاذنا على لطفى ابدا فهو مازال مديرنا الفاضل وأستاذنا المربى الذى لم نرى مثله وكيف لا ؟ وهو سليل شيخ لطفى الجليل عليه الرحمة مؤسس مدارس لطفى العريقة برفاعة و ترعرع ونشأ على يد الاستاذ محمود محمد طه منذ الصغر لانه متزوج اخته المرحومة آمنة لطفى فلم نختلف او نعترض عليه الا بعد ان رأى استاذنا على لطفى هذه الرؤية العجيبة والتى طال انتظاركم لسماعها والتى هى بمثابة وحى نزل علينا من السماء وخلاص من جدال طويل وهى انه فى احدى ايّام عام ١٩٧٥ دخل علينا استاذنا على لطفى فى الصف الثانى ليدرسنا لغة انجليزية حيّا نشطا مبتسما كعادته وكان الدرس من ال Reader و اول وآخر كلمة نطقها فى الحصة كانت Dream فقال معناها بالعربى حلم او رؤية منامية و استرسل قائلا بالمناسبة البارحة انا رايت رؤية وهى :- كأنى ميت وكأن عمر ابراهيم و احمد موسى و الصادق وابنى لطفى يحملون السرير اى النعش على اعناقهم و كان احمد ترتور وأحمد بركات وَعَبَد المولى حامدالخيار وأبو كلام و على الطيب من بعيد يضحكون واخرين فى النص لا اذكر أسمائهم لا مع هؤلاء ولاهولاء و ارى قبل ان يدفنونى فى القبر صحوت من النوم .فمن منكم يفسر هذه الرؤية ؟ وكنت انا وآخى عبد المنعم الحسن وهو معى فى الفصل نحفظا تفسير هذه الرؤية على ظهر قلب. من كتاب تفسير الأحلام الصغير لابن سيرين
وكان اخى عبد المنعم خائفا يرتجف كما قال لى ويدعو الله ان لا يقوم محمد الحسن و يفسرها لان. تفسيرها فيه نقد للمدير و نقص لدينه كما يعتقد وقد يفصلنا من الداخلية والمدرسة وهذه خسارة كبيرة لنا ولاسرتنا
وانا ايضا لم اتجرأ من عند نفسى لاقول تفسيرها كما لم يتجرأ احد من الطلاب على ذلك ولكن المدير نفسه طلب منى امام الطلاب الخمسين لافسر الرؤية فقمت وقلت كالاتى
قيل :ان الموت فى النوم. فساد فى الدين وعلو شرف فى الدنيا فمن رأى انه قد مات وحمل على الاعناق ودفن لم يُرجأ لدينه صلاح بل تستحوذ عليه الدنيا ويكون اتباعه بقدر من تبع جنازته ولكن على اية حال يقهر الرجال ويركب اعناقهم.
قلت هذا التفسير كما تقرأونه الآن كما هو و الطلاب كانما على رؤوسهم الطير. !!
كان استاذى ثابتا كالجبل الأشم ورابط الجأش وسألني من اين هذا التفسير من رأسك ؟فرديت عليه لا من كتاب ابن سيرين فقال لى انا أسالك عن تفسيرك انت ؟ تقل لى ابن سيرييييييين وكرر الياء ساخرا منى فقلت له مدافعا عن نفسى يا استاذ انت الذى سالتنى وانا لم اقل ولا كلمة من راسى انما كله من ابن سيرين !!!!!!!
فقال لى انا أسالك عن رايك انت ؟ وتقل لى ابن سيرين !!!!! الذى كان يركب الحمير و الجمال والنياق وانت فى القرن العشرين فى عهد الطائرة والصاروخ وأخذ يفسر الرؤية برأيه وعلى طريقته الجمهورية ويقول بانه قد مات فى النوم كانه مات فى الدين كما قال النبى من سره ان ينظر الى ميت يمشى بين الناس فلينظر الى ابى بكر واطنب فى التفسير واطال الى ان أنتهت الحصة لكى يثبت ان الفكرة الجمهورية غير فاسدة ولكى يمحو تفسير ابن سرين هذا من الاذهان ولكن هيهات قد. سارت به الركبان وصار على كل لسان وسرى فى القرى والحضر كسريان النار فى الهشيم ولكن الرؤية كالطائر متى ما قصت وقعت و يبقى تفسيرها الاول وحفظ الطلاب تفسير ابن سرين على ظهر قلب لتلك الرؤية النادرة وصارت كوحى لهم و دليل وصدق النبى صلى الله عليه وسلم حين قال الرؤية الصالحة ستة واربعين جزء من النبوة وقال صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدى انما بعدى المبشرات قيل وما المبشرات يا رسول الله قال الرؤية الصالحة يراها الرجل او ترى له او يحدث بها نفسه فيراها فى المنام .
ومن يومها انقسم الطلاب و اختلفوا فى الفكرة الجمهورية و صرنا لا نقرأها الا للبحث والتنقيب والنقد بعد ان كنّا صغارا و عقولنا كاوراق بيضاء يكتب عليها الاستاذ ما شاء من علوم و رسوم وفى زماننا ذاك الاستاذ كملاك يجب تقديسه واحترامه وعدم مناقشته وطلب منى احضار كتاب التفسير وأحضرته له ووجد ما قلته كما هو من غير زيادة حرف او حذفه .
ان هذه الرؤية قد رآها احد كبار الجمهوريين على الإطلاق ولم يراها عدوا لهم او مختلفا معهم حتى يحاولوا ان يردوها او يهاجموها او ينقدوها كما نقدوا الشيخ الشعراوى ودكتور مصطفى محمود ودكتور عون الشريف قاسم والأستاذ عبد الجبار المبارك عليهم الرحمة اجمعين ونقدوا الأزهر ورابطة العالم الاسلامى وأغلقوا جميع أبواب الطرق الصوفية الا باب محمد عن طريق فهم الاستاذ محمود محمد طه
ما الحكمة وراء هذه الرؤية ايها القرّاء الكرام الحكمة هى ان الرؤية حق وان الذى كان يركب الجمال على حق وان تفسيره على حق وان يراها واحد من كبار الجمهوريين وان احد طلابه يحفظ تفسيرها كاملا كما ورد
فى الكتاب لتنقذ خمسين طالبا من الوقوع فى الفكرة الجمهورية على حق ايضا وقد تنقذ الذى رآها لانه ما زال حيّا بامريكا و ارجو الله ان يصله هذا المقال فيحدث فى نفسه اثرا لان ابن سيرين قال يُرجأ من دينه صلاح اذ هو لم يرى نفسه قد دفن فى القبر وبما. ان الاستاذ محمود قد شنق و مات ورآه بنفسه و كان يدرسنا فى الفصل ان الاستاذ محمود لا يموت إطلاقا حتى تنتصر دعوته فى جميع بقاع الارض فحياته بعده قد تعطيه رجوعا الى الدين الحق ايضا و الفهم الصحيح للإسلام و بها قد يهتدى الكثير ان شاء الله اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت جزاك الله استاذى على لطفى خيرا فقد ذكرت الرؤية امام الفصل كله فها نحن نذكرهم بها ونذكره بها فنرجو ان تذكروا بها الآخرين من خلال ارسالها لهم والدين النصيحة (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين )
بقلم / محمد الحسن محمد الحسن محمد الحسن

Post: #98
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-27-2020, 10:01 PM
Parent: #97

🔵
كتب عبدالرحمن الأمين
يغمط كثيرون الصديق الدكتور النور حمد علي شجاعته في إبتدار النزال الفكري بجرأة لامثيل لها .
غض النظر عن رأينا فيما يعرض من موضوعات ويقدم من طروحات نقدية ، لن ينكر مُنصف توفر الرجل علي قلم مستنير مكتنز بأدوات تعبيرية ديجتال تبتز مايتسلح به التقليديون من مفروشات برندات السوق .
إذن ، لاغرو إن جاء محصوله الفكري متميزا في النسج والنوع . فأدواته التي يحشدها تسندها مناهج بحثية وأوعية علمية راسخة .
إستطرادا ، يجئ طرح د. النور متسقا مع شخصيته : مثقفا حرا وطليقا من أي مُكبلات وقيود حزبية او فكرية . فليس بمستغرب ألاّ يسيغ صراحته المستفزة ومباشرته المؤلمة من يضيق بهم الماعون ، فالالتزام العقائدي وصمدية المحفوظات يناقضان قوانين الحركة والخيال . يتعين علينا أن نحيي قدرات النور حمد الاستثنائية في تمزيق أكفان القداسة الفكرية ، المُتَوّهْم منها ومابطن ، وغاراته الجسورة علي القباب المنصوبة في فضاء حياتنا السياسية والفكرية وولوجه مزاراتها ونبشه لمراقدها وكشفه ان مومياء الفكي ليست سوي أضغاث في أكفان ، والضغث لغة هو ما تظفر به من قبضة الحشيش فيمتزج الطويل بالقصير، الطّري باليابس والرطب بالقاسي ، وما يصلحُ للأكل وما لا يصلح.وما اكثر هذا النوع الاخير !
عبدالرحمن الامين
واشنطن

Post: #99
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 10-04-2020, 09:31 PM
Parent: #98

الأحباب الجمهوريين ومحبي الجمهوريين،
شكرا ليكم فردا فردا، إنقطعت بسبب المرض،
والپوست پوستكم، وياريت كل أصدقاء وأحباب الجمهوريين
يشاركوا، وخصوصا بعدما أضاع الكيزان أخلاق السودانيين،
ومرمطوا سمعتنا وأخلاقنا السمحة، وفي رأيي الشخصي، بان الجمهوريين
سيبعثون أخلاقنا السمحة من جديد.

Post: #100
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 12-12-2020, 02:00 PM
Parent: #99

.

Post: #101
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-25-2021, 07:46 AM
Parent: #100

الأستاذ معتصم محد الحسن محجوب


ذكرياتي (٣٠)
١٩٧٣/١١/٦.
تاريخ فارق في حياتي وهو اليوم الذي وطات فيه قدمي أرض قرية ودالحوري بعد أن تم تعييني معلما هناك وقد كنت مزهوا ومنتشيا ايما انتشاء بهذه المهنة مهنة التدريس إذ ربما تكون الجينات الوراثية لها تأثير في ذلك حيث أنني من أسرة بها الكثير من المعلمين.
وصلت ودالحوري اذا قادما من القضارف بقطار المحلي الذي كان يسافر بين القضارف وسنار ومعي الأخ والزميل عزالدين الأمين خلف الله من كسلا السواقي الجنوبية وقد تم تعيينه في مدرسة البنات وشخصي الضعيف في مدرسة البنين وجدنا هناك كوكبة من المعلمين الاكفاء وعلى رأسهم أحد أعظم وأنبل واكفا من قابلت بعد ذلك على الإطلاق الأستاذ معتصم محمد الحسن محجوب مدير المدرسة من أهالي رفاعة والذي استقبلنا واحسن استقبالنا والذي سرعان ماتوثقت علاقتي به واستمرت حتى اليوم و الحقيقة الأستاذ معتصم يحتاج ان يفرد له وحده سفر كامل .أيضا كان هناك من افذاذ المعلمين الأستاذ تميم عبدالعزيز ابو النجا..الأستاذ محمد سليمان ابو الحسن طيب الله ثراه..الأستاذ ادريس الحاج الأستاذ ادم احمد علي
الأستاذ شمعون يس الاستاذ منصور عوض الكريم ابو ضلع.
سرعان ماالفت ودالحوري واندمجت في مجتمعها وجذبتني القرية بوداعتها وطيبة معشر اهلها وانا ابن القرية والريف وربما كان تقارب اسم قريتي في الشمالية(كوري)مع اسم(الحوري) له تأثير نفسي كبير في حبي لهذه القرية والتي لم انسها ولم تبارح ذكرياتي بها مخيلتي حتى الآن والتي كنت اظن أنني سامكث بها ربما عام أو عامين وأنقل الى مكان آخر فإذا بي امكث بها ٦سنوات وبعد ان تم نقلي من الحوري عام ٨١م لودكولي لم يطب لي التدريس بعيدا عن تلاميذي وتلميذاتي بالحوري فمكثت شهرا فقط بودكولي وقدمت استقالتي من التعليم نهائيا.
نواصل ان شاء الله.
إبراهيم ابوكروق

Post: #102
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-26-2021, 12:22 PM
Parent: #101


كتب عبدالله عبدالباقي، جامعة الخرطوم في صفحته على الفيسبوك


بينما كنت اقلب ناظري في كلية الآداب جامعة الخرطوم رأيت نجمآ قادمآ في شارع موسكو وانا الذي كنت ارتشف القهوى دهشني هذا المنظر المريب العجيب إذ بي عبدالله الفكي البشير قادمآ من اتجاه مكتبة التاريخ التي لديه بها زكريات جميله فأحببت أن اقابله لأن له في قلبي حبآ كبيرا فهممت إليه فواجهني ببسمته الخلابه ووجهه الصبوح الملهم فستأنست معه لدقائق معدودات فقال لي مقوله كانت كصراة مستقيم وقاعدة ينبقي أن يسير عليها مفكرينا وقادتنا ب(انه جاء لينفذ طلب صديقه مداخله في تدشين كتابه محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان إذ طالبته بأن يضع كتبه في مكتبات الجامعات ليعرف الناس أهمية إنتاجه الفكري ومدى أهمية فكر الأستاذ محمود فاذ بهذا المفكر الإنساني الذي يهتم بمطالب الجماهير ويعمل دائمآ لتمليكهم الحقيقه جاء بقدميه لينفذ هذا الطلب فوضع كتبه المهمه لكل سوداني وسودانيه وقادة البلاد الفاقدين البوصله في جامعة الخرطوم كلية الآداب وكلية العلوم السياسيه والمركز الثقافي الفرنسي هذا ما علمته وشهتّ عليه وغيرها كثر فلك مني أيها المعلم النبيل كل الود والتقدير والاحترام فكن طيبآ أينما حللت


Post: #187
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-29-2022, 05:59 AM
Parent: #102

كتب د. محمد محمد الأمين عبدالرازق

كلمة في حق الأخ حيدر خير الله

الأخ حيدر التزم الفكرة في النصف الأول من السبعينات عندما كان في الثانوي العام.. وكان مشاركا في حركة الجمهوريين في الدعوة في مختلف جوانبها.. وكان بارزا في كتابة صحيفة (الفكر) بجامعة القاهرة الفرع..
غادر السودان إلى مصر أواخر السبعينات وبعد وداعه للأستاذ علق الأستاذ قائلا:
(حيدر ممكن يوظف مهارته في الكتابة بالخارج ويعمل مراسلا صحفيا)
التقيت به بداية الألفية، لأول مرة، بصحيفة (الوفاق) ولم تكن بيننا معرفة، لكني نقلت له عبارات الأستاذ في حقه وكنت سامعها من الاخوان.. فرد مندهشا ومستبشرا:
(بالله الأستاذ قال كدا!؟ أول مرة أسمع هذا الكلام!!)
بعدها صرنا نلتقي على فترات، وأكثر ما يدهش في شخصيته البشاشة في الاستقبال والفرح الغامر الذي يظهر على وجهه عندما يلتقيك..
حكى لي كثيرا عن تجربته في السلوك على الطريق ومن تلك القصص:
الأولى :
في عام ١٩٧٤م عندما أطلقت الشرطة البنبان بكثافة على الأستاذ والجمهوريين بنادي الخريجين في مدني قال حيدر:
(كنت حاضرا بالخلف لكن عندما اندلع الغاز تحركت فورا نحو الأستاذ وجلست بالقرب منه، ولم أستنشق غاز قط رغم كثافته)
لاحظ الناس خرجت من النادي هروبا من الغاز فهو بدل يخرج دخل زيادة!!
حيدر شجاع وكان يكتب عموده منتقدا الإنقاذ بلا تردد ولا يخشى الأمن والمعتقلات وقاعات المحاكم!! هذا المنهج أكسبه محبة الناس بصورة كبيرة ولذلك كان جمع تشييعه من عامة الشعب فكأن كل مواطن شاعر بأن الفقد يعنيه هو بخاصة!!
الثانية:
اتفق مع صاحب جريدة الوفاق على كتابة مستمرة عن الفكرة والجمهوريين مقابل مبلغ مالي وعندما جمع محمد طه المبلغ رفض حيدر أن يستلمه!!
وأصر حيدر على الرفض لكن محمد طه أخذ المبلغ بإصرار وذهب به إلى منزل حيدر وسلمه زوجته!!
عندما التقينا سألته عن سر رفضه الاستحقاق المالي!!؟؟
فرد بأنه رأى الأستاذ في رؤيا وقال له: (أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير؟؟)
فقلت له تفسيرك دا ما صاح.. لأن القدر الضروري من المال لمعيشة أسرتك إنما هو دين وليس دنيا ولذلك هو خير وليس أدنى!!
صمت طويلا وارتاح وقال كلام مقبول ولم يعيد المبلغ!!
ما يلفت النظر في هذه القصة إصرار الطرفين كل واحد على إنصاف الآخر!!
الأخ حيدر يرى الأستاذ بكثرة وعندما لزم سرير مستشفى البقعة حكى لي رؤيا للأستاذ مكنته من ترك السجاير بمشهد روحي واااااضح وكان هاشا باشا لهذا المشهد!!
الأخ حيدر عندما تلتقيه ينقلك ببشاشته لانبساط حقيقي بلا تكلف..
كان بيننا تواصل للرد على المعارضين أول بأول، وكنت أرسل له الرد في المساء فينشره الصباح التالي، بصحيفة الجريدة..
حيدر كان سالكا ومحبا للأستاذ وفخورا بأنه جمهوري عاصر الأستاذ محمود...
وفي مرضه الأخير طلب من الراوي أن يبلغ الجمهوريين ويلفت نظرهم ليتوجهوا له..
الأستاذ قال مجرد الشجاعة ولاية ونحن شفنا شجاعته ولذلك نسأل الله أن ينفعنا بجاهه..
آمين

Post: #103
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-05-2021, 12:54 PM
Parent: #101

د. ناهد محمد الحسن
نقلا عن أجراس الحرية
===
وانا أجد هذا المقال فرصة للترحّم على روح المربّي الشهيد محمود محمد طه الذي أدّب تلامذته فأحسن تربيتهم..تعرّفت على الفكرة الجمهوريّة إبان دراستي الجامعيّة وزاملت بعض الإخوة الجمهوريين في الجامعة والحياة العامّة وقد ادهشتني تلك القدرة العالية لديهم في ضبط الحواس والتآلف النبيل مع النساء والذي تفيض حوله سكينة ما تنبؤك أنّك في كنف العفيف الأمين.. لدرجة أنّني بت أميّز الجمهوري دون سابق معرفة !وقد ذكرت هذا لأحد الزملاء ذات مرّة فعزى الأمر للازمة فى شكل الإخوة الجمهوريين ,إذ أنّهم يزيلون شاربهم, وقد أنكرت عليه هذا القول الشكلاني لأنني كنت واثقة أنّني اتعرف عليهم عادة ببصمة في السلوك تميزهم عن غيرهم ولا يمكن لأحد ان يخطئها. ورغم معرفتي بالكثيرين منهم إلا أنّنى لم أسألهم عن السبب وأجدها سانحة طيبة لإستدراجهم في هذا الباب للحديث عن منهج التربية الذي يتبعونه وقصّة الشارب الحليق ..وإن كنت أحسّ فيها رمزية عالية لإزالة القشور الذكوريّة السطحيّة عن جوهر إنسانهم ,حيث تصير القيم الأخلاقيّة شئ عميق تحصّله بمجاهدة النّفس, وليس الشكلانيّة الساذجة.وقد أزف الوقت لنعيد قراءة هذا النوع من قضايا الإستنارة التي أثبتت حضورها وجدارتها بتؤدة وتأني لا تصرعنا فيه الأنانيّة الدنيوية والمزايدات السياسيّة, فدون فخر قدّم السودان عصارة المجدّدين الإسلاميين في هذا العصر الذين رفدوا السّاحة الفكريّة بالجديد من الأفكار الثمينة وغير المسبوقة

Post: #104
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-05-2021, 01:10 PM
Parent: #103

الجمهوري د. أنس مصطفى طبيب صيدلي من أبناء كسلا ويقيم حاليا في كندا ...
أديب وقاص
هذه إضآءة على بعض أنتاجه
===
يوتيبيا البياض قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر السوداني أنس مصطفى*
محمد جميل أحمد
03 ديسمبر 2008

صدّر الشاعر السوداني (أنس مصطفى) هذه المجموعة بإضاءة شعرية صوفية:

(هلْ أنتَ غيرَ إشَارَةٍ لمعَتْ على طُرقِ الصَّحارَى..)

لم يكن ذلك بريئا تماما عن حيثية عنوانها ، المشكك ، والبالغ التنكير في دلالته المجازية ؛ فعنوان المجموعة لا يكاد يمسك من المعانى إلا ما كان أثيريا وشفافا ، ومتشظيا ً ، لكنه في نفس الوقت يشف عن سعي مرهق ٍ وراء قناع لا يكف عن البخل ببياضه ! ويكاد الوصول إليه يسرق عمر الحياة وعبورها . وهو وصول يطرد فيه الشاعر اليقينَ بما يمكن الحصول عليه ، فالأسئلة والأمنيات عن الحبيبة / الحقيقة / الوطن كلها يشف عنها ذلك القناع الغامض فينتج من خلال البحث عنها ، كتابة تحتفل بالهمس والتقطيع ، والكلام النفسي . وبلغة تهجر كلماتـُها قاموسها الطبيعي ، لتتذرر في مخيلة ترهنها باستمرار إلى مجاز خاص :

(سَتحتاجُ صَوْتاًَ عَصِيَّ الوُصُول
وَتَحْتَاجُ بَيْتَاً بَعِيدَ المَنَال..
وَتَشْرَبُ
وَحْدَكَ
شَايَ
الْمَسَاء..

َتَرْنُو لِمَقْدَمِ مَنْ لا يَجِيء..)

……………………………….

(أيُّ وُصُوْلٍ يُضِيءُ الطَّرِيق..؟

أيُّ بِلادٍ تَكُوْنُ البِلاَدُ
الَّتِيْ
نَشْتَهِيْهَا..؟)

…………….
(لَوْ تُصْبِحِينَ عَلَى خَيْر ٍفَقَطْ
لَقَطَعْنَا الدُّنْياَ بِسَفَرٍ أقَلَّ..
.
.
.)
ذلك أن الأسئلة والأمنيات هنا تنشد بياضا غامضا ؛ بياض الحقيقة العاطفية ـ إن جاز التعبير ـ فالعاطفية المركزة في تأويل الحقيقة العقلية الأولى الغامضة هنا لا تخلو من إشارات (محمودية) ـ نسبة إلى محمود محمد طه ـ في نسيجها ، بما تجسده من مفارقة : أن الأسئلة عن الحبيبة الأولى والكبرى منبعها عقلي وتأويلها عاطفي ، وبين هذين الحدين يزهر الشعر ويتسع لرموزها في صور أخرى .

(تَرَكَت فَانُوْسَ اللَّيْلِ مُضَاء..
قَدْ تُهْدِرُ هَذَا العُمْرَ صَبِيَّة..
لا
تَذْكُرُ
أَبَدَاً
كَيْفَ
أضَاء..)

ثمة علاقة إذن في ذلك البحث ، بين الحبيبة /الحقيقة البيضاء ، وبين التشظي حولها بوصفه حالة عجز لا يمكن الإقرار بها شعوريا (فالكف عنها يوازي الموت) . ولهذا ينهدر العمر دون الوصول إليها ، منحدرا من غياب إلى غياب ، لكن الشاعر ينتصر شعريا أمام ذلك العجز ، ففي الطريق إلى تلك المجازات الكبرى تتعرى الأشواق والأمنيات ، وتختبر حياتها الناقصة بجدوى الطريق الذي يغري ، ولا يوصل لأن :

(وكل وصول غياب جديد)

في المجموعة يتوازى الهمس مع المعاني ويمر التاريخ شفافا رغم الألم السياسي أحيانا فتأتي الإشارة إليه في كلمة غريبة غربة ظاهرية عن سياق الكتابة ، لكنها في غربتها تلك تصبح نظاما للمعاني الشعرية في القصيدة ، وبصورة يحيل فيها غياب تلك الكلمة ربما إلى انفراط المعاني تماما عن نظامها

(بِنَوَايَاكِ المَخْزُونَة
مُنْذُ الفَجِيعَة
/مُنْذُ يُوْنْيُو الْخَرَاب/

تُلَطِّخِينَ وَجْهِي
بِطُفُولَةٍ نَاعِمَة..)

فذكر (يونيو الخراب) في نص يضمر عنوانه همسا : (إنصات) لا يمكن أن يأتي إلا ناظما لتلك التداعيات ، ذلك أن الإشارة التاريخية هذه ربما كانت ضبطا متعينا للتشكيك الجميل والفسيح لأقنعة البياض في كتابة أنس ، فالاندماج الذي تصل به (غنائية التجريد) في نصوص المجموعة إلى احتمالات دقيقة الاختلاف في سموها : الحقيقة ـ الوطن ـ الحبيبة …. ألخ ، يشف عن توحد : (وحدة وجود) لمعان ٍ لا تتقابل أبدا ، ولا يعني عدم تقابلها ذاك أنها : وحدة كلية مصمتة ؛ بل يعني وحدة نسيجُها الحب والأمنيات التي تتوحد عبرها تلك الرموز .
في قصيدة : (صوتك والغياب) لايدل صوت الحبيبة على مصدرها الغائب ومن خلال التوهان بين سماع الصوت ، وعجز البصيرة يجسد التعبير عن الحسيات الحميمة تأويلا ا للمعاني ، فمفردات التعبير الحسي هي التي تفجر الطاقة الشعرية النابعة من تجليات الحقيقة المجردة عبر لبوسها الحسي ذاك، وسنجد أن الأمنيات المعلقة تضمر حنينا حارقا في التعبير

(لَوْ تَرْتَدِينِي الآنَ أقْمِصَةً يُبَلِّلُهَا الخَرِيف

لَعُدتُ
مَحْفُوفَاً
بِقَمْحكِ

أَيْنَمَا انْتَهَتِ الدُّرُوب..)

يشتق أنس مصطفي أسئلة الحنين من إحساس عابر بفقد حياة تسربت أو تتسرب باستمرار من معناها التاريخي الجميل ، ليعيد خلقها في (يوتيبيا البياض) التي تمنحه مكانا (خارج المكان) وزمانا خارج الزمان !

(كَأَنَّ المَكَانَ هُرُوْب
المَكَان..)
……………………….

(في زَمَانٍ آخَر..
نُسَمِّيهِ زَمَانَاً مَا..

غَااااارِقَاً
في
الْبَيَاض..)

فعبر استعادة اليوتيبيا يتحمل الشاعر ضغط التاريخ وإكراهاته ، لكن هذا العبور يتشح دائما بالوحدة والفقد والحزن . ثمة إحساس في شعره بمعنى الخسارة المركبة . وبالرغم من أن الشاعر يضمر خطابا متناسخا في استرجاع شعري مشكك ، إلا إن ذلك التناسخ ربما كان إشارة خفية لـ(وحدة وجود) شعرية تجعل من الأنا والآخر تعبيرا صافيا عن الإحساس الواحد بالحنين .

(….وَأَنَا

سَااااارِحٌ فِيكِ
عَمِيقَاً..
عَمِيقَاً كَلَوْعَة..
مَا بَيْنَنَا:
الحنَِين..
الأَشْيَاءُ المُدَّخَرَة..
وَالأمْسَيَاتُ الَخاسِرَة..

كَمْ أَخَّاذ
أَنْ تَكُونَ وَحِيدَاً..)

لا تكف النصوص عن تجديد الإحساس بالغياب ، فالغياب ثيمة مركزية فيها لكن الوصول إلى الغياب عادة يمر بخسارات تفضي إلى غياب جديد ، جدلية الحضور والغياب هنا تعلة تسرق العمر ، والحنين الحارق إلى الحبيبة المتوارية ، يمنح النفس العرفاني /الصوفي لغياب يشترط شهودا :

(أنَّهَا حَضَرَتْ،
فَغِبْتَ بِهَا..)

أحيانا يغيب الغياب كمعنى ، ويحضر من الخارج (الطبيعة) عبر مشاهد تفيض به (الليل ـ العتمات ـ الغامق ـ الخفاء) ـ تماما كالحنين ـ لكن الوظيفة الدلالية لمعنى الغياب تتجدد فيه عبر اقترانها الشرطي الجدلي :

(رُبَّمَا:
ضَؤٌ يُلَوِّحُ في انحِْسَارِك/
رُبَّمَا العَتَمَاتُ مُشْرِفَةٌ عَلَيك/)

ثمة كلام نفسي قائم بالذات : (حوار ذاتي / استرجاع) يكاد أن يكون تقنية الخطاب في الكثير من نصوص المجموعة ، وهو أسلوب يسمح بالكثير من الهمس ، ويتناسب مع وحدة جوانية حميمة للشاعر .
ذلك أن التشبيك الذي لا يفصم صورة الحنين الواحدة إزاء حالات التعبير عن : الحبيبة / الحقيقة / الوطن ، هو تأويل للذات حين تتصادى مع مفقوداتها وتصطدم بغيابها الحارق ، مما يجعل فائض الإحساس بالخسارة ،هو الوجه الآخر لذلك الحنين الواحد .
وسنجد قصيدة (نثار) التي هي مفتاح هذه المجموعة والكلمة الأولى في عنوانها ؛ هذه القصيدة توشك أن تكون نشيد الإنشاد في المجموعة فالتكثيف المعياري لمعناها يكاد ينتظم نسيج القصائد في المجموعة بصورة أو بأخرى . وتتضح دلالات المعاني في نسيج الحنين عبر حيثيات قوية ، وسياقات ربما أضمرت فوارق طفيفة بين المجازات الثلاثة : الحقيقة / الحبيبة / الوطن :(الأم) ، فالشاعر في هذه القصيدة التي يوحد رموزها المتماهية بأنوثة تتسع لتأويله ؛ تلك الأنوثة المجدولة في نفس شاعرها ستترك فيه بغيابها دويا كـ(دوي الظنون في قلب حائر) ـ بحسب التجاني يوسف بشير

(أَيتَّهَا الْمَجْدُولَةُ مِنْ أنْسِجَتي، يَوْمَاً مَا سَتُدْرِكِينَ مَعْنَى أنْ يَكُونَ للأُنْثَى دَوِيّ…)

ولعل حيرة الشاعر في تعيين الأسماء لرموزه الثلاثة المتماهية في حنين واحد ، جازت به إلى دلالات تمس الفروق مسا طفيفا ؛ مس لا يهدر الفقد الواحد والحب الواحد ، بقدرما يشير إلى سياق يشف عن ” زمنية ” ما لبعض الرموز دون بعضها وكأن الشاعر حين يُسمّي ، سيكشف عما يحد الأسماء عن مجازها الطليق في أفق الرؤيا : (إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) بحسب عبارة ” النـِّـفَري ” الشهيرة :

(كَيْفَ أُسَمِّيْكِ..؟
( إنَّ الأسَامِي تَضِيقُ عَلَيْكِ..)
أُسمِّيْكِ ثَوْبَ الغِيابِ الوَحِيد/ أُسمِّيكِ أيَّامَ كُلِّ البَنَات/ أُسمِّيكِ وَرْدَ البِلادِ الضَّرِيرة…)

إن عذوبة هذه القصيدة الطويلة نوعا ما ، لا تنبع من حرارة الشجن والحنين والنداء المندلع في تفاصيلها حد البكاء ، بل أيضا من الإحساس الذي يشتق الحزن والخسارات في طريق موحش لا تبلله سوى الأغنيات ـ في إشارة لجدوى الشعر / الغناء ـ فالشاعر مع يقينه الجارح بأن الطريق لن يوصل في عبوره إلى اليقين إلا أن في الغناء/ الشعر ما يخفف تعب العمر في رحلته الدائرية .

(يَطُولُ احْتِمَاؤكِ بالأُغْنَيَات..
يَطُولُ الطَّرِيقُ وُصُوْلاً إلَيْكِ..)

في ختام هذه القراءة السريعة لمجموعة (نثار حول أبيض) هناك الكثير من الأسئلة والرموز تحتاج إلى قراءات تختبر جمالياتها المكثفة لا تسمح بها طبيعة هذه العجالة ، مثل :إيقاع المجموعة المتوزع بين (قصيدة النثر) و(التفعيلة) ، ونجاح الشاعر في خلق مجاز شعري شفاف للميتافزيقا من خارج ذهنية المعرفة مع استبقاء تأويلها ، واستدعاء رموز شخصية ، حميمة لدى الشاعر (الأستاذ محمود ، والنفس الصوفي السوداني للفكرة الجمهورية) واللبوس الخاص لنسيج الرموز الثلاثة ، عبر تعبيرات وصور طالعة من بيئة سودانية محلية ، جسد بها الشاعر امتلاكا شخصيا لمفردات تحمل معانيها الكلية ، في جزئيات حميمة من بيئة الشاعر ورموزها (البن / شرق السودان/ البجا) كما في هذه الصورة الشعرية الحميمة والمتعالية في نفس الوقت :

(أيْنَ مَوَاعِيدُ بُنَّكِ فِينَا..؟ أيْنَ غِطَاؤُكِ..؟
شَمْسُكِ تَسْهُو..
مَسْقُوفَةٌ أنْتِ بالاحْتِيَاجِ، وَوَهْمِ الحَكَايَا..
فَكَيْفَ أدُلُّ عَلَيْكِ هُبُوبِي)

فـ(البـُّن) /القهوة التي تساءل الشاعر عن مواعيدها ـ الأربعة بحسب تقاليد قبائل البجا في شرق السودان ـ ستأتي في تضاعيف القصيدة بوقت محدد وشخص محدد… ربما :

(لِي أنْ أحِنَّ لِبُنِّ ضُحَاكِ رَغْمَ نُحُولك..)

فعبارة : (أحِنَّ لِبُنِّ ضُحَاكِ)

تستدعي في ذاكرة السماع أغنية شهيرة بشرق السودان يقول مطلعها :

(سَوِّي ” الجَّـبـَــَنة ” يا بـِنـَـيـَّـة / في ضُـل الضَحًوِية) .

وإذا كانت الحقيقة / البيضاء الأولى والكبرى ، تنوس طيفا في أوراق هذه المجموعة فإن الحقيقة الخضراء ربما كانت مكانا حميما يتعالى بذلك اللون إلى مصاف رمزية ، ويتماهي مع البيضاء في نسيج الحب والحنين، ليأتي تكرار كلمة (الخضراء) في قصائد المجموعة كنعت مضاف لمدينة (كسلا) وسواقيها … ربما

(لَمْ أجِدْ أثََرَ السَّوَاقِي/ لَمْ أجِدْ خَضْرَاءَ بَعْدَكِ/)

هكذا يقع أنس مصطفى على كتابة شعرية تضمر نسيجا متفردا ، عبر أصوات الحنين ، في الذات العابرة والمغتربة ، وتشتغل على جماليات شعرية آسرة ، وتكاد لا تعرف إلا روحها …
هناك الكثير مما يمكن تأويله في كتابات كثيرة عن مجموعة (نثار حول أبيض) . فهي إضافة نادرة في الشعرية السودانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر وناقد سوداني مقيم بالرياض [email protected]
* نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية الجمعة 28/11/2008
هوامش
1 البيت للشاعر السوداني محمد عبد الحي ، جسد فيه رؤية صوفية لعالم الشاعر السوداني المعروف التجاني يوسف بشير الذي مات في ريعان شبابه .

2 محمود محمد طه مفكر سوداني و مؤسس الحزب الجمهوري في السودان ، صاحب رؤى جديدة في تفسير الإسلام صاغ من خلالها تأويلا حديثا يقوم على تفعيل الآيات المكية للقرآن ضمن قراءة معاصرة وناسخة لمفهوم الشريعة في الآيات المدنية ، أعدمه الدكتاتور نميري في العام 1984 بموافقة من حسن الترابي .

Post: #105
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-15-2021, 03:46 AM
Parent: #104

محمد الجاك أحمد - الهلالية

كتب مولانا الاستاذ الريح حسن خليفة
انا لله وانا اليه راجعون و لا حول ولا قوة الا بالله العظيم رحم الله الابن محمود رحمة واسعة و انزله في منازل الصديقين والشهداء و خالص العزاء للاخ الاستاذ محمد الجاك و الأسرة الكريمة.
الاخ محمد الجاك له قصة فريدة في الإلتزام قال له الاستاذ ان كل جمهوري عنده غربة لكن انت غربتك مختلفة غربتك غريبة و كان اخونا العوض مصطفى فقيدة نفعنا الله بجاهه دائما يكرر هذه العبارة عندما تأتي سيرة اخونا محمد الجاك و يا لها من سيرة عطرة. الاستاذ محمد الجاك كان امام مسجد قبل التزامه الفكرة الجمهورية و كانت له لحية طويلة، و اللحية كما هو معروف تعطي صاحبها امتيازات كثيرة و لكن صاحبنا الاستاذ محمد الجاك لم يقف عند هذا المظهر الديني الفارغ و لم يكن يرمي الى هذه الامتيازات و انما كان يقصد بها السنة حسب ما كان يرى في ذلك الوقت بدليل انه لم يكتفي بمظهر اللحية فقط و انما عرفه الناس على حلاوة شمائل و كرم اخلاق جعل الناس يحترمونه و يوقرونه ايما توقير فهو مثلا ان كان يمشي على الشارع يتبارى نحوه كل اصحاب السيارات لايصاله الى مشواره الذي يريد دون أن يأخذوا اجرة منه فهو اذن كان موضع احترام و تقدير الناس. و عندما اقتنع بالفكرة الجمهورية التزمها في الحين و اول شيء بدأ به هو حلق لحيته و هذا لعمري مستوى عالي من الصدق في الالتزام فهو قد حرق مراكبه مع القديم الذي كانت تجسده تلك اللحية و صار اصحاب العربات الذين كانوا يقفون له بالامس ( يكتحونه) بغبار سياراتهم في ازدراء و كراهية واضحة و لكن كل ذلك لم يفل عزمه و انما زاده مضاء و زاده قناعة بالفكرة و قوة التزام بها.
لقد تشرفت بالسكن مع محمد الجاك في منزل الاخوان ج و قد كان مثالا للجدية و الصدق في الالتزام- فيما ارى- كان الاستاذ يأخذه من يده و يضعه في الصفوف الامامية في الذكر و يعجب بتعليقاته على قراءة الكتب الجديدة.
هناك كثير يمكن ان يقال عن الاخ محمد الجاك و لكنني اردت ان اعرف به الاخوان من الذين لا يعرفونه او لا يعرفون الكثير عنه. لقد فجع الاخ محمد الجاك بوفاة ابنه محمود ابن ال٣٩ سنة اللهم ارحمه و صبر والديه و اخوته

Post: #106
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-17-2021, 07:04 PM
Parent: #101

14
قبس الذكريات في ذكري استشهاد شهيد الفكر الأستاذ/ محمود محمد طه
______________________
14
علاقتي بالاخوان الجمهوريين:
______________________
هناك سؤال يخطر علي بال كل قارئ ، ولابد من الاجابة عليه :
ماهي علاقتي بالجمهوريين او الفكر الجمهوري ؟؟
في منتصف السبعينات كان الاخوان الجمهوريون يحملون الكتب ومنشورات الاستاذ ويقيمون اركان نقاش في باحات المدارس والاسواق .
قابلت مجموعة منهم في مدرسة الحصاحيصا الحكومية، ودار بيننا نقاش .
كنت حتي تلك اللحظة لي افكار مخالفة للجمهوريين، من منطلق سياسي اعتبرهم من المتعاونين مع نظام مايو الذي اعدم اشرف الرجال في يوليو 1971 .
لقد كانوا (باردين) ولا يستجيبون لاي استفزاز او اسفاف في نهاية (مهاترتي) معهم قلت لهم انتو استاذكم دا وين عايزين نشوفوا !!
فكان رد احدهم بان الأستاذ الايام دي في الحصاحيصا امشي ليو .. واعطاني وصف المنزل .
بغريزة حب الاستطلاع ذهبت للمنزل وجدت في الحوش سرير وكراسي بلاستيك ورجل بملابس بلدية(سروال طويل وعراقي) قدم لي كوب ماء بارد من جك المنيوم، جلس بجواري في احد الكراسي بعد ان تعرف عليّ وانني طالب في الثانوي ..
بدأ يسألني (في شكل ونسة)عن أشياء في المقرر رياضيات، تاريخ، جغرافيا، علوم .. الخ
افتكرت في البداية انه معلم ثانوي وينتظر الاستاذ مثلي، لكن ما شككني انه ملم بمعظم المواد فكيف يكون استاذ متخصص في التربية الاسلامية والعربي والرياضيات في وقت واحد ؟؟
بعد حوالي ساعة قلت له (بلهجة قندفة طلبة الجبهة الديمقراطية):
انا جيت عايز اقابل محمود محمد طه الزول دا في والا مافي؟؟
فرد علي بابتسامة ودودة انت عايز تقابلو ل شنو !!
فقلت له عندي اسئلة عايزو اجاوبني عليها !!
فقال لي :
اتفضل أسأل . .. انا محمود ...
لم يتحرك لساني اطلاقا باي كلمة ...
و كل ما جئت احمله من انطباعات (مترسبة) في مخيلتي عن (الزعيم) قد تبخرت تماما وكذلك اسئلتي طارت من دماغي .. وأدركت انني امام انسان مختلف عما اعرفهم ودرست عنهم في كتب التاريخ والسيرة !!
باختصار شديد، ان سلوكه في هذه الساعة الزمنية كانت اعمق أثرا من اي كتاب نظري/ فكري قرأته .
وهنا اذكر تعليق الأستاذ/ محمد ابراهيم نقد بعد اعدامه :
[ان الاستاذ محمود محمد طه لو عاش قدر عمره لن يعطي هذا الشعب اعظم من تلك الإبتسامة وهو يتقدم للمقصلة ] ...
بعد تلك المقابلة بدأت اهتم بقراءة كتب الجمهوريين ما ساعدني وحفزني ان والدي لديه كل كتب الجمهوريين في مكتبته .
حتي تلك اللحظة كنت اعتقد ان فكرهم التنويري الديني فيه اجابات مقنعة مع تحفظاتي علي موقفهم (السياسي) مع مايو التي كانت بالنسبة لنا هي العدو اللدود والدكتاتورية الغاشمة، (دا طبعا قبل ما كريت تشوف دكتاتورية الاسلامويين في جلدا) .
محطة مهمة في حياتي وطدت علاقتي مع الجمهوريين: في مدينة النهود كنت اسكن في منزل كبير يحوي 3 غرف وصالون كان يسكن معي في المنزل القاضي (الجمهوري) الريح حسن خليفة وهو من أبناء الجزيرة، قرية الرميتاب . حيث جاء منقولا للنهود في العام 1982 (ترك القضائية بعد قوانين سبتمبر) كان اكبر مني سنا بعامين فقط .. ولكنه يتحلي بسلوك واخلاق تجعله اكثر وقارا ومحترما حتي لدي الذين اكبر منه سنا من القضاة والمحاميين ..
كان لكل منا مزاجه الخاص، خاصة ليلا، فلي اصدقائي و شلتي وله مصلايته واوراده .
لا يتدخل اطلاقا في خصوصيات اي فرد، له برنامج ثابت مثل بق/ بن .. بعد الصبح مباشرة و يوميا يجهز الشاي باللبن . و لم يحدث ان صحاني من النوم في يوم الأيام او حتي اشعرني او حسسني بانه (ماشي اصلي) او انا يفترض اعمل الشاي بل من اول يوم اخطرني بانه يجد متعه في عمل شاي الصباح .
نقضي الفترة من بعد الغداء وحتي المغرب في نقاش وحوارات واحيانا ونسة لكنها مثمرة بحق .
يزوره من وقت لأخر الأخوان الجمهوريين في طوافهم بمدن غرب السودان ..
يقضي معظم الليل وهو يصلي و الغريب انو كل لحظة وفي برد الليل يتوضأ ...
مرة وفي لحظة (تجلي) وجدته يتوضأ وكان مصابا بنزلة برد شديدة فقلت له:
يااا زول انت نخريك ديل محمرات مااا تتيمم ياخي ...
فكان رده ابتسامة وضحكة فقط ؟؟
هذا باختصار سرّ (عشقي) للجمهوريين والفكر الجمهوري وليس (انتمائي) الذي لم يحدث حتي كتابة هذه السطور .


عثمان عبد الله محمد الحاج فارس
مهندس مساحة / رفاعة

Post: #107
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-24-2021, 03:22 AM
Parent: #100

كتب د. عبدالله الفكي البشير:

كنت، وأنا طفل، أرى بعض كتب الأستاذ محمود عند أحد أجدادي، اسمه محمد الطيب علي فضل الله (1930م- 1993م). كان الجد محمد الطيب رجلاً متفرداً بحق في كل شىء. كان من حكماء القرية والمنطقة وموضع ثقتهم، ومن أصحاب الفضائل والورع، كما ظلت سيرته حتى اليوم، مضرب المثل في الصدق والأمانة. كان له متجر ومجلس في القرية. كنت أقضي بعض الوقت جالساً في مجلسه الذي كان يؤمه الضيوف والأقرباء وبعض أهل القرية. كنت أراه يضع بعض كتب الأستاذ محمود إلى جواره، يقرأ حيناً فيها، ويضعها إلى جنبه حيناً آخر. كنت كثيراً ما أسمع في مجلسه تعليقات عن تلك الكتب من بعض الحضور، قائلين له: ما هذه الكتب؟ ألا تزال تحتفظ بهذه الكتب؟ ثم يطلبون منه التخلص منها. كان يرد عليهم قائلاً: ما الذي ضايقكم من هذه الكتب؟ هل جاءتكم أم جئتم إليها؟ هل قالت لكم شيئاً؟ هل طلبت منكم طعاماً أو شراباً؟ أنتم الذين أتيتم إليها، شوفوا ليكم شغلة غيرها [انشغلوا بغيرها]. الأمر الثاني الذي كان يقابل تلك القصص والروايات هو أنني رأيت بعين الطفولة، لأول مرة ثلاثة من تلاميذ الأستاذ محمود. الأول هو عوض محمد مصطفى فقيدة، وهو غير مقيم في القرية وكان يزورها من وقت لآخر بحكم صلته الرحمية بأهل القرية. كنت بحكم صلتي الرحمية به أراه عن قرب، أشاهده وهو يقوم بأعمال إنسانية عظيمة. فقد كان يعمل ممرضاً، فمجرد وصوله القرية، وغالباً ما كان يحمل بعض العلاجات في شنطة صغيرة، كان يبدأ في تفقد أحوال المرضى، يطايبهم ويعالج من يحتاج منهم للعلاج. وفي الفترة المسائية كان موعد الحوار والجدل في مجلس الجد محمد الطيب علي فضل الله، أو غيره من المجالس التي يتجمع فيها الأهل. يبدأ الحوار فيصب الحضور الأسئلة والاستفسارات والاتهامات على عوض. وكان عوض يرد عليهم ويحاورهم بمهل واحترام وسعة. الشخص الثاني هو من القرية أيضاً، واسمه فتح الرحمن عبد القادر، كان معروفاً في القرية وله صيت بأنه جمهوري ومن النوابغ، فهو أحد أوائل الشهادة الثانوية السودانية، رأيته مرتين في حياتي، ولكن المرتين خلفتا الكثير في ذاكرتي. والشخص الثالث هو الهادي حمد أبوكليوة رسخت صورته في ذاكرتي، وهو من قرية الطندب، التي تقع شرق قرية كريعات وعلى بعد نحو عشر كيلو مترات منها، حينما كان يعمل مديراً لمدرسة كريعات الابتدائية المختلطة.

كنت أنظر لهؤلاء الثلاثة بإعجاب صامت، وكنت أكن لهم احتراماً خاصاً. لم يقل لي أحد منهم شيئاً عن الأستاذ محمود، ولم تتح لي الفرصة أن أسأل أو أقول لأحدهم شيئاً، غير أني كنت أفرح بحضورهم وأسعد حينما أراهم. كانت صور هؤلاء الثلاثة، ومشهد كتب الأستاذ محمود لدى الجد محمد الطيب على فضل الله، هو كل ما لقيته إيجابياً نحو الأستاذ محمود، منذ طفولتي وحتى وصولي طالباً بجامعة الخرطوم.

Post: #108
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-24-2021, 03:50 AM
Parent: #107

كتب منتصر مححد زكي عن الباشمهندس الجمهوري محمد عطا قمر

لشهور ظل الغفير الستيني بورشة السكة حديد يتعامل معه
كواحد من العمال .. لتواضعه الجم .. ملبسه البسيط ودراجته
الكحيانة عديمة الرفارف .. :( محمد عليك الله جيب معاك موية )
.. ( محمد إتنين شاي بالله ) .. وكثيرا ما يشاهد وهو يحمل (الأستبة) في يده ذات يوم كان (س) ويعمل في وظيفة ملاحظ يجلس بجانب الغفير فمر بهم محمد في طريقه إلى البوفيه وحياهما من بعيد فصاح الغفير بكل عفوية :محمد عليك الله إتنين شاي معاك .. إندهش الملاحظ لجرأته وسأله: كيف تقول ليهو جيب معاك شاي ؟
فرد عليه الغفير: مالو ياخ ما ولدنا ..
الملاحظ: إنت عارف الزول ده وظيفتو شنو؟
الغفير: أيوا عامل (طلبة) .
الملاحظ: الزول ده مهندس ورئيس قسم كمان
عندها فاضت دموع الرجل الستيني من بين دهشته .. ليس خوفا بل إعجابا وحبا في تواضع رجل من طينة أخرى ...

Post: #109
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 02-24-2021, 11:07 PM
Parent: #108

شكرا يا حبيبنا عبد الله عثمان على رفد الپوست بمواد جميلة،
استمتعت بقراءتها، وياريت يكون هذا البوست مادة يستخدمها حبيبنا
عبد الله الفكي لكتابة كتاب جديد اسمه جمهويون أحببتهم، وينقل مواد
هذا البوست فيه.

Post: #110
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-25-2021, 04:05 PM
Parent: #109

كتب الأخ د. ابوذر الغفاري بشير عبدالحبيب من دبي

خواطر عن الأخ اسماعيل مستور
أبوذر الغفاري بشير
(1)
طلب إلي الأخ الصديق عبد الله عثمان أن أكتب بعض خواطري عن الراحل سماعيل مستور طيب الله ثراه، فأعاد إلى ذهني أياماً رائعة قضيتها في صحبة الأخ اسماعيل، وأستعير هنا في وصف الافصاح عن هذه الصحبة تعبيراً أطلقه منصور خالد وهو يهدي لبعض أصدقائه الذين رحلوا ، كتابه شذرات من وهوامش على سيرة ذاتية، فقال عنهم: (كنت بصحبتهم كلفاً وكانوا بصحبتي مولعين. هذا نفر لم أفتقد عند رحيل من رحل منهم الطبيب المداويا، بل أيضاً الخل الوفي الذي يأخذ الحق ويعطي الحق).
ترجع علاقتي باسماعيل إلى العام 1984 حين أعيد تسجيله في الفرقة الثالثة بكلية القانون، فبدأت زمالتنا منذ ذلك العام، وكنت قبلها أعرفه معرفة عامة كواحد من الأخوة الجمهوريين الأربعة في كلية القانون وهم الأخ الريح خليفة الذي عمل في المحاماة وافتتح بعد تخرجه مكتباً في مدينة الكاملين، هو المكتب الذي واصل العمل فيه اسماعيل بعد ارتحال الريح إلى الولايات المتحدة واستقراره فيها. ومنهم أيضاً الأخ لقمان الذي يسبقنا بعامين والتحق بعد تخرجه بالنائب العام لكنه انتقل مبكراً إلى الدار العامرة، والأخ عبد المنعم عجب الفيا الذي اشتهر بكتاباته الأدبية وإسهاماته الأكاديمية في مجال القانون، فقد نشرت له عدة كتب في هذا الجانب. وأكثر ما انطبع في ذهني عن هولاء الشباب هو الأدب الجم الذي كان يميزهم وقوة الرابطة بينهم، كما كنت أشعر أيضاً أن فيهم بعض انطوائية. وربما كان مبعث هذا الشعور يعود إلى اسماعيل نفسه، فقد اقتصرت علاقاته حتى ذلك الوقت على زملائه الجمهوريين إلى حد كبير، رغم أن عدد الطلاب في الكلية لم يكن كبير فكل طلابها لم يتعد في ذلك الوقت مأتين وخمسين طلاباً في دفعاتها الأربع.
كبرت صورة الأخ اسماعيل في ذهني قبل أن أتعرف عليه عن قرب، حين حلت بالبلاد مجاعة عام 1984 نسبة لحالة الجفاف التي ضربت حزام السافنا الأفريقي ومنه السودان. وقد تأثر غرب السودان على وجه الخصوص، وهو موطن اسماعيل مستور، بهذه الجائحة، فترك مقاعد الدراسة وتطوع للعمل مع إحدى المنظمات العاملة في مجال الإغاثة. وكان اسمه حاضراً ضمن سجل الغائبين في وقت كان حضور الطالب للمحاضرة واجباً لا غنى عنه. وبعد انحسار المجاعة وتضاؤل أثرها عاد اسماعيل للجامعة إلا أنه لم يستطع الجلوس لامتحانات النقل للفصل الرابع. ويبدو أن إدارة الكلية تفهمت الظروف التي دعته لهجران الدراسة فعالجت وضعه الأكاديمي وسمحت له بمواصلة الدراسة والامتحان ضمن طلاب الملاحق. وقد ذكر لي اسماعيل في وقت لاحق أنه استاذن الأستاذ محمود للذهاب لكردفان لإغاثة أهله فأذن له، وهو الإذن الذي اعتمد عليه للبقاء في كردفان إلى أن انحسرت المجاعة هوناً ما.
كان الأخ اسماعيل يذكر بعض الطرائف عن هذه الفترة، . فالمعروف أن حبوب الدخن هي الطعام الأساسي لأهل المنطقة الذي لا يغني عنه شيء، وعندما حلت المجاعة ذهب العم مستور والد اسماعيل في رحلة طويلة في بحثه عن رزق يحجب عن أسرته بلاء المجاعة، وترك أبناءه الكبار لرعاية الأسرة. ويبدو أن الدخن قد انعدم وكان الحصول على أنواع الذرة الأخرى أكثر يسراً. فتحول نمط غذاء الأسرة من الدخن إلى أنواع الذرة الأخرى. ولكن هذا الأمر لم يكن مقنعاً للأطفال الصغار الذي لم يعهدوا سوى الدخن طعاماً. وعندما عاد الوالد من رحلته الطويلة تعلقت به طفلته الصغيرة وهي تبكي وتشتكي أن أخوانها طول فترة غيابه لم يكونوا يحضرون الطعام إلى البيت.
توطدت صلتي باسماعيل عقب تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود، وكنت أحد الذي شرفهم القدر لحضور تلك اللحظة التي خط فيها الأستاذ اسمه بحروف من نور في سجل طلائع البشرية. وكان عدد من أصدقائي يحبون سماع شهادتي على تلك اللحظات ومن بينهم أخي محمد علي أبو طه، وتاج السر بشير لعوتة، وأدى هذا إلى التقارب بيني وبين اسماعيل الذي سبق أن وطد صلته بتاج السر ومحمد بوصفهم من أصدقاء الجمهوريين. ومحمد أبو طه والتاج بشير أصدقاء قريبون جداً للفكرة الجمهورية. وأوضح التاج بشير صلته بالاستاذ محمود في أحد أركان النقاش الأخيرة في الجامعة بعد إصدار الحكم على الأستاذ محمود وأبنائه الأربعة وقبل تنفيذ الحكم حيث ذكر (إن كان الأستاذ محمود كافراً فأنا أول الكافرين).
تعود أصول اسماعيل مستور إلى قبيلة حمر في شمال كردفان واستقر أجداده في قرية "أبو قلب" بالقرب من مدينة أبوزبد والتي تشكل مع مدينة الأبيض مثلثاً في المنطقة حتى أنه في بعض الأحيان يصفها بالقرب من الأبيض وفي أحيان أخرى بالقرب من النهود. وهي المنطقة التي كانت نظارتها لآل منعم منصور. وهذا ما يفسر الصلة الوثيقة التي ربطت اسماعيل ببيت الناظر منعم منصور، فكان يزوهم في المناسبات وله بعض الصداقات مع بعض أفراد أسرة الناظر.
سمعت عن اسماعيل أن أجداده الأوائل من المهاجرين لمنطقة شمال كرفان وليسوا من أهلها، إلا أنه طاب لهم المقام في المنطقة واختلطوا بقاطنيها الأصليين من قبيلة حمر . وقد درس بمدارس أبوزبد في مراحله الدراسية الأولى ثم انتقل إلى مدرسة خورطقت، ومنها إلى كلية القانون بجامعة الخرطوم. ولابد أن الأخ اسماعيل تعرف على الفكرة الجمهورية وعرف أسسها في مدرسة خورطقت، فقد كان الأستاذ النور حمد استاذاً في المدرسة في تلك الفترة، وجرت حوارات له حول الفكرة مع أشخاص لهم وزنهم الأكاديمي في مجال الفقه الاسلامي، مثل الدكتور يوسف العالم عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة أمةدرمان الاسلامية وأول مدير لجامعة القرآن الكريم، وذلك على مسرح المدرسة. واستمر صدى هذه الحوارات لحين من الزمن بين الطلاب، وتأثر به عدد منهم. وقد سمعت من عدد من الطلاب الذين عاصروا تلك الفترة، الأثر البالغ الذي خلفته هذه الحوارات على الطلاب وتفتيحها لمدراكهم عن الفكرة الجمهورية، رغم أن الأستاذ النور لم يكن داعياً للفكرة الجمهورية بين طلابه بالمعنى التنظيمي للكلمة، فلم يكن موزعاً لكتب في حملة ولا مناقشاً في ركن.

أواصل في مقال آخر

Post: #111
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-25-2021, 05:35 PM
Parent: #110


ربنا يتقبله القبول الحسن ويجعله من أصحاب اليمين..
استاذنا الجميل هاشم فتح الرحمن الحسن..
تتلمذت علي يديه وانا يافع جدا بالمرحلة المتوسطة بعطبرة؛ اول من علمني ABC بآلة العود؛ وزعنا إلى مجموعات على حسب السكن؛
وكان يطوف على كل مجموعة في موقعها معلنا الأ يتكبد اي من الأُسر عناء مأكل أو مشرب؛ كان يصرف من وقته وهو الأهم وماله وعافيتة؛
جميل التبسم؛ كثير التبسم؛ عالما بالعربية والإنجليزية والعامية؛شاعرا؛ وكاتبا وفنانا كانت ولازالت أجمل العمر والله..
كنت محظوظا جدا أن التقيه بمركز السودان القومي للغات؛ وتعرف على من اول وهلة.. قضيت معه سنة أخرى؛
كانت الأروع والاغني والأمتع.. أضاف إلى معارفي وخبراتي وحتى أدب التعامل مع الناس؛ كان أستاذا في كل؛ كل شئ..
وله كامل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في ما انا عليه اليوم من إيجاب (وكل ما هو سئ مني انا)..
رحم الله استاذنا وقدوتنا ومعلمنا أستاذ هاشم فتح الرحمن واسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا..
إنا لله وإنا إليه راجعون
الهمكم الصبر والسلوان
محمد العمرابي. جامعة كسلا
===
tي تسجيل من د. أحمد الصادق (أستاذ جامعي بالحجاز) للأستاذ عوض الله أحمد الفادني
سلام استاذي وشيخي عوض الله الفادني الله يخليك ياخي سعيد انا بي سماع صوتك والتواصل معاك لولا شوؤن الكسب والمعاش
بي لغة ابن خلدون شاغلانا شوية يعني عرفت انتقال العزيز استاذي هاشم عبدالرحمن الحسن عليه رحمة الله
طبعا نحن قرابة الاكثر من ١٥ سنة كنا في مركز دار القوم للغات ولكن هو يمت بصلة القرابة لزوجتي
عرفت هذه واحدة الامر الثاني انا تتلمذت عليه روحيا لسنوات عديدة يعني شفت وكثير من الحكايات يا استاذ عوض الله
عن الجمهوريين وتاريخ الفكرة الجمهورية او الفكر الجمهوري يعني من الاربعينيات من القرن الماضي ومرورا بي سنوات
الاستقلال خمسينيات ستينيات السودان التاريخ السياسي، الرجل عليه رحمة الله كان موسوعة يا عوض الله موسوعة متحركة
بعدين الرجل خدم في التعليم بي شكل يعني انت لا تتصورو اطلاقا الا هي عثرة المرض شفت يا رجل
ويعني من سنوات طويلة جدا ياهو برضو عاش في راي لطيبة قلبه وعلى الرغم من انو تزوج متاخر جدا يعني كان عمرو ٥٣ سنة تقريبا
ولكن الله سبحانة وتعالى يعني اعطاه من الذرية الصالحة يعني الله يحفظهم جميعا يعني عرفت عندو فاطمة وآمنة
وعائشة ومحمد البشير دا اسم واحد ،ديل توؤم عائشة ومحمد البشير وعائشة دي كان جات اول السودان في الشهادة السودانية
قبل سنتين او ٣ يمكن اكتر شوية الله يحفظهم جميعا امر اخر تعرفه واحد من اكتر الناس الي حيكون عندهم القدرة يا استاذ عوض الله
على الكتابة عنه والاستاذ الحاج وراك كانت بتربطو علاقة وثيقة جدا جدا وانا كنت شاهد على الامر دا لما كنا في سلتي
مع بعض وبعدين الحاج وراك دا طلع ليك من استاذ هاشم دا يعني جرجرو ليك تعرف واستكترو في جريدة الصحافة آنذاك
الكلام دا بداية الالفية تقريبا او نهاية القرن الماضي ٩٩/٢٠٠٠/٢٠٠١ تعرف استاذ هاشم دا عندو عدد كبير جدا من الحلقات
عن تاريخ وتطور النقابات في مدينة عطبرة وهو طبعا من عطبرة يعني شفت كتابة جميلة جميلة حميمة جدا انا شخصيا
محتفظ بيها في الارشيف بتاعي في السودان يعني عرفت لو ربنا احيانا ورجعنا سالمين الواحد حيطلعا اكيد يعني شفت
فا برضو في ذهني يعني لانو كنت متواصل مع الحاج لحد اللحظة الاخيرة انو ان شاء الله ان شاء الله اقوم اكتب عنو
بي طريقتي وبي معرفتي بيهو يعني وللحاجات الانا للامانة طبعا عرفتها عنو عن قرب وكدا امم لك تحياتي ومحبتي ي صديقي
وبعدين تعرف هاشم عبد الرحمن دا هو الانا اخدت منو طرائق المتصوف في التعامل مع البشر لو صحت العبارة دي
وم انسى اطلاقا انا اول م اتعرفت بيهو قال لي ياخي انحنا لازم نحب الناس ديل كلهم لانو سيدي العبيد ود بدر كان بقول
الماعندو حبة محبة م عندو الحبة والعندو حبة محبة م خلا الحبة اول عبارة احفظا من شيخي هاشم عبد الرحمن الحسن
عليه رحمة الله ربي يجعل مثواه الجنة ويخفظ ذريته يا استاذ عوض الله ولترقد روحه بسلام محبتي

Post: #112
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2021, 01:24 PM
Parent: #100

وداعا استاذي الجليل هاشم فتح الرحمن

بقلم الهادي محمد عمر الشغيل :

خيم الحزن وألقى بظلاله السوداء على قلوبنا إثر سماع نبأ وفاة الأستاذ الجليل هاشم فتح الرحمن احد دعائم التعليم البارزين في بلادي الذين حملوا لواء العلم ورسالته السامية بكل شموخ واقتدار .. تشرفت ان اكون احد طلابه في المرحلة المتوسطة ، فهو من ملكنا كنوز ومفاتيح اللغة الانجليزية وادواتها بطريقة سلسة ، لا انس قصائده واناشيده ذات الفكر الجمهوري التي يلهب بها الفصل والجمعيات الادبية ، عقدت العزم مع قلة حيلتي وبضاعتي المزجاة أن اكتب عنه مع علمي التام ويقيني بعدم إيفائه حقه .
يتميز الراحل المقيم الاستاذ هاشم باللين والتسامح وخفض الجناح في التعامل مع طلابه ، لم يدخل علينا يوما حاملا عصا او سوطا في زمن اضحى ارهاب الطلاب وضربهم بالسياط هو السائد في كل المدارس ، لكن هذا الأستاذ الجميل كان لديه أسلوب آخر وهو التحفيز والتشجيع فكثيرا مايخرج من جيبه مبلغا من المال هدية لمن يجيب على اسئلته ، الأمر الذي جعلنا نتنافس في مادة اللغة الانجليزية ونعشقها حتى وصل هذا العشق بشخصي وانا يافع في الصف الثاني متوسط ان اذهب لمحطة القطار بعطبرة لالتقي بالخواجات القادمين من مصر عبر اكسبريس حلفا لاتحدث معهم اللغة الانجليزية باسلوب ركيك ( ما اسمك ؟ ، من اين انت قادم ؟ ، ماهي جنسيتك ؟ ) وكانوا في منتهى اللطف في تحمل شقاوتي والحاحي وكثرة أسئلتي.
تميز الراحل المقيم بدماثة خلقه وطيب معشره فما ان نعاه الناعي الا وضجت الأسافير ووسائل التواصل الاجتماعي بالحزن العميق لفقد هذا المعلم الجليل ، اذ قام الكثير من طلابه وتلاميذه بالترحم عليه معبرين عن فقد هذا الرجل الاستثنائي معددين مناقبه ومآثره التي بلغت الآفاق ، لم لا وقد تخطى عدد عدد طلابه الآلاف أثناء رحلة تدريسه الطويلة لسنين عددا متنقلا بين المدارس في شتى بقاع السودان ، وفي ذات الوقت كان يقوم بدراسات عليا لتطوير ذاته حتى اصبح احد أطقم اساتذة كلية الجزيرة التقنية أستاذا للغة الانجليزية بالكلية وأحد صروحها وأعمدتها وتخرج على يديه عدد كبير من الطلاب والطالبات .

دعوني هنا انقل لكم بعض المواقف المشهودة لزملائنا في مدرسة العمال المتوسطة بعطبرة مع هذا الاستاذ الجميل :
** ذكر مهدي عبيد الله في خيط منفصل معددا مناقب الراحل المقيم فكتب مايلي :

** ياسلام. عليه رحمة الله وبركاته...
نعم علمنا الانجليزية علي اصولها. ولم يضرب طالبا قط. بل كان يخرج من جيبه فريني ابو قرشين يقول البعرف دي ليه الجائزة دي.. ومرة اخرج شلنا خمسه قروش وسال سؤال قال دي للبجاوب.. قال ما الفرق بين ان نقول this is the desk وبين ان نقول this is a desk... قمت رفعت يدي. قال ليهم كدا. اسكتو. خلونا نسمع ال Black English man
دا.. والحقيقة اجتهدت وكانت الاجابة صحيحة وفزت بالشلن.. قال لي بالله دي من وين جبتها من راسك ولا من كراسك؟؟ ههههههههه وصفق الفصل للبلاك انجلش مان...
ياسلام. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويوفق ابنته التي أحرزت المرتبة الأولى في امتحانات الشهادة السودانيه.

** كتب الزميل والاخ عبد العظيم العمرني في حق هذا الاستاذ الرائع :
ياسلام فعلا كان استاذ رائع وخلوق تغمده الله برحمته كان يطلق علينا الخواجات كي يحببنا في مادة الانجليزي ... انا عندي معاهو موقف جميل وانا في أولي طلب من ناس تألثه يقولوا ال vowel letters فاظنهم تظاهروا عليهم انهم ما عارفنها فقال ليهم نادوا العمرني ... له المغفرة والرحمة من الله

** وكتب ايضا العمرني في خيط منفصل :
ياسلام يا الهادي ... رحم الله أستاذنا الجليل هاشم فتح الرحمن ... وجعل البركة في ذريته ونسأل الله التوفيق لإبنته وان تكون من النوابغ وأن ينفع العباد بعلمها ونبوغها ... تخيل قابلني ذات قابلني في عطبرة قبل أكثر من عشرين عاما مع أستاذ زميله جارنا وقال ليهو في إشارة لي انا العمرني دا من الذين تشرفت بتدريسه في العمال ... اي ملاك هذا الذي يحتفي بطلابه في تواضع جم إنها أخلاق العلماء ... كان إنسانا جميلا نقي الدواخل ...
رحمك الله استاذي بقدر ما خط لسانك من حرف ونطق لسانك من كلمة .. واعلم اننا طلابك سنظل اوفياء لك بقدر ما غرست فينا من علم وفضائل .. لقد رحلت جسدا ولكنك باق في قلوبنا نذكرك دوما ماجن ليل وأصبح صبح .. سائلين المولى عز وجل ان يبارك في عقبك وذريتك ويجعلهم خير خلف لخير سلف .
إنا لله وإنا اليه راجعون ،،

Post: #113
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Ahmed Yassin
Date: 02-26-2021, 06:18 PM
Parent: #112

لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد
أي الهي أن لي أمنية أن يسقط القمع جدار القلب
والمنفى يعودون إلى أوطانهم
ثم رجوعي
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا
غير قلبي والطريق
صار يبكي كل شئ طعمه طعم الفراق
ترجع جذوره الى شمال السودان هاجرت اسرته الى كوستي واصبحت من اعرق الاسر علما وسماحة قلب وتديناً
كان ابوه تاجرا بسوق كوستي الكبير اشتهر بالجود والايادي البيضاء
والدنه تحمل اسم احدى زوجات الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ،
واعمامه عملوا بتدريس اللغة العربية والتربية الاسلامية، درس (صاحبنا) كل مراحل التعليم بكوستي
ثم التحق بجامعة الخرطوم التي كانت النقلة التاريخية في حياة هذا الانسان المتثف والخلوق الذي يسع
قلبه الكبير حب السودان واهل السودان .. دماثة خلقه
وادبه الجم وفكره .. كل هذا قاده الى الى (الفكرة الجمهورية)
ولكن كانت هناك مشكلة .. الا وهي عدم رضاء نفر كريم من اسرته على هذا التحول الفكري
فالاسرة متدينة بطبيعتها ككل الاسر السودانية ولكن ايمانه بالفكرة لم يشتت انتباهه عنها وانخرط
في نشاط كبير يحسب له مع الجمهوريين . تخرج من الجامعة والتحق بالتدريس
بالمراحل الثانوية في كوستي .. وكان علما من اعلام التدريس فيها بصوته الهادىء وعفة لسانه
وتفانيه في خدمة وتعليم طلابه .
التقيته في بحري في احدى مناسبات جيراننا الجمهوريين .. كان اللقاء فيه انشاد بصوت جميل
طبعا (لن يتذكرني) ولكنني لن انسى وجه وملامح هذا الانسان النبيل
انه زميل المنبر (عبدالله عثمان)


Post: #114
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2021, 06:40 PM
Parent: #113

أحمد ياسين
بقرأ فيها وبقول الزول البكتبو عنو دا بشبهني 😷 يا ربي دا منو؟!

دنا مش أنا ولا ايه؟!

ما عارف أقول ليك أيه لكن ح ارجع وأحكي ليك مما حكى أخونا الراحل هاشم فتح الرحمن الحسن

—-
ما عارف أقول شنو
لكن سأعود

Post: #115
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2021, 06:42 PM
Parent: #114

كتب الأخ الأستاذ عمر عبدالله محمد علي:

الرجل النبيل محجوب عبد اللطيف محجوب

من أروع صفات الإنسان وأفضلها ، التواضع..الإنسان المتواضع دوحة ظليلة يهرب اليها الناس من كل مكان..كان الأستاذ الجليل محجوب عبداللطيف محجوب، حلو المعشر، دمث الاخلاق، كريم ومتواضع لأبعد الحدود. ولو كان للتواضع ملك، لكان هو محجوب بدون منازع.. .عرفت المحجوب كطالب في المدرسة القومية بمدينة كوستي ونحن مازلنا في ميعة الصبا. فأسرنا بعلمه الغزير وتواضعه الجم وبسمته الدائمة..لا اذكر اني رايته عبوس الوجه أو متجهما. فقد كان ومعه العقد النضيد من الأساتذة الاجلاء، فتحي المأمون الريح وكامل شرفي وأبوزيد والذين رحلوا باكرا عليهم الرحمة والرضوان، مكي أبوقرجة ومحمد عمر وبشير الطيب العربي ومهنا رابح مهنا ونصر الدين. فقد كان لهم الدور الرائد في نجاح وفلاح طلاب المدرسة.. فتخرج المهندس والعالم والسفير والطبيب، وغيرهم.. كان لهؤلاء الأساتذة الأجلاء القدح المعلي في نهضة التعليم ونشر الوعي و التنوير، في كل منطقة حلوا بها.
استاذنا الراحل المقيم محجوب كان أول من قام بتسليفنا كتب الآداب والمعرفة.. أذكر جيدا عندما حدثنا عن كتاب "الذين هبطوا من السماء" للكاتب أنيس منصور. وغير ذلك من الكتب التي توسع وتعمق أعمال الفكر فقد كان من نوع الأساتذة الذين يهمهم العصف الذهني، ويؤرقه كثيرا الركون للمسلمات، التي لا تتسآل، عن كيف؟ و لماذا؟ فقد كان من الذين يحثون الطلاب على البحث عن الحقيقة وأن يأخذوها من منابعها الاصلية، متابع الفكر والمعرفة ..فقد كان رجلا نبيلا بحق...
رحم الله الأستاذ الجليل محجوب عبداللطيف محجوب فقد كان من الاخيار الافاضل الذين ساهموا في رفعة النهضة والتعليم بمدينة كوستي..كان واسع المعرفة والاطلاع ومن الأساتذة الذين يمكنك أن تطلق عليهم صفة "الأستاذ الموسوعي" وقد اورثه تواضعه ولطفه الحكمة..
لقد تسنى لي بفضل الله، وبفضل تأثيره علينا أن أصحبه حتى موعد رحيله، ففي أخر زيارة لي لكوستي قبيل رحيله، تسنى لي زيارته مع الأخ الأستاذ الطيب محمد الحسن. حين دخولنا عليه وجدناه ، قد اكمل وجبة غداءه لتوه، فرحب بنا ترحابا حارا وأجلسنا في جواره نتجاذب معه أطراف الحديث؛ ونتذكر الأيام وأحداثها.
ما زالت بسمته المشرقة حاضرة "توّج" في ذهني، وظلّت عندي ذكرى عزيزة. أتذكر الآن أن حركته كانت، من أحد جوانبه، لا تتحرك بسهولة ولكنه كان يقاوم. نهض بنفسه وذهب وغسل يديه.. وعند خروجنا من منزله بعد الاستئذان اخبرت الطيب بأن يقوم الأخوان متى ما سمح وقتهم، بزيارة محجوب بصورة جماعية وتعطير مجلسه، بجلسات الإنشاد، فأجابني الطيب بأنهم يفكرون في ذلك الأمر.
كانت اشراقة بسمته بلسما وجسارة ، لم تفارقه حتى في خضم مرضه ومعاناته....الا رحم الله أخي وأستاذي الكريم محجوب عبداللطيف واكرمه عنده أحسن الكرم وعزاءنا لاهله واسرته وطلابه ومحبيه وعارفي فضله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...وسلام في العالمين على المحجوب اللطيف...

