رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيدني بأستراليا...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2020, 10:41 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيدني بأستراليا...








                  

02-10-2020, 05:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: مصطفى الجيلي)
                  

02-10-2020, 06:48 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)

    من البوست الموجود رابطه بعاليه وفيه مداخلات جميلة من عبد الله عثمان:

    ــــــــــــــــ

    يوسف جورج ،، من تراتيل الجيش المريمي إلى إنشاد الجمهوريين العرفاني!.


    يوسف جورج ،، من تراتيل الجيش المريمي إلى إنشاد الجمهوريين العرفاني!.


    الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2014 12:39

    المسيحي الكاثوليكي الذي حاور زعيم الجمهوريين وصادقه!.

    صحيفة الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،،

    دلفت لحوار الأستاذ يوسف جورج من صالون الصديق الشاعر عاطف خيري بالعاصمة الأسترالية ،، وبحساسية ومحبة جمعت بناتاً وأولاداً، تفرعت الدردشة وامتدت حتى رمال الشاطئ الذهبي لمدينة " Surfers Paradise " السياحية، لتنتج هذه الحوارية الحميمة. كان يوسف جورج في الأصل مسيحياً كاثوليكياً قبل أن يلتقي الشهيد محمود محمد طه، ويجالسه ويحاوره طويلاً، وقبل أن يرق قلبه العامر بالمحبة الانسانية إلى الاسلام وسماحته، فيسلم وينطق بالشهادتين سراً، ويمشى بمودة مع الأستاذ ومريديه الجمهوريين في طريق الفكرة، وذلك بعد أن تخلى بسلاسة عن مواقعه ومناصبه التي كان يتبوأها في الكنيسة الكاثوليكية بالخرطوم دون عداء أو كراهية. وحول هذا يقول أنه اكتشف عوالم جديرة بالانتماء لها وبشراً جديرين بالمحبة لهم، وفي نهاية هذا الحوار المطول أودع يوسف جورج رسالة مؤثرة وجهها لجميع أؤلئك الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر، في تصفية الأستاذ محمود جسدياً، طالباً فيها منهم مراجعة مواقفهم من الأستاذ وفكره وفرية ردته، وفي ذات الوقت طالباً لهم المغفرة والرحمة، قائلاً لهم " كيف تكفرون مسلماً درًج وأدخل مسيحياً مثلي إلى مراقي الاسلام ونطق بالشهادتين "، مؤكداً أن الدوافع كانت الأبعد عن الاسلام وسماحته، وكانت أقرب إلى الصراع السياسي المكشوف والتهافت على السلطة؟!. الجدير بالذكر أن هذه تعد أول مناسبة يعلن فيها الأستاذ يوسف جورج عن إسلامه علناً، كما تعد أول مرة ينطق فيها بالشهادتين على الملآ، وحسب وجهة نظره فقد آن الأوان لفعل ذلك، حيث شعرت أثناء حواري معه بفيض من المحبة العامرة للجميع وبلسان مبين يعبر عن إسلام شعبي مسامح ومتسامح، ولم المس منه أي عداءات سواء تجاه الكنيسة أو المتأسلمين ، سلفيين كانوا أو أي جهة أخرى، ومن الجانب الآخر أحسست بأن يوسف جورج كان أيضاً بمثابة المحاور لي لرغبته واهتمامه بمعرفة آرائي وانطباعاتي حول إفاداته التي أكرمني بها ،، فإلى الحوار:-
    حاوره بأستراليا: حسن الجزولي
    في بداية الحوار عاوزين نعرف نشأتك وولادتك كمدخل للحديث؟
    + أبدأ بقصة جدودي لأنو ليهم أهمية في حياتي ،، فوالد أبوي الله يرحمه اسمه ميخائيل سليمان الياس رفقة، واخترنا اسم العائلة سليمان في أستراليا هنا ، ولد في الشام في دمشق، وهو التاني في العائلة وكان وعمره حوالي 16 سنة، ولا نعلم حصل شنو بالضبط، حصل خلاف أو حصل إشكال أو مجرد إنو عاوز يسافر، المهم سافر وترك العائلة ، وسافر في أعوام ما بعد المهدية بقليل ، وصل مصر ، هناك قابل ناس قالو ليهو إنهم قبل هروبهم من المهدية في السودان دفنو كنز هناك، ووصفو ليهو المكان وهو قريب لمدينة أم درمان. قرر جدنا الحضور للسودان حوالي عام 1899علشان يجد الكنز ولم يكلم أي شخص ، وجاب حمار وسلة وأدوات حفر وبدأ التفتيش في المكان الموصوف بحثاً عن الكنز، أخد فترة طويلة وليالي ولم يجد الكنز، ففضل عايش في السودان حوالين الخرطوم واشتغل، كان زول كبير وضخم ، بس قيل إنو كان بدخن كتير ، بسجر كتير جداً، آخيراً أتزوج أمرأة من الشام أيضاً اسمها سلمى وأنجب أبوي وهو أول أولاده، ثم أتنين تانين ، في الولادة التالتة اتوفت الأم بعد الولادة واتوفى الطفل ،، والتاني اللي كان عمرو سنة أو سنة ونص ، كمان ما لقى رعاية كافية واتوفى ، جدي ترك أبوي مع ناس عشان يهتمو بيهو، لأنو ما عاوز يخسر الولد التالت وهو أبوي ، أبوي كان إسمو جورج، نشأ أبوي، وجدي كان بيروح يشتغل وكده، وفيما بعد وضع أبوي في داخلية الارسالية الأمريكية وفيها مبشرين أمريكان وكده، فنشأ أبوي فيها ، كمل المدرسة كويس وبعدين اشتغل في مشروع الجزيرة وبعدين اشتغل في بورتسودان وعدن ومشوا نيجيريا بعد زواجه. جدي توفى وأبوي عمره حوالي 18 سنة، أنحنا ما شفناه.
    نجي لجدي والد أمي الله يرحمو ، إسمو يوسف فارس من بيت مرعي في لبنان، وأنا مسمى على إسمو، وإسمي لو لاحظت يوسف ، أصلو ما كان جوزيف، هو من جبل لبنان، أنا ما بعرف لبنان كويس بس جدي كان من قرية صغيرة هناك إسمها كفر زغاب، جاء عمه أو خاله، المهم أحد أقربائه وتعين في السودان، وكان جدي يحبه ، في الفترة ديك عمر جدي كان حوالي 9 سنوات، ده كان سنة 1908 أو 1909 ،، جدي أبو أمي قرر الحضور مع قريبه للسودان ، الأولى في السودان وكان بالمناسبة ينتمي لطائفة الموارنة، تم تعيين قريب جدي لأمي من قبل الانجليز كحلقة وصل ما بين الانجليز وأهل السودان نسبة لمعرفته العربية والانجليزية، في تلك الفترة أتى للسودان مباشرة من لبنان بالقطار من مصر، ولم تكن إسرائيل في تلك الفترة موجودة ووصل مباشرة للخرطوم. جدي قرر مرافقة عمه، فاختبأ تحت مقعد القطار وعندما قطع القطار مسافة كبيرة ظهر لعمه من بين حقائب السفر!