كلفورنيا..
عمر عبدالله محمد علي

18فبراير 2020

Post: #116
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Ahmed Yassin
Date: 02-26-2021, 06:48 PM
Parent: #114

امثال هؤلاء
يعني عبدالله عثمان دا تلتقيه مرة واحدة برضو يظل في خاطرك وفي تفكيرك وفي قلبك
طبعا انا لي صداقات وعشرة عمر مع الجمهوريين .. لقيت فيهم صفات مشتركة
وكلها حميدة .. اولها الادب الجم وحسن الخلق
طبعا عبدالله عثمان دا انا بعد دا حأفاجئه
ياخ زول زي دا يخلي السودان ويمشي امريكا ؟

Post: #117
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 02-26-2021, 07:20 PM
Parent: #113

الاحباء والحبيبات اهل المذهب الجمهوري

سلام الاخاء العميق
اعلموا اني ليس بحبكم ضنين ولكن تشدني الي الدنيا عامر الصخب و الخلاب والاجواف وما بها مواقع للمتع ولو مؤقته ومناظرها الخادعة
واني بينكم وعلي مرمي حجر من حياضكم عسي ان اكون منكم لكي اتطهر من ادران الذنوب الخطايا وظلمة الضلال
واكون بينكم بعمامتي مرددا حلو النشيد وصدوقني انا كفيف بالمعاصي وانتم المبصرون قودني الي الحق ودوما يقود المبصر الاعمي
والي متي أني قابع في الزوايا البعيدة عن احبابي يا كرام
بحبكم ووجلالكم نحن بالحياة ماضون فاكسبوا حياتنا معني بتوجيهي للخير ايها الاحباب



Post: #118
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-26-2021, 07:58 PM
Parent: #117

سلام يا كرام

سلام يا أبو الزوز
يا زول يكفيك أنك زول متواضع
والتواضع صفة أهل الصفاء
تجد القصيدة ملحنة في موقع الفكرة

ونحن أهل الصفاء
عبد الغني النابلسي

نحن أهل الصفا لا نقبل الكدرا * أقبل علينا صفيا واسمع الخبرا
وكن بأوصافنا في القرب متصفا * تنل مرادك منا كيف منك جرى
واستعمل الصبر فيما كنت تطلبه * فإنما يبلغ الآمال من صبرا
واقصد إلهك لا تقصد سواه تفز * ويذهب الله عنك السوء والضررا
إياك إياك لا تشرك به أحدا * مما سمعت وما عيناك فيه ترى
فإنه واحد فرد تنزه عن * كل الحوادث بل لا يشبه الصورا
وقد تكفل بالأرزاق من أزل * لا الأغنيا هو ينساهم ولا الفقرا
غيب عن العقل حق والسوى عدم * فحقق الأمر واترك كل ما خطرا
واقنع به حيثما وليت معترفا * بفضله فاز من للفضل قد شكرا
ولا تكن يائسا منه وإن كثرت * منك الذنوب لعل الذنب قد غفرا
لا أنت تدري ولا يدري سواك وإن * جل المقام فإن السر قد سترا
واحذر من الأمن أيضا فهو مهلكة * والله يمكر فاحسب أنه مكرا
ثم استقم دائما ترجو مواهبه * وتختشي منه تقضي عنده الوطرا



Post: #119
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-11-2021, 03:25 PM
Parent: #118

وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق

ويحبونه الى درجة التقديس..لأنو هو منذ الصغر يدخل على البيوت كلها ويتفقدها ويحل مشاكلها ..ووقت كان صغير كان يمر على كل بيت ويترسل ليهم ويقضى حوائجهم كأنه ولدهم الوحيد, وكان عندهم ضيوف يقعد يخدم عندهم حتى يخرج الضيوف .. ومافى زول فى حي المدنيين يقول سمع كلمة غلط أو تصرف مافى محلو من سعيد فى يوم من الأيام ..كان له عم إسمه سعيد وكان مشهورا بالكرم وكثرة الضيوف وقد سمي أستاذ سعيد عليه ..كان يستعين بسعيد فى خدمة ضيوفه ..وحكى لنا سعيد طرفة عن كرمه فقال أنه –أي عمه – كان يقيف على صينية الضيوف ولا يتحمل أن ينقص الطعام منها وإذا نقص قليلا يقول لسعيد أمشى جيب ملاح , جيب كسرة مخافة أن يقوم الضيوف إستحياء من قلة الطعام ومرة قال له أمشى جيب ملاح وتأخر سعيد لأن زوجة عمه رفضت أن تعطيه لأن ماتبقى من ملاح هو طعام أبنائها فهرول عمه الى المطبخ ولم يتحدث مع أحد إنما أخذ حلة الملاح كلها, وكان المطبخ قريبا من شباك الصالون وخاف أن يذهب بالباب فيتأخر ويجد الضيوف قد قاموا من الصينية ولن يعودوا إليها فإختار أن يدخل الصالون بالشباك حاملا الحلة حتى يحصل الضيوف قبل أن يقوموا من الصينية ..
فقد كنا نلاحظ أنه رغم زحمة العمل فى الفكرة وإدارة المجتمع بمدنى والمشاركة فى أعمال المركز إلا أنه كان يستقبل يوميا أفواجا من أهله لايضيق بهم ولا يتزمر منهم ولا يصعر خده لهم بل كان يستقبلهم ويسمع الى مشاكلهم وهمومهم بحضور تام وإهتمام شديد ويسعى بهمة عالية الى البحث عن حلول لمشاكلهم إستعانة بالجمهوريين وبمعارفه من المواطنين وزملائه من الخدمة المدنية ..وبعض الأسرة كانت تستلم منه يوميا مصاريف الدراسة لأبنائهم وثمن العلاج لأمراضهم .. وإمتد هذا العطاء الى الأهل البعيدين من حي المدنيين وكذلك المعارف بأطراف المدينة وساكنى القرى المجاورة وهم على يقين بأنه حسب علاقاته الواسعة بالمسئولين وحبهم وإحترامهم له يمكن أن يتوسط لهم فى حل مشاكلهم .. بل إن بعضهم يتصور أن سعيدا من أثرياء المدنيين لأن حوله مجموعة كبيرة من أولاده الجمهوريين وهم على وظائف كبيرة ويغدقون العطاء لأستاذهم , ولذا لايتحرجون فى طلب مايشاءون من مال ..وكان لايبخل على أحد بشيء ولايخرج منه أحد إلا مقضي الحاجة ومسرور الحال.. وكل ذلك يتم دون أن يعطل أو يؤخر الحركة اليومية المحشودة للأخوان الجمهوريين ..ويعتبر الأستاذ سعيد نموذج متفرد لايشبهه أحد من الجمهوريين فى التوفيق بين أهله وأعمال الفكرة .. وهذه الدعوة الكبيرة بلسان حاله دفعت كل أهله دون فرز الى إحترام الفكرة وإن كان بعضهم لايفهم فيها شيئا , والمعارض منهم, وهو قليل جداً, لايعارض سعيد ولكن يعارض الفكرة وهذا لايلبث كثيرا على هذه الحال فغالبا ما يتحول الى الصداقة والإلتزام مثل المرحوم صلاح هاشم الذى أفنى عمره كأخ مسلم وفى نهاية عمره أصبح منزل الأستاذ سعيد والإنشاد الجمهوري ملاذه ومبتغاه .. فكل أهله الكبار يحبون الأستاذ والفكرة منهم الشيخ دفع الله الطيب وأبناءه منهم الشيخ الأمين والشيخ الطيب.. والشيخ البدوى دشين وأبناءه الشيخ بابكر ومحجوب.. والشيخ عبد الله دشين وأبناءه عبدالرحيم وعبد الرحمن والطيب.. والشيخ أحمد السنى وأبناءه الشيخ الجيلي وحسن ومصطفى والرشيد ومكى.. والباشمهندس على السنى وأخيه المادح محمد أحمد السنى.. وآل يوسف الزبير وآل خلف الله قرشى وآل مبارك دفع الله (كدوية) وآل عبد القادر ود دريس وأبناءه الزاكي ويوسف والريح وآل عبد الرحيم مكنش وجميع أخوان الأستاذ جلال الذين هم أعمام لأستاذ سعيد والشيخ الشريف نور الله وأبناؤه محمد ومحجوب والهادي الخضر وودأحمد ..والكثير الذي لاإستطيع أن أحصيه هنا .. وعندما يأتى الأستاذ الى مدنى لايفارقون جلساته..لم تستطع حركة الفكرة المتواصلة أن تنزع أستاذ سعيد عن أهله أو تشغله عنهم , فقد كان يتابع وبدقة كل مايدور فى أوساطهم ويعرف حتى أطفالهم الصغار ويشارك فى أعراسهم بما يناسب المجاملة المطلوبة وكذلك أحزانهم .. أما أسرته الداخلية فهي تتكون من أبيه الشيخ الطيب شايب وأمه آمنة بت المكى السني وأخته فاطمة وأخوه الأكبر محمد والفاضل ..هذه الأسرة قد تفرغت تفرغا تاما من كل خصوصية لها وأصبحت ملكا مشاعا لكل الجمهوريين فى الخدمة والأستقبال والوداع.. وإن كانت لها خصوصية فإنها تمارسها وسط هذا الزخم الجمهوري ..هذه الأسرة مترابطة أشد الترابط , حنونة , لاتتحمل شوكة على أحد أعضائها .. مثال إذا مرضت إحدى بنات الأخ الفاضل يتألم كل أفراد الأسرة ويقفون على رجل واحدة حتى يتم الشفاء .. كنا عندما نذهب الى الحصاحيصا أو الكاملين أو أم دقرسي لأي مناسبة نجد العم الطيب جالس فى الصالون يقرأ فى يسن ولا يطمئن حتى نصل , وفى مرة تأخرنا فوجدناه فى الشارع يترقب السيارات ولما وصلنا صاح بأعلى صوته " الأخركم شنو ياسعيد " وكان سعيد يرد بهدوء "ظروف الشارع يا أبوي" .. العم الطيب شايب كان مزارعا ناجحا ويباشر بنفسه العمل فى حواشته ويذهب اليها يوميا على حماره .. العائد من هذه الحواشه كله فى خدمة الأستاذ سعيد وضيوفه ..الخالة آمنة والأخت فاطمة كانتا فى الإستقبال والخدمة.. وفاطمة لها وضعية خاصة عند كل الذين يمارسون الخدمة بمنزل الأستاذ سعيد لأنهم يرون بأعينهم مبلغ التضحية والتجرد فى خدمة الجمهوريين ظاهرعندها ,وكان مشهدها سعيدي فى أنه لابد لهذه الفكرة من أناس يضحون فى سبيلها بالغالي والنفيس ويتفرغون تفرغا تاما للخدمة لها ويتركون كل مباهج الحياة وزخرفها للغي أوللفلح , فأحببناها كما أحببنا سعيد ..والباشمهندس محمد ورغم أنه يحب حزب الأمة إلا أنه إستطاع أن ينسجم مع هذا المجتمع وينصهر فيه وتكون له علاقاته وصداقاته وسط الجمهوريين ورضي أن تكون له غرفة واحدة فى هذا المنزل يخلو فيها الى خصوصياته..أما الفاضل فقد كان جمهوريا من قدامى الجمهوريين وله أسرة خاصة به إلا أنه كان يتفقد المنزل متى ما سنحت له الفرصة حسب طبيعة عمله فى مشروع الجزيرة وتنقلاته فى المفاتيش المختلفة, زوجته عفاف خلف الله قرشي ومن أبنائه مفيد وأنس وفكرية..
فى تلك الأيام كان يجتمع الأخوان يوميا بمنزل الأخوان وهو الوحيد بمدنى بقيادة الأخ الباقر الفضل..ويقع بالقرب من سوق بانت ،ويجاوره مسيد البرهانية حيث يقيمون لياليهم العامرة بالمديح مساء كل إثنين وخميس وأصوات ميكروفاتهم تملأ أجواء منزل الأخوان .. وكنا نتضايق من مديحهم لا لشيء إلا لأنهم فى مركزهم يعارضون الفكرة , الى أن سمعهم الأستاذ فى إحدى زياراته وأعجب بمديحهم وقال لو كنت جارا لهؤلاء لا أنوم ولا أدعهم ينومون , ومن يومها بدأنا نتصالح مع مديحهم الجميل.. يأتي, تقريبا فى التاسعة ليلا ,الأستاذ سعيد والأستاذ جلال ومن كان معهما فى الجولة التى تكون على المرضي فى المستشفيات أو فى البيوت أو من لهم مناسبات , وكلها تؤدى سيرا على الأقدام أو بالمواصلات العامة إذا كانت على أطراف المدينة , أما بقية الأخوان فيتوافدون على المنزل بعد صلاة المغرب مباشرة..تنقل الأخبار الداخلية وأخبار المركز وتناقش القضايا الصغيرة وبعدها يتم العشاء بأخذ مساهمات لحظية من الأخوان المتواجدين وهو عبارة عن صحن فول مصلح نحضرة من سوق بانت الذى يقع خلف منزل الأخوان مباشرة .. ثم ينفض الجميع الى منازلهم ماعدا ساكنى بيت الأخوان وذلك بعد أن يسأل الأستاذ سعيد عن الساعة , وغالبا مايجاوبه الشيخ مبارك كدوية معبرا عن رغبات الشيوخ الكبار الذين أتوا بعد المغرب مباشرة ( الساعة حداشر إلا نص يا سعيد) .. هذه الجلسة اليومية الخفيفة الظل تجمع الأخوان كلهم يوميا ومن لم يتمكن من الحضورمنهم يعرف الجميع عذره ..وإياك أن تغيب لأنك ستجد كل الإخوان بمنزلك يتفقدونك وعليك تجهيز البارد والساخن .. كان الأستاذ سعيد يباشر كل هذه المهام بنفسه ولا يفوض من ينوب عنه فى تفقد أخ أو زيارة مريض أو توديع أحد بمحطة القطار أو مواصلات الجزيرة , كل هذه المناسبات كان يتولاها بنفسه ومن يكون فى معيته من الأخوان .. لذا كانت له علاقة حميمية مع كل أخ وكل أخت ولا أحد يستطيع أن ينكر أو يحصى أفضال أستاذ سعيد عليه .. الطابع العام على المجتمع إشاعة المحبة والإلفة والود بين الجميع .. يدخل الأستاذ سعيد على المنزل مبتسما ومصافحا جميع الحاضرين ثم بعد الفراغ من السلام على جميع من بالمنزل يجلس ليسأل كل أخ عن حاله وهمومه بروح مرحة وإذا كانت له ملاحظات يقولها من خلال قصة شيقة أو نكتة ظريفة والكل فى نشوة وطرب .. أما يوم الخميس فتعقد الجلسة الرئيسية ويحضرها جميع الأخوان والأخوات بمدينة مدني مرة بمنزل الأستاذ سعيد وأحيانا بمنزل الأخوان, وساعد على ذلك سكن الأخوين خلف الله محمد عبد الكريم والعافية يوسف فى النصف الثانى من منزل الأخوان لفترة من الزمن وذلك فى بداية حياتهما الزوجية .. فكان الأخوات يجلسون معهم حتى بداية الجلسة وعند نهايتها حتى يتم توزيعهم على منازلهم.. كان العم بابكر حمزة هو المسئول عن الترحيل بعربة الأستاذ (لاندروفر بكب ) التى أهداها له بعد توقف عمل الأستاذ فى المشاريع بكوستى والرنك لتكون فى الحركة الجمهورية ..وقد أبلت هذه السيارة بلاء حسنا فى وفد الإنفتاح على الريف يمشروع الجزيرة بقيادة الأستاذ جلال وتناوب الأخوين عبد الرحيم هلاوى وجبريل يوسف فى قيادة السيارة..
وجدت نفسى فى جو الخدمة بمنزل الأخوان, فى تجهيز العشاء اليومى فقد جئت من الخرطوم متأثراً ومقتدياً بالأخ على أحمد إبراهيم الذى كان مشهده الخدمة – وقد إستمر شيخ علي على هذا المشهد حتى التنفيذ- ويوما وفى إحدى جلسات منزل الأستاذ كان شيخ على يوزع الماء على الحاضرين والأخوان يتحدثون ويناقشون فقال له الأستاذ أوقف التوزيع لحظة وشارك في النقاش ثم واصل عملك في التوزيع .. وتحدث شيخ على وأذهل الحاضرين بحديثه وكان أقوى المشاركين فى الجلسة ,أثنى الأستاذ على حديثه وعلق قائلا : أتى رجل الى أحد الشيوخ ومعه إبنه فقال للشيخ : أريد أن أترك إبني فى المسيد معكم لكي تعلمه أصول الدين وترك إبنه وذهب ..عاد بعد عدة أشهر ليرى ماذا حل بإبنه فوجده يوزع الطعام والماء على مجلس الشيخ .. فقال للشيخ أنا جبت ليك ولدى عشان تعلمو الفقه والدين أجى ألقاك مشغلو خدام !! فقال الشيخ للولد أجلس وحدث الناس فى الموضوع الفلانى فتحدث الولد بطلاقة وبعلم غزير وظهر عالما فذاً,فخجل الرجل من كلامه وشكر الشيخ وخرج .. تيمناً بهذا المشهد العلاوى وضعت نفسى مع الإخوان الذين يجهزون الفول اليومى ويغسلون الصحانى ويطوفون على الإخوان لجمع تبرعات العشاء وكلهم من ساكنى المنزل مثل عبد الله فضل الله, سليمان الوسيلة, يسن صالح الذى يكنيه أستاذ سعيد بأبى الأدب, نوح محمد حسين ,محمد أحمد الصديق, الأمين دالى ,محمد عبد الرحمن المكي , سعيد محمد زين, الفاضل محمد على , سليمان عبده (هو سودني أهله من تشاد سافر اليها بعد استقلالها وإستقر هناك ), محمد الأمين فضل الله, عبد الله خيار ,عصام محمد علي وعمرمحمد أحمد ..وأذكر أن المرحوم الأخ محي الدين الحضري الذي كان يعمل مديراً لشئون العاملين بمشروع الجزيرة حضر يوما هذا العشاء فقال في أول زيارة له للأستاذ عجبت عندما رأيت جبريل يغسل الصحانى ويجهز الفول وهو أكبر وظيفة من كل الحاضرين فرد الأستاذ بأن هذه هى الفكرة الجمهورية وأن الذى لايبدأ بهذه الطريقة لن يكون له مستقبل كبير فى الدين , وهذه القصة لم نسمعها من محى الدين وإنما يحكيها الأستاذ نفسه للأخوان ..
وكنت مع الأخ صلاح مختار نتسابق فى تقديم الشاى والخدمة لضيوف منزل الأستاذ سعيد فى العصريات , وكذلك المبيت مع المرضى فى المستشفى ولا أنسى أيام رقاد الأخ الفاضل شايب بعملية ناسور كنا نتناوب أنا والأخ صلاح فى المبيت معه وعمل عصير البرتقال الصباحي له وكان يحفزنا بالتعليق على جودة العصيرلكل منا..وهذه المناسبة تسوقنى لألمح فقط لعملية الناسور التى عملها الأستاذ سعيد بمستشفى مدنى وكانت فى أوائل عام 73 ويومها لم أكن من إخوان مدنى إلا أننى تمكنت من زيارته بالمستشفى وأنا فى طريقى الى سنار مع الأخ الأمين أحمد نور وكنا فى وفد لتلك الولاية..وللذين لم يسمعوا بتلك الرقدة الفريدة أقول لهم أن وضع الأستاذ سعيد فى المستشفى فى عنبر الدرجة الأولى كان بالضبط مثل وضعه فى أيامه الأخيرة بمنزله بحي المدنيين .. إنتقلت غرفته بكاملها الى المستشفى ..وكانت تلك حالة شاذة لم تحدث من قبل ولا من بعد , وبالطبع مخالفة لقوانين المستشفى ..ولكن لم يعترض عليها أحد .. لأن رئيس العنبر كان أحمد السنى وهو من أقارب الأستاذ سعيد ولأن كل المسئولين داخل وخارج المستشفى كانوا يزورونه يومياً وبإنتظام ويدخلون عليه وسط مجموعات الأخوان والأخوات الملتفة حوله .. كان مهرجانا تدور فيه أكواب الماء والشاى ثم صوانى الطعام والحلوى.. وتحضرني قصة أحد الشيوخ الواصلين بمدينة ود مدنى الذى ذهب الى الأستاذ وقال له " الناس من كل حدب وصوب تسارعوا الى سعيد وما فضل زول ما جاهو إنت شيخو ما تمشى تزورو؟؟" فرد عليه الأستاذ " أنا سعيد كان ما مشيت ليهو أنا فى كل لحظة معاها " فقال " أنحنا مادايرين الحقيقة دايرين الشريعة " فقال الأستاذ " كان داير الشريعة ألزم حدها " ..وذكر الأستاذ خالد الحاج أنه دخل على الأستاذ سعيد يوما وهو بالمستشفى وجلس على كرسي بالقرب منه فقال له سعيد " الكرسى ده ألمس فرشو ماحار؟ الأستاذ هسه كان قاعد فيهو وقام ".. وذكر لنا الأستاذ سعيد فيما بعد أن البنج للعملية لم يأخذ وعيه وأن الأستاذ كان واقفا أمامه طيلة زمن العملية حتى إنتهت ..
كذلك كنت أتسابق مع الأخ عبد الله فضل الله فى السفر مع الأستاذ سعيد , وعندما جاء عم الأستاذ سعيد وشقيق الأستاذ جلال عبد المحسن الهادي من الحج وكان يعمل بمشروع الجزيرة في تفتيش الجديد أجرنا أنا والأخ عبد الله تاكسيا لنقل الأستاذين الى مكتب الجديد وكنا فى رفقتهما وقضينا يومين هناك.. زرنا فيهما الأخ محمد المبارك وكان وقتها يعمل بمشروع الجزيرة أيضا فى مكتب مجاور لمكتب الجديد.. ولم يكن عبد الله منشدا فى ذلك الوقت.. وكنا نملأ أوقاتنا بالجلسات التذكيرية حسب توجيهات الأستاذ لكل الأخوان فى تلك الأيام.. وحسدنا كثير من الأخوان على هذه السرقة الشرعية للأستاذين وتمنوا لو كانوا معنا ..
أول عمل فى حياتى كان فى مدنى .. وأول راتب تقاضيته كان فى مدنى .. وكان كبيرا جدا مقارنة مع كل مرتبات الأخوان بمدنى إلا القليل منهم .. وبعد أول راتب قررت أن أزور الخرطوم .. فأصر أستاذ سعيد أن يذهب معي الى موقف الباصات سيرا على الأقدام ومعه بعض الأخوة وأصر أن يقطع لي تذكرة الباص وأنا أقول له أننى لم أعد طالبا وقد صرفت, وجيبى مليء بالقروش ولكنه قال لى : أنت لاتزال ضيف علينا ولابد أن نكرمك فى أول سفرة مننا..وكنت متأثرا لهذا الموقف ..
كانت الستة أشهر هذه محشودة بكثير من الأحداث .. كان معرض نادى الخرجين والتجهيز له مع الأخوان الذين حضروا من العاصمة .. وإستقبال الأستاذ وحادثة ضرب النادى بمسيل الدموع والندوات التى عقدت حتى سفرالأستاذ الى الخرطوم .. ومن ضمن تلك الجلسات المتنقلة على المنازل كانت جلسة منزل الأخ عبد الرحيم الريح فقد تجمع عدد من المهووسين خارج المنزل وعصفوا المنزل بالحجارة وكانوا يهتفون ويهددون بالإعتداء على المنزل .. طلب الأستاذ من الأخوات أن يدخلن الى داخل المنزل فى شق النساء وطلب من الأخ الفاضل شايب أن يبقى على الباب الفاصل بين الشقين .. وأخمد الأستاذ نيران البخور ورفع رجليه على الكرسى وغطى رأسه ووجهه بالثوب .. وكان الأستاذ سعيد فى الخارج يهديء من الموقف ويتحدث الى الغوغاء ..وإمتد فزع نادى الخريجين الى هذه الجلسة .. ومضت نصف ساعة من الصمت الشديد والترقب .. وكما يقول المثل ( قتلوك ولا جوك جوك).. كانت أشد عصرة من نادي الخريجين ,فقد بلغت القلوب الحناجر, خاصة أننا كنا نجلس ولانعرف نوع الإعتداء الذى سيحل علينا وقد جربنا عنف الإعتداء فى نادي الخريجين.. ولكنها عدت فى النهاية بسلامة وإنفض الجمع وإنتهت الجلسة على ذلك ..
إنتقل الوفد الى مدينة رفاعة وكانت تعقد الجلسات المسائية بمنزل الشيخ لطفى .. وفى إحدى هذه الجلسات أبلغنا مندوب من القاضي المقيم برفاعة وإسمه رانفى بعدم عقد جلسات للجمهوريين وأنه سيقوم بفضها بالقوة إذا أصر الجمهوريون على إقامتها ..رفض الأستاذ الإنصياع لهذا الطلب وقال هذا منزلنا ولن نخرج منه .. وقال أنه قد يحدث إعتداء علينا من قبل الشرطة وإي جمهورى يرى أنه غير مستعد لهذه المواجهة لأي ظروف تخصه فهو فى حل من أمره ويمكن أن يغادر هذه الجلسة الآن ولاحرج عليه .. ولم يتحرك سوى شخص واحد كان شابا صغيرا وصديقا للجمهوريين قام وخرج من المنزل , أما بقية الجمهوريين فلم يتحرك منهم أحد .. وكانت تجربة مماثلة لتجربة منزل الأخ عبد الرحيم بمدني وأيضا عدت بخير إلا أنها كانت عصرة إضافية وزلزلة أخرى ..
وكانت هناك زيارة لإخوان مدني الى المسلمية فقد دعا العم المبارك والد الأخ محمد المبارك الجمهوريين لإحياء ليالي بالمسلمية وكان محبا للفكرة وصديقا ودودا للأستاذ سعيد وتزوجت كل بناته من الجمهوريين وإبنه محمد من أوائل الجمهوريين الذين إلتزموا وعاشوا مع سعيد وجلال .. وتوالت الوفود من الخرطوم وكوستى والحصاحيصا ورفاعة للمشاركة فى مهرجان المسلمية الذى إستغرق ثلاثة أيام , كان فيه معرضا للكتاب والملصقات والندوات والحملة الميدانية ..وشارك فيه شيخ عمر الأسترالى وكانت تلك أول أيامه فى الإلتزام ثم إنتقل معنا الى مدينة

Post: #120
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-19-2021, 03:24 PM
Parent: #119

كتب الأستاذ نورالدين عطية نوري

و على ذكر الفن و استاذنا خلف الله عبود استاذ الفنون بمروي في ذلك الزمان تجعلنا منه الكثير رغم اختلافنا في الرؤنا فقد كان رجلاً شديد التهذيب لا يميل لجرح احاسيسنا أو فرض أمر لا ترضاه المجموعة. كان من تنقاسي لكن تربى بالعاصمة. اذكر كان لنا زميل يدعى شنان من أبناء تنقاسي كان يطلب من الاستاذ في حصة الفنون أن يحدثنا عن الفكر الجمهوري فكان يأخذ رأي كل الفصل و يقول اذا في واحد معترض انا ما حأتكلم. و لاحترامنا للاستاذ كان كل الفصل يبدي الموافقة.اسأل الله أن يعافيه دنيا و أخرى و ان يجزيه عنا خيراً. قابلته بعدها عدة مرات بجامعة الخرطوم.

Post: #121
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-25-2021, 01:39 PM
Parent: #120

عن الباشمهندس الهادي آدم محمد يكتب الأستاذ محمد هرون حميدان:

محمد هارون حميدان كتب:
الأخ التوم إبراهيم التوم عنده توجيه لطيف كان يوجهنا به حينما نستشيره في مسائل الكتابة .. كان يقول لنا ( الكتابة الجيدة تبدأ حينما نتوقف عن مطاردة المعاني.. أن نجعل المعاني تبحث عنا وتطاردنا ) . عمي الهادي الآدم ( سأفصَل لماذا أقول عمي الهادي ) من أكثر الناس زهدا في الأضواء ، وهو رغما عن ذلك تطارده الأضواء .
حينما كنا نسكن في حي ( عبد الله الخضر ) كان الأستاذ الهادي وأسرته الكريمة يسكنون معنا في نفس الحي . كنت وقتها في المرحلة الإبتدائية ، وكان أكثر شيء أحبه هو أن أزور ( تان .. تان ) الإسم كنت أطلقه على عمي الهادي .. تان تان هو شخصية الرسوم المتحركة الذي كان يحب حل القضايا المستعصية ، وقد كان الأستاذ الهادي آدم يحتفظ بالكثير من مجلدات تان تان ، وكنت أحب أن أزوره لأشياء كثيرة كانت تعجبني في شخصه ، في اهتماماته ، وفي أمور أخرى تتعلق بإصغائه لي حينما يكون عندي ما أقول .
والدي كان نادرا أن يقدم لي شخص بصفته ( عمي) كان نادرا جدا أن يفعل ذلك ، ولكنه كان دائما يقول لي ( عمك الهادي آدم ) .. ( زارنا عمك الهادي آدم وسأل عنك ) يقولها على ظلال ابتسامة عذبة كمن يزف خبرا سعيدا ، وعلى قدر سعادتي بالخبر أحزن لأنني لم أحظى بلقائه . كنت أحب في أبي أنه يحتفظ لي بحقي في الأشياء البسيطة مثل الزيارات التي لي نصيب فيها كزيارة الأستاذ الهادي آدم للأسرة و ( لي ). كان والدي لا يخلط أوراقه مع أوراقي ولا يبخس قدري في بسيط الأمور أو نفيسها ، وكنت أطرب لذلك . حينما كان الأستاذ الهادي آدم يضع اللمسات الأخيرة لمشروع ( أكوا سودان ) زارنا في البيت ، وطلب مني أن أكتب ( اللافتة ) لأول محطة صممها . كان يمكن للأمر أن يتم في غاية البساطة لأن عنايتي بالخط العربي بدأت قبل وقت مبكر من تلك الحادثة ، حيث كنت أعمل في العطلات مع الأخ عبد الحفيظ ميرغني الخطاط المعروف . أبي رغم أنه كان يتندر على إهتمامي الزائد بالخط ، شأنه في المعارضة السلمية ، ولكن أكثر ما كان يغيظني عبارته ( كل خطاط جهول ) .
أكملت كتابة اللافتة ، وكان أصعب شيء في التجربة المبلغ المالي الكبير الذي دفعه لي .. كنت أرفض استلام النقود ، وألتفت إلى أبي مستنجدا ، ولكنه كان صامتا طيلة الجلسة ، شأنه حينما يتركني أخوض تجربتي كاملة بلا ظلال تقوم بين العبد وربه ، ولا لاهوت . على مضض أخذت المبلغ ، وكانت بداية النهاية لعلاقتي مع الخط .
الطريف في الأمر أنني ظللت محتفظا بالمبلغ لوقت طويل لا أدري فيما أنفقه .. أنا عادة لا أحتفظ بالمال ، لأن اهتماماتي متعددة ، فضلا عن القدر الواسع من الحرية التي كانت تُعطى لي مع كل صباح جديد ، والتي تجعل العالم ينفتح أمامي بلا حدود لتجربتي ، سوا حد واحد هو أن أتحمل مسؤولية ما أفعل . بعض الأخوان كانوا يعتبرون أن أبي متساهل أكثر مما ينبغي ، والحق أن أبي كان صارما في محاسبته لنا . هو فقط كان معنيا بالسؤال ( لماذا فعلت ؟) أكثر من عنايته بالأمر ( لا تفعل ). كنت أعتقد ( في تلك السن ) أن أموال عمي الهادي لا يصح أن ينفقها غافل مثلي في الروايات الروسية وكتب الشطرنج ! و من هنا بدأ الانقسام .
لماذا الأشخاص الذين يحبوننا هم أكثر مقدرة من غيرهم على تغيرنا إلى الأفضل ؟ كثير من أصدقاء الوالد كانوا يزوروننا ، وكثيرا منهم لم يكن يهتم بـطفل الثامنة ، أو حتى يلحظه ، لكن أولئك الذين تعدى اهتمامهم دائرة السؤال الضيق ( كيفك يا شاطر ) الى مركز الدائرة ، هم وحدهم من نطلق عليهم إسم ( عمي ) . عمي الهادي آدم واحد منهم .

آسف لهذه الإطالة ، ولكن حضور من نحب يربكنا .

Post: #160
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-15-2021, 09:34 AM
Parent: #117

https://www.facebook.com/100000536690338/posts/4862447420449766/؟d=nhttps://www.facebook.com/100000536690338/posts/4862447420449766/؟d=n


سلسلة أحب مكان وأعز إنسان :💚

جمال الصدفة :
قادتني الصدفة إلى مكتبة من مكتبات حي الرياض بالخرطوم ويالها من صدفة ،، حقيقة كنت أبحث عن مكان لطباعة بعض الأوراق والمستندات الخاصة،، فتتبعت اللافتات حتى وصلت مدخل المكتبة واسمها ( دار باركود للطباعة والنشر ) دار تحت الأرض ويالها من دار ويالهم من رِجَال أَبْرَار .

ترحيب :
رحبوا بنا ( أنا وأبنائي ) بطريقة لم نعهدها من قبل في المؤسسات السودانية ( حكومية كانت أو خاصة )، جلست واسترخيت وشعرت بأطنان من الاطمئنان والراحة ،
سريعا اطلعت على المنشورات والكتب فوجدت ركناً خاصةً بالأستاذ الشهيد محمود محمد طه ،، ومن هنا بدأ خيط والونسة والعلاقات والمعارف،،، فالأخوة في الحزب الجمهوري يعرفون بعضهم حق المعرفة وكأنهم يعيشون في بيت واحد ،،وفي أثناء ( الونسه ) وضعوا أمام أبنائي مجموعة من الكتب السودانية المترجمة للانجليزية بعد أن عرفوا بأنهم يقيمون في الغرب ويتحدثون عربي واشنطون ،،
في هذا اللقاء السريع تعرفت على د. محمد صادق جعفر والأستاذ حسين محمد عيسى وسعدت جدا بهذه المعرفة ،

سؤال جانبي :
انتو أصحاب الفكرة الجمهورية ديل بجيبو التهذيب والذوق والأخلاق الرفيعة دي من وين ؟!
ليتني أعرف ليتني أتهذب مثلهم ،،وجميعهم يتصفون بهذه الصفات والقيم النبيلة ،،حفظكم الله يا أولياء الله يا انبياء هذا العصر ،،

شكر وتقدير :
شكرا لكرمكم وأدبكم وحسن تعاملكم ونبل اخلاقكم ، شكراً لهديتكم القيمة والغالية ( كتب ) لأبنائي الصغار ،

سحر النسيان :
طبعا نسيت فكرة الطباعة خالص وقمت أشتريت لي مجموعة من الكتب الرائعة وبأسعار معقولة جداً مقارنة بالمكتبات الأخرى ،، وهنا تظهر الاخلاق الحقيقية يا عبد الحي ( فالدين المعاملة ).

Post: #176
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-26-2022, 05:15 AM
Parent: #117

كتب الأستاذ محيي الدين عبدالستار ياسين:

كتب محي الدين عبد الستار

فى وعن...
ذكرى انتقال الاستاذ سعيد الطيب شايب....
كان اليوم رابع أيام عيد الأضحى،، وكنا فى حالة شدة وشدة عايشنها أيام قبل هذا اليوم !!!!!! الذ ى كنا لا ندري أنه لحظة تحول من حياة كنا فيها خارج زمن الحياة التى يعيشها بقية الناس إلى بداية نسخة جديدة من حياة بدأنا نتلمس فيها حقيقة ما كنا عليه من نعيم لم نكن ندرى أنه سيفارقنا !!!!! أدخلنا حياته ولم نكن ندرى حينها مفهوم أنك تريد وأريد الذى خاطبت به الارادة الإلهية وهم الارادة الذى كان عليه سيدنا داؤود !!!!! غير حياتنا ومفاهمينا وصحح قيمنا عن الحياة، وأعاد تعريف معانى كنا نظن ونستكين على معرفتنا عنها،،،أدخلنا مدرسة عن الحياة وللحياة ارتكز منهجها على أن تجسيد القيم ومعيشة المعانى هى الاجابة الصحيحة فى ورقة الامتحان النهائى ،،،حول فينا إتجاه المعرفة الذى كنا عليه وكانت عليه الحياة وما زالت بتغيير نظرية المعرفة من أنها تحصيل فى المدرسة والجامعة الى أنها تؤخذ من واتقوا الله ويعلمكم الله!!!! والى أن الوسيلة لذلك هى فى محبة الاخرين وتوصيل الخير لهم وكف الاذى عنهم.....كان ذلك يتم دون تكلف و ببساطة فى الشكل والمضمون لم نعهد على وجودهما فى اتساق فى ما ألفنامن حياتنا التى أتينا منها....كنا مجتبين بأن الله قيد لنا تجربة معايشة النسخة الثانية من الفكرة الجمهورية مقدمة من خلال نموذج تجسيد لها ،،ايقنا منه أن الفكرة الصحيحة تعاش وتجسد فى الدم واللحم كما يقال ولا تقرأ فى الكتب !!!!!!!!!!!!!!!!
كانت الحياة اليومية معه من أكل وشرب وذهاب للعمل وانشاد وانشغال بهموم حياة من حولنا من غير الجمهوريين والجمهوريين تنضح وتدعو بلسان حال بليغ عن الفكرة الجمهورية حينما تصبح حياة!!!! وكان ذلك هو سر السعادة التى كنا نعيشها وسر المحبة التى كانت تعتمر دواخلنا فى علاقتنا مع بعضنا،، نحن الذين عايشنا هذه الفترة الخصبة الغنية بهذه الحياة النوعية فى طبيعتها وهذا النموذج الداعى لها.......
كان اختيار واجتباء وفضل أراده الله لهذه المجموعة من الأخوات والاخوان لهذه المرحلة الحالمة والهامة من الفكرة الجمهورية....
كل شئ كان يتحدث عن الجمال فى هذه الحياة التى عشناها معه،، كما صرح هو عنها (( أن الحياة معى تعاش او كما قال ))
ذهبنا كعادتنا فى كل صباح عيد الى منزله،، وعلى غير ما كان عليه فى الايام السابقات من إعياء المرض ،،،إستقبل الاخوات والاخوان وهو جالس على سريره،، دخلت عليه امانى أولا كعادتنا عندما ناتى اليه سويا ...فسألها أين محى فى العيد وكنت أنا خلفها وسلمت عليه وحيانى بحرارة لم أكن أدرى أنها الاخيرة !!!!!!!!!! كان البيت ملئ بالاخوات والاخوان الاستاذ عبد اللطيف وماما نوال كانوا قد حضروا الى مدنى من الخرطوم من شهر مضى لمتابعة حالة المرض التى كان عليها .....
حدث فى اليوم السابق لهذا اليوم المشهود أن قرر الاطباء نقله للمستشفى لاستحالة متابعة حالته من المنزل، لم يكن استاذ جلال موجودا فى هذه اللحظة فقد أحال الاستاذ عبد اللطيف أمر قرار نقله الى المستشفى من عدمه الى الدكتور الأخ خليفة لحكمة ما،، فتشاور دكتور خليفة مع الدكاترة المتابعين للحالة ومع الأخ الفاضل صلاح مختار الذى وفر مع مساعدة الدكاترة كل المعينات التى تسمح بمتابعة الحالة فى المنزل وقد كان!!!!! قبل مغرب هذا اليوم ظهرت فحوصات وكانت مبشرة، وفرح الجميع بها واستبشروا خيرا وكان تعليق أستاذ عبد اللطيف للاخوات والاخوان على نتيجة الفحوصات ،، ان شاء الله تقدروا تحافظوا عليها !!!!
الاخ حيدر الصافي هو الذى كان متابع لموضوع الفحوصات.... استمرت حالة البيت فى حالة الاستبشار هذه بنتائج الفحوصات......
وفى نهاية حركة اليوم فى الليل كنت جالس منتظرا كالعادة اليومية ،استاذ جلال لأنى اقوم بتوصيله يوميا الى منزله وفى اثناء ذلك أتى إلي الأخ شيخ علي، وقال لي استاذ جلال قال ليك عاوز يمشى البيت....
فذهبت مع استاذ جلال وكانت معنا الاخت سيدة صابون لاقوم بتوصيلها الى منزلها أيضا ...وعندما وصلت منزل استاذ جلال انتظرت حتى ينزل من العربية وعندما نزل فاجأنى بأن أنتظره لانه يريد أن يرجع لمنزل استاذ سعيد !!!!! وهنا بدأت أتلمس أن هناك شئ !!!! لانه من غير الطبيعى أن يطلب استاذ جلال هذا الطلب الا اذا كان فى الامر شيئا!!!!!!!! وبدأ فكرى منشغلا ويبحث عن تأويل لهذه الرغبة !!!! أثناء ذلك رجع استاذ جلال الي و رجعنا الى بيت استاذ سعيد مرة أخرى....كان الموجودين فى الحوش فى الكراسى حسب الذاكرة الأخ العركى والاخت عيشة عبد الرحمن ، كان استاذ عبد اللطيف نائما تحت شباك غرفة استاذ سعيد، وماما نوال و الأخوات اللى بايتين فى البيت موجودين فى غرفة الاخوات بالداخل،، استاذ جلال جلس فى كرسيه وبعد فترة زمن قصيرة دخل فى صلاة وأنا جلست فى اقرب كرسى للمزيرة اللى فى الحوش وفى هذا الأثناء أتت علي الاخت الدكتورة سعاد بابكر وقالت لي ، أستاذ سعيد بيحتضر!!!!!!!!!!!!! اتفاجأت من العبارة واستنكرتها !!!!!! بعدها بثوانى انفتح باب غرفة استاذ سعيد وخرج دكتور خليفة ومعه الاخ محمد عبد الباقى( مدنى ) فوجد استاذ جلال بصلى فذهب لاستاذ عبد اللطيف وقال له شيئا((يبدو انه اخطره بحالة احتضار استاذ سعيد )) دخل استاذ جلال واستاذ عبد اللطيف بعد ذلك للغرفة وقمت أنا ودخلت خلفهم للغرفة ... فكل الاخوان والاخوات داخل الغرفة كانو فى حالة وجوم وصمت كان هناك مجموعةمن الاخوان داخل الغرفة أذكر منهم استاذ جلال واستاذ عبد اللطيف ودكتور خليفة ودكتور خواض وأستاذ الفاضل شايب والاخ الناجى والاخ محمد عبد الباقي ومن الاخوات الاخت فاطمة شايب والاخت دكتورة نجوى سعيد وعندما دخلت أنا الغرفة جلست فى السرير الذى بجانب سرير استاذ سعيد وبعد دقائق من دخولنا للغرفة بدأت ألحظ أن نفس استاذ سعيد فى تصاعد وكل من بالغرفة توجه نظرهم فى مراقبة هذا المشهد فى حالة صمت كأنها تستجدى بأن لا يحدث ما هو متوقع فى هذه الحالة!!!!! وعندما لفظ استاذ سعيد نفسه الاخير و ودع حياتنا الى حياته الأخرى التى انتظرها وعمل لها....قلت فى نفسى هذا الذى لم نكن نعلمه ولم نكن ننتظره!!!!! هل انتهت الحياة؟؟؟ وماذا نحن فاعلين ؟؟؟؟ والى أين سنذهب بعد ذلك؟؟؟؟ كانت هذه تعابير لحظة صمتى !!!!! بعدها قام دكتور خواض بالكشف على استاذ سعيد وحين تأكد من أن الانتقال قد حدث قدم السماعة لدكتور خليفة ليتأكد هو كذلك، ثم شرع دكتور خليفة فى خلع الدربات !!!!
الدكتورة نجوى يبدو أنها لم تكن تلحظ مشهد الانتقال وعندما شاهدت أن دكتور خليفة يقوم بخلع الدربات قامت من مكانها فى وسط الصمت الذى كان يخيم على الغرفة وعلى الموجودين بها وتوجهت الى استاذ عبد اللطيف فى حالة من البكاء وكانت تقول له....
دة شنو يا استاذ عبد اللطيف!
دة شنو يا استاذ عبد اللطيف! كأنها تستنكر عليه الانتقال !!!!! فقام استاذ عبد اللطيف بحزن وفى حزن شديد وصمت أشد بمسك يدها وتهدئتها !!!!!
فى لحظة الانتقال توجه نظرى مباشرة وبسرعة الى الساعة المعلقة فى الغرفة فكانت ساعة الانتقال وساعة نهاية هذه المرحلة وبداية مرحلة أخرى هى الساعة أثنين الا تلت صباح يوم ٢٦ فبراير ٢٠٠٢،، خرج بعدها الاستاذ عبد اللطيف بعد فترة زمن من لحظة الانتقال والصمت، الذى قطعه صوت بكاء فاطمة شايب، حيث بدأ الاخوات خارج الغرفة يتجمعون فى خارج الغرفة ويبدو إنهم علموا بلحظة الانتقال من دكتورة سعاد!!! فخرج عليهم استاذ عبد اللطيف وقد كنت مشفق عليه فى الكيفية التى سوف يخطر بها الاخوات والأخوان ،،،،،،،، ورفع الفاتحة إعلانا بذهاب أكبر تجسيد لقيم الفكرة وانطوى عهد من أهم عهود حركة الفكرة الجمهورية !!!!!!!!!!!!!!!
لابد من التعرض لمشهد التشييع الذى كان على حسب ما لاحظ الكثيرين بأنه أكبر تشييع حدث على الاقل فى مدينة مدنى، ان لم يكن فى السودان !!!!!!!!!!! خرجت المدينة نساء ورجال وأطفال سيرا على الأقدام فى تشييع مهيب ،،فقد قال أحدهم فى ملاحظته عن التشييع،،، ((كأنه أول انسان يموت فى
الأرض ))
فهو قد كان كذلك عندنا الذين عشنا معه !!!!!
علمنا معنى الحياة !!!!!!

Post: #122
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-13-2021, 02:00 PM
Parent: #100

كتب الأستاذ القاص عبدالغني كزم الله البشير

استاذ عبداللطيف، ❤️🌹🌺

معه، او في داره، تحس بأمان وسكينة وحبور لا يوصف، تعيش في عرش اللحظة الحاضرة، في بيت متواضع وبسيط وغني الروح، يرتاح الفكر من الذبذبة الفطرية بين الماضي والمستقبل، لا تحس بالزمن، انت في قلبه، عرش الحاضر، لا حواشي ماضيه او غده، ذلكم الوقت الوهم،.

لا حديث معه، احس بحياء عظيم، فقط لحظه، من بعيد، لايشقى جليسة، ابدا،.

انسان، انسان، انسان، يراقب الاطفال في الطريق، او الحمير، رؤوم، روووف بها، يزجر صاحب الحمار بحب، او يوصي ام بمسك طفلها بالجهة الاخرى من الطريق، كما حكي تلميذه محمد نجم الدين،.

لم اتحدث معه في حياتي كثيرا، اقل من القليل، فقط الصمت القدسي لسان الحال، علمه بحالي، يغنيه عن سوالي، ينشر الانس ذاته في نواصي بيته وقلوبنا جميعا،.

من الاستحالة وصف صفاء النفس في صالونه ، النفري أشار لذلك، اذا اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة، والعارف فوق ما يقول،.

Post: #123
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-18-2021, 03:23 PM
Parent: #122

يعقوب عبدالرحمن ادربس

كتبت الأبنة الباشمهندسة سارة بشير علي حماد

عم يعقوب أو Jacob زي ما بسميهو أبوي
باسم المحيا دايما، أكاد أجزم إني ما حصل شفتك مكشر أو غضبان أو زعلان أو متضايق.. دايما هاش و باش لدرجة العدوى ! سمتك البِشْر و طبعك الرضى.. حتى في وفاة بنتك أسماء - سلام عليها في العالمين - كنت ثابت و صابر و وجهك كان منطرح بصورة لا تخطئها العين لأنك ما اتعودت على غير التبسم..
في طفولتي، بيتك كان من أحب البيوت لدي، بيت نضيف حسا و معنى، معتق بالبخور، مليان روح و بركة و دين، مليان حكمة و مودة.. ياما لعبت في ربوع بيتك المروحن مع أسماء و صالحة و عبدو.. لعبنا كمبليتة و أكلنا ليمون بالملح.. و نمت قريرة العين عندكم..
من أكتر الحاجات البتترك انطباع راسخ في نفسي عن أي إنسان هي طريقة سلامو.. فالسلام البشوش وقعو كالسحر في النفس!
نضروا وجهي بطيب السلام * فالسلام؛ مسجد القلب
وأقيموني به ما أقام * فالمقام؛ مهبط الحب

من أنا طفلة كنت بتسلم علي بحفاوة و ترحاب كبيرين، و تحفل بي أيما احتفال، كنت فاكرة اني مميزة وقتها، بعد داك عرفت إنو ده ديدنك، أي إنسان بتشعرو بأنو عظيم، و ده حبب الناس فيك..
كنت بتناديني "مرحب بالتي".. المجال ليس لشرح العبارة لكن سعيدة بأنو عندي إرث يربطني بيك..
الله يوسع مرقدك و ينور مقامك و يجمعنا بيك في مقعد صدق عند مليك مقتدر
و ربنا يحسن عزاء آلك و صحبك و يجبر كسر كل من فقدك و حزن على فراقك

Post: #124
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-19-2021, 02:45 PM
Parent: #123

كتب الباشمهندس الهادي آدم محمد

*يعقوب عبد الرحمن إدريس:*
*طاب حيًا وطاب ميتًا*
وُلِدَ الاخ يعقوب عبد الرحمن إدريس في النيل الابيض وترعرع ونشأ في قرية الحديب التي تبعد عن ربك حوال ٢٠ كيلومتر في الضفة الشرقية من النيل الابيض ..والحديب قرية قايمة على مشروع زراعي يروى بالطلمبات وأهالي الحديب خلطة من عديد من قبايل السودان ولكنهم منصهرون في بوتقة التوحد لا يعرفون الجهوية فهم متحابون ويتزوجون من بعض ونسبة التعليم فيها معقولة بل ممتازة.
أبويه الحاج /عبد الرحمن ادريس وهو من قبيلة البني هلبة
وأمه الحاجه /زينب بت محمد زين من قبيلة نزّي من قبايل النيل الابيض وقد ماتت والدته رحمها الله في شبابها..وقد أسمى يعقوب بنته الأولى ب (زينب) على والدته التي يحبها كثيرا وقد صار أكثر الناس ينادونه ب( أبو زينب). .
يعقوب هو الأخ الأكبر من خمسة أخوان هم خلف الله والصادق و حسين وطه وله اختان هما: حُكم الله و منى. يعقوب عبد الرحمن متزوج من الفضلى مريم جبريل شقيقة الاخ عبد الرحمن جبريل وكلاهما جمهوريين ومنشدين ..وقد رزقه الله من الابناء أحمد والحسن ومحمود والصغير عبد الرحمن المسمى على جده عبد الرحمن إدريس، كما وللأخ يعقوب من البنات سمية وصالحة وأسماء التي توفيت قبل أربع سنوات في رمضان نفس شهر انتقال الأخ يعقوب..
ولد فقيدنا حسب شهادة التسنين في العام ١٩٥٥م ولكن ربما كان الميلاد الحقيقي في بدايات الخمسين وتوفي في مساء السبت ١٧ من صيف ابريل ٢٠٢١ الموافق ٥ رمضان ١٤٤٢ هجرية توفي وهو دون سن ال ٧٠ بقليل ..
الأخ يعقوب من الرجال طويلي القامة أخضراني اللون يتكفّأ في مشيه دايم البشر وتسبقه الإبتسامة ..
درس الأخ يعقوب في مدرسة الحديب الإبتدائية والمتوسطة في كوستي والثانوية في كوستي القوز ١٩٧١-١٩٧٤ ثم دخل عقد التدريس حوالي ٣ سنوات إلى أن زارنا في كنانة حيث عمل معنا في محطات مياه الشرب بشركة سكر كنانة كان ذلك في العام ١٩٧٦ واستمر في العمل حتي العام ٢٠١٦ حيث أدركه المعاش لبلوغ سن ال ٦٠ وقد كان في قمة العطاء .. بعد ذلك رحل الأخ يعقوب إلى الخرطوم حيث بنى لأسرته منزلًا في الشقلة مربع ٦..

Post: #125
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-19-2021, 02:47 PM
Parent: #124

[2]

من خلال عمله في شركة سكر كنانة نال الأخ يعقوب الليسانس جغرافيا من جامعة القاهرة الفرع
كما ونال دبلوم الهندسة الصحية من جامعة الخرطوم ١٩٨٩ لمدة ثلاث سنوات ثم دراسات فوق الجامعية في كرسي اليونسكو للمياه في جامعة امدرمان الاسلامية
في هندسة المياه والبيئة ..وقد كان ممتازاً في كل دراساته .لقح يعقوب عبد الرحمن دراساته العلمية بعلوم الحاسوب فتعامل مع كل البرمجيات من word , Exell , power point, Typing and Nett science فصار مواكبًا للغة العصر حيث تحول تعريف الأمي ليس ذلك الذي لا يعرف القراءة والكتابة وانما ذلك الذي لا يعرق لغة الكمبيوتر..
بعد أن تركت أنا كنانة لانشغالي في أعمال خارجية استلم بعقوب قيادة أعمال مياه الشرب ثم تدرج في الدرج الوظيفي حتي صار مديراً للهندسة المدنية في سكر كنانة ..
ثم أدركه المعاش وهو في قمة العطاء كما اسلفنا ..
الفتره الزمنية التي عرفته فيها كانت في العام ١٩٦٦م
٥٥ سنة ولكن الفترة التي فضيناها مع بعض تقريبا من الثانوي العالي ١٩٧١ هي حوالي ٥٠ سنة ..
في فترة الثانوي العالي ١٩٧١- ١٩٧٤ يعقوب كان في داخلية النيل الأزرق وانا في داخلية النيل الابيض، يعقوب كان أوكل إليه رئاسة داخلية النيل الأزرق في فترة من الفترات كإن رياضيًا اشترك في سباق الضاحية وكان يشترك في القفز بالزانة نسبه لطوله الفارع و رشاقته ..
في كنانة لم يكن للأخ يعقوب نشاط رياضي نسبةً لزحمة العمل ولكن كان له نشاط اجتماعي فكان الرجل مواصلاً للناس من الأقارب والأصدقاء وكان محبوبًا جداً .. في مجال العمل كنت كثيرا ما أقول للموظفين والعاملين معي أن مرفق مياه الشرب في مكان مثل الشمس والقمر القيل عنهن لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد ،، كذلك مرفق مياه الشرب يجب أن يستمر في العمل ليل نهار طوال العام ،،الشاهد في الأمر في مناسبات الأعياد أن الفنيين كل واحد عايز يمشي يقضي العيد مع أهله وبالطبع لا يمكن ترك محطة مياه الشرب بدون مشغلين لأن الماء مطلوب في المدينة السكنية و المصنع فعندما يحتدم النقاش بينخنا يأتي دور الأخ يعقوب وبهدوئه المعتاد يقول ليهم (ياخوانا في شنو الجدال؟! انتو امشو عيدو مع اهلكم وانا بمسك ليكم الشغل واهلي قراب في الحديب ساعة واحدة بمشي واغطيهم ..وهكذا تُحل المشكلة.:

Post: #126
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-19-2021, 02:48 PM
Parent: #125

[3]

لم يكن يعقوب متسيبا في عمله ولا يحب الغياب فقد كأن منضبطًا وكان يحترم المواعيد ويزيد عليها في الرجوع إلى منزله ،، ثم انه في اي استدعاء طاريء تجده ملبيًا فقد كآن رجلًا مسؤولا بحق.. كذلك يعقوب إذا تأخرت عربية الوردية لا يجلس في البيت بل يذهب إلى العمل وكثيرا ما كان يسبق العربية في وصوله للعمل على اعتبار الاعطال ..وعندما يصل ويسأل بكل ادب (يا خوانا إن شاء الله عافية)،،ولا يعاتب ابداً فالعمل عنده عبادة..
التزم الاخ يعقوب الفكرة الجمهورية مع المرحوم الاخ عبد الباقي أحمد محمد في العام ١٩٧٩ وكانوا في قمة السلوك وكلاهما ينطبق عليهم الحديث (من ما عقدوا ما نقضوا)،،
فالفكرة الجمهورية تتلخص في اتباع طريق محمد طريقة الطرق في (كف الأذى عن الناس و تحمل الأذى وتوصيل الخير للناس، ثم خلوة مع الله في الليل بالتهجد والصلاة والعبادة، و جلوة مع الخلق بالنهار في المعاملة)،، وقد وجدت الفكرة أصلاً تربة طيبة عند الاخوين ..رحمهما الله ..
الاخ يعقوب كما ذكرت كان اجتماعياً يزور الناس في افراحهم واتراحهم وكان إذا اختلف زوجان كان الأخ يعقوب يستطيع ان يجمع بينهما فهو مقبول وقد شهدت معه حالة صعبة لرجل وامرأة تشاجرا وتشبث كل بموقفه حتي كاد الطلاق أن يقع بينهما فذهبت مع الأخ يعقوب ووجدنا القبول عند المرأة وذهبنا للرجل وهو صديقنا فقبل عتابنا وجمعناهما في نفس اليوم وانجبا بعد ذلك من الذرية وما زالت حياتهما عسل على لبن ..
يعقوب رجل صالح، كذلك كإن رجلا شجاعا يقول الحق. اختلفت انا مع مرؤوسي في العمل وتم إيقافي من العمل في كنانة فذهبوا للأخ يعقوب واغروه أن يحل مكاني فرفض اقتراحهم بأن يؤدي العمل حتي رجوعي من الوقوف وقوفي عن العمل بظلم، ففروا منه حيث أن ليعقوب وجه آخر مهاب غير مبتسم عندما يشعر بأن هناك ظلم وقهر فكان وجهه واحدًا

Post: #127
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-19-2021, 02:49 PM
Parent: #126

[4]

ويعقوب كآن رجلًا ورعاً من النوع الذي (يترك سبعين باباً من الحلال خوف الوقوع في الحرام)،،وكان (كثير الحمد والشكر لله)،،،وكان يكثر من الاستغفار وكان يعقوب لطيفاً جداً لا يواجه أحداً بما يكره وكان يداعب الأطفال والشخص الاصنج الصعب الذي لا يتفاهم يرسلون له يعقوباً فيربت الأخ يعقوب على كتفه ويمازحه فيمتص عنه حرارته فقد كان الرجل مقبولاً ..
الحديث (أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي)،، كثيرا ما دخلت على الأخ يعقوب وهو لوحده فأجده في حال من الانكسار والحزن النبيل الذي في هذا الحديث يقبل عليك بكليته تسبقه الابتسامة.. يعقوب لا يعرف الغل ولا الحسد فلطالما رأيته يفرح لفرح الناس في نجاحاتهم وسعادتهم ويتمني لهم الخير والزيادة ..
بدأ مرضه بشكوي خفيفة بخشونة في الركبتين وجلس في البيت لتخفيف الحركة وكلما نتصل به يقول إنه بخير ثم يظهر من صوته المعاناة وبدأ يعزف و يعاف الطعام فطلب منه ابنيه أحمد و محمود الوصول للسعودية فوصلهما ولكن كانت الآلام حادة في المعدة فتم التشخيص: التهاب البنكرياس وساءت الحالة وتم النصح بأن يرجع إلى السودان فودع شقيقه خلف الله وولديه وبدر الدين عثمان بعد أن إعتمر كأحسن ما يكون وزار قبر السيدة خديجة . استقبلناه في المطار وكان في جلباب أبيض ووجه ضاوٍ كأحسن ما يكون ودمعته في عينيه ..توالت رقداته في المستشفى ، فيصل ، الاطباء ، فيوتشر والمعلم ولم يجد ذلك فتيلا فجلس في بيته وكان معه الاخ عبد الرحمن جبريل والاخ يوسف عمر ، تردد عليه الاخوان والاخوات والاصدقاء و المعارف في كل المستشفيات فودعهم ..
يعقوب لم يكن يريد تعب الاخوان والناس فكأنما استجاب الله ان تقبض روحه الطاهرة في المساء عند صلاة العشاء تم غسله بواسطة الاخوين عبد الرحمن ويوسف عمر وتم تشييعه بعدد لا يستهان به وكان هناك الذكر بالاسم المفرد .. حمل إلى قبره سريعاً رأيت قبره رطباً عميقاً ونزل جسده الطاهر في لحده بسهولة وتم مواراته الثرى ..
عليه رحمة الله ورضوانه فقد عاش حياةً طيبة وفارق الحياة وكل من عرفه بكاه وهو راضٍ عنه فتكرار مثله نادراً ما يكون وخلّف ذكري طيبة عطرة تسري بين كل من عايشوه .. حار العزاء لاخوانه واهله و عشيرته وزملائه واسرته وكل من عرف الراحل يعقوب..
تم رفع فراشه بالأمس بين ذكر وانشاد ودعوات طيبات في رمضان شهر الله المعظم حيث تستجاب الدعوات..
إلى جنات الفردوس الأخ يعقوب عبد الرحمن إدريس مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا..

الهادي آدم

Post: #128
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-04-2021, 04:14 AM
Parent: #127

اليوم الرابع من مايو ٢٠٢١.تمر علينا الذكرى السنوية السادسة لرحيل الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله
يتزامن هذا مع زيارة يقوم بها هذه الأيام للسودان الأستاذ عمر عبدالله محمد علي (عبد الظمبار) بعد غياب.
يطيب لي بهذه المناسبة اعادة نشر مقاله المعتق هذا والذي يحكي عن نفسه
—-
قلوب من ذهب

غادرت السودان في 1991 ولم ارجع إليه إلا في شهر يونيو الماضي.. وحقيقة كنت زاهدا في الرجوع للسودان نسبة للظروف المعروفة...إجازتي الماضية ذهبت بها إلى ولاية ميتشجان في ديسمبر الماضي..

ولكن بعد أن عدت من هناك انتابني إحساس عميق بأن أذهب إلى السودان وكنت أحاول طرد هذا الهاجس الذي لم يكن عندي طيلة 15 سنة.. أخيرا فاتحت الأخوان أزهري بلول ود. مصطفى الجيلي بالأمر فشجعاني كثيرا على هذه الخطوة.. توكلت على الله وحزمت أمري وسافرت إلى السودان..

هناك في مطار الخرطوم وفي فجر الأول من يونيو كان الموقف بليغا ومؤثرا، فقد كان في استقبالي أخواني الجمهوريين: د. عمر القراي، ومحمد علي وديدي، ومحمد عبدالباقي وكمال عبدالحي ونفر كريم من الجمهوريين.. هناك تحادثت مع أستاذ عبداللطيف وهنأني بسلامة الوصول.. ثم كانت أسرتي الصغيرة والكبيرة التي قدمت لاستقبالي..

أول شيء لفت انتباهي هو أن الخرطوم تغيرت من كل النواحي، من ناحية المباني والشكل والرائحة واللون والناس واهتماماتهم.. الأسواق ازدحمت بالناس من كل مكان وفيها تريفت المدينة.. المطاعم زاحمت الناس وتقلصت الميادين والفسحات والمنتزهات لدرجة الاختفاء عن كثير من الأماكن المشهورة..

في اليوم الثاني ذهبت مع زوجتي رشا عبدالفتاح وابنيّ عبدالله وأمين وأخي صلاح لزيارة الأستاذ عبداللطيف الذي احتفى بنا احتفاءا.. وكما قالت زوجتي رشا أنها شعرت بطمأنينة وألفة ورحابة أثلجت صدرها.. وجدنا هناك مع أستاذ عبداللطيف نفر كريم من الأخوان والأخوات من ضمنهم عاصم حامد، وأحمد جون، ووجوه كثيرة أعرفها جيدا من خلال شرائط الفيديو التي معنا.. سألنا أستاذ عبداللطيف عن حالنا وأحوالنا وحال إخواننا في أمريكا.. وهناك مكثنا مدة ليست بالقصيرة حيث لعب عبدالله وأمين مع أحفاد أستاذ عبداللطيف.. وتحدثت مع العزيز أحمد جون الذي فاجأني بمعرفته الدقيقة لمدينتنا وولايتنا التي نسكن فيها.. وعندما سألته: هل زار الولايات المتحدة من قبل كانت دهشتي أنه لم يزر هذه المناطق بعد!!

أيضا من الأشياء التي وقفت عندها وتمت في طريقنا إلى بيت أستاذ عبداللطيف كنت قد سألت أخي صلاح بأني أريد أن أذهب لمنزل أستاذ عبداللطيف كانت دهشتي أن صلاح أخي يعرف البيت.. فقد زاره مرات عديدة مع أخي عرمان عثمان، شقيق عبدالله عثمان..

كان ابني عبدالله حينما دخلنا منزل أستاذ عبداللطيف يحمل معه بعض الألعاب.. وهناك لعب بها مع حفيد أستاذ عبداللطيف.. وفي ساعة الإنصراف رفضت أسرة أستاذ عبداللطيف قبول ألعاب ابني وأصروا على أن يأخذها ابني معه..

من هناك كنا نريد منزل عمر القراي الذي لايبعد كثيرا.. كان عاصم حامد يحاول ان يبسط لنا في وصف الطريق إلى منزل القراي.. هنا أشار أستاذ عبداللطيف لأحد الأخوان بأن يذهب معنا ليدلنا على البيت..

وصلنا بيت القراي ووجدناه وأسرته الكريمة هاشا باشا بمقدمنا، فقد كنا نقيم ونعمل في نفس المعهد ونفس المدينة بكاليفورنيا قبل رجوعه إلى السودان.. أسرتي أيضا تعرف القراي جيدا فقد سبق أن زارهم في الحصاحيصا عندما رجع إلى السودان.. قضينا وقتا جميلا مع أسرة القراي، وكانت فرحتنا قد اكتملت عندما غادر معنا القراي في سيارة أخي صلاح لمعاينة شقة معروضة للإيجار فوق شقة أخي صلاح بمدينة النيل ولاحقا سكن القراي فيها.. وبما أننا كنا في نفس الوقت نزور بعض الأهل والأقارب في تعزيتهم في أعزاء رحلوا خلال غيابي الطويل ابى د. القراي إلا أن يشاطرنا في هذه الزيارات.. وهذا هو القراي الذي نعرفه..
بعد ذلك سافرت إلى الحصاحيصا مع أسرتي الصغيرة.. هناك قمت بزيارة منزل الراحل المقيم أحمد البدوي فلم أجد أحد بالمنزل واخبروني بانهم ذهبوا الخرطوم.. كنت قبلها قد زرت منزل أسرة أخي أزهري بلول وبعد يومين تقريبا قررت زيارة رفاعة لمقابلة الأستاذ خالد الحاج.. اتصلت بأخي د. القراي الذي أعطاني الوصف وبعد أن أنهيت المحادثة تذكرت انني لم آخذ رقم الهاتف ترددت في الاتصال بالقراي مرة أخرى.. وقلت لنفسي سأذهب إلى رفاعة لزيارة الأستاذ خالد الحاج، وإذا لم أجده أكون قد زرت رفاعة لأول مرة في حياتي..
ركبت البنطون بعد أن شرحت لي زوجتي رشا العملة السودانية وكم تساوي، وكم علي أن أدفع لسائق الحافلة وللبنطون؟؟!!
وصلت إلى منزل الأستاذ خالد بعد ان سألت بعض طلاب المدارس الذين تواجدوا صدفة أمام المكان الذي نزلت فيه حسب وصف القراي..
وجدت أمام البيت طفلا وحاولت أن أنقر على الباب ففاجأني الطفل بأن "أتفضل".. وقلت له "هل دا بيتكم؟؟" وسألته: "ممكن تدخل البيت وتقول ليهم أنو في ضيف على الباب!!"
رجع الطفل مسرعا وقال لي: "قالوا ليك اتفضل.... ما قلت ليك؟؟"....
فدخلت بحذر بعد أن سمعت مناد من الداخل "إتفضل"..!!..

دخلت ووجدت الأستاذ خالد يتناول طعام الافطار.. فدعاني للفطور معه، فأخبرته بأني فطرت.. فقال: لماذا أكلت وأنت تنوي زيارتنا؟؟!! كانت هذه أول مرة أزور فيها رفاعة وأقابل فيها أستاذ خالد.. جذبتني أريحيته وكانني أعرفه منذ ألف سنة..هذا الإحساس إنطبع عندي من الوهلة الأولى.. تحدثنا عن اشياء مختلفة بعد السؤال عن الأحوال والأهل والأخوان في أمريكا..

بعد ان شربت الكركدي والشاي استأذنت منه فطلب مني الإنتظار قليلا.. ثم بعد ذلك كان هناك شقيقه يود السفر إلى الكاملين فطلب مني مصاحبته حتى الحصاحيصا حيث ان طريقه يمر عبرها.. أوصلني إلى البنطون شقيقه الآخر.. وعدت أستاذ خالد بعد سفري لكوستي وعودتي إلى الحصاحيصا أن أحضر مرة أخرى لوداعه.. هنا طلب مني أن آخذ رقم هاتفه.. رجعت إلى الحصاحيصا ثم إلى كوستي وعدت مرة اخرى للخرطوم حيث زرت د. القراي عدة مرات في مكتبهم بالعمارات العامر دينا ودنيا.. هناك قابلت عددا من الأخوان والأخوات: المهندس أبو عبيدة، أحمد جون، عزالدين صديق، نزيهة محمد الحسن، عثمان الجعلي، علي الزبير_الذى توثقت علاقتي به ابان كنت اسكن في بريطانيا_... وغيرهم..
أخبرت القراي الذي اصبح جار أخي صلاح بأني اريد أن أحضر جلسة مع استاذ عبداللطيف وحددت اليوم وكنت حتى ذلك الوقت مشغولا بزيارات التعزية التي لم تنته بعد.. فحضرت تقريبا في منتصف الجلسة حيث وجدت البيت عامرا بالأخوان والأخوات ومع أن الجو كان حارا جدا والعرق يتصبب... يا مصطفى الجيلي... إلا أن الجو الروحي كان قد لطّف حرارة ذلك الليل.. والإنشاد العرفاني يعبق بعد ان عرك طينة غفلتنا وتقصيرنا فأعاد لنا روحنا المفقودة وملأ أفئدتنا أمنا وسلاما..

رحب أستاذ عبداللطيف بمقدمنا عندما شاهدني وأنا جالس في صحن الدار مع اخواني واحبابي.. عند نهاية الجلسة صافحني بعض الأخوان اذكر منهم الأستاذ إبراهيم يوسف الذي عانقني وهو منشرح الوجه وتأثرت بذلك كثيرا.. أيضا كان هناك د. عبدالله النعيم، محمد مجذوب، الريح ابوإدراس، د. طلب بلة زهران، أستاذ بشير، وكنت أتمنى أن أجد في تلك الليلة صديقي واخي أحمد محمد الحسن، إلا أنه لم يكن موجودا........................
في مدينة كوستي زرت الاخ بابكر أبو صقعو الذي سألني كثيرا عن الأخوان، وخاصة رفيقه الأخ فائز عبدالرحمن.. وقابلت كذلك الأخوان الطيب محمد الحسن وعوض صالح وخلف الله عبدالعاطي.. وختمت زيارتي لكوستي بتلبية الدعوة لحفل شاي فاخر من الطيب ونائلة ولكن بسبب عزاء عاجل غادر الطيب في نفس اليوم إلى الشمالية..

عندما رجعت مرة أخرى للخرطوم كنت أقابل يوميا تقريبا د. القراي الذي هو فرد اصيل من الأسرة .. بعدما تحدثت عنه وحدثني أخي صلاح عنه، فأصبحنا لا نبثه اشواقنا فقط ، بل نغرقه في همومنا أيضا.......................... هناك في شقة القراي قابلت الأخ قصي همرور الذي كنت قد قابلته اول مرة في مونتري عندما زارنا سابقا.......
في أحدى الأمسيات الجميلة زرنا مع إخوتي محمد علي عبدالله وصلاح عبدالله والقراي منازل الأخوان : المهندس أبوعبيدة محمد سعيد ود. عادل خضر حيث زارنا هناك الأستاذ الريح ابوإدريس ومن ثم عرجنا على منزل الأخ عبدالله فضل الله الذي طلبنا منه ان "نشرب معه قصيدة عرفانية" بدلا من تكريم آخر نسبة للتخمة التي اصابتنا من جراء الكرم الفياض الذي حبانا به إخوتنا السابقين.. فوافق وكانت قصيدة (عليك صلاة الله ثم سلامه) التي خلخلتنا ونحن نردد معه مقاطع القصيدة.. بعد القصيدة استأذنا للرحيل فرفض الأخ عبدالله وقال " سوف نرى إذا كان الشاي جاهزا وإلا فسوف ناذن لكم".. غاب عبدالله ثم عاد بسرعة البرق وهو يحمل سرامس الشاي واللقيمات الحار.. الغريب في الأمر ان التخمة التي اصابتنا بعد القصيدة تبخرت وكانت هناك مساحة لكرم عبدالله فضل الله ......
بعد ذلك غادرنا ود البخيت والسنتنا تلهج بالشكر والثناء..

رجعت إلى الحصاحيصا مرة اخرى حيث زرت أيضا مرة أخرى اسرة اخي ازهري بلول وكذلك أسرة المرحوم أحمد البدوي.. في هذه المرة قابلت الأسرة وشربت القهوة المشهورة يا د. صلاح..... مع الوالدة ومهلب ومحمد والأخوات. كان هذا في المساء............................... قبل ذلك في الظهر رجعت مرة اخرى لرفاعة بعد أن هاتفت أستاذ خالد الحاج، ....وطبعا في هذه المرة كنت أعرف الطريق جيدا، واتجهت للبيت دون مساعدة..
وجدت أستاذ خالد ومعه د. هاشم الجعلي.. وبعد قليل جاء الأخ تاج الدين عبدالرازق الذي عرفته وعرفني فقد زارنا في كوستي في الثمانينات مع عبدالله عثمان الذي كان يزورني كثيرا بصحبة ضيوفه من الأخوان الجمهوريين إذ أن بيتنا على "فركة كعب" من بيتهم.. وأذكر أنه أتى في صحبة الأخوان شيخ علي ..."ياشيخ علي اذا انت نسيت انا ما نسيت!"، د. القراي، د. الباقر العفيف، تاج الدين، عمر هواري، حيدر بدوي، الطيب محمد الحسن ونزيهة ود. أسماء محمد الحسن و جميلة الحاج، عوض صالح، فائز عبد الرحمن وغيرهم لا استحضرهم الآن..
كنت قد وصلت إلى منزل الأستاذ خالد ، قليلا بعد منتصف النهار.. تحدثنا في موضوعات مختلفة مست أوجه الحياة الغير متناغمة خاصة في السودان.. كذلك عرجنا على الحديث على تطورات الأحداث العالمية..

كان حديث الأستاذ خالد حديث الخبير الذي سبر غور الأشياء وتداعياتها، وكان جلّ همه هو كيف تنعكس كل هذه التطورات أمنا ورفاهية في ترقية الأنسان........... كنت قد سألته قبل ذلك عن صحته فقد لاحظت بعض الأدوية موضوعة امامه.. فأخبرني بأنه يعاني من آلام في المفاصل ولكنه الان أفضل كثيرا، ...عرضت عليه فكرة أن نقوم بدعوته لزيارة أمريكا لعمل المزيد من الفحوصات الطبية. فأخبرني أن مرضه معروف وقد ارسل له الدكتور صلاح موسى العلاج المطلوب...
. أيضا أخبرني بدعوة د. ستيف هوارد له للمجيء لأمريكا للمشاركة في ورشة عمل وعندما بدا في إجراءات السفر بصحبة إبنته لم يوافق القنصل على منح التاشيرات الازمة فصرف النظر عن السفر.. ..

بعد ذلك هممت بالذهاب بعد أن استاذنت منه، فطلب من شقيقه إحضار الموجود من الطعام....... ويا نعم الموجود.. فتناولنا الغداء وتوابعه.. بعد ذلك أذن لنا بالذهاب.. وبعد أن حمّلنا أشواقه وسلامه لنا ولأخواننا في أمريكا، أوصلنا شقيقه إلى البنطون حيث عبرنا إلى الضفة الأخرى......... في يوم السفر من الخرطوم كان اليوم مزدحما للغاية وكنت قد وعدت استاذ عبداللطيف باني سوف أزوره وأودعه وفعلا ذهبت مع أخي صلاح إلى منزله فتركني هناك كي يعود لاحقا لأخذي.. لم أجد أحد عندما طرقت الباب، ويبدو ان البيت قد كان خاليا من الناس، فعاودت الطرق مرة أخرى.. وفي هذا الأثناء أتى الأخ أحمد عبدالماجد واخبرني بأن أستاذ عبداللطيف وجمع من الأخوان في الحارة الرابعة مع أمنا آمنة لأن أستاذة اسماء قد وصلت اليوم.. فتح لنا أحمد عبدالماجد الباب ودخلنا، وبعد قليل دخل عرمان عثمان شقيق عبدالله عثمان الأكبر الذي اتى لزيارة أستاذ عبداللطيف أيضا.. هناك اتصل أحمد بأستاذ عبداللطيف فتحدثت معه وأخبرته بأني أتيت لوداعه إذ ان طائرتي ستقلع الساعة الخامسة صباحا وعلي أن اكون في المطار الساعة الثانية صباحا..... تحدثت بعد ذلك كثيرا مع أخي أحمد عبدالماجد عن التصوير وشرائط الفيديو واثرها عندنا نحن هناك في أمريكا.. وحدثني بتواضع جم ولكنه كان تواضع العالم الخبير الذي عرف اسرار هذه المهنة، واستشفيت منه انه فنان مطبوع ولا يحب الأ ضواء!!.. بعد مدة حضر أخي صلاح فذهبنا برفقة عرمان عثمان بعد أن ودعنا الاخ احمد عبدالماجد..
في حوالي الساعة الثانية صباحا وصلت انا واسرتي واهلي المودعين إلى مطار الخرطوم للمغادرة.. هنك وجدنا في إنتظارنا أستاذ عبداللطيف والأخ كمال عبدالحي.. كانت دهشتي كبيرة فقد كان الوقت متاخرا جدا على أستاذ عبداللطيف، وقلت له لقد" جئتكم في البيت مخصوص لأودعك" وتحدثت معك بالهاتف، وهذا كان كافيا بدلا من أن تأتي في هذا الوقت المتأخر..!! فقال لي: "كل ما هناك أن تركب العربية وتصل المطار" حاولت أن أقول له: "ولكن الوقت متأخر جدا عليك!!".. فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة ملأتني أمنا، وأنا على أعتاب مغادرة بلاد يعز على أي إنسان مفارقتها وفيها هؤلاء النفر الكريم ممن قلوبهم ذهب
....
أود هنا أن أشكر جميع أخواني (الجمهوريين) الذين قابلتهم في هذه الزيارة وعلى رأسهم الأستاذ عبداللطيف واستاذ خالد الحاج وبقية العقد النضيد على الحفاوة والكرم والمساعدة التي غمروني بها أنا وأسرتي.. الشكر أجزله وأطيبه وأتنمى أن أراهم دائما وفي كل وقت..

عمر عبدالله محمد علي
مونتري كالفورنيا

Post: #129
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-04-2021, 04:57 AM
Parent: #128

عندما بكت الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم
حكى الأستاذ محمد عبدالله بليلة (بتصرف)
كنت على وشك ركوب المترو في لندن لألحق بأحتماع عمل هام، فلاحظت ثوبا سودانيا في نهاية الرصيف فهرعت اليه. لما وصلت عرفت أنها الأستاذة فاطمة أخمد ابراهبم. كانت قادمة من السودان ولأمر ما لم يتسن لأهلها مقابلتها في المطار. أبلغتني بأنها لا تعرف العنوان الذي تريد الذعاب البه ولكن معها رقم هاتف. تواصلت عبر الهاتف وعرفت العنوان ولكن للذهاب الى هناك يتوجب عليها ركوب قطار آخر من رصيف آخر، وقد رأيت أن ذلك ليس ممكنا عمليا اذ هي تحمل شنطة سفر كبيرة. أقترحت عليها أن نخرج للشارع لتركب تاكسيا فحملت لها حقيبة سفرها وخرجنا. أوقفت تاكسيا وابلغته بالعنوان ودفعت له مبلغا يكفي لذلك المشوار. لما ودعتني شكرتني بحرارة ورأيت الدموع في عينيها، تابعت مع أهلها بالهاتف حتى وصلتهم.
بعد فترة من الزمان التقيتها في حفل عام للسودانيين بلندن فهرعت الي وقالدتني بحرارة وقالت هذا أبني وقف معي موقفا لا يمكن أن أنساه.


الأستاذ محمد عبدالله بليلة من منطقة كوستي درس بكوستي القوز واقتصاد جامعة الخرطوم وعمل بجامعة الجزيرة التي ابتعثته للدكتوراة في لندن ولكن حكومة الأخوان المسلمين قطعت بعثته
يقيم ويعمل حاليا في لندن رفقة زوجه الباسمهندس هبة محمد عقمان بابكر وابنتهما زينب حفظهم الله

Post: #197
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-09-2022, 09:57 AM
Parent: #128

في موقع الفيسبوك كتب زميل هندي للباشمهندس جبريل محمد الحسن
I am very delighted to hear from you dear... you are my best for ever... your heart is filled with affection and love..I am really blessed in meeting a friend like you..

Hope we may meet again somewhere...
May god bless you...ا

Post: #196
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-06-2022, 08:04 PM
Parent: #99

كتب شريف محمد شريف

صباحٌ رائق وجميل مع الأخوة الجمهوريين ، جلسة في حضرة الأستاذ إبراهيم يوسف بمنزله العامر بأم عشر ، بدعوة من الأخت العزيزة تمني سيف الولي ، شاكر لهم حسن الاستضافة ، والهدية القيَّمة من الأسرة الكريمة (كتاب ذكريات جمهوري) .. وفي ثنايا الذكر ، و الانشاد ، والروحانيات ، تأبى الأسئلة الا ان تقفز وتوحي بنفسها حيال الفكرة ومفكرها وعظمتها ، ولِما صار عليه حال الجمهوريين اليوم ؟!
هم قومٌ شهد لهم من يشهد للاخرين بورع وصدق بصفاء عقولهم ونقاء خلقهم ، خصوصا الرعيل والجيل الأول الذي تربى وتتلمذ على يد الأستاذ محمود محمد طه .. لماذا توقفت حركة الجمهوريين بعد استشهاد الأستاذ محمود؟؟!!
ولماذا لم تستمر بذات نهج الأستاذ في الاستماتة في العمل والحراك والدعوة والمصادمة والجسارة في المواجهة والطرح؟!
الإجابة متروكة لهم وربما تكون لهم مبررات .
لماذا الجمهوريين منقسمين حول العمل السياسي والحزبي من عدمه؟!
وهل الفكرة هي عمل دعوي وديني فقط كما يعتقد البعض منهم ؟!
لقد أهدى الأستاذ الفكرة إلى الإنسانية جمعاء ، وخلَّصها من المِلكية الجمهورية والسودانية ، ولكن لا ريب أنَّ حمل امانتها ورسالتها تقع في المقام الأول على عاتق الجمهوريين خاصة ، والسودانيين عامة - وقد خلَّصهم الأستاذ محمود بفكرته من اليتم الفكري ، ورمى بسهمه في المساهمة في مضمار الفكر والحضارة الإنسانية .. بما يشرِّف أهل السودان ، فاستحق لقب شهيد الإنسانية والفكر والكلمة ، عندما تسنم ذروة المجد ووقف مبتسما على منصة الإعدام .
يقيني أنَّ وجود الجمهوريين وجوداً قوياً على مستوى كل الساحات ، لهو أمر مهم وغاية في الأهمية ، أم سنغط في نومٍ وثبات عميق ، حتى تنعكس علينا أضواء وأنوار الفكرة من الخارج إلى الداخل ، وقد أراد وميز بها صاحبها السودان ، كباعث للاسلام وموطن للتغيير القادم للانسانية .
الأسئلة متروكة في بريد الجمهوريين والمثقفين السودانيين .
"شريف محمد شريف"
صباح الجمعة : 5 أغسطس - 2022م٧

Post: #140
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-24-2021, 06:42 PM
Parent: #98

كتب الأستاذ علي عبدالوهاب عثمان في خيط "الجمهوريون ليسوا تكفريين"

ملحوظة يا دكتور ياسر
صدقني ليس لدي أي عمق إلا فقط العبادات وكيفية ادائها ( الصلاة الصوم ) ولكن كفقه
ربما كل جيلنا في ذلك الزمان .. كان كتاب دين واحد وبه قليل من السور والاحاديث وحصتين في الاسبوع

وأذكر أنني في دورات تدريبية في معهد المعلمين في أمدرمان كنا نأتي من ضواحي الدنيا
ولا أعرف احياء امدرمان جيداً ولكن ربما الحارة الثانية ( المهدية ) كان هناك مسجد الاستاذ محمود رحمه الله
كنت أرى مجموعات من الشباب والشابات يعملوا تجمع .. كان تصرفهم في قمة الحضارة والرقي .. وفي قمة الاناقة حتى
كان يحضروا الى المعهد .. ولأننا في العاصمة كنت لا أهتم أبداً بشيء إلا نشاطات ذلك الزمن الجميل
كنا متفرغين براتب 35 جنيه في الشهر وفي عز الشباب والعاصمة كانت عاصمة خاصة الخرطوم
( وقتنا كله في السياحة تعويض عن حرمان ضواحي الدنيا )


معليش الحبيب ياسر يا جميل .. ليس دافعاً عن الحبيب شنتير .. ولكن فقط وجهة نظر لأنني اتابع كتاباته
ويعجبني فيه الحياد ..

معليش خرجت قليلا عن السياق .. كلما اتى اسم الحمهوري ارجع الى ذلك الزمان والمكان شباب وشابات في قمة التهذيب

Post: #143
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-05-2021, 06:45 PM
Parent: #98

عادل عبدالعاطي يكتب عن الفتي الفائت العايش، المايت

متوكل مصطفى حسين

رايته في طرفة عين أو في بعض حين؛ هذا الذي حكى عن مثله ابن العربي وسماه الفتى الفائت ؛ المتكلم الصامت ؛ العائش المائت . هذا الذي عاش كميت ؛ والأن هو حي في الممات. هذا الذي سماه أهله بالمتوكل ؛ ورأيت فيه سمة الانسان الكامل، وتجلي نور الذات في أجمل الصفات .

في الحق ما فكرت في متوكل الا وجائتني صورة الكمال؛ ولا كمال. فقد كان متوكل فريد زمانه ووحيد خلانه .. كان واسطة العقد بين الجمهوريين وكان الصغير الكبير وكان العالم الذي لا يكف عن البحث عن العلم وكان المحب الذي لا يكف عن الحب وكان الانسان الذي تجلت فيه وتكملت به معاني الانسانية .. كان قائداً زاهداً وكان مُجّداً ماجداً وكان استاذا يضع نفسه دائما مقام التلميذ .. ادبته أمه وأباه الروحي بالحب والحق فاحسنا تأديبه وسلّكاه في طريق الحق والحب فسار فيه حتى بلغ المرام وفات ناس الورا والقدام .

تمر الايام والليالي ولا استطيع تصور ان متوكل قد مات ؛ فمثله لا يموت وهو الذي كان يزرع الحياة ويعطيها رونقها الخفي ولونها البهي . كان كل حوار معه متعة وكان كل حديث معه درس. ساهرت معه الليالي ولم اشعر يوما بملل . عرفته في غفلة من الزمن فعددت نفسي من المحظوظين؛ وخالفت نصائحه العديدة فكنت من الخاسرين .

لا اعرف انسانا عرف متوكل حسين ولم يحبه للتو .. تعرفت عليه قبل حوالي العشر سنوات في البالتوك ومنذ ذلك الوقت وانا واقع في اسر سحره. لا يعرف متوكل الا من استمع له ولصوته الشجي وحديثه الخلاب؛ فيا ويحي ويا ويحك يا هندا اننا لن نسمع صوت ود ستنا من جديد.

كان متوكل محبا للناس والبشر ؛ وكان شديد الاحترام للنساء . اذكر لقاءات لنا ليلية عندي ونهارية عنده ربما؛ وكنا نجلس فيها مع صديقات وزميلات عزيزات ؛ يتذكرنه الان والحسرة ربما تقتلهن: رحاب خليفة ؛ نانسي عجاج؛ لنا جعفر ؛ منى خوجلي؛ ميادة سوار؛ آمال عبد العاطي ؛ لنا مهدي ؛ فآه وأه من الفقد.

كان يحب مريم بت الحسين جدا ؛ وقلبي معك اليوم يا مريم . وكان دائم السؤال لي عن اماليا . قال لي قل لها ان لها عما يحبها في امريكا . قلت له انها تنوي الدراسة هناك بعد ثمانية سنوات فبدا يحدثني عن الجامعات المقترحة لها واين ستسكن وكيف ستعيش؛ وكان جاداً في ذلك. كان يعيش للناس بالناس في الناس؛ وكنت أحبه لحبه للناس.

كان يحب الاستاذة اسماء محمود والنور حمد وقصي همرور وعبد الله النعيم وعشرات ومئات غيرهم ممن امتلا بهم قلبه الكبير . كان شديد الكرم باذخه تجاه الناس؛ قاصيهم ودانيهم. دعاني عدة مرات لزيارة امريكا؛ وكان يدعوني لأن ازوره وامكث معه شهرين تلاتة .. كنت دائما اضحك متعجبا من هذه الدعوة الغريبة ؛ فالناس يدعوك لزيارتهم اسبوع أو اسبوعين وهو يدعوك لشهرين وثلاثة . كنت اقول له نعم في القريب؛ ولو كنت اعلم برحيله القريب لطرت اليه على جناح الريح أو على خيوط البرق؛ ولو كان هناك من اقنعني بزيارة امريكا لكان متوكل الحسين؛ فعذرا امريكا لا لقاء لي معك بعد ان رحل اجمل من كان بك.

كان يحب الناس كلهم ؛ وكان محور فكره الانسان بما هو انسان. واذا جاء في الحديث القدسي ان الارض والسماء لم تسع الرب ووسعه قلب عبده المؤمن ؛ فأن متوكل حسين قد اثبت ان الارض قد تضيق بساكنيها؛ ولكن لا يضيق عنهم قلبه. لم يكن من الغريب ان احبّه الاستاذ وكان – بشهادة الكثيرين – من أقرب تلاميذه الى قلبه. كيف لا وهو بذلك القلب الكبير والعقل الكبير؟ كان يتحدث عن الاستاذ بكثير من الحب ولا يمل الحديث عنه ويجعلك تحبه رغم انك لم تراه. الآن أفهم سر تعلق الجمهوريين بالاستاذ محمود؛ فمن كان متوكل تلميذه ومن ربى متوكل على اخلاقه فلا بد ان يكون من الافذاذ ومن الكاملين.

انضم متوكل الى الحزب الليبرالي وما كان بحاجة الى ذلك؛ وانما كنا نحن بحاجة اليه. واؤقن انه تكرم علينا بالانضمام الينا. نفذ بعضا من المهام الحزبية بالتزام وجدية؛ ولكنه لم يكن من نمط الناشط الحركي وانما من نمط ذلك المثقف الكوني الذي تحدث عنه هادي العلوي. كنت اعيب عليه قلة الكتابة؛ مع ما توفر عليه من المعارف. كان يمليني مرات فأكتب له وعنه؛ في مخاطبات مع زملاء او في كتابة عامة او في حوار؛ وكنت اجد في ذلك متعة ما بعدها متعة.

كان قلب متوكل متعلق بالسودان واهل السودان: رغب من كل قلبه في خيرهم وتضامن معهم في كل مآسيهم وكان قلبه يتمزق لكل جريمة وضنك وشر يتعرض له سوداني او سودانية. وكان شجاعا في قول رأيه حول الحلول؛ فقد كان يرى حل قضايا السودان في العلمانية الواضحة لا مراء فيها؛ وكان هذا طرحا شجاعا من جمهوري. أسسنا مجموعة "السودان العلماني" على شبكة التواصل العالمية؛ ولكننا لم نثابر عليها بسبب المشاغل المتعددة؛ لكن رسالتك يا متوكل في القلب؛ وان نتركها يا حبيبي حتى ندخل الجب.