، عمه لم يرق له مرافقه الصغير معه في هذه السفرية، ولكنو فيما بعد وأمام الظرف اللي فُرض عليه قرر إبقاء الصغير معه فألحقه بمدرسة إرسالية يديرها قساوسة، في المدرسة الداخلية ، وبعد سنتين قرر عمه أنجاز مهمة شخصية تتعلق به، ولعلها مناسبة زواجه أو شئ من هذا القبيل، فعاد إلى لبنان، وترك الصغير مع القساوسة، فوجد رعاية واهتمام من ادارة الارسالية، وبعد انقضاء عام كامل لم يعود قريبه من لبنان، فبقي الصغير بالارسالية وواصل دراسته ووفرت له الارسالية وظيفة يعتاش منها أثناء دراسته، وبعد أن أكمل دراسته لمدة 3 سنوات، تخرج وعمره حوالي 13 سنه، فاشتغل في عدة مهن ، حتى تزوج من جدتي لأم أمي وإسمها سلمى – كذلك أم والدي إسمها سلمى أيضاً - أمي من جدتي كانت الكبيرة ، أمي إسمها جوزفين، وفيما بعد أنجبوا تسعة أولاد وبنات إتنين كلهم تلاتة ،، وبعد دراستهم إنضم الآولاد معه في متجره في الأبيض وبدأوا العمل معه، وبعد انقضاء حوالي 30 سنة تأهب والدهم لزيارة أهله في لبنان الذين انقطعت أخبارهم عنه فشد الرحال إلى هناك بعد أن جمع ثروة معتبرة قوامها 300 جنيه، وهي ضخمة بمعايير تلك الفترة!. ده كان بعد الحرب العالمية الأولى، وعندما وصل لبنان لم يعثر على مكان لأهله وفي نهاية الأمر علم أن مجاعة ضربت منطقة أسرته وعشيرته فارتحلوا إلى مكان آخر وعند عبورهم جسراً فوق أحد الأنهر ووجهوا بوابل من الرصاص الذي أباد جميع أفراد العائلة بما فيه عمه الذي رافقه للسودان ولم يبقى أحد من أفراد العائلة سوى بنت صغيرة إسمها (فهدة) كان عمرها سنة في ذلك الوقت ، وغالباً أن جنود السلطة العثمانية في تلك الفترة هم من أبادوا العائلة!. فأخذ جدي معه البنت الصبية وعاد بها للسودان، وهذه البنت ترعرعت في السودان وتزوجت فيما بعد وانجبت ذرية، يوجدون حتى اليوم هنا في استراليا وفي أمريكا وفي أماكن أخرى.
    عندما تتبع هذه الرواية وتتمعن في وقائعها يتضح لك حدوث أشياء غريبة فرضت نفسها وهي أقدار شاء ربنا سبحانه وتعالى أن تحدث دون تدبير من بشر، في البداية يأتي جدي لأبي بحثاً عن كنز فلا يجده ولكن يطيب له البقاء بالسودان، ثم يأتي جدي لأمي في ظروف غريبة ويمكث أيضاً بالبلاد، رغم أن جدي لأبي لم يجد ذلك الكنز ولكني أقول بتأكيد جازم إني تحصلت على الكنز المفقود ده فيما بعد ( يصمت أستاذ يوسف جورج لفترة طالت مع تأثر بالغ واهتزاز في جسده لبرهة قصيرة ثم يواصل قائلاً)! :-
    :- زي ما قلت ليك يا حسن ،، في شئ فوقنا ،، في شئ ما من تدبير الناس ،، فوق كل شئ ،، وكأنو في مهمة خاصة بالنسبة لي ،، وما وجدته أنا هو السودان اللي أصبح بالنسبة لي أهم من كونو مجرد محل،، كأنو فيهو تركيز الارادة الالهية والرحمة الالهية ،، ده معنى السودان بالنسبة لي !. ده موضوع أهلي ودي قصة أهلي ،، كيف جينا وكيف بقينا.
    * طيب ،، حا نرجع ونقيف في موضوع الكنز ورمزيته وكيف لقيتو وبقى يمثل ليك شنو ،، لكين خلينا نواصل في جذور الأسرة ،، يعني ممكن يا يوسف نقدر نقول إنو إنتمائكم الديني هو مسيحي بحت؟!.