كان متوكل جمهورياً مخلصاً ومحباً عظيماً للاستاذ محمود وتراثه ولكني احسبه قد تجاوز في فكره الثاقب حدود الدين التقليدي بما فيه من مدارس ومذاهب ولاهوت وبهموت ؛ الى حدود تنتهي فيها الفروق بين الناسوت والملكوت .. احسبه وصل الى مرحلة ابن العربي الذي قال : لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني - و قد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان و دير لرهبان - و بيت لأوثان و كعبة طائف و ألواح توراة و مصحف قرآن- أدين بدين الحب أنـّى توجهت ركائبه فالحب ديني و إيماني

تعلمت من متوكل كثيرا فقد كان ذو نظر ثاقب وعقل نافذ. كان رغم وضوح اطروحاته رفيقا بالبشر ؛ وكم كم انبني وعاتبني وترجاني ان ارفق بالناس وبنفسي وان اهجر الرجز ؛ وكنت امانع واعاند فكان يرفق بي ويخفف من غلوائي؛ ضمن رفقه بكل الاحياء والاشياء .

عاش متوكل متفردا متجردا؛ وكان فعلا نموذج الانسان الحر . مر على الدنيا كطائر؛ لم ياخذ منها الا بمقدار نقرة حبة ورشفة ماء ؛ ثم رحل عنها وهو في اوج جماله؛ ولكنه ترك فيها الكثير رغم عمره القصير. ترك حبا لو وزع على اهل الارض لكفاهم؛ وترك فكرا يا ليت لو كان هناك من سجّله وحفظه للأجيال من بعده. ترك قلبا اخضر لا يفوت؛ وترك ذكرى دائمة لا تموت . ترك متوكل شجيً في الروح وجرحاً بالقلب ودمعة في العين وغصة في الحلق؛ وحسرة انه قد ذهب عنا مبكرا جدا ؛ قبل ان نرتوي منه. ترك لنا شوقاً عامراً اليه حتى نلحق به . ترك لنا حلم الانتصار على موت وضآلة الجسد بخلود الروح العظيم .

عادل عبد العاطي
21/9/2012
A


Post: #144
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-06-2021, 03:39 AM
Parent: #98

كتب مولانا اسماعيل التاج

عزيزنا ياسر،

متوكل مصطفى من الأسماء التي تفتحت عليها عقولنا وقلوبنا.
كان يجيد تقريب المسافات ولا يجد حرجاً عقلياً في طرح مواضيع كثر.
ساخراً كان.
لا تعرف له صديقاً أو قريباً لصيقاً منه فيخال الجميع أنهم الأوحدون في قائمة شرف معرفته.
تـتوه بوصلة العلاقات في زحمة معارفه الكثيرة والمتنوعة. تجده يساكن دكتور صلاح أبو نورة في شمبات وأحاديث لا تنتهي. وتجده في معية المهندس العبيد الأمين الكابس فلا تعرف أيهما المهندس. وتجده مزاملاً الراحل الأستاذ عبد السلام حسن عبد السلام المحامي، فتغيب لغة القانون وتطغى لغة الأدب والفن. ويسود قانون الضحك في معية مولانا القاضي الراحل عصام المقبول.

ونحن صغار لفت نظرنا بشعره الكثيف المخنفس في نظرنا.
وعندما تلاحقت كتوف الصداقات وجدناه كثيف مشاعر وقيم ومودة لا تنتهي.

رحيلك مر يا متوكل.
لك الرحمة.

Post: #146
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-06-2021, 04:05 PM
Parent: #98

كتب الأستاذ خلف الله عبود الشريف

العم حمد محمود
رأيت العم حمد محمود، لأول مرة، في بيت الإخوان الجمهوريين (أ)، بمدينة المهدية، في إحدى مؤتمرات الجمهوريين التي أعقبت الثورة الثقافية المعلنة منذ السبعينات.. وبالرغم من أن العم حمد من جمهوريي أتبرة، وهي بلدتي التي ولدت ونشأت فيها، وكنت أزورها بإنتظام، وقد تعرفت فيها على الفكرة الجمهورية، إلا أنني لم ألتق بالعم حمد فيها، ويبدو أنه قد إلتزم الفكرة الجمهورية في خلال غيابي عنها.. وقد علمت من الاخ بابكر محمد طاهر انه إلتزم ايام افتتاح دار الحزب الجمهوري باتبرة في عام 1969.. وكما هو معلوم، فإن برامج تلك المؤتمرات كانت تتمثل في الحركة في توزيع كتب الجمهوريين، مع الجلسات المسائية أمام بيت الأستاذ، لعرض النشاط الذي تم، وتقييمه.. كان الإخوان يستعدون للحركة الصباحية..
بدأ الإخوان يتسلمون حصصهم من الكتب إستعدادا للذهاب لحملة الكتب، وسمعت أحد الإخوان يقول للعم حمد: (إنت أقعد إرتاح في البيت لغاية ما الناس يرجعوا من الجملة وتجي تحضر معاهم الجلسة)، فقال له العم حمد، بإصرار، أنه سيذهب مع الإخوان للحملة، وفعلا، وبين دهشة الإخوان، تسلم العم حمد كتبه ومضى إلى البص.. ولعل الأخ الذي إقترح للعم حمد أن يرتاح قد لا حظ أنه كبير السن قد كان في حوالي الستين من عمره ويبدو كضعيف البنية.. ولكنه في ذلك اليوم قام بعمله على أكمل وجه ووزع كثيرا من الكتب..
مرت الأيام.. وجئت في زيارتي العادية لمدينة أتبرة، كنت أشارك، بطبيعة الحال، في الحركة التي أصبحت يومية، ولما كان الإخوان يعملون في مصالحهم الحكومية نهارا، ومعظمهم في السكة الحديد، فقد كانوا يشاركون في الحركة في الأمسيات.. ولم يكن هناك من يستطيع الحركة نهارا غيري وغير العم حمد، والذي كان هو الآخر في إجازة من المدرسة الثانوية الصناعية حيث كان يعمل فراشا فيها.. وكنا نخرج يوميا بالكتب ونطوف بها على الموظفين والعمال والمارة في الشوارع.. وكنت أظن أن طوافي مع العم حمد، سيكون قصيرا، ولكنه، ولدهشتي، كان نشيطا بصورة غير طبيعية، وكان يسيربلا كلل ولا ملل وفي قمة نشاطه وكأنه شابا صغيرا، وكنت أنا، إبن الإثنين وعشرين سنة، أتعب كثيرا وألهث من كثرة السير معه.. كان ذو حس لأماكن تواجد الناس، واذكر أنه نبهني أن صهريج الماء بالمدينة فيه غرفة أرضية بها عدد من العمال والفنيين بداخله، ولم أكن أتصور ذلك فذهبنا إليهم وعرضنا عليهم الكتب.. وهكذا كانت إجازاتي في مدينة أتبرة كلها حركة مع العم حمد، فنحن مستخدمي وزارة التربية، يكون توقيت إجازاتنا متزامنا، وهكذا إلى أن تم نقلي معلما بمدرسة أتبرة الثانوية، فكان وقتي كله مع العم حمد متجولا في حملة الكتب نهارا و مع برنامج الإخوان ليلا..
أذكر أن الإخوان الجمهوريين فكروا في سنة من السنين، أن يقيموا خيمة في ساحة الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، يقومون فيها بالإنشاد والحديث عن النبي الكريم، إسوة بأصحاب الطرق الأخرى، فطلب مني العم حمد أن أذهب إلى البلدية لأخد الإذن من الضابط الإداري المسؤول، وفعلا ذهبت إليه ولكنه طلب مني أن أحضر له إذنا من الشؤون الدينية.. وكان الواعظ حاج ماجد جاج موسى هو المسؤول عن هذه المصلحة الحكومية، فعدت للعم حمد لأخبره.. فقال لي أن علاقتهم كجمهوريين بالواعظ حاج ماجد سيئة بسبب الإختلاف الكبير وعداء الشؤون الدينية التاريخي للفكرة الجمهورية، وطلب مني أن أذهب أنا لأنني وجه جديد في الجمهوريين بالمدينة وغير معروف لديهم.. ولما كنت سعيدا بكل ما يكلفني به العم حمد، فقد توجهت فورا إلى مكتب الشؤون الدينية ولم أجد الواعظ حاج ماجد ووجدت نائبه والذي سألني إن كنت أريد أي عمل مكتبي فهو سيقوم به.. ولما أخبرته بأننا الإخوان الجمهوريين ونرغب في مكان لإقامة خيمة بالمولد لنشاطنا، تغيرت ملامحه وإرتسم على وجهه تعبيرا غريبا عن الدهشة ممزوجا بإبتسامة إستنكار لشخص لم يتوقع أبدا طلبا مثل هذا من الإخوان الجمهوريين وسرعان ما لبس وجهه لبوس الغضب ولم يعد يسمعني وأنا أطالبه بحقنا في الإحتفال بالمولد النبي كغيرنا من أصحاب الطرق.. وإنفعل بصورة لم تترك لي فرصة لمنطق أخاطبه به وصار يرغي ويزبد.. فخرجت مستنكرا وفاقدا الأمل في الإستجابة لطلبنا.. وفي الحقيقة لم أكن متفائلا في الإستجابة لطلب كهذا.. ولكنه شأن كان لابد أن يتم لكي يلزم هؤلاء المسؤولين، غير المسؤولين الحجة.
كانت وظيفة العم حمد، كما ذكرت، فراشا في المدرسة الثانوية الصناعية، وكان يعمل، كغيره، على زيادة دخله بإعداد الشاي للأساتذة والطلاب، ولكنه لم يكن كبقية الذين يجلسون لبيع الشاي في أوقات عملهم الرسمي.. فكان يترك الشاي على تربيزة في مكان معين ومعه الأكواب فيمر الطلاب على التربيزة فيصبون الشاي لأنفسهم ويضعون النقود في مكان مخصص لذلك، ويتعاملون مع (الفكة) بأمانة تعلموها من العم حمد الجمهوري الذي صار عنوانا للفكرة الجمهورية بسلوكه رفيع المستوى..
في بداية السبعينات، صدر منشور من وزارة التربية والتعليم، بمنع النشاط الجمهوري في المدارس.. وتابع الإخوان الخبر ونبه الأستاذ لضرورة الحصول على المنشور للتعليق عليه وفضح مؤامرة رجال الدين في تحريض الحكومة على منع نشاط الفكر الجمهوري.. وأذكر أن الأستاذ كلفني بالحصول على نسخة من المنشور في المدارس، بحكم عملي معلما.. وكنت آنذاك أعمل بمدرسة أتبرة الثانوية، ولكني لم أجد المنشور بها، ولكني علمت من العم حمد أن المنشور قد وصل إلى المدرسة الصناعية، فتوجهت مع العم حمد إلى مدير المدرسة وكان شخصا جيدا وطلبنا منه المنشور المعني.. تردد كثيرا في إعطائنا المنشور ولكننا بذلنا معه مجهودا كبيرا لطمأنته بأننا لن نكشف مصدر حصولنا عليه.. وأخيرا وافق على منحنا نسخة المنشور..
ظهر الإخوان الجمهوريين في مدينة أتبرة، في الستينات، ما عدا العم علي محجوب الذي إلتزم الفكرة الجمهورية في الأربعينات، وكان لغاية السبعينات يعمل مفتشا بإدارة الحركة في قطارات السكة الحديد.. وكان دائم السفر، ولذلك لم أكن أجده مع الإخوان الجمهوريين حينما إنتقلت للعمل في أتبرة.. كان هناك من الأخوان، سيد شاهين، رحمه الله، ومحمد زروق وهاشم فتح الرحمن وعلي الزبير وهاشم عثمان وصديق عبد الله وعثمان محجوب وعثمان أبوبكر ومحمد صادق نوري والطيب محمد محيسي ومحمد عثمان أبوروفة وبابكر محمد طاهر ومحمد طه وعابدين خالد وهاشم الأمين وغيرهم ممن لا تحضرني أسماءهم..
كان المناخ السياسي النقابي في المدينة في بداية السبعينات، مؤثرا على الإخوان بشكل كبير، حتى أنني لاحظت التنافس على قيادة الحركة كان واضحا ولم يكن عدد الإخوان في ذلك الوقت كبيرا .. وقد عالج الأستاذ ذلك بإيفاد قياديين إلى المدينة لتصحيح الخلل.. كان الأستاذ قد وضع الأخت فاطمة حسن على قمة الإخوان في المدينة، بالرغم من حداثة إلتزامها بالنسبة للإخوان القدرامى، وذلك بسبب قامتها الكبيرة، وسماها الأستاذ: (راجل أتبرة).. وإستمرت في قيادة الحركة أثناء وجودي هناك وإلى أن توقفت الحركة بإستشهاد الأستاذ وغيبته الحسية.. ولكن العم حمد كان هو الدينمو المحرك للإخوان، فكان يأتي يوميا إلى منزل الإخوان الجمهوريين، والذي صار فيه عدد كبير من غير المتزوجين، ليؤمهم في صلاة المغرب، ثم يبدأون الحركة اليومية المسائية العادية المتنوعة ما بين حملة الكتاب وحملة الدعوة والإلتقاء بالنشطاء من السياسيين والمهتمين بالفكر.. كان العم حمد شعلة من النشاط غير العادي وقد ذكرت أنه كان يتحرك بهمة ونشاط وطاقة شاب في العشرين، رغم كبر سنه، وكان مفكرا ومخططا وحكيما في تصريف شؤون الجمهوريين الداخلية والخارجية.. وكان منزله ملتقى لضيافة الإخوان أيام الجمعة..
إمتحن الله العم حمد، كغيره من الصالحين، في إبنه الذي كان من غلاة الإخوان المسلمين، وفي بعض أفراد أسرته التي كانت ترتاد دار الشؤون الدينية لسماع الوعظ.. إلا أن بعض إبنائه كانوا يبرونه ويحترمون فكره..
مكث العم حمد في أتبرة فترة من الزمن بمنزله بحلة الحصا، بعد الغيبة، إلا أن أبنائه طلبوا منه الرحيل، في فترة التسعينات، إلى محل إقامتهم بالخرطوم، بمنطقة الكلاكلة، وقد زارته زوجتي جواهر وإبناي عبود ومحمود، عدة مرات، حيث كنت في ذلك الوقت بسلطنة عمان.
بقى مع العم حمد أبنائه إلى أن صعدت روحه الطاهرة إلى معية الله في السابع والعشرين من يونيو عام 2008.
رحمه الله في برزخه العامر وجعلنا من المنتفعين بجاهه..

خلف الله عبود الشريف الإثنين 15 أغسطس 2016

Post: #171
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-04-2022, 01:50 PM
Parent: #146

رحل فجر اليوم الأثنين ٣ يناير ٢٠٢٢ بأبي عشر الأستاذ الحبر أحمد محمد يونس

الأستاذ الحبر من قدامى الجمهوريين تخرّج نهاية ستينات القرن الماضي من جامعة الخرطوم وعمل معلما بالثانويات
توفي عن ثمانين عاما وكان مثابرا مع لجان المقاومة حتى آخر نفس من حياته وقد أستقبل نيابة عنهم والد الشهيد عثمان حينما جآء راجلا من الحصاحيصا ليلحق بموكب 19 ديسمبر
توفي مباشرة عقب سماعة لنبأ أستقالة حمدوك

نفعنا الله بجاهه العريض


تعزية من الأخ عبد العزيز عثمان..

فليرحمك الله الرحيم أخي استاذ الحبر،،
لقد شق علينا نبأ رحيلك الفجائي،،أيها السمح المعجون بالطيبة والألفة والصفاء،،ما التقيتك إلا وشع وجهك بتلك البسمة الصافية،،والترحاب الجميل،،واللطف والاخاء،،في شجرة سوق الجرائد نتصادف كثيرا،،ونستبطئ الزمان لانهل من بحر علومك الصافي،،واطرح أسئلتي الحارقه،،تضحك بذلك الصفاء وتلك الألفة وتقول ،،ما هنا الأستاذ قال،،،،ويكون قولا يحلحل تشابك الامور،،
أيها العارف،،الواصل للحق بالحق،،حبيب الخلق أحياء وأشياء المؤنس الودود،،أن السنة الخلق شهود،،فهي اقلام الحق،تشهد لك،،أنك أكملت شروط انسانيتك،،،وحققت ذاتك الراضية المرضيه،،صبورا علي احن الزمان بفقد بنتك العزيزه وأنت تتحمل بكامل الرضوان الفجيعة، قائلا، ،الحمد لله،،وها انا اقول،،الحمد لله الذي أراد لك انتقالا من عسر الدنيا الي حيث تمام الراحة عند رحمن رحيم
ليجعل الله البركة في ذريتك،بإذن الله،،،وليرتح قلبك الممتلئ بالمحبة وحمل أوجاع الناس وهمومهم،،

Post: #180
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-30-2022, 04:36 PM
Parent: #98

محمد مصطفى رغيم مبتهلا الى الله لشفاء شقيقته الأستاذة خديجة رغيم اللهم فوجبت:
إليك أيتها الحالمة في برجك العالي زاهي الجوانب ومشرق الأطراف.....اليك أيتها المشبعة حنينا ورقة وجمال.... إليك أيتها المنسوجة مشاعرا جزلي ملونة بالفرح والسرور.... إليك يا روح روعة طافت بالكون تزرعه غبطة وبهجة وتحفه بأكليل غار ينشر السلام في خباياه.... إليك مبدعة الهام يجعل الأمل طوق أمان يهدي النفوس تناغما حلو في الحياة.... إليك يا من اضأت للكثير دروب علم ومعرفة لم ولن ينكر جميلها.... إليك استاذة الأجيال ومربية النشء.... إليك راسمة الحروف نجوما ضوأ أزال عتمة ظلام الجهل وقلة الإدراك..... إليك تنداح الأمنيات ارتالا وارتال وتغوص غائرة تأتي بكل طيب منها وكل عزيز فيها وكل صادق معها لتطرز ثوبا بديعا يحوي العافية والصحة وراحة البال وستر الحال وحلو الخصال وغاية الامآل وكل جمال يلفه حولك ضارعا لرب الانآم ومزيل الاسقام وجابر العظام ومبدد الأوهام ومحقق الأحلام أن يحققها لنا بشفائك التام وان يزيل عنك الآلام وان يبعثك في الآنام على أحسن ما يرام شفاء عاجل غير اجل شفاء لا يغادر سقما وعفو وعافية ومعافاة تامة ترقى بك إلى مصاف الطمئانينة و السلامة لاتشكين من كدر ولا علة تخطرين تيها في غير ذلة ونراك بيننا مطلة في اجمل وازهي حلة..... إليك دوما نسوق الأمنيات تتري حتى نراك تنعم أعيننا بسحر خاصيتك فينا (بنت امي وابي) (أستاذة خديجة رغيم) متعنا الله بك سالمة غانمة مجبروة غير مكسورة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صادق الوعد الامين وعلى آله وصحبه أجمعين....
المخلص؛؛؛محمد رغيم؛؛؛

الأستاذة خديجة مصطفى رغيم زوج الأخ الأستاذ المنشد الهميم أحمد خالد قوي
منّ الله عليها بالعوافي التامات

Post: #189
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-28-2022, 01:01 PM
Parent: #98

🏡🏡🏡
كلمة اللواء ركن مهندس طيار عثمان خليفة حسين دفعة الاخ محمد عثمان حمد ابوروفة.. الدفعة البعد الاخ التجاني صديق .. اخوه فريق طيار احمد خليفة حسين دفعة الاخ التجاني صديق وصديقه..

سلام
شنكوكة و الدغفلى قريتان بالضفة الشرقية لنهر النيل بعد الطوينى و الحموداب يقابلان جزيرة شرى من الشمال . اعتادت اسرتنا ان ترحل فى بعض السنين من شرى حيث ولدت الى قرية شنكوكة المجاورة لقرية الدخفلى ادرى ان الحلة قد اكتسبت هذا الاسم من ذلك الوادى الكبير وادى الدخفلى الذى يتمطى مجاورا للقرية و لكنى لا ادرى معنى" لهذا الاسم و هذا شاننا مع كل اسماء القرى و المناطق عندنا فى الشمال مثل شرى و شنكوكة وارج فنحن لا ندرى معنى لهذه الاسماء . ربما يكون لها معان فى اللغة النوبية القديمة
فى قرية الدخفلى ولد و نشا صديقى محمدعتمان حمد ابوروفة و هناك التقيت به و منذ الطفولة و دخلنا مدرسة شرى الاولية ثم مدرسة ابوحمد الوسطى ثم مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية ثم التحقنا بالسكة الحديد بعد التخرج و التى بقي بها صديقى حتى احيل للتقاعد
هذا الرجل كان متفردا فى كل شيء كان هادى"كريما عفيفا بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى لم يحدث له ان تشاجر او تخاصم مع اي من اقرانه بل كنا نحتكم اليه فى كل ما شجر و لم يحدث له ان تذوق خمرا او دخن سيجارة او تعاطى و لو لمرة سعوطا ولم يترك فرضا الا صلاه بينما كنا نحن من حوله اغلبنا لا يصلى و كلنا ندخن وكان فينا من يشرب الخمر(المريسة) كل هذا وكان هو واحدا منا لم يتغيب عن مجلس او مناسبة و لم يحدث له ان قام فينا واعظا او مرشدا و لم يميز نفسه عنا و لم يعزلها يلعب حيث نلعب و يدرس حيث ندرس و ياكل حيث ناكل ويمشى حيث نمشى كنت ولا زلت محتارا فى ذلك الرجل من اين له تلك القوه و العزيمة كان حكيمنا و ملجانا عند كل منعطف و لم يكن اكبرنا سنا ولم يكن اغنانا مالا فقد كانت اسرته بسيطة الحال مثل كل اسرنا فى ذلك الزمان ولكن كنا نحس انه الكبير بيننا و انه القاءىد فينا
كان الدخول للمدرسة الوسطى فى تلك الايام امرا شبه مستحيل فقد كانت المنافسة كبيرة جدا تخيلوا ما يقارب الاربعماءة ممتحن يتنافسون على ثلاثين مقعدا صحيح كان القبول يتم لاربعين مقعدا ولكن ثلاثون داخلية و عشرة خارجية و طبعا لم يكن لنا حيلة او نصيب فى تلك العشرة الخارجية و لم تكن فى الحساب. و ان نسيت لا انسى فرحتنا فى ذلك اليوم يوم النتيجة فقد كان محمد عتمان الاول على الجميع نحن كلنا جءنا بعده لكنه كان الأول من بين كل الممتحنين
لظروفه الخاصة اختار ان يعمل بعد ان تخرج فى المدرسة الثانوية و التحق بوظيفة فى مخازن السكة حديد و امن بالفكر الجمهورى و كان معجبا بالاستاذ محمود محمد طه و بفكره للحد البعيد ولهذا لا غرو ان يكون اكبر انجاله محمود و لعلها اللحظات القليلة والوحيدة التى نصب نفسه فيها واعظا و مرشدا حين كان يدعونى لان اقرا للاستاذ محمود لعلى اجد فيها الحقيقة ولكنى كنت ولا زلت لا احب التنظيمات و الانتماءات للجمعيات و الاحزاب لكن شهد الله احب الاخوة الجمهوريين متى ما رايتهم لانى كنت احب ذلك الرجل ثم لعلمى برجاحة عقله فهو قطعا لا يقوده الى ضلالة ولكن هناك امور فى الفكر الجمهورى لم يستوعبها عقلى و لم تقبلها نفسى فوجد لى العذر و وجدت له العذر
هناك اسماء عظيمة فى حياتنا تستحق ان نحتفى بها و تستحق ان نقدرها خق قدرها فى مجتمعنا و كان حريا بنا ان نوليها امورنا ولكن نحن نتجاوز امثال هولاء و نولى امورنا النطيحة و المتردية المتمردة ولهذا نتردى كل يوم الى الهاوية
الا رحم الله محمد عتمان حمد ابوروفة ذلك الرجل الخلوق العفيف العزيز الكريم التقى الورع قضى حياته لا اخر فرضا فرض عليه ان يقضيه ولا اجل عملا وجب عليه ان يؤديه
اسال الله ان ينزلك منزلة الصديقين و الشهداء فى الفردوس الاعلى وان يجمعنا بك فيها
لقد كنت نسمة من نسمات الجنة مرت بديانا بكل هدوء و نحن لم نشبع منها
اسال الله ان يجعل البركة فى ذريتك محمود و اخوانه و ان يلزمنا جميعا الصبر وحسن العزاء
لواء ركن مهندس طيار عثمان خليفة حسين

Post: #192
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-30-2022, 12:04 PM
Parent: #98

كتبت الأستاذة جواهر عبدالرحيم الحسن
الإبنة العزيزه المرحومة ماريا جمال الدين أحمد سلامه
في يوم ١٢/٧/٢٠٢١ حل بنا زلزال وصاعقه لم نتوقع حدوثها لأنك كنت تحدثينا عن قرب حضورك الميمون وانت تحملين حصاد السنين كدكتوره أخصائية للأمراض النفسية.. ولكن لم يتم المراد ونفذ أمر الله ولا اعتراض على حكمه العادل لانه علم أن هذه الدنيا الزايله لم تسع طموحك وامانيك العراض للشعب السوداني.. للمرأة وللغلابه المستضعفين..
اذكر يا حبيبتي مرمر حين قلتي لي عن نيتك فتح عيادة مجانية للامراض النفسية بالشمالية، مش الكشف وحده المجاني.. الكشف والدواء.. بحماسك الصادق يا بنتي مرمر.. واحكي عن ماذا أم ماذا.
احكي عن الايثار أم عن نكران الذات؟ عن اعجابك بمشروع الجمهوريين في الزواج (خطوه نحو الزواج في الاسلام للاستاذ محمود محمد طه) حيث أقنعتي أسرتك وجلست في طاولة المازون ووقعتي على عقد الزواج بكل فخر واعتزاز ونصر للمرأة وصون لحقوقها حتى سميت اسمك ماريا حليمه.. (في بر أكثر من كده؟) أما علاقتك بالاستاذ محمود فقد كانت علاقة محبه وتقدير.. كنت تنامين على صوت الاستاذ محمود محمد طه وانتي تستمعين للمحاضرات والندوات وصورته تزين حائط غرفتك بايرلندا وكنت تسابقين الزمن لتنهلي من علم الاستاذ وعلم الطب.. ياالله من تلك اللحظات التي أتانا فيها الخبر الذي لا اتمناه لحبيب ولالقريب.. انتقلت في يوم الاثنين الذي قيل عنه ماينتقل فيه الا السعيد المرضي عنه لأنه يوم انتقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانت من صالحات النساء يشفع لك عملك الإنساني في السودان والسعودية وايرلندا.. وآه من وصول الجثمان في يوم العيد.. كان عيدنا بطعم الحنظل في يوم ممطر ووحل.. لم تمنع هذه الظروف مقابلة الجثمان في المطار من قبل الاخوات الجمهوريات والإخوان الجمهوريين بقيادة الاخت الاستاذه اسماء محمود محمد طه ود. علي احمد ابرهيم والأهل والأصدقاء الزملاء والزميلات والاب المكلوم جمال سلامه الذي به حزن تنوء من حمله الجبال وهو يجلس عند الضريح ويحدثك حديثا من القلب للقلب.. اه من تلك اللحظات!! أقول ماذا أم ماذا عن زوجك الذي كان منهمكا في ورشه عمل بالخرطوم وأتاه هاتف من خارج السودان وربما ظن الهاتف من مرمر، وإذا بالشرطي يخبره بوفاة زوجته التي كانت تحدثه قبل يوم وهي بكامل صحتها اه يا ابني العزيز د. محمود لقد كنت قليل البكاء وانت طفل وانت الصبور والجلد في كل المواقف، الا هذا الموقف الذي يهد الجبال الشوامخ. ماذا دهاك ياإبنتي العزيزه وانت وحيده في غرفتك؟ هذا جل مايؤلمنا ويمزق اكبادنا.. اه يا ماريا الحبيبة وماذا عن الثكلى العزيزه حليمه التي أتاها الخبر الشين في الغربه وهي تعاني من المرض وفقد الابنة الباره وفلذة الكبد ولذا ياحبيبة الكل حظيت بالتشيع والذكر بالاسم المفرد الله الله الله.. وصلى عليك شيخ علي احمد ابراهيم الرجل الصافي ذو الابتسامه الدائمه التي انزوت في ذاك اليوم ونرجو من المولى عز وجل أن ينزل عليك رحمته وغفرانه وأن يبعثك مع الصديقين و الشهداء والخيرين الابرار وان يغفر لك ياشهيدة الغربه والعلم ويفرغ عليك وعلينا رضاه ويجعل البركه في الاهل جميعاً وفي شقيقتك الوحيده - ايفا - ولا يفوتني أن أشكر جميع الذين شاركوا في التشييع والذين كتبوا والذين اتصلوا معزيين والذين لم يفارقونا طيلة أيام المأتم وانا لله وانا اليه راجعون ولا حولا ولاقوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. الراضيه بقضاء الله وقدره.

والدتك جواهر عبد الرحيم عن الأسره

Post: #193
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-31-2022, 06:42 PM
Parent: #98

mohamed majzoub
Dear all

I am writing to let you know that Majzoub Mohamed, our CD in Sudan, is retiring from ADD. We have been in discussions with him about his decision to retire for a while and his last day will be the 27th April 2017. I want to pay tribute to the way he has grown the programme in Sudan and ensured that ADD is an effective ally to the disability movement there. I will miss his calm wisdom and depth of expertise as an INGO leader. His honesty and kindness as a leader have always been evident to me. I have enjoyed working with him immensely and will personally be sad to see him go.

Although I have only got to know Majzoub over this last year since I have been at ADD, I also think it’s also fitting to acknowledge his long-standing commitment to international development and the work he has done with other INGOs, such as Practical Action. I know he will also be missed within the Sudanese community of INGO leaders. I feel very humbled to think of the number of lives he has impacted in Sudan with his long service to justice and development. So, I’m sure everyone will want to join me in thanking Majzoub for his commitment and hard work and wish him all the best for his retirement.

We have begun the search for a substantive CD and hope to hold interviews in May. In the meantime, Awadia Salih, the current Programme Development Manager in Sudan, has kindly agreed to cover the role as an interim CD. Awadia has a depth of expertise and I know she will do a fantastic job taking care of the Sudan programme for the next few months. Transitions can often be tricky and so I know Awadia will and the wider Sudan team will appreciate the support of the wider ADD family.
Finally, could CDs please cascade this message to their teams.

With my very best wishes

Jasmine

Jasmine O’Connor OBE
Director of International Programmes



Post: #203
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-27-2022, 05:49 AM
Parent: #96

بسم الله الرحمن الرحيم

جبريل محمد الحسن
يكتب عن:

عزيزة عوض الكريم موسى
(عزيزة سكينة حسن ابيا)

مذيعة قناة البلد السودانية  الفضائية

انا فخور بك
Iam proud of you
ده الحارنو فيك يا بت الأسود،
ما نحن بالتقوى نسود.. قم من مرقدك راشدا،
يا عوض الكريم  وأشهد نصرنا،
فلقد ولجت بنا عزيزة آفاقا سامقة من مراتب العز، ومقامات الشرف.. فلمثل هذا اليوم كنتم تعملون، وتكتبون عنه وتحاضرون.. قم وافرح مثلنا، واحتفل واجني ثمار بعض ما كنتم تحلمون به، فإنها تباشير بزوغ شمس دولة العز وكنز الفرح المرتقبة..
كنتي يا عزيزة  شمسا مشرقة، وقمرا منيرا، وجبلا شامخا، وسط هدير المياه العكرة،  وصراخ الأطفال، وهلع الكبار، وفزع السكان ودعوات الصالحين.. شرَّفت كل غيور على هذا الشعب الأبي، وأعدت الثقة للقلوب التي يئست من الوعود، ولعبت بها الظنون،  وتشككت في عظمة هذا الشعب العملاق، معلم الشعوب، وبشارة سوداننا مركز دائرة الوجود..
كانت عزيزة هناك، في الأيام الأولى من وقوع الكارثة بالمناقل، يوم استنكف أصحاب الكروش الكبيرة، والعمامات البيضاء، والشالات المزركشة، والكرفتات الحمراء والبيجية، والمتزينون بمراكيب جلد الاصلات والفهود والنمور،  وأصحاب الوجاهات الزائفة، استنكفوا من الخروج من منازلهم الفاخرة، والترجل من سياراتهم الفارهة، للخوض وسط الغبش والغلابة، في الوحل والطين، مؤاساة لأهل المناقل بعد أن مسحت المياه  كل قراهم بالكامل، وأصبحوا في العراء يبحثون عن قطعة أرض ناشفة، يضعون عليها أطفالهم ونساءهم، علهم ينعمون بساعة من الراحة، أو سنة من النوم..  وللأسف الشديد، لم نشاهد هؤلاء في الموقع ولا حضورا يتفرجون، وهذا هو أضعف الإيمان، وقد كان من المفترض  أن يكونوا وسط المياه يساعدون الكبار، ويحملون الأمتعة ونقل مواد الإغاثة للمتضررين، ويناقشون كيفية درء السيول ميدانيا، ومعالجة المرضى، وتحريك المسئولين أصحاب القرار ليكونوا في مستوى المسئولية، وترحيل المعدات، وتسخير إمكانيات البلد لموقع الحدث لحماية المواطن المنكوب..
ولكن، بفضل الله، كانت هناك عزيزة، وسط المياه المرتفعة إلى ما يقارب الصدر، والتي تجري بسرعة واندفاع يكاد تعصف بالخائضين.. وهي تشاهد الجنازات تمر بالقرب منها، وترى من لدغتهم العقارب أو الثعابين يحملون على الأكتاف علهم يصلون إلى يابسة يضعونهم عليها.. كانت في قوة لا تلين، في شجاعة لا تتراجع، لا هيابة ولا وجلة،  وصمامة لا تنقسم ولا تتردد، تحمل الميكرفون بيد ثابتة لا ترتجف ولا تنحني، تنقل للفضائيات ما يدور حولها وتشاهده  من مآسي فادحة، ومناظر مؤلمة ومفجعة، والمباني تتساقط من حولها.. ظلت تنقل للعالم ما ترى  بصوت متماسك، مؤمن ومتفاني  بحبه للوطن، وحب أهله الكرام..كان لوجودها وسط المياه الأثر الكبير في رفع الروح المعنية في وسط السكان المنكوبين، وجعلت وجوهم تشرق بالبشر والرضا والأمل، وهم يرون في شخصها، السودان كله، مشاركا لهم في محنتهم..
تشاهدها، مرة وسط الخائضين في السيول، ومرة في الوحل والطين، ومرة على عربة الكارو، ومرة على الشارع المقطوع.. لا تخشى البلل، ولا الغرق ولا لدغات العقارب والثعابين.. ولم يمنعها كبرياؤها، ولا حياؤها، ولا عزتها، وعزة أهلها، من مشاركة سكان المناقل الهم والغم والحزن النبيل، والخوض بلباسها، الجميل الفضفاض، في الوحل، ولسان حالها يقول: انا الغريق فلا أخشى من البلل..
اليوم من قناة البلد قدمت برنامجها الصباحي المعتاد، وتسابق المتصلون بها  في الثناء عليها، والإشادة بدورها البطولي، والريادي، واعجبني ما قاله أحدهم: والله لو ما كان اتصلت وسجلت إعجابي بيك، قهوة الساعة عشرة ما كان تنفعني..
دي سودانية يا زول.. كنداكة وصايدة للبمبان، وقدامية في خط النار، ارجع وخليك ورا، ما ديل الأئمة والوارثين للمُنى..  هيا قوموا يا الفراجة، ديل الهيجوا العجاجة.. وحققوا الفخر والصلابة.. ووقت الحارة ديل أهلي، البكونوا دايما جنبي..
الله يحفظك، ويعزك، ويقوي عودك، ويخضر ذراعك  ويجعلك دائما ملاذا للتائهين، وأماناً للخائفين، وذخراً للبلاد والعباد، ومن ورثة جنة النعيم..
الله يرحم والدك،  ويبعثه في يوم العرس الأعظم.. ويطول عمر أمك وخالك.. ويخلي ليك زوجك واولادك، وأهلك جميعاً، ويعزهم ويكرمهمَ..

Post: #207
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-03-2022, 12:13 PM
Parent: #95

كتب تاج السر حسين.

وكان لابد لى ان ابين هذا الأمر وفى ذات الوقت ابين ان بداية معرفتى بالشهيد وفكرته العتيده كانت من خلال انسان سودانى بسيط يعمل ترزى فى احدى المؤسسات الحكوميه اسمه (الحاج) وهو معروف بالصدق وطهارة اليد واللسان قبل ان يصبح جمهوريا، وقد لاحظت فيه بعد التزامه الفكره نورا يشع على وجهه وعلما يتدفق من لسانه مثل (الشهد) اضافة لما كانت فيه من خصال طيبه.

جلست الى (الحاج) وسالته عن قصته مع الفكره الجمهوريه وكيف التزمها فحكى لى انه كان (حوارا) لأحد شيوخ الطرق الصوفيه الأجلاء فى منطقة بحرى، وكان قد التقى الأستاذ الشهيد / محمود محمد طه، لمرة أو مرتين واصبحت صورته لا تبارح خياله فى حله وترحاله، ولذلك ذهب فى يوم من الأيام لشيخه ذاك وبعد أن صلى معه صلاة المغرب انتظر حتى تفرق الجمع من حوله ولم يبق مع الشيخ أحد سواه، فالتفت نحو شيخه وقال له:-

"يا سيدنا الشيخ الان انت وانا لوحدنا ولا ثالث معنا غير الله وأريد منك ان تجيبنى على سؤال يؤرقنى".

فقال له شيخه وما هو سؤالك؟

فقال له (الحاج):-

ما هو رأيك يا شيخنا فيما يقوله الأستاذ/ محمود محمد طه؟

فرد عليه الشيخ (كلامو كلو صاح) !!

ومن يومها لم يفارق (الحاج) الفكرة الجمهورية

Post: #208
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-06-2022, 09:38 AM
Parent: #95

تحيه خاصه بمناسبه يوم المعلم ل
الاستاذ عجب حسن ذلك المعلم الضخم الذي تعلمنا علي يديه القيم والمثل قبل اللغه الانجليزيه ..
...الاستاذ عجب حسن سيره عظيمه وتاريخ ممتد من التضحيات والجهد والعمل طيله ساعات اليوم وقد تخرج علي يديه الكثير من الطلبه المميزين .
بالنسبه لي وللكثيرين لم يكن استاذ عجب أستاذا لمادة اللغه الانجليزيه وحسب بل هو نموذج للعالم العارف المتواضع والذي كان أحد مداخلنا للمعرفه بكل أشكالها..
من هنا وبهذه المناسبه ونيابه عن دفعتي المميزه نتقدم بالشكر والعرفان للأستاذ عجب حسن ونتمني له الصحه والعافيه الموفوره ونسمع كل خير عنه
شاذلي

استاذ عجب حسن
من الولي
جمهوري من السبعينات من القرني الماضية
اولاده
د عصام
د سلوي
باشمهندس بشير
د محمود
له الفضل بعد الله في ترسيخ وتبسيط الفكره الجمهوريه في الولي وم حولها
ترك اثر طيب والناس علي اختلاف مدارسهم متفقين علي خلق وادب وطيب هذا الرجل
محفوظ ومستور ومستور
استاذ عجب حسن عبد الله
الولي الركابي

Post: #210
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-23-2022, 07:42 PM
Parent: #95

(ولنبلونكم بشيءمن الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)
ومضى الى ربه أيقونة ديم لطفي برفاعة...الى رحاب الله مضى الجد..والاب..والعم...والخال...مضى الزاهد الأواب والكريم الشهم...مضى العفيف الشفيف...مضى كبير النفس عالي الهمة...مضى القسيم الوسيم...الصوام القوام...مضى الأديب الأريب والأستاذ الجهبذ
مضى أخي الأكبر وصديقي وزميلي ..اخو الاخوان ومقيل العثرات ومكفكف عبرات اليتامى...الى رحاب الله مضى والى جنة عرضها السموات والارض مستقرا بحول الله وقوته الاستاذ الكبير/ معتصم محمد الحسن محجوب.
مصابنا فيك جلل أبا خالد وفقدنا لك كبير...فقد كنت الزمان العبقري وكنت للناس القياد...بأم عيني رأيتك تقيم الليل وترتاد المساجد.
.كان اخاؤك حقيقة لاتزييف فيه ولاتملق لذلك من عرفك هنيهة ولو للحظات ماأراد ان يفارقك أبدا الا أن تجبره الظروف على النأي والبعد عنك...أي كاريزما تلك كنت تحملها بين جوانحك أيها الراحل الكريم؟تلك التي جعلت الكثيرين يتعلقون بشخصك الكريم الغالي لقد شهدتك بودالحوري في سبعينات القرن المنصرم وأنت تبني للتعليم مجدا لايدانيه مجد ويتم على يديك وتحت ادارتك المقتدرة نجاحا قل نظيره كان شخصي الضعيف احد شهوده..اما كرمك وشهامتك وطيب معشرك فقد سارت به الركبان وعرفه والتمسه وأحسه القاصي والداني...ونحن اليوم نفتقدك في هذا اليوم الحزين نحن زملاؤك وعارفو فضلك ..يفتقدك اليوم اليتامى والمعوزين..يفتقدك اصدقاؤك الكثر...تفتقدك رفاعة برمتها... ويفتقدك السودان الكبير...بل والانسانية جمعاء نفتقد جميعا تلك الروح الطيبة نفتقد تلك الشخصية العظيمة...يفتقدك الكثيرون
أيها الراحل العظيم....يفتقدك اخوة لك لطالما كنت لهم الموجه والمسدد..يفتقدك جعفر دياب ولاشك..يفتقدك زين العابدين خالد يوسف دونما ريب....اما شخصي الضعيف...
فقد كنت أوثر ان تقول رثائي....
يامنصف الموتى من الاحياء.
يعجز الانسان ولو أوتي بلاغة سحبان ان يوفيك حقك من الوصف وسيؤمن على كلامي هذا الكثيرون الذين عرفوك بل وسيعتبرونه قليلا فيك وحقا أنه لقليل فيك أيها الراحل الكبير...ترى من سأعزي فيك أخي معتصم؟من سأعزي فيك أبا احمد؟فالواقفون للعزاء كثر وجميعهم موجوع ومتحسر على زين الرجال وأنبلهم وأعظمهم .غير أني أبدأ عزائي بالسيدة المبرورة رفيقة دربكم ام جمال وأعزيها في هذا الفقد الاليم والمصاب الجلل وأعزي الابناء الكرام جمال واحمد وخالد ورحاب كما أعزي الأهل برفاعة عامة وديم لطفي خاصة وقبيلة المعلمين.
رحم الله أخي الراحل معتصم رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه ومستقره اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز اللهم عن سيئاته اللهم لاتحرمنا اجره ولاتفتنا بعده اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .اللهم هذا ماعرفناه عن أخينا معتصم نحسبه كذلك فيما قلنا وكتبنا والله حسيبه.ولاحول ولاقوة الا بالله وانا لفراقك يامعتصم لجد محزونون.
وانا لله وانا اليه راجعون.
ابراهيم عبدالله ابوكروق

Post: #211
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-31-2022, 03:42 PM
Parent: #95

الصحفي علي عثمان المبارك يكتب

رحلتي الى ( كوستي ) درة المدائن في السودان ( 12 )

الموسيقار والفنان بابكر عبدالرحمن على عجيب ( أبصقعو) أحد مشاهير كوستي في فن الموسيقي والغناء عبر أكثر من نصف قرن !!

جاء وعمره 13 عاما من رفاعة أواخر الأربعينات الميلادية وهام بحب كوستي ولم يخرج منها إلا مرتين ولمدة 4 أشهر فقط !!

من أين جاء الفنان ( بابكر عبدالرحمن ) بلقب ( ابصقعو ) .. ؟؟ والغريب أن أكثر أهل كوستي لايعرفون اسمه الحقيقي !!

موهبة فطرية في الفن .. وكان يدندن وهو صغير بالأغاني لوحده وتعلم صغيرا عزف آلتي
( العود) و ( الكمجة ) بجهد خاص !!

فنانة كوستي الجميلة ( نور العين) التي غنت له أجمل أغانيه ( حياتي الغالية ... وناركم قايدها جوه ) في الستينات الميلادية من هي ؟؟ وأين اختفت بعدها ؟؟؟

الفنان ( ابصقعو ) له ذاكرة حديدية .. ما شاء الله تبارك الله .. يروي احداث عمرها اكثر من سبعين عاما بتواريخ وتفاصيل دقيقه !!

عندما ذهبت إلي ( بابكر أبو صقعو ) برفقة أخي صلاح الدين عثمان مرشدي ودليلي في كوستي وهو أيضا صديق لبابكر في متجره في كوستي بعد أن اعتزل الفن والموسيقى واتجه نحو العمل الحر في مجال تجارة الحرير والكلف والازرار، وهي مهنة فيها الحس الفني والجمال الكثير... كان هدفي الأول أن استمع إليه وهو يروي تاريخه الفني الذي يعتبر جزء من تاريخ كوستي الفني ... وكنت وقتها اجمع معلومات أيضا عن عميد الفن في كوستي الأستاذ إبراهيم الجاك رحمه الله ، جارنا في الحي والذي عشنا معه عشرة عمر – يرحمه الله !!
وقلت فرصة لاستفيد من هذا الموسيقار والفنان لنعرف تاريخ الفن في كوستي من هؤلاء الأشخاص الذين أمضوا سنينا عددا في هذا المجال ومعرفة جوانب أخرى من حياة الفنان ابراهيم الجاك عبر معاصريه وزملائه في هذه المسيرة الطويلة !!
رحب بنا الاستاذ بابكر كثيرا وهو شخص عرف في كوستي بأخلاقه العالية والرفيعه وعلاقته الودية مع الجميع ولهذ كسب قلوب أهالي كوستي ، لا يتخلف عن أي مناسبة.. وتجده متواجدا في جميعها !!
البدايات:
قلت له أريد أن تحكي لي عن البدايات وكيف وصلت الى مدينة كوستى ؟؟
استعدل في جلسته وبدأ يتحدث وكأنه يقرأ من كتاب.
ولدت في مدينة رفاعة عام 1935م ، وهي مدينة العلم والتعليم ... وعشت مرحلة الطفولة فيها ثم جئت الى مدينة كوستي في نهاية الأربعينات الميلادية حوالي عام 1948م وأنا صبي يافع لا يتجاوز عمري الثالثة عشرة سنة من مدينة أهلي ( رفاعة )..
وفي كوستي في تلك الفترة كان فيها العم ( نفراوي ) وهو متزوج من شقيقتي ، والحاج أبوقبالة رحمة الله ود خالتي !!
وصلت كوستي بحثا عن العمل ، والناس كانوا في تلك السن والعمر يتحملون مسؤوليتهم لوحدهم ، ويدخلون معترك الحياة كل واحد بقدراته يبحث عن رزقه.
هكذا كان السودان ... الهجرة في كل الاتجاهات من الشمال الى الجنوب والغرب والشرق والوسط ومن الغرب الى الوسط والشمال والشرق ... واذا طاب لك المقام في اي مكان وصلت اليه استقريت واستوطنت في هذا المكان وأصبحت جزء منه.
ومدينة كوستي تعتبر متفردة في هذا المجال ... اختلط فيها أهل الشمال وأهل الجنوب واهل الغرب وأهل الشرق فشكلوا لوحة سريالية وتماذج واختلاط وتعايش فريد من نوعه !!
أبو صقعو :
قلت له من أين أتيت بهذا اللقب الغريب ( أبوصقعو ) الذي اشتهرت به في المدينة ويكاد الكثيرون لا يعرفون اسمك الحقيقي ؟؟
ضحك وقال :
عندما وصلت كوستي في ذلك العمر المبكر بدأت اتلمس طريقي في الحياة واخذت اطرق كل مجالات الحياة ..كان يقابلني الحاج ابوقبالة قريبي وانا في حالة تجوال بحثا عن عمل ، كان يعلق على دائما .. انت حايم في الصقيعة دي مالك ذى (أبوصقعو) وتردد هذا الوصف الى ان التصق بي هذا التعليق تدريجيا !!
في البداية لم اكن مرتاحا لهذا اللقب ، ولكن مرت الأيام وأصبح منتشرا ومعروفا لدى قطاع واسع من الناس ، وتعودت عليه .. وارتبط بي الاسم ، وصار الاسم عاديا ومقبولا لدي !!
وهكذا أصبح هذا اللقب علامة مسجلة لدى أهل كوستي !!
بدأت في تلك الأيام اطرق سوق العمل ... فعملت عامل بناء وفي الورش وفي المحلات التجارية وعملت في كل مهنة تصل اليها يدي ، ثم اشتعلت في المحلج في وظيفة ادارية حتى اصبحت صرافا فيه ، ثم انتقلت الى شركة سكر كنانة واشتغلت في الحسابات صرافا.
هواية العزف والغناء:
قلت له وماذا دخل المهن التي عملت فيها بالفن وكلها بعيدة جدا عنه ؟؟
كانت تتملكني هواية حب الاستماع للاغاني وترديدها وانا في ذلك العمر الصغير، وكنت هاويا للموسيقى ، وفي تلك الفترة وصل الى كوستى الاخ دفع السيد من رفاعة وسكن في منطقة الجيش حاليا عنبر جودة وكان بارعا في عزف آلة العود وبدأ يعلمني العزف على آلة العود بعد أن شعر برغبتي الشديدة في ذلك و كان ذلك في عام 1956م وسرعان ما اتقنته ، وانتقلت الى تعلم آلة ( الكمنجة ) التي وجدت فيها نفسي !!
وبدأت أردد الاغاني.. وانتقلت الى مرحلة المشاركة في الحفلات والمناسبات وكان ذلك في عام 1957م وغنيت لمعظم الفنانين الكبار ابراهين عوض ، عثمان حسين ، محمد وردي ، احمد المصطفى وغيرهم... وبدأ جمهور كوستي يعرفني..... وكنا نقيم حفلاتنا في حديقة البلدية ، ثم تطورت لاؤدي الاغاني الخاصة بي واخذ بعض الفنانين المحليين امثال فؤاد فريد وعوض احمد وسيداحمد بابكر ومحمود عكاشة يرددون هذه الاغاني الخاصة بي !!
محطات فنية :
وفي عام 1959م وصل ابراهيم الجاك الى كوستى من الجنوب وبدأ النشاط الفني يزداد وانطلق الفن من داره. وبدأنا ننتقل بحفلاتنا الى المناطق الاخرى ونقوم بجولات فنية في المديريات الاخرى.
وفي عام 1960م نفذنا جولة في غرب السودان شملت العديد من مدن الغرب نيالا وبابنوسة والضعين والنهود والابيض وام روابة. وكنا ثلاثة عازفين في الفرقة وكان نصيبنا العازفين الثلاثة في الرحلة كلها 15 جنيه سوداني فقط... تصوروا كم كان تواضع هؤلاء المبدعين !!
وثم قمنا بجولة فنية شملت سنار والقضارف وعدد من المدن في شرق السودان متطوعين مجانا من أجل دعم مدرسة كوستى القومية ، وعدنا بحصيلة طيبة وكان الطيب عوض السيد يحمل صندوق الدخل للمدرسة. دور كبير قام به الفن في دعم التعليم الاهلي في كوستي !!
قصة الفنانة نورالعين:
ومن المحطات الفنية المهمة في مسيرتنا كانت هناك احتفالا يقام سنويا ابان حكم الفريق عبود في الستينات الميلادية تشارك فيه مديريات السودان التسع بالمنافسة في الفنون الغنائية والفنية وتظهر مبدعيها.
كانت مدينة كوستي تتبع ولاية النيل الازرق وعاصمتها (ودمدني) ، ووقع الاختيار على ابراهيم الجاك وعلي انا لنكونا ضمن العازفين المشاركين في الفرقة الفنية الممثلة لمديرية النيل الازرق وكان ذلك عام 1962م.
وفي تلك الفترة ظهرت فنانة شابة جميلة تسمى ( نور العين ) كانت تتمتع بصوت جميل واختارتها اللجنة بعد أن اعجبت بادائها ضمن ممثلي مدينة كوستى للمشاركة في منافسة المديريات بالخرطوم!!
الفنانة (نور العين) كانت تؤدي الاغاني الخاصة بي وفد تألقت في أدائها ، ومن ضمن تلك الاغاني :
( حياتي الغالية ..... وناركم قايدها جوه ) !! وهي من الاغاني التي وجدت شهرة كبيرة في تلك الفترة.
شاركنا في منافسة المديريات مع فناني مدينة مدني الفنان محمد الامين والفنان أبوعركي ، وكانت مشاركة قوية والكل توقع فوزنا بالمرتبة الاولى في المسابقة ، ولكن لأسباب سياسية فازت ولاية أعالي النيل !! وكنا الثاني في المسابقة.
عدنا الى كوستي بعد المشاركة في منافسة المديريات ومعنا الفنانة نور العين التي ذاع صيتها بعد المشاركة في الخرطوم ، والفنانة نور العين كانت اصلا من مواطني مدينة الابيض لكنها جاءت واستوطنت في كوستي.
ولم تمضي فترة طويلة حتى ارتبطت بشخص وتزوجته ..
ويبدو أنها اعتزلت الفن بعد الزواج مباشرة ، حيث اختفت تماما من المسرح الفني ولم نسمع بها ولم نشاهدها تماما حتى اليوم !!
ارتباطي بمدينة كوستي:
وقال الفنان بابكر أبصقعو إن عشقي لمدينة كوستي لاحدود له ... حيث لم أغادرها منذ أن وطئت قدماي أرض هذه المدينة عام 1948م الا لمدة أربعة أشهر فقط....الاولى في عام 1961 عندما ذهبت الى العاصمة الخرطوم وفكرت في احتراف عزف آلة الكمنجة وامضيت ثلاثة أشهر ولم يطب لي المقام وعدت سريعا الى كوستي ، والثانية عندما ذهبت الى القاهرة لمدة شهر ، اما زياراتي لمنطقتي في رفاعة لم تكن تتعدى ايام قليلة اعود بها الى كوستي مسرعا !!
كنت هاويا للعزف والغناء واستمر ذلك لمدة تزيد عن نصف قرن ، وكان لابد من التوقف
وفعلا قررت اعتزال الفن ، وتركت هذا المجال ووقع اختياري على الدخول في عالم التجارة وافتتحت محلا في سوق كوستي للكلف والحرائر والازرار والحمدلله العمل يسير على احسن حال.

كنا قد بدأنا حوارنا معه في محله التجاري بسوق كوستي قبل ايام ، واكملناه بزيارتة في منزله العامر بمربع 27 بالأمس حيث شهدنا كرم الضيافة وحسن الاستقبال ، واطلعنا على صور تاريخية عمر بعضها اكثر من سبعين عاما ... وغادرناه بعد جلسة ذكريات جميلة لزمن جميل لاناس أجمل ... رحم الله من غادرنا الى دار الخلود واطال الله في عمر من امتد به العمر !!

نادي كوستي :
لفتة بارعة من نادي كوستى تكريم بعض الشخصيات التي قدمت الكثير لكوستى وكان من ضمنهم الفنان ابصقعو الاسبوع الماضي يشكرون عليها على أمل أن يتم تكريم آخرين في الفترة القادمة كما علمنا ذلك.

المعلومات كثيرة والتفاصيل اكثر نتركها لفرصة اخرى.

غدا
نستعرض جانبا آخر من حياة وذكريات مدينة كوستي !!

صور:

في هذه الصورة التاريخية نجد الفنانين والعازفين الاتية اسماؤهم :
الواقفون اقصى يمين الصورة:
خالد محمد أحمد , الطيب عبدالسيد ، محمد الصادق ، سيداحمد ، عوض أحمد ، أحمد عبدالله ،
الجالسون من اليمين:
احمد الشريف ، عبدالكريم ، محمد جاد السيد ، نور العين ، ابراهيم الجاك ، بابكر أبصقعو ، ابوداؤود

Post: #214
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-26-2022, 04:51 AM
Parent: #93

كتب منصور المفتاح في مناقب الأخ الراحل متوكل مصطفى حسين

متوكل يا متوكل يا متوكل
نعم ألمحت بذلك عندما هاتفتك للعزاء فى بشير بكار ذلك الذى تعرفت عليه من خلالك-وأنت خارج لتوك من المستشفى لإضطرابات فى المعده وكان صوتك ضعيفا وأفقك بعيدا وكأنك على شواطئ الفردوس وقتئذ نعم قلتها يا متوكل ولم أصدقك
لحظتها ولكنى عرفت الآن قدرك يا أيها العارف الكشاف فها أنت تلحق ببشير
بكار وعلى بساط براق وبسرعة البرق يا متوكل - بشير بكار الذى أدخلته معنا
ليكون ثالث ذاك الحديث ورابع أفراد المشروع الفكرى الكبير مع مشاركة الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى (لولا الشهاد لكانت لاءه نعم) وأنفقنا فى ذلك الساعات الطوال ثلاثتنا وأقترحت أنت الأسئله الكبيره والمشروع الأكبر لمستقبل السودان يا متوكل ذلك الهم الكبير الذى كان أكبر همك أبدا يا أيها
العبقرى المسلح بالمعارف والفصيح القوال لنفسه كما ينبغى أدهشتنى ملايين
المرات بأركان نقاشك فى الجامعه وبحصافتك وفصاحتك وترتيب أفكارك وإيمانك بتوجهك وقضاياك ونهجك وأزهلتنى عندما تقابلنا بنيويورك مع صلاح وأبوبكر أحمد فرح ثم على الهاتف الذى كنا نتحدث فيه الساعات الطوال وعن ذاكرتك
التى رسخت فيها صورتى وصورة الأخ ياسر عرمان وقد تكون محقا فى عرمان فأما
أنا لا أملك من الذكاء الذال ولكنه فضلك يا من فضلك محمود عن الآخرين ووصفك بالذكاء أى بأنك أذكى سودانى كما وصف بذلك منصور خالد والرشيد نايل وعبدالله على إبراهيم والخاتم عدلان والمجذوب يا أيها الأقرب روحيا من
الغير وياالعارج فى سماوات الأخذ بالسلوك والصلاح والتهذيب والمعرفه.
متوكل أشهد الله إنى كنت فى شوق للحديث إليك منذ ثلاثة أيام واليوم تذبح فى
الشوق بهذا السفر الأبدى يا متوكل ياخ أنا وأنت تجمعنا قواسم عليا وعظمى
ومشتركه أعيها تماما يا من أخبرتنى بعلاقتك بالزيداب وبالصديقه عائشه عوض الكريم أبوسن وبالكثير المثير الخطر فيا متوكل إنى أعزى نفسى فيك فها أناأبكيك وسأظل أفعل إلى يوم الدين وسأدعو لك وأعزى فيك أشقائك الدكتور أحمد الحسين ومريم بنت الحسين وسائر الأسره والإخوه فى الفكره وأهل رفاعه والزيداب وأعز فيك السودان الذى فقد عبقريا ألمعى وأعز جيلنا المحروم من
تقديم ما عنده بتحجيم الحيازه والتملك الظالم فوداعا يا صديقى إلى جنة عرضها السموات والأرض اللهم ألطف بالمتوكل وأوسع له فى الجدث واللحد وآنس وحشته ودرجه عند صراطك وعرج به إلى الفردوس يا كريم وإنا لله وإنا إليه راجعون.




منصور

Post: #229
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 03-05-2023, 06:02 AM
Parent: #89

فوق ..

Post: #263
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 11-03-2023, 05:37 PM
Parent: #89

Quote: فوجدت عندهم زهد فطري في من مغانم الحياة
ويعيشون بواقعية مثلى
لا يرتفع في حضرتهم صوت ولا همس
كل شئ واضح
ولكن كل ذلك يهدمه
أنهم اتبعوا الرسالة التايوانية


أهلا على الكنزى
سؤال: هل الرسالة التايوانية يمكن ان تنتج الزهد فى مغانم الحياة؟ أم أن القيم التى ذكرتها يمكن أن تنتج بروس بلا رسالة أو موجهات؟

Post: #130
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-13-2021, 02:02 AM
Parent: #60

بمناسبة مرور الذكرى السنوية لرحيل حبيبنا الأستاذ عبدالرحمن محمد الضريس
كتبت صديقات بناته في الفيسبوك

ماعارفه أقول شنو بس فقدنا ( عمو عبد الرحمن )الرجل العظيم خلق وأخلاق وثقافه وحنيه وفرحه أبونا التاني كنت ومازلت أبوي التاني الأسرة العشنه معاها أجمل سنين حياتنا أبوي الربانا زي أبونا وواحد الليله مشى وخلانا ☹️ الله يرحمك ع قدر كل الم إتالمتو انشاءالله يكون كفاره ليك و تكون في دار راحه وتنشر الفرح العلمتو لينا ولي أولادك أين ما كنت الله يحمعنا بيك في جنات الخلد يارب 🙌🏼😩الله يصبركم حبايبي Raja Elfadeil Manar Eldirais Mohamed A Eldirais Lateefa Eldirais Asma Eldirais ويصبرنا يارب ❤️
إنا لله وإنا إليه راجعون 💔

-/-//

It's with a heavy heart that I say my prayers as am saying goodbye to a phenomenon man, a father, a husband, a brother, a mentor and a deeply loved person. My friends' father, who I saw as an uncle, uncle Adbelrahman Eldirais.
I first met 3mo Abdlerahman and Khalto Rajaa when they opened their house for me to stay with them during Christmas break 2016. I can never explain how much that time meant for me. I would wake up and find 3mo Adbelrahman already up in his joyful spirit that made me smile subconsciously. He would immediately ask me if I ate anything, and when the answer is no he would make me the most tasty tea I have ever tasted "his legendary recipe". He would ask his daughters all day all kind of questions, if I ate, if they did this and that, if am having fun ! I still remember when I visited him in 2017 when he got out of surgery and regardless of his pain he made sure that I get to enjoy my time !
I can go on and on about how great of a man he was, but I will never give him justice. I hope you're happy, in peace, and I hope you know you have raised three strong ladies who have a strong and loving brother who have their back and all four will carry on your legacy. I hope you know you have left a companion who loves you very much, and will forever hold you close in her heart. I hope you know you've touched so many hearts with your kindness and thoughtfulness and your love will always be a light to guide us along the way.
I want you to know that your family and friends held you a very beautiful funeral at your request, it introduced a lot of us to the Republican Brotherhood (That was founded by Mahmoud Mohamed Taha ) and their believes and their beautiful ceremonies. Your funeral was elegant, filled with love, and chants ! Allah Allah Allah, Allah Allah Allah. And as Lateefa looked at me and whispered "do you feel the breeze ؟ It's him" as your body was being put in its resting place, I replied "I feel it ! I believe so too".

اللهم تقبله بواسع رحمتك يا الله و اجعله مع الصديقين والشهداء.
الله

Post: #139
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-17-2021, 08:55 AM
Parent: #38

كتب صديقى و ابن دفعتى دكتور مجدى اسحق …

🌹ماريا🌹

يابنتي الحبيبه
الله يعلم كم أحببتك.
والله يعلم كم أتألم الآن.... فلا دمع يشفي.. ولا تصبر يجدي.. وليس هناك سوى الفراغ والوجع... الألييييم
عادة أكتب لأخفف من الألم.. لكن عنك الكتابه تزيد الألم والجراح والدموع.. وبين كل حرف يعتصر قلبي إحساس وسؤال لا إجابة له كيف ستكون الحياة بدونك؟؟ فلا يحتاج العقل ليبحث..وسيرد القلب بزفرات ودموع وجرح لن يندمل..
أي كابوس.. وأي ألم... وأي جرح
وأي مصيبة هذه فوق إحتمالي.. لقد فقدت بنتي.. نعم بنتي التي لم أنجبها.. ولكنها ملكت روحي وأصبحت جزء مني من أسرتي..
لم أكن أظن انك تستطيع بناء مشاعر الأبوة بين المسام لمن لم تربطكم أواصر الجينات والدم...لكن ماريا الحبيبه قد أثبتت ذلك ممكنا... وواقعا فعاشت و لها أبوين.. فلم تفرق بينهما في الإهتمام والمحبه..
ماأقسى حروف الموت.. لا يرضي لساني أن ينطقها ويقرنها بماريا..
هل أقول
وداعا ماريا..
كيف أبكي اليوم بنتي.. هل أنعي حبيتي... هل حقيقة أنني لن أسمع صوتها عبر الأثير مشحونا بالقلق والدموع اذ سمعت بأني قد أصبت بوعكة بسيطه وهي تردد(أبويا حافظ على روحك.. أنا ما بعيش وراكم لو حصل ليك شئ).... ماأجمل كلمة أبويا.بصدقها وعفويتها.. .لم استغربها ولكن ما أغرب سحرها..فكلانا غريبين على الكلمه...فأبنائي من لحمي لم ينادوني بها.. وهي قد كانت تنادي أبوها وصديقها فقط ب جمال.... وعندما تكون غاضبة ما أجمل محبتها له وهي تصفه بالراجل ده... وخاصة عندما يصل القلق مداه تخاطبني(الراجل ده عاوز يقتلني).. وأعلم إنها تتحدث عن أبيها جمال سلامه عندما لا ينتظم في أخذ علاجاته او لا يسمع وصاياها ونصائحها الطبيه.... ماريا التي كانت معجونة بحب الناس فما بالك والقدر قد خلق لها أبوين يقرعون على ابواب ارذل العمر وهي تسعى جاهدة لبث في شرايينهم الصحة وروح الشباب.. وإن فشلت في مهمتها فإنها حتما لم تفشل في غرس في دواخلهم العرفان.. وروح المحبه وحب الحياه....
ماريا..
تلميذتي التي أصبحت بنتي.. دخلت قاعة المحاضرات.. ولم أدري أنني غرست بذرة المحبة والأبوه.. جاءت الي تجري تسأل.. وأصبحت وجها مألوفا أفتقد وجودها وأسئلتها.. الى ان جاءت يوما لعيادتي ومعها جمال وحليمه.. وتقول لي(ديل أمي وأبوي.. جبتهم أعرفهم بيك.. عشان يعرفوا أبوي التاني )...
وللقدر قوانينه ليجعل الأب التاني هو من أصبح موجود معها في حلها وترحالها.. يشاركها همها وفرحها اليومي.. ففي أول شهور لي في الغربه وانا أصارع أشواك الحنين جاءني صوتها بلسما لتقول(أبوي.. أنا معاك في الغربه وأصريت في التعاقد أن أشتغل معك في نفس المدينه)... لتبدأ صفحة جديده.. تصبح الغربة أقل حدة ومرارة.. بل اصبح لها رونق و دفء... بوجود وماريا وشذى كانتا إضافة سعيده لأسرتنا وفيض من الفرح جعل لحياتنا معنى وبريق..
وكان لها في منزلنا.. منزلها.. مكانا وأنتزعت لها ركنا بغرفة ماريا وشذى.. فأحتلت أركانها بثيابها وكتبها المتبعثره كما أحتلت في قلوبنا مكانا وفي نبضنا أصبحت ماريا مجدي إسحق وأصبحت إبتسام أمها التي لم تعاني معها اوجاع الحمل او المخاض...
تدخل المنزل فيدخل معها الفرح والحياه.. بعفويتها الصاخبه وروحها الطفولية البريئه...ترفع قدميها الصغيرتين وتتحكر في داخل الكرسي و هي نحمل كوب قهوتها الخالي من السكر سوى من حلاوة روحها الوثابه المفعمه والمشبعة بالحياه.... فتدخل في جلسات الحكي الحميم وأعلم بأنني لن أذوق طعم النوم قريبا... وهي تحكي عن محمود تؤام روحها ومحبتهم.. رأفكارهم عن زواج غير تقليدي..ويتم الزواج ويصبح محمودا ابنا وصديقا...
ما أجملها من روح فما كانت ضنينة بمشاعرها ولا شحيحة في شفافيتها... فكنت أتجول بحرية أب وصديق في دواخل روحها الجميله أحمل عبء همومها الاكاديميه.. اشركها همومها الماديه وحساباتها الماليه المتعثره دائما لاتسمع النصائح ولا النظام فحوجة الأحباب وسعادة الآخرين كانت أكبر من هموم الموازنه أو عبء الديون...أعاتبها على إنني أنتظر حفيدة فيها ملامح مريا.. فتسخر من كلامي وترد عن بؤس العالم.. وواقع الوطن.. والثورة التي تتعثر.. وخوفها على أطفال يأتون لهذا العالم غير المنتظم..
ليلة السبت قبل يوم رحيلك الأليم.. كم ضحكنا.. ياليتني كنت أعلم إنها آخر كلماتك..
لأستذت منها.. ولما تركتك تودعيني لتشبست بصوتك لآخر اللحظات... كم كنت فرحة على أمل لقاء قريب خططنا له.. لمن نكن نظن أنه لن يتم..
فياسخرية الأقدار جلست ساعات امسح دموع قلقها على حليمه وصحتها وبين كل جملة تذكرني(أبويا.. لوحصل شئ للست دي أنا ما أعيش ولا يوم). لم تعلم انها كانت في دربها الى العالم الآخر لتتركنا لا نستوعب الصدمه ولانحتمل الالم ونعلم انه جرح لا يندمل.. ونصارع في إيجاد الكلمات والوسائل لإخبار حليمه.. بأن ماريا قد غادرتنا لدنيا الخلود....
فياربي يارحيم..
جاءتك ماريا وانت أعلم ما بدواخلها..فتقبلها في أعلى الجنان فهي أهل لذلك.. فقد كانت ملاكا يمشي على قدمين.. معجون بحب الناس مفطور بعشق الوطن..مشبعة بالبراءة والنقاء. لاتعرف الكراهية لقلبها دربا.. سوى كراهيتها للظلم. والعنف. وللفقر خاصة عندما يكحل ملامح الأطفال.. فيا ربي كانت ملكا للسلام والمحبة والفرح تنثرها بصوتها.. وتنشره بحضورها الجميل...
فياربي تقبلها.. وانت أرحم الراحمين...
فياربي ثبت قلوبنا بالصبر..فمثل جرح ماريا فوق طاقة أب ضعيف بمحبتها.. عقله القاصر لم يصدق ولم يتوقع فكيف يصدق ان نبع الحياة سينضب يوما... لكنها أرادتك فألطف بناوأجعل لجرحنا شفاء بالدعاء لها.. ودموعنا كفارة لها...
دموعنا التي لم تقف.. وجرحنا الذي سيحتاج لأكثر مما تبقى من العمر ليندمل..
وكيف سيندمل.. وكيف ستجف الدموع... وانا سأقابل احباب ماريا..
كيف سانسى يابنتي وسأجد ذكراك في كل منحى وهناك بين المسام قد سكنت ملامحك... ستعيش معي وبها سأتزود بفيض محبتي لك.. كيف ساقابل حليمه التي أنجبتك لكنك كنت اتت أمها اهتماما ومحبه... حليمه ودوما في الخاطر صوتها وهي تتصل علي لتشتكي بلهجتها المحببه(تعال شوف بنتك داير تعمل شنو) ما أجملها من شكوى تصلني وأشعر بالدفء وهي تشتكي الي ابيك الثاني.. ولا تشكيك الى جمال الذي شاركني في أبوتك ولم نتنافس على محبتك فقد وسع قلبك كلانا...ما أجملها من شكواك ياحليمه وشهادة منك لأبوتي ومعزتي التي لم يساورني فيها شك او تفكير.
ماريا... ستكوني دوما في خاطري كلما نظرتي لأخوتك وأرى مجلسك شاغرا.. وهم يسألون عنك..
كيف سأمسك دموعي في كل يوم في العمل وانت التي قد أحببتي الطب النفسي مثل أبيك وتحلمين السير في طريقه في دروب التخصص..
كيف ستهرب دموعي من صديقاتك وأحبابك ومريديك... كيف ساقابل محمود نصفك الآخر وغرفتنا في النت وهو يتصل بي (عمو مجدي نتلاقى في الغرفه) لأجلس معهم نناقش هموم العلاقه وأسمع لعتاباتهم وأسعى بما تيسر ليبنوا دروب الحب والسعاده..
كيف ستقف دموعي عندما أسمع أحد يتحدث بلهجة المحس وبيننا كتابك الذي اهديتيهوا لي لأتعلم الرطانه ومحاولاتي الفاشله في النطق وانت تدخلين في دوامة من السخرية وضحكاتك المحببه لنفسي..ماذا سافعل مع التلفون ورنينه الملح والعجول وماريا تصرخ من القلب (أبوووي نجحت.. نجحت)...
هل ساهرب من جلدي لأتناساك.. أم ساحارب صوت وردي الذي كان إدمانك وترياق استرخائك.. كيف سأهرب من (خاف من الله على قلبي) .. ولن أسمع لي (دي الإراده). وسأرى كيف كانت تهز دواخلك وسأرى كيف ستمزق تصبري المزيف....
كيف سأهرب من أسرارك الصغيره العالقه في قلبي.. وانت تساهرين الليالي تفتحي لي قلبك بأحلامك وهمومك ودموعك أحيانا...
لا أعلم كيف سأحتمل..
وليس متأكدا بأن الفرح سيمر على قلبي بدون زفرات وحسره..
وهل سيزورني الضحك والإبتسام بدون وخزات من الالم
لا أعلم...
لكن الذي أعلمه إن الدنيا لن تكون زي زمان..
وإن الحياة بدون ماريا لن يكون لها نفس الطعم ولا نفس البريق..
وأنني سأفتقد ضحكة ماريا المميزه. وروحها المرحه.. وطفولتها المشاغبه وبراءتها وحبها للحياه..
سأفتقد دوما (أبوي... طمني على صحتك )..
سافتقد روحا أصبحت جزء من روحي نسمة عطرت كياتنا.. وأمتزجت في روحنا.. وأصبحت جزء من المسام.. سأفتقدك يا ماريا جمال سلامه
سافتقدك يا ماريا مجدي إسحق..
سافتقدك....ما أقسى هذه الحياه.. وما أقسى هذه الحروف التي كنت أتمنى لو لم يأتي يوم مقالها...
ولكننا لن نقول الا مايرضى الله..ليست كبيرة على ربك ولن نكن اكثر حبا ورحمة من جلاله...
الحمدلله...
الحمدلله.
الى جنات الخلد يا حبيبة الجميع... حبيبة الجميع وروحهم..وريحانة الحياه ونورها الذي إنطفأ.. و شمس فرحها التي غابت
لجنات الخلد.. ياماريا..
حبيبتي.. وروحي.. دوما..
... أبوك

مجدي إسحق

Post: #131
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-15-2021, 03:09 AM
Parent: #1

طرف من حوار دار في جاكارتا بين د. ميرغني محمد الحسن قريش و د. عباس الشيخ

الحوار على لسان د. عباس الشيخ:

فجأة قال لي ميرغني تعرف يا عباس انا عندي نظرية في موضوع الجمهوريين ديل الجمهوريين ديل البخليهم مختلفين كده الا يكون في سر ما بيروهو لي كل الناس بس بيروهو لي ناسم لأنو ياخي تلقى الزول معاك عادي اول ما يبقى جمهوري يكون مختلف جدا وضرب لي مثلا بأخينا أحمد مصطفى الحسين قال لي الموضوع ما موضوع صلاة وبس الناس كلها بتصلي

Post: #132
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-15-2021, 02:22 PM
Parent: #1

عبدالرحمن أبوشيبة من قطر عاد وكتب:
عزيزي وأخي عبدالله عثمان ،، أو كما يحلو لي عندما أناديك أبي لتطابق اسمك مع اسم الوالد فوالدي عبدالله عثمان أبوشيبة تزوج أمي بعد وفاة زوجها لأنها بنت خالته وتزوجها وهي أصغر من أبنائه تزوجها بعد أن بلغ السعبين من عمره ،، ومنذ أن تفتحت أعيننا على الدنيا لم نراه يسير دون عصاته التي يتوكأ عليها ولا يهش بها على غنمه ،،، جئت أنا بعد شقيقتي خديجة وأسماني عبدالرحمن تيمناً بالسيد عبدالرحمن المهدي لأنه كان موغلاً في الأنصارية وكان الأنصاري الوحيد في سعادة وكان يصلي منفرداً تحت راية المهدي وكان يلبسني المقلوبة والعزبة بل وذهب بي ذات يوم إلى سراي المهدي عندما كان تاكسي الخرطوم بالأسود والأبيض وأدخلني على السيد الصديق والد الصادق المهدي وقال له لقد سميته عبدالرحمن وكنت أتمنى أن يراه السيد عبدالرحمن لكن البركة فيكم يا السيد الصديق فوضع الصديق يده على رأسي وأسقاني كوباً من عصير الليمون جرى ذلك وأنا لم أدخل المدرسة بعد.
في بداية الستينات تحول والدي كلية إلى الفكر الجمهوري وفي العام 1964 زارنا الاستاذ محمود وبات معنا في منزلنا وفي الصباح الباكر أخذني باللاندروفر إلى مدرستي في قرية أفطس وكان معي صديق الطفولة عمر بابكر وأعطانا الاستاذ ريال ،، كان دخول والدي للفكرة الجمهورية بسبب ما أوردت يا عبدالله في بوستك أعلاه بأنها كانت تحقيقاً لرؤية في المنام رأى فيها شخصاً سيكون صاحب الوقت وعندما جاء الاستاذ إلى سعادة بدعوة من الاخوان حامد مختار وابراهيم يوسف واحمد عبدالرحمن العجب دنا والدي من الاستاذ ورفع الفانوس ليرى ملامحه وبمجرد أن وقع بصره عليه صاح كالمصقوع ( ياهو زاتو ياهو زاتو ) ومن وقتها أدار ظهره لكل عقيدة وفكر وتوجه بقلبه وعقله وصار من المداومين على زيارة الاستاذ في منزله كل اسبوع ويتجول معهم في مؤتمرات الأعياد والمناسبات وكان أكبرهم سنا وأقلهم علماً لكنه كان أقواهم عقيدة طبق كل الفكر الذي نادى به الواد الشهيد الاستاذ محمود في أقواله وأفعاله وصفاته فقد طبق مشروع خطوة نحو الزواج في الاسلام بتزويجه لشقيقتي خديجة على الأخ عبدالرحيم محمد أحمد من الأبيض وترك السبحة وحلق لحيته التي رباها لثمانين عاماًوكان يقول للناس ( الاستاذ محمود هو بن مريم فينا).
واجه والدي الكثير من العداء من أقربائه وأنسبائه بسبب انتمائه للفكر الجمهوري لكنه لم يبالي ولم يقاطع لأنه كان على قناعة تامة إنه على طريق الحق طريق محمد الذي ينير البصيرة لينعكس على الأبصار يقيناً وصدقاً تسمو به الأرواح عن سرى الأشباح ، ظل على عهده وفياً للاستاذ ولاخوانه الجمهوريين وفي آخر أيامه وبعد أن أعياه المرض كانت وصيته لي ولمن حوله من الاخوان أن يتم تجهيز جثمانه على يد الاستاذ محمود وفي صبيحة يوم الجمعة 25/2/1983 زاره الاستاذ وبعض الاخوان وفي صبيحة السبت 26/2/1983 أسلم الروح لبارئها فأرسلت للاستاذ لتنفيذ الوصية وبما أن المسافة بعيدة مابين الثورة وأم عشر العقليين ولعدم توفر سبل المواصلات في تلك الفترة تأخر وصول الاستاذ والاخوان فتجمع حولي الأقارب من كل صوب يريدون تجهيز الجثمان للدفن ونزولاً عند رغبتهم قاموا بالتجهيز ولدى وصولنا للمقابر وخلال تجهيز القبر والجثمان مسجى على العنقريب فإذا بباصين يشق غبارهما عنان السماء وتتردد منهما كلمات التهليل ( لاإله إلا الله لا إله إلا الله ) فنزل الاستاذ من الباص الأول وتبعه الاخوان والباص الثاني كان به الاخوات فرفعوا معنا الفاتحة وسأل الاستاذ الحضور هل صليتم على الجثمان فقالوا لا فقال صلوا عليه ، وبعد الانتهاء من الصلاة ولدى إنزال الجثمان للقبر وقف الاستاذ بجانبي واضعاً يده اليسرى على كتفي الأيمن وقال للناس ( شيخ عبدالله رحمة الله عليه كانت وصيته أن يجهزه اخوانه الجمهوريين لكننا تأخرنا بسبب سوء المواصلات وبعد المسافة وبما أن إكرام الميت دفنه فجزاكم الله عنا خير الجزاء لما قمتم به فشيخ عبدالله أخوكم في الرحم وأخونا في الاسلام وعاش طوال عمره زول نصيحة وحقيقة ثم ترحم على روح الوالد وقال البركة فيكم وفي عبدالرحمن واخوانه ) وبعد انتهاء مراسم الدفن توجه الاستاذ والاخوان إلى بيت العزاء ولم يتناولوا شيئاً قبل قراءة القرآن كاملاً لروح الفقيد وعندما هم الاستاذ والاخوان بالانصراف ناداني وسلمني مبلغاً من المال أذكره حتى اللحظة وهو ثمانون جنيهاً قال لي هذه مساهمة اخوانك الجمهوريين لبيت العزاء .
ألا رحم الله والدي الذي مات على عهد الاستاذ وأحمد له الله أنه لم يكن عائشاً وقت التنفيذ وأقل القليل فارق الفانية وهو على يقين بأن الحق من تركه خلفه في الحياة وذهب والأمل يظلله بلقاء من أحب ومن وضع يده في يده وعاهده على الوفاء وعند أبواب الجنان يكون لوالدي والاستاذ حسن اللقاء.

أشكرك يا عبدالله لأنك أثرت فينا الشجون وأدمعت فينا العيو

Post: #134
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-27-2021, 11:17 AM
Parent: #132

كتب محمد الصايم في سودانيزأونلاين





كل ما تحدثني نفسي بأنني ضيعت عاما فى لاشئ أتعزى بمن فقدوا وظائفهم من البروفسرات - أين أنا من د. معتصم محمد عبدالله فى الكهرباء ود. عادل خضر فى المدنية؟ كلاهما من الجمهوريين وكانا من أنقى من مشى على أرض جامعة الخرطوم.. وأين أنا من بروفيسر سمير جرجس ذلك القبطي الذي أحب السودان كما لم يحبه أحد وتجرد فى صوفية نادرة لعلمه وكان يعشق التائية لكثير عزة.. وأين أنا من د. عبدالجليل كرار، الذى طردنى يوما فى البرليم لما ظنه سوء سلوكي ثم أبدى أسفه، رحمه الله رحمة واسعة.. أين أنا من د. التاج، الصديق اللدود لخليل، وهو يخسر وظيفته فى مقتبل حياته المهنية؟ اولئك ابائي فجئنى بمثلهم اذا جمعتنا ياجرير المجامع

Post: #135
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-27-2021, 11:47 AM
Parent: #134

كتب د. معتصم عبدالله محمود يهنىء بروفسير عبدالرحمن كرار على الترقية:

رسالة من الوالد:

إبني العزيز وأخي الصغير
تلميذي وأستاذي
زميلي ومستشاري
حواري وشيخي
البروفيسور المبجل عبدالرحمن علي كرار
وصلتني هذا الصباح عن طريق إبني محمد معتصم رسالة تهنئة لكم من إبننا العزيز عمر مبارك لترقيتكم إلى درجة الأستاذية بجامعة تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولكم سعدت بهذا الخبر المفرح المبهج لنيلك هذه الدرجة العلمية الرفيعة والتي توقعتها لك منذ أن التقينا وأنت ما زلت طالبا في بداية السلم بقسم الكهرباء بجامعة الخرطوم. فقد كنت أرى فيك نبوغا فطريا يدفعك دفعا نحو هذه القمم السامقات. واليوم تحقق ما رأيت!! وأنت الآن تتربع على كرسي تخصص أنظمة الطاقة بلا منازع في السودان!!
فأنت مفخرتي بين العالمين!! وسبب فخري: أن هذا العالم العلامة كان يوما تلميذي!
وأنت مفخرة لأهلك، أهل التعبير والفصاحة، في تلك الجزيرة الوادعة، في شمال السودان، قبالة مدينة أبي حمد، والتي وقفنا في ذلك اليوم ننظر إليها عبر النيل وأنت تحدثني عنها حديث العاشقين للأصل القديم!!
وأنت مفخرة لأهل شمبات لأنك منهم، وقد كانوا يعتقدون، كلما ذكر اسمك، أنك العابد الرابع في أبناء كرار العبابدة، العباقرة (عبدالقادر عبقري الرياضيات، والمرحوم عبدالجليل عالم الفيزياء، والطبيب المُلهم عبدالباقي).
وأنت مفخرة لجامعة الخرطوم. فتميزك يعني شهرتها وتميزها بين الجامعات في العالم.
وأنت مفخرة للوطن بإضافة اسمك لسجل علماء العالم الخالدين .
فهنيئا لك وهنيئا لنا بما شرفتنا به من فخار في دوائر العلم والعلماء.
ودمت في رعاية الله وحفظه
معتصم عبدالله محمود
شمبات الغربية
السبت ٢٦ يونيو ٢٠٢١

/-/

كتب بروفسير عبدالرحمن على كرار ردا لدكتور معتصم عبدالله محمود

كل الكلام يصير عصيا .. ويخفت صوتي أو يصمت.. حين يتحدث أستاذي

أستاذي الذي حاولت أن أتخذه مثلا أعلى ولم أوفق.. فهو قمة سامقة لا يقوى على بلوغها من تقاعست همته مثلي... أسعد كالطفل من كلماته (التي) يصفني بها.. أما أن يقول أنه يفخر بي فتلك كلمات لا أقوى على استيعابها.. أنه شرف لا يدانيه شرف، أن يفخر بي د. معتصم عبدالله محمود

اللهم لك الشكر على هذا الإحتفاء والتكريم

Post: #137
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-13-2021, 07:30 AM
Parent: #135

أمسية (حمداً لله على السلامة) احتفاءً بعودة د. الباقر العفيف
أقامت صحيفة الديمقراطي و مبادرة الحارسات أمسية (حمداً لله على السلامة(
احتفاءاً بعودة الدكتور الباقر العفيف بعد رحلة علاج بالخارج، السبت ٣ يوليو بمقر الحارسات بالخرطوم بحري. وجاءت الفعالية للتنويه والإشادة بأدوار الدكتور الباقر العفيف البارزة في نشر الاستنارة والوعي الديمقراطي. وشهد الأمسية حضور نوعي كبير من رموز المجتمع المدني والسياسي، واشتملت الأمسية على عدد من الكلمات، وأجمع المتحدثون على أن الدكتور الباقر العفيف أحد رموز الاستنارة والديمقراطية في البلاد، متمنين له العافية وطول العمر وتواصل الإنجاز.
وعطّر الأمسية بالغناء والإنشاد الفنان عامر الجوهري والدكتور النور حمد وفرقة )زهايمر). وأدارت الأمسية عضوة الحارسات آندي كمال عمر يوسف.
وننشر أدناه بعض المقتطفات مما أورده المتحدثون في الأمسية:
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة العاملين بصحيفة الديمقراطي، ألقتها الأستاذة إيمان آدم خالد
هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر
لا تهرب.. تألّم حتى تشفى
مولاي جلال الدين الرومي
لعل هذا ينطبق بالكامل وبشكله الحسي والمعنوي على الأستاذ الباقر العفيف، أو كما يقال له (العفيف الباقر) عبر ما اختطّه من نهج حارب به الظلام والظلاميين بثاقب فكره ونشاطاته، الإنسانية الحقوقية وهو ذاته ما طبقه في تجربته الصعبة مع الداء، ولعل كليهما )الكيزان والسرطان) لديه ذات سمات الخفاء والخطورة والخبث، ليفتح عبر السرد حقيقته رغم ألمه. هذه التجربة الكاشفة، وكأنه يقول للأصدقاء والذين يعايشون ذات التجربة لا تهنوا ولا تضعفوا إن هو إلا محض ألم وتجريب يحفز القدرة ويفتح أبواباً للكشف تسبر أغوار الذات.
هيئة التحرير والعاملين بصحيفة الديمقراطي يتمنون دوام الصحة وتمام العافية لأحد رموز الحق والحرية والديمقراطية أستاذنا الباقر العفيف، ونقول له المجد عُوفي إذ عُوفيت.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة مبادرة الحارسات، ألقتها عضو المكتب التنفيذي للمبادرة د. رويدا مطر
أرحب بالجميع في دار الحارسات، وأرحب بالمحتفى به الدكتور الباقر العفيف بمناسبة عودته إلى أرض الوطن، مع تمنياتنا له بدوام الصحة والعافية.
إسمحوا لي أن أُعرّفكم بمبادرة الحارسات، هي مبادرة نسوية تأسست في ديسمبر ٢٠١٨ م لتعظيم دور النساء في مواكب الثورة، ثم شاركت في الاعتصام، وتهدف بعد انتصار الثورة لإرساء وحراسة قيمها (الحرية والسلام والعدالة) عن طريق خلق تيار نسوي عريض يدعم ويحرس قيم الثورة. وتضم الحارسات في عضويتها عدداً من النساء والفتيات من مختلف الفئات.
في هذه الأمسية نُرحب بالمحتفي د.الباقر العفيف، وهو أحد رموز الاستنارة في البلاد، ونقول له نحتاجك كسودانيين وكنساء لدفاعك المستميت عن الاستنارة والحقوق.
أخيراً أود أن أقول إن دار الحارسات مفتوحةٌ لكم في أي وقت ليستقبل جميع فعالياتكم واجتماعاتكم.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة الأستاذ عمر الدقير
مساء الخير والتحية لمنظمي الحفل؛ صحيفة الديمقراطي ومبادرة الحارسات التي يقُدنها نساء صغيرات في السن؛ طاعنات في المقاومة.. كسرن حاجز الزنانين باتجاه الفجر. والتحية لجميع الحضور الكريم..
أبعث بالتحية للصديق العفيف الدكتور الباقر العفيف وأقول له حمداً لله على السلامة وما تشوف شر.
في الحقيقة شهادتي في الباقر العفيف مجروحة، فهو من رموز التيار الديمقراطي ومن رموز التنوير في هذا البلد، وعندما كان الناس يحاولون بث التنوير من خلال ثقب إبرة في أزمنة الاستبداد كان الباقر أحد الذين بعثوا بإبداعاتهم من خلال هذا الثقب، وأهم ما يميزه هو الوعي والاستقامة؛ بالإضافة إلى أنه يمتلك بوصلة أخلاقية غير معطوبة. ففي العمل السياسي دائماً ما تكون التقديرات السياسية عرضةً للخطأ والصواب، لكن الباقر كان دوماً يبتغي مصلحة شعبه وكان صادقاً مع ذاته وضميره..
الباقر في حديثه تحدث عن صعوبة الواقع، وأقول إن ما حدث من تضارب واختلاف جاء نتيجةً لغياب الرؤية الموحدة، والتي يُعنى بها التيار الديمقراطي المهموم بالتغيير. دائماً أمثال هذه الأوقات العصيبة تضع النخبة في المحك وتجعلها أمام اختبار حقيقي لصدقها ومدى استقامتها وتساميها فوق الذاتية.
هذه الظروف مرت بها شعوب كثيرة، فمثلاً عندما جاءت النازية ودخلت فرنسا حدث أن اتفقت كل الأطياف على تأجيل كل الخلافات السياسية والفكرية، وانتظم الجميع في خندق المقاومة، وهذا هو الأمر الذي نرجوه حالياً . صحيح أن النخبة تعبر عن شرائح مختلفة وأيدلوجيات متنوعة لكن عندما يتعلق الأمر بالواجب الوطني الذي يمليه الواقع يجب على النخبة الدفع بالأمر الجوهري والأساسي إلى صدارة الأجندة.
الآن هنالك أشياء سلبية كثيرة مثل موجات التخوين المتبادل وغير المبرر، وهي بالطبع لا تدفع الثورة إلى الأمام بل تؤخرها. ولكن رغم ذلك لازال الاستدراك ممكناً، وعلى الكل مواجهة نفسه بالنقد الشجاع الأمين. وأعتقد أن مبادرة رئيس الوزراء هي البداية لهذا الفعل.
وضعنا الحالي أشبه بمن يمضي في محيط على متن قارب مثقوب والوقت يمضي من بين يديه، فحالة البلد بها كل أنواع الهشاشة، أمنية واقتصادية وسياسية مع انتشار خطاب الكراهية بجانب احتشاد قوى النظام البائد التي تتربص بالثورة.
إن مشاكل السودان مهما تعقدت هي سهلة الحل، لأن وسط كل هذا اليباب دائمًا ما تكون هنالك مساحة خضراء. وكما قال شكسبير: هي بقية من رحيق، وهي إرادة التغيير الكامنة في نفوس السودانيين التي لا يستطيع أحد مصادرتها، وهذا الرحيق كي يتحول لعسل يحتاج ذلك منا امتلاك خصائص النحل، وهي تحديد الهدف والعمل الجماعي والقيادة الواعية والهمة التي لا تفتر.
أخيراً أقول للدكتور الباقر العفيف:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم.. وزال عنك إلى أعداءك الألم،
وما أعداؤك إلا الظلامية والتخلّف والديكتاتورية. أتمنى لك موفور الصحة والعافية لمواصلة المسير في الدرب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة د. هشام عمر النور، عضو مجلس إدارة صحيفة الديمقراطي
أرحب بجميع الحضور في هذه الأمسية، ويمتد الترحاب بالطبع إلى الدكتور الباقر العفيف الذي نحتفي به بعد عودته من رحلة الاستشفاء. الباقر العفيف كان طيلة الفترة السابقة رمزاً من رموز الاستنارة وعدواً للقوى الظلامية وعموداً من أعمدة المجتمع المدني والفاعلية السياسية، لم يتوانى لحظةً في الدفاع عن الحقوق وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية.
في هذه الفترة التي تمر بها البلاد نحن أحوج ما نكون لوحدة وتماسك القوى الديمقراطية، فهذا الترابط هو الخطوة الحاسمة في تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية. وإذا سقطت تجربة الانتقال الحالية فإن سقوطها لن يكون مسئولية حمدوك وحده ولا الحاضنة السياسية وإنما مسئولية كل القوى الديمقراطية. ولهذا هناك ضرورة لوحدة هذه القوى على أساس المشتركات العديدة بينها، وهو أمر ممكن كما يؤكد التئامنا هذه الليلة.
أتمنى للدكتور الباقر العفيف مزيداً من الصحة والعافية، وأشكر جميع الحضور على تلبية الدعوة.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة المحتفى به د. الباقر العفيف
مساء الخير، في البدء أنا شاكر وممتن لكم جميعاً، وسعيد جداً بهذه اللفتة الرائعة والبارعة والإنسانية التي تنُم عن وفاءٍ حقيقيٍ. شكري أبعثه إلى صحيفة الديمقراطي ومبادرة الحارسات.
الديمقراطي والحارسات كمؤسستين هما من نتاجات ثورة ديسمبر المجيدة، فصحيفة الديمقراطي جاءت لتعبر عن التغيير وهي تمثل إعلام الثورة. أحدثنا ثورة عظيمة جداً أذهلت العالم وجعلتنا في مقام معلمي
الشعوب، حيث أصبحت الدول العظمى تستشهد بالثورة السودانية، وبهذا أصبحنا بجانب الدول التي صنعت التغيير، وثورتنا حتى الآن لاتزال مستمرة وتُفصح عن نفسها يومياً. ولعل ما يُطمئن في ظل هذا الوضع الغير مطمئن هو وجود حُرّاس وحارسات لها، لذلك لا خوف عليها.
الإعلام الموروث بكل أشكاله هو إعلام النظام المباد لذلك نجد أن قضايا الثورة وحراكها غير معكوس من خلاله، وأعتقد أن صحيفة الديمقراطي تؤسس لإعلام الثورة وهي كانت تصنع الثورة في تخلقاتها السابقة عندما كانت (حريات) و(أجراس الحرية). نتمنى أن تصبح هذه الريادة هي العادة وتنشأ العديد من المؤسسات الإعلامية التي تسير على ذات النهج.
كذلك الحارسات هي نفحة من نفحات الثورة المباركة وتحوي ملامح السودان الجديد. أعتقد أن المجتمع المدني عليه أن يعمل مع بعض بانسجام، ويحدث تكاملاً في الأدوار وأن يلعب الدور المطلوب منه خلال الفترة الانتقالية ليؤسس أساساً ديمقراطياً حقيقياً. والبلاد الآن تمر بظرف صعب للغاية لذلك جاءت مبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء، والتي طرحت قضايا الانتقال المختلفة وعلى رأسها قضية الإصلاح الأمني العسكري، وأهمية وجود جيش واحد بعقيدة جديدة يحمي الحدود والدستور والديمقراطية ولا يتدخل في الاقتصاد المدني، إضافةً لإعادة هيكلة الشرطة والأمن وتأسيس الأمن الداخلي. ولا بد أن ندعم هذه المبادرة وأن نهتم كمجتمع مدني وقوى سياسية بالاضطلاع بأدوارنا الضرورية والمكملة لدور السلطة التنفيذية.
في الختام أجدد شكري للجميع على تلبية الدعوة؛ ولتشريفي واقتطاعكم جزءاً من وقتكم الثمين، وأسأل الله أن يكمل شفاء كل المرضى، ولكم كل التحايا والحب.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كلمة الأستاذ البراق النذير الوراق نيابةً عن رئيس مجلس الوزراء
السلام عليكم ورحمة الله.. شكراً لصحيفة الديمقراطي ومبادة الحارسات على الدعوة.
 أولاً لفت انتباهي اسم الحارسات لأنه يسير في طريق مغاير للطريق المتصوَر في الإرث السوداني، ففي عرفنا السوداني النساء محروسات، ولكن نجدهم هنا حارسات. وأعتقد أن هذا لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة جهد وتعب خلال الثورة السودانية التي كان للنساء فيها دور واضحٌ تجلت فيه الجرأة والشجاعة.
ومن جهة أخرى صحيفة الديمقراطي والقائمين عليها ليست جديدة عليهم المبادرات ففي خلال الفترة السابقة وبرغم البطش والملاحقة والتعقب كانوا على رأس حركة عظيمة انتظمت المجتمع المدني.
المحتفى به -الدكتور الباقر العفيف- بالنسبة لي شخصياً أعتبره أحد الدلائل في درب الحرية والديمقراطية، فمركز الخاتم عدلان الذي يديره الدكتور الباقر كان في كل الفترات العصيبة يشكل ملاذاً آمناً للنشطاء والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني، وعبره تُطرح جميع القضايا التي تهم الشعب السوداني بجرأة دون الخوف من العسس والاستبداد، ومن وجهة نظري؛ لقد كان الدكتور الباقر العفيف أشبه بالجسر الذي يربط بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي، وقد ساهم بالعمل التراكمي في التأسيس للثورة السودانية.
في الختام أشكركم كثيراً، وأتمنى دوام الصحة والعافية للدكتور الباقر العفيف مختار

Post: #138
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-13-2021, 08:09 AM
Parent: #137

الحمد لله على سلامة الأخ الباقر ونسأله تعالى أن يديم عليه العافية..

وشكرا صحيفة الديمقراطي ومبادرة الحارسات

وشكرا عبد الله عثمان

Post: #141
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 07-26-2021, 01:21 AM
Parent: #138

تحياتي للجميع اخواني الاكارم
كنتةباسال عن وسيلة تواصل مع السيد النزير حجازي ايميل او هاتف
لكم كل الشكر
اخوك زهير

Post: #142
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-29-2021, 10:04 PM
Parent: #141

كتب القاص عبدالغني كرم الله البشير

إلى رحاب السماء الأنيسة،
المعلم محمد أدروب أوهاج..

رحل إلى تلكم التخوم، ما وراء الحياة، بل أمامها، كما لا نرى الغد، إلا حين يحج للحاضر، رحل المعلم العظيم، الحاج محمد أدروب أوهاج، إلى الغد الأبعد، الذي تمضي له قافلة البشرية من أبد، وسيقيم هناك، حتى تلحق بها الركوب العرجاء، والسريعة، في المنتهى، ولا منتهى، سوى شد الرحال..

أحكي عن جلسة بسيطة، قصيرة، سويعات هي، جمعتني به، في دار عثمان الجعلي، قبيل عام، ما شدني فيه، أنه رجل ماهل، أحسسني، أنه لا يعرف هل خلق الله المستقبل أم لا، تتقرفص روحه في اللحظة الحاضرة، كأنها أصل "وهي كذلك"، بصورة تلفت اللحظ، والحس، يتحدث بمهلة، ينظر بمهله، ويصغي بمهله، ولا يقاطع المتحدث أبدا، بصورة لفتت نظري، كما تلفت الشمس، عباد الشمس، فتحس أنك مستمتع لرؤيته، مجرد رؤيته، تهب الروح أنسا، وجمالا، كل ملامحه راضية، جوارح متسقة برب الكون، ورب الوقت، حتى يعاديك برضاه...

جلس فوق السرير، ولم رجليه بصورة أنسية، بسيطة، طفولية، يعاديك بأنآته، ورضاه، كأنه فوق "تبروكة"، أما حديثه، فأجزم، أن كل كلمة كانت تخرج، كانت سليلة خواطر معتقة، وصفاء ذهن، وسلامة قلب، أو وارد للتو، يسمعها معنا، من عرجون الذات...

ومن عجب، جلس مدة طويلة، دون تحريك رجليه "مللا"، كما يجري لنا كأنها تود المشي، حتى وهي جالسة، وحسبي أن ثالوثه اتسق، في بنيته، فتصالح مع البيئة حوله، ببساطة وجمال، وللحق، لاشئ أجلب للرضى، من رؤية الراضي، فلسان المقال، قد، يعادي، في أطراف العقل، ولكن مقال الجسد، أفعل، بل أتم، وللحق في دار سعيد، لم نكن نسمع فكرا، ومعارف، بل نرى ما بعد ذلك، وما ورائه، جرم رااااااااااضي، تبحث عنه نفوسنا، ما قبل عاد، فتقر العين، المتعبة كرسولة للحواس، من خوف قديم، وهي ترى الراضي، والحدس لا يخيب، أبدا، حين يرى مقام الحال، وكم سعدنا تلكم الليلة، بزيارة الحاج ادروب، أيما سعادة، لا يطالها الحرف، والوصف.

ثم، تحدث عن الأستاذ، كأني لم اقرأ للاستاذ، أو أعرفه، شعرت بأن الاستاذ عالم كوني، هو الكون، في لبوس جرم اسمر، مشرق، شعرت بأن الاستاذ يخاطبنا على قدر عقولنا، فقد حكى عجب، عجاب عنه، وعن السيد على المرغني، ساااح بنا، في عوالمه، ببهاء يسكر، ويثمل...

اللهم اسعده هناك، وأسعدنا بمقامه الآن، بعد تجربة الموت الغريبة،... أيها العظيم البسيط، الماااااهل...

سأنزل ما حكاه، عن الاستاذ، والسيد على المرغني، وبعض أولياء الشرق، وعلاقتهم بالسيد على المرغني، والشيخ بيتاي، وكرامته، وزجر السيد علي له..... وعن حب الاستاذ للأذكياء جدا، ولو كانوا انصار سنة..

محبتي، وشكري، ولأهله، واحبائه، عميق العزاء، والسلوان
طبا حيا، وأكثر حياة الآن.
المعلم محمد أدروب أوهاج..

Post: #145
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-06-2021, 03:55 AM
Parent: #142

كتب متصور المفتاح

متوكل يا متوكل يا متوكل
نعم ألمحت بذلك عندما هاتفتك للعزاء فى بشير بكار ذلك الذى تعرفت عليه من
خلالك-وأنت خارج لتوك من المستشفى لإضطرابات فى المعده وكان صوتك ضعيفا وأفقك
بعيدا وكأنك على شواطئ الفردوس وقتئذ نعم قلتها يا متوكل ولم أصدقك
لحظتها ولكنى عرفت الآن قدرك يا أيها العارف الكشاف فها أنت تلحق ببشير
بكار وعلى بساط براق وبسرعة البرق يا متوكل - بشير بكار الذى أدخلته معنا
ليكون ثالث ذاك الحديث ورابع أفراد المشروع الفكرى الكبير مع مشاركة
الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى (لولا الشهاد لكانت لاءه نعم) وأنفقنا فى
ذلك الساعات الطوال ثلاثتنا وأقترحت أنت الأسئله الكبيره والمشروع الأكبر لمستقبل
السودان يا متوكل ذلك الهم الكبير الذى كان أكبر همك أبدا يا أيها
العبقرى المسلح بالمعارف والفصيح القوال لنفسه كما ينبغى أدهشتنى ملايين
المرات بأركان نقاشك فى الجامعه وبحصافتك وفصاحتك وترتيب أفكارك وإيمانك بتوجهك
وقضاياك ونهجك وأزهلتنى عندما تقابلنا بنيويورك مع صلاح وأبوبكر أحمد فرح ثم
على الهاتف الذى كنا نتحدث فيه الساعات الطوال وعن ذاكرتك التى رسخت فيها
صورتى وصورة الأخ ياسر عرمان وقد تكون محقا فى عرمان فأما أنا لا أملك من
الذكاء الذال ولكنه فضلك يا من فضلك محمود عن الآخرين ووصفك بالذكاء أى
بأنك أذكى سودانى كما وصف بذلك منصور خالد والرشيد نايل وعبدالله على إبراهيم
والخاتم عدلان والمجذوب يا أيها الأقرب روحيا من الغير وياالعارج فى سماوات الأخذ
بالسلوك والصلاح والتهذيب والمعرفه.
متوكل أشهد الله إنى كنت فى شوق للحديث إليك منذ ثلاثة أيام واليوم تذبح فى
الشوق بهذا السفر الأبدى يا متوكل ياخ أنا وأنت تجمعنا قواسم عليا وعظمى
ومشتركه أعيها تماما يا من أخبرتنى بعلاقتك بالزيداب وبالصديقه عائشه عوض الكريم
أبوسن وبالكثير المثير الخطر فيا متوكل إنى أعزى نفسى فيك فها أناأبكيك وسأظل
أفعل إلى يوم الدين وسأدعو لك وأعزى فيك أشقائك الدكتور أحمد الحسين ومريم بنت
الحسين وسائر الأسره والإخوه فى الفكره وأهل رفاعه والزيداب وأعز فيك السودان
الذى فقد عبقريا ألمعى وأعز جيلنا المحروم من تقديم ما عنده بتحجيم الحيازه
والتملك الظالم فوداعا يا صديقى إلى جنة عرضها السموات والأرض اللهم ألطف
بالمتوكل وأوسع له فى الجدث واللحد وآنس وحشته ودرجه عند صراطك وعرج به إلى
الفردوس يا كريم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

منصور

Post: #147
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-08-2021, 09:01 AM
Parent: #145

دمعة على بشير
عصر يوم الخميس 21 يونيو ، هاتفته ، بعد انقطاع دام أسابيع طويلة، وحادثته في شأن أضحكه، تلك الضحكة الهادئة الوديعة ، التي لا تصل أبدا حد القهقهة، وتناولنا أطراف الحديث ثم انصرف كل منا إلى شأنه ، على وعد اللقاء.
صبيحة الجمعة، يوم عمل آخر هنا، أو كما يقول الأمريكان " يوم آخر، دولار آخر". جلست إلى مكتبي، تصفحت البريد الإلكتروني، شرعت في معالجة بعض المسائل التي وجدتها على مكتبي، سمعت الهاتف يرن كما يفعل طيلة أيام العمل، رفعته بآلية ولكني وضعته وأنا زائغ البصر، بين مصدق ومكذب:
سودانيز أون لاين تنعى بشير بكار
رقد بشير ذلك المساء ، بعد ضحكته تلك بسويعات، كما يرقد كل من قضى يومه مجهدا ، ولكنه لم يشهد مولد صباح اليوم التالي ...لم ينهض من مرقده ذاك ليبدأ مشوار الحياة اليومي سعيا وراء الرزق في الأمم المتحدة وجهادا في سبيل وطنه الذي استوطن جسده وروحه. حمل معه حبا للسودان يفوق العشق والوله (حتى كنت أداعبه باتهامه بالهوس الوطني)، وهمّا مقيما ، مخلوطا بحزن غائر كجرح لا يندمل وهو يري الوطن مقطع الأوصال ، مشردا بين الأمم ، فاقد الصدقية، والناس فيه أحياء كأموات ، لا يهمّم استيقظوا من نومهم أم لم يستيقظوا فليس لديهم في كل الأحوال ما يخسرون ... بل الموت ربح لهم. ولولا أن الموت موعد مضروب لا يقبل تعديلا ولا تبديلا، ولا تقديما ولا تأخيرا ، ونهاية حتمية وإن تعددت الأسباب، لكدت أجزم أن ذلك الحب المشبّع بالأسى هو وحده الذي أخمد قلبه الكبير تحت ضغط لم يستطع هذه المرة الصمود أمامه.
كنت أعرف لبشير أصدقاء ومحبين كثر من بين إخوته الجمهوريين وآخرين من نحل ومدارس أخرى، وآخرين تربطهم به صداقة وزمالة وغير قليل من مصلحة مادية، مثل كاتب هذه السطور. كنت في أشهري الأولى من التقاعد، وقد زال مجد الوظيفة وتقلص عائدها المادي ولم أكن قد عثرت بعد على عمل بديل وكنا نلتقي كما يلتقي الأصدقاء والإخوان في مبنى الأمم المتحدة. في أحد اللقاءات قال لي بشير بحيائه الجم، وأحسب أنه كان مدركا لهمي ، أن بإمكاني أن أتعاون مع قسم المحاضر الحرفية العربية الذي كان هو نائب رئيسه آنذاك. قال لي بلباقته المعهودة " أقلّه تشغل نفسك وتعمل ليك قرش قرشين" شريطة أن أجتاز الاختبار اللغوي، وقد كان. ولكنها لم تكن "قرش قرشين" بل كمية لا يستهان بها من الدولارات أعادت الكثير من التوازن إلى ما اختل من وضعي المالي وأتاحت لي الحفاظ على مستوى حياتي إلى حين عثوري على مصدر رزق آخر.
وأهم من كل ذلك، علمني التعاون معه قدرا من التواضع كنت أفتقده فقد كان الرجل زميلي في الدبلوماسية السودانية فغدر به أدعياء "الصالح العام" كما غدروا بغيره من خيرة شباب الخارجية والمصالح الحكومية الِأخرى ( لا أدري إن كان السبب أنه جمهوري) فيما لم يمسسني منهم شر ( ربما لأنني كنت أصلا معارا إلى اليونسكو)، ثم تزاملنا مرة أخرى في "منظومة" الأمم المتحدة، وكنت أرفع منه منصبا، فإذا به من موقع المراجع لما أكتب تحت إشرافه يوجهني برفقه المعهود، بل أحيانا بما يشبه الاعتذار، إلى كثير من الأخطاء وأنا الذي كنت أصنف نفسي في عداد العارفين باللغة العربية، ويقينا أنها ، على جمالها، الأصعب بين لغات الأمم . ثم تولى هو نفسه رئاسة القسم ، فلم ير العاملون معه ، وأنا فيهم ، أرفق منه ولا أكثر تواضعا. كان واحدا منهم ...لا أكثر ولا أقل.
كنت إذن أعرف عنه كل ذلك ولكن لم أحسب أن حبه في قلوب من يعرفونه يبلغ هذا الحد، فما هي إلا سويعات على نشر الخبر حتى انهمر سودانيو الولايات المختلفة على نيويورك ففاض بهم المسجد عند صلاة الجنازة والمقبرة الإسلامية بنيوجيرسي عند مواراة الجثمان الثرى. لم أشهد بكاء بتلك الحرقة والإحساس بالفجيعة إلا أن يكون على زوج أو ولد أو والد. أخوته الجمهوريون تحلقوا حول جسده الطاهر يسلمونه إلى بارئه مصحوبا بأدعيتهم وباسم " الله" يرددونه بصوت واحد وبلا انقطاع. الآخرون وقفوا واجمين تتحرك شفاهم بصمت بآيات من القرآن الكريم ترحما عليه، والعيون تفيض دمعا. جيرانه في المسكن تعجبوا من هذا الكم الهائل من الرجال والنساء الذي وفد إلى حيهم فجأة فهم لم يكونوا شهدوا مأتما مثل هذا فالعزاء عندهم قوامه بضع أشخاص من المقربين ، يرتدون أزهي لباسهم وحليّهم ويحتسون ما تيسر من المشروبات الروحية مع ما لذ وطاب من الأطعمة الفاخرة على أنغام الموسيقى ثم ينصرف كل إلى شأنه.
ماذا يمكن أن يقال عن بشير سوى أن أحدا لم يره يوما عابسا أو غاضبا أو لاعنا أو متوترا أو رافعا صوته؟ ماذا يقال عن رجل حدد لنفسه هدفين أساسين ونذر حياته لهما : الوطن والأسرة، فرحل يحمل معه إخفاقات الوطن ونجاحات الأنجال، وهو نجاح أصبح مضرب المثل في الأسر السودانية وفخرا لنا جميعا لا لأنه فاخر بمثل ذلك الإنجاز أمام الملأ بل لأنه كان نجاحا خارقا بكل المقاييس ولا مجال لإخفائه. رحل بشير إذن وقد ربحت تجارته واستثماره مع شريكته زينب أم العيال التي اقتسمت معه المسؤلية بصبر ونكران ذات وتجرد فتعهدت الشجرة بالرعاية والسقاية والعناية حتى أينعت ثمارا وقطوفا. لله درك يا بشير، وما أحسبك رحلت ألا مطمئنا على مستقبل أنجالك.
عزائي إلى محبيك وأصدقائك وزملائك ورفاق دربك في الفكر والسياسة والعمل والوطن ، ولا أخص أحدا منهم : لا إخوتك الجمهوريين فما هم إلا فصيل من فصائل محبيك وإن كانوا الأقرب إلى قلبك ، ولا حركة "حق" التي كنت على دفتها وخسرت برحيلك المفاجئ والمربك زعيما ثائرا، بل لا أخص أحدا بالمرة لأن الكل قد أجمع على حبك بنفس القدر مع اختلاف الأسباب والدوافع. ذاك رصيد حب لا ينبغي لي أن أنقصه بتوزيع الدرجات، ولكنني ، باسمهم جميعا، أكتفي بأن أرفع كفي تضرعا إلى الله العلي العظيم أن يتقبلك قبولا حسنا وأن يجزيك خيرا على ما قدمت في حياتك القصيرة ، وأن يتجاوز عن سيئاتك فما من بشر معصوم، وأن يجعل البركة في من خلفت من عيال نوابغ وأمهم، وأن يرى من بقي وراءك جزءا من أحلامك للوطن وقد تحقق.
فلتنم هانئا يا بشير بكار فقد أبليت بلاء حسنا وآن لك أن تستريح.

د. الفاتح إبراهيم حمد
نيويورك

Post: #148
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-09-2021, 12:48 PM
Parent: #147

كتب د. أحمد الأبوابي:

كتب د. أحمد الأبوابي

انتقل الى جوار العلي أخي و استاذي محمود شعراني ..
المحامي و الشاعر و الكاتب و الناشط الحقوقي .. احد ابناء الاستاذ محمود في دائرة بنوته الارحب .. فقد كان - الاستاذ- يحب الاحرار من الرجال و النساء حتى و لو لم ينضووا تحت لواء مجموعته على نحو تقليدي .. و شعراني عندنا من الاحرار الباحثين عن الحق الطالبين للعدل و الكارهين لكل ظلم و جبروت، كراهية تتعدى العاطفة الى العمل في ارساء دعائم العدل و نصرة المستضعفين و المظلومين..
رحم الله الاستاذ شعراني برحمته الواسعة و خصه بالفضل و القبول.

Post: #149
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-10-2021, 02:42 PM
Parent: #148

هيئة محامي دارفور تنعى المحامي الدكتور محمود الشعراني

الخرطوم 10-8-2021 (سونا) - نعت هيئة محامي دارفور المحامي الدكتور محمود الشعراني الذي انتقل الى دار الخلود السبت بعد صراع طويل مع المرض. وقالت الهيئة إن الشعراني كان أول رئيس فخري للهيئة وعضو في مجلس أمنائها ، وعرف بعطائه الثر في خدمة قضايا حقوق الإنسان، وتعلية المعارف والتثقيف القانوني الذي مارسه بالكتابة في الصحف المحلية والمجلات والإصدارات الدورية العالمية. وأضافت أن الدكتور شعراني عمل بالقضاء وفصل منه في عهد مايو، ثم عمل بالمحاماة، وشارك في تأسيس العديد من منظمات حقوق الإنسان، ومراكز الدراسات والبحوث، وكان أول من تولى إدارة مركز عبد المجيد إمام للدراسات، كما وأسس المركز السوداني لدراسات حقوق الإنسان المقارنة، وتولى إدارته ومنه اشاع المعرفة والتوثيق، كما عمل محاضرا بالجامعات وتتلمذ على يديه العديد من الأجيال في القانون والطب العدلي، كان شاعرا تحريرا وكاتبا واديبا وانسانا خلوقا وعالما متواضعا. ويعد الشعراني من أوائل المحامين الذين ناهضوا النظام البائد في بواكير سطوته على السلطة وفضح ممارساته وفساد أجهزته العدلية، وله في ذلك مواقف وصولات وجولات، تعرض للملاحقات الأمنية والاعتقالات والبلاغات الكيدية العديدة، والتي ما زادته الا تمسكا بمواقفه صلابة وجسارة .

تقدم الدكتور العالم بعدة مذكرات وشكاوي ضد النظام البائد ورأسه المخلوع، كما نظم مبكرا حملات المناصرة في وقت كانت غالبية قوى المشهد السياسي الحالي والتنظيمات الحزبية منزوية، ولم تنقطع حملاته لفضح ممارسات النظام البائد حتى سقوطه بهبة ثورة ديسمبر المجيدة في 2018 وكان من أصحاب الجهود التراكمية التي بذلت في مناهضة النظام منذ انقلابه على الديمقراطية في 30 يونيو 1998. والهيئة إذا تنعي الدكتور العالم شعراني تسأل الله تعالى أن يتقبله في أعالي الجنان ويكرم نزله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا ويمن على أسرته بالصبر الجميل..

Post: #150
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-11-2021, 02:17 AM
Parent: #149

إلى جنات الخُلد داعية حقوق الإنسان محمود شعراني .. بقلم:عبدالوهاب الأنصاري

كحفيف المتصوفة الغارق، في جوف غسق الليل تسرب، يستقبلك بكل وداد الدنيا، ومسرتها المستبشرة؛ وبروح متصوفة وصفات إنسانية أكسبته فرادة، لم يصده عنك اختلاف رأي، ولم يكدر صفو التواصل معه، تباين فكر، كان إنساناً غارق في الإنسانية.

نشهد له بحبه لوطنه، وعشقه لشعبه، وطهارة يده، وعفة لسانه، ونقاء سريرته، ودماثة معشره، ومسك خصاله.

الراحل المقيم إضافة لمواهبه، وقدراته الفذة في الكتابة، والصحافة والقانون، ونشاطه الملحوظ، مدافعاً شرساً، عن حقوق الإنسان، وهي الموضوع، الذي حصل عليه أكاديمياً، علي درجة الدكتوراه، من جامعة ويلز 1987 كأول إفريقي يحصل على هذه الدرجة فيها.

كاتب هذه الكليمات، المتواضعات لازمه ردحاً؛ من الزمان في المركز السوداني، لدراسات حقوق الإنسان المقارنة، وكان مكتبه في امدرمان- شارع الموردة " عمارة كباشي،غرب سينما امدرمان الوطنية، الطابق الأول، والثاني، قبلة للسابلة والسائلة، من المثقفين والصحفيين، وعامة الناس، وغمارهم يستقبلك هاشاً باشاً، مستبشراً مباشراً، في خدمتك، ومقضياً لحاجتك، بتوضع جم، وأدب الصادقين.


كنا نقرأ له؛ أو نسمع منه ، لعلنا نأنس، فيه قبس ينير لنا، دياجير العتمة، الماثلة ناهضاً بهموم الشأن العام، والناس المهمشين، لاهثاً في البحث عن حلول، عبر المركز السوداني، لدراسات حقوق الإنسان المقارنة، مع غيره من المفكرين، والنشطاء، والشرفاء، لانتشال وطننا المنكوب، وإنقاذ قاربه من موطن العواصف، والأنواء، والأهوال، التي ما فتئت، تعصف به بعنفوانها المدمر، حتى بعد قطع جزع الجنوب، وتساقط أوراق، جبال النوبة، وجنوب كردفان، وتناثر فروع
الشرق، وتكسرها، وعقر نخيل الشمال، وموت القلب في الوسط


مسيرة العطاء النوعي، التي أفرزت صحائف، سيرته الساجدة، في محراب حقوق الإنسان، وكرامته في أي مكان، والتي لا يعرف من اجلها الاتكاء، ولا يعترف بزمان الدوام.

قدم عبر المركز العديد من الانشطة، والندوات، والسمنارات، الخاصة ببث ثقافة حقوق الإنسان، وحمايتها والتنوير عن أوضاعها، وكان المركز أول، من طالب بتضمين، وثيقة الحقوق، في الدستور المرتقب حينها 10/8/2002 بمكتبة البشير الريح بامدرمان، أي قبل نيفاشا 2005 كما قدم دكتور محمود شعراني، طعنا دستورياً نيابةً عن أكثر من مائة شخصيه، من الناشطين، الحقوقيين، والمدنيين، وكتاب، وصحفيين، وأسر شهداء، ضباط 28 رمضان، وشخصيات قوميه بارزه، لدى المحكمة الدستورية، كما قدم مذكره، لدي المجلس الوطني، ضد قانون جهاز أمن الدولة (2010) الساري الآن؛ كما قدم طعناً دستورياً، في أهلية ترشيح الرئيس المخلوع عمر البشير، في انتخابات العام 2010
هاهو أنت كتابا مفتوحا لاتنكص عن قول الحق وتستميت علي المبادئ مؤمنا
أسس الفقيد المقيم، المركز السوداني، لدراسات حقوق الإنسان المقارنة، وأفتتح يوم السبت، في امدرمان 15 يوليو2002

عمل بالقضاء، والمحاماة، والصحافة، والتدريس بالجامعات

حصل على:

دكتوراه الفلسفة، (حقوق الإنسان) جامعة ويلز- 1987

كأول أفريقي، يحصل على هذه الدرجة

ماجستير الطب الشرعي، والقانون جلاسكو- 1983

بكالريوس القانون – جامعة الخرطوم 1972

من مؤسسي المنظمة السودانية، لحقوق الانسان

مؤسس مجموعة الحرية، لحقوق الأنسان

السكرتيرالعام للمنظمة، السودانية الحرة، لحقوق الإنسان

عضو استشاري، لجمعية السلام، والحرية، الخرطوم

عضو إتحاد، الكتاب السودانيين

مرشح المستقلين، والمحامين الديمقراطيين، لمنصب نقيب المحامين – دورة 2002

من مؤلفاته: الطب وحقوق الإنسان - هذه كلمتي، في السياسة والحقوق.

(من إصدارات المركز السوداني، لدراسات حقوق الإنسان المقارنة):-

السايكوباتية، بين الطب النفسي، والقانون باللغة الإنجليزية (دار جامعة الخرطوم للنشر)

رواية سفر الخروج (رواية سياسية) وعدد من الكتب المترجمة، في مجالات الأدب، والمسرح، والسياسة.

عضو المجموعة الطبية البريطانية، لمنظمة العفو الدولية 1984 ويلز

شارك في الكثير، من المؤتمرات المتعلقة، بقضايا بحقوق الإنسان، داخل وخارج السودان

صاحب رؤية خاصة، في وضع إستراتيجيات، لحماية حقوق الإنسان، نال بسببها درجة الدكتوراه

لا ينضوي تحت راية، أي حزب سياسي، داخل السودان أو خارجه

من أفكاره ومقترحاته؛ منذ عقد الثمانينات، إدخال تدريس مادة حقوق الإنسان، ضمن المناهج التعليمية، في مراحلها الأولى، "التعليم العام" وحتى الجامعة

رٌشحت بعض، من أعماله لجوائز عالمية.

أسمى آيات العزاء، والمواساة لأسرته وبنيه، ولذويه من الأهل، وأصدقائه ومجايله وجيرانه، وزملائه، وتلاميذه، داخل وخارج السودان.
داعين الله سبحانه وتعالى، أن يسكن الفقيد فسيح جناته، وأن ينزل عليه شبائيب رحمته، ويسكنه الفردوس الأعلى، مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

Post: #151
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-14-2021, 01:33 PM
Parent: #150

وترجل الفارس الحر



د. عمر القراي
[email protected]
قبل ساعات من مغادرة الدنيا الفانية، قاوم الإرهاق، والتعب، باصرار غريب، حتى كتب كتابه الأخير إلى الشعب السوداني، وكأنما خطه بآخر أنفاسه، وصاغه بمداد روحه الطاهر.. هاجم فيه الحكومة بسبب الغلاء الطاحن، ودعا إلى إسقاطها، وحث الشعب على الثورة، ودعا الأحزاب والمنظمات للتضامن، من أجل ذلك الهدف النبيل، وطالب القوات النظامية أن تنحاز إلى شعبها بدلاً من جلاديه، وأطلق بيانه للأثير، ولسان حاله يقول: (هاكم اقرءوا كتابي) ثم أخلد إلى الوفاة !! هكذا بهذا المستوى الرفيع من حسن الخاتمة، أنهى الأخ بشير بكار، حياته الخصبة العامرة، بأرفع مواقف النضال !!
عندما سمعت خبر وفاة بشير، قفز غالى ذهني بيت العارف :
تمنيت على الزمان محالاً أن ترى مقلتاي طلعة حر
فقد عرفت بشير من الأحرار، وهم ندرة شحيحة بين خيار الناس، لا تستذلهم الشهوات، ولا تستهويهم المطامع، ولا يرهبهم بطش الطغاة، ولا تتعلق هممهم إلا بعظائم الأمور.
حين عثر الجمهوريون على بشير في مدينة ودمدني، في أواخر ستينات القرن الماضي، وقدموا له كتبهم اشترى كتاباً واحداً، هو كتاب (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين)، قرأه في نفس اليوم، ثم خلع خيامه، وقفل صفحة ماضيه، وسعى إليهم حتى لحق بهم !! كان ذلك، وهو بعد، طالب في مدرسة حنتوب الثانوية، يقود حركتها الثقافية، في الشعر، والأدب، والمسرح، والعمل السياسي العام .
ولما جئنا إلى جامعة الخرطوم، واشتد بها نشاط الجمهوريين، في منتصف السبعينات، كان الأخ بشير بكار يقود وحده حركة الجمهوريين في كلية التربية !! وكان معارضو الفكرة الجمهورية، يسخرون منه، ويسمونه (بكار رابطة الفكر الجمهوري) !! لأنه كان يكتب الصحيفة الحائطية وحده، ويعلقها وحده، ويحرسها من تمزيق الاتجاه الإسلامي وحده، ويقيم ركن النقاش وحده، ثم يقطع مقابر شرفي راجلاً مساء وصباحاً، كل يوم، ليرفع تقرير حركته الفردية، العامرة، للأستاذ محمود، في الثورة الحارة الأولى !! وما لبثت حركته الدؤوبة أن أثمرت العديد من الطلاب، الذي انتموا للفكرة بسببه، وتعلموا عنها، منه، ومن هؤلاء د. الباقر العفيف، و د. عبد الله عثمان، والأخ محمد علي المليح، رحمه الله، وغيرهم .
الذين عرفوا الأخ بشير بكار، يعلمون انه كان دائماً هادئ الطبع، قليل الكلام، يتحدث بصوت خفيض، ولكنه كثير العمل، ويقضي جل وقته في حركة دائبة، لا يكل ولا يمل .. ثم انه كان من انفع الناس للناس، وأكثرهم سعياً في مصالحهم العامة والخاصة، فما أعرف من إخواننا أحداً، جاء إلى أمريكا بعد بشير، إلا وقد ساعده بشير، حتى استقر.. وكان في ذلك، يبذل من نفسه، ووقته، ويوزع ماله يمنة ويسرة، وكأنه يقوم في تلقائية ويسر، بواجبه الحياتي الطبيعي، في كرم لا يعرف الادخار، وقلب في الإنفاق لا يعرف التردد !!
ومع ذلك، فقد كان بشير شديد التواضع، جم الحياء، لا تكاد تحس بوجوده، ولا بمكانته، ولا بمعرفته الواسعة المتشعبة، العميقة .. فإذا تحدث تمنيت ألا يصمت، لسلاسة أسلوبه، فهو ذكي الفؤاد، لماح التعليق، وذو حس عال من الفكاهة، وحسن العبارة، والتأتي للمعنى المطلوب .. ومن أدلة تمتعه بحرية داخلية كبيرة، انه لا يتدخل في حريات الآخرين، ولا ينزع للسيطرة، ولا ينهى ولا يأمر أحدا، وكان وهو قيادي في بيوت الإخوان الجمهوريين، حيث النشاط التربوي اليومي المكثف، يبعد ما أمكن من التوجيه، وإعطاء الأوامر، ويجنح بدلاً عن ذلك، للخدمة، والكنس، والنظافة، والطبخ، وأعداد الأكل والشاي للإخوان والضيوف، في توقير للكبير والصغير !!
لقد عرف بشير بالشجاعة الجسدية الفائقة، في كل المواجهات التي شهدناها معه، وهي عديدة، ولكن أهم من هذه، شجاعته الفكرية، فهو صاحب رأي، لا يتردد في طرحه والدفاع عنه، وتوصيله إلى كل إنسان، مهما ترتب على ذلك .. فلا اعرف في الساحة السياسية السودانية، أحداً، أنصف نفسه من الناس، بأن أوصل إليهم جميعاً آراءه مثل بشير بكار، وهو في ذلك، لم يستثن حتى الجمهوريين أنفسهم.
فحين أوقف قياديو الجمهوريين حركتهم، بعد تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود- ولديهم حججهم في ذلك- كان بشير، صاحب الصوت العالي في الحوار معهم، والإصرار على استئناف الحركة الجمهورية .. وحين لم يتم ذلك، سعى لتكوين حركة حق، والتحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان همه من كل ذلك، إيجاد منبر، يحمل من خلاله قضية الحق والعدل، كما يتصوره، وقضية الوطن، كما يتمناه .. ولم يكن في عمله السياسي دعائياً، أو شوفونياً، وإنما كان يبغي خير الناس، ما وسعه الوسع، وقد ترجم ذلك في مساعدة من ليس في حقل السياسة من أهله، ومعارفه، وزملائه .. ورغم اختلاف كثير من الجمهوريين معه، في حركته السياسية، ظل بشير يتواصل معهم، في حركتهم الاجتماعية، وكأن شيئاً لم يكن، بل كان يبادر بالمساهمات المادية، ويدعو لها في منبر الجمهوريين الداخلي، ويصل كل أفراد المجتمع، في أخوة ومحبة، تتعالى على الخلافات، ولا تضيق بوجهات النظر المختلفة .. لقد التقط بشير روح الفكرة الجمهورية، في التمييز بين الشخص، وفهمه ومعتقده، حيث ينقد الرأي الخطأ، ويحب صاحبه !! فقد كتب مربي بشير الأستاذ محمود محمد طه، عندما نقد د. الترابي ( إن شخصية الدكتور حسن موضع حبنا ولكن ما تنطوي عليه من زيف وجهل بالاستلام هو موضع حربنا) !! لقد كان الأخ بشير، نموذجاً فريداً، في سعة الأفق، وسلامة الطوية، وحلاوة المعشر، ودماثة الخلق، والقدرة الفائقة، على الاختلاف الفكري، ثم السماع الصبور للمخالف، والحفاظ على الود معه.
ولكأن الشاعر، عنى الأخ بشير بكار، ولا احد سواه، حين قال :


قد سمعنا وليتنا لم نسمع
نبأ زعزع القلوب وضعضع
فجزعنا وحقنا أن نجزع
لفراق الفتى الأديب الألمع
وذرفنا دمعاً ثخينا سخيا
لم يعفر جبينه في التراب
لم يوارب في موقف لم يحاب
لم يبع قومه إلى الأغراب
لم يسر في سوى طريق الصواب
لم يكن خائناً ولا إمّعيا
فابسمي فوق قبره يا نجوم
وترنم من حوله يا نسيم
فالدفين الذي هناك يقيم
بطل مصلح وروح كريم
ولساناً تخاله نبويا
ألمعي قد غاب تحت الرغام
إنما لم يغب عن الافهام
فهو باق فينا مدى الأيام
فعليه تحيتي وسلامي
عاش حراً ومات حراً أبيا




اللهم يا كريم، يا حفي بالكرماء، هذا عبدك بشير عيسى بكار، قد نزل بساحتك، وهو أحوج ما يكون إلى فضلك ورحمتك.. اللهم إني لا أزكيّه على ربه، ولا أمن به عليه، بل الله يمن علينا جميعاً أن هدانا للإيمان، ولكني احسبه من أنفع الناس للناس، وأنت القائل على لسان نبيك الكريم ( الخلق عيال الله أحبهم الى الله أنفعهم لعياله) !! فاشمله اللهم بمحبتك، واغمره بفضلك بغير حساب، وانزله منازل العز والشرف، مع الأولياء الانقياء، الأتقياء، الصالحين .. وألزم اللهم زوجه المكلومة أختنا زينب الحاج، وأبناءه، الصبر الجميل، واجعل البركة في ذريته، وجميع أهله. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عمر القراي

Post: #152
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-19-2021, 05:42 AM
Parent: #151

كلمات عن الراحلة المقيمة الدكتورة ماريا جمال

من المؤكد ألا تحوي كلماتي هذه، كل ما يجب أن يقال عن مقام الراحلة العزيزة ماريا جمال سلامة، زوجة الإبن الدكتور محمود خلف الله.. ولكن لابد من كلمات تقال وفاء لهذه المرأة الصالحة، التي رحلت سريعا عن دنيانا، مخلفة حزنا دفينا لا يزال ولن ينفك يعتمل في نفوس كل من عرفها.

رأيتها، قبل أن ألتقيها، في صورة فوتوغرافية مع الإبن محمود وزميلة أخرى.. ثلاثة أطباء أصدقاء.. جمعت بينهم قيم الإنسانية والخير.. فكانوا جزءا من مجموعة كبيرة من النشطاء وأصحاب القيم من الشباب الذي خرج من قمقم التخلف والفشل والتواكل ويمم شطر العمل في التغيير وإنعتق من كل ماهو مألوف لمجرد أنه مألوف، فكانت لقاءاتهم فكرا وعملا من أجل التغيير.. تغيير النفس ومن ثم تغيير المجتمع من حولهم نحو حياة أفضل وقيم أعلى في الإنسانية.

تمت خطبة الأبن د. محمود ود. ماريا دون تعقيدات وتم الزواج في سهولة ويسر، وفقا لمشروع خطوة نحو الزواج في الإسلام الذي أسسه الأستاذ محمود محمد طه في السبعينات ليتجاوز مرحلة الوصاية على المرأة ويملًكها أمرها بيدها في حق الطلاق، مع نبذ العادات البالية في الصرف البذخي والتفاخر.
عاش الزوجان حياة صبغها التعاون في طلب العلم فعملت الدكتورة ماريا في إيرلندا وكانت تواصل دراستها اثناء العمل وفعل مثلها زوجها د. محمود.. ولكن لم يمهلها العمر لتجلس للإمتحان الثاني للزمالة.. فكانت الفاجعة في وفاتها الفجائية في يوم الإثنين الحزين.. في ١٢ من يوليو ٢٠٢١، وتم ترحيل جثمانها الطاهر الى الخرطوم ليتوارى في مقابر فاروق..

هزّ رحيلها المفاجيء مجتمع الأطباء في بريطانيا والجالية السودانية التي عرفتها بطيب الأخلاق والإيثار ومساعدة كل من إحتاج لها.. وقد بلغنا عنها ممن عايشها في إيرلندا انها (من أولياء الله الصالحين) حسب عبارة أحدى معارفها في بريطانيا.. وهزّ الخبر دكل من تواصل معها في السودان..

والحق أنني لا استطيع ان أصف إيثارها وكرمها وتأخير نفسها وتقديم الخير لمن حولها والتفاني في الإهتمام بكل من حولها، بدءا بوالديها وانتهاءا بكل من عايشها.. وكانت لاتفرق بين والديها ووالدي زوجها، في المعاملة الطيبة والمحبة.
بكاها كل أصدقائها العديدين بكاءا مرا، وكانوا خير انيس لزوجها المكلوم لأيام طويلة ساعدته على الصبر على المصاب الأليم..

كانت الدكتورة ماريا شديدة الإهتمام بالمعرفة فدرست العلوم السياسية بالجامعة أثناء دراستها الطب العام في نفس الفترة وتخرجت بشهادتي بكالوريوس.. ثم تخصصت في الطب النفسي والذي صار مجال عملها.. وكانت لها قراءات مستمرة فبحثت في اصل الحضارة وإهتمت بالحضارة النوبية وتعلمت (رطانة) المحس والتي لم تكن تعرفها، حيث أنها لم تقض طفولتها في القرية..
بالرغم من أن الدكتورة ماريا لم تدرس الرسم في كليات الفنون، إلا أنها كانت رسامة موهوبة وقد رسمت عددا من اللوحات بالألوان الزيتية والأكريلك على الكانفاس، وقد تلقيت منها هدايا من الألوان والفرش والكانفاس تشجيعا لي وأبدت رغبتها أن تستفيد من تجربتي في الرسم.. ولكن لم يسعفها الوقت.. (مرفق بعض اللوحات التي رسمتها).
كان زواجها من الدكتور محمود بداية لإهتمامها بالفكر الجمهوري حيث أعجبتها فكرة المساواة بين المرأة والرجل في مشروع زواج (خطوة).. فبدأت في الإطلاع على الكتب الأساسية في الفكر الجمهوري للأستاذ محمود، وأذكر أنها طلبت كتاب (نحو مشروع مستقبلي للإسلام) والذي إحتوى على الكتب الأساسية الثلاث للأستاذ محمود محمد طه مع المقدمة التي كتبتها الأستاذة أسماء محمود ود. النور، فاهديتها الكتاب، وعرفت أنها قد إلتهمته إلتهاما وإقتنعت بمحتوى الفكر الجمهوري والذي كانت مهيأة له بحكم تطلعاتها الفكرية.. وفي إحدى زياراتها لنا في السودان طلبت صورة للأستاذ محمود، فأرسلنا لها واحدة، فارسلت لنا صورة لغرفتها التي تزينت بصورة الأستاذ محمود في برواز أنيق.

في رحيلها أكرمها الله بتشييع عدد كبير من الإخوان الجمهوريين والأخوات، بدءا من إنتظار وصولها في المطار وإلى الإنتهاء من مراسيم دفنها في المقابر، وتشييعها بالذكر بالإسم المفرد، والصلاة عليها بإمامة أحد الإخوان الجمهوريين الكبار.

رحم الله الإبنة الصالحة ماريا وأكرمها في برزخها العامر بما لها عنده من قبول ونفعنا بجاهها عند الله.

خلف الله عبود الشريف
١٧ أغسطس ٢٠١٢

Post: #153
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-19-2021, 04:01 PM
Parent: #152

من أول الندوات التي حضرتها ندوة أقيمت بمنزل الأستاذ الراحل حسن حجاز. جئت ذات نهار إلى الأستاذ في منزله بالثورة. كنت وقتها في المرحلة التي تقع بين "الصديق" وبين "الجمهوري". كانت تدهمني دواهم غريبة أحيانا بالليل، وأحيانا عند ساعات النهار. أكون ممسكا بالفرشاة في أستديو الرسم بكلية الفنون، أثرثر مع زملائي في الأستوديو، شداد، وحسن موسى، ومحمود عمر، وفجأة أشعر بحاجة ملجئة إلى رؤية الأستاذ، فأضع فرشاتي وألواني جانبا وأتجه سيرا نحو حديقة الحيوان عبر قشلاق بوليس الخرطوم غرب عابرا بيوت الري المصري وبيوت أساتذة جامعة القاهرة الفرع لآخذ بص مواصلات العاصمة من محطة حديقة الحيوان قبالة الإدارة المركزية للكهرباء والمياه، متجها إلى أمدرمان، ثم بص الثورة بالنص من المحطة الوسطى أمدرمان إلى "محطة شندي". وهذا هو إسم محطة البص أمام "أجزخانة المهدية" التي غير إسمها الأخوان والأخوات إلى "أجزخانة عبد القيوم" بحكم عمل الأخ عبدالقيوم البشير بها. ومنها سيرا إلى بيت الأستاذ. كانت المواصلات ميسورة جدا في ذلك الوقت، خاصة في الوقت الواقع ما بين نهايات الضحى وما بعد الظهيرة بقليل.

لم تكن هناك حركة كبيرة حول الأستاذ في بدايات السبعينات. وحين يجيء المرء عند منتصف النهار غالبا ما يجد الأستاذ لوحده. كنت في بدايات العشرينات من عمري أحمل هموما وجودية لا طاقة لعقلي الغض بحملها. وكنت بحاجة ملجئة إلى الأمن. قراءاتي الكثيرة في الفكر الماركسي وفي الفكر الوجودي، وفي الآداب العالمية، وفي سير الفنانين، لم تزدني إلا إحساسا بالضياع وبالغربة. كنت حين أرى الأستاذ أحس بأمن لم أحسه منذ سنوات. كنت في كل زيارة أتزود بجرعة كنت آخذها بلا كيفية. وكانت الجرعة تهدئ من روعي وتمنحني سكينة تستمر لبعض الوقت. أعود بعدها طالبا المزيد.

كانت حاجتي إلى الدين حاجة ملجئة كما تقدم، وهي لم تكن حاجة عقلية، وإنما حاجة وجدانية أوشكت أن تصبح في بعض حالاتها الضاغطة، حاجة حياة أو موت. إستمرت معي تلك الحالة لعامين أو يزيد. وكان كلما أشتد أوارها وضغطها، أجدني مدفوعا إلى رؤية الأستاذ الذي كنت وقتها قد عرفته في الكتب، ومن المحاضرات التي كنا نهاجر إلى اللاماب بحر أبيض لسماعها من مسجل "غرودندق" قديم يمتلكه الأخ عمر صالح. وكانت محاضرة الإسلام والفنون واحدة من تلك المحاضرات التي استمعنا إليها بصوت الأستاذ، قبل أن يكتب لها الأستاذ مقدمةً وتصبح كتابا بإسم "الإسلام والفنون".

تلك الرحلة إلى اللامباب بحر أبيض كانت تتم عادة في صحبة الأخوين إبراهيم قرني، وخلف الله عبود، وأحيانا كان يصحبنا أستاذنا عبدالله بولا، وحسن موسى ومحمود عمر محمود، وكل هؤلاء كانوا زملائي بكلية الفنون. كان قرني وعبود يتقدماني بثلاث سنوات، أما حسن موسى ومحمود عمر، فقد كانا دفعتي وكنا وقتها في السنة الأولى.

في تلك الزورة النهارية، دعاني الأستاذ إلى حضور ندوة كان مقررا قيامها في نفس مساء ذلك اليوم، بمنزل الأستاذ حسن حجاز. قلت للاستاذ أنني سوف أعود إلى الكلية، ولكني سوف أعود لحضور الندوة في المساء. وطلبت من الأستاذ أن يعطيني وصفا لموقع البيت. فقد كنت وقتها لا أعرف موقع بيت الأستاذ حسن حجاز، كما كنت قليل المعرفة بحي أبروف. وصف لي الأستاذ منزل آل حجاز وصفا أدهشني.

قال لي الأستاذ حين تعود من الخرطوم إلى أمدرمان خذا بص أبروف من المحطة الوسطى أمدرمان، وحين يعبر البص تقاطع شارع أبروف مع شارع شارع الهجرة، ويتقدم قليلا، أنظر إلى الجانب الأيسر فسترى زاوية. هذه الزاوية هي زاوية التجانية. وبعد مسافة قليلة سيظهر لك سوق صغير من الجانب الأيسر أيضا. هذا "سوق الشجرة" وعنده يقف البص. وكانت تلك أول مرة أسمع فيها بسوق الشجرة. طلب مني الأستاذ أن أنزل في محطة سوق الشجرة، وأن أعبر السوق في منتصفه واتجه شمالا في طريق يقودني إلى الجامع الملحق ببيت آل حجاز. وقبل أن أبلغ الجامع علي أن أنعطف يسارا في الزقاق السابق للمربوع الذي يقع الجامع في أقصى ناحيتة الشمالية الشرقية. وعدد لي الأستاذ الأبواب التي أتجاوزها قبل أن أطرق الباب المطلوب جهة اليمين من الزقاق. وفي المساء جئت ونفذت الوصف كما وصفه لي الأستاذ وطرقت الباب، وكان الفاتح هو حسن حجاز وكانت الندوة على وشك الإنعقاد في ساحة المنزل.

أحب وأنا في حضرة الأستاذ حسن حجاز، أن أتحدث عن الدعوة بلسان الحال، وذلك لأن حسن حجاز من "ملوك" هذا النوع من الدعوة. شخصان من الجمهوريين أسهما بقدر معتبر في اقنعاني بالفكرة الجمهورية، ولكن من غير حديث. هذان الشخصان هما الأستاذ جلال الدين الهادي، والأستاذ حسن حجاز. وسأعود إلى تفصيل ذلك، قريبا إن شاء الله.

Post: #154
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-27-2021, 09:07 AM
Parent: #153

بعص كلمات عزاء في العم خيري أحمد خيري

[27/08, 12:05] بابو فاتح: ربنا يرحم كان العم خيرى احمد رجل طيب وكان يزور ارحامه .
[27/08, 12:05] بابو فاتح: آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فعﻻ تذكرته جيداً وانا اعرف أسرته معرفه كامل وهو حبيب واب روحي صادق كل الصدق في توجهاتها سبحان الله من عجائب الدنيا أن البصمة الرائعة تفقدها وتأتي ذكراها تحدث تاريخها لحظه بلحظة المرحوم خيري من اﻻسر الممتازه جداً في بورتسودان ولنا معهم تداخل اسري وصداقات مع الحدود واﻻباء والأمهات والحبوبات بورتسودان في ذلك الوقت سكانها أسره واحده تنصب في مصب الحب واﻻخاء الصادق
رحمه الله تعالى
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
[27/08, 12:05] بابو فاتح: ربنا يرحموا ويسكنه فسيح جناته تذكرت هذا الرجل الهامه والقامه وهو من الشخصيات له بصمة ﻻيشبهها بصمات أي شخص هو مجموعة لوﻻ الكمال لله وحده لقلت انه كامل اﻻوصاف منتهي الروعه والصفات النادر ايجاده نسأل الله بأن يتغمده بواسع رحمته درع الجمهورين لهم التعازي والمواساة جميعاً
[27/08, 12:05] بابو فاتح: كتب حامد حاتم عمر من امريكا
من مواطنى حى العمده

رحل العم والوالد الودود الباش أستاذ خيري صاحب الروح المفعمة بالراحه و المرح وصاحب الوجه المُسفر إنسان تتجسد فيه كل معاني الإنسانية، منذ طفولتنا ونحن نفرح بزيارة العم خيري لنا في المنزل ونفرح أكثر حين ما أذهب مع الوالد والوالده لزيارتهم يحترم الصغير قبل الكبير يهتم بمعرفه اخبار كل واحد فينا و يطمئن علينا وعلى احوالنا رحيله أحزن قلوبنا ولكنه ذهب إلى رب رحيم فقده عظيم ولكن ان شاء الله في عليين اثرو حياتنا بالمحبة الصادقة إذ قال الأستاذ في تعريف المحبه هي انتقال النفس لنفوس أخرى هكذا كان العم خيري حيث نقل نفسه لكل من عرفه لأنه حقق أعلى مستويات المحبه نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وان يبلغه مقام الصديقين والشهداء والصالحين الحامدين الشاكرين وإن يلهمنا الصبر جميعاً وان يجعل البركه في أسرته وكل أحبابه إنا لله وإنا إليه راجعون.

Post: #155
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-31-2021, 02:55 AM
Parent: #154

كتب جبريل محمد الحسن في صفحته بالفيسبوك بتاريخ ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠م:

بسم الله الرحمن الرحيم
(وليعلم الله الذين آمنوا .. ويتخذ منكم شهداء.. والله لا يحب الظالمين )..

التومة عوض الشيخ عبد السيد
بين السحر والجاذبية والغموض

يقول الشيخ عبد العزيز الدباغ في كتابه الابريز:
لولا سقي الذات بالنور الكريم ما دخلت فيها الروح أبدا، ومع ذلك فلا تدخل فيها إلا بكلفة عظيمة وتعب يحصل للملائكة معها، ولولا أمر الله تعالى لها ومعرفته به ما قدر ملك على إدخالها في الذات..(يقصد بالذات الجسد البشري)..
وكذلك الحال عند خروجها من ذلك الجسد وهو الحبس الرهيب لها ..
ولسان حال الروح يقول حينئذ :
وقد أخرجت من حبسي الى اطلاق ساق الراح
وهذا المشهد الجلالي عبرت عنه السيدة عائشة بقولها :
ما أَغبطُ أحدًا بهَونِ الموتِ بعد الذي رأيتُ من شدَّةِ موتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم..
فقد كنت على موعد مع تلك اللحظات الجلالية ..دخلت عليها وانا مشغول برقدتها التي تحتاج إلى التغيير كل ساعة .. وكان هذا اليوم هو من أصعب الأيام عليها والذي امتد جلاله منذ الفجر .. وقبل نصف ساعة من تلك اللحظة الحاسمة حضر الفحيص واخذ منها عينة من الدم لمعرفة الهموقلوبين وصفائح الدم على ان تظهر النتيجة غدا ..
ولكن بعد وقت قصير ، وانا احلق في وجهها وأعد في أنفاسها، خرج منها نفس عميق مع تنهد يدل على الراحة التامة من ضيق شديد ، متبوعا بابتسامة رضا ووداع.. بهذه السرعة خرجت التومة من دنيانا ..
كل الدكاترة الذين باشروا علاجها في السعودية ومصر يتفقون على انها كانت شجاعة مع المرض لم تلين لها عريكة ولم تشعرهم بانها تحتاج إلى عطف او جبر خواطر طوال سنوات المرض الأربعة..وما سئلت عن صحتها قط إلا واجابت : الحمد لله ..وكانت في أواخر أيامها تقول لنا لو الدكاترة قالوا ما في امل في العلاج فإني راضية بما قسمه لي ربي فلا تخبو عني شيئا ..فكنا نجدها دائما رهوا ثابتا لا يتزلزل ..
بكاها الإخوان والأخوات بدمع سخي، وبعضهم بتنهد وأنين، وكان على قمة البواكي الأستاذة الحبيبة سعاد سليمان والتي رأت ان سكب الدموع وحده لا يكفي على فراق الحبيبة ، فآثرت ان تزاملها في هذه الرحلة ، والتي نرجو الله ان تكون قصيرة ..
بكتها ام رتال وام عدي وام عبد الله وام ابراهيم وام راشد وام احمد وام مصطفى وام معاذ وام وليد وام محمد والقائمة تطول وتطول ..............
من السعودية والأردن وفلسطين واليمن ومصر والسودان .. كن اصدقاء الحديقة ..كلهن يكتبن لي ولا يصدقن انها فارقت الحياة .. كانت محبوبة عندهم وموقرة ومحترمة ومقدمة ..لايجلسن حتى تجلس، ولا ياكلن حتى تأكل ، ولا يتكلمن حتى تتكلم .. لها مكانة خاصة في صدارة المجلس .. كانت حلالة المشاكل ..يفضين إليها بأدق واخص مشاكلهن فكانت تدعو وتتوجه معهن ، فكن يجدن بركة ذلك فورا وعلى التو .. وكم من مرة ذهبت والتقت بأزواج بعضهن واستطاعت بفضل الله ان تعالج أحرج المشاكل لديهم ..والازواج يقدرون لها هذا الدور العظيم ..
فكيف استطاعت ام فاطمة ان تكسب ثقة هذا الرهط المتباين ثقافيا وعرقيا وحضاريا وهي السودانية متوسطة التعليم والجمال والمال ؟؟ ..ان سألت اي واحدة منهن تجبك بأنهن لا يبدلن ام فاطمة بأي واحدة مهما كان مستوى تعليمها او مالها او جمالها ..
فقد كانت تتمتع بشخصية قوية واثقة في نفسها ومعتدة بها ..لها كرزمة قيادية ..لا تهزها اي شخصية مهما كان وزنها ..قوية الذاكرة ..راجحة الفكر .. نبراتها مميزة ..عباراتها محددة ..كان الاخ عصام خضر يراها كثيرا في كوبر وهي خريجة جامعية ..مليانة لا تعرف الجلبقة ..لا تتحدث فيما لا تعلم ..حسنة الإنصات..بشوشة ومرحة في غير خفة ..جادة في غير عبوس وغطرسة.. متواضعة وكل الناس عندها سواسية .. رقيقة المشاعر وقريبة الدمعة.. ماعزت في أحد الا وتبكي في حرقة ..تحب الأطفال كثيرا وبخاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة وكانت تقدم لهم الهدايا والحلوى والبالونات والاناتيك ..وهم لا يتحدثون إلا إليها ويفضون إليها بمكنونات صدورهم ..
تنطلق من التومة روح عميقة وغريبة ..ما جالست قوما إلا واحبوها ..وما تحدثت إليهم إلا وتاثروا بحديثها ..ما ابتسمت او نظرت إلا وتركت أثرأ عميقا في النفوس ..يشع منها بريق غامض يجذب الأرواح إليها.. كل الدكاترة الذين كانوا يعالجونها كانوا يتأثرون بها ويضعون لها اعتبارا وتقديرا خاصا ومميزا ..
في آخر أيامها كانت تظهر في هيئتها صورة طبق الأصل من الاستاذ جلال ..وبخاصة عندما تمشي وينظر إليها من الخلف ..نفس شعر الراس والشيب..نفس حجم الأرجل والتواء القدم .. نفس الأيدي والظهر والرقبة.. والغريب أيضا انها كانت ترى الاستاذ جلال كثيرا في المنام وانا كذلك كنت اراه ..وكنا نتحدث في هذا التوافق العجيب ..
والاستاذ جلال من اقرب الأقربين إليها من الجمهوريين وهو عم الاستاذ سعيد ..
رغب بعض أهلها ان تدفن بمدني حيث مقبرة والدها ووالدتها وجدها الشيخ عبد السيد وجميع خلفائه وكذلك اعمامها من كبار الجمهوريين الاستاذين سعيد و وجلال..ولكن لان اسرتنا اصبحت مرتبطة بالخرطوم أكثر من مدني فضلنا ان يكون الدفن بالخرطوم ليكون مرقدها قريبا منا ..واخترنا مقابر الشيخ حمد النيل لينوب الشيخ حمد النيل عن جميع آل الشيخ عبد السيد ..وينوب عم فضل عن الجمهوريين .. وقد اشرف الاستاذ بنفسه على دفن عم فضل بهذه المقابر..وكان يقول وقتها : ان فضل اكبر سفير لنا في البرزخ ..وانه من قدامى الجمهوريين منذ الاربعينات وينطبق عليه قول المماعقدوا ما نقضوا..
هي حفيدة الشيخ عبد السيد ..وهو عراقي تم اختطافه وهو صبي من اهله ليكون راعيا للابل في السودان .. اختطف للسودان لتتم ولايته فيه ..قضى عشر سنوات مع السيد الحسن بكسلا ، ثم طلب منه السيد الحسن الانتقال إلى أبي حراز لان ولايته عند الشيخ حمد النيل العركي .. اخلص للشيخ واصبح من اعز تلاميذه وكان يفاخر به الشيخ ويقول : فرزتو عبد السيد من اولادي ..ويقول الاستاذ محمود ان عبد السيد كان يقف في حلقة الذكر ويصيح : البشاركني في الشيخ حمد النيل يركب هنا ( ويشير بالسبابة الوسطى).. وعندما تتحرك خواطر الحيران ضده كان يأتيهم الرد من الكبار منهم بأن الشيخ حمد النيل مسممو من شعرو لي ضفرو وما في زول بقدر عليهو احسن تزحو منو ..
قال الاستاذ محمود ان الشيخ عبد السيد أحد أول ثلاثة أولياء بايعوه من البرزخ .. ونقل أحد أبنائه ان والده كان يقول عندما يتعالى الذكر انه جمهوري ولم نكن نفهم ما يعنيه ..(في ذلك الوقت لم يدخل الاستاذ محمود كلية غردون بعد ) وتم نقل الكلام للاستاذ فايده ..
كان يطلب منها الاستاذ ان تأذن الفجر في منزله امام حجرته ويقول للاخوات جدها واقف جنبها ..وعندما تدخل عليه يقول ليهم اضايرو ما شايفين جدها داخل قدامها ..
وطلب منها يوما ان تصلي الفجر إماما لكل الإخوات ومنهم الأستاذة بتول والأستاذة اسماء ..
يقول لها الاستاذ انت مأذونة في ان تدخلي علي في اي وقت ..واذا حضرتي ووجدتي الستارة نازلة في حجرتي ومنعك الاخوات من الدخول علي فلا تستجيبي لأي واحدة منهن وادخلي علي ..
وطلب منها يوما ان تقوم بمسح جسده الشريف بالزيت وقال انا عايز بت الشيخ تمسحني..وقال لها ان المكانة التي لك عندي ليست عند قياديين كبار ..
وكان كل يوم تذهب له عند الحادية عشر نهارا فيقول لها عن مكانتها ومقامها كلاما يخلب الألباب..
وعندما تصاب بنزلة وتتخلف عن الذهاب له يأتي بنفسه ومعه أمنا آمنة وبعض الاخوات لزيارتها .. وكانت ومعها بنتها فاطمة تمثل الاسرة الوحيدة المنتظمة في المسيرة اليومية من منازل الإخوان إلى منزل الاستاذ وكان الاستاذ يكرر ذلك ويمدحها به ..كانت تتحرك مع مسيرة اخوان ج ..ومرة تاخرت عن المسيرة لعذر فأرسل الاخ التجاني صديق بعربته يستفسر عن التأخير..
كتب لها ان لها حظ من مريم ..وان زواجها كان له نكهة خاصة شعر بها كل الإخوان وقد كان ذلك من لقاء جبريل بمريم .. وان جبريل هو المحظوظ بالزواج منها وليس العكس .. وقال ان طينتها جاءت من قرص الشمس الخارجي الدائري ..
قال لها في زواجك حضر الشيخ عبد السيد واحضر معه كل ناس البرزخ ..وعندما دخلت عليه في الصالون بعد قدومها مباشرة من العقد بمدني طلب من الاخت صفية مختار ان تنشد بأن تردد فقط عبارة (هذه دولتنا قد حضرت )..
بعد زواجها بقليل حضر الاستاذ إلى مدني وقال لها كنت احب ان أزورك في منزلك ولكن الوقت يزدحم علينا ونحب أن نزور آمين صديق فإنتي تذهبي معنا إليه..وهناك طلب منها أن تنشد قصيدة نبي الله نبي الله وكانت القصيدة الوحيدة التي انشدت..
حكى الاستاذ انها كانت يوما في حملة الكتاب ببحري وقابلها أحد المعارضين وكال لها أفظع وابشع عبارات الشتم والازدراء ولكنها لم ترد عليه بكلمة ..وبعد يومين وقد غيرت مكانها في الحملة فإذا بعربة تقف عندها وينزل منها رجل يقول لها انهم منذ الأمس يبحثون عنها ولم يجدونها في مكانها لان اخاه وهو داخل العربة يريد أن يعتذر لها عن موقفه بالأمس معها وهو يكاد يكون مشلولا ومؤكد عنده ان ما أصابه هو بسبب شتمه لها ويريد منها ان تغفر وتعفو عنه .. فقالت له عفوت عنه وربنا يشفيه و ويعافيه.. وقال الاستاذ :ده الشيخ عبد السيد ما بخلي حقو اخدو حار وفي نفس الوقت ..
عندما كنا في بعثة ببريطانيا ، والتي طلب منا الاستاذ ان نذهب إليها وكنت قبلها ارفضها ، كتب الينا عديد الرسائل وكانت كلها تبدأ ( أبنائي المحبوبين فاطمة والتومة وجبريل ...تحيتي ومحبتي العظيمة ) ..وكتب لي يصفها (زوجتك الطيبة)..و (الاسرة المحبوبة)..
كانت للتومة ، واسمها اصلا فائزة ، توأمة اسمها فوزية توفت وهي صغيرة ..قال لها الاستاذ انتي شربتي تومتك وطلعتيها في فاطمة .. فاطمة ومريم توأمتان من حيث النفوس وانتي لك حظ من مريم ..
عندما وضعت بنتها فاطمة كنت في بريطانيا وطلبت هي من الاستاذ ان يعطي اسما للمولودة فكتب إليها الاستاذ خطابا خالدا نقتبس منه( بلغني انك لتطلبين الي ان اسمي الوليدة الجديدة فاعلمي ان اسمها فاطمة ..وفاطمة أعظم نساء العالمين ، وهي ام المسيح المحمدي ..فاذا جمعت في منزلك أسماء التومة وفاطمة وجبريل فقد حذت الفضل كله)..
وطلب منها الاستاذ ان تدعو الشيخ مجذوب خليفة الشيخ عبد السيد في ذلك الوقت ان يعمل لها حلقة ذكر في منزلها احتفالا بقدوم فاطمة ..
كتبت للدكتور عبد الله الفكي البشير منطبعا عن رسائله الخمسة التي أصدرت في آخر أيام مرضها بالقاهرة فقلت :
كانت التومة رغم آلامها المتواصلة وحاجتها المستمرة للمساعدة والممارضة، وكنت يومها الوحيد الملازم لها في مرضها ، الا انها كانت تضحي بقدر من هذه الحاجة لاتمكن من الحديث المتمهل مع الدكتور عن تلك الرسائل الخمسة ..وكانت دائما مبهورة بعظمة هذا العمل الجليل وتتابع معي تفاصيله وترسل تحاياها واعجابها وسلامها للدكتور والتمنيات والدعوات بالتوفيق والسداد ..انتهى ..
هاتفت التومة الدكتور عندما كان في كندا وتأثر كثيرا بحديثها ..ذكر لي انه عند عودته إلى قطر كان يتمنى أن ينزل في القاهرة أساسا ليقابل التومة ويشاهدها ويتحدث إليها وهو بتشوف إلى ذلك ، ولكنه لم يوفق ..
انتقلت التومة وعمرها 63 عاما وهو العمر الذي انتقل عليه النبي الكريم وصحبه ابوبكر وعمر وعلي ..ولو كانت الحياة تبقى لحي كان أولى بها النبي محمد .. عاشت حياة محشودة بالنضال والتضحية .. اشتركت في جميع أنشطة الفكرة ولم تتخلف عن اي منها ابتداء من اعتداء نابري على معرض نادي الخريجين بمدني 1974 وانتهاء باعتقالها وفاطمة بنت الستة أعوام بعد التنفيذ مباشرة بالقسم الشمالي ام درمان.. رافقتني في دروب الحياة 42 عاما .. واهدتني أربعة من البنات فاطمة وآمنة ومنهل وصفاء .. كانت حياتها كلها خيرا وبركة علينا ،وسيكون مماتها ،باذن الله ، ايضا خيرا وبركة علينا .. فهي أول سفير لأسرتنا بالبرزخ وخير ممثل لنا في العهد الجديد .. وقفت بجانبي بعد ثورة أبريل تكابد شظف العيش وتصارع قسوة الحياة وتتجرع مرارة ألم التنفيذ .. ثم ذهبت معي إلى المناقل خمسة اعوام ..وتركتها لمدة عامين في السودان مع جميع بناتها ليكون لي موضع قدم في السعودية ..وكنت قبلها قد تركتها أيضا مع فاطمة وانا سجين في كوبر لمدة 18 شهر .. سافرت معي إلى بريطانيا والسعودية والإمارات والبحرين وأخيرا مصر ..
و في مصر كانت محطتها الاخيرة معي في هذه الفانية .. ختمت المسيرة وارتحلت عن دنيانا شهيدة ..

قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَا تَعُدُّونَ الشهداءَ فِيكُم؟ قالُوا: يَا رسُولِ اللَّهِ مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ. قَالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقلِيلٌ،" قالُوا: فَمنْ يَا رسُول اللَّه؟ قَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ رواهُ مسلمٌ.
وعن عبدِاللَّهِ بن عمْرو بن العاص، رضي اللَّه عنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: منْ قُتِل دُونَ مالِه، فَهُو شهيدٌ متفقٌ عَلَيْهِ..
‏وبهذه الشهادة انطوى عهد وعهد ..واسدل الستار على فترة مميزة من دورات الوجود المتعلقة باسرتنا ..ونترقب ان تفتح لنا أبواب الدورة الجديدة وستكون التومة ، بفضل الله وبرحمته علينا ، هي الباب والمفتاح لنا لهذه الدورة ..

Post: #156
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-08-2021, 03:03 PM
Parent: #155

كتب الباشمهندس الهادي آدم محمد من بوسطن امريكا

كتب الأخ الأستاذ الهادي آدم:

*رحم الله الاخ عبد الله صباح*

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالي:
[وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ** الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ]... صدق الله العظيم ..