    + تمام .
    * حسع ،، يا ريت تفصل لينا شوية في موضوع الانتماء الديني ده ،، عرفنا بجذور العائلة الدينية؟.
    + أشرت ليك إنو جدي أبو أمي كان موراني من الموارنة وهم قلة كاثوليكية ،، وجدي أبو أبوي كان حسب علمنا من الروم الأرتوذوكس. بس أبوي تربى مع الارسالية الأمريكية وتشرب بعض المفاهيم الدينية المسيحية من البروتستانت!،، وعندما نشأنا ونحن صغار ، تعلمنا في مدارس الكاثوليك، وجمعنا ما بين الروم والكاثوليك والموارنة. ما كان في كنيسة روم أرثوذوكس في السودان، لكين كان في كنيسة روم كاثوليك ،، القصة زي ما شايف طويلة وفيها تفاصيل ،، بس المهم نشأنا بتعاليم الكنيسة الروم الكاثوليك في السودان ،، كلنا تعلمنا في مدارس الكومبوني ومدارس الراهبات للبنات .
    * المرحلة الجامعية درستها وين يا يوسف؟.
    + درست وتخرجت في جامعة الخرطوم، دخلت عام 1966 وتخرجت عام 1971 من كلية العلوم قسم ياضيات وفيزياء "وبعض الكيمياء".
    * من بين دفعتك اللي عاصرتها في الجامعة خلال السنوات اللي أشرت ليها ،، بتقدر تتزكر منو من الذين برزوا في المجتمع السوداني على كافة الأصعدة ، سواء سياسياً أو ديبلوماسياً أو خدمة مدنية أو رياضية أو خلافه؟!.
    + في الواقع تركنا السودان في أواخر 1972 لذلك لا أستطيع أن أتذكر ماذا حدث لكثير من الناس لأنو غير مواكب ،، بس بعرف إنو من دفعتنا هناك من أصبحوا وزراء وديبلوماسيين وسفراء بس ما بتذكر الأسماء.
    * طيب على مستوى الأساتذة من الذين عاصرتهم في الجامعة؟.
    + أيوة ،، بتذكر النذير دفع الله ،، بتذكر د. عبد الله الطيب ،، وعدد أخر من أساتذة أجلاء إن أحياء فالله يكرمهم وإن توفوا الله يرحمهم.
    * عشتو وين في الخرطوم ،، في ياتو أحياء؟.
    + في أكتر من حي ،، الخرطوم غرب ، عشنا في بيت قريب من السينما الوطنية واستاد الخرطوم ،، وعشنا في الخرطوم شرق قريب لشارع الجمهورية قرب عدد من السفارات زي الهندية والنيجيرية ،، وكان هناك فوال أبو العباس أمامنا ،، إنتقلنا أيضاً لفترة في الخرطوم إتنين وأتزكر كنت بتنقل للمدرسة وحتى الجامعة نفسها ببسكليت. في الحقيقة كنا بنأجر منازل وما كان عندنا بيت ملكنا ،، الوالد كان بعمل في شركة إسمها الأوتومبيلات وكانت تستورد عربات التاونس حتى فترة تأميمها وحدوث النكبة في فترة مايو والرئيس نميري ،، وفي الواقع النكبة عمت كل البلد ،، وحدث تخريب للشركة دي وأفلست بسبب سوء الادارة المايوية ،، في فترة تنقلنا لعدة منازل كنت أحياناً أكون بالداخلية بالجامعة وأحايين أخرى أسكن مع أسرتي بتلك المنازل.
    * هل بتفتكر إنو النكبة التي أشرت ليها فترة مايو والنميري هي التي دفعت بالأسرة لمغادرة السودان؟!.
    + بالضبط وكانت سبب مباشر لهجرتنا مع عدد كبير من الأسر في تلك الفترة ،، خاصة الشوام الأقباط والأرمن والأغاريق وغيرهم من الجاليات أو قول الأقليات والطوائف العرقية والدينية!.

    عن سودانايل 23/ 1/2014
                  

02-10-2020, 06:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الثانية)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 25 كانون2/يناير 2014
    الزيارات: 6831

    المسيحي الكاثوليكي الذي حاور زعيم الجمهوريين وصادقه!.
    يوسف جورج ،، من تراتيل الجيش المريمي إلى إنشاد الجمهوريين العرفاني!.
    * كنت إبن الكنيسة المخلص وحامل تعاليمها ومفاهيمها ولا أبحث عن خلاص إلا من داخلها!.
    * رفضت عادة الانحناءة لتقبيل خاتم الكاردينال على إصبعه!.
    * في الثانوي بالكمبوني شاركت في ثورة أكتوبر وكنت عضو بتنفيذية الاتحاد.
    دلفت لحوار الأستاذ يوسف جورج من صالون الصديق الشاعر عاطف خيري بالعاصمة الأسترالية ،، وبحساسية ومحبة جمعت بناتاً وأولاداً، تفرعت الدردشة وامتدت حتى رمال الشاطئ الذهبي لمدينة " Surfers Paradise " السياحية، لتنتج هذه الحوارية الحميمة. كان يوسف جورج في الأصل مسيحياً كاثوليكياً قبل أن يلتقي الشهيد محمود محمد طه، ويجالسه ويحاوره طويلاً، وقبل أن يرق قلبه العامر بالمحبة الانسانية إلى الاسلام وسماحته، فيسلم وينطق بالشهادتين سراً، ويمشى بمودة مع الأستاذ ومريديه الجمهوريين في طريق الفكرة، وذلك بعد أن تخلى بسلاسة عن مواقعه ومناصبه التي كان يتبوأها في الكنيسة الكاثوليكية بالخرطوم دون عداء أو كراهية. وحول هذا يقول أنه اكتشف عوالم جديرة بالانتماء لها وبشراً جديرين بالمحبة لهم، وفي نهاية هذا الحوار المطول أودع يوسف جورج رسالة مؤثرة وجهها لجميع أؤلئك الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر، في تصفية الأستاذ محمود جسدياً، طالباً فيها منهم مراجعة مواقفهم من الأستاذ وفكره وفرية ردته، وفي ذات الوقت طالباً لهم المغفرة والرحمة، قائلاً لهم " كيف تكفرون مسلماً درًج وأدخل مسيحياً مثلي إلى مراقي الاسلام ونطق بالشهادتين "، مؤكداً أن الدوافع كانت الأبعد عن الاسلام وسماحته، وكانت أقرب إلى الصراع السياسي المكشوف والتهافت على السلطة؟!. الجدير بالذكر أن هذه تعد أول مناسبة يعلن فيها الأستاذ يوسف جورج عن إسلامه علناً، كما تعد أول مرة ينطق فيها بالشهادتين على الملآ، وحسب وجهة نظره فقد آن الأوان لفعل ذلك، حيث شعرت أثناء حواري معه بفيض من المحبة العامرة للجميع وبلسان مبين يعبر عن إسلام شعبي مسامح ومتسامح، ولم المس منه أي عداءات سواء تجاه الكنيسة أو المتأسلمين ، سلفيين كانوا أو أي جهة أخرى، ومن الجانب الآخر أحسست بأن يوسف جورج كان أيضاً بمثابة المحاور لي لرغبته واهتمامه بمعرفة آرائي وانطباعاتي حول إفاداته التي أكرمني بها ،، فإلى الحوار:-
    حاوره بأستراليا: حسن الجزولي
    * لياتو مدى يا يوسف كان إرتباطك بالكنيسة وإنت ما تزال مسيحي؟.
    + كان إلتزامي وليس ارتباطي وحده ،، كان على مستوى عالي ،، وكنت أنتمي في الكنيسة لما يسمى رابطة (Legion Of Mary ) ،، وترجمتها الجيش المريمي ، هؤلاء ليسوا قسساً أو راهبات لكنهم يقوموا بعمل ومهام الكنيسة ، كنا نزور المرضى ونقف على أحوال العجزة وخلافه .
    * أهو تنظيم مسيحي إصلاحي يعني؟
    + نعم تقدر تقول هو كده ،، وهو تنظيم عالمي موجود بكثرة في أوربا خاصة ،، موجود هنا في أستراليا ، وموجود في آيرلندا وكندا وأمريكا وغيرها وكان موجود في السودان برضو.
    * وكان بضم عدد من الشباب المسيحي من الجنسين برضو في السودان ؟
    + أيوة كلهم ،، وبرضو عدد من الجنوبيين والنوبيين في الجبال.