بعد معاناة بكل ما تحمله هذه الكلمه (معاناة) من ألم و صراع مع المرض انتقل صباح هذا اليوم الأخ العزيز الفاضل/ عبد الله صباح إلى الدار الآخرة وهو راضٍ كل الرضا بعد أن عاش حياته بين اسرته و اخوانه الجمهوريين مثل نسمة الصباح من البشاشة وحسن الخلق وفن التعامل بين الناس ..
فالأخ عبد الله صباح من الإخوان الجمهوريين القدامى الذين مما عقدوا ما نقضوا..
فهو كما معروف لدى الاخوان والناس له ورشة حدادة صغيرة في سوق الصحافة وقد أتاه الله تعالى من صفة نبي الله داؤود إذ ألان له الحديد فكان يعمل في صناعة السرائر والأبواب والشبابيك وكل ما يتعلق بالأغراض المنزلية تقريباً ،، كان الاخ عبد الله صباح مخلصاً في عمله وكان يختار وينتقي المواد الجيدة للزبون، المواد القوية الأصلية وكان قلًًما يساوم في الأسعار من مصنعية وتوصيل وتركيب وكان يجيد صناعته كالذي وصفه الأستاذ في (أيدنة العقل وعقلنة اليد)،، كان هو من مثل هؤلاء الصادقين المخلصين ،، وكان الأخ عبد الله صباح شديد الحياء وأكثر نظره الملاحظة وكذلك كان الأخ عبد الله صباح لا يلاحق زبائنه فيما عليهم من ديون يستحقها في ما قام به من عمل هو وأولاده.. كذلك كان الأخ عبد الله صباح يتابع ما يقوم به من عمل في أماكن التركيب سواء كانت منازل ام مصانع ليتأكد انما قام به من عمل يؤدي الدور المطلوب..وكان صادقاً في مواعيده في تسليم العمل بدون أن يطالب الطرف الآخر بما عليه من التزام مالي،، وكان يقوم بعمله بتجرد وصمت واخلاص في النية ..
وعندما تحضر له في عمله يستقبلك هاشاً باشاً ويكرمك بالجلوس والماء و الشاي والقهوة ثم في دفتره الصغير وبقلمه يخط و يكتب و يرسم ما يتطلب منه وهو يجيد الاصغاء وسمته بعيد عن المقاطعة.. ولم اره يعاتب قط..
إلتقاني مرة قبل حوالي عقدين من الزمان وكنا نحن نعمل في تصنيع محطات مياه الشرب وقال لي يا هادي (ما عندكم لينا حاجة تكون
مع نعملها ليكم في محطاتكم و نرتاح شويه من حكاية باب شباك ، باب شباك)،، قالها لي وهو ضاحك وانا اضحك معه وبعد فتره اتيته بفكرة صناعة بوابات وعليها زجاج شفاف وعرو ومسامير واعطيته الرسومات فقام بتنفيذها بدقة فاقت التصور ،، ومن ثم امتدت العلاقة معه حتي الآن ، فكنت كثيرا ما ازوره واجده كعادته طلق الوجه عذب الحديث هاشا وباشا ومضيافاً وصادق الوعد ..
الاخ عبد الله له من الابناء الابرار محمد ومحمود وعمر وابوبكر وله بنت واحده شيماء وحفيدين ساجد وعابد وبنت. هذا وقد قام الاخ عبد الله صباح بتعليم ابنائه احسن التعليم وصقل تعليمهم الأكاديمي بالحرفه اليدويه في الورشة فهم يعملون معه في الاجازات فصاروا ناجحين في مدارسهم وجامعاتهم بالتفوق في تعليم فنون الحداده والسباكه و اللحام والتركيب وخلافه..وكلهم في غاية الادب والاحترام للناس …
الاخ عبد الله صباح كان كثير المداومة في الجلسات يقوم بنقل اخوان واخوات الصحافة الي اماكن الجلسات و تجمعات الاخوان وكان يحب الانشاد وكان يحب ان ينشد في الجلسات.. وكان يزور الاخوان ويزور المرضى ويشارك في الأفراح والأتراح..
داهمه المرض مرض البروستات لم يقعده عن العمل وكان يمشي به بين الناس وكأنه سليم ومعافى، اشتد عليه المرض فاقعده وتجول بين كثير من المستشفيات وما يكاد يرجع إلى المنزل حتى يعود مرة أخرى للمستشفى وكان قليل الشكوى، وفي الأيام الاخيرة عاف الطعام وصام عنه وفي صحوه وفي غيبوبته كان صابرا وحاضرا ومتعلقا بالاخوان و بالفكرة..
قرأت نعيه وانا خارج البلاد فقد كنت من المقربين إليه فاصابني الحزن ان افتقدنا اليوم رجلا نادرا ،، وفي مقابر الصحافة وخلف المنطقة التي كان يعمل فيها الاخ عبد الله صباح حيث دفن في معية بعض من رحل مننا من الاخوان والاخوات افتقدنا رجلاً كان حلو المعشر و دمث الأخلاق..
البركة في زوجته الصابرة وفي ذريته وفي اهله و أصدقائه وفي جميع الاخوان والاخوات.. ففي نهار هذا اليوم الاربعاء ٨ سبتمبر ٢٠٢١ ودعنا رجلاً سمحاً سهل المعاملة كان يتنقل بين الناس كنسمة الصباح ..
وداعاً الاخ العزيز عبد الله صباح وإلى جنات الخلد ..
ولله ما أعطي ولله ما أخذ..
وإنا لله وانا اليه راجعون..
ولا حول ولا قوة إلا بالله

الهادي آدم

Post: #157
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-08-2021, 04:44 PM

كتب الأستاذ علي أحمد الإمام _ مانشستر _ بريطانيا
ودّعت الإنسانية هرما كان دعامة لها و ركيزة.
رحل صاحب الصوت الخفيض أدبا و تأدبا مع الكبير و الصغير ، رحلت الهمة و النهمة و نكران الذات،
الاخ الأستاذ عبدالله صباح يفتقده المجتمع الإنساني كافة، و يفتقده المجتمع الجمهوري بصورة أخص،، و أكثر تخصيصا يفتقده إخوان الخرطوم جنوب، عبدالله صباح يدخل السرور و البهجة عند مطالعته فهو نسج من طين السرور و المحبة.
ذهب إلي رب رحيم و إلي معيه قوم يشتاقهم و يشتاقوه، فنرجو الله أن يكون في ذلك بداية نهاية معاناة العالم كما كانت نهاية معاناته مع المرض الذي صبر عليه في جلد و رضا.
التعازي للزوجة المكلومة علوية و لبنتنا العزيزة شيماء ولكل الأسرة الصغيرة والكبيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم البقاء لله وحده

Post: #158
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-10-2021, 09:40 PM
Parent: #157

كتب عصام محجوب

اليروف عصام البوشى
,,,,,,,,,
بروفسير عصام البوشى هو اول السودان فى امتحانات الشهاده السودانيه ويقال انه نبه الاستاذ المراقب فى قاعه الامتحان لخطأ فى احدى مسائل الرياضيات . البروف عصام البوشى احد النوابغ الذين انجبهم هذا الوطن . ساهم هو ومجموعه من الاساتذه الكرام فى ان تحتل جامعه الجزيره هذه المكانه المميزه بين مؤسسات التعليم العالى فى السودان.
فى احدى المرات ايام كنت طالب فى جامغه الجزيره كنت جاى الخرطوم قابلته هو وزوجته وبناته الصغار فى موقف البصات فى مدنى وقال لى عليك الله خلى بالك منهم وفى الخرطوم وقف ليهم تكسى لانى انا ما مسافر معاهم .فى البص طبعا قلت العب واتعاور مع البنات الشفع ديل ما عرفت وغلبنى ,,,بنات صغار لكن عقولهم كبيره ..بعد داك انتبهت انو ابوهم البروف
متعك الله بى الصحه والعافيه البروف عصام البوشى

Post: #159
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-14-2021, 02:37 AM
Parent: #158

محمد طه عبد الحليم


ما تؤكده تلك الترنيمة الحزينة التي علمنيها صديقي الشاعر الحردلو في زمان قديم:
الوكيل الشالتو العين/الوقع بين الصندلين / يا موحمد/ دا بلودو وين

سلام...اولا الشكر للاخ شيخ علي احمد وصحبه علي فتح هذا الخيط الحيوي والهام..والشكر للاخ عبد الله عثمان الذي سهل لي الانتساب لهذه الكوكبة من الاخوان والأخوات ونسال الله ان نجد منه من يزيد في محبة اخوان واخوات لم نكن نعلم عنهم ما يليق بهم
احدثكم اليوم عن اخيكم الراحل البرزخي
محمد طه عبد الحليم داوود
محمد طه (معروف عند اهلنا بمحمد جمعة)
مواليد جزيرة صاي بالشماليةعام١٩٥٢ تقريبا
والدته فاطمة محمد طه فضل( عمتي) متزوج ولم يخلف
واخوانه واخواته. سامية امال وشادية وسعيدة وحنان وامين واشرف
درس في صاي عبري اتبرا ثم جامعة الخرطوم كلية العلوم
اختير للعمل بالارصاد وفضل ان يعمل معلما للرياضيات لاسباب عدة منها ان خاله حسن محمد طه كان معلما ناجحا في مهنته وكان متعلقا به ويحبه كثيرا
بدا العمل اولا برفاعة الثانوية بنات وسكن مع استاذخالد الحاج والاسرة طوال بقائه في رفاعة فالاخ محمد طه كان شابا مؤدبا خدوما متواضعا وعليه صارت العلاقة اسرية بعدها تنقل الي عدة مدارس ختمها بمدارس الخرطوم الثانوية ثم منتدبا الي اليمن ثم منتدبا الي الحجاز المنطقة الجنوبية خميس مشيط علي مااظن وفيها توفي واذكر اخبرت استاذ عبد اللطيف بهذا الخبر الحزين وتلاقي الكثير من الاخوان والاخوات في منزل الاسرة للعزاء واوصي الاستاذ عبد اللطيف بدفنه في الحجاز مادام سوف يقبر..
علاقتو بالفكرة بدت بالعلاقة التي تربطني به كاخ اكبر وكنت اكلفه ببعض الاعمال الخاصة بالفكرة مثل نقل المناشير القديمة وكان دائما يصحبني الي بيت الاخوان باتبرا في عطلة المدرسة و ثم اعلن التزامه والحمد لله وهو طالب جامعي بكلية العلوم..
بعد ان رزقت ببنتي رحاب وكان في بالي ان اسميها (مريم ) طلب مني ان اسميها رحاب علي اسم (رحاب التجاني صديق )فوافقت ونقلت الكلام ورغبة محمد طه للاستاذ فرد علي الاستاذ( صحي رحاب يمسو عليها) والحمد لله تمت تسميتها حسب طلبه واجازة الاستاذ ..
طلبت منه ان يدرس ابني محمود في الرياضيات وفعلا بدا معه وتوقف قائلا ان محمود لا يحتاج
بهده المناسبة كان يعطي بعض الطلبة دروس خصوصية لكنه لم يكن ياخذ مقابل وكان ذلك يزعج عمتي علي ان البعض يستغل طيبة محمد طه اما هو فكان يرد بان الناس ظروفها صعبة
توفي لرحمة مولاه بخميس مشيط ف١٩/٣/٢٠٠٣
وكانت وفاته صعبة علي الاسرة والاهل
ارجو ان لا اكون قد اطلت عليكم وفي النفس اشياء...شكرا
محمد طه

Post: #161
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-17-2021, 03:04 AM
Parent: #159

كتب د. الطيب حسن محمد الطيب - أبوظبي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
طوى الجزيرة َ حتى جاءني خبرٌ
فزعت فيه بآمالي الى الكذبِ
حتى اذا لم يدَع لي صدقهُ أملاً
شرِقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي.
فُجعتُ هدا الصباح بنبأ انتقال أخٍ كريم في الحسُ و المعنى، جسّد قيم الكرمُ و الزهد و المحبة مع الرضاء و الصبر على الابتلاء. ابرز كلُّ ذلك دون تشوّف و لا رياء ، "فعاش عُطلا و مات عُطلاً ، بلا صفاتِ و لا أسامي"
الاخ الراحل المقيم حمزة ذا النون جبارة الطيب هو حفيد الدوحة الطبيية المباركة ، فهو حفيد الولي الكامل سيدي احمد الطيب ود البشير راجل امرحي. و قد تربى و عاش في منزل من المنازل العريقة في المجتمع الجمهوري و هو منزل الراحل المقيم دا النون جبارة و الحاجة الصالحة امنا بخيتة بنت الشيخ الصديق. فوجدتُ الجينات الصالحة تربةً طيّبة فأنبتت حمرة و اخوته.
لقد اعتاد الناس ان يطلقوا لفظ "كريم" على الشخص الذي يجود بماله و ينفقه على المحتاجين، فماذا نقول عن من ينفق و هو لا يكاد يجد ما يزيد عن حاجته الحاضرة؟ فالإناء اذا امتلأ بالماء فانه يفيض لعدم سعته، و هدا هو حال من ينفق لأنه عظيم الثراء، فتلك من قوانين الجاذبية و من طبائع الاشياء ، فلا عبرة بها. و لكن الكرم الحقيقي ان تنفق و انت لا تملك شيئا لغدٍ الا يقينك "ان خالق غذٍ ، يأتي برزق غدٍ ، كلّ غدٍ.
لقد جسّد لنا الراحل المقيم حمزة بيت العارف بالله محيي الدين بن عربي في اكمل صورة:
دخلوا فقراء على الدنيا
و كما دخلوا منها خرجوا.
و أول مظاهر الفقر في حياة عزيزنا حمزة هو الفقر في كريات الدم الحمراء في جسمه. فقد اصابته منذ طفولته الباكرة "الانيمياء المنجلية"او ما يعرف "بالثيلاسيمياء" و هو مرض نادر ، غير معروف في اوروبا، و لكنه منتشر في افريقيا. و عادة يموت المصاب به في طفولته الباكرة.
هدا المرض يعمل على تكسير كريات الدم الحمراء بصور دورية، فيحتاج المريض الى نقل دم في كلٌ حين. و يشاءُ حظ حمزة ان تكون فصيلته رزهي الاندر بين الفصائل في السودان ، حيث نجد ان معظم السودانيين يحملون +O .
رغم اصابته بالأنيمياء طوال حياته الا ان ذلك لم يمنعه من ان يتبرع بدمه عندما كان يعيش في مدينة دبي. لم يكن تبرعه للأهل او الاقارب، و انما لأطفال مسيحيين في احدى رياض الاطفال و كان معظمه يحتاج الى نقل دم بسب نفس مشكلة حمزة . لعمري هدا هو الكرم الحقيقي. و لم يتوقف عن التبرع لهم بدمه الا بعد ان اكتشفوا بالصدفة انه مصاب بالأنيمياء المنجلية."

2)

أما في ما يخص متاع الدنيا الزائف ، و زخرفها الغرور، فقدٌ كان حمزة يبدو للناس كأنه اكثر الناس مالاً ، و أيسرهم حالاً، يتفق اتفاق من لا يخشى الفقر. لقد سافر حمزة الى دولة الامارات المتحدة، عندما كان للاغتراب ( ش نة و رنة) كان بامكانه ان يبني البيوت و يمتلك الفارهات من العربات ان كانت الدنيا اكبر همه. و لكنه لم يكن من ذلك النوع من البشر ، أنفق كل ما كسبه في الامارات من مال، و عاد الى وطنه صفر اليدين ، غني النفس لم يشعر احدا من الناس انه كان محتاجاً لأحد. هو الوحيد في اسرته الذي لم يتزوج و لم يكتلك عربة او منزل في السودان. كان ينفق كل ما يقع في يده من مال و لسانِ حاله يقول:
خليلىّ إن المال ليس بنافعٍ
اذا لم ينتفع منه
صاحبُ و صديقُ
سوف اكتفي بذكرٍ نموذج واحد ، و لا يخالجني شكٌ أنه تُكرر عشرات المرات من العزيز حمزة.
كنا في في زيارة الى دبي مع اسرتي و اسرة اخرى، و كان حمزة في رفقتنا. عملت من احد الاخوان ان حمزة قد فقد وظيفته منذ فترة. كان يجلس بجواري في السيارة، فوضعت مبلغاً من المال في جيبه دون ان يشعر بنا احد. في الطريق اقترح احد الاطفال ان توقّف امام محل ماكدونالدز. فتوقفنا و نزلنا جميعنا. فوجئتُ بأن حمزة قد غافلنا و دفع ثمن العشاء للجميع، و هو يقول ( يا اخوانا والله انا عازمكم الليلة).
كان يستدين ليعزم الاخوان الضيوف القادمين الى الامارات.
حتى بعد عودته للسودان ، و هو خالي الوفاض الا من ايمانه القوي بالله، كان لا يقصّر في المجاملات و زيارات المرضى في المستشفيات ، يفعل ذلك بالمواصلات العامة، و احياناً مشياً على الارجل في منطقة
الخرطوم.

(3)
اليوم انطوت صفحة ناصعة البياض من الكرمِ و المحبة و الصبر و الرضاء بالله. لم يترك لنا العزيز حمزة ارثاً ماديا خلفه، و لكنه ترك لنا ارثاً عظيماً من قيم الكرم و المروءة و المحبة العامرة التي شملت حتى اطفال المسيحيين في دبي. ما احوجنا ان نغتدي بهذه الشخصية المتفردة التي عاشت بيننا و لم نرها حق رؤيتها. لم يحدث ان كتب لي حمزة رسالةً، دون ان يذكر فيها ابني محمود الطيب و ويدعو له بالخير. هكذا كان حمزة كلفاً بتوصيل الخير الى الآخرين ، وًحتى الخير الذي يستطيع توصيله بنفسه، كان يتمناه الناس. هدا هو نُبل الخلق و كرم المحتد.
كثيرون من الاخوان و الاخوات لم يعرفوا حمزة ذا النون، لأنه عاش بيننا كالولي الخفي، إلا انه معروفٌ عند الله الذي لا يضيع اجر من أحسن عملاً.
هنيئا لحمزة بما قدم لحيات، و طوبى له اليوم و هو يودّع الفانية ، و يستقبل حياته القادمة في سيره السرمدي الى ربه العغور الرحيم.
أحر آيات العزاء لأمنا الحبيبة الحاجة بخيتة بنت الشيخ الصديق، و ابنتها العزيزة منى ذا النون و جميع أولاد العم ذا النون و أحفاده و حفيداته ، و زوجاتهم العزيزات ، و بنات و اولاد الاستاذ عبد اللطيف و ماما أمينة ، و الاخ الحبيب على الامام و ابنه محمود و الى اخوان واخوات الامارات خاصة الدكتور مجدي و الذي تربطه علاقة خاصة بالاخ حمزة، و قد كنت ضلعاً في مثلث تلكم المحبة.
العزاء لكل المجتمع الجمهوري و خاصة اخوان واخوات الصحافة و الخرطوم جنوب ، و انا لله و انا اليه راجعون.

الطيب حسن
ابو ظبي
16/09/2921

Post: #162
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 09-18-2021, 08:36 AM
Parent: #161

محمد صلاح ذاالنون ناهيا عمه جمزة ذا النون جبارة الطيب

*في رثاء الفقيد حمزة ذا النون*
الحزن الكبير فوق القليب اتربع
والخبر الأليم خلي الجميع يتوجع
ياحمزة الاصيل البكرم اطبع
فاقدنك كتير بس البفوت مابرجع
💧 💧 💧
يبكك الكرم لانو فيك سجيه
وتبكيك الصحافه والجيلي والطيبيه
مافقدك كبير خلي القلوب مهريه
ياحليل البيدي اطفالنا غير عيديه
💧 💧 💧
مافي يوم. جمعت للقروش والمال
يا اب كفيه نديه تنفق يمين وشمال
قلبك للمظاهر لا لف يوم لامال
كل همك. تجيب الفرحة للاطفال
💧 💧 💧
علي كل البلاء صابر صبر ايوب
ولكل الاهل من القلوب محبوب
ياورث كرم. الذكرهم لالابوب
يارب الكرم اسقيهو حالي الكوب
💧 💧 💧
كم فكيت كرب وفرجت عن مسكين
بالهيبة وجلال ياحمزه تملاء العين
ولكل البجيك تديهو لو بالدين
فقدك. في القلوب زي طعنة السكين
💧💧💧
سالين الكريم الرحمة دوم تغشاك
وفي الفردوس هناك تسكن يطيب مسعاك
وفي جاهو العظيم سيدنا الرسول يحجاك
وعلي مر الزمان ما اظن يوم ننساك
💧 💧 💧
يارب ياكريم لحمزه كبر كومو
ويسعد في الجنان مع جدو طيب قومو
وبالفوز والنجاح تختملو لمرسومو
وفي جنات نعيمك كترلو مقسومو
💧 💧 💧

Post: #164
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: اخلاص عبدالرحمن المشرف
Date: 09-29-2021, 08:59 AM
Parent: #162

الاخ الحبيب الودود النذير
ربي يمتعك بالصحة والعافية

كل الود والاحترام

Post: #165
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-01-2021, 03:01 AM
Parent: #164

كتب الناشط هشام هباني من تكساس

ارشح الشاعر الثائر الوطني المناضل الاستاذ (ازهري محمد علي) كشخصية قومية برمزيته الادبية الثورية المستقلة ومواقفه الوطنية الناصعة رئيسا لمجلس السيادة من خارج المكون المدني لانه اهل لذلك برمزيته الثورية العظيمة ليحل محل المجرم البرهان وفي شخص ازهري نكرم شعبنا وشهداءنا الذين نزف ازهري شعرا وطنيا ثوريا خالدا في تمجيدهم وفي شخص ازهري نكرم كل المبدعين الوطنيين بكافة ضروب الابداع من الذين الهبوا حماسنا الثوري بوسائلهم التنويرية الفاعلة ضد الدكتاتورية باعمال ابداعية ثقافية نضالية خالدة هي التي ضمخت وجداننا الوطني بقيم ومعاني الثورة الصحيحة حتى النصر.

Post: #166
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-24-2021, 07:51 PM
Parent: #165

بمناسبة مشاركة د. أسماء محمد الحسن في تظاهرة واشنطون ضد أصحاب السبت
كتب محمد عوض الجزولي من أستراليا

وجه من ضياء وروح من ملائكة
الدكتورة اسما محمد الحسن

🥇قلادة عربون محبة لها❤️

تمشي بين الناس تنشر السعادة والافراح درر
تحيطك بمحبة تسع السماء والارض
تعالج الام الجروح حتى التي في الروح
همها الشاغل مشاكل الاولين والاخرين
تكابد بالنهار والليل لتطريز البسمة على الشفاء
وفيه وصارمة ومحاربة عنيدة سلاحها المحبة
قلب يسع العالم اجمع وعطف بحجم الكون
ثقافة وراي وفكر موزون شموخ واصالة ولسان مصيون
ومعرفتها كنز ثمين اما القرب منها فهو الفوز العظيم
يد سخية وعين وفيه وضامة كل الناس محبة

هي اسماء وهي نسمة وهي فاردة جناحان من سعادة لتظلل الناس بالاناقة و السماحة والنظام

اسماء الزوجة واسماء الام واسماء الخالة واسماء الطبيبة واسماء الكنداكة واسماء الصديقة واسماء الجدة اللطيفة

شكراً ليك على كل شئ
وربنا يمتعك بالصحة والعافية ويحفظك لينا
❤️🌹❤️

#اسماء_صديقتي_خالة_زوجتي_وجدة_اولادنا_وبناتنا

Post: #167
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-11-2021, 00:53 AM
Parent: #166

#الحزب الجمهوري
#الحرية لنا ولسوانا

#بيان توضيحي هام من الحزب الجمهوري

يجدد الحزب الجمهوري رفضه لإنقلاب ٢٥ أكتوبر الذي عطل مسيرة التحول الديمقراطي المتعثرة أصلا، وزاد الأمر تعقيدا وأخر عقارب الساعة.
ويود الحزب الجمهوري ان يؤكِّد عبر هذا البيان، لشعبنا العملاق بأن الأخبار المنسوبة لمشاركة الحزب الجمهوري في اللقاءات التي جرت عبر بعض الأشخاص من قوى الحرية والتغيير بالفريق البرهان والدكتور حمدوك ليس للحزب علاقة بها وتجد الرفض من الحزب حيث أنها جرت وما زال انقلاب الفريق البرهان لم يبارح مكانه والدكتور حمدوك تحت الإقامة الجبرية ودماء الشهداء لم تجف بعد ومازالت الاعتقالات التعسفية التي طالت القوى السياسية والمدنية والمهنية مستمرة.
إن البروفيسور حيدر الصافي الذي كان طرفا في هذه اللقاءات، والذي مازال مختطفا لإسم الحزب الجمهوري دون حق والذي ظلت العديد من الجهات الإعلامية تتعامل معه على هذا الأساس، لا علاقة له البتة بمؤسسات الحزب الجمهوري، ولقد تسببت للأسف قحت في بث هذا التضليل رغم مخاطبة الحزب الجمهوري لها عبر الأمينه العامة للحزب الأستاذة اسماء محمود محمد طه، للكف عن نسبة بروفيسور حيدر الصافي للحزب الجمهوري.
إننا في الحزب الجمهوري نعلن مواصلة إصطفافنا مع الشارع السوداني وكل قوى الثورة الحية، في مقاومتها للإنقلاب بالطرق السلمية ودون مساومة حتى تحقق ثورة ديسمبر الفريدة أهدافها في التحول الديمقراطي وقيام الدولة المدنية.
المجد والخلود لشهداء الحرية والكرامة والتحية لكل من ظلوا يدفعون مهر التغيير نحو التحول الديمقراطي، دما ورهقا وتشريدا..

#الحزب الجمهوري
#امدرمان الثورة الحارة الأولى
١٠/نوفمبر /٢٠٢١*

Post: #168
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-29-2021, 02:32 PM
Parent: #167

شاع الدين محمد تور عمر يكتب

السلام علي الكرام
حقيقة مسرور غاية السرور للانضمام لهذا القروب الفياض،، والذي يمكنني من الاطلالة علي تلك السنوات العامرات في رحاب الفكرة،، كيف لا!!! وانا احد القادمين في الزمن الاخير،، رغم ان للتاريخ لدي حكايات و حكايات،، تظل تحفظها الذاكرة عن ظهر قلب،، كنا نسكن في الحارة الاولي من الناحية الغربية لمنزل الاستاذ،، اذكر جيدا وانا طفل في سبعينات القرن الماضي ان اكثر ما كان يشدني هو جماعات الاخوان تسير في جماعات متفرقة،، خاصة من الناحية الغربية الحارة 11 ويتجهون شرقا لمنزل الاستاذ،، كانت تستمر عينا الطفل متفحصا الموكب صغيرا كان ام كبيرا و يميزه تناسقا عجيبا في حركة السير و اتساق الخطي،، و انضباط الذكر في الاصوات التي لا يعلوها نشاذا مطلقا وتميزها نبرات غاية في التميز، ووجوه غاية في الاشراق وبعين الطفل كنت اجزم بانه من المؤكد ان صلة قرابة ما تجمعهم لما لهم في بعضهم شبه ملحوظ،، ولقرابة الاشياء ان احدهم لم تفارق صورته عقلي مطلقا وحتي تجاوزت مرحلة الطفولة والصبا وبلغت مبلغ الشباب لاصادف صاحب الطلعة الحميمة الودودة وبذات حرف ال T الذي ارتسم علي خده لاكون طالبا لاستاذي بشير بكار نفعنا الله بجاهه ، وهكذا حتي يغيب الموكب عن الانظار،، وكثيرا ما اقف طرف الميدان و الذكر والاستاذ يتوسط الحلقة في زيه ناصع البياض،، وانا علي يقين رغم ان ليس ما يربطني او احد افراد اسرتي بالاخوان الجمهوريين، ان هنالك انوار لا ادري كنهها وان هالة قدسية تغطي المكان،، وتمر الايام لنرحل الي الحارة السابعة ويكون طريقنا للمدرسة ايضا يمر بمنزل الاستاذ،، وهنا الامر العجيب اذ نغدو صباحا جوار الحائط والصالون و نشتم عبق البخور الذي يتحد بمزج غريب مع تلك الاصوات الملائكية التي نحس تطريبها و ترنيمها ولا ندرك معانيها،، اذا هي ايضا شئ عظيم،، واكبر اكثر و يحدث ان ارسل لسوق الحارة الرابعة لغرض
ما لاجد حلقة تنتظم المتحدث فيها اعرفه لاحقا بعد سنوات بعد اختزنت الذاكرة صورته وملامحه انه الاستاذ احمد محمد الحسن،، صرت اختلق الأسباب لاذهب سوق الرابعة لاتفرس في ملامح ذلك الشخص الذي لم اره يوما منهزما او ضلت عنه حجة او منطقا رغم عدم معرفتي ايضا بما يدور وعمقه الا ان اللافت ان هنالك ادبا وسلوكا مختلف عن جميع الحوارات التي كانت تدور،، وتمضي بنا الايام حتي اصادف في العمل جمهوريا شدني اكثر لهذا المجتمع وهو الاخ سعيد علي بابكر،، لتشئ الاقدار لاحقا في معرفة منزل استاذ عبداللطيف نفعنا جميعا بجاهه العريض و تتكرر زياراتي وحضور الجلسات واحياء الذكري السنوية،، حتي يقدر الله امرا كان مفعولا والتزم الفكرة في حضرة الاستاذ ابراهيم يوسف،،
وهنالك اهات وشجون في القلب
شاع الدين محمدنور عمر
امدرمان _ الثورة _ الحارة السابعة

Post: #169
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-06-2021, 06:10 AM
Parent: #168

كتبت الأبنة مثاني محمد الفضل عن عمتها الراحلة الأستاذة الزينة أحمد الطاهر بكر

موعدكم يوم الزينة يوم يحشر الناس ضحي
ماأجمل إسمك ومعناك وسمتك
زينة وعاجباني
عمتي الحبيبة الي رحابك القدس وبرزخك النور وعالمك البهي الأسني وضريحك المعمور
سرج الملائك حولها وبشائر الأمر العظيم
رحلت بهدوء وعشت بهدوء ورزانه تبعثين الاطمئنان بمظهرك ومخبرك أبتسامتك الوضاءة وروحك الطفولية البريئة وهذه من كبريات النعم وفضله يعيدنا لجنة الطفولة
طاهرة الثوب والبدن نقية مصلية دينه خيرة محبة. تري هل أخبرتك يوما أنني أحبك حبا يفوق التصور؟ هل أخبرتك يوما أنك منشدتي المفضلة؟ هل أخبرتك يوما أنني كثيرا ماأشفق علي نفسي من لحظة كهذه لحظة رحيلك رغم أن الموت قدر مخفي عنا لك أم لي ولكن أدرك تماما أنك إن رحلت قبلي فسوف تخلفين فراغا في القلب والروح لن يملأه أحدا سواك ياحبيبتي. عمتي وأختي وصديقتي أهدني من صفاتك الجميله ولو النذر اليسير أهدني منك صفاءً أهدني منك حياءً أهدني منك أدبا أهدني منك تواضعاً خل لي منك حضورا من قريب أو بعيد.
ترنمي لنا بقصائدك المعتقة سلام أيها الانسان
شوقوني الاقوام.. ياربي عناية... حدثوا عني حديث الغرام.. أنت فينا تصطفينا ...وكتبك التي تلازمك ولم تفرطي يوما في تصفحها
رسالة الصلاة وطريق محمد وتطربين لسماع القران بصوت المجموعة وتحفظينه تعيشين في محراب معتق مقدس وكانه صومعة راهب
يخلع عندها النعلين.
حبيبتى الذاكرة المذكرة القائمة الحاضرة لاأستطيع وصفك وشرحك فمعناك شرحو يطول غيبك الموت ولكنك ستظلين حاضرة في قلوبنا ووجداننا وستظل ذكرياتنا الحبيبة الجميلة معك زادا نتفيأ ظلالك وونذكر عينيك الضاحكتين وطلتك المفرحة وروحك اللطيفة وثوبك الأبيض كقلبك. وداعا ماما الزينة معلمة الأجيال حبيبة الاطفال وداعاً حبيبتنا
فلترقدي بسلام راضية مرضية.
نأيتم فغير الدمع لم أر شافيا
سوي زفرة من حر نار الجوي تعلو
أخذتم فؤادي وهو بعضي فما الذي
يضركمو لو كان عندكم الكل

Post: #170
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-18-2021, 08:24 PM
Parent: #169

في وداع محرم عوض السيد الثائر على الفهم المتخلف للإسلام في جامعة الخرطوم


بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير
الجمعة 18 ديسمبر 2021

انتقل فجر اليوم الجمعة 18 ديسمبر 2021 إلى جوار ربه الأستاذ محرم عوض السيد حسن، بعد حياة عامرة بالعلم والفكر والعمل. وُلد محرم بقرية الشاعديناب من أعمال الدامر بشمال السودان، في العام 1954. وانتقل بمعية أسرته إلى مدينة بورتسودان بشرق السودان، حيث نشأ، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة كمبوني فيها. بينما درس المرحلة المتوسطة والثانوية بمدينة عطبرة. ثم التحق بجامعة السودان المفتوحة وتخرج بدرجة البكالوريوس في قسم الإعلام والعلاقات العامة. كما نال الماجستير في قسم العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، بجامعة الخرطوم، عام 1998م. كما أنجز أطروحته للدكتوراه، وكان على وشك مناقشتها. عمل مديراً لإدارة الإعلام والعلاقات العامة بهيئة الموانئ البحرية، بمدينة بورتسودان، وأستاذاً للإعلام بقسم الإعلام، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة البحر الأحمر.

المدينة الثائرة وتنسم محرم للفهم الجديد للإسلام

تنسم محرم الفكرة الجمهورية/ الفهم الجديد للإسلام في مكان نشأته بمدينة بورتسودان. وهي مدينة حُظيت بمكانة خاصة عند المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، صاحب الفهم الجديد للإسلام، كما تكشف عن ذلك زيارته لها، ومحاضراته العديدة فيها. كما شهدت المدينة وقائع كبرى أرخت لمحطات مهمة في مسار الحركة الجمهورية، وفي تاريخ المدينة. فعندما عبَّرت هذه المدينة عن الثورة المنظمة للمهمشين والرفض لمظالم المركز والمطالبة بحقوقهم، حيث شهدت انعقاد مؤتمر البجة/ البجا خلال الفترة (11- 13) أكتوبر 1958، كان محمود محمد طه من أوائل الذين كتبوا عنه، إن لم يكن أولهم. فقد نشر في 18 أكتوبر 1958 مقالاً بصحيفة أنباء السودان، تناول فيه مؤتمر البجة/ البجا، قائلاً: "أنا من الداعين للاتحادات الفدرالية لجميع مناطق السودان"، ونادى بإعطاء أهل الأقاليم من الحقوق، فوق ما جاء في توصيات ومطالب مؤتمر البجة/ البجا، لأنه، كما قال، "ولست أرى في مطالب مؤتمر البجة [البجا] ما يعين على حل المشاكل القائمة في منطقتهم"، وإن حل مشاكلهم، كما هو الحال في الجنوب والغرب، تتم بإقامة الحكم الذاتي لجميع أقاليم السودان، ومنح أبناء تلك المناطق الفرصة كاملة لإدارة شؤون مناطقهم. (للمزيد أنظر عبدالله الفكي البشير، محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان، دار باركود للنشر، الخرطوم 2021).
كما ارتبطت مدينة بورتسودان، بالكثير من الوقائع والمحطات والمهمة في مسيرة الحركة الجمهورية، وفي تاريخ المدنية، وقد فصلنا ذلك في كتابنا: الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، دار باكود للنشر، الخرطوم، 2020.
نشأ محرم في هذه المدينة الثائرة، ومن ميادينها، وفي شوارعها، وتحت سمائها، تنسم الفهم الجديد للإسلام، وأصبح جمهورياً من تلاميذ محمود محمد طه، فأمتزج الفكر الثوري مع المكان، فتجلت ثورية محرم، حينما قدم دارساً لدرجة الماجستير بجامعة الخرطوم، ولم يكن يدري بأن جامعة الخرطوم، كانت، ولا تزال، ثورة مضادة للفهم الجديد للإسلام.

محرم يُعبر عن ثوريته عبر قناعاته الفكرية وجامعة الخرطوم تمثل ثورة مضادة
نكبة جامعة الخرطوم المؤسفة

سأورد قصة مؤسفة حدثت مع محرم في جامعة الخرطوم، أثناء امتحانه لنيل درجة الماجستير. فالقصة تُعبر بفصاحة عن حاجتنا للثورة الشاملة من أجل إحداث التغيير الجذري، كما تؤكد القصة بأن ثورة ديسمبر المجيدة التي نشهدها الآن، ليست ثورة على نظام الإنقاذ فحسب، وإنما ثورة على السائد والمألوف وعلى المنظومة المعرفية، تستوي في ذلك مؤسسات التعليم وهياكل الدولة الموروثة من الحقبة الاستعمارية. وهي أيضاً ليست ثورة على الإسلام السياسي، فحسب، وإنما ثورة على الفهم المتخلف للإسلام، الأمر الذي نجده متمكناً في عقول الكثير من القادة، ومكيفي الرأي العام، ومتمكناً كذلك في المؤسسات التعلمية، ولم تكن جامعة الخرطوم استثناءً في ذلك.
لقد سبق وأن جاءت هذه القصة في كتابنا: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، دار رؤية للنشر، 2013، في الصفحات: 823- 828. وقد نُشرت في الكتاب بموافقة محرم. وكنت قد أجريت معه العديد من المقابلات في شهر يناير 2013، كما هي مفصلة في الكتاب. وأنشر القصة الآن كما جاءت في الكتاب.

رسوب الأكاديميا السودانية في امتحان الأستاذ محمود
حينما يتلاشى مبدأ إظهار الحقيقة ونشرها

وصلت أثناء رحلة البحث والتنقيب من أجل هذا الكتاب [صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ]، إلى رسالة ماجستير موسومة بـ: التطورات الدستورية لنظام مايو 1969م-1985م، قدمها محرم عوض السيد حسن، في قسم العلوم السياسية، كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، بجامعة الخرطوم، في العام 1998م، وكانت بإشراف البروفيسور محمد نوري الأمين. قادتني هذه الرسالة إلى الوقوف على ما يؤكد صحة ما أزعمه في موقف الأكاديميا السودانية من الأستاذ محمود، ليس في عدم الإشارة للأستاذ محمود وكتاباته فحسب؛ وإنما في صنوف العمد في السعي لتغييبه وتجاهله. فالتغييب والتجاهل رسوب في امتحان إظهار الحقيقة ونشرها ومن ثم تزوير في تاريخه واستمرار في تشويه سيرته. غني عن القول إن السعي من الأكاديمي والهيئة الأكاديمية إلى التغييب والتجاهل، هو أمر يجافي الأخلاق العلمية والمسؤولية في مبدأ اظهار الحقيقة ونشرها. قبل الإجابة على السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموقف وهو: كيف قادتني هذه الرسالة لتأكيد صحة ما أزعم تجاه الأكاديميا السودانية؟ أقف على ما تناولته رسالة الماجستير من موضوعات، وما هو موقفها من الأستاذ محمود، خاصة وأن الأستاذ محمود كان حاضراً في الموضوعات والأحداث التي تناولتها. لقد لاحظت أن الرسالة تناولت موضوعات تعد من أهم الموضوعات التي كتب عنها الأستاذ محمود وتلاميذه، وبرغم ذلك لم تناقش ولم تورد آراء الأستاذ محمود، فقد تناولت الرسالة: تعريف الدستور والنظام الإسلامي والدستور الإسلامي، والقوانين الإسلامية وتأثيرها على القواعد الدستورية، والحركة الإسلامية في السودان، وأثر القوانين الإسلامية... إلخ. وهذه من أهم الموضوعات التي كتب عنها الأستاذ محمود وتلاميذه. فقد درست الرسالة هذه الموضوعات وغيرها من خلال ستة فصول، فقد تناول الفصل الأول: " التطورات الدستورية لنظام مايو"، والفصل الثاني: "كتابة الدستور الدائم لعام 1973م"، ووقف الفصل الثالث على: "التطورات التشريعية في فترة مايو"، والفصل الرابع على: "التطورات الدستورية في مجال الحكم المحلي"، وعالج الفصل الخامس: "القوانين الإسلامية وتأثيرها على القواعد الدستورية"، والفصل السادس تناول: "إعلان القوانين الإسلامية (1983م)"، أما الفصل السابع فقد تناول: "أثر القوانين الإسلامية"، والفصل الثامن وهو الأخير فقد تناول: "معارضة القوانين الإسلامية (سبتمبر 1983م)". هذه الرسالة ومن خلال ما عالجته من موضوعات ونسبة لكثرة ما كتبه الأستاذ محمود والإخوان الجمهوريون في هذه الموضوعات، فإنه من الناحية العلمية ليست هناك فرصة في أن تتجاوز الأستاذ محمود وتتجاوز كتاباته ومواقفه. غير أن الرسالة تجاوزته وتجاوزت كتاباته وكتابة الإخوان الجمهوريين ولم تأتِ إلا بكتاب واحد هو: لماذا نؤيد ثورة مايو. معلوم كما ورد آنفاً أن الأستاذ محمود كتب ونشر باكراً وكثيراً عن الدستور والقوانين الإسلامية ...إلخ. كما أن الفصل الأخير من الرسالة والذي تناول معارضة القوانين الإسلامية، فغني عن القول أن الأستاذ محمود وتلاميذه كانوا أكثر المعارضين للقوانين المسماة إسلامية من غير وجه حق (كما هو دأب الأستاذ محمود وتلاميذه في نعتها)، إلى جانب أن الأستاذ محمود حكم عليه بالردة عن الإسلام وأعدم في ظل تلك القوانين الإسلامية، والإسلام منها براء.
الآن إلى الإجابة على السؤال الذي ورد آنفاً، كيف قادتني رسالة الماجستير هذه إلى تأكيد صحة ما أزعم، وهو أن الأكاديميا السودانية في موقفها من الأستاذ محمود لم تقف عند حدود عدم الإشارة إليه فحسب؛ وإنما سعت سعياً متعمداً إلى تغييبه وتجاهله. لم أكن أعلم أن الطالب (آنئذ) محرم عوض السيد حسن الذي أعد رسالة الماجستير هو من تلاميذ الأستاذ محمود، وحينما علمت [من الأستاذ عيسى إبراهيم] أنه من الجمهوريين، زادت دهشتي واستغرابي، فسعيت إلى الوصول للطالب. وبالفعل وصلت إلي الطالب وأجريت معه مقابلة مطولة. سألته عن رسالته للماجستير وكيف أنها تناولت موضوعات تتصل بشكل مباشر بكتابات وآراء الأستاذ محمود ومواقفه، وبرغم ذلك لم تتضمن مناقشة لآراء الأستاذ محمود أو إشارة لكتاباته؟ كما تناولت الرسالة القوانين التي حكم في ظلها على الأستاذ محمود بالردة عن الإسلام وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه، وبرغم ذلك لم تتناول الرسالة مواقف الأستاذ محمود وآراءه. حكى لي الطالب (آنئذ) محرم عوض السيد حسن عن قصة رسالته للماجستير بتفصيل، فأفادني أولاً بأن هيئة رسالته للماجستير لم تكن على ما هي عليه الآن. فالنسخة الحالية هي نسخة ثانية. فقد كانت الرسالة في بادئ الأمر متناولة للعديد من آراء الأستاذ محمود ومواقفه من الدستور الإسلامي، وتحدثت الرسالة عن نقد الأستاذ محمود للدستور الإسلامي، وناقشت الرسالة الكثير من أطروحات الأستاذ محمود وهي تناقش تعريف الدستور، والنظام الإسلامي والدستور الإسلامي، والقوانين الإسلامية وتأثيرها على القواعد الدستورية، والحركة الإسلامية في السودان، وأثر القوانين الإسلامية... إلخ. وكان كل ذلك بدعم وسند من المشرف محمد نوري الأمين. أيضاً كان الإهداء في الرسالة ليس كما هو عليه الآن. وأضاف محرم عوض السيد حسن قائلاً: إنني كتبت في النسخة الأولى إهداءً مختلفاً عما هو عليه الإهداء في النسخة الحالية، والتي نلت بموجبها درجة الماجستير، لقد كتبت في النسخة الأولى النص التالي، ثم تلا لي محرم عوض السيد حسن نص الإهداء، يقول محرم في إهداء رسالته:

إهداء
إنما يهدي هذا العمل المتواضع إلى شهيد الفكر.
والدي العزيز
الأستاذ محمود محمد طه
"والذي بذل روحه فداءً لهذا الشعب العظيم في عهد عدم التسامح الديني وقد كانت آخر عباراته (اللهم أغفر لهم فإنهم لا يعلمون)".


فما الذي حدث؟ الذي حدث هو أن الطالب أنجز رسالته للماجستير وجاء في يوم المناقشة. معلوم أن جامعة الخرطوم تأخذ بنظام المناقشات المغلقة للرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراة)، إذ لا يكون في القاعة سوى الطالب والمشرف والممتحن الداخلي والممتحن الخارجي. حضر الطالب محرم عوض السيد حسن، والمشرف محمد نوري الأمين، وكان الممتحن الداخلي محمد عثمان أبو ساق، والممتحن الخارجي عون الشريف قاسم (1933م-2006م). ومنذ الوهلة الأولى عبر عون الشريف وهو الممتحن الخارجي عن اختلافه وعدم اتفاقه مع الطالب وكذلك الممتحن الداخلي، في ما أورده الطالب من آراء ومواقف للأستاذ محمود وفي ما قدمه من حجج وبراهين، واختلف عون الشريف مع الطالب حتى في نص الإهداء. واجه الطالب هذا الاختلاف مع آرائه والرفض لما قدمه من حجج وبراهين، من قبل الممتحنين الخارجي والداخلي، ولكنه لم يستطع اقناعهما. تشاور الطالب محرم والمشرف محمد نوري الأمين والذي كان مسانداً للطالب، ولكن الأمر الواقع هو أن هناك ممتحناً خارجياً وداخلياً غير مقتنعين. لم يكن أمام الطالب (إن أراد نيل درجة الماجستير)، سوى إعادة كتابة الرسالة وتعديل بعض محاورها والآراء الواردة فيها، وإلغاء وحذف الأجزاء التي أشار إليها الممتحنان الخارجي والداخلي، بما في ذلك الإهداء المشار إليه أعلاه، حتى يستطيع اقناعهما. الشاهد هذا ما حدث، أعاد الطالب كتابة الرسالة وقام بإلغاء الأجزاء المختلف والمتحفظ عليها، وحذف نص الإهداء للأستاذ محمود، وكتب إهداءً آخر كان لوالديه، ومن ثم تمت إجازة الرسالة ومنح الطالب درجة الماجستير. ماذا نسمي هذا؟ أين أهم مبادىء الأكاديمية، وهو مبدأ إظهار الحقيقة ونشرها؟ أين الأخلاق العلمية؟ أين الشرف المهني؟ ما هو أنسب وصف يمكن أن نطلقه على هذه الحالة؟ أليس في هذا نموذج ناصع على انحراف الأكاديميا السودانية عن أهم المبادئ الأكاديمية، وهو مبدأ إظهار الحقيقة ونشرها. أليس هذا تماهياً مع الفقهاء وتبنياً لموقفهم من الأستاذ محمود؟ الشاهد أن الغرض الأساسي من كتابي هذا هو محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة، والمساهمة في دراسة مواقف الأكاديميا السودانية من الأستاذ محمود بما يخدم شرف السجال، والوعي بموضوع الأستاذ محمود، والتنوير بحقيقة المواقف من مبدأ إظهار الحقيقة ونشرها، والسعي لتفكيك رموز الأزمات وأبعادها من أجل أن ندخل على المستقبل بمعاني الورع العلمي وقيم الأخلاق والعدل والحرية.
الشاهد أن هذا الإغفال والسعي لتغييب الأستاذ محمود وتجاهله لا تكتمل صورته إلا بالوقوف على كتب مؤرخي الحركة الوطنية السودانية، ودراسة كيفية معالجة المؤرخين لدور الأستاذ محمود في الحركة الوطنية. ولعل دراسة كتب مؤرخي الحركة الوطنية لا تكتمل صورتها إلا بدراسة مذكرات معاصري الأستاذ محمود، باعتبار أن المذكرات مصدر تاريخي مهم، فكيفية معالجة تلك المذكرات لدور الأستاذ محمود في الحركة الوطنية يسهم في دراسة أبعاد هذا التجاهل والإغفال. لقد خصصت الفصل السادس عشر من هذا الكتاب لدراسة موضوع: "الأستاذ محمود في مذكرات معاصريه". كذلك لا تكتمل صورة موضوع الأستاذ محمود والأكاديميا السودانية إلا بالوقوف كذلك على إصدارات الأكاديميين في العلوم السياسية والفكر الإسلامي وغيرها من المجالات التي كان للأستاذ محمود فيها حضور قوي وأصيل وباكر. وهذا ما سأتناوله في الفصل القادم وهو بعنوان: "الأستاذ محمود والأكاديميا السودانية: دراسة في نماذج من كتب المؤرخين والأكاديميين". (للمزيد أنظر: عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، مرجع سابق).



عبد الله الفكي البشير
الجمعة 18 ديسمبر 2021
الدوحة- دولة قطر

Post: #172
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-12-2022, 12:57 PM
Parent: #170

في ذكرى رحيل عمر علي أحمد تروّس
A letter to my grandpa - Jan 11.2022

Last year I was lucky enough to be close to you on this date with Buthina Terwis and Mony. It always brings me joy to visit you and this last visit especially I was filled with more happiness seeing the nature around you. On that trip I got to meet the last people who were with you and they told me the story of how you passed and your last day with them. I ofcourse couldn't hold back the tears that filled my eyes and maybe that will never go away. I just hope you know that they're not always sad tears but as they were telling me the story the room was filled with so much ro7/spirit. It was beautiful to hear of how you were still making them laugh during your last moments, how unexpected it all was and how grateful they seemed to have been around you. It filled me up with unexplained feelings and emotions but mostly I was also grateful to get to know the individuals who were around you last, better.

When we were looking through some of your things still left at the house, mama came across the book Little Women that I gifted you in 2005. You always had such a great appreciation for strong women in your life which is why that gift was so fitting. I don't actually remember giving this to you but at that moment I was grateful for my mom who taught me to date my gifts and cards. Little Women is still also one of my favorites and funny enough mama was watching it the other day forgetting we had watched it in theaters 2 years prior when she visited me in London.

I always get so sad going back to house and not seeing your study there anymore but I was surprised to see it relocated to it's new home at the Mahmoud Mohamed Taha Centre. It was such a feeling going in there and seeing your books and that particular grey cabinet and your papers filling up the place. You truly were everywhere this past trip. - On the door it reads The Library of Omer Ali Terwis (The Lawyer).

14 years, you're always in my thoughts. I hope every year I learn something new about you or carry on a new memory. I miss you everyday and I love you forever.

فاطمة خالد المهدي/ بثينة تروس

Post: #173
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-13-2022, 06:22 PM
Parent: #172

الأستاذ محمد أدروب أوهاج
كان أستاذي بمدرسة كسلا الثانوية منذ عام 1966 والى أن تخرجت منها 1969 .. كان أستاذا للتاريخ ..يدرس التاريخ بصورة تختلف عن بقية الأساتذة الآخرين .. لايحكيه كما تفعل الحبوبات والأمهات ..حصة التاريخ عنده وقتا للحضور وإعمالاً للفكر خلافا لما عليه العادة عند الآخرين من الأساتذة التى تكون حصصهم مجالا للنعاس والنوم والسرحان.. يشرك الطلبة فى مناقشة الوقائع التاريخية والى تحليلها كما يفعل الدكتور طه حسين عند تقييمه للأحداث التاريخية ..يقف محايدا لا يشعر الطلبة بأنه يميل الى هذا أو الى ذاك , وإنما يترك الباب مفتوحا لكل طالب يبني رأيه ويتخذ موقفه من القضايا حسب فهمه وتأثير السرد التاريخي وتحليله عليه .. كنا نجله ونقدره ونحترمه ..
كان مشاركاً فعالاً في كل الندوات والمحاضرات التي تقام في المدرسة .. فقد كانت كسلا الثانوية في ذلك الوقت قبلة المجتمع الكسلاوي بكل أطيافه المختلفة لما تقدمه من رياضة ومسرح وندوات ثقافية ودينية وسياسية ,وقد أثري هذا النشاط وجود طلبة رمبيك الثانوية معنا في نفس المباني لمدة عامين دراسيين.. في كل محاضرة تقام كنا ننتظر مشاركة الأستاذ أدروب ,وهو صاحب الرأي القوي الهاديء, والتفكير المسدد المستقيم .. لايعرف الإثارة ولا المهاترة ولا الإستخفاف بالآخرين .. لايثور ولا ينفعل مهما كان ثيرمومتر الندوة من العلو والسخانة .. وأستحضرني في هذا المجال الندوة التى أقيمت تقييما لكتاب أخرجه الدكتور ( حاليا) محمد أحمد محمود والطالب آنذاك ,عن الديمقراطية .. ووجد هجوما عنيفا من جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الأخ يحى حسن ( الجمهوري حاليا) وكادت الندوة أن تصبح تهريجا يفيض بساقط القول لولا مشاركة الأستاذ أدروب الهادئة الموضوعية التى إستطاعت أن تعيد الندوة الى مسارها الفكري الصحيح ..
سافرت معه الى الخرطوم – ضمن الطلبة المسجلين فى جمعية التاريخ – نزلنا بداخلية الخرطوم الثانوية وزرنا كل المواقع الأثرية .. كانت هي المرة الأولى التى أركب فيها القطار والأولى التى أزور فيها الخرطوم وبالطبع الأولى التى أزور فيها جامعة الخرطوم ..كان يحدثنا في القطار عن بعض القصص التاريخية العظيمة عن المهدية , ولجمال سرده , ولطافة خلقه , فقد كنا نتحلق حوله نستمع بنشوة عارمة حتى يتنفس الصبح..
كان يسكن بالقرب من منزلنا , عليه الوقار والسكينة ..يحترمه الجميع لإستقامته وجمال خلقه ..نذهب خلفه لصلاة الجمعة بمسجد أنصار السنة وهو مسجد يضج بالحديث من الخطباء وكنت أمني نفسي بأن أسمعه يتحدث ولكنه لم يفعل ولا لمرة واحدة .. وبعدها عرفت الحكمة من صمته .. لم أكن أتصور أن هناك من يفكر ويتحدث أحسن من الأستاذ أدروب ..وإعتبره مفخرة للسودان وأشكر الله على حظي الحسن فى أن أكون أحد تلاميذه ..
عندما إلتزمت في 6/1/1972 وجدته قد إلتزم قبلي ولا أعرف حتى الآن متى إلتزم.. وفرحت به فرحا عظيما وعلمت أن مثله لابد أن يكون مصيره الى الفكرة الجمهورية ..ورغم أنه يعتبر من القياديين إلا أنه يلتزم الصمت وقلة المشاركة فى الندوات فى غالب أحواله .. كنت أتصور حسب معايشتي له في أيام الدراسة أن يكون رقما مميزا وسط الجمهوريين وتكون له مشاركة واضحة في النشاط الفكري وأن تستفيد الفكرة من موروثه الكبير في علم التاريخ .. ولكنه آثر أن يكون جمهوريا مراقبا , مشغولا بنفسه وسلوكه وبعيدا عن الأضواء فى الندوات والمحاضرات وتحرير الكتب..كتب الباشمهندس جبريل محمد الحسن


Post: #174
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-24-2022, 04:23 AM
Parent: #173

كان روحا عبقريا
/://
عن الراحل الأستاذ هاشم فتح الرحمن الحسن محمد كتب د. فتح الرحمن ابراهيم فتح الرحمن

[23/02, 18:15] فتحي ابراهيم فتح الرحمن: رحمه الله تعالى ...هاشم ...
روح الطفل وعفويته وعبقرية الشعراء وتوقدهم وابتسامة الاسرة وراوي نكتتها في اجتماعتها ...هاشم القصة الشيقة وحاكيها والاثارة في التشبيه والتمثيل عندما ينداح في سرد قصصه وذكرياته ....
ما زلت امسياته في بيتنا بجبرة حين اقام معنا ردحا من الزمن وكم كان جميلا هذا الزمن فعندها يكون البيت كله ملتف حوله ويحلو السمر حتى اخر لحظة من الليل وتباشير الصبح قد ازفت وصوت ابوي رحمه الله ( ما تنوموا يا هاشم ...) ..( يا اولاد خلاص الواطة اصبحت ) كان يشمله ابي بكلمة يا اولاد وهو يصغره فقط ببضعة اعوام ولكن ابي كان يعامله كانه ابنه لا اخاه وكنا نحن نعتبره اخينا لا عمنا فعندما يغيب عن البيت ويسيح في (الثورات) حيث منازل رفاقه واصدقاءه كان ابي رحمه الله هو الذي يبحث عنه ويجده غائب في ملكوت اصحابه واذكر انه ( ابي ) يقول هاشم انا عارفه لو ما (فتشت عليه انا ما بيجي )...نعم كان كذلك هو ...
اذا انشغل في امر ينسى نفسه كالطفل تماما وينسى ما حوله ... وبعدها يظهر هاشم فيعود للبيت بشاشته وعنفوانه من جديد ..كم كنت احبه ...
وهاهو الان غادرنا الى الجهة الاخرى حيث ابي ..شقيقه وابيه ...فاي اشواق حملها له معه واي سلامات وتحيات اخذها دون وداع ...اسال الله ان يجمعهما جميعا في مستقر رحمته وظلال عفوه وغفرانه ....وعمتي فاطمة وعمتي مريم وعمي عبد الوهاب وعمي عطا سلمان وعمي علي خلف الله واخي محمد عبد الوهاب واختي هدى وحبوبتي ام الخير وجدنا فتح الرحمن ...واعمام وعمات لم نراهم ولكن سمعنا بهم عمتنا نفيسة وعمنا قسم ...

ما اطول القائمة بهناك وما اتفه هذه الحياة واحقرها ...

اسال الله ان يجمعنا بهم جميعا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...وذرياتنا واهلنا جميعا واحبابنا والمسلمين ...فجناته واسعة ..طيبة ..ورحمته اوسع وارحب ...

كنت حابي احكي عن كيفية رواية هاشم للاحاجي والقصص وكيف انه يغير صوته حسب شخوصها وابطالها وحسب المواقف فيها وكيف انه كان يتغنى بكلمات اغانيها ويترنم بكلمات اشعارها ..ما يزال في اذني صوته ..

جاتنا بنية شايلة صحينا وسط الحلقة ختته لينا ...
ناكلها جت ..ناكلها جت ..
يا اب عوينات عفينة ما تكابس خلو لينا ..
ناكلها جت ..وناكلها جت ...




ايضا ...صوته وهو يغني
يسلم لي خال فاطنة ليهم بلالي ..البدرج العاطلة ...
يسلم لي خال فاطنة ...ويا خريف الرتوع ...اب شقة قمر السبوع ..خال فاطنة ..ليهن بلالي ...

واخرى... واخرى ...واخرى .



سلسلة طويلة من القصص والروايات والتنغيم والتشبيه ....


الحكاوي كثيرة والمواقف عديدة والاخبار عن هاشم جمة ومكانه شاغر لا يسده احد وفقده ليس كفقد كل انسان ...ولا يسعني المنشور والحزن والدموع ان اسرد كل ما اعلم واعرف عنه او ما احس به تجاهه وكيف اجد طعم موته في لساني وروحي وعقلي وقلبي ....

اسال الله ان يرحم خال فاطنة وابو فاطنة وجد فاطنة ..وان يتقبله ..وان يصبر فاطنة وامها واخوتها
ويوفقهم ويسددهم وان يحفظهم..
...وان يصبرنا ويسلينا وما ظننت اننا نسلو ذكراه وذكراهم ...

هاشم ...

الله اغفر له وارحمه اللهم تقبل منه واقبله ..اللهم يجيئك ببضاعة احسبها غير مزجاة وبخصلة اعلم انها اكثر الخصال في الرجحان عندك وهي منجية ....الا وهي حسن النية وصفاء القلب ....وهاشم عنده منها الكثير ...فاقبلها منه يا رب ووسع له قبره بها وافتح له الى الجنة بابا بها واجزه فوق الصراط بها ....وادخله يوم القيامة اعلى جنانك بها ...يا كريم يا جواد يا لطيف لما تشاء ..

ودعنا هاشم اليك بغير وداع فاستقبله خير استقبال يا رب ...واحسن وفادته ورفادته عندك ...

وارحم جميع ابائنا وامهاتنا واهلينا ومن له حق علينا وجميع المسلمين ..يا رب العالمين ..

اللهم سالناك فاستجب ..

اللهم امين ..
[23/02, 18:16] فتحي ابراهيم فتح الرحمن: في رثاء عمي الغالي الحبيب هاشم فتح الرحمن ..رحمه الله تعالى ..

فهو اخر اعمامي وابي من بعد ان فقدت ابي وقد بعدت بيننا المسافات ....


كتبتها على عجالة ويغلبني حزني ان اتمها او انسقها ...


فالى النص :---



اشاقك برق ام حدا بك شيق ....ففيم تناجي الليل والبدر مطرق

ولست ارى اثار ماء وركوة ولا قمت تدع الله بالدمع تبرق

كلا ولا يختال في القلب من سهى ولا بات يسبيك الدلال المشوق

وباغت ايام الرحيل بلا هدى تخاطف عمري فيه غرب ومشرق

فقال اتاني في بعادي ووحشتي وغربة ايامي انين مقلق

وصوت بكاء ما يزال يعودني اميز فيه زفرة ثم يشهقوا

لهذا تراني بت سهدا مفزعا واسال من في النعش والناس حلقوا

ومازال يعطيني عزاء وسلوة باني محفوف باهلي ومن بقوا

فيا ليت ما قد جاني نعي هاشم يكون كذوبا او مزاحا يصدق

ومن في الناس في لطف هاشم اذا جلسوا يوما وقالوا وحدقوا

ازيد ومن في الناس في ظرف هاشم اذا غرفوا من بحره ثم افرغوا

ومن في الناس مامون الجوانب مثله اذا اشتجروا يوما وللشر اطلقوا

وكنت امني النفس يوما لقاءه وقد غاب من دنياي درعي المطرق

فكان ابي من بعد ما راح والدي واصبح مدخورا وجدبي محقق

فيا اسفي كيف اجتاله الموت مسرعا ولم يتمهل في الرضا يتوثق

سقى قبره الرحمن من كل جانب وامطره الرحمات حتى يغرق

فيا لهف نفسي هل بيوم ازورهم واسكب دمعي فوقهم ثم اشرق

وهل تكحلن العين من ارض بلدتي بترب زهيد او بماء تدفق

وهل انسمن من ريح اهلي نسمة وهل يعرفني الدوح ذاك المنسق

فما طاب قلبي ان يفارق صحبتي ولا بلدي يوما ولا ان يحلق

اسائل ربي ان يجمع شملنا وال وصحب عند قصر تجوسق....



ابنك المحزون فتحي يا هاشم
[23/02, 18:16] فتحي ابراهيم فتح الرحمن: كنت اقلب اوراقي فوقعت عيني على مرثية كتبتها للغالي علينا جميعا عمي هاشم فتح الرحمن الذي فقدناه وفجعنا برحيله المفاجيء والغير متوقع ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا ..انا لله وانا اليه راجعون

Post: #175
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-24-2022, 07:28 AM
Parent: #174

كتب الباشمهندس الأستاذ عبدالله فضل الله عبدالله على صفحته بالفيسبوك
*هَوَاشِمُ كُثْرُ !!*
اليوم 23 فبراير 2022م
يوافق مرور عام على انتقال
أخي أستاذ هاشم فتح الرحمن..
وقد اتفق لي أن كتبتُ، كتابة، عنه،
في نفس اليوم، الذي وارينا جُثْمَانَهُ الثَّرَى..
وكان من المفترض، أن تُنشر في اليوم التالي، لانتقاله، غير أن تصاريف الأمور، وتقلُّباتها، صرفتني، فلم أتمكن، من النشر، حينها..
واليوم، وأنا أُقَلِّبُ في مفكرتي، فإذا بي، أمام:(هَوَاشِمُ كُثْرُ !!)
كان ذلك عنوان مقالي الذي قُدِّر له، أن يُشارِك - بعد عام - في ذكرى انتقاله، اليوم.. ولكل شئ في الزمان وقته...
فقد كتبتُ، في ذلك:
أخي هاشم فتح الرحمن !!
بل، أنت، عندي، هَوَاشِمَ كُثْرُ !!
من الجمال، والجلال، والكمال !!
بل مِن أريج نسمات (الفتح)
فتح الرحمن !!
بل فُتُوح الرحمن !!
وللرحمن ثنائية: جمالية، وجلالية
تَنحُو، نحو مَنَاحِي الكمال !!
الذي طالما عطَّرَتك، مثانيه، يا أخي هاشم، ب(نسمات هواها)
حتى اضحت:-
(نسمات هواك) !!
ونسمات هواك، لها أرجُ..
تحيا، و(تعيش) بها، المُهَجُ !!
أما أن (تفيض)، بها (المُهْجُ) !!
إلى بارئها !!
كما بلغنا فيضُ مهجتك !!
وفيضها، أمر جلل !!
ولكن في الله،
عنه عِوض.
فقد كنت أجد، نفسي، وأنا استمع إليك في الكثير من لقاءآتِنا، المنفردة، المتفردة - وما أكثرها - ونحن نُدَنْدِن دندنات، "سُلطانها" !!
ما أنزل الله به،
من سلطان !!
في مجاليّ الأغاني، والمعاني:
والأغاني تُظهِر دقائق المعاني !!
كما تُظهِر ، المباني،
أسرار، الرسم المعماري !!
ِولَكَم وقفنا، يا أخي هاشم،
بالديار، التي نُحِبها..
نُحيِّي:
الأربُعَ الدُرُسَا..
وقد أجنَّنَا، ليلها،
فَسَتَرَنَا بِظُلْمَتِهِ، المتوحشة
فأشعَلْنا أقباسا، بحاجتنا إليه،
تلك الحاجة، المُضَمَّخة، بالأشوق، في ظَلمَائها الدامس، الدَاج..
(وإن أجنَّكَ ليلٌ !!
من !! توحٌُوشِها
فاشعل، مِن الشوق،
في ظلمائها، قبسا
و(توحُشِها) !! توحُش !!
لا يعين على إستئناسه،
غير قرآن الفجر :(إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)..
ومهما يكن من أمر،
فقد اتصل بي،
أخي أبو عبيدة (السعيد)،
بصوتٍ حزين
لِيعزيني، وأعزيه،
في فقدٍ مُرٍّ،
كفقدك، يا هاشم..
ثُمٌ لِيتأكد من احتفاظي،
ب(لَامَّات) الكفن الثلاثة..
ولاحتفاظي باللامَّات، قصة..
سأرجع إليها، لاحقاً !!
اتَّفَقَ معي أبو عبيدة،
أن يَغشاني، بالمنزل،
ومن معه، من أخوان ود البخيت..
انطلقت بنا عربة أبو عبيدة،
وبداخلها الإخوان يس صالح،
د. عادل خضر، ومحمد احمد الحاج،
وزوجتي انشراح عبدالله عجيب،
وبنتي ايثار، وشخصي..
واللَّامات الثلاث..
وعند وصولنا المنزل،
وجدنا أن الجسمان قد وصل..
مصحوباً ببنات هاشم:
فاطمة وآمنة، وعائشة،
وابنه محمد، ووالدتهم آمال..
كما وجدنا دكتور محمد الأمين
عبدالرازق، في انتظرنا..
وكانت هناك وصية أخي هاشم
بأن يشرف أخوانه الجمهوريين،
على تجهيزه، وتكفينه، والصلاة عليه
وبفضل الله، ثم بفضل الوصية،
لم يكن هناك أعتراض يُذكر..
ونحن نناقش، في إعلان مواعيد الدفن،
اقترح أحد أقرباء هاشم،
الساعة السابعة، صباح يوم ٢٤/٢/٢٠٢١م
فوافقناه على ذلك..
ويبدو أن قبولنا، لاقتراحه،
بتحديد مواعيد الدفن،
شجعه على أن يقترح
أن يتم الدفن بمقابر فاروق،
مُعللاً سبب الاقتراح
بأن إخوانه، وبعض أقاربه
مقبورين بمقابر فاروق..
فلما أخبرناه بِبُعد المشوار،
وأنو الأقرب أن ندفن بالبكري أو أحمد شرفي..
اعترض على الاقتراح،
وأكد اقتراحه السابق
بحجة أن إخوان هاشم بمقابر فاروق كما قال..
فقلنا له : " أن أخوانه برضو
مقبورين هنا، بالبكرى، وبأحمد شرفي.."
فتساءل باستغراب:
اخوانو منو المدفونين هنا ؟؟!!
قلنا له:- " أخوانه الجمهوريين !! "
فسَكَتَ، مندهشا، ولم يعلق..
فأثبت بسُكاته، وعدم تعليقه،
مستوى من المُرُونة، تُحمد له،
وربما أعانه، عليها، علمه بوصية هاشم..
وبالفعل فإن للوصية الواضحة،
في مثل هذه المواقف،
دورها الفعَّال، في إسكات المعترضين،
من أهل الجمهوريين..
وقد كان في تجربة أعتراض
أهل أستاذ عوض الكريم موسى،
نفعنا الله بجاهه، عند ربه،
وإصرارهم على تجهيزه،
ودفنه، مباشرة، وفي نفس أمسية وفاته،
وبدون تأجيل، مع علمهم بأن هناك إعلان صدر، بالدفن الثامنة صباحا - هذا الإصرار - أعان عليه، عدم وجود وصية بدفنه..
وقد استغرق إقناعهم،
بالتراجع عن موقفهم،
وبأن يتم الدفن، في صباح الغد،
زمناً طويلاً، وجَهداً، جهيداً..
ومهما يكن..
فقد شرعنا في تجهيز جسمان،
أخي هاشم فتح الرحمن..
وقد فَرَغْنا من غسله، وتكفينه،
عند الساعة الواحدة صباحاً..
وقد أتمَمنا ذلك، على أكمل صورة،
كُنا نَوَدُّها، ولله الحمد..
حضر التجهيز، علاوة على المذكورين أعلاه،
الإخوان: حيدر خير الله، ومحمد على وديدي،
ومحمد جعفر الصادق، وعلاء الدين بشير،
وكانوا قد جاءوا لتوهم، من المستشفى،
حيث مكَّنهم الله، من حضور لحظات
انتقال هاشم لبرزخه، الميمون،
بِمِنَّةٍ مِن الله، وفضلٍ،
ولَحاقاً بإخوتي الغُر الميامين، ممن سبقونا..
وعن مسألة احتفاظي بالكفن..
فقد توفي أحد أقربائنا
- زوج شقيقتي - بمستشفى
ابن سينا، وكان لابد لنا،
من مواراته الثرى، بقريتنا بالولي، فقررنا قبل ترحيله للقرية،
أن نغسله، ونكفنه، وقد سهل علينا،
هذه المهمة، والتي شرعنا فيها لتونا،
وجود أخي إبراهيم بركات، معنا،
والذي كان دائماً يحتفظ في منزلهم، بكفن..
فشجعني موقف بركات هذا، على أن أحذوا حذوره..
ثم أني لاحظت، أن الغالبية العظمة للاكفان، بالأسواق، مصنوعة من النايلن !!
وقد كانت وصية الأستاذ أن نُكفِن في الدبلان، ما أمكن..
والدبلان طبعاً قماش قطني 100٪
فصرتُ، ومنذ ذلك الوقت أحتفظ، بكفن، فإذا ما تم استعماله، آتي بآخر، والحمد لله..
ألا رحم الله أخي هاشم، ونفعنا بجاهه عند ربه.. وأنزله، منازل القرب، التي لا تتناهى، لا في الأبد، ولا في السرمد..
واجعلنا يا ربي، بفضلك حاضرين، عند موتنا.. وأجعل الموت، أحب غائب إلينا، وليس ذلك، على الله، بعزيز..
عبدالله فضل الله عبدالله

Post: #177
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-07-2022, 01:24 PM
Parent: #175

كتب أ. الطيب محمد الحسن:

رحم الله اخينا العزيز طيب النفس كريم الخلق صادق الانتماء عبدالمحمود عبدالمجيد عبدالمحمود.
التزم عبدالمحمود الفكرة منذ عام ١٩٦٧ في كوستي حيث كان يعمل
بالسكة حديد ويسكن في استراحة العاملين (جوار منزلنا) وهذه كانت بداية معرفته بالفكرة حيث كان بستمع ويناقش بهدوء واحترام كبير ومن فضل الله ان تصادف ذلك مع الفترة التي كان يقضي فيها الاستاذ (فترات) بكوستي ايام عمله الهندسي بالنيل الابيض حيث كان الاستاذ يستأجر منزلا (لم بكن بعيد عنا) يستخدمه مكتبا وسكنا ابان تواجده بكوستي٠٠٠ فصحبت عبدالمحمود للاستاذ هناك وعرفه انه اهله مقيمين بقرية ود نورالدائم (القرية التي انشأها الاستاذ محمد شريف ود نور الدائم جنوب الكوة). رحب به الاستاذ وكلمه قليلا عن التصوف والشيخ الطيب وتكررت زيارته معى للاستاذ٠٠.
كان عبدالمحمود كعادته قليل الاسئلة عميق الاستماع فقد كان مأخوذا وفرحا وهو يلتقي بالاستاذ وبالفكرة ٠٠٠ اثناء عمله بكوستي تزوج في قريتهم ود نور الدائم باختنا العزيزة فائزة عباس والتي التزمت معه الفكرة فكانت خير عون له٠ في مسيرتهما المباركة لم تطل اقامته فى كوستي حيث تم نقله إلى بورتسودان وهناك تواصل نشاطه مع الاخوان وحضر افتتاح دار الحزب وقتها هناك ثم نقل منها لسنار ثم لقسم ود مدني وعمل ناظر محطة في عدد من محطات السكة حديد إلى ان تقاعد بالمعاش واستقر بعدها بمدني ليواصل نشاطه فيها كان كثير الزيارة لنا
في كوستي بحكم وجود بعض من اسرتهم في ربك
من المواقف الحية له في السكه حديد انه رفض العمل في وظيفة كمساري تذاكر عندما انتدب لها وذلك ورعا من ان يصيبه قدر من رشاشها وكان ذلك مصدر دهشه من زملائه حيث لم يسبقه احد على ذلك.
قريتهم الاولى التي ولدوا وعاشوا فيها هي (ود نور الدائم) والتي انشأها الاستاذ محمد شربف نور الدائم ثم رحلوا بعدها الى قرية السبعة ود اللبيح.
تقبل الله اخانا عبدالمحمود باحسن القبول وانزله اكرم منزل وجعل البركة والخير كل الخير في اسرته اختنا فائزة وابنائها وفى اهله وفي الاخوان جميعا.

Post: #178
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-25-2022, 03:50 AM
Parent: #177

عن الأخ الراحل عبدالرحمن الضريس كتب
😭 ابكتني الابنه العروس منار


كنا نعتقد عندما جمعنا الضريس تحت سقف بيته، و هو يحضر شايه المميز (شاي الضريس) و يحاول جاهد ان يصنع من الشاي ما يكفينا جميعا، و يحرص على ان يقدم لكل منا الشاي في كبايته المفضلة، انه فقط يريد انا يطمئن بحضورنا، و يجمعنا هنا في حضرته لكي نكون على قرب من عينه و قلبه، و لكن جمعنا الضريس من أجلنا، احبنا من اجلنا، و سامرنا من اجلنا، جمعنا على حب و احترام، كان خفيف الظل يحب الفكاهة، بكل ادب و جمال، لا يستطيع للحظة ان يضحك على نكتة اذا كانت تجرح من كان حاضر او من كان غائب، من عرفه او لم يعرفه. عفيف اللسان، كان حريص على ان يكون سقفه سقف حب، و بنيانه امان، و شايه شاي رضا. جلوسه بأدب، جلسنا كلنا على راحتنا، من خلف رجله، و من ربعها، و فينا من كان يجلس على توتر، يحرك رجله بحركة سريعة على نمط افكاره، و لكن سرعان ما يطمئن فيسكن القلب قبل الرجل، و نجلس في سجية امن و امان، نضحك باعلى صوت، و نتبادل اطراف الحديث حتى تصبح الاطراف هي الاساس، و يقرأ لنا من قلبه ما تيسر من القران و السنة، فيخاطب قلوبنا، و يقرأ ما تيسر من العلم فيخاطب عقولنا، و يغني ما تيسر من الغناء فتسكن ارواحنا،كان متدين لا يعرف سوا الدين، و كان فنان لا يعرف سوا الفن، و كان صديق لا يعرف سوا الصدق، و كان حبيب لا يعرف سوا الحب، و كان والد لا يعرف سوا ابنائه، و كان حكيم لا يعرف سوا الحكمة، و كان حنون لا يعرف سوا قلبه، و كان هو لا يعرفه الا الله.

/:/:/:
الأخ الضريس'من أحفاد الشيخ النور في ريبا شرق سنار
درس الاقتصاد بجامعة الخرطوم وعمل بقاعة الصداقة ثم هاجر للحجاز ثم امريكا وله ضريح يزار في اريزونا
زوجه الأستاذة رجاء سيداحمد الفاضل من كريمة

Post: #179
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-25-2022, 07:52 AM
Parent: #178

كتب الأستاذ د. النور محمد حمد

مقام الأستاذ الراحل محمد الحسن الطاهر، من المقامات الرفيعة التي توجب على الواقف عندها التحلي بأقصى درجات الخشوع. فقد كان محمد الحسن الطاهر وليا مخفيا. وسبب ذلك كونه قد كان رجلا ميسور الحال، في وقت لم يكن فيه يسر الحال شائعا بين الناس. ومع ذلك، لم يحجبه يسر الحال عن رؤية نور حقيقة الأستاذ، كما لم يمنعه من الإنخراط وسط الجنود من الجمهوريين. وحالة الجمهوريين، كانت، ولا تزال، ولن تفك، حالة يغلب عليها خيار الفقر وشظف العيش.

فتح محمد الحسن الطاهر أبواب داره الكبيرة العامرة للإخوان والأخوات، فأصبحت خلية من خلايا الحركة الجمهورية الدائبة الحراك. وأصبح وجود الوفود الجمهورية فيها وجودا شبه دائم. لا يرحل وفد حتى يخلفه آخر. فقد كانت داره واحة وريفة الظل مضيافة في زمن ملؤه الرهق وخشونة المرقد، وخشونة الطعام، وقليله. كما كان متجره، "مخازن المدينة"، وهو متجر معلوم المكان والمكانة في سوق كوستي، وكأنه العلم الذي على رأسه نار منركزا لحركة الجمهوريين في مدينة ظلت أكثريتها تنظر إلى الجمهوريين شذرا، خاصة بعد حادثة دار الفنانين، والقضايا التي تبعتها، والتي ورد ذكرها في كتابنا "قضايا كوستي هدية لشعبنا".

سبق ان تحدثت من قبل عن الراحل المقيم محمد الحسن الطاهر. وقلت أنني تعرفت عليه قبل أن أصبح جمهوريا بسنوات طويلة. والسبب أنني كنت، حين كنت في المدرسة المتوسطة بأبي عشر، أقضي بعض الإجازات الصيفية مع خالي الراحل آدم علي آدم الذي كان يعمل تاجرا بسوق تندلتي. وكان محمد الحسن الطاهر وقتها تاجرا هناك، وذلك قبل أن ينقل تجارته إلى مدينة كوستي. فقد بدأ الحال في تندلتي في التدهور رويدا رويدا، وذلك حين مالت تجارة المحاصيل إلى مدينة أم روابة. وقد عرف محمد الحسن الطاهر، بحسه التجاري الذي عجمته التجربة الطويلة، وذكائه الفطري المتوقد، أن المستقبل لكوستي، وأن تندلتي في طريقها إلى الركود. فكان من أول الذين ارتحلوا بتجارتهم من تندلتي. وفعلا لم تمر سنوات، إلا وتدهورت ورادات سوق المحاصيل وتبع ذلك تدهور في مبيعات التجار، ثم ما لبث أن خرج منها أكثرية تجارها الكبار. وقد زرت تندلتي وأنا جمهوري بصحبة الأخ الراحل جمعة حسن وقد هالني ما آلت إليه حالتها من التدهور. وأمضينا ليلة في منزل بشير حسين في صحبة عبدالله عبد السلام شقيق زوجة محمد الحسن الطاهر.

تقع تندلتي في الحد الفاصل بين مديريتي النيل الأزرق وكردفان. وعلى الرغم من أنها جغرافيا وبشريا، مدينة كردفانية صميمة، إلا أنها كانت تتبع لمديرية النيل الأزرق. تميزت تندلتي بواحدة من كبريات زرائب المحاصيل غرب النيل الأبيض. وقد جلبت لها تلك الصفة الكثير من الجلابة الذين شكلوا الثقل في سوقها الكبير الذي يشغل مساحة تزيد عن الكيلومتر المربع، تتوسطه زريبة المحصولات. طما أن بتندلتي واحدة من محطات السكة الحديد النشطة في نقل المحاصيل والبضائع، يضاف لى ذلك أنها تقع على طريق اللواري بين أمدرمان والأبيض، والغرب البعيد. غير أن حالها تبدل وفقدت أهميتها حين مالت كفة الميزان نحو جارتها أم روابة.
لا أنسى أبدا أنني رأيت أولاد حاج الماحي، واستمعت إليهم عيانا بينانا لأول مرة في حياتي في دار الأستاذ محمد الحسن الطاهر العامرة في تندلتي، وأنا في سن الثانية عشرة. فقد استضافهم ودعا كل أعيان المدينة وأهلها لتلك الجلسة النبوية العجيبة. ولم أر أولاد حاج الماخي بعد ذلك عيانا بيانا إلا في بيت الأستاذ حين دلفوا إليه بغتة ذات ظهيرة، وفوجيء بهم الأستاذ أكثر المفاجآت سرورا. وسرهعان ما أرسل الأستاذ إلى العم فضل وإلى أمي آمنة، وإبلى بيوت الإخوان، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى امتلأ الصالون، وكان الأستاذ متهللا وفرحا وعليه من الإشراق ما يجل على الوصف. وهكذا الشيء بالشيء يذكر، واعود لتندلتي.

في تلك الأيام عند منتصف الستينات في تنلتي صادقت الطاهر وصلاح محمد الحسن. كنا نلتقي في دكانهم الذي كنت أرتاده كثيرا لشراء بعض مستلزمات ماكينات الخياطة للماكينات العاملة في دان خالي آدم. كما كنت ألتقيهم في ميدان كرة القدم، بالقرب من محطة السكة حديد في تنلتي في ظهر يوم الجمعة. وظهر الجمعة كان الوقت الوحيد الذي تغلق فيه دكاكين السوق أبوابها. وهكذا نشأت صداقة بيني وبين الطاهر وصلاح في تلك السن المبكرة. وقد ذكرت في كتابة سابقة أن محمد الحسن الطاهر وأبناءه وبناته قد غابوا من ذاكرتي، بعد أن تركت الذهاب لتندلتي نتيجة لخروج خالي منها، هو الآخر، إلى أن لقيت محمد الحسن الطاهر في عزاء حمور شقيق الأخ جلال الدين الهادي في ود مدني. كانت تلك الرحلة من الخرطوم إلى مدني هي أول رحلة لي مع الأستاذ، وقد كنت صديقا وقتها. زرت الأستاذ ذات يوم، فسألني إن كنت أرغب في اصطحابهم إلى مدني غدا لعزاء جلال في شقيقه. فقبلت وقابلتهم اليوم الثاني في الميعاد المضروب في موقف بصات مؤسسة النقل الوطنية في الخرطوم تلاتة.

هناك في منزل الأستاذ جلال الدين الهادي تعرفت على محمد الحسن الطاهر لحظة رؤيته، وفرحت بمقابلته فرحا شديدا. وازداد فرحي حين عرفت أنه قد تتلمذ على الأستاذ محمود وأنه أتى للعزاء ممثلا جمهوريي كوستي. ذكرته بنفسي عندما كنت صبيا يافعا آتي لدكانه لشراء مستلزمات ماكينات الخياطة التي كانت تعمل في دكان خالي أدم علي آدم. فتذكرني وأمضينا وقتا طيبا في تذكر أيام تندلتي. خاصة أن خالي آدم قد كان من رجال جبهة الميثاق الإسلامي وقتها، وقد كان مرشحها للدائرة 65 كوستي الجنوبية، التي تضم تندلتي، وذلك في أول انتخابات أعقبت ثورة أكتوبر. غير أن خالي آدم لم يفز في تلك الإنتخابات، شأنه في ذلك شأن سائر مرشحي جبهة الميثاق الإسلامي، في تلك الحقبة، بمات فيهم أمينها الدكتور حسن الترابي.


كان محمد الحسن الطاهر من وجهاء الحزب الإتحادي الديمقراطي، وقد مكنته عصاميته التي لا تخطئها العين من أن يصبح من رجال الحزب الإتحادي المرموقين، ومع ذلك هجر محمد الحسن الطاهر الإتحاديين، وانخرط في صوفوف الجمهوريين. كان محمد الحسن الطاهر أقرب بقلبه وعقله إلى شباب الجمهوريين منه لشيوخهم وكهولهم، وكان يفرح بهم فرحا غامرا عندما يأتون إلى داره. كان محبا بشكل خاص لبدرالدين السيمت، ولمتوكل مصطفى حسين، ولعمر القراي ولشخصي. كما كانت له علاقة عالية الخصوصية بالراحل جمعة حسن. والسبب أن جمعة قد كان في تندلتي، وكان على صلة وثيقة بمحمد الحسن الطاهر قبل أن يصبح أي منهما جمهوريا. كما أن التاجر بشير حسين، وهو من كبار تجار تندلتي، كان أبا روحيا لجمعة، وقد ظل جمعة وفيا لتلك العلاقة. أيضا كان جمعة يدير كشك الجرائد الواقع في الزواية الجنوبية الشرقية لسوق المحاصيل بتندلتي، وكان ذلك الكشك مواجها لدكان محمد الحسن الطاهر.

كان محمد الحسن الطاهر تجسيدا للنضج الروحي والفكري والخلقي الذي يمحو فوارق الجيل. تجده مسترسلا على سجيته في دعابات عذبة لا تنتهي مع الطيب محمد الحسن، وعبد الحفيظ ميرغني، وحيدر بدوي، وأحمد محمد الحسن، وغيرهم من جمهوريي كوستي وكلهم في عمر أبنائه وبناته. لم ينل محمد الحسن الطاهر حظا كبيرا من التعليم النظامي، فهو قد انخرط في الأعمال التجارية منذ شبابه الباكر، غير أنه علم نفسه بنفسه فأصبح جمهوريا من عيار ثقيل، فهو مثقف، وراوية، وحافظ، ومتحدث مفوه، وذواقة للأدب.

رأيته آخر مرة في القاهرة عام 1991، وقد سكنا في منطقة واحدة في مدينة نصر. وقتها، كان قد حضر مع ابنته وداد للعلاج. وبعد سنوات بلغني خبر رحيله الفاجع المفاجيء مع زوجته عائشة وإبنته بثينة فأحزنني أيما حزن. وفي الصيف الماضي رأيت ابنته منى في الدوحة. فقد تكرمت بزيارتنا هي وزوجها الفاضل الأستاذ، عثمان عبد المجيد. وليت الزمان تحنن علينا بجمع للشمل نرى فيه من لم نر منذ وقت، من ذرية محمد الحسن الطاهر الصالحة: صلاح، والطاهر، ووداد، ومأمون. إذ لا يزال لون بيتهم الفسدقي الأنيق يعيش في مخيلتي. كما لا تزال رائحته تعشعش في خياشيمي. قال محمد المكي إبراهيم حين بلغت به أوجاع الغربة أشدها:

رياحكم ماسخة عجوزْ
في بلدي نعطر الهواء بالمديحْ
روائح الطعام والضيوف من بيوتنا تفوحْ
والجارة التي يرف بالشباب وجهها
يا عطرها الشفيف!!
ينشق النهار من شذاهْ
أوَّاهُ لو لمرةٍ
أشمه
أضمه
ألمحه
أراه
أواه لو تفيد النازح الغريب، أهْ.

كان منزل محمد الحسن الطاهر فواحا بروائح الطعام، وروائح الضيوف في آن معا. كان صلاح ومأمون دائمي الوجود بالمنزل، ولكنك لا تحس بوجودهما. يذهب صلاح إلى المتجر في الصباح، ويعود في الليل، فيجدنا أما في جلسة منعقدة، أو حول مائدة، أو في حالة تسامر. كان صلاح ومأمون يدخلان ويخرجان كما الطيف، بلا جلبة، ولا صخب. كانا يقطران حياء، في كل ما يأتيان ويدعان، فيجعلانك تحس بأنهما ضيوف بأكثر مما أنت. وذلك نبل عجيب، عجيب!

Post: #181
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-31-2022, 08:32 AM
Parent: #179

كتب الأستاذ صلاح خاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم
من الصعوبة بمكان أن أقول في حقها القليل ، آمال كانت في الحقيقة دوحة ظليلة يستظل بها زملائها وطلابها وكانت تسع الجميع ، فكانت في الحقيقة نسمة باردة مرت في هجير صيف غائظ وكانت بحرا لا ساحل له من الخلق القويم ، ورفاعة في السلوك كانت لا تشكو ولا تتذمر وتتحمل آلام المرض برباط جأش معدوم النظير وصبر وجلد وكانت في رفقة مع القرآن فجعلها ذلك في حضرة عالية ثمارها دانية ، فثمارها هي الأخلاق الحميدة والسجايا الطيبة الحميدة النادرة فقد كانت لا تتبرم من أمر قط . ظلت في عملها وهي التي تملك الكفاءة في العلم والخبرة في التدريس وفي توصيل المعلومة لطلابها الذين تقوم بتدريبهم على نهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ولكنها ظلمت لأنها لم تكن من أهل التمكين ولأنها كانت تخاف على دينها وهي واحدة من المؤسسين للمركز وهي من الذين صمموا المناهج وكتبوا الكتب في هذا المجال ولكنها ظلمت ماديا وأدبيا فاحتسبت وصبرت ورضيت ولم تتبرم من ذلك واحتسبت عملها كله لمصلحة طلابها والحمدلله فقد جعلت الله انيسها وجعلته عوضا عن كل فائت .
آمال كان منهجها القرآن والسلام وكانت ترعى طلابها الذين يأتون من الصين ونيجيريا وتركيا والصومال وإندونيسيا وغيرها من الدول الأخرى وخلقت معهم علاقات وطيدة بنتها على المحبة والإحترام وكان منهجها السؤال عن طلابها في الداخل عن مشاكلهم وما تعتريها من صعوبات فتحاول حلها وتتكفل بذلك معنويا وكانوا يزورونها حتى المنزل وقلوبهم تنم عن المحبة والإحترام وكان لسان حالها يقول اهدني إلى أحسن الأخلاق فلا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها ولا يصرف عني سيئها إلا أنت ، كانت آمال تملك الحكمة وفصل الخطاب وكانت تمشي وتهتدي بهذا الحديث :(روى الحسن عن أبي الحسن عن جد الحسن أن أحسن الحسن الخلق الحسن) وكما قال النبي الكريم ان أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحسنكم أخلاقا .
وإن شاء الله أن يكون ما وعدها ربها حقا وإني على يقين بذلك لأن الله لا يخلف وعده مع المتقين وداعا آمال السيمت وكوني في ملكوت الأعلى فانتي أهل لذلك والله هو ولي ذلك والقادر عليه .... وسلام عليك حتى يوم الدين ...
أحرى آيات العزاء لمولانا صلاح يوسف السيمت والأستاذ كمال والأستاذ بدرالدين والجيلي واحمد وأزهري وعاجبة وأسماء ومريم ووصال وعبدالرحمن احمد السيمت وإخوانه ولكل آل السيمت بأبي حراز ولكل زملائها وزميلاتها اللاتي بكينها بالدمع السخي ..
وداعا آمال وإلى اللقاء إن شاء الله في حضرة الملك العلام حيث لا ألم ولا أحزان وأدنى المقامات فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وعزانا ثم عزانا انك ذهبتي في يوم الأربعاء أنه يوم لا يشق به قبر شقي قط ، أكرر لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على فراقك يا آمال لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا العالمين . وعزانا انك ذهبتي إلى من هو اكرم منا واحن عليك منا فتقبلي فيض عنايت ومحبته والسلام .
صلاح عبد الله عمر خاطر

Post: #182
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-05-2022, 04:53 PM
Parent: #181

سونا ٥ ابريل ٢٠٢٢
منتدى على كيفك بالدمازين يكرم الدكتور علي احمد ابراهيم رحمة

نظم منتدى على كيفك للتعبير بالفنون بمسرح قصر الثقافة بالدمازين حاضرة اقليم النيل الازرق امسية ثقافية علي شرف تكريم الدكتور علي احمد ابراهيم رحمة الباحث في تاريخ السودان القديم والحديث وذلك بمشاركة اسرته وطلابه ونخبة من اهل الثقافة والفنون والاعلاميين والمعلمين 

وشارك في التكريم الاستاذ جمال ناصر السيد وزير الصحة بالاقليم والاستاذ محمد دوكة احمد ابراهيم وقدم مجموعة من الشباب المبدعين فواصل غنائية وشعرية وجدت الاشادة والتقدير خاصة وان من بينهم من شارك لاول مرة.
وقال الاستاذ عبدالمنعم العقيب مدير منتدى علي كيفك للتعبير بالفنون ان تكريم الدكتور علي احمد ابراهيم بمثابة تكريم لكافة المعلمين والعلماء الاجلاء الذين افنوا زهرة شبابهم في نشر الوعي والمعرفة.
وتشير (سونا) الى ان سيرة الدكتور علي احمد ابراهيم رحمة حافلة بالبذل والعطاء حيث نال المحتفي به دبلوم المعلمين من بخت الرضا في العام 1969 وليسانس الاداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة فرع الخرطوم في العام 1986 والماجستير من جامعة الخرطوم في العام 1993 ورسالته حول / مظاهر التوحيد في العقائد الوثنية لوادي النيل ( مصر والسودان) .
وفي العام 2009 نال درجة الدكتوراه ورسالته ( الدين والدولة في ممالك كوش).
وشارك المحتفي به في العديد من الفعاليات من ضمنها الاحتفال بمرور 500 عاما علي قيام السلطنة الزرقاء ومشروع سنار عاصمة للثقافة 2005
ولايزال يقدم عصارة تجاربه ومشاركا في انشطة مركز دراسات السلام والتنمية وكلية تنمية المجتمع بجامعة النيل الازرق بجانب عمله استاذا بقسم التاريخ بالجامعة.

Post: #183
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-05-2022, 02:27 PM
Parent: #182


كتب مزمل محمد طاهر موقع الفيسبوك
فقيد الامة (العم ابراهيم عبدالهادى ابوعيدة )

من الصعب على المرء ان يعبر عن هذه اللحظة التي تتعطل فيها لغة الكلام، اللحظة دقيقة، والتاريخ شاهد، وأعماله رحمه الله جليلة عظيمة تتحدث عن عظيم الإنجاز، ولهذا فإن الفقيد عظيم بعظمة تلك الشخصية التي أعطت للهجيليج الكثير والكثير ويبقى المرء وهو يواجه الموقف والمعاناة يلتمس العزاء في الأسرة الكريمة لاكمال المسيرة والسير على النهج والمضي قدماً في عمل الخير .
والعم ابراهيم رحمة الله علية حالة استثنائية في شخصيته وعطائه وحبه لوطنه، لما يتسم به من سمات نبيلة قلَّ أن نجد نظيراً لها، وصفات عظيمة حفرت اسمه في كل القلوب، يُكثر من عمل الخير دون كلل، ذو فهم عميق ورؤية واعية، يحب الحوار والتشاور، يسعى لتحقيق المصلحة العامة، محباً لهجيليج وخدمتها.
يتحلى بالقدرة على اتخاذ القرار الحكيم، له جهود وأعمال خيرية يعرفها القاصي والداني، فأحبه الناس وغمره بكل مشاعر الحب والوفاء التي يستحقها لأنه ابراهيم الخير.

لسنا هنا بصدد الحديث عن مآثره فمهما كُتب عنها فاللسان والقلم يعجز عن تعدادها .
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته والزم ابنائه واهله بالصبر والسلوان
اللهم املأ قبره بالنور .. والفسحة والسرور
اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفوا ً وغفرانا
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسله بالماء والثلج والبرد
اللهم أجره من عذاب القبر ومن فتنة القبر
اللهم احشره مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
اللهم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان واخلفه فيهم بخير يا مجيب
إنا لله وإنا إليه راجعون

رحم الله عليه وأكرم نزله وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Post: #184
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-17-2022, 08:00 AM
Parent: #183

د. مصطفي الجيلي عمر مصطفي
اصلا من منطقة نهر النيل وولد بكسلا السيد الحسن مع اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان ١٩ ديسمبر ١٩٥٥

درس الآداب جامعة الخرطوم حيث بعثته لنيل الدكتوراة من امريكا

عمل بجامعة الخرطوم ثم هاجر لأرتريا واليمن وأمريكا

عمل بالسفارة القطرية في واشنطون ثم معهد اللغات في كالفورنيا

عاد مؤخرا للسودان وواصل العمل بكلية التربية جامعة الخرطوم

نحييه ونحي زوجه الراحلة نجاة عثمان زين العابدين والتي رحلت منذ سنوات بأمريكا ولها ضريح يزار بعامرة البكري أم درمان

كذلكزنحيي ابنهما الوحيد ابراهيم حفظه الله (وزوجه وصغيرهما مصطفى جونيور)
//::/
كتب أحد طلاب د. مصطفى الجيلي

فعلا الشخصية السودانية متفرده بصفات نبيله
كنت كثيرا ما اجلس مع نفسي احاول ان افسر سر تعلق طلاب قسم الجغرافيا كلية التربية بشخص د. مصطفي عمر الجيلي .حتي استفيد من هذه التجربة الانسانية الكبيرة في حياتي المهنية كاستاذ جامعي .
حددت ثلاث اشياء تميز د. مصطفي
الاولي ..الالمام المعرفي بالماده العلمية والمقدرة الكبيرة في طرحها وتقديمها للطلاب بلغة تواصل عالية ..عبارات مفهومة .معبرة .وواضحه . و مصحوبة بخبرة تراكمية كبيرة ..فكلنا ندرك بان د. مصطفي استاذ شاطر جدا ومفيد معرفيا ..
ثانيا .بساطة الشخصية ..ودقة الكلمات .وعفويتها ..دوما احس ان العبارة المستخدمه هي الانسب من غيرها كلغة تواصل والانسب للتعبير عن الموقف ..( وهذه ملكه ابداعية ) .لديك مقدره للاستماع بهدوء والحديث بهدوء معبر ..
ثالثا ..الوجاهه .وهذه تعليق جميع زميلاتنا في التربيه .ان د. مصطفي زول وجيه حد الادهاش ..مصحوب باناقة في الملبس دون تكلف .مع طاقة ايحابية تجعل كل افراد المجلس يلاحظون وجودك ويتمنون الحديث معك
..
كثير من طلاب التخصصات الاخري كانو يحضرون محاضراتك ..ويدور حوار مثمر جدا حول الافكار التي تطرح ...

Post: #185
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-22-2022, 08:54 PM
Parent: #184

رشا عوض تكتب

الباقر العفيف!
قبل أن اتعرف على شخصه الكريم سمعت اسمه يتردد ايام تأسيس حركة القوى الديمقراطية الجديدة حق ، ثم التقيته عبر افكاره ذات جدال اسفيري حول اطروحته المتميزة عن اشكالية الهوية في السودان "متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء" ومنذ ذلك الحين احتل الاسم الذي طابق مسماه موقعا عزيزا بذاكرتي محجوزا لأولئك التنويريين الأصلاء الساعين بجد ومثابرة في استنهاض السودان وشحذ همة شعبه لارتياد آفاق السلام والحرية والعدالة ، تشرفت بلقائه في أول فعالية احياها مركز الخاتم عدلان للاستنارة عام ٢٠٠٧ بالخرطوم،وقد كان ذلك المركز منارة للوعي وشاهدا على تفرد شخصية الباقر ومثابرته ومقدراته الفذة على صناعة النجاح، كما جسد المركز قيمة الوفاء في أبهى صورها للراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان.
في عام ٢٠١٢ عندما تم منع عدد من الصحفيين والكتاب من الكتابة او العمل في الصحف السودانية بادر د. الباقر كعادته في التضامن والمؤازرة بفكرة تأسيس صحيفة إلكترونية لتكون منبرا للخبر الممنوع والرأي المحجوب فكان مولد صحيفة التغيير بدعم لا محدود من مركز الخاتم عدلان.
في هذه اللحظات يخوض د.الباقر العفيف مجددا معركته مع السرطان، فاجريت له صباح امس عملية جراحية كبيرة مرت بسلام، وامامه رحلة علاجية أخرى نبتهل إلى الله ان يكتب له فيها تمام الشفاء .
في لحظات الترقب والقلق قبل هذه العملية وطوال معركة د. الباقر مع المرض، ادركنا كم هو كبير وعزيز وغالي علينا، وكم هي ضاربة الجذور محبته في قلوبنا، وكم هو شجاع وصبور ،وكم هو مهموم بوطنه فلم يصرفه المرض رغم قسوته عن مواصلة عطائه في العمل العام.
نسأل الله أن يعافيه ويعيده إلينا سالما
قلوبنا معك ايها العفيف ولا نكف عن الدعاء لك.
اختك التي لم تلدها امك، رشا عوض

Post: #186
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 06-26-2022, 05:36 AM
Parent: #185

د. عمر القراي يكتب
عن
الأستاذ الأمين أحمد نور
وعبر الأمين .. المعلم الكريم !!
(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)
صدق الله العظيم
لقد رحل عنا، اليوم، رجل نادر، فقده فقد جلل، لكل من عرفه، أو عايشه، أو التقاه في سنين حياته العامرة.. ولكن في الله منه عوض، وعلى ابنه وبناته وجميع أهله، بركات ورحمة وصبر جميل.
لحق الأخ الأمين أحمد نور بالفكرة الجمهورية، في منتصف ستينات القرن الماضي. وهو يومذاك شاب ثائر، تمرد على المعهد العلمي، وواجه شيوخه بأسئلة لم يطيقوا معها صبرا.. ثم تحول منه الى معهد التربية، وتخرج منه معلماً بالمدارس الابتدائية. وكان أقرب لليساريين، حين قابل الأخوين ابراهيم يوسف وعبد الرحيم محمد احمد، فأخذ عنهما الفكرة الجمهورية، ثم اصبح من اعلامها، فكراً وسلوكاً، وقيماً نادرة، قل ان تجتمع في شخص واحد.
لقد عمل الاخ الأمين بالتعليم طويلاً.. ولم يكن معلماً عادياً. فقد حدثنا عنه مرة، أحد زملائه المعلمين، كنا قد قابلناه في مكتب التعليم في الأبيض.. وكان مما اذكره من حديث ذلك المعلم ولا أنساه أنه قال ( أستاذ الأمين دا كان عندو خلافات مع ناس مكتب التعليم، والمسؤولين من غذاء الداخليات. وكان بيتهمهم بالفساد، وسرقة تموين المدارس، وكانوا دايرين يتخلصوا منه، يقوموا ينقلوه كل سنة لقرية في اقصى جنوب دارفور، أو آخر شمال كردفان، مرات قرى ما بتصلها العربات إلا يركب جمل !! وكان دائماً ينفذ النقل ..أنا اشتغلت معاه في كم منطقة، ناس الحلة لما يجيهم استاذ الأمين، كأن الحلة جاها نبي أو مصلح اجتماعي، مش مدرس .. يبني ليهم القطية، ويحفر معاهم البير، ويزرع معاهم البطيخ، ويجلد العناقريب، ويعالج المريض بالأدوية البلدية والاعشاب، وحتى المراكيب يصنعها ليهم.. لما ينقلوه تلقى الناس يبكوا زي العندهم جنازة) .. في يوم جاء الأمين للاستاذ محمود محمد طه، وحكى ليه كيف ناس مكتب التعليم ظلموه، وخلوه لمدة عشرين سنة في الدرجة H لمجرد اعتراضوا على الفساد، ونهب حقوق طلاب الداخليات. وقال للاستاذ هو داير يقدم استقالته، لمدير مكتب تعليم الأبيض. الأستاذ قال ليه يقدم استقالة طويلة، ومفصلة، عن كل اوجه القصور البعرفها، لكن يقدمها لوزير التربية والتعليم، وليس لمدير تعليم الابيض. وبالفعل كتب الأمين استقالة من ثلاثين صفحة، واطلع عليها الاستاذ، ثم ذهب الوزارة وسلمها لمكتب الوزير. لقد كان الأمين معلماً فريداً، في قدرته على توصيل المعلومة للأطفال. وحين اقيمت فصول الترشيد لأطفال الجمهوريين، في سبعينيات القرن الماضي، قدم الأمين حصة للأطفال، كانت مثار دهشة المعلمات المشرفات على فصول الترشيد. وحين اخبرن الأستاذ، طلب منه اعادتها، وحضرها الاستاذ وعم فضل رحمه الله. والأمين كان يدخل في تدريسه قصص عن الحيوانات، ويحاكي صوت كل حيوان، بصورة تشد انتباه الأطفال. الأستاذ قال: (الأمين استطاع أن يذيب الحاجز بين المعلم والتلميذ ودي ارفع مهارات التعليم). ولقد كان الأمين ذكياً ولماحاً، وذو ذاكرة حديدية. فقد دهشت مرة، عندما حضر لي نقاش حول الماركسية، مع استاذ سيد طه شريف رحمه الله، وكان استاذاً بمدرسة الابيض الثانوية، وهو مثقف وشيوعي معروف. وفي اليوم التالي نقل الأمين الحوار في جلسة اخوان الأبيض، ولم يغادر منه كبيرة ولا صغيرة، رغم أن النقاش قد استمر لحوالي ساعتين ونصف!!
لقد عاش الأخ الأمين فقيراً زاهداً، وحين سقط حائط بيته في أمبدة، رأيته ومعه الأخ أحمد صديق يعجن الطين ويبني البيت بيديه. وذكر لي أن عبد الرحمن الدرويش الثري، الذي كان يزور الأستاذ كثيراً، جاءه وعرض عليه أن يبني له كل البيت بالاسمنت، هدية منه، ولكن الأمين رفض ذلك العرض. وبعد أن استقال من التعليم، عمل مختلف الأعمال، فقد كان له دكان صغير، في سوق ابوجهل بالابيض، يصنع فيه الشنط والأحذية ويبيعها.. وحين جاء الى الخرطوم، اشترى حماراً وكارو، وكان يبيع البهارات في الأحياء. ثم كان يبيع البن أمام منزله بأمبدة. وكان له كشك يبيع فيه الجرايد، والكراسات بسوق أمدرمان. وكلما جرب عملاً يتركه، ليكابد غيره ، حتى أن الأخ قرني رحمه الله، وكان جاراً له، قال: لم أر في حياتي شخصاً لا ييأس من الفشل مثل الأمين!! ومع ذلك، كان الأمين من أكرم الناس، فمازرته في بيته قط، إلا وجدت معه ضيوف فطروا، أو تغدوا، أو تعشوا معه!! وحين ذهبنا في أحد وفود الحركة في الابيض، نزلنا في بيت الاخوان في حي البترول. وكان الأمين يسكن في حي القبة، وبين المكانين فضاء واسع وطويل، يقطعه كل يوم في الظلام، ليصلي معنا صلاة الفجر، ويحضر جلسة النقاش. يجئ وهو يحمل في يده ثيرموس الشاي، وكيس اللقيمات، واستمر هذا الحال يومياً ما يزيد على الشهرين.
لقد كان الأمين أنموذجاً للجد في الالتزام، والشجاعة في المواجهة. فمرة كان هناك أمام مسجد يهاجم الجمهوريين، ويكفرهم، ويكذب فيما يروي عنهم. فتداول اخوان الأبيض الأمر واقترح أحدهم أن يذهبوا له في بيته يصححوا له فهمه عن الفكرة. وأقترح آخر ان يفتح فيه بلاغ لأن ما يقول قذف وليس حوار. وكان اقتراح الأخ الأمين، أن يذهبوا له في المسجد ويواجهوه بعيوبه أمام مستمعيه. وتحت اصرار الأمين، وافق الاخ عبد الرحيم كبيرالاخوان، وكلف الأمين ليقوم بهذه المواجهة مع هذا الامام، الذي هو في نفس الوقت، من كبار التجار بالسوق. وبالفعل بعد الصلاة اخذ الأمين منه المايكرفون، وبدأ يهاجمه، وأوضح بالأمثلة كيف أنه يكذب على الناس. وكيف أنه كتاجر، يخفي الجاز، ويبيعه بالسوق الاسود. ولقد هاج اتباعه، ولكن الأمين لم يعطيهم المايكرفون، وطلب منه أن يرد من أي كتاب اتي بما قاله عن الجمهوريين؟! وهل هو يخفي البضاعة ويحلف بالكذب ليبيعها أم لا؟! ولم يخرج الجمهوريون إلا بعد أن افحم ذلك الامام، ولم يعد يتحد عن الجمهوريين.
لقد كان الأمين حاضر الطرفة، وذو حس فكاهي عالي، يجعل مجلسه من أحب المجالس، وأكثرها حيوية وامتاع، ولديه قصص لا تكاد تنتهي ولا هو يكررها. وكان لسعته، وصفاء نفسه، وعلو روحانيته، ذو علاقات واسعة مع الدراويش، والمجاذيب. حكى مرة أنه كان يقدم ركن نقاش في سوق الأبيض. وكان من الحاضرين أثنين أو ثلاثة من الوهابية، يهاترون ويصيحون، بغرض خلق فوضى لايقاف النقاش. فجاء درويش يلبس جبة خضراء، ويعلق سبحاً كثيرة في رقبته، ويحمل ابريقاً وسوطاً طويلاً. فلما رأى تهريج الوهابي وصياحه، صرخ فيه: أسكت يا قليل الأدب، الناس البكلمو فيكم ديل ما تفتكر أفندية عشان لا بسين بناطلين ديل انبياء الله !! فصرخ الوهابي مستنكراً: أنبياء شنو النبوة ختمت. فقال الدرويش: كيف يعني ؟! قال الوهابي: يعني الله قفلها تاني مافي نبي. فقال الدرويش: كع كسر القفل وفتحها وسوى ديل انبياء إنت شريكو؟! نظر الوهابي للحاضرين فلم يعترضوا، ونظر الى السوط في يد الدرويش فصمت، ومضى الركن بسلام، وشرح الأمين مسألة ختم النبوة، وكيف أن الفكرة الجمهورية، داعية لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وليس لنبوة جديدة.
ومن طرائف الأخ الأمين أيضاً، إن أحد المعارضين المشهورين بالتشدد، كان كلما قابله هو والاخ عبد الرحيم يقول لهم (إنتو الجهوريين مرتدين لأنكم بتقولوا أن الشريعة كانت للزمن الماضي وزمنا دا زمن الحضارة والانسانية وما بنفع فيهو الجهاد بالسيف والنبي صلى الله عليه وسلم قال الجهاد ماض الى يوم القيامة والسيف المابنو دا بنفع اليوم وبكرا وبعدو) وكان لكثرة ما يردد نفس الكلام لا يردون عليه. وفي يوم من الايام، كان الأخ عبد الرحيم والأخ الأمين، في زيارة لبعض المرضى في مستشفى الابيض، فسمعا صوتاً ينادي عليهما: يا استاذ عبد الرحيم يا استاذ الأمين!! فوجدا أنه نفس الشخص، وهو راقد في سرير، وقد لف عنقه بشريط ابيض، ومركب له درب. فقالا له كفارة مالك؟ فقال ( الايام دي في أزمة تمباك. وكان في صف طويل عند بتاع العماري، وأنا واقف في الصف داير اشتري لي صعوط. جاء عربي راكب ليه جمل، قال يا جماعة الزحمة شنو؟ إن شاء الله خير. واحد قال ليه: دايرين نشتري تمباك. بس عمك نزل من الجمل، وسل سيفه وصاح : التمباك الحرمو الامام المهدي؟ الله أكبر عليكم. الليلة بجاهد فيكم. وجا هاجم بالسيف لا قني انا ضربني في رقبتي بالسيف!! بالله يا استاذ الأمين دا زمن جهاد وسيف ؟! ) الأمين قال قلت ليه والله ما زمن جهاد ولا زمن سيف والجهاد القال النبي ماض الى يوم القيامة دا جهاد النفس مش قتل الناس. الراجل قال : صدقت يا أستاذ الأمين !!
اللهم يا من سبقت رحمته غضبه، وسبق فضله عدله، يا واسع الجود وعميم المغفرة، لقد نزل اليوم ضيفاً بساحتك، أخونا الأمين أحمد نور. اللهم تجاوز عما تعلمه من نقصه، وسدده بفضلك المنزه عن الاسباب. اللهم أنا عرفناه كريماً، وأنت مكرم الكرماء. وعرفناه فقيراً وزاهداً فعوضه نعيم الآخرة، عن دنس الدنيا، وألحقه اللهم باخوانه الذين سبقوه بالايمان، فهو يحبهم ويحبونه. وأجعل اللهم البركة في ولده، وبناته، واحفاده، الذين أحسن تربيتهم بلسان حاله ومقاله. إن نعم المولى، ونعم المجيب.
25 يونيو 2022م مه

Post: #188
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-02-2022, 01:49 PM
Parent: #186

عادل العفيف مختار إختلف الناس معهم في طرحهم، وإتفقوا معهم في سلوكهم ورفعة أخلاقهم ، وأمانتهم وصدقهم. هم نتاج تربية قويمة ونتاج معلم بارع وأستاذ عبقري. عرفناهم بأخلاقهم فلم نجد من بينهم طعاناً، ولا لعّاناً ولا غمازاً، ولا فاحشاً ولا بذيئا.

يحترمون خصومهم، يجادلون معارضيهم وقلوبهم لا تحمل لهم كرهاً او غلاً أو بغضاً . حفظوا وصية معلمهم عندما أوصاهم بلقاء أحد النافذين في عهد نميري، بأن لا يحملوا له بغضاً وهم يجادلونه. كل تاريخهم مشّرف وليس فيه ما يخجل. تصالحوا مع أنفسهم فتصالحت الطبيعة معهم. عملوا بما علموا، فاورثهم الله علماً لا ينضب.

حادثة حدثت لي اليوم إستفزتني وجعلتني أسطر في حق مقامهم الرفيع هذه الأسطر. وهي أن جاءني في مكتبي أحد الزملاء، وكنت ساعتها مشغولاً بمراجعة بعض إجابات الطلاب، سألني إن كنت أعرف شركة في السودان تقوم بتشيّد منزل ذو طوابق ثلاث، لم أفكر كثيرا ورددت بأن لنا تجربة مع بعض المهندسين، ولو قلت لك من هم سوف تصرف النظر عن الموضوع بأكمله، وذلك لأني أعرف أن له موقفا غير إيجابي تجاههم. قلت أن المهندسين الذين سوف يشيدون منزلك هم من الجمهوريين، معتقداً أن تلك إجابة كافية ومختصرة تجعله علي الأقل يغادرني، ويجعلني أكمل مراجعة أوراقي، فإذا به يسحب كرسيا ويجلس قائلاً ” أنا الان أكثر إطمئناناَ”، مردفاً ” هؤلاء من أصدق البشر”

الأشجار الطيبة المباركة تعرف بثمارها، والغرس الطيب لا يعطي إلا ثمراً طيب. لقد رأينا غرس محمود متمثلاً في تلاميذه، نجابة ونباهة، وصدق وأمانة وحلو حديث، أي رأينا الإسلام مجسدا فيهم ويمشي بقدمين. رأينا ذلك في سعيد الطيب شايب، وعبدالله النعيم، واحمد المصطفي دالي والنور حمد والقراي واسماء محمود. أماجد وماجدات يفخر بهم المرء، سيرة ناصعة مشرقة تجعل النفس تتقمصها روح الفرزدق، وتنادي مفاخرة “أولئك آبائي فجِئني بمثْلِهم ــ إذا جَمعتنا يا جريرُ المَجامِعُ”.

عند تشييع الاستاذ سعيد الطيب شايب، خرجت مدينة ودمدني وماجاورها في موكب مهيب، كان إستفتاء صادقاً في شعبية الرجل والجمهوريون، كشف مدي الحب الذي يحمله أهل السودان لهم. حب أثار صاحب النفس غير المطمئنة، القلقة السوداوية ،علي عثمان محمد طه، فعلق بتلك الكراهية المتأصلة في دواخله قائلاً :” أن هذا الموكب المهيب لم يكن لأنه جمهورياً، بل لأنه متواصل إجتماعياً مع كل قطاعات المجتمع” وليته أدرك، وهو الداعي إلي الإسلام أن التواصل الإجتماعي هو الإسلام في قمة تجلياته.أنه يثبت الفضل لسعيداً، من حيث أراد أن ينفي. إن كان لا يعلم فإنا نذكره بما ورد في الأثر ” احب الناس إلي الله انفعهم للناس”. ولا أخال اننا بحاجة لتذكيره بالحديث” لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه، خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا”.

قال الشهيد الأستاذ أن الإنسان الصالح تألفه الوحوش، وهذه الإلفة مصدرها نفس المألوف، وخلوها من كل شرور النفس البشرية، لقد رأيت في عام التنفيذ وأنا وقتها لا أدري شيئاً عن الجمهوريين ، في أحد بيوت الاخوان في الثورة الحارة الرابعة، أن هناك رجال شرطة يحرسون بيوت الأخوان، فيما يشبه الإعتقال المنزلي، لكن الشي الذي لفت إنتباهي وأثار إستغرابي، هو أن هؤلاء العساكر وضعوا أسلحتهم علي الأرض وهم مستلقون علي الأسرة، ويأكلون مع من يفترض أنهم أعداء. ليس هذا فحسب، فقد تغير سلوك هؤلاء الحراس من الغلظة المألوفة لديهم، بل تغير نمط حياتهم وطريقة حديثهم، فقد أدركوا أن هؤلاء القوم غير ما تقول به سلطتهم الحاكمة حينها. لم أسأل وقتها ربما لصغر سني وعدم إدراكي الكافي، لكن بعدها علمت أن النفس الراضية المطمئنة المتصالحة مع ذاتها ومع الاخرين ومع الطبيعة من حولها، تستطيع كسب إلفة حتي الوحوش الضارية، وكان لسان حال أولئك الحراس يقول :”ياليت قضاة النار، من مكاشفيهم وحاج نورهم ومهلاويهم يدركون”..

عادل العفيف مختار

محاضر بالرياض

Post: #190
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-28-2022, 03:17 PM
Parent: #188

كتب المهندس صديق عبدالله علي - تركيا

٠🏡🏡🏡
نعي الاخ استاذ محمدعثمان حمد ابو روفة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. رجل عالم رجل فاهم رجل متواضع رجل سالك رجل كريم رجل متدين .. رجل حصيف من خيرة عوائل المناصير دنيا ودين واخلاق....
شيوخي تلاتة في الفكرة الجمهورية .. الطيب محمد الحسن.. ومحمد عثمان حمد ابو روفة .. وشقيقي عمر.. سأحكي بتفصيل..
رحمك الله رحمة واسعة اخي محمد عثمان..
في الامتحان في اللجنة زمن يمتحنوا المناصير والرباطاب وجزء من الشايقية على مدرسة وسطى واحدة هي مدرسة ابي حمد الوسطى.. وتمتحن عشرة مدارس ابتدائية كل فصل فيه خمسين . يقبلوا فقط40 طالب لمدرسة ابي حمد الوسطى !
ساعتها اب روفة كان اول اللجنة كلها..
رحمك الله اخي محمدعثمان حمد ابوروفة نمت وطبت حيا وميتا.. آه من الم الفراق
يا لك من رجل عظيم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى( وااااي انا البعزيني منو؟ والبخفف عني شنو ؟ البواسيني منو؟ والبجاملني منو؟ والبكفكف جراحي منو ؟ )
رحمك الله اخي محمد عثمان حمد ابو روفة..
الاخ الناجي قاعد يقول للاخوان (صديق عبدالله شيخي)
وانا قاعد اقول للناجي ( الحواري الغلب شيخو )
وااااى انا يا اب روفة قطعت قلبي..
انداحت الغربة كما قال الاستاذ على الجهات الاربعة
عشان كدا ناس كتار من الاخوان ما بيعرفوك خاصة بعد اندياح التواصل على الشبكة العنكبوتية..
ليتهم عرفوك زى ما كان زمان في المعايشة.. عمرك ما غلطتا على زول.. عمرك ما احتديت على زول
رمز كبير وقامة كبيرة وعضو كبير واساسي في بيت اخوان عطبرة..
انت خيرة اخوانك في المناصير من والدتك حاجة
وخيرة اخوانك.. علي.. وابراهيم.. وحمد .. واحمد وفاطمة وزينب..
(في الله عنه عوض.. زى ما بيقول استاذ عبد اللطيف)
صاخت اقدامك في لجة مياه منطقة المناصير وبسطت يداك لابناء المناصير في عطبرة جمهوريين وغير جمهوريين
في المناصير انت كنت قامة
وفي عطبرة وبين اخوانك انت قامة
تعالى يمة فاطمة حسن عزيني في اب روفة .. تعالى يا شامة عزيني في اب روفة .. تعال يا محمد طه عزيني في اب روفة .. تعال يا زروق عزيني في اب روفة تعال يا عابدين عزيني في اب روفة
تعال يا بابكر محمد طاهر عزيني في اب روفة
تعالوا كلكم اخواني واخواتي بدون فرز عزوني في اب روفة
واااى انا يا مصاريني الما مستحملة..
فقد كبير للغاية
يعرفك اى زول سكن بيت اخوان عطبرة.. يعرفك اى اخ طلع معاك وفد .. يعرفك اى اخ خالطك وعاملك
زول ( تاكل وتقش يدك في طرف جلابيتو
تعال يا الناجي عزيني
محمد طه ساكن الداخلة تحت وبيت الاخوان في حي الفكي مدني.. تنتهى الجلسة في بيت الاخوان
اب روف يقول ليه محمد طه ما عارف ليه؟
يطلع اب روف كما محمد طه يقدم محمد طه يصلوا كبري السكة حديد فراسخ من سكن والد محمد طه .. محمد طه يقول ليه انا اقدمك يا اب روف تاااني يرجع يقدمو لغاية قريب بيت الاخوان..
تاااني اب روف يقدموا لغاية كبري السكة حديد..
بعد شوية يلقوا التلت دخل.. يتوادعوا وكل زول يمشى يصلى التلت..
قرا محمد عثمان حمد ابوروفة عطبرة الثانوية.. رفض يدخل الجامعة رفض يدخل الفرع.. إلتزم ودخل جامعة الفكرة الجمهورية واكتفى..
( انا من اعز ديار انا.. منصوري موقد نار انا) اغنية فنان المنطقة تنطبق عليه.. لايحزن على دنيا .. لا يفرح بلذة عابرة..
يكاد لا يدخل الحزن الى قلبه ابدا.. مهما كانت الاحوال....
🏡🏡🏡
شقيقي عمر رئيس صناع في ورشة كوستي.. لامن مات صديق جمهوريين
حشره الله مع الجمهوريين.... عمر اخي اشتري كتاب( تعلموا كيف تصلون) من الطيب.. والدنيا عيد ضحية.. وعمر من كوستي جاي معيد معانا في المناصير حشر كتاب تعلموا كيف تصلون في قعر شنطتو..
انا في أولى ثانوي يا داب مقبول نشوة القبول.. جيت العيد في البلد1973
احب اخى عمر.. احب ريحة هدومو من زمان افتح الشنطة اشمها.. الجلاليب المكوية المطقوقة عمود وطقة العمود كانت تقليعة.. فارع الطول وسيم .. حلاة الجلابية دى فوق جسم عمر وسماحة لفة العمة عندو..
فتحت الشنطة.. شميت ريحة الشنطة فيها ريحة الصعيد.. على الجلاليب المكوية شميتا.. اكبر منى كتير عمر قدوتي على دروب الحياة في البلد .. والدك زي الذات الإلهية عندك حاجة تنقطع دونها الاعناق تربية زمان ادب كامل.. اخوك اكبر منك يبرد وطأة سطوة ابوك وينفعك وانت تشب في مدارج اليفاعة..
بحترتا الهدوم قعر الشنطة لقيت فيه كتاب عنوانو( تعلموا كيف تصلون) ما سمعت بى الاستاذ محمودمحمد طه إلا في عام1968 وانا اغسل بالابريق لاستاذ مكي الدخري..استاذ اللغة الانجليزية من الشريك بلد ناس عمر هواري.. ينضم مكي الدخري كان استاذ صارم جدا يتحدث الانجليزية كما الانجليز .. لا يضحك ابدا لافي الحصة ولا خارج الحصة
يومها ضحك وانا اغسل ليه
قال( ههههه محمودمحمدطه قال الصلاة رفعت عني) كان بيتكلم مع استاذ عبدالله ميرغني بتاع الجغرافيا .. منتظر مكي يغسل .. وانا اغسل ليهو....بعدها بشهر فى دكان منصوري اسمو ختم الفقير.. في سوق ابوحمد.. نخت عنده مصاريفنا في دفتر ونشيل منها.. فوق البنك لقيت كتاب ( لا إله إلا الله) بواقي حملة من اخوان سابقين في وفد او غيره مروا على مدينة ابي حمد تركوا هذا الاثر الروحي..مسكت هذا الكتاب قلبت ورقو.. شعرت بان هذا الكتاب لامسني في قلبي.. تركته في مكانه وتركني مع وخذه من شىء في قلبي.. قبلت في الثانوى وجاء عمر عبدالله اخوى ومعه كتاب تعلموا كيف تصلون في قعر الشنطة .. عام1973 كما ذكرت هذه المرة اخرجت الكتاب من قعر الشنطة ورحت بيه الصالون وبركت فوقو قراءة .. كلما اقرا صفحة اشعر بان هذا الكتاب كأنه قد كتبته انا.. لامس وجداني بصورة مفرطة هزاني جدا.. دخلت استحميت كما قال الكتاب وقلت انا جمهوري.. ننام بالليل في خلوة عملها والدي على قارعة الطريق لإكرام الضيوف العابرين تلفحت بى توب دمورية كنت اتغطى به خرجت خارج الخلوة بعد صلاة ركعات قيام ليل في جوف الليل.. وظللت ابكى فوق جبل قريب من خلوتنا.. رجعت وباقي دموعي ناشفة فوق خدى .. وقلت ساعتها يارب ليه حظنا كدا وكل شىء قد راح زمن الصحابة لو كان هنالك نبي الان لاتبعته.. رجعت نمتا.. شفت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مجموعة من الصحابة يستعدون لصلاة الصبح في خلوتنا.. ناداني النبي صلى الله عليه وسلم ان اصلى معهم ومسكني من يدي واوقفني في الصف الاول.. كان متلفح توبا النبي صلى الله عليه وسلم.. مثل توبي الذي اتغطى به صليت رجعت نمتا..
تانى يوم انوم اشوف كل السماء مكتوب( محمودمحمدطه) ( محمودمحمدطه) ..
كنا في اجازة الصيف وعرفت ان محمد عثمان حمد ابوروفة جاء من عطبرة ليقضي اياما في قريته..
قريته منا قطوع بحرين اتنين وفرسخ من اميال مشيتها.. نعرف بعض سلمت عليه بيتا معاهم .. حكيت له الرؤى .. فرح قال بشريات بحظ عظيم.. وزعنا كتب في المنطقة .. رجعت عطبرة للثانوي وانا مقبول جديد ربطني ببيت الاخوان والانشاد لم يترك لنا شاردة او واردة من سؤال في الفكرة او كرم اكرمنا اياه.. جميلة كانت عطبرة .. العطبراويون كانوا يفضلون عطبرة على العاصمة .. جمالها ورونقها وانوارها النايلون التنجستون الكثيرة جدا المنتشرة .. بين كل لمبة ولمبة لمبة..
استهوتهم المدينة الطلبة المقبولين العائدين من قري المناصير والرباطاب والشايقية والجعليين.. غاصوا فيها مع نشوة القبول .. فتركتهم وكان حظي ان اغوص في بيت الاخوان.. القريب من ثانويتنا.. عكفت على الكتب والندوات ... ذهبت مع بشير حريشة للخرطوم قطر المحلي .. كان استاذ فنون في الدامر الثانوية .. فرحتي بلقاء الاستاذ .. كتبت تقرير عن التزامي والرؤى .. مرره الاستاذ على بيوت الاخوان..يقروه اعطاه عصام البوشي قال ليه مرر تقرير صديق على بيوت الاخوان.. قال الاستاذ كلام كتير فى حقى.. وبعد عودتي من وفد الغرب البعيد بعد سنتين قال نفس الكلام وانا مغترب لقيت نفس الكلام عند استاذ سعيد.. وقتها ما سمعو زول غيري والاستاذ من الاستاذ.. لكنه لقيته بنفس جملته وجمله عند استاذ سعيد.. محتار لسه وصل كيف؟ ومافي حيرة.. طبعا البحر واحد
..
نحن طلبة الناس ياكلوا فول.. يجى المدرسة اب روفة يعزم كل طلبة المناصير في احسن المطاعم في عطبرة كبدة .. سمك.. لحوم .. مشاوي.. ويدفع
بعض الطلبة يعتبرونه عربون محبة كى يلتزموا الفكرة الجمهورية.. فإذا به الكرم الحاتمي.. التزمت ام لم تلتزم هذا شان يخصك
التزمت لم تزد ملك ربك شيئا
لم تلتزم لم تنقص ملك الديان شيئا..
يوم واحد ما شفت محمد عثمان حمد ابو روفة زعلان
تعجبك كلمة ( اب روف عند محمد طه)..
كان دقيقا..
متعلمين ناكل فول مصلح بالطماطم اى فول مطبوخ يعمله راقي جدا احد مطاعم الحلفاويين في عطبرة وانا في ثالثة ثانوي بعد نهاية الجلسة مدد ابوروفة في نقاش الجلسة ونحن خارجين على المطعم من بيت اخوان عطبرة..جلسنا على طاولة المطعم.. محمد طه.. بابكر محمد طاهر.. زروق.. يوسف صالح .. عمر القراي.. عثمان القراي..
بتاع المطعم اجهض شهوتنا للفول المطبوخ
قال المطبوخ كمل
في السادة بس
ابو روفة قال ليه كمل الساعة كم؟
ضحك محمد طه ضحكته المجلجلة المعروفة
( ههههههه اب روف كمل وخلاص ايه تاني)

اب روفة قال ليه لا لا يا محمد طه عندى قصد..
عشان اكون انا بنقاشي في الطريق اكون اخرتكم وكان ممكن تحصلوا الفول المصلح واكون انا السبب.. في تاخيركم عشان في جلسة التلت احاسب نفسي ومعنا ضيوف من الخرطوم كان نفسنا نضوقهم فول عطبرة المطبوخ على ايادي ماهرة جدا..
....
الاخوان بيحبوا بعض شديد.. في وفد طائف نسوا فرشهم بتاع المعجون في تلك القرية ورحلوا لقرية اخري بعيدة جدا .. واحد بس من اعضاء الوفد كان عندو فرشة
بقوا يتسوكوا بالفرشة الواحدة كلهم يومين الى ان رحلوا لمدينة اخرى اشتروا فرش..
...
مهندس يوسف صالح قال لى اب روفة في بيت اخوان عطبرة
اب روف اديني بشكيرك استحم به.. انا بشكيري لين لسه ما نشف
رد عليه اب روفة
يشرفني تستحم بى بشكيري لكن لازم اشرح لك كيفية استعمال بشكيري يا يوسف
يضحك يوسف ضحكته الحلوة المعروفة
( هههههه اب روف برضو يقول ليه اب روف زى محمد طه.. قال ليهو اب روف بالله عليك الله سيب الفلسفة بتاعة المناصير دى وجيب البشكير.. هو بشكير والا ماكينة هندسية .. انا مهندس ميكانيكي درسونا في كلية الهندسة جامعة الخرطوم لازم تقرا ارشادات الماكينة قبل تشغيلها.. يعني بشكيرك بقا زى الماكينة ؟
اب روف ياخي ههههه
ضحكة يوسف العجيبة ديك
...
اب روف بكل هدوء.. آي والله بشكيري دا زى الماكينة يحتاج لطريقة ارشادات استعمال..في الحقيقة اى زول مفروض بشكيره يستعمله بهذه الطريقة.
🏡🏡🏡
طريقة شرح استعمال البشكير عند اب روفة
شايف يا يوسف زى ما للجسم اعتبارات كذلك لاستعمال البشكير اعتبارات..
شايف العلاقة الصغيرة الفي البشكير دى؟
دا هو اعالى البشير للنص تنشف به اعالى جسمك
والطرف الآخر اسفل جسمك من الصرة وتحت.. كدا تكون وضعت الاشياء في مواضعها وتستمر على كدا .. لو انت بتستعمل البشكير استعمال عشوائى المرة القادمة تجد ما مسحت به اسافل جسمك تمسح به اعالى جسمك وهذا يقلل من البركة .. لانك ما مسحت به عورتك مثلا تاتي لتمسح به وجهك.. وهذا يمحق بركة الغسل ومن ثم الوضوء ومن ثم الصلاة وفائدتها وبركتها...
يجب يا يوسف كل واحد يستعمل بشكيره بهذه الطريقة..
من يومها انا ما تركت طريقة اب روف دى
مرة نشرتها في الصالون
دكتور مالك بشير مالك مرة قال لى حمر نعم لابروفة انا مما سمعت طريقته هذه في استعمال البشكير لليوم ما فكيتا..
...
🏡🏡🏡
توفي محمد عثمان حمد اب روفة عن عمر يناهز77 عاما.. وهو عمر يعتبر صغير بمقياس اليوم.. ولكنه طوى صفحة ناصعة من صحايف عمله في هذا المنعطف الزماني.... رجل بقامة ابوروفة
إذا او إذن .. شيوخي في الالتزام ثلاثة لعله هذا ما اكتب بعض وفاء وبعض دين وجهد مقل ولنا مهيض الجناح كثير الجراح..
زول من كوستى يرسلوا له كتاب في الشمالية يحمله اخيه في شنطة لا يدري اثر الكتاب عليه
شيخى الاول
الطيب محمد الحسن.. هذه الاسرة المباركة الكلها حمهوريين وجمهوريات بقامات لا تطال
شيخي الثاني محمدعثمان حمد ابوروفة
وشيخي ابغير مباشر اخي عمر عبد الله..
من يعزيني في شيخي او احد شيوخي.. ااخوان عطبرة ام اخوان العاصمة ام الاخوان ما اعلم ولا اعلم .. ام المناصير كافة..
اب روفة قامة لا تطال...
اصبر نكن بك صابرين
وإنما صبر الرعية عند صبر الراس
خير من العباس صبرك بعده
والله خير منك للعباس
.... .....
حسن الخاتمة دائما تعرف بقرائنها
قبل عام كانه يريد ان يودعنا.. جاء العاصمة وحضر جلساتها معه زوجته الاخت المنصورية سهام حيراني وابنه محمود ثم دلف على مدني ورفاعة .. رتب له شيخ على الرجل الاجتماعي الاول في مجتمعنا بتوفيق من الله رحله طاف فيها على سنار آل القامة يوسف علي يوسف .. وكل اخوان سنار والدمازين والروصيرص..
كانه يريد ان يودع الناس..
بعد الاغراق زارنا الاخ صاحب الكرم الحاتمي والعطايا الإلهية والمنح الربانية رجل المجتمع الجمهوري الاخ علي احمد ابراهيم شيخ علي.. شكر الله سعيه واكرمه عمدة المناصير ود الحسين واصر ان يكرم شيخ علي بالكرم الحاتمي نحر الذبائح غصبا عن الزائر الذي ليس له فيها شأنا ولا إلا
وانما هي مجاملة الناس.. مشهد ومشرب استاذ سعيد..
بعده القامة عثمان مصطفى ابو البنات وغيرهم..
عزاني الاستاذ شخصيا في بنات المناصير اللاتي اغرقتهن لجة مياه البحيرة وهن يمخرن فيها بقارب عاطب..
ذهب شيخ على بعد الاغراق وبفض محسنين في مجتمعنا اقام دورات مياه في قرية اب روفة قرية الدغفلى
منفصلة للرجال والنساء
.. سمع اب روفة بخدمات فقيدنا دكتور الطيب احمد النعيم فجاء من قريته يشد ازره ويرافقه.. من فينا يعرف ان دكتور الطيب احمد النعيم حبوبته منصورية .. لا احد يعرف غير كوثر محمد خير بطران ورهط بسيط من الاسرة..
ومن فينا يعرف ان حسب الله جد استاذ عبد اللطيف متصوري.. ومن فينا يعرف ان هنالك حوالى220 جمهوري وجمهورية مناصير.. صفات فيهم جعلتهم جمهوريين .. فالنقل كلهم جمهوريين ونترك ما دونه..
إلتزم على يد محمد عثمان حمد ابوروفة عدد من الجمهوريين..
١صديق عبدالله
٢ خليفة العطا خليفة
٣ تاج السر ابراهيم
٤ ابو القاسم عكاشة
٥ حمد عثمان حمد ابوروفة
٦فاطمة عثمان حمد ابو روفة
٧ زينب عثمان حمد ابو روفة
٨ سهام حيراني
٩محمدعلي محمد احمد الدرويش
١٠ حسن اب حبيل
١١ محمد سليمان عبدالله ابوروفة
......
طبت حيا ومنتقلا حيا في برزخك العامر.. اخى محمد عثمان حمد ابوروفة..
قال الاستاذ في معني ما قال.. اى فرد في عالم الدنيا ينتقل فهو ينزل قدر من الملكوت الى الملك حتى تتحقق جنة الارض في الارض.. كلما كان تحصيلك كبيرا في هذا الفانية كلما كان إنزالك وتنزيلك للملكوت في الملك اكبر..
..
طبت حيا ومنتقلا اخي محمد عثمان حمد ابوروفة
اخوك المكلوم الراضي بقدر الله
صديق عبد الله علي

Post: #191
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: السر عبدالله
Date: 07-28-2022, 07:42 PM
Parent: #190

من الجمهوريين الذين أحببتهم في الله الدكتور أحمد المصطفى دالي والذي كنت احضر له ركن النقاش الذي كان يعقدها
في قهوة النشاط بجامعة الخرطوم من عام ١٩٧٣ وحتى تخرجي عام ١٩٧٨م ،وقد كان الرجل أحد عمالقة الحركة الطلابية
الثلاثة في تلك الفترة وهم احمد المصطفى دالي ممثلا للجمهو ريبين وا حمد عثمان مكي ممثلا لجبهة الميثاق الإسلام والخاتم
عدلان ممثلا للجبهة الديمقراطية ...
كان الجمهوريين يتمتعون بالسماحة واتساع الصدر والصبر على المكاره ومناقشة الرأي الآخر عكس الإخوان المسلمين الذين
كانوا يتسمون بضيق الصدر ويبادرون بالعنف لإسكات وقمع الرأي الآخر باستخدام ا لسيخ ومختلف أنواع الأسلحة اليدوية كما أن
ناس الجبهة الديمقراطية أيضا كانوا يردون العنف ضدهم بعنف مماثل ،،،وطوال فترة دراستي لم ا ر ولم اسمع ان الجمهوريين
استخدموا أي نوع من أنواع العنف.
وكان احمد دالي يمتاز دائما بالهدوء الشديد والسماحة المطلقة وهو يسمع من بعض الحضور كل انواع الشتائم ...وتجده يبتسم في
وجوههم ويرد على أسئلتهم المستفزة بهدوء شديد ....
لقد كان مثار اعجاب معظم طلاب الجامعة في تلك الفترة ..
وهو من الجمهوريين الذي أحببتهم واستمتعت وندواته الشيقة
فله التحية حيثما حل وحيثما كان ...

Post: #194
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-31-2022, 06:44 PM
Parent: #191


Dear all

I am writing to let you know that Majzoub Mohamed, our CD in Sudan, is retiring from ADD. We have been in discussions with him about his decision to retire for a while and his last day will be the 27th April 2017. I want to pay tribute to the way he has grown the programme in Sudan and ensured that ADD is an effective ally to the disability movement there. I will miss his calm wisdom and depth of expertise as an INGO leader. His honesty and kindness as a leader have always been evident to me. I have enjoyed working with him immensely and will personally be sad to see him go.

Although I have only got to know Majzoub over this last year since I have been at ADD, I also think it’s also fitting to acknowledge his long-standing commitment to international development and the work he has done with other INGOs, such as Practical Action. I know he will also be missed within the Sudanese community of INGO leaders. I feel very humbled to think of the number of lives he has impacted in Sudan with his long service to justice and development. So, I’m sure everyone will want to join me in thanking Majzoub for his commitment and hard work and wish him all the best for his retirement.

We have begun the search for a substantive CD and hope to hold interviews in May. In the meantime, Awadia Salih, the current Programme Development Manager in Sudan, has kindly agreed to cover the role as an interim CD. Awadia has a depth of expertise and I know she will do a fantastic job taking care of the Sudan programme for the next few months. Transitions can often be tricky and so I know Awadia will and the wider Sudan team will appreciate the support of the wider ADD family.
Finally, could CDs please cascade this message to their teams.

With my very best wishes

Jasmine

Jasmine O’Connor OBE
Director of International Programmes


MM

Post: #195
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 07-31-2022, 06:48 PM
Parent: #194


Dear Majzoub,

It was not long that I received the first welcome note from you when I joined ADD Bangladesh. The time passed fast. The message from Jasmine is my first morning email and make me depressed for the moment that you will be retiring. A complete person with depth of understanding and experiences in the development environment and your contribution to ADD in many occasions is acknowledged duly. Our colleagues here remember you and I definitely missed you Majzoub. I pray for your good health and a peaceful retired life with your family and friends. All the best.

--------------------------
Shafiqul Islam -Country Director; ADD International, Bangladesh
Independence, equality and opportunity for persons with disabilities living in poverty.
http://www.add.org.uk/countries/bangladeshhttp://www.add.org.uk/countries/bangladesh
Majzoub, I recall Uganda is the first country programme you visited; and together with Karen, you helped me resolve a complex HR issue!

So I learned a lot form you and enjoyed every moment of interaction. I will miss your sense of humour

Go well, enjoy the rest of what you will do.

--------------------------
Joseph Walugembe
Country Director

Mm

Post: #199
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-10-2022, 09:26 PM
Parent: #195

تمر اليوم الذكرى العشرين على رحيل الأعزاء اخلاص همد وصلاح الطيب
====
كتب يوسف أحمد أرباب من الرياض في 2003

بسم الله الرحمن الرحيم
{ولكل أمةٍ أجلٌ، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} صدق الله العظيم
الأستاذ الفاضل عبد اللطيف عمر
الأخوان الكرام
أرجو الله لكم حسن العزاء وجبر الكسر فى رحيل الأستاذة [إخلاص همت] وزوجها العزيز.. لقد هزنى قرع طبول الحزن وأنا أتلقى خبر رحيل حمامة أيكة الفكرة وإنقطاع هديلها القدسى الذى كان يسكن فى حنايا روح العاشقين.. وعزّ على كتابة هذا العزاء فى التى رحلت وفى معيتها راحها العرفاني المعتق الذى يروى الروح المتعطش للوصال.. رحلت لتوصد خلفها بوابات نسائم المفردات ويتلاشى بعدها بريق نظم العارفين..
كانت عليها رحمة الله ورضائه ورضوانه وسيلة للفهم بما يدور فى خلد السالكين، وغاية إلى معانٍ تتسابق مفرداتها لأن تكون اللابسة من ثوب نهامها القشيب..
أسأل الله أن يرحمها ويغفر لها بقدر ما جذبت قلوب البشرية إلى حيث الأدب وبقدر ما تفرد إنشادها لإظهار حقيقة وشريعة إنزواء العارفين ونكران ذاتهم درسا وتهذيبا للسلوك البشرى من أجل مرضاة الله..
والحمد لله من قبل ومن بعد على أن أماتها على الفطرة السوية مدثرة بشفافية ثوبها الذى إرتضته..
والصبر والسلوان لجميع الأخوان والأخوات والحمد لله رب العالمين..

إبنكم
يوسف أحمد أرباب
الرياض

Post: #200
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-13-2022, 06:36 PM
Parent: #199

عبداللطيف عمر حسب الله
بقلم القاص عبدالغني كرم الله البشير
أستاذ عبداللطيف

سر من رأى، كنت أحب الجلسات كي اراه، لا اكثر، جمال يفوق الموسيقى، لمن يرى جمال ملامحها، وهي تشع في الافاق، التي خلقت من نور الفكر، موسيقى نور الوجود،.

عنده، تشعر بأنك لا تتمنى أن تتمنى، فقط نشوة الأن، راض، سعيد، هادئ، ساكن، أمير، كأنك تفر من كبد الحياة، بكل أجناسها، إلى ظلاله، وجماله، وبهائه الفريد، اللطيف.

نور السكينة، وضياء الرضا، التي تشع من محياه، تغمر القلوب حوله بالجمال والنقاء، والرضا، لا يشقى جليسه، ترق النفس، تلامسها أرق وأدق المعاني، سواء في الانشاد الذي يتغنى "بسليمى، وليلى"، او مجرد الأفاق حولك، أينما تولوا، فثم وجه الله، أحساس نقاء لا يوصف، بكماله، كل النفوس "تكمل"، "تحس بالرضا"، أيوصف أحساس الانسان الراضي؟ فقط يذاق، فيعرف.

لم يحدث ان تكلمت معه، سوى الأيام الأولى، في الحارة السابعة، حيث الدار تفتح في الغرب "بدأ في الجانب الشرقي خيال منك يا سلمى"، وبعدها كنت أحب الصمت، وأستحي من الكلام، أي كلام، في طلوع البدر، ما يغنيك عن زحل، وعند الصباح، يستغنى عن المصباح، من أدب صحبته، أن تحس بأنك تراقب أدق خواطرك، أن لا تتلفت لسواه، أحساس أنك كنت في دوامة وجودية، وها أنت وربك، شعور يذاق، لا ينعت، "أمام العالم أمسك لسانك، وأمام العارف امسك خواطرك، فإنه يسمعها مثل الفأس في الغابة الصامتة"، إياك وإياك إزعاجه، "تخاطب نفسك، أزعاج خواطر"، تكاد تسمع خواطرك، مواجهة ذات تغيب عنك، ولا تتجلى إلا عنده " أيها الكعبة التي نصبت، وصاحب البيت عندك"، ومع هذا لا محال بفئوس الجهل، تضج الهواجس في غاب قلبه المحب لكل أشجارها، وزهورها، حتى الشوكية منها، ولا محال أحالت شوكها زهرا، فهنا "ترعى الذئاب مع الخراف"، غاب محبة، لا أقل، وأكثر "يامريدي لا أريد مجيئكم لي، بل لكم"،..

لم أرى عيون "أحن من عينيه"، وتحوم وترنو بحنان عظيم، تحوم كشمس في لطف نور قمر على الجميع، الكراسي، الاطفال، الاخوات، الأخوان، الحوائط، ثم إليك، كأنه يرى مأزقك الوجودي، وهذه الرحلة الغريبة، التي تسمى حياة، وكبدها وحيرتها، وبأسها، فتطب نظراته سويداء ذاتك، ماسحا، أدق أحزانك الوجودية، وأنت تشاهد "معنى وجوده معك"، وهل يستيطع الصبر من شاهد المعنى؟ مستحيل وصف "الجلوس معه"، أنس كوني يغشى بالك، ومملكة حسك، بنشوة تغشى روحك، في غرفته، صالونه الرحيم، هم بيتا الله، تحس بأنك لا تحلم، لا تفكر، لا تأمل، هنا الجنة، هنا.

أبسط من الماء، وأغلى منها، كل حواسه تسقى جوراحك فاكهة أحساسها، وهو الذي سار في دروب المعرفة، أهل مكة أدرى بشعابهم، فيسيقك من ماء مدين، التي تسكر، أكثر من خمر عتقت من قبل آدم، حديثي حديب حب، لا محال تعريفه، مستحيل، مستحيل، لكني أحس للآن، بمحياه ونظرته، نظرته التي تطب الروح والجسما، كم نحبك استاذ عبداللطيف، كم نحب جنة عشرتك، معيتك، جمالك الالهي، الذي لا يحاط، ولا يسبر، ولا يعرف، أشهد بجهلي لك، عزائي الحب، وهو الشفيع المشفع...

في المطار، وهو الذي يحضر له أكثر من مدير المطار، أن لم يكن حسيا، فمعنويا، وهو يودع او يستقبل تلاميذه، عشاقه، واهله، أظل اراقبه، في المصطبة الشمالية لقاعة الاستقبال، يراقب الناس أجمعين، بصورة عجيبة، مؤثرة، نظرة أم لأطفالها، وخاصة الأطفال، يتابعهم بحبل سري، ينبع من قلبه، ويصب في حركاتهم بين الناس، ولعبهم، وكثيرا ما يصيح "كما قال محمد نجم الدين"، لأمرأة نست ولدها، أو جرى الطفل ناحية الموقف، اتذكر جلسته في الجلسات، وابناء اسماء عند حجره، أو قطة تحك قطيفة شعرها برجليه، أو يحوم بعينه حول الجلسة، كما تحوم الغيوم المثقلة بالحقول، وترمي ماءها، فتنبت الروح من كل زوج بهيج، من المعاني، والمغاني، والمباني "ثالوث في وحدة عضوية في بنية الجسد، فيطرب من اتساق قواه، "وكل زمانك أفراح".

لطيف، بهيج، بسيط، عظيم، نقي، كريم، يفتنك بكلامه البسيط، الثري، ويحكي عن تجربته مع الاستاذ، محبوبه المطلق، ترى الكلمات، تفوح من لسان صدق، تحوم في قلبك، وافاق الغرفة البسيطة، تعيش ما يقوله، ولا تسمعه فقط، "الجبال تزول، وكلامي لا يزول"، العارف يجسد المعاني المجردة، ترتفع ذبذبة السامع، مثل ذبذبة الفكر، والروح، ويتذوق القلب "اللغة الفكرية"، بعد بحور من لغة الحروف الرقمية، ولغة الأصوات، المصوتة،حتى في ادق الذرات، سمع تلكم اللغة "بالحاسة السابعة"، وأسمعنا لها، "بكماله، كل النفوس تكمل..

حكى عنه تلميذه، الذي حباه الله بصحبته في سيارته السعيدة، محمد نجم الدين، عن رأفة استاذ عبداللطيف بالحمير، الحمير الصبورة، الحمير الطيبة، الحمير الحزينة، التي فدت الانسانية جمعا، وعبر قرون كثيرة، من دموع ودماء، كبش فداء، بل حمير فداء، سلوا الكارو، سلوا القرى، والريف عن بطولات الحمير، عن صمتهن الغريب، حدقوا في أعينهن، أي جندي مجهول هن؟ حمير الدنيا .

قال "كان يرأف بها، ويتحدث مع صاحب الكاروا، بشدة، او بلين حين يرى حمار يحمل فوق طاقته، أو مجروج "مدبر"، أليس جده السماني، الذي كان صاحب الوقت، ومسئول عن الحياة برمتها، بل وأكثر، حين قال: ( مُلكت الكون كله، وعشرة أمثاله، مدة 33 سنة، والله لو ضلت نملة، طريقها إلى جحرها، ولم أكن على علم بذلك، لظننت أنني ممكور بي)، كالجيلاني "السابق اليا"، عند دعوات مريدية "حجوا إلى، فأنا كعبة نصبت، وصاحب البيت عندي، والحمى حرمي، لا اريد مجيئك لي، بل لكم"، هنا المحبة بين الاشياء والاحياء، كقول بشر الحافي "لا تصلح المحبة بين أثنين، حتى يقول احداهما لآخر، يا أنا"، ..

بل لكم، أي مجئ لداره العامرة، البسيطة، الجميلة، في الحارة العاشرة، من الصعب وصف الحزن، الذي عم أرجاء البلاد، والمدينة، حين زف للسماء المجيدة،...

أللهم أني أحبه، وأحبه، وأحبه..
كم نحبك استاذي العزيز، كم وكم..

.

Post: #205
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-27-2022, 10:08 AM
Parent: #190

القلب الخشبي
رواية الوعي واللاوعي
(عبيد إبراهيم بوملحه)
كاتب وروائي اماراتي
مداد_للنشر .

كاتب من عالم اخر، بسيط ومتواضع، مختلف ومتفرد، الطبيعة عنده مادة العالم والروح، يستخدمها كالشمع، فيذبها في أفكاره، ويستخدم مادتها لخلق حياوات وجمادات تشعر وتنطق، يجرفه العالم كالتيار، فيلاحظ الصغائر وما اختفى خلف جدران التهميش، جميع الاشياء عنده متشابكة، حيث يعود الي اصولها ويربطها برباط مقدس، ليعلمنا بان العالم قد رتب للتعاون، لتحقيق الحياة، فهو يصغي لكل شي ويوليه اهتمامه، عنده العالم شاب دائما. .
.
عبدالغني كرم الله، لا يحلم بما لا يملكه، وإنما يتأمل النعم الكبرى فيما يملك. تأملاته تغسل عنه أدران الحياة الارضيّة. . رواية القلب الخشبي، النفس هي المدينة الفاضلة، ليس هناك في العالم مكان هادىء ومضطرب كنفس الانسان،، قوتان تتصارعان الغالب فيهما من اخترت الوقوف في صفه. .

واختار عبدالغني كرم الله الجلوس تحت ظل شجرة الطبيعة التي غمرته بالسكينة، ملأ دواته بالتأمل وغمس فيها ريشة الفلسفة ليخط على أوراق البساطة سطوراً من حكمة. . فكتب رواية القلب الخشبي بروح طفل صغير لم يخبر اللؤم البشري بعد، أوى إلى سفينة تعصمه من سيول الدنيا فيها من كل زوجين اثنين، جلس على ساريتها يراقب كل ما كان تحته وفوقه، ويسجله حتى وإن تغير وزال ولكنه بقى في نقطة بعيدة من الذكريات، ليعلمنا بأن الحياة هي عصفور جميل نولع برؤيته فيختفي ويطير، فالعالم هو التغير، والحياة هي الرأي، ورأي كل واحد منا هو الاختيار، فعلينا أن نقدر الطبيعة بأناسها وحيواناتها ونباتاتها وجمادها، حيث نعيش كلنا في الواحد الذي نسميه العالم والذي ينضوي تحت الكون، فكل جزء منا هو الكل. .

القلب الخشبي رواية الوعي واللاوعي، الطبيعة والكون، الجزء والكل، هي دعوة للتأمل، فكأن عبدالغني كرم الله يقول لكل واحد منا: إذا كان لديك عقل فلمَ لا تفكر وتتأمل؟! .

(عبيد إبراهيم بوملحه)
كاتب وروائي اماراتي

Post: #233
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 05-16-2023, 08:46 PM
Parent: #177

السفير د.حيدر بدوي صادق: سيرة من نور

هو بالفعل صادق، وقوي الشخصية. كان أول دفعته حتى دخل الجامعة. الأسرة كانت أمنيتها أن يدخل كلية الطب. ولكنه غير رغبته في الثانوي من علمي إلى أدبي. هذا، على الرغم من اعتراض أساتذته، بخاصة أستاذ الرياضيات "أبو فصله،" الذي كان يلقب بعبد الله فيزياء. وترجاه أستاذ عبد الله أن يتخصص في الرياضيات، التي كان متميزاً فيها.

ولأنه كان متميزاً جداً تخرج في جامعة الخرطوم ببكلاريوس الشرف في علم الاجتماع وعلم الإنسان. وأثناء دراسته فاز بجائزة الكلية للتميز لثلاث سنوات متتالية. وهذه الجائزة كان يفوز بها أول الدفعة في التخصص.

وامتحن للخارجية عام ١٩٨٦، وكان أول دفعته. وهو يجيد اللغتين، العربية والانجليزية بطلاقة، تحدثاً وكتابة. هذا، إضافة للغة النوبية، لغته الأولى. وهو من مواليد وادي حلفا، في العام ١٩٦١. معلوماته العامة غزيرة. و هو متميز جداً في إلمامه بالمواد العلمية، يعني جوكر!

يتحدث العربية بفصاحة ملفتة، على الرغم من أنه نوبي النشاة واللسان. ومقدراته الخطابية عالية جداً في اللغتين، العربية والانجليزية. وكان من المسؤلين في الجمعية الأدبية منذ الثانوي العامة، مما أهله في الخطابة.

وصوته جميل جداً. فكان فنان مدارس كوستي الأول. وكان يسمى بحيدر كوستي في نفس الفترة التي ظهر فيها حيدر بورتسودان. وغنى في الإذاعة السودانية عبر برنامج "ساعة سمر"وكان وقتها ما زال في الخامسة عشرة من عمره.

دخل الجامعة وأقام بعض أركان النقاش في داخليات البركس. وكان منشد الجمهوريين الأول في الجامعة، حيث كان يقدم وصلة من الإنشاد العرفاني قبل بداية الركن وعند نهايته. وقد كان لذلك أثر كبير في حشد الطلبة لأركان النقاش التي كان يقدمها الأستاذ أحمد المصطفى دالي، والأستاذ عمر القراي، وآخرين في بعض الأحيان.

سلام وقدم لمنحة فولبرايت الأمريكية. فتم تفريغه من وزارة الخارجية للماجستير الثانية -فقد حصل على الأولى من جامعة الخرطوم- وقدم للدكتوراة أثناء دراسته للماجستير. فقبل للدكتوارة فوراً، بحكم أنه كان حائزاً على ماجستير من جامعة الخرطوم. وأكمل الماجستير الثانية في جامعة أوهايو في ستة شهر فقط . وهذا لم يحدث في تاريخ الجامعة ذات المئتين عاماً، بل أكثر. وحين قبل للدكتوارة تم قبوله، كما سلفت الإشارة، فامتد تفريغه أيضاً من قبل وزارة الخارجية. وحصل في هذه الأثناء على جائزة أميز طالب للدراسات العليا في جامعة أوهايو. وحدث انقلاب الإسلامويين في الخرطوم. فأحيل من الخارجية "للصالح العام،" فآثر أن يعود لسلك التدريس، الذي بدأه في جامعة الخرطوم (قبل الانضمام للخارجية). فعمل في ثلاثة جامعات أمريكية وانتقل للتدريس في الخليج، فدّرس في جامعات في الإمارات والسعودية فقطر، حيث قدم استقالته عند اندلاع ثورة ديسمبر. فعاد للسودان. وتم إرجاعه لوازرة الخارجية كسفير درجة أولى. وأصبح الناطق الرسمي للخارجية. ثم تم ترشيحه سفيراً للسودان في كوريا الجنوبية قبل انقلاب البرهان، الذي ناهضه د.حيدر بقوة. ولم يعمل السفير حيدر ولا ساعة واحدة بعد الانقلاب. فتم الغاء ترشيحه. فطلب إجازة بدون راتب، حتى تنجلي غمة الانقلاب. ولكن سوء الاسلامويين وتآمرهم أدى للحرب اللعينة، التي تكاد تدمر الخرطوم! فانحاز د.حيدر لضميره وللسلام. وأدان الجيش والدعم السريع معاً. ورأى أن من واجباته تقديم النصح للوزير المكلف السفير علي الصادق، حاثاً إياه على الاستقالة. فأقيل من منصبه كسفير، بموجب قرار نسب للبرهان.

لطفي على لطفي
١٦ مايو ٢٠٢٣

Post: #202
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-22-2022, 09:08 PM
Parent: #1



*إعادة تدريس الأدب الإنجليزي: المفارقة بين إرث جاجول وجوجل إيرث*

د. تاج السر حسن بعشوم

طالعتنا الصحف اليومية مؤخراً بأنباء تتحدث عن قرارات اتخذتها وزارتا التعليم العام الاتحادية والتربية والتعليم بولاية الخرطوم تتعلق بإعادة تدريس الادب الإنجليزي بالمدارس. ولقد بدأ من حيثيات تلك القرارات انها قد اتخذت كمعالجة للتدهور الذي لحق بمستوى اللغة الإنجليزية في العقود الأخيرة.
ولنا أن نتساءل هل هذه الخطوة كفيلة بوضع نهاية لهذه المشكلة التي ظلت تقض مضاجع التربويين والاباء والطلاب وكل المعنيين في الحقل الأكاديمي والمعرفي بكل مستوياته وفي سوق العمل بمختلف ضروبه وفي غير ذلك من المجالات ذات الصلة.
ولعل نقطة البداية هي تساؤل منطقي أخر. هذا التساؤل يتعلق بقرار هو في تقديري أخطر بكثير من قرار إعادة تدريس الادب الإنجليزي في السابق.
لعله من الطرافة بمكان ان يكون السبب الذي دعا لاتخاذ القرار الان بإعادة تدريس الادب الإنجليزي هو نفسه الذي دعا في السابق لاتخاذ القرار بإيقاف تدريسه، الا وهو تدهور مستوى اللغة الإنجليزية.
مضى علينا حين من الدهر في ما سلف من الأيام كان الأدب الإنجليزي فيه يدرس كمادة منفصلة قائمة بذاتها وليس جزءاً من مقرر اللغة الإنجليزية وكان طلاب السنة النهائية الجالسون لامتحان الشهادة الثانوية بمساقيها – العلمي والادبي – ممن اختاروا مادة الأدب الإنجليزي يدرسونها من خلال الكتب الأصلية وليس المختصرة ولا المبسطة. كانوا يدرسونه بكل جوانب دراسة الادب من تذوق وتحليل ونقد. كانت تفرد لها من الحصص العدد المقدر الذي يمكن الطلاب من دراستها ثم الجلوس فيها للامتحان والذي كان بدوره يشتمل على كل جوانب التحليل الادبي، وفي شتى صور الأسئلة القصيرة منها والمقالية. يحللون فيها الحبكة الروائية والشخصيات بكل صنوفها والرمزية والتصويرية ووجهة النظر، إضافة إلى الأسلوب والأسلوبية.
والشاهد في الأمر أن دراسة الأدب الإنجليزي لم تكن وسيلة لغاية، بل إنها كانت غاية في ذاتها. لم تكن وسيلة للنهوض بمستوى اللغة الإنجليزية عند الطلاب، بل كانت تتخذ من اللغة الإنجليزية وسيلة لها. ولقد كان الطلاب يختارونها وقد استقام لسانهم باللغة الإنجليزية، استقامة تكاد تماثل الناطقين بها واشتد عودهم ونضجت تجاربهم الذاتية وبلغوا من النضج العقلي والشعوري القدر الذي يمكنهم من فهم واستيعاب الادب الإنجليزي وسبر أغواره والغوص في بحوره واستخراج كنوزه، وهم بهذا الوصف لم يكونوا يدرسونه بغرض تحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية.
ثم لم تزل بنا الأيام حتى خيم علينا دهر تقلص فيه مد اللغة الإنجليزية وصار الأدب الإنجليزي وسيلة، لا لرفع مستوى اللغة الإنجليزية، بل لرفع مجموع الدخول للجامعات. صارت قائمة المؤلفات الأدبية شبه ثابتة لا تتغير كما أن شكل الامتحان قد تغير بحيث اضحى يصمم كي يتماشى مع المستوى المتواضع للطلاب فأصبحت ورقة الامتحان كلها صورة "الاختيار من متعدد" وألقى ذلك بظلاله الكثيفة على الطريقة التي يُدْرس ويُدَرس بها الأدب الإنجليزي، انقلب الحال من دراسة الأدب الإنجليزي الي تدريب الطلاب على مهارات الامتحان فقط بغرض الوصول للإجابة الصحيحة. وما لبث أن أطلت المذكرات والملخصات ونماذج الأسئلة المحلولة برأسها. وبدلاً من ان يلجأ الطلاب الى الكتب المقررة، صاروا يلهثون وراء تلكم الوريقات يستظهرونها ويضعون منها التوقعات (الاسبوتنج) ويجدون بذلك ضالتهم في تحصيل الدرجات. وفطن البعض لذلك حيث أن كثيراً من الطلاب الذين كانوا يختارون مادة الأدب الإنجليزي لم يكن لهم من دافع سوى الحصول على أكبر درجة وبأسهل السبل. وحال التحاقهم بكليات الآداب والتربية، يبدو ضعفهم وعدم قدرتهم على مواكبة الدراسة الجامعية. ومن هنا كان اتخاذ القرار الأخطر بإلغاء مادة الأدب الإنجليزي من مقررات الشهادة الثانوية.
ويبقى السؤال الملح: "هل اعادة مادة الأدب الانجليزي لمقررات الدراسة يمكن ان توقف التدهور في مستوى اللغة الانجليزية دع عنك ان تعمل على تحسينه؟"
وهذا بدوره يفتح الباب على مصراعيه للكثير من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات شافية:
ماذا يعني ذلك من الناحية العملية؟ هل ستسمح خارطة جدول الحصص بإضافة العدد المناسب لهذه المادة؟
هل لدينا من المعلمين من بإمكانهم تدريس هذه المادة من حيث المحتوى ومن حيث الطريقة ومن حيث التقويم؟
وماذا عن طريق التقويم والاختبار؟ ما هو نوع الاسئلة وما هي المهارات التي تقيمها تلك الاسئلة؟ واي قطاع من الطلاب سوف يدرس ذلك؟ الادبيون وحدهم ام العلميون والفنيون أيضاً؟ وما هو دافعهم لذلك؟
ثم هناك الكلفة المادية لهذا المشروع. هل ما زالت دور النشر العريقة تصدر هذه المؤلفات بالكمية الوفيرة والنوعية الجيدة التي كانت تغطي الرقعة الجيوسياسية، تلك الرقعة التي لم تكن الشمس تغيب عنها؟
هل سنرى مرة أخرى عبارة "طبع خصيصاً لوزارة التعليم العام السودانية"؟ هل هنالك من الإمكانيات المادية ما يفي بتوفير الكتب المقررة وبتجديدها؟
ولنفرض جدلاً أن كل الأسئلة السابقة وجدت ردوداً موجبة، فسوف تبقى القضية الكبرى الماثلة: ما هو الادب الإنجليزي الذي نعنيه؟
هل هو ادب الخيال العلمي لكُتَّاب مثل هـ. ج. ويلز "الة الزمن" والتي لم تبلغ معشار خيال طفل من أطفال اليوم عمره دون العاشرة؟ ام مثل "حول العالم في ثمانين يوماً" في عصر أصبح فيه الطيران الذي تفوق سرعته سرعة الصوت امراً واقعاً ومعاشاُ؟
هل هو الادب الرمزي مثل مؤلفات جورج اورويل مثل "1984" والتي كتبت عام 1948م ونحن، الآن، خلفنا عام 1984 وراء ظهورنا، ومثل "مزرعة الحيوان" وقد أصبح ما تحكي عنه اثراً بعد عين؟
هل هو ادب المغامرات ورحلات الاستكشافات الخيالية لمجاهل القارة الافريقية مثل مؤلفات سير رايدر هاجرد مثل "كنوز الملك سليمان" و"الان كوترمين" والتي تحكي عن سلالة بيضاء تعيش في قمة جبل وسط افريقيا وتتحدث عن الساحرة "جاجول" ونحن في عهد يمكن للفرد ان يحدد فيه أي منزل في شارع عبيد ختم ويعرف اسم صاحبه وربما يرى صورة له كذلك، بل ويستطيع ان يحدد بيت "البلولة جرقندي" في دسكرة "خشم المرفعين" من أعمال محلية "دار بني أوى" ويستخدم في ذلك برنامج "جوجل إيرث"؟
هل هو ادب الروايات التاريخية التي كانت طفرة في يومها ولكنها لم تعد اليوم بمثل ذلك السحر الأخاذ ولا المتعة العميقة في زمن الوسائط المتعددة والشاشات ثلاثية الابعاد؟
هل هو ادب الأيدولوجيات مثل "في انتظار جودو" والذي لم يأت حتى هذه اللحظة؟ هل هو ادب السير الذاتية من قبيل "جين إير" والتي لم يعد في قصة حياتها الا القليل يغري انسان اليوم بالتأمل فيها؟
هل هو ادب الروايات المسرحية مثل اعمال "اسكار وايلد" وحتى "جورج برنارد شو" والذين لو قدر لهما ان يحييا حتى اليوم لأعادا كتابة ما خطه يراعهما؟
هل هو أدب شكسبير والذي اضحى اليوم في حاجة لأن يترجم للغة اليوم وحتى للناطقين بالإنجليزية كلغة أم؟ أولم يضطر مخرجو بعض مسرحياته ان يبدلوا شخوصه سيوفهم بمسدسات آلية حتى يفهم عنهم جيل اليوم من المشاهدين؟
أم هل هو أدب اليوم من قبيل "شفرة دافنشي"؟
إن هذا القرار خطوة كبيرة وخطيرة ولسوف يترتب على تطبيقها أثار جسيمة وبالغة التعقيد. ولا يزال سيل الأسئلة ينهمر:
هل سبق اتخاذ هذا القرار دراسة علمية منهجية قامت على طرق البحث العلمي التجريبي كي يقف القرار على أرض صلبة من النتائج التي تم التوصل اليها من خلال اختبارات الفروض وذلك بعد جمع البيانات بأدوات محكمة لا يتطرق الشك الي قدرتها وصدقها وثباتها وتحليل تلك البيانات بالطرق العلمية والوصول منها الى خلاصات تعطي مؤشرات حقيقية لنجاح التجربة؟
هل اخضعت نتائج التجربة للمزيد من الفحص من خلال التجريب على مستوى صغير قبل ان يعمم؟
هل تمت الاستنارة بدراسات عالمية في هذا المجال وبمقارنة النتائج بمحكات موثوق بها؟
إن أي تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها، ونحن في عهد لا يحتمل تكرار التجارب غير الناجحة.
هذا وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين.

Post: #204
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-27-2022, 06:27 AM
Parent: #202


اعتذار تأخر ثلاثين عاما : للشهيد الخالد محمود محمد طه ولسعيد شايب وللأحباء الجمهوريين عن جهلي

................... اعتذار من جاهل




............................... الى روح الشهيد العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه.....................................


(الحرية لنا ولسوانا)



لو أن كل واحد فينا فهم هذه المقولة ووعيها وعمل بها لما ضاق صدره بالرأي الآخر،

ولو أحب كل منا الآخر واحترمه لما حدث ما يحدث الآن في السودان من قتل وتعذيب

وتشريد وقطع لأرزاق الناس، ولو فهم أهل الإنقاذ جماع حكمة ديننا الجميل في احترام

الآخر واحترام رأيه وإنسانيته وآدميته وكرامته وحرمة دمه وعرضه وماله (وهذا أصل

الدين) لما كان بيننا سوى محض المحبة والاحترام وإلا فما الذي بيني وبين عمر البشير

أو السيد علي عثمان أو حتى نافع أو الزبير طه أو الشيخ حسن الترابي ، بالتأكيد ليس

بيني وبينهم أية أحقاد أو ضغائن شخصية ويمكن أن يكونوا أصدقاء مقربين لو لم يفعلوا

ما فعلوه بأهل السودان من تنكيل وتشريد وقتل وامتهان للكرامة البشرية بلغ حدا

لا يمكن لأي حر إقراره والقبول به، بله التعايش معه، والسكوت عنه.