    * هل كان عندك منصب في التنظيم ده؟
    + أذكر عقد اجتماع عام لاختيار رئيس لمنطقة الخرطوم وأم درمان للتنظيم ،، وده كان منصب في داخل الكنيسة وليهو معنى،، ،، ما متذكر إذا كان هناك مرشح نزل معاي ، بس بتذكر إنو تم انتخابي بالاجماع من قبل الشماليين والجنوبيين .في المنصب الكنسي. ،، أنا بطبعي كانت لي آراء بخصوص أشياء ظاهرة في الكنيسة ولا تعجبني وبعبر عن رفضي ليها .
    * إنت يا أستاذ يوسف هل كنت متدين بطبعك؟
    + نعم كنت متدين ،، عندنا في الكنيسة قداس أول جمعة في كل شهر وكنت أحرص على حضوره ،، وهناك قداس تحضره كمتدين ملتزم لمدة تسعة مرات في كل يوم سبت أو أحد ،، يعني مش تدين وبس ،، بل كان في التزام .
    * والحاجات اللي ما كانت عاجباك زي شنو مثلاً؟!
    + أشياء أنا ما مقتنع بيها ،، ما حا ندخل في تفاصيل الأشياء دي ،، وهي أشياء مهمة لو واجهت الكنيسة اليوم أو الكنيسة واجهتها،، لكانت الكنيسة أفضل مما هي عليه اليوم!. ،، رغم التحسنات اللي حصلت في الكنيسة من الوكت داك ،، باختصار ما كان عندي مشكلة كبيرة مع الكنيسة ،، أنا كان في ذهني إنو التغيير يحصل من جوة ،، وأنا كنت ماشي في حالي،، وتقدر تقول ما كنت متمرد على الأوضاع داخل الكنيسة بس كانت عندي آراء.
    * لو سمحت في الجزئية دي ،، ما كنت تنشده في وضعية الكنيسة ،، هل كان على المستوى الاجتماعي أم الديني؟.
    + كلو!. على المستوى الديني لابد من أشياء بعينها تطرح بوضوح أكتر ولا زم يكون حولها نقاش أوضح ،، وعلى المستوى الاجتماعي هناك أشياء بعينها ما كانت مقبولة لدي ، منها قبل كل شئ ، بتذكر زار كاردينال محدد السودان، والكرادلة ديل هم أمراء الكنيسة، الناس وقفوا ليهو صفوف عشان كل واحد يتقدم ليهو ويبوس الخاتم تبعو في إصبعو!،، أنا رفضت ،، والخاتم في الأعراف الكنسية يمثل سلطة ،، قلت ليهم نعم أنا أتبع تعاليم المسيح لكين ما ببوس يد زول! ،، حتى أنا تسائلت حول اللبس والزي زاتو .. هل وكت المسيح موجود الناس ديل كانوا بلبسو كده والقصة شنو بالضبط؟! ،، لاحظ إنها كلها شكليات ما مهمة من ناحية دينية ،، لكنها مهمة من ناحية تانية ،، (Expression of Authority ) يعني مسألة بتاعت سلطان وهيبة.
    * بمعنى محاولات لاضفاء قدسية ما؟
    + نعم هي كده ،، وأنا مش كنت عارف إنو نفس آرائنا دي كانت متبنياها جماعات واسعة في حتات كتيرة حول العالم ،، ودلوكتي الموضوع ده أصبح شئ طبيعي في الكنيسة!.
    * يعني أصبح إتجاه أو أفكار سائدة في المجتمعات المسيحية الكنسية؟
    + نعم أصبحت كده ،، ومن الأشياء دي إنو البابا الحالي ده ،، البابا فرانسيس ده ،، لمن أنتخب ، كسر الخاتم بتاعو ورفض إنو الناس يجو ينحنو قدامو وكده، وأبعد كتير من المظاهر اللي كان الناس بعترضو عليها ،، وفي ظاهرة تانية ، هي إنو أصبح يلبس ملابس بيضاء مبسطة! ،، المهم ده في حد زاتو تغيير ورغم إنو مش كبير ولكنو تغيير!.
    * يعني نقدر نقول إنو مفاهيم تمردك على بعض الأوضاع الاجتماعية والدينية الكنسية نفسها كانت تتبناها جماعات واسعة من المتدينين المخلصين في أماكن واسعة لدرجة أن البابا الجديد تبناها وعمل من أجل تصحيحها نزولاً على رغبة هذا القطاع الواسع من المتدينين؟!.
    + نعم ،، هذا ما كان يحصل في مناطق كتيرة في العالم كما هو واضح ،، ولكن بالنسبة لي أنا مع أتباع الكنيسة السودانيين في السودان ، ما شعرت إنو كان عندي وازع البحث عن خلاص آخر سوا تعاليم المسيح وتوجهات الكنيسة ،، فأنا كنت إبن الكنيسة المخلص!.