إننا في أمس الحاجة الآن لفهم هذه المقولة البسيطة الكلمات العميقة المعاني

و الدلالات التي كانت جماع قمة فكر الثورة الفرنسية والفكر الغربي المتطلع للحرية

والانعتاق والتي أتي بها المفكر الإسلامي الرائد الملهم الأستاذ محمود محمد طه

ليجعلها قلب ولب جماع الفكر الإسلامي الحديث كما فهمه وكما ينبغي أن نفهمه جميعا،

عليه رحمة الله ورضوانه.

ومما أذكره من تجارب شخصية إنني قي أواخر ستينات القرن الماضي أ و

في أوائل سبعيناته (وكنت وقتها فتى غرا لم يخضر شاربه بعد (teen-ager ) أن

نشرت لي صحيفة الأيام مقالات ثلاث - بعنوان (حول أفكار محمود محمد طه: خمس

قضايا للمناقشة ) وكانت الأيام وقتها في أوج وهجها يقوم على إدارتها وتحريرها ثلاثة

من عمالقة صناعة الصحافة: بشير محمد سعيد رحمه الله والمحجوبان (محجوب محمد

صالح ومحجوب عثمان) أطال الله في عمريهما وأبقاهما ذخرا للسودان وللأجيال

الصحفية الشابة لينهلوا من تجربتهما وخبرتهما الثرة العميقة التي كانت وما تزال تقوم

على الصدق واحترام الكلمة والذات . ولم يكن متاحا ولا من عرف الأيام أن تنشر في

صفحة معرض الرأي الرصينة لفتى نكرة صغير السن مثلي حرفا دع عنك مقالات

ثلاث... فقد كانت هذه الصفحة محتكرة تقريبا لعمالقة الرأي والثقافة و الفكر من أمثال

المغفور لهم : بابكر كرار و وصلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطفى المكي - وقد دارت كل

معارك الأخيرين المشهورةعبر هذه الصفحة الرصينة وكذلك الشاعر سيد أحمد الحردلو

(أمد الله في عمره) الذي كانت له مناكفات أدبية مع المرحوم صلاح أحمد ابراهيم (رحمه الله)

والأستاذ الشاعر الجميل محمد المكي ابراهيم (أطال الله عمره) كما نشر عبرها السيد الصادق

المهدي عددا من أفكاره المهمة .

حينما نشرت لي أول حلقة من هذه المقالات - وأنا غر صغير السن والتجربة والخبرة

والحنكة عاطل عن كل فكر وحكمة - كما أسلفت – ولم أك أملك شيئا غير مقدرة ضئيلة

تمكنني من الكتابة دون أخطاء جسيمة تميزني عن بقية أقراني و أترابي في ذلك الزمن

الذي لا تستطيع أن ترقى فيه سلما واحدا دون منافسة وموهبة حقيقية- فرحت يومها فرح

طفل أهديت له لعبة يحبها، ولا أخفيكم إن رأسي قد كبر ألف مرة و شعرت إني أصبحت

بين ليلة وضحاها كاتبا يشار إليه بالبنان.

وكان ذلك بالطبع وهما كاذبا لم أكتشفه إلا بعد معاناة وتجربة في العمل والكتابة الصحفية

امتدت أعواما طوالا في الوطن وخارجه.

وقد جلبت علي هذه المقالات الثلاث غضب إخوتي وأحبتي الجمهوريين حيث أخذوا علي

بعض عبارات استخدمتها بلا قصد و فسرت بأنها إنقاص من قدر الأستاذ "معاذ الله" –

حقيقة الأمر إنني لم أنتبه إليها في ذلك الوقت حيث إني كنت أحب الأستاذ محمود كثيرا

و أجله إجلالا كبيرا كما كان خالنا الأستاذ سعيد الطيب شايب يمثل بالنسبة لي مثالا

للإنسان الذي يجب أن يكون عليه المسلم الحقيقي – عليه رحمة الله ورضوانه

- وقد كنت أحبه حبا لا أعتقد إنني سأحبه لأحد غيره .

و بعد سنوات طويلة نظرت إلى ما كتبته خلال تلك الفترة الباكرة من حياتي فوجدت

– ولا أكتمكم القول – إن جل ما كتبته كان مجرد خواء وهراء.....خواء فكر

وهراء قول .... كان نتاج فورة شاب لم تعركه الحياة ولم يعركها ......................

ونتاج جهل أعيذكم الله منه... "جهل يافع غر" قرأ قليلا فظن انه امتلك جوامع الحكمة

والكلم وهو أبعد ما يكون عنهما.

...... وكان أن نظرت إلى ما كنت قد نقدته من أفكار الأستاذ محمود – رحمه الله –

فوجدته وأنا أنظر إليه الآن بمنظار ما اكتسبته من خبرات وتجارب – أنه كان رأس

الحكمة وعينها وقلبها. وأكثر ما يؤلمني الآن انه لم تتح لي فرصة لأعتذر للأستاذ

شخصيا عن ما كتبت من معان غثة و أفكار فجة وأمان فطيرة وعن كلمات لم تكن

لتصدر عني لولا "جهل يفاع وصبا "وقصر نظر ، و رغم إن الإخوة الجمهوريين

لم يغيروا محبتهم لي قط إلا إني ما زلت أشعر بتأنيب ضمير إزاء جهل لم أتعمده.

وهذا اعتذار مني للإخوة الجمهوريين جميعا برغم انه جاء متأخرا بأكثر من

ثلاثين عاما برجاء قبوله.


ما أحببت قوله بهذا للإخوة جميعا في هذا المنبر إنه علينا اختيار كلماتنا

بعناية حين نناقش بعضنا بعضا حتى وان كان ما يقوله الآخرون لا يتفق مع قواعد

المنطق السليم ولا مع قناعاتنا ولا مع ما نؤمن به حتى يسود بيننا الاحترام والخلق

الحسن وأن نتحلى بأدب الحوار و الاعتذار ..... فهذه هي الحرية و الديمقراطية التي ننشدها

ونصبو إليها..............

... ولن تكون هناك ديمقراطية بغير إيمان حقيقي بأن الديمقراطية هي الحرية .............

.................... ...............وان هذه الحرية هي لنا ولسوانا.


.................. ولك العتبى أيها الشهيد الخالد الغائب الحاضر - الذي غيبته الفئة الباغية -

.......................................... .......................... حتى ترضى






فاروق حامد (أبوناصر)



الاخوة الأعزاء : بما ان الاستطراد قد أخذني بعيدا الى غير ما أملت

فاني أستميحكم عذرا في استعارة هذا الرد الذي أنزلته في بوست الأخت تماضر

وعنوانه ( من تماضر بأمريكا الى بيان) الى هذا البوست حيث اني كنت أنوي الرد

على نفسي لمقالات ثلاث كنت نشرتها بجريدة الأيام قبل أكثر من ربع قرن .. وقد

أعدت قراءتها مرة أخري وأنا أنبش في أوراقي القديمة فرأيت فيها جهلا وقصورا

بسبب فورة الشباب وصغر سني وقتذاك حيث لم أكن قد بلغت العشرين من عمري

.... وقد وجدت فيها بالفعل بعض التطاول غير المقصود على أستاذنا الشهيد الخالد

محمود محمد طه (عليه سلام الله ورضوانه) فأحببت أن أعتذر لأستاذنا في عليائه

ولأحبتي الجمهوريين وعلي رأسهم الحبيب الغائب الحاضر أستاذي سعيد الطيب

شايب - رحمه الله - برجاء قبولها رغم تأخرها .

فاروق

Post: #209
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-15-2022, 07:27 PM
Parent: #1

كتب د. عادل العفيف مختار
هذا المقال كتبه بروف محمود استاذ اللغة الانجليزية بجامعة السودان في بروف بعشوم. بروف محمود مشرفي في درجة الدكتوراه، رجل يكتب اللغة كما أهلها.👇


Bereavement
Painful fall of a great edifice
Bashoum, really impressed me at SELTI
He is my favorite fellow ever. He was one of the very few teachers, I was destined to encounter, who were capable of instilling confidence and making learning a fascinating challenge. When he learns a bit of fresh information his eyes were ablaze with excitement and joy. His eyes readily betray his composure or self-possession. What sets him distinct from all those I have met is his ability of explaining the more complicated things in a moderately simple and astonishing manner. When I met him for the first time in 1990 he made me discover things about myself that were obscure or vague to me. In fact he coached me into exploring my inner professional self. His remarks were heartily, real and encouraging. He was not aloof. He was friendly the matter that made his classes more enjoyable and popular. Bashoum, was actually endowed with multiple teaching and social talents. One of his students once told me that what she likes about Bashoum among many other merits is his ability to bring to your attention the relevance of your learning in astounding way by providing practical examples so convincing to his all audience.
Bashoum, despite the harsh realities of our country, was progressively developing. He is always full of fresh ideas for fun and learning. Upon my arrival at SELTI that evening in 1990 Bashoum was teaching one of those general English courses for the public. Abdel Aziem Salim, who was head of the General English Department, was reclining on an angareeb and fuming with anger as one of those teachers was absent or couldn’t come on time to start her class. I greeted them with all the respect on me and asked for classes on hourly basis. Abdel Aziem daggered me with a suspicious look laden of all the doubtfulness of the earth that I would be successful in professionally handling their SELTI classes. I was young and full of all the arrogance that University of Khartoum could fill its graduate with. Upon detecting his mistrustful look I asked him in a challenging manner to attend my class lest he may learn something. Bashoum was watching the whole scene so closely when suddenly started to laugh and begged Abdel Aziem to join me. In fact Abdel Aziem fetched a chair and took a hiding place outside the classroom where he could see things quite evidently and hear every single word. By the end of the lesson Bashoum came and politely asked me to round up my class.This episode cemented my relation with Bashoum who readily asked abdel Aziem to absorb me in a full teaching schedule. He even surrendered some of his classes to me. By the way in one of those classes Bashoum and I taught Traji Mustafa.
We do need teachers like great Bashoum to push the country up the slopes of academic success and improve our tragic educational realities to which Al-Ingaz has dealt a deadly blow. We need teachers who are adorable and create an atmosphere of awe and wonderment in classroom settings. They are sure to change forever their students’ ways of viewing the world and life. Bashoum was one of those who were empowered with their faith and dedication to instill in their students and colleagues a love for knowledge and a passion of understanding. He was mystic in the strict sense of the word. Worldly things never lived up to his imagination or sense of possessing. He has a big loving and kind heart. Once I was hiding behind a tree and thinking over my late mother who terrible sick. He saw me and came just as I was beginning to cry. “What’s wrong Mahmoud, What’s wrong with you؟” I told him the whole story. Alas, the man started crying so bitterly and that I could hardly control him. His sad feelings are so contagious and easily passed around that suddenly a huge gathering of the trainee teachers took up the crying chorus without knowing what is what.
He was always seen having his nose on his books and computer but his heart was throbbing with kindness and wondering elsewhere with the needy and his students. The school and institution of learning have formed his world. He delivered his classes with very great enthusiasm and professionalism that made the subject come alive whatever it is. Bashoum loves children so greatly and cared about them as human beings. He believes children to have their intelligent and neat world though they can scarcely express it verbally like the elders. My son who was six was taking a beginner course with Bashoum. He went to the front part of the room to ask for a clarification. He swooped him up near to his head and put it in close adjacency to his head and told him to think the answer out of his head. He admired the process. It was such a lasting infectious and energizing impression. He believes teaching is a helping profession and should never be viewed along calculative lines. It requires a great deal of self-sacrifice.
Undoubtedly, classrooms are infernos particularly in Sudan with oversize classes or underprivileged classrooms, excessive paperwork, tiring bureaucracy, irresponsive students and above all very much poor pay. However, teachers like Bashoum consider this depressing situation of teaching in our country as more rewarding than any other job in the world of commerce or banking. That is why so many people believe that teaching is such a demanding profession and calls for a specific type of persons. Hence, a teacher is born not made. My dear friend Bashoum is the right caliber for this profession. He is very proud of it as he knows that he is one of the privileged few that shape the minds of a huge portion of young people of our country. He watches them open up , grow and become more competent and more powerful only to assume influential positions and hence inject the changes their teachers have dreamt of.
His death has been heartbreaking and calamitous to many of his colleagues and students. Death of a teacher is death of a nation. This man was a great edifice in the field of education. He was a teacher who taught at the different levels of education in our country right from the primary school to university. He was a trainer of trainers, a text-book writer, a poet, educator, a translator and an outstanding storyteller. To converse with Prof Bashoum you are instantly taken up by surprise at his implausibly huge breadth of knowledge. As an interlocutor your eyes starts to light up with the wealth of knowledge you begin to absorb as he starts talking. Every bit of information count and adds to your legacy of education. He is very pleasant to sit with and talk to. Switch on a lovely topic, let him take the lead and you are left speechless with awe.
In our country, quite a big number of educators, students and colleagues are grateful to this gentleman. They treasure up the academic services he rendered them across their research projects. He never asks for a pay but enjoys those moments when his students meet him in a function or street after they have left university or a training course and start telling him how they benefited and appreciated his learning, classes and what he taught them. He rejoices those rare moments when one of his students sends him a thank-you note. They often do. Teachers in general thrive on commendation and recognition of their labors and efforts. The best professors at the most reputable universities and highly praised and acclaimed surgeons, engineers, journalists among others are greatly indebted to teachers who spared no time and effort to prime, shape and cultivate their desire for learning. All those prominent figures in the community such policymakers and thinkers have been taught by a teacher at some point in their lives.
May Allah bless him with Jannah and reward him for all the assistance and services he rendered his students and colleagues and give his family Sabr. Please do pray for Bashoum in your prostration.
Mahmoud
A

Post: #215
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-12-2022, 05:43 AM
Parent: #1

في ذكرى اللطيف🍀🌺
كتب الراحل المقيم الأخ حيدر خير الله:
((سلام يا.. وطن
حيدر احمد خيرالله
ورحل عبد اللطيف عمر، الرجل الذى يضئ..
*رحل الاستاذ / عبداللطيف عمر حسب الله زعيم الاخوان الجمهوريين بعد صراع طويل مع المرض الذى قابله العبد _ اللطيف بجلد. وصبر، وزبدة معارف العارف، وفرحة من يشتهي لقاء من يحب ، فجسد التسليم لماهو كائن ..فكان يستجيب لطبيب الظاهر ويستأنس بارادة المريد فى شأن الجسد الرقيق، فكان بروحه يقابل زواره الكثر على مدار اليوم، يسالهم عن احوالهم ، يلاطف صغارهم، ويتفقد كبارهم، ويشعرك كانك المضيف وهو الزائر ، فلم يجد المرض اليه سبيلا..
*والعبد _اللطيف يواصل دوره الرائد منذ فجر شبابه الباكر وحتى ساعة رحيله،، فعندما كانت الفكرة الجمهورية فى عنفوان حركتها، كان الساعد الاكبر للاستاذ محمود ولنشاط الجمهوريين هو عبداللطيف، يشرف على الوفود، ويتابع اتيام حملات الدعوة، وينظم بيوت الاخوان ، ويعود المرضى، ويحل قضايا الطلاب، ويلتقي المعارضين.. ويذهب لجريدة الصحافة، حيث مقر عمله والقول الفصل ينتظره المعلم الشهيد من فقيدنا العزيز.. عندما تقترب الخواتيم يلفظ الاستاذ بالعبارةالحاسمة ( نسمع من عبداللطيف)
*الرجل الباسم النحيل، ثاقب النظرةحاضر البديهة بسيط المظهر. عميق المخبر ، واضح الفكرة سلس العبارة .كأنما أوتي جماع النظام والترتيب بلا رتابة ، وفى احلك المواقف كان هو رابط الجأش واسع الجنان شديد المراس قوي الشيكمة ، وود بلد..نسيج وحده فى حب الاسلام والسودان والانسان ..ولما آل اليه امر مسؤولية المجتمع الجمهوري بعد انتقال الاباء / سعيد الطيب شايب و جلال الدين الهادي ، ظل فقيدنا صامدا فى حمل التركة المثقلة بالمتغيرات الكثيرة. ولكنه وسط كل المتغيرات كان القاسم المشترك الاعظم عند كل المجتمع هو محبة العبد _ اللطيف ..الذي ظل سمته المعلوم البشاشة والحزم والعزم ونهج الحب ..فلم يكن يميز بيننا بالمواقف بقدرما كان بحرا من الود. والعلم والتسليك بالرغم من المواقف المخالفة ..فكأنه انتقل من التسليك بالمقال للتسليك بلسان الحال..
*وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( قيل : يارسول الله أي الناس احب اليك ؟ قال :(انفع الناس للناس) قيل : يارسول الله فأي الاعمال افضل ؟! قال : (إدخال السرور على المؤمن ) قيل وماسرور المؤمن ؟ قال : (إشباع جوعته ، وتنفيس كربته وقضاء دينه ، ومن مشى مع اخيه فى حاجة كان كصيام شهر واعتكافه ، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ،وان الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل )
*ونشهد ان فقيدنا. عرفناه من انفع الناس ، ومظهره ومخبره يدخل السرور وسمته سرور ووقاره سرور وانه يقري الضيف ويشبع الجائع ويسعى لقضاء الحوائج ، وماعهدنا عليه من غضب ..وهاهو اليوم فى برذخه مع من احب..ونحن هنا نلاقي اليوم الاول دون ان نسمع من عبداللطيف العبد _ اللطيف ..ونقول له ماكان يقوله عندما يتلقى خبر من مات (ربنا ينفعنا بجاهه) طب نفسا ابي فقد اديت الامانة ، وان رحيلك الفاجع يشكل علامة فارقة فى مجتمعنا ، وقد عهدناك حريصا علينا وسنبقى منتظرين لمددك ..ولاسرتك الصغيرة نقول جميعنا احوج منكم للعزاء ..وسلام عليك فى الخالدين ..
سلام يا ..
شكرا لاستاذي عبداللطيف الذى ساعدنا لتخطي المرض لتعود اليوم هذه الزاوية ..وسلام يا
الجريدة الثلاثاء 5/5/2015))

Post: #216
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-12-2022, 06:43 AM
Parent: #1

قد ينعم الله بالبلوى و إن عظمت و يبتلي بعض القوم بالنعم

فات الكان بيدِّينا إحساس بالإلفة وكان راوينا
فات الباكي جراحنا و ناسي جراحو ولافي ورانا مدينة مدينة
فات الصاحي و نحن نغط في النومي السابعي طالق حسو و لا حسينا
حتحت فينا سيدسو الطاعمة و راح قنعان من خيراً فينا
سلامات يا زول يا رائع سلامات عوافي
يا خلاصة الخير الفي الناس و ترياق الزمن المتعافي ...

في ذمة الله الدكتور الخلوق المبادر للخير و للتعليم مستشار منظمة سيدسو الداعمة للتعليم ... رحمة الله عليك دكتور الطيب أحمد النعيم ...
اللهم أغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ،، و أبدله داراً خير من داره ... و أهلاً خير من أهله و اجعل الجنة مقره ... البقاء لله وحده
إنا لله و إنا إليه راجعون ...

من صفحة عبدالقادر علي في الفيس

Post: #217
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-12-2022, 07:10 AM
Parent: #216

مرت سنتان على رحيله الفاجع.
نسأل الله له منازل المقربين ولأحبابه الصبر وحسن العزاء

Post: #218
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: محمد بدرالدين
Date: 12-12-2022, 08:03 AM
Parent: #217


ربنا يرحمه و يحسن اليه
..
نعم يا النذير ..صدقت الاخوة الجمهوريين بيتحبوا
فى قريتنا الصغيرة بحلفاالجديدة
فى التسعينات كان عندنا كم جمهورى كدة
كانو فى عطبرة و اخدوا الفكر من هناك تقريبا
كانوا مقبولين من الجميع (بغض النظر عن القرابة..لاننا ف القرية كلنا اهل) و وادعيين جدا و فيهم هدوء عجيب
و نقاشهم السياسى هادى و بدون تعصب
الغريبة ما نشروا فكرهم ف القرية و لا دعوا احد للانضام اليهم
و تحية و سلام و تقدير لكل جمهورى
و للزملاء بالمنبر

Post: #221
Title: د. عمر القراي يكتب: وكيل النيابة والكذب الرخيص
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-29-2022, 05:25 AM
Parent: #1


منقول
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

Post: #222
Title: Re: د. عمر القراي يكتب: وكيل النيابة والكذب ال�
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-29-2022, 05:25 AM
Parent: #221

وكيل النيابة .. والكيد الرخيص !!
(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)
صدق الله العظيم
د. عمر القراي
نشر وكيل النيابة، في وسائل الاعلام بالسودان، اعلان عوانه ( اعلان لمتهم هارب) قال فيه (وبناء على الدعوى الجنائية رقم 840 للعام 2022م المادة 24/25 القانون جرائم المعلوماتية/ قسم شرطة الحاسوب ... وبناء على ما توفر لدي من معلومات مما حملني على الاعتقاد بأنه وبعد صدور امر القبض في مواجهتك قد هربت أو اخفيت نفسك للحيلولة دون تنفيذ الأمر. بهذا اطلب منك تسليم نفسك لأقرب(قسم/نقطة) شرطة في مدة لا تتجاوز اسبوعاً من تاريخ نشر هذا الإعلان). ولقد ظهر الإعلان المزعوم في وسائل الإعلام، قبل يوم أو يومين، أي في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2022م. وأنا قد غادرت السودان، لظروف أسرية استثنائية قاهرة، يوم 13 يناير 2022م أي قبل حوالي عام كامل من ظهور إعلان النيابة.. فكيف أكون (هربت وأخفيت نفسي للحيلولة دون تنفيذ الأمر) ؟! كما قال وكيل النيابة "الهمبول"، الذي وضُع في وظيفة أطول من قامتة الفنيّة والأخلاقية، حتى يخدم عصابة المجرمين، من تحالف الاخوان المسلمين وأشياعهم من العسكريين. أن هذا كيد رخيص، وتحايل خبيث، وفجور وكذب، أتقنه الاخوان المسلمون، ونفذه نيابة عنهم، وكيلهم عبد المنعم حافظ، ليحصل على رزقه من وظيفته، التي لا يفعل فيها غير الكذب على الله، وضد الشرفاء باسم القانون.
فلو كان هذا الوكيل قد اتصل بي، وحدد لي موعد في النيابة، ثم لم أذهب، كان من واجبه أن ينشر الأستدعاء في وسائل الاعلام. وحتى في هذه الحالة، كان يجب عليه أن يعطي المتهم فرصة، فقد يكون لديه ظروف قاهرة، منعته من المثول أمام النيابة. ثم بعد أنتهاء المدة، والتأكد من عدم رغبة المتهم في الحضور، يمكنه أن يصدر الأمر له باعتباره متهم هارب.
ولقد سبق في عهد البشير المخلوع، أن اتصلت بي نيابة المعلوماتية، وطلبت مني الحضور، فذهبت إليهم في نفس اليوم، وكان ذلك في عام 2009 م. وعلمت أن هناك شكوى موجهة ضدي من جهاز الأمن، بسبب مقال كتبته عن إغتصاب مجموعة من رجال الأمن، للناشطة صفية اسحق، وكان عنوان ذلك المقال الذي نشرته جريدة الصحافة " الاغتصاب في ظل الشريعة الإسلامية". ووجهت لي تهمة الكذب الضار، واشانة سمعة جهاز الأمن، واستعداء الرأي العام على نظام الإنقاذ. فإذا كنت لم أختف، أو أهرب، وأنتم كنتم وحدكم في السلطة، تملأون كافة مقاعدها بغير كفاءة، فهل أهرب منكم اليوم، بعد أن اسقطكم الشعب، وارجعكم البرهان الجبان ؟!
ولو كان وكيل النيابة يحترم نفسه، ومهنته، لكان استقال يوم جاء "أيلا"، وعقد الندوات جهاراً، وهو متهم هارب ومطلوب للعدالة، حتى علق البرهان نفسه، بأنه لو كانت هناك دولة، لما استقبل "ايلا" استقبال الفاتحين، فأنطقه الله ليشهد على حكومته بالضعف، وعلى نفسه بالجبن والخور. ولو كان وكيل النيابة يحترم نفسه، ومهنته، لأطلق سراح شباب لجان المقاومة، المعتقلين بغير جريرة، والذين لفقت لهم تهم لا علاقة لهم بها. ولو كان يستحي لخجل مما فعل مع الأستاذ وجدي صالح، فقد نشر أنه متهم هارب، دون أن يخطره بأنه مطلوب، ولما ذهب اليهم، لم تكن هناك بينات يقبلها القضاء ليسير في الدعوى، فأضطروا الى اطلاق سراحه!!
ولم أخطر حتى الآن بالتهمة الموجهة ضدي. وعلمت من الإعلان أنها تخص نيابة المعلوماتية، فهي تتعلق بما كتبت، أو أذعت في مقابلة مرئية، أو مسموعة. ولا اعلم من المشتكي هذه المرة، هل هو جهاز الأمن، أم أحد الاخوان المسلمين الذي هربوا الى تركيا، ولما أمنهم البرهان من المساءلة، عادوا مرة أخرى يتآمرون على الشعب، ويغدرون بالثوار؟! ولماذا تمت الشكوى في هذا الأمر، بعد أن تأكدت النيابة أنني خارج البلاد، فقد قدمت استقالتي من وزارة التربية والتعليم في 7 يناير 2021م، وقبلت في 26 يناير 2021م، ولم أغادر السودان إلا في 13 يناير 2022م، فلماذا لم تقدم الشكوى ضدي في ذلك الوقت ؟!
إن سياسة فتح البلاغات الكيدية، أحدى أسلحة الاخوان المسلمين، في مواجهة تفكيك نظامهم. وسيفتحون بلاغات ضد الناشطين، وضد الوزراء والمسؤولين في الحكومة المدنية، لو قدر لها أن تقوم. والغرض هو أن يحاكم مسؤول أو ناشط، وتضعف بغيابه ساحات النضال. فإن لم يحاكم، يجرجر بين ردهات المحاكم، حتى لا يجد الوقت للإنجاز، ثم يهاجم على أنه لم ينجز!! من أجل ذلك، فإن ابعاد الاخوان المسلمين، واذيالهم من بقية الفلول، من النيابة والقضاء، أمر عاجل، يجب أن يصر عليه السياسيون، كما يصر عليه الثوار. وكل هذا الكيد لن يعيد للاخوان المسلمين مكانتهم، فقد نزعوا من قلوب السودانيين، ريثما ينزعون من أرضهم الطيبة، فإنهم نجس فيجب ألا يقربوا الوطن بعد عامهم هذا.
28 ديسمبر 2022م

Post: #224
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-13-2023, 03:34 PM
Parent: #1

زهير الزناتي
في محبة الجمهوريين
في محبة الجمهوريين او محبة محي الدين عبد الستار :
انا لمن اكبر شوية كدة واحصل
الستين عايز ابقى جمهوري زي صاحبي محيو ده ... ياخ ديل ناس مهذبين وراقين ومتقدمين ... لكن غير كده محيو ده اي بوست انزله بكتب مداخلة دسمة تحتاج الزول يرد عليها باسهاب لانها عميقة وكل مرة اعمل بلادي سهول بلادي حقول ... لكن انتبهوا لتعليقاته توريك قدر شنو محمود ده هذب تلاميذه وملكهم ادوات التحليل ... وجعل منهم اناس قادرين على النظر للامور بزاوية مختلفة ...
هذا البوست في محبة Mohi Abdelsatar وزوجته الزقازيقية اماني ... اي نحن الزقازيقاب عرسنا من بعض .... والمحروق يروق .. اما بالنسبة للبت بهجة بعد نحصل الستين لها مطلق الحرية تبقى فيمنست ولا داعشية المهم زناني عايز يبقى جمهوري نسخة محيو ده

Post: #225
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-19-2023, 10:05 PM
Parent: #1

.. ( مدير بنك الخرطوم .. فرع سنار .. الذي جبر بخاطري ) ..

::

::

- في بنك الخرطوم .. زمان .. كان بيتم تدريبنا على كل الأقسام .. بفترات معروفة ومقسمة على أيام السنة ..

- من ضمن الفترات التدريبية دي .. كان عندنا كورس إسمه كورس E .. وبنسافر من كل الفروع .. للخرطوم .. لمدة شهر .. للتدريب على وظيفة ( النقد ) في البنك .. ومن أهمها طبعاً وظيفة ( الصراف ) ..

- قبل مواعيد السفر .. بيقوموا ناس الفرع يدخلونا في شغل الصرافة لمدة شهر كده قبل السفر للكورس .. عشان نتمرن على التفاصيل ..

- الوقت داك أنا شغال في بنك الخرطوم ( فرع سنار ) ..

- بديت أشتغل في ( قفص الصراف ) .. وما في أي مشاكل ..

- يوم كده .. وبعد البنك قفل .. لمن جاي أقفل الشغل .. لقيت عندي فرق نقدي ( بمبلغ 650 جنيه ) ..

- طبعاً دي كانت قروش كتيرة جداً .. وكل راتبي كان 92 جنيه فقط لا غير ..

- قعدت أراجع الشغل من الأول .. الإستلام .. والصرف ..

- طبعاً .. أحسن حاجة إنو الصراف بيسجل من خلف المستندات ( تفاصيل الدفع ) ..

- قمت لقيت .. في ( مستند سحب نقدي - لحساب توفير ) .. الراجل كاتب مبلغ السحب 350 جنيه .. وأنا سلمته 1 ألف جنيه .. وكنت كاتب تفاصيلها من وراء المستند 100 ورقة أبو عشرة ..

- طوالي ناديت ( باشكاتب الفرع ) .. ووريته الغلط بتاعي ..

- الباشكاتب دخل القفص .. وراجع شغلي كله ..

- وبعدها دخل للمدير وبلغه .. عشان يعرف رأيه شنو ..

- مديرنا كان المرحوم ( بشارة مختار ) .. كان من قدامي موظفي باركليز .. قبل أن يصبح بنك الخرطوم ..

- وكان من قيادات الفكر الجمهوري في السودان ..

- وفي مساء كل يوم تجده حايم في سوق سنار مع آخرين من شباب الجمهوريين يبيعون ( كتب الفكرة الجمهورية ) ..

- سألني : هل بتعرف الزول صاحب حساب التوفير ده !! ..

- قلت ليهو .. بعرفه كويس .. وبعرف محله وين في السوق ..

- قام رجع مكتبه .. وجاني شايل .. ( ورقة سحب من حسابه الجاري ) بنفس مبلغ ( الفرق ) .. وقال لي .. ( سجل دي في دفترك ) .. ( وأظبط الخزنة بتاعتك ) .. ولمن تخلص تعال لي في المكتب ..

- عملت بما قاله تماماً .. ومشيت ليهو في المكتب ..

- لبس البدلة بتاعته .. وقال لي ( أرح نشوف الزول ده حيقول شنو ) !! ..

- مشينا ( للزول صاحب الحساب ) .. لقيناهو قاعد ..

- سلمنا عليهو .. والمدير ( بشارة ) قال ليهو .. ( إنت اليوم جيت سحبت مبلغ من حساب التوفير بتاعك ) !! .. الزول رد عليهو ( نعم ) ..

- المدير قال ليهو ( كم المبلغ الإستلمتو ) !! .. الزول قال ليهو ( 350 جنيه ) !! ..
- المدير قال ليهو ( متأكد ) !! ..

- الزول قال ليهو ( نعم متأكد ) ..

- المدير سأله تاني ( إنت بتعرف الصراف الصرف ليك القروش ده ) !! ..

- قال ليهو نعم بعرفه ( ده ولد عمنا عبد الرازق الشيخ ) ..

- هنا .. توقفت الأسئلة .. و ( وبشارة ) شكره .. ومسكني من يدي .. وقال لي ( خلاص أرح ) ..

- ونحن راجعين في الطريق .. المدير قال لي ( بكرة الصباح .. الزول ده حيرجع ليك القروش ) .. إن شاء الله ..

- قلت ليهو عرفته كيف !! ..

- قال لي : لو لاحظت ليهو .. الزول ده ما قدر يعاين لينا في عيوننا كلو .. كلو .. بيرد علينا .. وبيعاين هناك ..

- خليهو يناقش روحه باقي اليوم .. ونشوفه بكرة حيعمل شنو ..

- طبعاً .. الإجراء المصرفي المفروض يحصل .. إنو هذا المبلغ المفقود بيسجل في حساب إسمه Over and Short in Tills .. لمدة كم يوم كده لحين إكتمال كل المراجعات وبعده يتحمل الموظف نتيجة الخطأ بتاعه ..

- لكن السيد ( بشارة ) .. قال لي أنا ما عايز أي حاجة في ال Record بتاعك .. وخصوصاً إنت حتسافر بعد أيام على الكورس في المركز الرئيسي بالخرطوم ..
- بكرة الصباح .. البنك فتح الساعة 8 صباحاً .. أنا قاعد جو القفص بتاعي ..

- أشوف ليك زولنا بتاع حساب التوفير .. جاي علي .. وبدون أي كلام ولا سلام .. وضع قدامي ( مظروف ) .. ومشى طوالي ..

- فتحت الظرف لقيت فيهو قروش ..

- حسبت المبلغ لقيت فيهو 650 جنيه .. بالتمام والكمال ..

- قفلت القفص بتاعي .. وطلعت مباشرة على مكتب المدير .. وسلمته المبلغ بتاعه ..

- وشكرته على موقفه معاي .. ولن أنسى له ذلك .. ما حييت ..

- رحمة الله علي مديرنا .. والإنسان كبير القلب .. ( بشارة مختار ) ..

Post: #226
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: عبدالله عثمان
Date: 01-21-2023, 02:56 PM
Parent: #1

من دبي يكتب د. بدرالدين عبدالرحيم
الجمهوريون والأستاذ محمود محمد طه وشخصي الضعيف

بروفيسور بدر الدين عبد الرحيم إبراهيم



جمعتني صدف بالأستاذ محمود محمد طه، وليس هنالك صدفة فكل مقدر لما سطر له نفعنا الله به وبجاهه العريض وأنا في الثانوية العامة في عمر الخمسة عشر أو الستة عشر ربيعاً. كان ذلك عبر أساتذتي في المدرسة الثانوية العامة آنذاك: الأستاذ القدير الريح أبو إدريس أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، و المرحوم على لطفي عبد الله (رحمه الله) ونفعنا بجاهه الأخير كان صديقاً للوالد حين كان يعمل الوالد محاسباً في المجلس الريفي بالقضارف وأنا في عمر الروضه أو ما دون ذلك، وبالكاد أتذكر هذه الشخصية. وحكي لي الأستاذ على لطفى أنه نزل مع والدي بالقضارف بهدف جمع معلومات لكتابه حول القبائل في المنطقة طبع باللغه الإنجليزية ونشر بإنجلترا ورأيت هذا الكتاب لاحقا ولكني لم أطلع عليه. وأكد لي إبنه الأخ لطفي على لطفي أمر هذا الكتاب في لقاء معه قبل عدة سنوات. وحكي لي ان والده علي لطفي كيف أنه اشتري لي بالقضارف كرة ولعب معي في فناء البيت الحكومي. معرفتي بالأستاذ محمود كما ذكرت كانت عبر أساتذتي، حيث ساقتني قدماي أكثر من مره الى امدرمان أسأل عن المرحوم على لطفي في بيوت الجمهوريين في فترات الإجازة المدرسية. فقد كانت مايسمى ببيوت الجمهوريين بأحياء الثورات بأمدرمان تضج بالجمهوريين بمختلف أعمارهم وقبائلهم ووظائفهم ومناطقم يأتونها زائرين من داخل الخرطوم وخارجها، خاصة في فترات الإجازات المدرسية . كان من بينهم أسماء جمهورية معروفة ورنانه كسعيد شايب و جلال الدين وعبداللطيف عمر و ابراهيم يوسف وخالد الحاج و بدرالدين السميت وغيرهم . كانوا جميعا كما عهدتهم يتحدثون بأدب ويدخلون ويخرجون من هذه البيوت مهمومين بالرد على مقالات ناقدة للفكر الجمهوري بالصحف أو مناقشة بعض الضيوف الذين يأتون خصيصا لفهم الفكر الجمهوري أو الإستفسار في قضايا دينية أو أصحاب مصالح تربطهم بالساكنين والأقرباء . وكنت أستهوي جمع بعض الكتب التي كانت تطبع بماكينة تسمي (الرونيو ) ونعمل نحن الصغار في تغليفها عبر تدبيس أوراقها. فقد كانت كتباً صغيره من عدة صفحات تشرح فيها الفكرة وتقدم للماره في شوارع الخرطوم ككتب تثقيفيه. أذكر منها تعلموا كيف تصلون، وأخري خاصة بفتوي الإحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم وأخرى فتاوي جمهورية عن الأضحية غير واجبة وغيرها من الكتب.



نظرا لحب الإستطلاع آنذاك وفي إحدى زياراتي لبيت الأستاذ بالثورة إنتهزت فرصة ودخلت عليه في غرفته الجالوص التي تفتح جنوباً وتتكون من أثاث بسيط وسرير متواضع وتبروقة وطاولة صغيره وكرسي . وسلم على وأخذ يسألني عن منطقتي وأهلي وعرفت أن له دراية كبيرة بمدينة الكوة وأهلها . وبحكم صغر سني طلب مني الأستاذ أن أستقبل الضيوف وأقدم لهم العجوة والتمر عند زيارتهم له بغرفته للحديث في أمور الدين والفكر الجمهوري. وكنت أقوم بذلك عند كل زيارة . كما كنت ألاحظ أن بعض ضيوفه يأتون منفعلين ويناقشونه بصوت جهوري فيه كثير من الحدة والغلظة وفي بعض الأحايين بعيدا عن اللياقة، حتي كان يخيل لي أن مكروها ما سيحدث للأستاذ من جراء تلك الحدة. والغريب في الأمر أن ذلك يتم على مرأي ومسمع من الجمهوريين ولكن لا يتدخلون في أمر الأستاذ. وفي المقابل كنت ألاحظ أيضا أن الأستاذ كان لطيفاً معهم على الرغم من ذلك. فيرد عليهم بأدب وبمنطق وحكمة. وقد لا يقتنعون بما يقوله من تبرير أو فتاوي ولكنهم في النهاية يهدأون ويكبر الرجل في نظرهم ويكون أهلا للإحترام والتقدير من جانبهم. فهو بأدبه وخفض صوته يجبرهم على أن يكونوا كذلك. للرجل مقدرة عالية في إمتصاص الغضب عند محدثه ولم أراه يوما غاضبا أبدا ولا منفعلاً ، وله قدرة وصبر شديدين على تحمل الرأي الأخر. وبعدها بنحو عشر سنوات وأنا خريج من الجامعه حدث أعدام الأستاذ وكنت في أشد الألم في ذلك اليوم ليس لأنني جمهورياً أو مهتما بالجانب الديني من الفكرة الجمهورية، بل لأنني فقدت شخصاً عزيزا كنت سعيدا بمعرفته وتعلمت منه وقدم لي خدمات وكنت أعتبره في مقام الوالد على الرغم من أنني لم أراه مرة أخر منذ أن كنت أزوره.

عند زياراتي لبيت الأستاذ كنت أجلس حتي بعد صلاه المغرب حيث كنت أحب أن أسمع إنشاد الأستاذ المبدع ذو الصوت الجميل الطروب عبد الكريم على موسي ويكنى (بكرومه)، ولم لا وأنا كنت كثير للإستماع للغناء من راديو أمدرمان وتعجبني الأصوات الطروبه. وينشد كرومة بعد صلاه المغرب مباشره قصائد للشيخ عبد الغني النابلسي (الشاعر المتصوفه صاحب ديوان خمر المعاني) . هذه القصائد كنت أحفظها عند إستماعي إليها في بيت الأستاذ على لطفي بالكوة مرات ومرات حتي حفظتها عن ظهر قلب. من بينها (هبت سحراً فينا أنفاس ربا نجدِ فالمهجة قد ذابت بالشوق وبالوجد... يا طلعة من أهوى في أشرف أوقاتي...... والوجه له نور قد أشرق في ذاتي ....حتى ظهر المخفي للعز وللمجد ....هذا العلم المفردْ قد كان وما كنا ....والمجلس يحوينا خذ كأسك والدنَّا ....لا شيء هنا يبقى مِنْ وَلَدٍ أَوْ جَدِّ .....عندي خبرٌ يروي عني وعن الساقي ....الصدق له نالت أهل الشرف الباقي ....غير المولى عدم لا شيء هنا يجدي). وكذلك ينشد بصوته الطروب (لحيِّ سلمى شدوا الركائبْ.....قد زاد شوقي إلى الحبائبْ....أواه سهم البعاد صائب....والقلب ذائب....بالله يا ريم أرض رامه.....أنل فؤادي الشجي مرامه....وأنت يا برق من تهامه.......هجت النجائب. ....يا ليلة السفح من زرود...لنا ولو في المنام عودي....وأنجزي باللقا وعودي....فالضد غائب....صلاة ربي على التهامي...وآله السادة الكرام.....عبد الغني صار فيه سام....وليس خائب). كما كنت أنتظر أداء الجمهوريون والجمهوريات اللائي يلبسن الثوب الأبيض الناصع جماعة لقصيدة المرحوم على لطفي على أحر من الجمر والتي يقول فيها واشوقي لولاد أميّ .... قالها النبي الأمي .... واشوقنا ليهو كمان...بسم الله قت بي فميّ ..... قوي لي حاسة شميّ ...أشم بها العدنان تكلت عليك هميّ ....تفسح تزيل لي غميّ ... ياربي يا منّان....شمر سابقلو ملم ...متل المنصوبلو علم... وصفو كدي الصحبان. العافي الناس وحلم ... واسع لغيظه كظم ... دا الخلقه القرآن). كما كنت أقرا بعض الكتب للجمهوريين في ذلك الزمان من باب الهواية والتعلم من بينها الرسالة الثانية . وكنت أعجب كثيرا بلغتها الرصينة وإن كنت لا أستوعب الفكرة بشكل جيد ولكنني أستلطف المعني والمنطق الذي تحتويه.

وللأستاذ محمود الفضل في نقلي الى مدرسة خور طقت الثانوية حسب رغبتي مرافقا لأستاذي الريح أبو أدريس الذي إنتقل إلى هنالك مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية. وهنالك قابلت أستاذي النور محمد حمد أستاذ الفنون بالمدرسة وتعرفت عليه وكنت أزوره في غرفته الملحقة بداخلية ود دوليب وأنا كنت أسكن بداخلية الولي المجاوره. كان الأستاذ النور حمد عازفا للعود وأنا كنت ولا زلت محبا للغناء القديم . كنت أيضا أسمع منه عن الفكر الجمهوري وأستعير منه بعض الكتب وإن لم يسعفني شغفي للأكاديميات للإطلاع عليها بدقة وتأني. والحق يقال كان فقط يتحدث لى عن الفكرة والأستاذ ولا يقوم بهذا الأمر عندما يأتي الطلاب للتحية والمجامله. كان يدرك تماما دوره المحدد كأستاذ للفنون ولا يريد الترويج لأفكاره وسط الطلاب. وكنت أحمد له هذا الأمر. منذ ذلك التاريخ لم أري د. النور وجها لوجه إلا في وسائل الإتصال المرئية، وربما لا يتذكرني.

شدني في الجمهوريين الصبر والدرايه وحسن الأدب والإطلاع ومعاملة الناس بالحسني والبعد عن الصغائر وإحترام الصغير والكبير. إحتكاكي بهذه الفئة جاء صدفة وليس هنالك صدفة ولم يكن لي رغبه في الإنضمام إلى أي تنظيم سياسي أو ديني وقتها، فأنا منذ صغرى ولا زلت أري في شخصي رجل أكاديمي ومهني وليس سياسياً أو ملتزماً بتنظيم ديني أو عقائدي. بعد دخولى الجامعه كنت أتابع بعض حلقات النقاش للأستاذ احمد دالي و عمر القراي بشكل غير راتب. وبعدها تفرقت بي السبل في إنجلترا والخليج وفقدت الإتصال بمن كنت أعرف من الجمهوريين. فالتحية للاستاذ محمود محمد طه في عليائه والأستاذ على لطفي وبارك الله في أبنائه ورحم الله كل الجمهوريين الذين غادرونا الى دار البقاء وأطال الله عمر البقية في الأعمال الصالحات.

بدر الدين عبد الرحيم إبراهيم، دبي 20 يناير 2023.

Post: #227
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-21-2023, 03:26 PM
Parent: #226

Quote: بدر الدين عبد الرحيم إبراهيم، دبي 20 يناير 2023.


التحية لك يا بدر الدين وشكرا لك ولأخي العزيز عبدالله عثمان الذي نقل هذه الكتابة الممتعة.

Post: #230
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 03-05-2023, 06:06 AM
Parent: #227

أسماء تنعى الراحل المقيــم دكتور عاصــم حامــد

من الأستاذة أسمــاء محمود محمد طــه

Quote: مع الأحباب كان نجمو "شارق"
كان البروفايل بتاعو مزين ب
رأى البرق شرقيا فحنّ إلى الشرق ولو كان غربيا لحنّ إلى الغرب
/:/:
كتبت الأستاذة أسماء محمود محمد طه عن رحيل عاصم حامد
حزن شديد ووجع من فقد عاصم. تتصور لاقيتو في مقابر الصحافة بعد الصلاة على حاجة بخيتة، وانا طلعت لاحقة لي اجتماع. لحقني قال لي ماشة وين؟؟ قلت ليه عندي اجتماع امشاك وصلني ليه، قال لي يا ريت لكن انا جيت معاي مجموعة من الاخوات، قلت ليه الفيك اتعرفت..قال لي هسي انا كنت عيان وسافرت السعودية ورجعت قلت تجوني بالخروف تفتحوا لي كدي، قلت ليه والله يا عاصم في بالنا دائما وان شاء الله نجيك ونجيب بليلتنا ونجي نزورك نقضي معاك وقت..
بعد يومين اسمع بيه انتقل!! شوف الدنيا دي قصيرة كيف يا بابو..عاصم راجل ما ساهل عالم وفاهم وصالح ومهتم بالقضايا العامة، قضايا الآخر ومشاكله، وساعي دائما لإيجاد حلول ومخارج، البلد محتاجة ليه ولأمثاله، يرحلوا بالسرعة ديي!
هنيئا له في داره العامر كنت اتمنى أن استمتع بصحبته الممتعة المثمرة أطول زمن ممكن ولكنه غفلنا ورحل، وهذا حال العارفين، تغيبني وتفعل مثل هذا!!!!

Post: #231
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 03-10-2023, 03:48 PM
Parent: #230

من الاستاذ عبدالله عثمان

Quote: أحمد عبدالرحمن الطيب (عكور)
*حديث إمام مسجد في قرية اللدية ود بلول عن الفقيد احمد عبدالرحمن عكور*
الخميس 9 مارس 2023

((...كان باراً بأمه يا جماعة والنبي الكريم قال: من عال ثلاث بنات وفي رواية واحدة كمان وأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن دخل الجنة.. وعكور ربى خمس بنات ثلاث منهن خريجات جامعة اثنين منهن تمّ زواجهن ولا زال بعضهن في السلم التعليمي في مراحل التعليم. إذا كان إمرأة بغي من بني إسرائيل دخلت الجنة في كلب أسقته..
أنا طبعاً يا جماعة أذكر مواقف كتيرة جدا جدا لعكور في الله.. أذكر منها موقف واحد إن شاء الله يدّخله الجنة.. إمرأة حبلى في الساعات الأخيرة للوضوع.. في المخاض..جات جمب دكانه.. خلاص عايزة توضع.. خلاص..اخونا عكور أجّر التاكسي وذهب بيها مستشفى الشرطة.. وكان ما في زمن.. جاب المرأة شرطية وضّعتها داخل التاكسي.. داخل التاكسي.. ودفع أي حاجة.. ودق لزوجها وشاكله.. رحمة الله عليه.. من أفضل العبادات قضاء حوائج الناس.. عكور كان بيقضي حاجات الناس في الخفاء..
أخونا عكور ما كان بيصلي في الجامع لكن لعلمكم كان بيقيم الليل.. كان قيام الليل شيء أساسي وفي فهم ليه ما بيصلي في المسجد.. كان بيصلي صلواته الخمسة في البيت.. أنا كنت بقعد معاهو بأأذِن الآذان وأمشي ما حصل يوم قال لي كده ولا كده.. بس عنده فهم معين وأنا شخصيا فهمه ده ما اختلفت معاهو فيهو.. الإمام بيغش ويكضب ما حقو يصلي بالناس وده كلام صاح يا جماعة اقسم بالله ده كلام صاح.. الناس طبعا بصلوا في المساجد يا جماعة لكن الذي يؤم الناس ده يكون بيخشى الله تماماً.. انا سمعت إمام وكان بيتوضى وكان ملتحي في مسجد حديقة القرشي (في الخرطوم) بيقول بالتلفون لي واحد: انا هسه في مدني وبجي الخرطوم بالأربعاء الكلام ده كان يوم الأحد..ده بصلي بالناس كيف يا جماعة.. ده بيعمل ليهو لحية كيف؟ من غشنا ليس منا..
عكور كان بيقيم الليل.. عنده القيام ده شيء أساسي يا جماعة..
أخونا عكور يا جماعة بيبكي انا بحصلو وبشوف دمعته لمان يشوف زول أو إمرأة مسكينة.. بيبكي.. بيقعد يبكي.. قال: ما نُزِعَت الرحمة إلا من قلب شقي.. عكور كان رجل رحيم..
عكور ما بيقطع في الناس قط.. بيتكلم في مشاكل الدنيا والمسلمين والسودان.. ما بيتكلم في زول قط.. عمره ما قطع في زول نهائي.. وكان حلو مع خصومه وأعدائه.. حلو معاهم جداً جداً.. يعاملهم معاملة كريمة يا اخوانا ودي أخلاق النبوة يا جماعة.. يعامل اعداءه معاملة كريمة جدا جدا.. في ناس مختلفين معاهو جدا جدا ما حصل يوم واحد علق على زول ولا اتكلم فيهو كلام ما كويس..
يا أخوانا عكور كان راجل حلالي.. كان يتحرى الحلال.. عكور شغال في سوق الله أكبر.. لمان كان صغير كان شغال في سوق الخضار.. تاني مشى في موضوع التكييف والتبريد.. عمره ما أكل حق زول.. ما في زول اشتكى منو قط.. ما شال عربون في تلاجة اكله قط.. رجل كان حلالي جدا جدا.. يا جماعة كان راجل حلالي..
عكور أنا عمري ما شفته زعلان.. اقسم بالله العظيم يا أخوانا ما شاكل ليهو زول.. الجيران اتحدى اي واحد منهم.. يقول انا مرة...
عكور في المناسبات.. آخر موضوع يا جماعة موضوع الأمية (أمية الكهرباء) وجزى الله كل من ساهم معاه..كان جاري وراهو يدق ليك الباب رغم ظروفه الصحية نظره كان ضعيف جيب ألف جنيه.. دي كلها مع موضوع الردمية صدقة جارية.. إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية.. مع بعض أخوانا كانوا شغالين في الشارع.. جاب التراب بمليارات الجنيهات..أي زول بيمشي ليهو عكور بيديهو معناتا الزول ده أمين! يدق الباب كده طوالي يدوهو.. شغال بس لحاجات تخص القرية.. أصله ما شغال لى نفسه نهائياً..
يا جماعة زول كان في قمة التواضع.. تعامله مع الناس جميل جدا جدا.. يحب الناس.. انا والله العظيم بجيهو يقدمني..
في مجال الذكاء يعني شنو البردعي الطاقة الذرية.. والله العظيم يا جماعة فقيدنا هذا أشد من البرادعي.. عكور ده كان لمان الناس تاكل في الموليتا عكور كان ماشي كندا في السبعينات.. عكور ده كان مفروض يكون عالم في الذرة.. عكور ده بيشرح للطلبة الآن في الطب وفي الصيدلة دكاترة وبروفات شرح ليهم أخونا عكور ده يا جماعة.. دي كلها صدقات جارية وأنا ما أقدر اوفي ليهو عمله ده كلو.. لا والله عكور كان راجل بيحب الناس ما عنده مشكلة مع أي زول.. ما عنده خصومة سياسية مع أي زول يا جماعة حتى أعداؤه البشوفوه كافر كان بيحبهم وكان يضحك ويقول: الحمدلله القالوا انا كافر.. بيضحك ويقول ليك قالوا أنا كافر!!
والله نحنا فقدنا رجل.. السودان ده فقد ليهو زول اقسم بالله العظيم..
لكن، ليس على الله بعزيز ولا نقول إلا ما يرضي الله.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا عكور لمحزونون..
اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاما على سيدنا محمد..

Post: #232
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-30-2023, 10:11 AM
Parent: #231


منقول من الواتساب بتكليف وتشريف من الأخ عبد الله عثمان وهو عنده مشكلة في دخول سودانيز أونلاين.

Quote:
عبد الله الطيب عجيب (العجيب) في رحمة الله.
في نسيج تمبول السودانوي التكوين والمزاج كان هناك الكثير من المتفردين الذين جاءت بهم الوظيفة فأصبحوا مثالاً للمواطن المؤثر والقدوة والمقدَّم، حل ضيفاً بينهم فصار مُضيفاً ورمزاً فيهم بطِيب الأثر ونبل الأخلاق والإيثار حتى غدا جزءاً أصيلاً من نسيج مجتمعهم محبةً وصِهراً وانتماءً وجدانياً راسخاً.
جاء من نواحي قرّي معقل العبدلاب الملوك أبناء عجيب المانجلك منذ ستينيات القرن الماضي باشممرض بشفخانة تمبول القرية الوادعة حينها وعاش بين الناس وبالناس وللناس فأحبهم وأحبوه وهو يُخلص في عمله ويسمو بخلقه وإنسانيته ويشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ثم يتزوج بحفيدة ود عِتمان تلميذ الكباشي وأستاذ اب سقرة ود عجبين عليهم رضوان الله ويختار تمبول موطناً له ولبنيه النجباء الكرام
عاش شريفاً عفيفا نقياً لطيفاً وصولاً كريما
أذكر ونحن طلاباً في الإبتدائية حرصه على المزيرة المتمددة في حوش منزله المجاور للمدرسة و المحتشدة بالأزيار الممتلئة بالماء البارد والتي نهرول نحوها في كل فسحة بين الدروس لنرتوي من مائها الفرات المعتنى به نظافةً وبرودة لم تخذلنا يوماً لكونه يحرص أن تكون أطيب ما تكون حين هجمتنا عليها ونحن عطشى

كان محمود إبنه دفعتي وصديقي وكنا نطوف كل البيوت كما لو كنا في بيوتنا وكان بيتهم بيت بشاشة وكرم
إن العم عبد الله الطيب من أبكار تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه وكان جمهوريا بحاله قبل مقاله عاش سلاما على الأحياء والأشياء وآسياً يطبب بالعلاج وجبر الخواطر وكريم الأخلاق فلم يجد منه الناس إلا النفع
اليوم وفي تشييعه المهيب إمتزجت توسلات الختمية مع إنشاد الجمهوريين تهليلا أو بذكر الإسم المفرد وكان لأنصار السنة حضور في حضرة جلال الموت وجمال الميت الذي أفاض على جل المشيعين دفء أبوته فتراصت الصفوف مودعة الجسد الفاني وهي تحمل في القلوب عطر روحه الطاهرة وجميل سيرته الباهرة.
كانت الجموع تعبر عن مكانته بيننا ومحبتنا له وكان الكل يعزي الكل ويواسي من حظوا بجيرته وهم لا يستطيعون وقوفاً من الحزن والنحيب
رحم الله الإنسان عبدالله الطيب عجيب وغفر له وجعل الجنة مأواه ومتقلبه وجعل البركة في ذريته وأعانهم على إحياء سيرته وتكملة رسالته وأجارهم وجيرانه وأحبابه وكل البلد في فقده الجلل
إنا لله وإنا إليه راجعون

.....

فخر الدين صديق خليل

Post: #234
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-16-2023, 08:57 PM
Parent: #232

سلام يا كرام وليكم وحشة والله يا أحبابنا الجمهوريين، ونتمنى أن تُحل مشكلة حبيبنا البركة عبد الله عثمان
https://www.0zz0.com

Post: #235
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-16-2023, 11:53 PM
Parent: #234

سلام يا النذير وإنت برضو ليك وحشة
والتحية لعبد الله عثمان وحيدر بدوي وكل الأحباب


Post: #236
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Abureesh
Date: 05-17-2023, 00:52 AM
Parent: #235

محول من الاستاذ عبدالله عثمان

Quote:


السفير د.حيدر بدوي صادق: سيرة من نور

هو بالفعل صادق، وقوي الشخصية. كان أول دفعته حتى دخل الجامعة. الأسرة كانت أمنيتها أن يدخل كلية الطب. ولكنه غير رغبته في الثانوي من علمي إلى أدبي. هذا، على الرغم من اعتراض أساتذته، بخاصة أستاذ الرياضيات "أبو فصله،" الذي كان يلقب بعبد الله فيزياء. وترجاه أستاذ عبد الله أن يتخصص في الرياضيات، التي كان متميزاً فيها.

ولأنه كان متميزاً جداً تخرج في جامعة الخرطوم ببكلاريوس الشرف في علم الاجتماع وعلم الإنسان. وأثناء دراسته فاز بجائزة الكلية للتميز لثلاث سنوات متتالية. وهذه الجائزة كان يفوز بها أول الدفعة في التخصص.

وامتحن للخارجية عام ١٩٨٦، وكان أول دفعته. وهو يجيد اللغتين، العربية والانجليزية بطلاقة، تحدثاً وكتابة. هذا، إضافة للغة النوبية، لغته الأولى. وهو من مواليد وادي حلفا، في العام ١٩٦١. معلوماته العامة غزيرة. و هو متميز جداً في إلمامه بالمواد العلمية، يعني جوكر!

يتحدث العربية بفصاحة ملفتة، على الرغم من أنه نوبي النشاة واللسان. ومقدراته الخطابية عالية جداً في اللغتين، العربية والانجليزية. وكان من المسؤلين في الجمعية الأدبية منذ الثانوي العامة، مما أهله في الخطابة.

وصوته جميل جداً. فكان فنان مدارس كوستي الأول. وكان يسمى بحيدر كوستي في نفس الفترة التي ظهر فيها حيدر بورتسودان. وغنى في الإذاعة السودانية عبر برنامج "ساعة سمر"وكان وقتها ما زال في الخامسة عشرة من عمره.

دخل الجامعة وأقام بعض أركان النقاش في داخليات البركس. وكان منشد الجمهوريين الأول في الجامعة، حيث كان يقدم وصلة من الإنشاد العرفاني قبل بداية الركن وعند نهايته. وقد كان لذلك أثر كبير في حشد الطلبة لأركان النقاش التي كان يقدمها الأستاذ أحمد المصطفى دالي، والأستاذ عمر القراي، وآخرين في بعض الأحيان.

سلام وقدم لمنحة فولبرايت الأمريكية. فتم تفريغه من وزارة الخارجية للماجستير الثانية -فقد حصل على الأولى من جامعة الخرطوم- وقدم للدكتوراة أثناء دراسته للماجستير. فقبل للدكتوارة فوراً، بحكم أنه كان حائزاً على ماجستير من جامعة الخرطوم. وأكمل الماجستير الثانية في جامعة أوهايو في ستة شهر فقط . وهذا لم يحدث في تاريخ الجامعة ذات المئتين عاماً، بل أكثر. وحين قبل للدكتوارة تم قبوله، كما سلفت الإشارة، فامتد تفريغه أيضاً من قبل وزارة الخارجية. وحصل في هذه الأثناء على جائزة أميز طالب للدراسات العليا في جامعة أوهايو. وحدث انقلاب الإسلامويين في الخرطوم. فأحيل من الخارجية "للصالح العام،" فآثر أن يعود لسلك التدريس، الذي بدأه في جامعة الخرطوم (قبل الانضمام للخارجية). فعمل في ثلاثة جامعات أمريكية وانتقل للتدريس في الخليج، فدّرس في جامعات في الإمارات والسعودية فقطر، حيث قدم استقالته عند اندلاع ثورة ديسمبر. فعاد للسودان. وتم إرجاعه لوازرة الخارجية كسفير درجة أولى. وأصبح الناطق الرسمي للخارجية. ثم تم ترشيحه سفيراً للسودان في كوريا الجنوبية قبل انقلاب البرهان، الذي ناهضه د.حيدر بقوة. ولم يعمل السفير حيدر ولا ساعة واحدة بعد الانقلاب. فتم الغاء ترشيحه. فطلب إجازة بدون راتب، حتى تنجلي غمة الانقلاب. ولكن سوء الاسلامويين وتآمرهم أدى للحرب اللعينة، التي تكاد تدمر الخرطوم! فانحاز د.حيدر لضميره وللسلام. وأدان الجيش والدعم السريع معاً. ورأى أن من واجباته تقديم النصح للوزير المكلف السفير علي الصادق، حاثاً إياه على الاستقالة. فأقيل من منصبه كسفير، بموجب قرار نسب للبرهان.

لطفي على لطفي
١٦ مايو

Post: #237
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-19-2023, 06:05 PM
Parent: #236

https://www.0zz0.com
حبيبي د.الطيب النعيم،
سلامٌ سلام
أكيد أنت بخير الآن في برزخك العامر بالأنس، مع أحبتنا من الجمهوريين الذين سبقوك والذين لحقوك. أنتم في دار فناء ونحن في دار بقاء، على من الرغم ذلك فأنت باقٍ فينا. نحسك كل يوم، بل كل ساعة. وقد سعدنا، غاية السعادة، بحضورك بيننا في بضعيك د.محمود الطيب والآنسة الجميلة ملاك الطيب. حضنتهما عندنا - في أيوا سيتي (بالولايات المتحدة)، التي جاءاها زارئرين، مع عمتهم د.أسماء النعيم وأبناء عمومتهما وخؤولتهما الميامين. حضنتهما وبكيت، لا جزعاً، بل فرحاً بأني شممت رائحتك فيهما. فطربت روحي بحضورك الأنيق. بكيت وملاك الجميلة تحضنني بشوق عارم، وكذلك محمود. وجدتك فيهما يا حبيبي وتذكرت أيامنا في الخبر والظهران، وفي لقائنا الأول عند الأستاذ محمود محمد قبل حوالي ٤٨ عاماً، مع عدد غفير من أخواتنا وإخواننا الغر الميامين. وظللت أحضن ملاك ولم أشبع روحي منك فيها أبداً. وضحكنا معاً وتآنسنا قبل وبعد جلسة إنشاد عامرة. وأبدع الحبيب عبد الكريم على موسى (كرومة). وكذلك أبدعت الحبيبة فردوس، كما الحبيبة محاسن محمد خير، وشميمك فينا يملأ الأفق. وأنشدت أنا قصيدة "أحمدك اللهم كثيراً،" بأن جعلك الان بيننا وإخوتنا في أيوا سيتي يرددون معنا الإنشاد بحضورك الآسر المهيب. أنشدت كما لم أنشد من قبل. ذلك لأنك كنت تحب إنشادي، بخاصة تلك القصيدة التي حبٌرتها تحبيراً أذهل ملاكاً في غصنها الرطيب، ومحموداً الطبيب، وهو، مثلك، حاذقٌ في فن التطبيب، مثلما تجدني حاذقاً في فن التطريب. ملاك تحبني، ربما مثل حبها لك، وحبها لي ولك ولكل من يحبنا جد عجيب! وكم أنت تحبنا يا حبيب. هكذا أنت فينا في غيابك وفي حضورك المهيب.

أنت فينا من دارك في دارنا، دار الفناء. كنت بالأمس بأزهى ما تكون وأنت تطل من برزخك العامر، من دار البقاء. فيا سعدنا بك وبروحك الرفرافة فينا، بأحلى ما يكون البقاء.

كنت فينا، وستظل فينا، وسيظل كرمك، وشموخك، وشجاعتك، وكل شئ فيك، بخاصة حبك للفقراء، تلهمنا من قربٍ قريب. بنيت لهؤلاء وأولئك المدارس ورويت بعضهم بالماء بعد عطش ووضع صعيب. كل ذلك وانت تفتح بيوتاً بخفاءٍ عجيب. ستظل فينا ما ظل الله، في ملكوته يرعاك وينزلك لنا كل حين. أبدعك الله لنا يا حبيبي، وسيظل ذكرك وفكرك بيننا، وستظل قيمك بين الفضلاء العابدين. وما أنبل ذلك من بقاء. وستظل تلهمنا، ومثلك لا يموت. فنم هانئا ً يا حبيبي فإنك موجودٌ فينا، في ملاذ وملاك ومحمد ومحمود.

وكم أنت موجودٌ في كوثر محمد خير، حبيبتك، ورفيقة وجودك الرطيب. نم، ثم قم لتلهمنا بالمزيد مع كوثر، ومعنا جميعاً، في وقف نزيف بلدنا الحبيب. ظللت تنشد السلام في قعودك وقيامك. وها أنت تفعل فينا من جديد. فأعنا على وقف نزيف جرحنا الغائر. ولا شك إنك فاعل!

لا ينقضي منك الوطر يا حبيب الملايين (الذين أحبوك وأنت تسعى بينهم ) فأعذرني إن كنت بخيلا ً عليك، في كلماتي هذه إليك، فما هي إلا جهد المقل. ولا توفيك حقك، ولا تزن ولا مثقال ذرة بإزاء تفضلك علينا بكونك كنت، وما زلت أنت فينا كريماً، رحيماً، شجاعاً، وعدلاً، وسلاما! فنم هانئاً، ثم قم لتجلي شر الهوس الديني من بلدنا الحبيب!

وأخيرا، وليس آخراً، شكراً على أنك أنت أنت وسنظل نحن نحن، في حبك وحب كل ما تمثله من قيم سوامق.

هذا، ولك عامر حبي وإجلالي واحترامي!

حبيبك،
حيدر بدوي صادق
١٩ مايو ٢٠٢٣
أيوا سيتي، الولايات المتحدة

Post: #238
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-22-2023, 12:48 PM
Parent: #237

https://www.0zz0.com
عمر عشارى احمد محمود يكتب عن الاخ الراحل البروفيسور حيدر الصافى :


حول البروفيسور حيدر الصافي زنزانتنا في كوبر في فترتي اعتقال في زمن الإنقاذ في ٢٠١٨ و ٢٠١٩ لمكان منشغل بالمعرفة ، والنقاش ، والجدل ، والقراءة ، والتدوين

في العام ٢٠١٨ وحده افترشنا ارض واحدة ، في مكان ضيق لمدة تزيد عن الأربعة أشهر، لا يمر نهار او مساء الا وننخرط في نقاش طويل ، وحكايات

عرف اسرتي من حكاياتي
وعرفت اسرته من حكاياته

وفي يوم من الايام عدت من الزيارة في منتهى الكدر ، زيارة اتت بصعوبة ، بكى فيها طفلي الصغير مصرا على البقاء معي و عدم الذهاب مع والدته واهلي ، وحملوه بالقوة في نهاية الزيارة حيث افترقت بنا الطرق وصوت صراخه يضج في راسي لأيام

كان حيدر الصافي شخصا شديد الحساسية وأدعي انه حمل لي احتراما خاصا ، ومحبة خالصة ، كان كريما معي في مواقف عديدة ، وتفقدني بأكثر مما تفقدته بعد الإعتقال ، وعاملني بلطف على طول هذه العلاقة ، وصبر على انتقاداتي له المباشرة فيما لم اتفق معه فيه من مواقفه السياسية فكان لا يخلط النقاش ومالاته بالمودة ، ولا يتعالى وهو الاكبر سنا والأوفر علما .

سألني مباشرة وكنت قد استقبلت الحائط يومها متجنبا النقاش وأنا في حال سيئة " حصل شنو في الزيارة اهلك كويسين ؟ " فحكيت له ، كان باستطاعته تحويل اي شئ لنقاش مفيد ، قال لي كدي قوم اقعد ، فاستعدلت ممتثلا

ثم دعى كل من في الزنزانة للجلوس
وابتدر موضوع نقاش

" هل من حقنا ان تؤثر قراراتنا السياسية ومواقفنا على حياة اطفالنا وزوجاتنا واهلنا ؟" وانفتح نقاش كبير لازال في ذاكرتي حتى اليوم

خرج قبلي من الإعتقال فزار والدتي وزارتهم في منزلهم وحينما خرجت وجدت اواصر المعرفة بين اهلي وأهله

قابل الإعتقال والإستفزاز بجلد وصبر رغم المرض ، وتعلمنا من ثقافته الكثير وتعرفنا على الفكر الجمهوري بشكل أقرب من محاضرات قيمة اقامها في الزنزانة

ان حزنا ثقيلا على القلب مازال يجثم بيد ثقيلة ، منذ ان عرفت بوفاته وحتى هذه الساعة المبكرة من فجر اليوم التالي لوفاته احاول ان ابدده بالذكريات ويا لغزارتها ولطافتها .

اللهم تنزل عليه بالرحمة ووسع من مرقده
وأجعل الحزن سهلا على أصفيائه وخلصائه

وارفق ببناته امنة وحوراء وشيماء وأخواتهم
وخذ بيد السيدة هدى زوجته الفاضلة في مقبل الأيام العصيبة

انا لله وانا اليه راجعون .

Post: #239
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-26-2023, 12:33 PM
Parent: #238

كتب محمد عبد السلام، من ابناء الابيض، زميل دراسة للاخ حيدر الصافي:
كلمات لابد منها في وداع أخي وصديقيHaider Shapo

معرفتي بالراحل كانت مختلفة عن معظم من عرفوه وعاصروه ... أول انطباعاتي عن حيدر الصافي في ثمانينيات القرن الماضي أن هذا الشاب النحيل القادم من مدينة الحديد والنار برئ الى درجة تشعرك بالغرابة. حيدر الصافي كان هو أول من قابلناه عندما وطئت قدمنا أرض الكنانة عندما كنا شباباً يفعاً قليلي الخبرة شديدو الحماس يخالطه قدر لا باس منه من خيبة الأمل في أننا لم نوفق للدخول الى جامعة الخرطوم مطمح وأمل كل الشباب في جيلي. ولكن تجربة الدراسة الثرة في مصر اثبتت أنها أفضل ما حدث لنا فقد انضجتنا لدرجة الاحتراق. حيدر الصافي كان شاعراً بالفطرة وله ديوان شعر فيه من القصائد التي تؤطر لمرحلة من حياة الراحل الشي الكثير, عرفت حيدر ونضجنا سوية خلال فترة وجودنا في الإسكندرية. أذكر جلسات الصراحة التي كنا نجريها بين فترة وأخري ونتبادل فيها الانتقادات المؤلمة ولكن الود الذي كان بيننا كان هو حاجز الصد لكل المشاعر السالبة. لم تكن دراستنا في الجامعة الا بهدف الا نرسب في مادة والا نتخلف عن رفاقنا ولكن الزراعة كانت اخر اهتمامنا. كان معظم نقاشنا و قراءتنا تدور عن شعر الحلاج و ابن القارض أما ابن عربي فأكاد أجزم إننا قرأنا كل ما وصل الى أيدننا ولم نترك لطائف ابن رجب وخلطنا ذلك بكتابات كولن وليسن وغيرهم. غرفنا كانت مليئة بالكتب القديمة كأنها فرع من سور الازبكية مع بعض الساندوتشات الجافه المنسية هنا و هناك. أذكر في مرة من المرات أننا بحثنا عن كتاب قرأنا عنه وعرفنا أنه في مكتبة في السيدة زينب وسافرنا الى مصر .. القاهرة كما يدعوها المصريين سافرنا خصيصاً لإحضار الكتاب وعند وصولنا فوجئنا بأن عنوان المكتبة هو منزل المؤلف نفسه !!! و كانت ليلة من المدارسة و المؤانسة بين المؤلف و الراحل لم تنتهي الا مع ساعات الفجر الأولى .

حيدر الصافي كان مرهف الإحساس بكاءاً عندما يقرأ القرآن ... "الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " آية من آيات الدموع عند الراحل ... كان شجاعاً جسوراً لحد التهور لا يهاب أحدا مهما كان … لا يجامل في رأيه دون النظر الى العواقب ... كريماً لا تمثل له المادة شيئاً فكان يترك ما يصله من تحويل من أخيه محمد الصافي الذي كان مقيماً في السعودية كان يتركه في درج مفتوح في الصالة يأخذ منه من يحتاج بدون استئذان.
اختلفت بنا الدروب في الحياة و لكننا كنا نتواصل بين الحين والآخر.. أخر عهدي به في البحوث مدني حيث قضيت ثلاثة أيام بين منزله و مكتبه و رحلاته الى القضارف. مع تواصل هاتفي في بعض المناسبات .. و ابتعدت طرقنا حين انغمس في السياسة بعد الثورة،،،خلال الاحداث الاخيرة انشغلنا كما كل السودانيين بأهلنا و أحبابنا .. في خضم كل ذلك … نزل علي خبر رحيله كوقع الصاعقة و انتظرت اياما و ليالي حتى استوعب ما حدث .. فهل حقيقة غادر ود الصافي؟
مثلك يحزن عليه و يفقد و يفتقد .. لم يبق الا أن أعزي نفسي و زملائي و بنات الفقيد و زوجته و تلاميذه و أحباؤه .

ووداعاً يا صديقي و الى لقاء في الطرف الآخر من البرزخ بعد أن سبقتنا كعادتك دائماً.

Post: #240
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 05-26-2023, 12:39 PM
Parent: #239

Quote: سلام يا النذير وإنت برضو ليك وحشة
والتحية لعبد الله عثمان وحيدر بدوي وكل الأحباب

بالأكتر والله يا حبيبنا الجميل د. ياسر، والتحية عبرك لجميع الجمهوريين الطيبين،
تعرف يا د. ياسر أنا قطعت علاقاتي مع جميع السودانيين إلا الجمهوريين، والطيبون للطيبين، رغم إختلاف المعتقد،
السودانيين أخلاقهم بقت وسخة

وتقبلوا محباتي واحتراماتي

Post: #241
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-20-2023, 06:06 PM
Parent: #240

نقل للأسفل

Post: #242
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-20-2023, 06:10 PM
Parent: #241

كتب عبدالله عثمان

حب السودان من حب الله

اللهم أعد السودانيين إلى بيوتهم سالمين آمنين غانمين

يحزنني اليوم رحيل أختنا الأستاذة عواطف عبدالقادر ابراهيم والتي رحلت غريبة، نازحة عن وطن أحبته بكليتها.
للراحلة الكريمة قولة جامعة مانعة في حب السودان، ففي تعليق لها على الحديث النبوي الشريف (البياض نصف الحسن)، قالت الراحلة الكريمة البياض نصف الحسن لأن السواد كل الحسن.
نشأت الراحلة الكريمة في مدينة كوستي وهي من آل المليجي.
درست كلية العلوم جامعة الخرطوم وقد كانت عضو اتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة التمثيل النسبي وقد لعبت دورا بارزا وقتها في توعية الطلاب بخطر تنظيم الأخوان المسلمين.
دلفت الراحلة الكريمة باكراً لسوح الأستاذ محمود محمد طه وأصبحت فيه من القياديات وساهمت بتقديم الأركان والمحاضرات.
تزوجت من الجمهوري د. عمر القراي وكان عقد زواجهما مبسطاً حسب ما ورد في كتيب (خطوة نحو الزواج في الإسلام) لمؤلفه الأستاذ محمود محمد طه.
هاجرت لأمريكا وواصلت دراستها في جامعة أوهايو ثم عادت للسودان وانخرطت في عمل مكثف ضمن مبادرة (لا! لقهر النساء) من أجل تخليص الشعب السوداني عامة، والنساء خاصة من نير وعسف نظام الإنقاذ المباد، وقد تعرضت بسبب ذلك للضرب والإذلال والاعتقال المتكرر.
لعواطف والقراي من الأبناء سجود، شهود، محمود ووجود.
هاجرت مع د. عمر وأولادهما لليبيا ثم مصر وأخيرا استقروا بأمريكا.
رحلت مساء أمس في حادث حركة وأصيب زوجها د. عمر وابنتهما وجود ونرجو لهما عاجل الشفاء.
التعازي موصولة للمجتمع الجمهوري الكبير ولشقيقاتها زهرة، سمية، زينب وعلوية والأسر الممتدة.
اللهم اجعل ذهابها فداءاً للسودان.

Post: #243
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-21-2023, 06:51 PM
Parent: #242

كتب مولانا الأستاذ الريح حسن خليفة من كلفورنيا
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ. صدق الله العظيم

في يوم الاثنين التاسع عشر من يونيو انتفلت، في حادث حركة مؤلم في ولاية ميريلاند مدينة برنسس اَن، الأخت الجمهورية عواطف عبد القادر إبراهيم، لقد قصدت تعريفها بالأخت الجمهورية لأنها كانت تجسيدا حقيقيا للأخت الجمهورية؛ الجادة، الصميمة، الشجاعة، التي لا تخشى في الفكرة الجمهورية لومة لائم، كانت لا تعرف المجاملة، حتى لو أفقدها ذلك أعز أصدقائها وصديقاتها. كانت شديدة الغيرة على الحق، ولكنها غيرة من يعرف أن (الرحمة بخلق الله أولى من الغيرة على دين الله لأن الغيرة من الغيرية ولا غيرية). كانت غيرتها نابعة من علمها أن الإنسان غاية، ولذا وجب، من ثم، أن تبلغه دعوة الإسلام، التي سيجد فيها عز الدنيا وشرف الاخرة. هذا الموقف المتجذر عند الأخت عواطف جعلها لا تبالي لنقد كثير من الناس وحتى الجمهوريين عن شدتها وعن صرامتها في دعوة الناس لالتزام الفكرة الجمهورية. فهي لما كانت مقنعة بسمتها ولما كانت مبينة بلسانها وحججها وناطقيتها أرادت أن تضيف إلى كل ذلك تحريك الأصدقاء إلى عتبة الالتزام. تعرفت على الأخت عواطف في جامعة الخرطوم مع أخوان وأخوات أخريات وكانت قد طالت صداقتي للفكرة واستمرأت هذه الصداقة فكنت وقنها أقول لنفسي طالما انني في معية الجمهوريين وصداقتهم وفي نفس الوقت (مزمبع) مع شلة الغفلة فأنا بخير ولا ينقصني شيء، فقد كان التزام الفكرة في ذلك الوقت من أشق الأمور على النفس، والنفس كما تعلمون، لا تحب أن تزعج من موطنها. لذلك كنت أرتاح عندما تحدثني نفسي إني بخير، طالما أن الجمهوريين راضون عن صداقتي. أما الأخت عواطف فقد كان لها موقف اخر، موقف غيرة على هذا الصديق الذي فهم الفكرة وأقتنع بها ولا ينقصه إلا الالتزام، هذا الالتزام الذي طال تأخيره بسبب الكسل وعدم الجدية. قابلت الأخت عواطف ذات يوم وأنا سعيد وراضٍ كل الرضا عن حالي فلما رأتني أختي عواطف عرفت بذكائها الفطري الحالة التي أنا عليها، ولم تكن راضية عن ذلك. ولما كانت الأخت عواطف تملك الجرعة المناسبة لتحريك تلك النفس من وهادها وتزعجها إلى طريق الالتزام، ولما كان لسانها الرطب والذي هو ترجمان عقلها الوقاد هو الوسيلة الفعالة والناجعة الذي طالما استخدمته عواطف لنشر الإسلام مصحوبا بأنوار العبادة، ذلك اللسان الرطب هو ما استخدمته عواطف لتعبر لي عن عدم رضاها عن موقفي من الالتزام (أنت يعني بتفتكر أنو صداقتك للفكرة الجمهورية هي نهاية المطاف؟ ولم تنتظر مني جوابا، بل أردفت قائلة: الفكرة الجمهورية ما محتاجة أنو الناس يبقوا أصدقاء فقط، بل محتاجة أنو ينصروا الفكرة الجمهورية في نفسهم بالتزامها. أنا أفتكر حقو تتوج تخرجك من الجامعة بالتزامك الفكرة الجمهورية وما تضيع وقتك.) كان حديث الأخت عواطف بحال، شأن من تدفعهم الغيرة الى حب الخير لكل الناس. لقد هزني موقف الأخت عواطف هزا عنيفا وحرك دواخلي وأعطاني الوقود الكافي الذي قادني إلى مقابلة الأستاذ محمود، ومن ثم الالتزام.

إنني أشعر شعورا عميقا وصادقا بأنني مهما قلت عن عواطف وكتبت عنها فلن أوفيها حقها. إنني مدين للأخت عواطف بالتزامي الفكرة وهذا خير يستلزم الشكر العظيم للأخت عواطف بعد الله سبحانه وتعالى.

هناك كثير من المواقف التي تدل على غيرة الأخت عواطف على المرأة بصورة عامة، والمرأة السودانية بصورة أخص. تحكي واحدة من النساء أنهم كانوا في رحلة تضم رجال ونساء. وكان النساء كالعادة مشغولات بإعداد الأكل وتنظيمه، بينما لم يساهم كثير من الرجال في العمل. و عندما فرغ الناس من الأكل تناول أحد الرجال الميكرفون و أراد أن يتكلم فما كان من الأخت عواطف إلا أن نزعت الميكرفون من يده وواجهته قائلة (النسوان ديل قاعدات من قبيل يعدوا في الاكل و ينظموا في الرحلة بعد ما مليتوا بطونكم مما جا وقت الكلام دايرين تتصدروا الموقف) فبهت الرجل و لم يستطع أن يقول أي شيء. أنا لم أكن حاضرا هذا الرحلة، ولكن هذا الموقف سردته لي امرأة بصورة فيها إعجاب عن عواطف وعن صمامتها.

هناك مواقف لا تحصى يحفظها الناس لأختنا عواطف، فقد كانت إنسانة استثنائية، لم نفقدها نحن الجمهوريين فقط ولكن فقدها كل السودان في وقت نحن في أمس الحاجة لشخصيات مثل الأخت عواطف ولكن إرادة قضت أن تكمل مشوارها في البرزخ مع أبيها الأستاذ وإخوانها وأخواتها الجمهوريين.

العزاء للأخ الحار للأخ عمر القراي صنوها ورفيق دربها و لبناتها سجود وشهود ووجود ولإبنها محمود ولاهل الأخت عواطف و للمجتمع الجمهوري

الريح حسن خليفة

مونتيري كاليفورنيا

Post: #244
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-21-2023, 06:53 PM
Parent: #243

كتب د. حيدر بدوي صادق من نورث كارولينا

📝رسالة إلى أختي الحبيبة عواطف عبد القادر في برزخها العامر📝

أختي الحبيبة عواطف،

سلامٌ، سلامٌ، سلام!

سلامٌ عليكم في برزخكم العامر، أنتِ وإخوتنا الجمهوريين الذين التحقتِ بهم أمس. من المؤكد أنكِ استُقْبِلْتِ استقبال الأبرار، الثوار، الأحرار، بين أخواتك وإخوانك هناك عند مليك مقتدر. فقد عشت عيشة الأبرار، الثوار، الأحرار، بيننا منذ التزامك الفكرة الجمهورية في كوستي الحبيبة في أواسط سبعينات القرن الماضي. كنت صبية وقتها. ولكنك كنتِ ناضجة، أبية، ثائرة، حرة، وبارة بأهلها وبإخوتها وبقضيتها.

لقد كنتِ بنتاً أثيرة عند الأستاذ محمود محمد طه! ذلك لأنك كنتِ متمردة على واقع المرأة السودانية، وواقع المجتمع السوداني. وكنت متمردة على المجتمع الاقليمي، بل واقع المجتمع الكوكبي. كنت متمردة على حيدة المجتمع عن الحقوق الأساسية بصفة عامة، وحقوق المرأة بصفة خاصة. وكنتِ كذلك صلبة في مقاومة واقع المجتمع الجمهوري، ليس في تقصيره بشأن التزامه بفكرته فحسب، بل في تقاعسه عن الدور الكبير الذي ظل الأستاذ يرجوه له.

وتذكرين كلام الأستاذ لإحدى إخواتنا الجمهوريات حين وصف نفسه بقوله "أبوك أكبر متمرد!" لهذا كان يحبك ويغمرك بعطفه. فقد كنت متأسية بالأستاذ في تمرده على الواقع السوداني والإقليمي والكوكبي! وظللت تعملين بفكرته، بجد وتجرد واجتهاد، منذ صباك الباكر، حين التزمت الفكر الجمهوري في كوستي.

كنت تأبين الضيم للمرأة السودانية، ولكل سوداني. كنت تثورين، وتتمردين، على الواقع، بعزيمة لا تلين. وقد دعم الأستاذ محمود محمد طه تمردك، وشجاعتك، في المقاومة، داخل المجتمع الجمهوري وخارجه. وكم رأيته يبتسم في جلساتنا الحوارية حين تؤكدين على قيم النصرة للمرأة، داخل المجتمع الجمهوري وخارجه!! كنتِ تفعلين ذلك بطاقة من الغضب الحميد، وبصوت جهوري، صاخب، مبين. أكثر من ذلك، فقد كنت من أقوى المناصرات لمفهوم "المعصية بفكر" ضد قياديي الجمهوريين حين يحيدوا عن الحق! وقد كان، وما زال، بعضهم يحيد عن الحق في كثير من الشؤون.

ومفهوم المعصية بفكر، الذي أتقنت ممارسته، مفهوم ديمقراطي من النسق العالي، كما تعلمين. وهو يعني أن الفكر يجب أن يكون هادينا في كل ما نأتي وكل ما ندع. وذلك في إطار تعاملنا مع المجتمع، داخل وخارج كياننا الجمهوري. وقد طرح الأستاذ محمود هذا المفهوم الكبير حين رأي مفارقة الجمهوريين، بخاصة بعض قياداتهم الكبيرة، لخط الفكرة الجمهورية. وبدا ذلك في صور من الطائفية، وصور في السلوك أخرى، أنكرها الأستاذ على الجمهوريين.

وتعلمين أن الأستاذ محمود قد قال أنه ليس هناك ما يعصم المجتمع الجمهوري من أن "يصبح طائفياً!" وتعلمين أن الواقع قد صدق هذا القول بدرجة كبيرة منذ استشهاد الأستاذ محمود! وظللتِ أنت تقولين، حتى في آخر أيامك، أن على المجتمع الجمهوري أن يخرج من قوقعة الطائفية إلى رحاب الفكر الحر. أي أن أن يخرج إلى رحاب تفعيل الثورة الفكرية والثقافية. وأن يخرج إلى رحاب االديمقراطية الفسيحة، وإلى رحاب السلوك المدني الراقي.

وقد كنت أنتِ تمارسين قناعاتك الراسخةفي السودان عبر منظمة "لا، لقهر النساء!" وعبر غيرها. وحين اضطررت للهجرة، اضطراراً، ظللت تدعمين رفيق دربك الجمهوري العملاق الدكتور عمر القراي. وهو أيضاً من الجمهوريين "المتمردين،" مثلك. وقد ظللت تدعمين خطه في التمرد، وفي تأكيده على ضرورة أن يقلع المجتمع الجمهوري خيامه من الكسل والركود. ذلك لينهض بواجبات تفعيل الثورة الفكرية في السودان، وفي الأرض قاطبة. ونتيجة لدعمك المتصل، ظل عمر القراي، يعمل، بجدٍ نادر، على توعية السودانيين بمخاطر الهوس الديني. وظللت أنتِ بجانبه حين تكالبت عليه قوى الهوس لإزاحته من منصبه الرفيع كمدير عام للمركز القومي للمناهج.

ظللتِ بجانب زوجك الحبيب القراي، تدعمينه وتقوِّينه عندما جارت عليه حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير. وبانت، جليةً، مساندتك القوية لزوجك الفارس حين رضخ الدكتور عبد الله حمدوك لقوى الهوس الديني وقوى الطائفية وأزاح القراي من منصبه. وبذلك أجهض حمدوك تنقيح المناهج المدرسية من الهوس الديني. وتعلمين أن حمدوك أجبر القراي على الاستقالة وعَزَلَ الدكتور محمد الأمين التوم، وزير التربية والتعليم حينها، عن الوزارة، لا لشئ إلا لأن كلاهما عملا على إيقاع نبض الثورة! فصفا الجو بذلك لمن عارضوا تنقيح المناهج المدرسية من الهوس الديني. وتواترت انتصارات تيار الهوس على حمدوك وقوى الحرية والتغيير، وسُرقَتْ الثورة، فصرنا إلى ما صرنا إليه اليوم من دمار! فهل من متعظ؟!!

سيسجل التاريخ أنك، يا أختي الثائرة، المناضلة، الصامدة، وقفت مع زوجك وقفة الثوار، الأبرار، الأحرار. وسيسجل أن الدكتور حمدوك وقف مع الهوس الديني، وكان ذلك من بواكير دلائل فشله الكثيرة والكبيرة! وقد أوردنا فشله، وفشل قوى الحرية والتغيير، موارد الهلاك التي نكابدها اليوم بسبب الانكسار لسطوة العسكر ولسطوة الهوس الديني!

لا أستطيع أن أوفيك حقك، يا أختي الحبيبة، فإن الكلمات تعجز عن وصف دورك داخل المجتمع الجمهوري، وخارجه. فقد أسهمت إسهاماً كبيراً في تثويرنا نحن، شباب الجمهوريين والجمهوريات وقتها. وبذلتِ كل الجهد الممكن في حفزنا نحو التثوير والتغيير. وقد حفَّزتينا لنمارس حقنا الديمقراطي الأصيل في "الطاعة بفكر، والمعصية بفكر!"

أيتها الثائرة العملاقة، نامي بسلام! ولترفرفي بجناحيك الكبيرين، الوارفين، فوقنا داعمةً لنا روحياً، جمهوريين وغير جمهوريين. ولتدعمينا، سودانيين وغير سودانيين، لنتمرد على الواقع تمرداً على الشر لا يبقي ولا يذر! ولنثور على الواقع لتبطل مفعول العنف الحاضر. فقد قال أبوك "إن القوة المستحصدة تبطل مفعول العنف." وهو يعني بذلك أن قوة الرأي العام السمح، القوي، تبطل مفعول العنف. وقد ثبت ذلك في اكتوبر وفي أبريل وفي ديسمبر، حيث قامت ثورات "قوية مستحصدة" شلت آلة القمع، وأبطلت مفعول العنف، وأسقطت الدكتاتوريات العسكرية.

ولتكن تجربتك الحياتية المعاشة، وروحك الثورية الوثابة، دافعاً لنا للخير ولصنع الثورة القوية بالعمل في بناء أدوات التنوير وشحذ أدوات التثوير. وذلك لكي نعمل عملاً محسوساً، روحياً ومادياً، في سبيل نصرة الشعب السوداني العملاق. نعم، هو عملاق، كما قال أبوك! أولم يقل عن شعبنا أنه "شعب عملاق يتقدمه أقزام؟" بلى قد قال! ولكي نطلق ثورة الشعب السوداني العارمة، الصارمة، القادمة، لابد من العمل الثوري-الفكري-الثقافي الجاد. نعم، لابد من ثورة "فكرية وثقافية" تحكي ما وقفتِ حياتك، منذ صباك في كوستي، لتحقيقه في لحمك ودمك وفي المجتمع.

وهنا أعزي أخي الحبيب د.عمر القراي، وسجود، ومحمود، وشهود ووجود على فقدك الجلل. وأنت الباقية فيهم بنموذجك المتفرد! وأعزي شقيقاتك الكريمات، سمية والأخريات، وكافة أفراد أسرتك الممتدة في كافة ربوع السودان وخارجه.

وأعزي نفسي، فقد كنت أثيرة عندي يا أختي الحبيبة. وعزائي ليس فيه جزع للفقد، فأنتِ حاضرة في غيابك. وقد مضيتِ إلى ربٍ رحيم، عطوف، سيجزل لك العطاء أضعافاً أضعافاً لما بذلتِ من خير في سبيل المجتمع الجمهوري والمجتمع السوداني، بل المجتمع الكوكبي. ولا شك عندي أنك ستعطرينا، من برزخك المنفسح، بأريج الثورة وبدوام التوق للحرية والسلام والعدالة! فقري عيناً! ذلك لأننا لن نسقط الشعلة من أيادينا مهما كانت الشعلة حارقة!

وأعزي فيك جميع الجمهوريين والجمهوريات -المتمردين والمتمردات، وغير المتمردين والمتمردات- عسى الله أن يحدث فينا تمرداً شديداً، نواصل بعده رسالتك السامية في تفعيل الثورة الفكرية والثقافية لنخرج السودان والعالم من التيه. وهذا هو وعد أبيك المحب، الأستاذ محمود محمد طه، غير المكذوب!

حيدر بدوي صادق
كيري، نورث كارولينا، الولايات المتحدة
٢٠ يونيو ٢٠٢٣

Post: #245
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-21-2023, 06:53 PM
Parent: #244

كتب الباشمهندس محمد عثمان بابكر من دنفر كلورادو
احسن الله العزاء في الفقد الكبير بانتقال الاخت عواطف إلى رحاب ربها السنية بعد معاناة طويلة مع المرض نسأل الله أن يبلغها المقامات العلية . كنت سايق مشوار بعيد و قلت اشغل ( انا انزلناه في ليلة القدر ) و اعيد تشغيلها كل مرة إلى أن اصل البيت و اهبها لروح الاستاذة عواطف و اول ما كتبت انا انزلناه اول حاجة ظهرت لي انا انزلناه مكررة و لذلك ما احتجت أن اعيد تشغيلها كل مرة و بعد ان انتهت السورة المكررة قلت اشغل ( عليك صلاة الله ) و بعد ان انتهت دخلت مباشرة قصيدة أخرى هي ( اهلا و سهلا بالكرام اهل الحميا و المدام ) فسرت في جسمي قشعريرة إذ تذكرت أن هذه القصيدة اول مرة اسمع بها من عواطف فقد حدثتني عنها و عن إعجابها بها ، أيقنت ان عواطف قد قبلت ما وهبته لروحها الطاهرة .
وداعا اختنا العزيزة الاستاذة عواطف و إلى لقاء قريب في مكان أجمل.
لله ما أعطى ولله ما أخذ و صبر جميل والله المستعان.

Post: #246
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-21-2023, 06:54 PM
Parent: #245

كتبت الأستاذة هادية حسب الله :

وداعا عواطف ياموفورة الشجاعة والإنسانية


إلتصقنا قرب عمود الاضاءة بشارع الازهرى،كنا انا وهى باثوابنا البيضاء جزء من مظاهرة كبيرة فرقتها قوات الامن بالغاز المسيل للدموع. مظاهرة ضد الغلاء نظمتها لا لقهر النساء يونيو ٢٠١٢م ، سميناها مظاهرة (حلة الملاح)، همست لها وسط دموعى وانفى السائل ان نجرى، فاجأبتنى بصوت واضح كأن حنجرتها لم يطالها الغاز : مابنجرى مش اتفقنا نقيف! حينها قرر امنجى ملعون توجيه المقذوفة الى أرجلنا فاحترق ثوبها فاطفأته بيديها وواصلت الوقوف، أدركت ان عنادها قد يؤذينا اكثر فجررتها غصبا الى طرف الشارع حيث تلقفتها أيدى الراحلة الشجاعة زينب بدر الدين، وركضنا سوية خلف كوافير باريس تحتضننا أزقة امدرمان الحبيبة.

كان الوضع المالى للمبادرة بالغ السوء فاقترحت ان نقوم بعمل استثمار صغير بتبرعاتنا وأشرفت بنفسها على عمل مخبوزات للعيد، عملت معها هالة تاج السر، قدمت ذات عصرية لمساعدتهما فوجدت العمل يسير بصورة نظيفة ومنظمة ولكنه كان مرهق جدا فاندهشت من مثابرتها، علمتنا عواطف التواضع والالتزام.

فى زيارة لطالب من طلاب دارفور كان مصاب فى مستشفى الخرطوم، اكتشفنا بعد وصولنا انا وهى وأمل هبانى Amal Habani ان المتواجدين معه ليسوا اسرته وانما هم عناصر الجهاز اتخذوه سنارة لاصطياد المعارضين/ات. جلست عواطف ابراهيم متمهلة رغم غمزاتنا ولكزاتنا. وعندما عاتبناها بعد خروجنا حول اطالتها للزيارة وتعريضنا لخطر الاعتقال قالت ( والله لو قيدونى ماكنت بقطع زيارتنا للشاب المحتاج الزيارة ده. الكلاب ديل لاخلوا أم ولا اخت معاه ).

كانت عواطف داعمة لكتاباتى فى إجراس الحرية وكنت انتظر اتصالها الثابت عقب نشر مقالى، كانت تجادلنى وتناقشنى بعمق. ولو وافقتنى توافقنى بحجج جديدة. كان النقاش معها دوما مختلف ومحفز للتفكير.

كنت أعمل بقناة أبونى وهى احدى المشروعات التى جمعت الديمقراطيين من شمال وجنوب السودان، وسعت للوحدة. وقمت بعقد مقابلة معها هى واحدى الاخوات الجمهوريات حول المرأة فى الفكر الجمهورى، قمنا بعقد سلسلة من المناقشات قبل وبعد الحلقة فتحت آفاقى كثيرا حول المرأة والتدين عموما وامدتنى بكتب ومراجع مااظنها كانت تتوفر لى وحدى.إبان عملها للماجستير بجامعة الاحفاد كان مكتبى مكان استراحتها بين المحاضرات ومكان مناقشات مختلفة عميقة وتعنى بالهم السودانى.

كانت محبة للحياة للارض للطبيعة. عندما علمت بخبر اصابة أمى رحمها الله بالسرطان لم تنقطع عن ارسال نصائح حول التغذية كانت تعتقد ان للارض صلة قوية بنا يجب ان نعمل على توثيقها.وعندما اصيبت هى نفسها واجهت الأمر بشجاعة وظلت تخبرنى عن تجارب تعافى كثيرة. كانت جسورة حتى تجاه المرض.

بالامس عندما قرات نبأ رحيلها عاودت الواتساب لاراجع اخر مراسلاتنا وجدت ان غالبيتها تضج بالحديث حول إجرام الكيزان. العدو الاول للسودان وللفكر الحر. وحزنت انها وكثيرين/ات غادروا ولازالت المعركة مع الكيزان متواصلة. رغم ان عواطف كانت مؤمنة تماما بنهايتهم حسب ما ذكر الاستاذ. كانت تلميذة محبة ومؤمنة.

بفقد عواطف ينقص صفنا ، صف النساء المقاتلات لكرامة المرأة . كانت اكثرنا شجاعة وفدائية كانت متجردة وصادقة فى عطائها. تهمل عن عمد الاختلاف لصالح المشترك الأوسع. سودانية وبت بلد وعاشقة للصالح من تراثنا وساخرة حد الوجع من علامات التخلف بثقافتنا. كانت عواطف واسعة الانسانية بحق.

العزاء لاسرتها الصغيرة وعاجل الشفاء لدكتور القراى والابنة وجود. والعزاء لاخوتها الجمهوريين/ الجمهوريات. ولكل نساء السودان.

Post: #247
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-21-2023, 06:55 PM
Parent: #246

كتبت الأستاذة امل هبانى :


لا حول ولاقوة الابالله انا لله وانا اليه راجعون ..

رحلت امرأة عظيمة متقدة الفكر والمباديء لا تعرف الكذب ولا المداهنة ..تعلمت منها الكثير خلال رحلتنا في تأسيس مباد ة لا لقهر النساء ومشاورينا ونقاشاتنا النسوية العميقة ونحن في المواصلات او في الوقفات او احيانا اغشاها في منزلهم العامر بالأخلاق والمباديء الانسانية والإسلامية فتدهشني بآراءها الإسلامية في عدم استخدام عاملة منزلية بازة بذلك كل أشكال التدين الطبقي وتدهشني في وعيها النسوي الذي يفوق عتاة النسويات الليبراليات مرتبطه بالاسلام والفكر الجمهوري .

كنا نركب الحافلة عواطف وهادية حسب وانا نحرض الناس على الثورة على نظام الانقاذ البغيض الذي تسبب في افقارهم واذلالهم وفي ذلك الوقت كان التجاوب ضعيفا جدا لأن تيار الوعي السياسي الموجود الآن لم يكن قد اكتمل او اشتد عوده كما الآن وكانت تحكي لنا عن كيف استخدم الجمهوريين والجمهوريات هذه الوسائل في توعية الناس أيام نظام الديكتاتور جعفر نميري ...

وآخر رفقتي لها كانت في العام ٢٠١٢ عند عودتنا من مظاهرة حلة الملاح التي قادتها مبادرة لا لقهر النساء في امدرمان امام صينية الازهري وتعرضنا لضرب عنيف بالعصي والبمبان من الأجهزة الأمنية لكن شباب الحلة ونساءها خرجوا جميعا وكانت مظاهرة حاشدة و كانت عواطف مغادرة بعدها بأيام لرفقة زوجها دكتور عمر القراي (شفاه الله) لإحدى دول الخليج .

قالت لي يومها أنها سعيدة وراضية عن ما انجزناه سويا كنساء في مبادرة لا لقهر النساء وقالت لي ما معناه انه يوم الليلة كان بمثابة خاتمة عظيمة قبل سفرها الذي لم التقيها بعده الا بمكالمة يتيمة عزتني في والدتي وتذكرنا تلك الأيام الجميلة ببذلنا ونضالنا من أجل وطن افضل يليق بكل النساء..

رحلت عواطف عبدالقادر في وقت كل شيء يشي بالرحيل . لكن رحيلها تفوق علينا في انها رحلت الى دار البقاء حيث لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ..رحمها الله واسكن روحها الطاهرة الثائرة فسيح جناته ..

Post: #248
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-22-2023, 06:41 PM
Parent: #247

بسم الله الرحمن الرحيم
(ان الذين قالوا ربنا الله، ثم استقاموا، تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا . وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ..)
جبريل محمد الحسن يكتب في وداع
الأخت الحبيبة عواطف عبد القادر

قف لا ترحل .. ترحل لك الأكوان

قد قيلت في حقه هو ، ولكن بما ان عواطف كانت تمثل حسنة من حسناته ،وانجازا عظيما من إنجازاته ، فقد استحقت، بجدارة، ان يكسوها بثوبه الطاهر ، وينعم عليها باسمائه وصفاته ..
لا أقول انها أعظم الجمهوريات، ولا اكبرهم مقاما، ولا ارفعهم شأنا ،وما ينبغي لي، ولا أستطيع ،ولكنني أقوى على ان اجهر ،بانها كانت لبنة متينة ،في بناء صرح قامة القيادية الجمهورية ..
يكفيها، فخرا ومجدا ،انها كانت في موضع حب مميز عند الاستاذ محمود ،وعند الاستاذ سعيد، وعند الاستاذ جلال، وعند الاستاذ عبد اللطيف ،وعند الاستاذ محمد الفضل، وعند الكثير من الاخوان والاخوات.. فهي اليوم ترفل في شموخ وكبرياء، بين الأحبة، وتنعم بمعيتهم، وحرارة استقبالهم لها ،واحتفالهم بمقدمها في بيت الأخوات ،الذي وعد الاستاذ ببنائه لهم هناك..
فقد استحقت كل ذلك من سمتها العالي، ومن شجاعتها ومن صدقها ..اختلفت مع الاستاذ يوما في تقييم موضوع معين، ورأت ان تبتعد عن المجتمع الجمهوري، مؤقتا ،حتى يهدأ بالها ،فذهبت إلى الجريف فلحقها الاستاذ، بنفسه، هناك وارجعها لتكون في حضانة المجتمع الذي يحبها وتحبه ..فالاستاذ محمود فارس يحب الفراسة، ويحب الفرسان أينما كانوا ،وكان كثير الحديث عنهم ،امثال محمود ود زائد وود مهوس الخ..وكانت عواطف فارسا مغوارا ،دائمة البقاء على جوادها، وعلى سرجها، شاهرة سلاحها، فلم لا نجده يحبها ويدنيها منه ..
تكاثر نعي الاخوان لها ،والكتابة عنها ،وكل ذلك دليل المحبة لها ،ومكانتها الرفيعة في نفوسهم ..
كانت تقول لي :انت تحب عمر ولا تحب غيره ..وكنت استحي ان اقول لها :واحبك انت ايضا، ولكني احب عمر كثيرا ..فقد امتدت علاقتي بعمر إلى ما قبل عام ١٩٧٤.. وكنا نخرج للحملة سويا.. ولم تستطع كل العواصف، التي اجتاحت مجتمعنا ،صعودا وهبوطا، ان تفت من صلابة تلك العلاقة، ومن قوتها، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ..
اتصلت بي عواطف قبل شهر من أحداث الخرطوم، وكانت تريد أن تستوثق مني على موضوع معين، فقد كنت اتواصل معها أثناء مرضها ،ونتجاذب أطراف الحديث ،ونتناقش في مستجدات مجتمعنا، ومعنا الأخ عمر ، ولكن هذا الاتصال قدر الله ان يكون هو الاخير والاميز .. كان عمر في العمل، وقتها ،كما ذكرت لي، واستمر الاتصال لفترة طويلة ،وسرقنا الوقت، لحرارة اللقاء وصدق التناول ، وكعادتها كانت عميقة وهادئة ،لا تجامل ولا تداهن، وكنت في قمة النشوة الفكرية، اطرب للموضوعية تقطر منها، وحسن الخلق الذي يحتويني .. اتحفتني بالكثير جدا من اقوال الاستاذ، والتي اسمعها لاول مرة ..فقد كان عمر يحذرها بالا تنثر اقوال الاستاذ علي لانني سانشرها فورا على الميديا ..فكانت تقول لي هذه لك انت فقط ولاتنشرها على الاخوان، واما هذه فلك الحق في نشرها .. واقول صادقا ،ان أحداث الجنرالين قد انستني كل شيء سمعته منها سواء كان في الخاص أوالعام ..
ومن جانبي، فقد كنت أرى ان ذلك الاتصال قيضه الله مكافأة لي، على دعواتي اليومية لها بالشفاء، ووهب آيات من القرآن ..فان هذا الصنيع ،مع تجاربي الطويلة معه ،فانه لا يتخلف قط ،ويعمل على تغيير القلوب، مهما كانت قسوتها، إلى المحبة والاستلطاف، مصداقا لقوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم )..
كانت تتواصل معي عبر الواتس، وارسل لها رسائل التحية والمجاملة ،المعتادة والمتكررة، فكانت ترد على اي منها بدعوات قلبية صادقة ومخلصه ، تخرج دافئة من منجمها ..
وسوف اتحدث هنا عن موقف واحد ، وهو من جملة مواقف مميزة ، يدل على صفاء عقلها ،وسلامة قلبها، وصدق توجهها ،وشجاعتها، وإعجاب الاستاذ بها ..فقد كنا يوما حضورا بجامعة الخرطوم لندوة عن الخفاض الفرعوني، قدمها دكتور عالي التخصص في الطب ..استطاع هذا الدكتور ان ينفر الحضور ، بعلمه الغزير ، عن الختان الفرعوني ،وذلك بشرحه المفصل للضرر العضوي والنفسي، الذي يحدثه الختان للفتاة حاضرا ومستقبلا ، وذلك بالاعتداء الجائر على العضو التناسلي للمرأة .. وكنا اخوان واخوات، في جملتنا ،على ارتياح تام لتلك المحاضرة ..وعلى نفس السياق كانت انطباعاتنا عند الاستاذ.. الا الأخت عواطف، فقد قالت للاستاذ : إنها شعرت بقرف شديد، وبتقزز فظيع، من قلة حياء المحاضر ، واسفافه في القول ،وعدم مراعاته لمشاعر المرأة ، وان مثل هذا التناول لا يساعد على التخلص من هذه العادة الذميمة ..أعجب الاستاذ بانطباعها، وعلق على الندوة بحديث قريب من انطباعها..وبعد يومين ،كان تعليق الاستاذ على كتاب الخفاض الفرعوني ،وعن تاريخه وحكمته، فقد كنا قبلا نظن انه سيرفض الختان شكلا ومضمونا..
عجز الموت ان يأخذها وهي على السرير، تعاني من مرارات الكيماوي، وقسوة المصير المحتوم، فقد وجدها اصلب من ان تلين او تنكسر ،امام جبروت ذلك الداء اللعين، فطفق يبحث عن مجال آخر ،عله يجدها فيه هينة وسهلة المنال ..فوجدها ،هناك ،مشمرة تدافع في قوة وبمنعة، عن زوجها ،وعن صغيرتها، بجسدها الطاهر النقي النحيل ، ثم تفديهما بروحها الزكية، لتذهب هي ويبقي الاثنان على قيد الحياة.. فان لكل منهما رسالة لابد من اكمالها قبل اللحاق بها ..
نسأل الله الشفاء التام والعاجل للأخ عمر القراي ولبنتنا وجود ،والعزاء لكل أفراد الأسرة في هذا الفقد الجلل ..
ذهبت عواطف بعد ان اكملت رسالتها، على اتم ،وانضر وجه ،على هذه البسيطة ..وتركت ارثا روحيا كبيرا لزوجها، ولابنائها ،ولأهلها جميعا ..فقد كانت حياتها حافلة بالنضال، ونكران الذات، وحب الخير للآخرين.. وقدمت نموذجا ،ممتازا، للمرأة العصرية الحرة، ليترسم خطاه كل الشرفاء، ومحبي الحرية، والعدالة ،والسلام ..

Post: #249
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-22-2023, 07:36 PM
Parent: #248

بسم الله الرحمن الرحيم

 ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق الله العظيم.
 
تتقدم الجالية السودانية بمنطقة دلمارفا بخالص التعازي في وفاة المرحومة عواطف عبدالقادر زوجة د. عمر القراي سائلين الله أن يرحمها و يغفر لها و يحشرها مع الصديقين..و عاجل الشفاء لدكتور عمر القراي و ابنته وجود...
تجهيز الجثمان و غسله بال Funeral home صباح بعد غد الجمعة الساعة التاسعة صباحا على العنوان التالي:
Bennie Smith Fneral Home
917 w isabella st. Salisbury, MD
ثم صلاة الجنازة بمسجد برنسيس آن على العنوان التالي:
11732 Somerset Avenue, Princess Anne, MD, 21853

و سيكون الدفن يوم الجمعة ٢٣ يونيو على العنوان التالي:

3715 Snow Hill Road Gridletree, MD, 21829.
و العزاء بالمسجد بعد الدفن مباشرة و حتى صلاة المغرب...
سيتم تحديد زمن الصلاة و الدفن في صباح الجمعة ٢٣ يونيو بعد التأكد من أحوال الطقس المتوقعة في ذلك اليوم...
إنا لله و إنا إليه راجعون

Post: #250
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 06-24-2023, 03:26 PM
Parent: #249


لا حولا و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

تنعى الجالية السودانية بمنطقة دلمارفا ببالغ الحزن و الأسى الإبنة/ وجود عمر القراي، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته و يحشرها مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا.
سيتم لاحقا إعلان مراسم الدفن و العزاء.
إنا لله و إنا إليه راجعون.

Post: #251
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-06-2023, 03:07 PM
Parent: #250

https://www.0zz0.comhttps://www.0zz0.com

Post: #252
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-06-2023, 03:10 PM
Parent: #251

https://www.0zz0.com
من مقال قديم للأخت الأستاذة بثينة تروس



الحبيبه فاطمه حسن علم فى حياتنا نحن الجمهوريات .روح محبه وضعت بصماتها فى تاريخ الفكرة الجمهورية وفى ذواتنا الى الأبد..
فى بيت الأستاذ عندما تأتى فاطمة حسن من عطبره تلاحظ طاقة محنه زائده يحس بها الكل بالتساوى. وتزداد حركة البيت بروحها الطاغيه بهاءا عجيبا يبدأ من جلسة صلاة الصبح حتى اذان الصبح الذى يليه..ونحن نباريها زى ضلها.. ..كنت دائما عندما أعلم بقدوم فاطمه حسن ويصادف ذلك تواجدى فى بيت الأستاذ أجعل نفسى فى المقدمة فقط لكى أشاهد لحظة سلامها وعناقها للأستاذ ..انا اكاد اجزم كل من شهد ذلك المشهد لن ينساه,فاطمه حسن حسيا (بتتشعبط)زى الطفل فى عنق الأستاذ وبتبكى كما الطفل الذى وجد أمه بعد فراق,وهو يبكى اشواقه وعتابه لفراقه!!وكذلك هو نفس مشهد وداعها للأستاذ..
بفضل الله أزدانت أيام من ايام عمرى بصبغه ولون خاص فى وفد عطبره بقربها ..
كتب الفنان النور حمد

وهكذا يقود الحديث عن الكنداكة للحديث عن "الكنداكة المسلمة الجمهورية" فاطمة حسن، التي أشار إليها الأخ مختار مختار إشارات عارفة. ففاطمة حسن ملكة نوبية جمهورية، وكذلك سيد شاهين، وكذلك أستاذنا حمد محمود الذي سوف أتحدث عنه فيما بعد. فهو أيضا ملك نوبي جمهوري. وتجمع بين سيد شاهين وفاطمة حسن طيبة القلب ورقته التي شهد بها النبي الكريم للنوبة دون غيرهم من بني البشر. ولم أعرف فيمن عرفت في حياتي شخصا أرق قلبا من فاطمة حسن. فهي الأمومة مجسدة تمشي على قدمين، وهي في ذات الوقت الحزم والمسؤولية كأقصى ما تكونان. فاطمة حسن من رائدات المعلمات، ومن رائدات الجمهوريات أيضا. لم أقابلها كثيرا في عطبرة، حين أوفدت في وفود السبعينات بسبب عملها في منطقة سيدون الواقعة على نهر عطبرة جنوب شرقي مدينة عطبرة. غير أنني عرفتها أكثر في المركز حين اشتد إيقاع الحركة وأصبحت حركة يومية تواصل ليلها بنهارها. حين بدأت مجموعات الإنشاد في الظهور، ظهرت مجموعة عطبرة أول وأقوى ما تكون المجموعة. وقد كانت فاطمة حسن الأم الروحية والطاقة الوجدانية التي وقفت وراء تلك المجموعة المتفردة التي جمعت فنانين مطبوعين مثل هاشم فتح الرحمن، وصديق عبدالله، وعلي الزبير، والراحل المقيم سليمان عبدالقادر، وهاشم عثمان. تميز هاشم فتح الرحمن وصديق عبدالله بنَفَسٍ خاص بهما. ألحانهما لا تشبه بقية الألحان، وأداؤهما لا يشابه بقية الأداء. ومن منا لا يذكر "روح فؤادي بذكر النازح الداني"، ومن منا لا يذكر، "إن رمت أن تدرك كل المنى"، ومن منا لا يذكر رائعة الشريف البيتي، "هذا الجمال لمن يشاهده" التي أخرجها من مكمنها صديق عبد الله فأصبحت في لمح البصر، على كل لسان. ثم خرجت من عباءة فاطمة حسن هدى كمبال، جمهورية من عيار خاص، وممثلة مقتدرة، ومنشدة مبدعة. وكل ذلك وقفت وراءه روح فاطمة حسن الإنسانة، والمربية، والمنشدة والملحنة القديرة، روح عطبرها، ونبضها، وحارستها.

تربط بين فاطمة حسن، وأمي آمنة، وأسماء، وسمية، صلة خاصة. وكثيرا ما أقامت فاطمة حسن معنا في بيت أمي آمنة. ولم تكن تقنع لنفسها بدور الضيف. حين تجيء، تضع إدارة شؤون البيت في يدها، لحظة وصولها. فيسلم لها الجميع. كانت تعرف معرفة يقينية لا ظن فيها، ما يربطها ببيت الأستاذ وبأسرته، ولذلك لم تكن تطلب إذنا من أحد لتفعل شيئا. ((حكيت هذا الجزء لمتوكل فطرب له طربا شديدا)) تفرح أمي آمنة بالضيوف بلا استثناء، فرحا عظيما، غير أن فرحها بقدوم فاطمة حسن لا يقاربه فرح. تتغير حالة البيت حين تأتي فاطمة ويفرح بوجودها فرحا عظيما أطفالنا، محمود النور، وآمنة دالي. وللأطفال حاسة مودعة فيهم، بها يعرفون أهل القلوب العامرة، ومن أعمر قلبا من فاطمة؟!.

فاطمة حسن وسيد شاهين تؤأمان روحيان، وروحان قديمان تقلبا عبر الأمنة حتى أهطعا في نهاية تطوافهما الميمون إلى سدة القدس. وذلك مآل الأرواح الخيرة

Post: #253
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-06-2023, 03:12 PM
Parent: #252

كتب الأخ د. الطيب حسن من مانشستر
الأستاذة فاطمة حسن

طبتِ حيّةً و ميتةً يا أعز الناس..
الحمد لله الذي اختص نفسه بالبقاء وحده، وكتب الموت على عباده كتاباً مؤجلاً، فلا تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت.
لقد رحلتْ عن دنيانا الفانية في هذا الصباح إمرأةٌ و لا كل الرجال. لقد عاشت معلمة الأجيال الأستاذة فاطمة حسن كل حياتها في سوح الاستاذ محمود، داعيةً إلى الله على بصيرة في وقتٍ قلَّ فيه خروج النساء. كانت تؤدي رسالتها في نشر العلم والتوعية كمعلمة في مدارس البنات فتخرجهن من ظلمات الجهل إلى نور العلم، كما تعمل في ميادين نشر الدين وتعليم الرجال والنساء ما ينفعهن في دينهن ودنياهن.
و كما كانت حياتها خيراً لنا جميعاً، سوف يكون انتقالها خيراً لنا وللسودان وللبشرية كافة، تدفع الركب لينزل ملكوت الله على الأرض و تنعم الإنسانية قاطبة بجنة الأرض الموعودة فريباً بإذن الله.
الموت حقٌ، و عند العارفين له فرحةٌ بلقاء ربهم، وإنما نحزن على وداع حبيبة القلوب وأم الكل. لقد بكتها مدينة عطبرة بدمعٍ هطّال ظل يتنزّل منذ عصر الأمس في سماء مدينة عطبرة وحتى منتصف الليل. كان ذلك وداع الطبيعة لأمنا العزيزة فاطمة حسن، و نرجو أن يكون قد غسلت تلك الدموع المدرارة شوارع عطبرة من كل الارجاس.
و نحن نعتصر الدموع، ونبكيها بقلوبنا، ليس جزعا عليها، فهي قد ذهبت الى أبٍ رحيم، ظلت تستعد كل حياتها العريضة للقائه، فما اعظم فرحتها به و بما ينتظرها في برزخها العامر المضئ، و لكننا نبكي عليها لوعةّ لفراقها و غيابها الحسي عننا، و لكن في حقيقة الأمر هي موجودة بيننا ، فما غاب إلا وجهها الوضّاء و ابتسامتها المشرقة ، و سوف تبقى فينا شمائلها المحببة إلى النفوس تضئ لنا في ظلمة السير، و وحشة الطريق ووعثاء السفر.
سوف نذكرك دوما في قصائدك العرفانية ذات الألحان السماوية:
ألا يا شوقُ جددني
و جدد بي صباباتي
و سوف نذكرك كلما انشدنا في مجالسنا:
قف بالديار و حيي الأربعَ الدُرُسا
سوف نقف و نحييها ونحيي ذكراك العطرة وانت تنشدين فينا:
أيها المختار والله ماقتلوك ما عرفوك
لكن غرّهم منك التحلّي بالتخلي
و انتِ اليوم اكثر ثقةً ومعرفةً بذلك لأن بصرك اليوم حديد.
نحن هنا اليوم في عمىً و قد غطّى الرين على قلوبنا، نرجو منك المدد، و انت الكريمة المعطاءة رغم دنيا الفقر و الزهد التي نعمتِ بها، فنرجو منك المدد من برزخك العامر ، و قد أصبحت المسافة بيننا أقرب مما كانت بالأمس.
هنيئا لك لقاء اخوانك الكريمات و أخوانك الكرام ونحن ننتظر عودة الوفد في الركب العظيم ، فأرض السودان تنادي بلسان حالها:
الله يا معطي
تعطي و لا تبطئ
يا رافع المقتِ
يا صاحب الوقتِ
نادى بك الخلق
شوقا لكي تأتي
و نحن ننادي بلسان حالنا و لسان مقالنا:
نادى بك الخلق
"حاجةً" لكي تأتي

تقبّلي وداع أخيك المحزون
الطيب حسن
مانشستر
صباح الاحد
06/08/2023

Post: #254
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-06-2023, 03:14 PM
Parent: #253


Post: #255
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-07-2023, 02:08 AM
Parent: #254

كتب د. حيدر بدوي صادق:
انتقلت اليوم إلى رحاب الكريم أختنا وأستاذتنا العظيمة فاطمة حسن، كبيرة الجمهوريين والجمهوريات في مدينة عطبرة. رحمها الله وأجزل لها العطاء وأنزلها منازل الصديقين والشهداء. وعزاؤنا أنها كانت من الجمهوريات الرائدات. وقد شهدت على ذلك عطبرة، وشهدت الخرطوم، وشهدت الأرجاء العديدة التي جابتها في السودان، بطوله وعرضه، ناشرة للوعي والاستنارة.

وكتب عنها أخي وأستاذي محمد الفضل أحمد الطاهر، كبير الجمهوريين والجمهوريات في القضارف. وحكى قصة التزامها بالفكرة الجمهورية بعد أن كانت عضوة في الحزب الشيوعي، تم تكليفها بمتابعة محاضرات الأستاذ محمود محمد طه بعطبرة.
___________

محمد الفضل
القضارف
٦ أغسطس ٢٠٢٣

تقبل الله أختنا الحبيبة فاطمة حسن مع الأخيار من أهل قرباه من إخواتنا وإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. ونعزى الإخوات، بصورة خاصة، فى هذا الفقد الجلل. ونعزى أنفسنا وجميع الجمهوريين.

كنا، شخصي ومبارك الحاج وجعفر دياب وحيدر بدوي، فى وفد للشمالية عندما نقلت ماما فاطمة لدنقلا. وزرناها بمكتبها، ومنها إلى بيتها. فأشرقت كأنما نزلنا عليها من السماء. فرحتها وتعبيرها عن حبها لنا كنا فوق الوصف. وهذا شأنها وديدنها، كما هو معلوم عن حبها لجميع الجمهوريين، ولجميع من هم في محيطها.

ويجدر بي هنا أن أنقل لكم قصة التزام [ماما فاطمة] للفكرة الجمهورية كما روتها بنفسها:

كنت عضوة فى الحزب الشيوعي وصادف طواف الأستاذ وزيارة عطبرة لاقامة محاضرات. تم انتدابي وزميلة من الحزب أن نحضر المحاضرات ونسجل فيها ما دار وحمل كل منا دفترا وقلما. أخذت واعجبت بالأستاذ وبالاخوات المصاحبات للوفد، بتول، اسماء، رشيدة، نوال، سمية. نقلنا المحضر للحزب وتخلفت الزميلة فى المحاضرة الثانية. حضرت المحاضرة برفقة أخي فلما انتهت المحاضرة قلت لأخي عايزة أقدم دعوة للأستاذ لزيارتنا لكن تفتكر بقبل وهو رئيس حزب بستجيب لدعوتي؟ قال لى: انت خسرانة شنو كلميه. كلمت الأستاذ فرحب بالدعوة لكن قال عندنا شرط، نزوركم العصر قبل المحاضرة ومنكم نمشي للمحاضرة نشرب شاى بلبن وبس. قبلت الشرط، أخبرت الوالد مشى السوق جاب الفواكة والمشروبات وخلافه وشريط أحمر زين بيه أعمدة المدخل لاستقبال الأستاذ والضيوف. لما حضر الأستاذ وشاف الاستعداد، قال لي: يا فاطمة أخليتى بالشرط! بادر الوالد: يا أستاذ دا بيتي أنا أكرمك بالشئ البليق بيك وفاطمة ما عندها دخل. تبسم الأستاذ وظهر عليه السرور. بعد شراب الشاي صحبتهم للمحاضرة حتى نهاية اسبوع المحاضرات. كانت آخر محاضرة يوم نهاية اجازة المدرسة حيث أعمل بمدرسة سيدون. الأستاذ قال لي: تحضرى المحاضرة بعد نهايتها نودعك بالمحطة.
انتهت المحاضرة عند الساعة تسعة وهو وقت المبارحة للقطار من عطبرة. تحركنا بعد المحاضرة الساعة ٩ فوجدنا القطار لم يبارح المحطة وهى نقطة انطلاقه وهى من أغرب الاشياء من نقطة المبارحة من رئاسة السكة الحديد.
بعد اسبوع لم أطق الانتظار فاتصلت بالأستاذ بالرقم الذى اعطاني إياه ورغبتي في الحضور، فوصف لي تركبي لامدرمان الثورة بالنص جامع الختمية تلفي شمال في فسحة امام البيت، وصلت حسب الوصف، قابلت الأستاذ فرحب بي مع ابتسامته وحبه المعهود، ومنها وعييييك.
كانت جلسة ممتعة يد العناية فيها ظاهرة فى الاختيار .

Post: #256
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-10-2023, 07:56 PM
Parent: #255

رحلت أمي فاطمه حسن محمد إدريس و انهد ركن ركين ، و انفتحت ثغرة لا تسد ..*

بقلم ابنها المكلوم: المهندس محمد عبد اللطيف هارون

كنت في السنة الثانية بكلية الهندسة جامعة الخرطوم و من ضمن المنهج الدراسي ، كان لزاما علينا أداء دورة التدريب العملي الأساسي(zero training) بورش سكك حديد عطبرة ، كان ذلك في شهر رمضان من العام ١٩٨٦ م ،و كنت أعلم مسبقا أن لنا بمدينة عطبرة أهل كثر ، انتقل منهم من انتقل الى الرفيق الأعلى و بقي من بقي و كان من ضمن من انتقل ، عمي عبدالله هارون شيخ طويل رحمة الله عليه الذي عاش جل حياته بمدينة عطبرة إلى أن قبر فيها ..
وانا احمل متاعي نحو محطة سكة حديد الخرطوم حيث تجمع الطلاب للسفر ، كررت على مسمعي مرارا ، والدتي رحمة الله عليها : " لازم تمشي لي خالاتك (حسنية و ستنا و فاطمة)" ، خالاتي اللائي سمعت عنهن مرارا في حكاياها لنا وهي تجتر حنين ذكريات طفولتها معهن ، سمعت كثيرا عنهن و من فرط محبة والدتي لهن بت اتلهف للقياهن ، و من أكثر ما شد انتباهي من تلك الروايات عنهن و التي رسخت في ذهني ، كانت عن خالتي الراحلة فاطمة حسن (ماما فطين) ، الوحيدة من بينهن من تقدمت في التعليم ، فهي خريجة معهد المعلمات بام درمان و عملت بعد تخرجها أستاذة بالمرحلة الاولية ثم الابتدائية بمدينة عطبرة و ضواحيها ، تنقلت "ماما فطين" ، كما يحلو لنا مناداتها ، في المدارس المختلفة و طافت مختلف المناطق بالمديرية الشمالية ، تتفانى في عملها ، أنيقة المظهر ، مثقفة ، خطاطة جدا ، و من أكثر ما كان يتردد عنها أنها اتبعت الفكر الجمهوري و المفكر محمود محمد طه في بواكير رحلتها مع التعليم ، و لم أكن اميز وقتها ماذا تعني الفكرة الجمهورية غير ما يثيره الناس عن غرابة الفكرة على المجتمع السوداني ، بالرغم من تلك الحلقات التي كان يعقدها الجمهوريون في الاسواق بمدينة بحري مساء ، و لكن كنا نمر عليها انا و صديقي ياسر مزمل و نحن طلاب في بحري الثانوية ،مرور الكرام ، مشاهد لرجال مهندمون و نساء يرتدين الثياب البيضاء ، يقفون معا ، تحمل النساء كتيبات تشرح الفكرة ، و يتحدث الرجال يشرحون الفكرة ، و اذكر انني لم اكن اركز كثيرا على ما يقال بينما يقوم صديقي ياسر بمناكفتهم دون بصيرة و فكر فقط من اجل المناكفة ، و مما لفت انتباهي جدا و ظل اثره في نفسي حتى الان ، ذلك الأدب الجم و القدرة المهولة على كظم الغيظ ، التي كان يتصف بها الجمهوريون وهم يديرون حلقات النقاش و الهدوء الذي كانوا يردون به على جهالات السابلة وهم يمرون على الحلقات و يلقون عليهم أسئلة استفزازية ، و يقيني انهم قد خضعوا لدورات تدريبية روحية عالية جعلت منهم "محبة تمشي على قدمين " ، و قد كان ديدنهم في سلوكهم المهيب هذا تمثل خلق النبوة و إيمان بقول المصطفى عليه الصلاة و السلام (طوبى للغرباء) ..
وصلنا عطبرة بقطار يحمل على متنه قرابة الثلاثمائة طالبا و طالبة، كانوا يمثلون كل اقسام كلية الهندسة و صبيحة اليوم التالي انهمكنا في دورتنا التدريبية بمختلف أقسام السكة حديد ، تعلمنا فيها إضافة للمعرفة العلمية و العملية ، تعلمنا الانضباط و احترام الوقت و "بهرتنا صورة عطبرة " فعلا و ليس قولا ، ظل راسخا في ذهني صفارة بدء الدوام ، و أهل عطبرة موحدون على ظهور عجلاتهم يدخلون إلى مباني السكة حديد ، و صفارة يخرج فيها الجميع على ظهور دراجاتهم إلى منازلهم لتناول الإفطار و صفارة استئناف العمل بعد الإفطار، و استمرار العمل حتى نهاية الدوام و يخرج الجميع بعد سماع صفارة الخروج ، نظام. اشتراكي غير معلن ، لم اعهده في الخرطوم في اي مؤسسة من مؤسساتها ، اللهم إلا القوات النظامية ، في هذه البيئة ولدت و نشأت "ماما فطين" ، و من أوائل من ذهبن للمدارس من الأسرة ، هي و اختها ستنا و اخوانها محمد و إدريس و عوض ، كان والدهم حريص على دخولهم المدارس في وقت كان اقرانهم في المناطق الأخرى لا يكترثون للتعليم ..
مضت الأيام الأولى للتدريب ، و انغمست مع زملائي في التحصيل العملي نهارا و أمسيات السمر مساء في داخلية مدرسة عطبرة الحكومية ذلك الصرح المطل على ملتقى نهر عطبرة و نهر النيل ، مضت الأيام و في غمرتها تذكرت وصية والدتي ..
بعد انتهاء الفترة التدريبية ، بعد ايام من انطلاقتها خرجت مع ارتال الشغيلة و منظرهم المهيب وهم يخرجون من بوابات الهيئة المختلفة بعد سماع صافرة انتهاء الدوام و يممت وجهي شطر حي المربعات المتاخم لحي أم بكول الواقع أقصى جنوب وسط مدينة عطبرة ، قاصدا تنفيذ وصية والدتي و ما كنت اعرف حينها انني مساق على اجنحة المحبة إلى لقاء امي الروحية (ماما فطين) ، احتفى الجميع بقدومي .. فالقادم انا و لكن كان الاحتفاء بوالدتي في شخصي بائن ( انا في شخصك بحترم أشخاص ) ، كان مقدار محبتهم لها يقفز من القلوب مباشرة قبل الايادي و عبارات التحية ، لاجدني قبل أن يرتد الي طرفي ماثلا أمامي قصر "ماما فطين" الوريف و دوحتها التي منذ هذه الوهلة أصبحت مهوى فؤادي و مسراي ، وجدتني سيد المكان ، قضيت أيام التدريب المتبقية كلها معها ، في بيتها وسط أبناء اخوانها و أخواتها، محاطا بالمحبة و الكرم ، تركت داخلية الطلاب .. أصبحت ماما فطين منذ ذلك الوقت (امي الروحية) .. نموذجي الطيب للانسان ، تشاهدها فتذكرك بالله و ملائكته و كتبه و رسله ، كانت تتمثل في كل تفاصيل حياتها ، واقعا، سلوك العارفين ، حديثها ، صلاتها ، اناقتها وهي ترتدي الثوب الابيض ، و أشهد اني لم ارها طوال حياتي ترتدي غير هذا الثوب الابيض ، فكانت تبدو وهي تسعى بين الناس كالحمامة البيضاء تحمل غصن الزيتون فتنثر السلام و المحبة بين الناس ، لسانها لا ينطق إلا ذكرا و شكرا ، محبة للصالحين ، تسعى إليهم سعيا ، و قد سنحت لي الفرصة أن اتجول معها عليهم ، ظلت باذلة حبها و مالها في تربية أجيال من الأبناء و البنات ، تساعد اخوانها في تربية أبنائهم، فكانت اما روحية للجميع .. و لدى عتبات مقامها العالي بدأت فهم الفكر الجمهوري ، الذي اشكلته علينا افهام متحجرة ، تحنطت في التراثيات و اعتمدت النقل دون العقل ، و لا ادعي تمام استيعابي له ، و لكن بفضلها تحرر عقلي من غلالات الغبش و سلم قلبي من الغل و الحقد ، بسلوكها اليومي فهمت معاني" لوحة خلق الجمال" ، و التي وجدتها جدارية معلقة في صالونها ، متنها من أقوال الأستاذ محمود و شروحها متنزلة في أفعال و سلوك و أقوال "ماما فطين " .. في بيتها تعرفت على بعض اخوانها و أبنائها الروحيين من الجمهوريين .. و تيقنت أن ذلك الأدب الجم الذي شاهدته يوما ما في تلك الحلقات بالأسواق في بحري لم يكن محض تمثيل ، بل كان قول متنزل على الأرواح فأصبح فعلا .. و أصبحت "ماما فطين" عندي هي "لوحة الجمال" و وجدتني قد حفظت كلماتها عن ظهر قلب من القراءة الأولى، إذ يقول الاستاذ : " نَحْنُ نُبَشِّرُ بِعَالَمٍ جَدِيدٍ، ونَدْعُو إلى سَبِيلِ تَحْقيقِهِ، ونَزْعَُمُ أنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ السَّبِيلَ مَعْرِفَةً عَمَلِيَّةً.. أمَّا ذَلِكَ العَالَمُ الجَّدِيدُ، فَهوَ عَالَمٌ يَسْكُنُهُ رِجَالٌ ونِسَاءٌ أحْرَارٌ، قَدْ بَرِئَتْ صُدُورُهُم مِن الغِلِّ والحِقْدِ، وسَلِمَتْ عُقُولُهُم مِن السَّخَفِ والخُرَافَاتِ.. فَهُمْ فى جَمِيعِ أقْطَارِ هَذَا الكَوْكَبِ مُتَآخُونَ، مُتَسَالِمُونَ، مُتَحَابُّونَ.. قَدْ وَظَّفُوا أنْفُسَهُم لِخَلْقِ الجَّمَالِ فى أنْفُسِهِم، وفى مَا حَوْلِهِمْ مِن الأشْيَاء.. فَأصْبَحُوا بِذَلِكَ سَادَةَ هَذَا الكَوْكَبِ.. تَسْمُو بِهِمُ الَحيَاةُ فِيهِ سَمْتاً فَوْقَ سَمْتٍ، حَتَّى تُصْبِحَ وكَأنَّهَا الرَّوْضَةُ المُونِقَةُ.. تَتَفَتَّحُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ جَدِيدٍ مِن الزَّهرِ، وجَدِيدٍ مِن الثَّمَرِ." . كانت "ماما فطين" لوحدها حديقة مونقة ظلت طوال عمرها تنفح من يلج عالمها بالمحبة ، فقد كانت تدين بدين الحب ، أنى توجهت ركائبه ، قولا واحدا ..
وكانت النقلة الكبرى التي زلزلت أركان المسلمات في رأسي تلك المخطوطات التي وجدتها في غرفتها الخاصة ، خلوتها التي تقيم فيها الليل صلاة و ذكرا و تأمل ، حين قرأت فيها تعريفا لسر الحياة حيث يقول الاستاذ : (قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم .. هاموا بسر القدرة ، و بسر الخلود .. فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة ، و بحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة .. و حلم القصاصون بخاتم المنى، و بالفانوس السحري.. و لم يظفر أي من هؤلاء بشئ مما كانوا يبتغون.
قل لهؤلاء جميعاً ، و لغير هؤلاء ، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ـ إن إكسير الحياة ـ هو الفكر .. الفكر الحر .. الفكر القوي، الدقيق ، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة ، و يملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها.. و هذا الفكر إنما هو ثمرة العقل المسدد ، المروض، المؤدب بأدب الحق ، و أدب الحقيقة ) .. و كنت قد بهرت بلوحة خلق الجمال مسبقا ، فامتزج العقل بالروح و الفكر بالمحبة و همت في عالم الأفكار حرا طليقا تحملني المحبة و لا يقيدني شئ ..

انتقلت أمي للقاء وجه الكريم ، تحفها الرحمات ، متيقنة بلقاء حبيبها المصطفى و معيته ، تلك الغاية التي نذرت حياتها كلها لادراكها .. و نحن ابناء روحها ، نشهد لها بالصلاح و لا نزكيها ، فالله علام الغيوب ، أكرم و أرحم بها عن من سواه ، نسأله أن يجيزها الصراط و يسقيها في حوض المصطفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا و ينزلها منازل الكرام البررة و يكرمها بصحبة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه ..

Post: #257
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-11-2023, 12:18 PM
Parent: #256

لو ملاحظين في هذا البوست، نجد أن جميع قصص وحكاوي الذين إعتنقوا الفكرة الجمهورية بداياتهم كانت بمحبة الجمهوريين ومحبة أخلاقهم السمحة
والمحبة هي المفتاح، وفي المقابل نجد أكثر الناس عداوة للفكرة الجمهورية والجمهوريين يكرهون الفكرة والجمهوريين
وأغلبهم سطحيون وبلا أخلاق، وهم من الكيزان والإخوان المسلمين والسلفيين، وفي داخلهم كراهية ما عادية، والذي نفسه بغير جمال
لا يجد في الوجود شيئاً جميلاً.

Post: #258
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-15-2023, 07:51 AM
Parent: #257

عن الراحلة خديجة عبدالله عثمان (ابوشيبة) كتبت الاستاذة امل هباني من أمريكا؛
يا ألهي من هذا الفقد العظيم ..الأستاذة خديجة ابوشيبة زوجة العم ابراهيم يوسف الاب الروحي للأخوة الجمهوريين والذي اعتبره بمثابة أب روحي لي ايضا ..
آخر مشوار لي قبل مغادرتي الخرطوم قبل خمس سنوات هو زيارتهم في بيتهم لوداعه وأسأله الدعاء لي بالتوفيق ...اليوم فقد رفيقة دربه وأي امرأة عظيمة فقد ..واي مساندة جسورة رحلت عنه فقد عينه التي يرى بها واذنه التي يسمع بها ..قبل أشهر قليلة من قيام الحرب ارسلت لي تسجيل له يدعو لي ويسأل عن احوالي وأحوال اولادي ...يا لهذه الروح المتوهجة بالانسانية والخير التي رحلت عنا ..عندما تتحدث كنت أشعر أن وجهها يضيء من طيبة روحها .امرأة مفعمة بمحبة الله ومحبة خلق الله ..ليست وحدها اسرة بأكملها يتوارثون نفس الصفات ونفس الجينات ..عندما اتصلت بي لمناصرة المرحومة عبير ابوشيبة في قضيتها قبل سنوات عديدة .كانت عبير تشابه عمتها خديجة في هذه الروح المتوقدة بالخير والإنسانية والتي تنعكس جمالا على الوجه شقيقها المرحوم عبدالرحمن ابوشيبة والد عبير الذي توفاه الله بالكورونا قبل عامين يحمل نفس الروح ..اسرة باكملها (سيماهم في وجوهم ) من لطفهم وطيبتهم وانسانيتهم رحمهم الله أجمعين. خالص العزاء للعم ابراهيم يوسف أعانه الله على هذا المصاب الجلل ..وخالص العزاء لأسرتها وأهلها وعارفين فضلها وخالص العزاء لكل الاعزاء الجمهوريين ولا حول ولاقوة الا بالله وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ..

Post: #259
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 08-15-2023, 02:11 PM
Parent: #258





رحيل وطن
=======

ها أنت قد عبرت المضيق إلى البحر الفسيح ، لتؤانس أولئك الحزانى الذين أرهقهم القرب إلى ديارك ، وأتعبهم الوصول إلى مدينتك ، تلك المدينةالتي تمدد فيها الحزن ، وظل أهلها في جوفٍ السكينة ، وتشبعت بالحزن جدرانها العتيقة ، حتى صار الحزن يجوب في منابرها الوثيرة ، ويخيم في مقاهيها العتيقة ، فظل مقيما لا يبارح منتدياتها معلنا عن قيام الحقيقة ..
سكن الحزن الأحداق لما عرفو موطن الجريمة ، لما عرفوا انهم قد انتاشوا صدرك الرحب بنبال ، ولما عرفوا أنهم وجهوا نبالهم وسهامهم الصدئة إلى فكرك الوقاد ، ولما أيقنوا أن هدف هذه النبال وتلك السهام قد كان هو ذهنك المترع بالعلم ، وقلبك المحتشد بالحيوية والحياة ،
أرادوا أن يموت كل حرٍ بداخل هذا القلب ، وأن تموت كل حرية بحواشيه ..
حتى جسدك أوهنوا خلاياه ، وفتتوه بحثا عن جينٍ تنحى يحمل مشروعا حرا لثائر حرٍ ينتظر عوامل الزمن لينمو ويزدهر ثم يثمر .. وما علموا أن هذا الجين موجود في بنيَّاتك من قبل ذي يزن !!
رحيلك ، يا عزيزي ، كشف عن أسر كثيرة تعيش نساؤها وهن أرامل من زمن تطاول ..
الآن فات الأوان لكل شيء ، واستقر الجهل .. وعرفتُ مأساتك لكن ... بعد الرحيل !!
وذاك لأنك كنت لنفسك ؛ فقد كنت ، حقََّا وصدقََا ، بصمة متفرِّدة ونسيجا وحدك .. وهذا ، يا عزيزي الأعز ، قليل من كثير !!

حسن المبارك _ عطبرة .

Post: #260
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-01-2023, 02:33 PM
Parent: #259

كتب الباشمهندس عادل حسن (أوكسفام اليمن سابقا)
كتب باشمهندس عادل حسن في منظمة كير العالمية..في قروب كير عن الاستاذ محمد مجذوب :


نسال الله ان يتقبل الاستاذ الراحل المقيم محمد مجذوب بواسع الرحمة و المغفرة.
عملت مع الفقيد في منظمة Practical Action Sudan لفترة قصيرة. كان الفقيد متفانيا في عمله و حريصا على دعم الزملاء لتقديم الاجود و الأفضل دائما.. لا انسى عندما كنا مع زملاء اخرين في كتابة ال concept notes و الproject proposals و نناقش مجموعة مع الفقيد الذي كان يقدم لنا the sound inputs for improved quality.
كان مجذوب مديرا و زميلا و اخا عندما كان Country Director في منظمة Practical Action Sudan و كنت أعمل حينها as Senior Programme Leader - كانت في وقتها وظيفة جديدة في المنظمة..
كانت الظروف أقوى بان أغادر المنظمة الي اول Expatriate Assignment مع منظمة Oxfam GB Yemen.. رغم حوجة Practical Action للاستمرار معهم الا ان استاذ مجذوب تعامل معي بكل رقي و اتاح لي الفرصة و الدعم للمضي في وظيفة Oxfam بانها ستفتح لي الباب واسعا.. و يمكنني العودة ل Practical Action فيما بعد - قدم لي النصح اللازم فيما يخص العمل باليمن بناءا على زيارته العملية لليمن (قبل تعييني).
صراحة تعامل الفقيد لم أجده من مدراء اخرين عندما اتبحت لي فرصة العملي ك Expat (تعطلت 3 فرص عندما كنت أعمل في الIRC قبل أن التحق ب Practical Action)
نسال الله له الرحمة والمفعرة.. و ان يجعل البركة في ابنائه و اسرته..

Post: #261
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-01-2023, 02:34 PM
Parent: #260

أضف هذا لصلب الموضوع
وعلق آخر
اعتقد المشروع قام في كير وعلي راس مجموعه فيها محمد المجذوب صراحة انا ( خشبو ) لم نعاصرهم وبعدها محمد المجذوب انتقل الي منظمه Practial Action واشتغل فيها فتره طويله تقارب ال 20 سنه وبعدها انتقل الي منظمه ADD - Action Diability development program كمدير قطري لها وتوفي محمد المجذوب بعد فتره من تركه منظمه ADD - وبمعاشرتي له فهو راجل راقي،،،، ومثقف،،،، ومهذب جدا،،،،،،،وفنان في تطبيق روح القياده الجماعيه ( اعتقد ولا أجزم الماحي أبكر من تيمه قبل أن ينتقل الي مشروع الطاقه الشمسيه ( solar)) - الله يرحمه وبغفر له - ترحمو عليه يرحمكم الله

Post: #262
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-03-2023, 04:44 PM
Parent: #261




بسم الله الرحمن الرحيم
رحيل الأخ مخير ابراهيم عجبين
عظة وعبر

(إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم

جابو الزمان وعجبو المكان
اخونا مخير من أخوان القضارف، كان ترزي أفرنجي فى الزمن الجميل وصاحب مقص ماهر فى خياطة البناطلين والبدل لكبار الموظفين والجاليات المتواجدة بالقضارف منذ خمسينات القرن الماضي، كان رجلا مميزا، يلبس البدلة والكرافتة والجزم الايطالية، ويتعطر بالروائح الباريسية، وله صداقات واسعة مع الطبقة الارستقراطية وأصحاب المال، لا يلبس الجلابية ولا العراقي له صداقة مع الأخ مصطفى أحمد العوض والأخ الحاج والأخ الكريم مبارك أحمد العوض نفعنا الله بجاهه. حضر أولى جلساتنا بتأفف وتعالٍ، رغم انه أمي لكن الكلام عجبه ودخل قلبه فهو على سجيته وعمار قلبه، ومن الخارج متمسكا بمظاهر الحضارة وبهرجها، رافقنا حضور عيد الاضحية بالخرطوم قبل عشرات السنين، لما انقضت أيام العيد تخلف في الرجوع معنا واستأذن الأستاذ، سكن فى منزل الإخوان (أ) وكان يشرف عليه أستاذ عبد اللطيف وساكنيه من الإخوان المؤسسين، عصام البوشي، عبد الرحيم الريح، عماد عبد الرحمن وبقية الإخوان الذين كانو بأسرهم يسكنون بيوت الإخوان كما قيل إنها - إمتياز -
لم يرجع، فانطبق عليه جابه الزمان وعجبه المكان، فكان على قدر من ربه. انقلبت حياته رأسا على عقب، قنع بحياة زهد الإخوان، وجد فى حياته الجديدة نفسه، فشمر مع الإخوان فى الخدمة، الكنس والغسيل والطبخ والنوم على الأرض، وحمل الكتاب، مستبدلاً التعطر بالأرياح الباريسية بعطر البخور الجاولي والعدني واحضاره فى الصباح مع الشاي الجماعي، بلغت قناعته أن طلب التفرغ للفكرة فى بيع الكتاب، مستبدلا عرض الحياة بالذي هو خير، حلالاً طيبا في حد الكفاف، ما اسعده بهذا الحظ العظيم وهذا الاجتباء.
لم يرجع للقضارف طوال هذه السنوات زاهدا في ممتلكاته وأشيائه القيمة (وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ)
رحمه الله وأجزل عطاءه "فطوبى لمن عمل لهذه الدعوة ولو بأقل القليل".

أخوان القضارف وفاء له وبذكراه .

3/11/2023

Post: #264
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-03-2023, 08:22 PM
Parent: #262

سلام يا حبيبنا الجميل أبو الريش،
شايف إسمك معلق آخر زول،
لكن ما شايف مداخلتك، ياريت تنزلها تحت،
وينوبك الثواب.

Post: #265
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-07-2023, 11:50 AM
Parent: #264

https://www.0zz0.com

ست فاطمة
بقلم الأستاذة جواهر عبدالرحيم الحسن

الاستاذه فاطمة حسن.. اول عهدي بها عام ٧٢ في كلية معلمات الدامر في كورس المناهج؛ ومما لفت نظري إليها گانت أفضل المتحدثات.. متحدثة بعلم وكان مظهرها بسيطا ويوحي بالاحترام.. لم أرها منذ ذلك الحين الا بعد أن التزمت الفكرة الجمهورية في عام ٧٦ و حينها عرفت سر تميزها عندما رجعت من الأبيض بعد قضاء سنتين بطولها وعرضها في الكورس الخاص وكنت أمني نفسي في العمل في منطقتنا بين اخواني واهلي.. وإذا بي أمام خطاب مفاده نقلي إلى حامد نارتي بدنقلا..
سافرت بالباخره أنا وزميلتي ونزلنا عند قريبي وهو أحد الأساتذة هناك.. وفي نفس الليلة طلبت من قريبي يوصلني بالاستاذة فاطمة حسن، وفعلا ذهبنا وحكيت لها عدم رغبتي فئ النقل والمفروض بعد الكورس الخاص ننتقل إلى التدريب أو التوجيه وليس مناطق الشدة
ولكنها بدأت تشكر في المدرسه ومعلماتها وأهل البلد واردفت: إذا دخلت المدرسة صباحا تلقيها نظيفة ومرڜوشة فجعلتني أحس بريحة الطين من دقة الوصف.. ثم قالت لي: امشي نفذي النقل وان شاءالله نرچعك كريمة وبعد العشاء ذهبت مع قريبي وزميلتي على أن آتي غدا لأتحرك إلى حامدنارتي من مكتب التعليم وفي اثناء جلوسي مع ست فاطمة وزميلها دخل رجل وابنه وكليهما عابس الوچه.. سالت فاطمه الرجل عن مشكلته، فانفجر غاضبا شاكيا ابنه على عقوقه وأنه لا يعطي ابوه أي مصروف ولا يسأهم في احتياجات البيت.. وبعد أن سمعت حديثه، بكل هدوء سألت الاستاذ الأبن: انت بتودئ مرتبگ وين؟ وهل أنت محتاج لمرتبگ بالكامل؟ بتصرفوا في شنو؟ قال بكل إصرار: في الكتب.. قالت له: إذا حلينا لك مشكلة الكتب بتعطي ابوك ؟ قال: جدا.. فما كان من الاستاذة الا كتابة رقم مكتبة بخت الرضا وأن يطلب الكتب التي يحتاجها وبعد ما يقرأها يرجعها ويطلب غيرها وهگذا.. انفرجت اسارير الابن وخرجا هو ووالده وهما مسرورين.. وارتاح كل من بالمكتب من حكمة الأستاذة فاطمة..
كان الاستاذ يرسلها لتساوي الخلاف بين الأخوان وكان يرسلها مع أمي آمنة لتوصيل العرسان إلى منزلتهم.. هذا قليل من كثير في حق الاستاذة فاطمة حسن..
ذهبت لحامد نارتي ونفذت النقل كماقالت أستاذتي الفاضلة ووجدت ماقالته صحيحا فقد كانت تجيد الوصف بأسلوبها السلس الهاديء.. ولما گانت لاتوجد داخلية للمدرسة، فقد نزلت مع إحدى المعلمات وگان ذلك في شهر رمضان.. والغريب أن كل الوجبات كانت جماعية من نساء القرية، من الفطور وحتى السحور.. ولا انسى أن ام المعلمة كانت شخصية هامة في القرية فقد گانت داية وتفوم بطعن الحقن.. وحتى أنها كانت تقوم بإيقاظ الصائمين للسحور بالطرق بالطريقة المعتادة..
أقبل العيد فذهبت للإجازة، وفي هذا الأثناء جاني خطاب النقل لمدرسة الخدمات الإجتماعية، بگريمه.. فكان كل هذا بمجهود الاخت الاستاذه فاطمه.. فكم أدخلت السرور على النفوس نفعنا الله بجاه (راجل عطبره)، كما وصفها الأستاذ.

جواهر عبد الرحيم
٢٠٢٣/١٠/١٧

Post: #266
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 11-07-2023, 12:57 PM
Parent: #265

سلام يا النذير لك ولكل أحبابك

هذه الرسمة بريشة الأخ الفنان الأستاذ خلف الله عبود زوج الأستاذة جواهر عبد الرحيم كاتبة المقال بعاليه



ونهدي البوست هذه التحفة من غناء حسين الصادق وإخراج الصور من دكتور مصطفى الجيلي.

Post: #267
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-08-2023, 09:47 PM
Parent: #266

حبيبنا د. ياسر الشريف
حباب المحبوب
والطلة جابك
الإهداء في غاية الروعة
ياريت ترسل لي مقطع الڤيديو في الوتساپ إذا أمكن
وشكراً ليك برضو بنشر صورة الأستاذة جواهر

تقبل محباتي واحتراماتي 💐♥️👌🏽

Post: #268
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-08-2023, 11:41 PM
Parent: #267


Post: #269
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-13-2023, 10:55 PM
Parent: #268


Post: #270
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-20-2023, 01:35 PM
Parent: #269


Post: #271
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 11-27-2023, 01:48 PM
Parent: #270


Post: #272
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 12-12-2023, 11:02 AM
Parent: #271

المرحوم محمد مجذوب عبقري التنمية الوسيطة!!

عيسى ابراهيم

** اقترح محمد مجذوب فضيل على الاستاذ محمود محمد طه انه بصدد السفر لعمل الماستر فقال له الاستاذ: ؟"to master what" فصرف ود المجذوب النظر واتجه للعمل وانشأ مؤسسته "التقنية الوسيطةIntermediate technology"
واختصارا تعرف ب (IT) وهي فكرة عبقرية تعتمد على مراقبتك لاعمال الناس وتطوير اعمالهم شريطة الا تكلفهم طاقة لا يملكونها او تقنية لا يجيدونها تحت عنوانsmall is better" وكانت النماذج المختارة غاية في البساطة: النموذج الاول كان الناس في السودان يستعملون محراتا خشبيا (سن مدببة خشبية) تجره ثيران وكان كثير العطب بسبب السن المدببة الخشبية فاقترحت التنمية الوسيطة راسا حديديا مدببا.. وكان النموذج الثاني في الريف السوداني ببناء قطاطي طينية كثيرا ما تنهار في موسم الخريف بسبب الامطار فاقترحت التنمية الوسيطة لتضيف الى القطاطي الطينية عتبات خرسانية للابواب والشبابيك وتمتين الحيطان بالبياض الاسمنتي داخليا وخارجيا ونجحت الفكرة واستدامت القطاطي!!..
** نجح المرحوم محمد مجذوب نجاحا مبهرا في الحفاظ بدقة على هذه الابعاد ولم يتخطاها في جميع اعماله حيث كانت الاقرب الى واقع الناس وامكانياتهم المادية وتطوير اعمالهم بخطوات ممكنة وغير مكلفة ماديا..
** وفي عهده تحول عنوان الاعمال من ال (IT) الى ال (Practical action) او "الفعل العملياتي" على الاسس السابقة نفسها - مراقبة اعمال الناس - وتطويرها بلا مصاعب تقنية او في مجال الطاقة..
** كنت على صلة بمحمد مجذوب وكان يستعين بي في متابعة الكتب المصاحبة للاعمال تاليفا وتصحيحا وطباعة وتوزيعا وانقطعت صلتي بادارة المشروع بعد انتقال ود المجذوب ولا ادري الان هل استمر المشروع في تخقيق اهدافه ام توقف وامنيتي بالطبع ان يكون مستمرا في مجاله فهو بالتاكيد مفيد فكرة عبقرية وممارسة مطلوبة!!..
** كان محمد مجذوب عطاء بالمال وكان يجازيني نظير عملي معهم باعطيات مالية مجزية كلما انجزت لهم عملا وقد كنت قريبا منهم باستمرار طوال حياته..
** عملت مؤسسة التنمية الوسيطة اثناء وفرة الانتاج في مجالات الفاكهة والخضروات على تقنيات التجفيف للاستفادة من المحصول لاكبر وقت ممكن وكان عملها في التجفيف والتسويق..
** بتلخيص غير مخل هذا الاداء بكل ما فيه من حكمة واحترافية يشبه - ان لم يكن هو فعلا لا قولا - عمل ألفكرة الجمهورية في تتبع ادواء ما تواجه الفرد البشري وتقديم ما يحتاج من علاج شاف لمشاكله وكثيرا ما سألت ود المجذوب هل كان ذلك من اختراعك ام هديت اليه توفيقا إلهيا لحظيا؟!..
** رحم الله ود المجذوب بقدر ما قدم واجتهد وكافح لتوصيل الانجاز الى طالبيه في يسر ومحبة طاغية في كل خطوة خطاها عابدا عاملا في محراب الخير العميم وفعلا ؟"to master what" يا ود المجذوب وانت بكمالك الداخلي المحفوظ!!..
** حين ظهرت نتيجة تحاليل ما يعاني منه من شكوى وتطابقت مع نتيجة اخيه الذي سبقه الى نداء الرب وايقن انه لاحق به، جهز زوجته وابنيه وبنته للسفر الى بريطانيا وتوجه هو الى القاهرة للمتابعة حيث تداعت ذبذبات العقل المحتشد الى الركون والقلب النابض الى السكون وسكن الجسد الى صنويه الى يوم النشور!!.. يوم رحيلك يا حبيبي
شفت كل الكون مسافر
لا هزار في روضة غنى
لا زهر عطر بيادر
[email protected]


Post: #273
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-12-2023, 02:23 PM
Parent: #272

يا سلاااااام
السلام على روح محمد مجذوب وشكرا لك يا النذير والشكر موصول لأخينا عيسى ابراهيم. محمد مجذوب إنسان نادر.


Post: #274
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 12-13-2023, 04:08 PM
Parent: #273

تقبلوا تعازينا الحارة يا حبيبنا د. ياسر الشريف

Post: #275
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 12-13-2023, 04:08 PM
Parent: #274

تعقيب على معتصم الأقرع
هذه الحرب.. جريمة الاخوان المسلمين !! (1-2)
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
صدق الله العظيم
د. عمر القراي
إن الحرب التي اندلعت في السودان، في منتصف شهر أبريل، من هذا العام، فقتلت آلاف الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء، وشردت الملايين، من المواطنين الأبرياء العزل، وحطمت بالطيران بيوتهم فوق رؤوسهم، ودمرت الكباري، والعمارات، والمستشفيات، والأسواق، وطالت قذائفها حتى بائعات الشاي في الأسواق الشعبية، إنما هي جريمة، جديدة، تضاف الى جرائم الاخوان المسلمين، في هذا البلد المنكوب. وهذه ليست أول جرائمهم، وإنما صعدوا الحرب في الجنوب، في التسعينات من القرن الماضي، وهللوا لها على اعتبار أنها الجهاد ضد الكفار!! ودمروا قرى بأكملها، وحرقوا فيها النبات والحيوان، مع العجزة والشيوخ والأطفال والنساء.. وبلغت ضحايا حرب الجنوب حوالي 500 ألف مواطن، وشردت وألجأت ما يزيد على مليوني مواطن. ثم اشعلوا الحرب في دارفور، وأنشأوا الجنجويد بقيادة موسى هلال، وحرقوا القرى، واغتصبوا النساء، وقتلوا الأطفال، وقدر الضحايا ب 250 ألف، والنازحين واللاجئين بحوالي مليوني مواطن سوداني، من أهالي دارفور. ولقد سجلت المنظمات الدولية ما جعل محكمة الجنايات الدولية، تتهمهم بالابادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم التطهير العرقي. ولسائل أن يسأل: لماذا صعدوا الحرب في الجنوب ؟ ولماذا إدعوا بأنها جهاد في سبيل الله، وجاء شيخهم بآخرة، وقال إنها ليست جهاداً، وإن من ماتوا فيها ليسوا شهداء؟! ولماذا اشعلوا الحرب في دارفور، ورموا جبال النوبة بالبراميل الحارقة، وقتلوا الأبرياء في جنوب النيل الأزرق؟ ألم يكن الدافع الوحيد، هو خوفهم من ان تتصاعد المعارضة عليهم، فتبعدهم عن السلطة، والثروة، التي ظلوا ينهبونها منذ أن قاموا بانقلاب يونيو 1989م ؟
لقد كان نظام الاخوان المسلمين، الغاشم، المستبد، يحكم البلاد بيد من حديد.. وفي يده كل الجيش، وأجهزة الأمن، والشرطة، ومليشيات الجنجويد، وكتائب الاخوان المسلمين الجهادية، ومع ذلك، لم تتوقف المعارضة ضده من الشعب السوداني. ولقد قتل المتظاهرين في كجبار، وبورتسودان، والعيلفون، ورمى بالسياسيين في المعتقلات. وابتدع صنوف التعذيب في بيوت الاشباح، وقتل المئات في انتفاضة عام 2013م، ومع ذلك لم يقل المناضلون الشرفاء، ما دام هذا التنظيم يملك الجيش، ولديه القوة، وقد بطش بنا مراراً، فلنتفاوض معه لنعيش في سلام، ونشاركه في انتخاباته الصورية، ما دمنا غير قادرين على هزيمته. نعم هنالك قلة من المثقفين، قالت ذلك، ومنهم من شارك النظام في حواراته الهزلية، ومنهم من ترشح مع البشير في انتخاباته، ولكن الشعب رفض هذا الاتجاه وسماه الهبوط الناعم!!
واستمر الشعب في نضاله السلمي المجيد، حتى اسقط نظام الاخوان المسلمين، بثورة ديسمبر العظيمة من العام 2018م. ولقد كانت تلك الثورة فريدة في تاريخنا المعاصر، وكانت شعاراتها وهتافاتها ملهمة. فلقد اكتشف الثوار، ما غاب على السياسيين، منذ فجر الاستقلال، وهو إن المشكلة الجوهرية، في هذا البلد، هي الاخوان المسلمين، فجاء هتافهم (أي كوز ندوسو دوس) !! ولما رأى الاخوان المظاهرات، وزخم الشارع، هربوا الى تركيا، وقنعوا من دولتهم، بسلامتهم الفردية، وسلامة بعض أموالهم التي هربوها معهم. ولكن السياسيين، بما فيهم قوى الحرية والتغيير، والأحزاب المتحالفة فيها، كانوا دون حجم المد الثوري في الشارع. وكانت قاماتهم، دون تطلعات وآمال الشعب العملاق، الذي قاد الثورة الفريدة. فجلسوا للتفاوض مع الجيش، ظناً منهم أنه جيش السودان، ولكنهم وجدوه يعرقل، كل مساعي نجاح الفترة الانتقالية، لأنه جيش الاخوان وليس جيش السودان!! ولما كان الاخوان المسلمون لا وزن لهم وسط الشعب، فشلت مقاومتهم الشعبية للثورة، فخرجوا في مظاهرات هزيلة سموها "الزحف" الأخضر، فسماهم الشعب "الزواحف" !! واعتصموا امام القصر، يحاكون اعتصام القيادة العامة، فسماه الشعب المعلم "اعتصام الموز" !! وحاولوا إخفاء السلع، واحداث مجاعة، وقطعوا طريق الشرق، وكل هذا لم ينجح، فلم يكن بد من أن يظهروا استغلالهم للعساكر، البرهان ومن معه. فقاموا بالانقلاب في 25 أكتوبر 2021م، وسلموا السلطة للاخوان المسلمين، ليقضوا على الثورة، بل ردوا لهم أموالهم التي استردتها منهم لجنة تفكيك النظام البائد، وحلوا اللجنة وسجنوا افرادها. والبرهان ليس أخ مسلم من الثانوي مثل علي عثمان، وكرتي، ولكنه لما كان معتمداً في دارفور، اصبح حسب قوانين تمكينهم، رئيساً المؤتمر الوطني بالمنطقة، واصبحوا هم قادته في التنظيم الديني، وفي الحزب السياسي، ومنذ ذلك الحين ركبوه، يسوقونه حيث شاءوا، حتى يومنا هذا !! بل جعلوه ينفذ توجيهات الايفاع، الموتورين أمثال "الانصرافي" و " ذا النون " وغيرهم. ولهذا يوافق على إيقاف الحرب، ويقول أنه سيوقع على السلام، ثم يناقض نفسه، ويشيد ببيان الايقاد في الاجتماع، ثم يوجه وزير خارجيته لينتقد البيان الذي أشاد به!! وهكذا جعلوه مسخة ومسخرة في المجتمع الإقليمي والدولي.
كتب الأستاذ معتصم الأقرع (لنفترض أن قحت على حق : أي إن اخوان المؤتمر الوطني يسيطرون على الجيش ويتسببون في استمراره وهكذا تصبح هذه حرباً ضد جيش يسيطر عليه الاخوان اذا كان هذا صحيحاً فإن قحت امام خيارين الأول هو التفاوض مع اعدائها الذين يسيطرون على الجيش اذا كانت جادة في أولوية السلام لأنه بحكم التعريف فإن الجماعات تصنع السلام مع اعدائها ولا احد يصنع السلام مع أصدقائه وتسهيل السلام عن طريق التفاوض مع العدو هو ضد وعكس رفض قحت اشراك الاخوان في محادثات السلام) أول ما تجدر الإشارة اليه، هو أن قوى الحرية والتغيير، ليست حركة مسلحة. وهي لم تدخل مع الاخوان المسلمين في حرب، حتى تفاوضهم على ايقافها، وإن خلافها معهم هو خلاف فكري وسياسي. أما الجهة التي تحارب الاخوان المسلمين الآن، وجيشهم، فهي الدعم السريع. وهذه الجهة لا يستطيع الأقرع أن يطالبها بالتفاوض لايقاف الحرب، لأنها تريد التفاوض، وارسلت مندوبيها أكثر من مرة. ولكن الاخوان هم من يرفض التفاوض، وهم من لا يريد السلام، وهم الذين رفعوا شعار (بل بس) حتى سماهم الشعب (البلابسة)!! ثم إنهم هم من اشعل هذه الحرب، وهم من كان يهدد بها في افطاراتهم الرمضانية، وهم من صرحوا بأنهم لن يدعوا الاتفاق الاطاري يمر، بعد أن وقع عليه البرهان وحميدتي، ورغم سعي المجتمع الإقليمي والدولي للسلام، حتى اجتماع الايقاد الموسع الأخير، رفضت حكومتهم بيان الايقاد !! فلماذا لا يخاطب الاقرع الاخوان المسلمين ويدعوهم للتفاوض وإيقاف الحرب إذا كان من دعاة السلام ؟!
ولما كانت قوى الحرية والتغيير، ليست طرفاً في الصراع المسلح، فهي لم ترفض اشراك أي طرف من المتحاربين، في التفاوض بغرض وقف الحرب. بل دعت المتحاربين لذلك منذ أول اندلاع الحرب. ولكنها رفضت على الصعيد السياسي، اشراك الاخوان المسلمين، بعد كل هذه الجرائم ضد الشعب السوداني، في أي محادثات بخصوص الحكومة المدنية، في الفترة الانتقالية. واذا كان الاخوان المسلمين قد اشعلوا الحرب، والحقوا بالشعب كل هذا الدمار، حتى يوقفوا الحكومة المدنية، ويستعيدوا حكومتهم التي اسقطتها الثورة، فإنهم بالفعل لا يستحقوا المشاركة السياسية، بل الحق أن الشعب السوداني يجب ان يقاطعهم حتى اجتماعياً، حتى يعزلوا تماماً عن الوطن، الذي سعوا في خرابه بكل سبيل.
12 ديسمبر 2023م

Post: #276
Title: Re: جمهوريون أحببتهم
Author: النذير حجازي
Date: 12-17-2023, 08:22 PM
Parent: #275

سلام يا كرام،
بناءً على نصيحة سيد الحوش بكري أبو بكر أدناه:
Quote: 1-سوف لن يتم نقل اى موضوع عدد صفحاته اكثر من 3 صفحات اى به اكثر من 200 مداخلة (ننصح بالجزء الثانى منه) لسلامة الموضوع فى حالة تعرض السيرفا الى اى مشكلة فنية والى ما يسببه الموضوع من مشاكل اتصال ب database و استهلاكه الى كمية كبيرة من الباندوث و العمل على بط الموقع......


سأقوم بكتابة الجزء الثاني :"جمهوريون أحببتهم"
مع بداية السنة الجديدة

للجميع محباتي واحتراماتي