    * هل بتمردك - وخلينا نسميهو كده - وتكون الشكل الجنيني للثوري في دواخلك ، أهو نتاج أو تأثير بما أطلق عليهو لاهوت التحرير كشكل من أشكال التمرد الثوري على الكنيسة الطبقية في فترة من فترات المد الثوري العام في العالم ،خاصة في لاتين أمريكا؟!.
    + ده جا بعدين ! ،، (Liberation Theology ) وكده ،، أنا قريت عنو وتعرفت بيهو ،، ممكن تقول إنو حمل بعض ما كنت أعبر عنه وأحملو من أفكار ،، بس زي ما قلت ليك ما كنت بفكر في أي شئ آخر.
    * يعنى إنت كنت حتى الوكت داك إبن الكنيسة وحامل تعاليمها ومفاهيمها ولا تبحث عن خلاص إلا من داخلها ؟!.
    + نعم ،، دا أنا ،، وفي تلك الفترة كان في مؤتمر دعا له البابا التالت والعشرين (The second Vatican council ) دعا له الجميع ومش فقط كرادلة الفاتيكان، وشمل كل المطارنة بما فيهم مطران الخرطوم ،، يعني حوالي 000 4 مطران وكاردينال ،، ده كان في الستينات ،، ومن قراراتهم المهمة ضرورة التغيرات الجذرية مع المسلمين واليهود وكافة الملل وبقية العالم وداخل الكنيسة نفسها ،، فقرارات مؤتمر الفاتيكان التاني ورغم أنها تسير بخطى بطيئة نحواً ولكنها تطبق بعض الشيئ ،، من بين أهم هذه القرارات والمراجعات أن اليهود لم يكونوا مقبولين لدى المسيحيين! ،، نعم مقبولين كبشر ولكن كأهل كتاب فما في كلام زي ده وحصل تغيير ،، وبالنسبة للمسلمين كانوا يقولون ما فيهو حاجة روحية ولكنها طبيعية ،، وما هو مقبول عند المسيحيين كما عندهم وتغير هذا المفهوم ،، يعني أوجد أرضية مناقشات وتفاهمات مع اليهود والمسلمين من جانب وبقية الاتجاهات المسيحية الأخرى كالبروتستانت من جانب آخر. كانت المرأة التي تتزوج بروتستانتياً أو الرجل الذي يتزوج بروتستانتية يطردان من الكنيسة ! ،، ده بالنسبة لقوانين الكاثوليك ،، ده كلو مشى بحسب تطور المجتمعات واضطروا لقبول الكلام ده.
    * في الثانوي والجامعة في الفترة ديك كان في نشاط ،، لياتو درجة كنت مرتبط بالنشاط ده سواء على المستوى السياسي أوالاجتماعي أو الفكري بشكل عام؟!.
    + في فترة الثانوي بتذكر قامت ثورة أكتوبر 1964 ،، أنا كنت في لجنة اتحاد الطلبة بكلية كومبوني وكان في واحد من ناس أبو جبل ما بتذكر إسمو بالضبط ،، فؤاد أبو جبل أو إسم زي ده من ناس أم درمان،، كان في الاتحاد معانا وساعدنا كتير،، إنفعلنا بالثورة وأصدرنا بيانات وتوجيهات ،، يعني شاركنا في ثورة أكتوبر ،، لمن جينا الجامعة إلتحقت بحاجة إسمها المؤتمر الديمقراطي الاشتراكي ، ورئيسه إسمو مكاوي عوض المكاوي أصبح فيما بعد وزير في حكومة نميري ،، وكان في إسم تاني بإسم الجبهة الاشتراكية الديمقراطية، وده طبعاً غير الجبهة الديمقراطية المعروفة واللي بتضم جناح شيوعي وجناح ديمقراطي . وبتزكر رئيس الاتحاد تم انتخابو من الجبهة الديمقراطية الاشتراكية ،، كان عندي قدر من المفاهيم العامة حول إنو لازم الناس تعيش عيشة متساوية عن طريق تحقيق المجتمع الاشتراكي وليس الشيوعي ،، ولابد من الديمقراطية وما يكون في كبت وما يكون في قمع وما يكون في إرهاب ،، ده هو مفهومنا العام ، وبالفهم ده قبلنا الشيوعيين وبالمفهوم ده قبلنا جبهة الميثاق الاسلامي ! ،، وكان اتحاد الطلاب ،، ورغم إني كنت مهتم بهذا النوع من النشاط السياسي والاجتماعي إلا إني كنت مهتم أكتر بدراستي الأكاديمية ،، ولحدي الوكت داك كل البعرفو إنو بتذكر في زول إسمو محمود محمد طه جا الجامعة وقدم محاضرة ده كل الكنت بعرفو عن الجمهوريين !.

    [email protected]
                  

02-10-2020, 07:22 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الثالثة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 26 كانون2/يناير 2014

    * منو هو اللي أصلاً جذبك لمواقع العمل السياسي ،، سواء في الثانوي أو الجامعة ،، ما لازم يكون في شخص معين قال ليك عن السياسة أو إنت إتأثرت بيهو في المرحلة ديك زميلك في الدراسة ، في الحي ، شخص ما في الأسرة ،، مش كده؟!.
    + من ناحية الأسرة لا شخص محدد ،، بس أنا كان عندي نزعة قيادية ،، بمعنى ما محتاج لزول يجي يوريني ديل كده وديل كده! ،، يعني عرفت إنو الشيوعيين عندهم أشياء كويسة لكن ما بتناسبنا في ظروفنا وبرضو ناس جبهة الميثاق الاسلامي ما بناسبونا ،، ده كمثال طبعاً . حتى إنو جا من الميثاق الاسلامي وفد وقال عاوز يعمل معانا تحالف واتصلوا بي عندما علموا بموقعي في الكنيسة ،، إنو نحنا مسلمين ودعوا للتحالف معانا ،، سألتهم عن رأيهم في الديمقراطية وموقفهم من الاشتراكية فلم يجاوبوا وذهبوا ،، عموماً كان عندهم هدف سياسي وكنا واعين ليهو تماماً!.
    * خلينا يالله ننتقل لمستوى آخر من الحوار ،، يا ريت تورينا متين وفي ياتو ظروف تعرفت فيها على الجمهوريين والفكر الجمهوري؟!.
    + أها ،، بالأحرى الأستاذ محمود محمد طه؟
    * نعم بالأحرى الأستاذ محمود ،، نعم ؟!.
    + يرحمه الله رحمة واسعة والله يبارك فيهو ويبارك في كل الأخوان والأخوات.
    * هل كان صديقك؟
    + نعم كان صديقي!
    * بمعنى الكلمة؟
    + بمعنى الكلمة!.
    * وبدون إدعاء؟
    + بدون أي إدعاء!.
    * .........!.
    + بتذكر وأنا كنت في سنة تانية جامعة ،، يعني سنة 1968 جا واحد صاحبي. كان قد إختفى مننا حوالي عشرة أو إتناشر يوم ،، صاحبي ده إسمو مبارك حسن الصافي ،، ده كان عندو محلات الصافي في سوق أم درمان والخرطوم ،، وحسب ما أعرف إنو محل أم درمان ما زال موجود وهو من يديره ،، وهو شخص ذكي وكان يكتب أشعاراً جميلة ، إنسان ممتاز بمعنى الكلمة ،، زاملتو في كلية كمبوني وكان في اتحاد الطلاب ،، عندما عاد سألته عن سر إختفائه واعتقدت إنو كان بذاكر براهو! ،، فأجاب بالنفي وقال ليا إنو قابل ناس بتحدثوا بفهم جديد للاسلام ،، أنا فيما بعد شفت بريق آخر في مبارك ،، أشياء جديدة في تفكيرو وطريقة تعامله مع الناس! .
    * هل كان لمبارك أي ميول سياسية ،، كان له توجه حزبي معين في الجامعة مثلاً؟.
    + ما كان عندو أي توجه حزبي أو سياسيي ،، لكن كانت عندو ميول فكرية ويقرأ كتير في الفلسفة عكسي تماماً ،، ما كنت أميل للفلسفة ،، هو كان صديقي الأول من فترة الكمبوني والجامعة وكنا نحب ونثق في بعضنا البعض. المهم ،، سألتو هل الديمقراطية والاشتراكية متوفرة في الاسلام اللي بتتكلم ليا عنو دلوكت ،، رد قال ليا بطريقة الجمهوريين اللي لمستها فيهم فيما بعد بأنو الديمقراطية والاشتراكية لا تتحقق إلا عن طريق الفهم الجديد للاسلام ورسالته الثانية المطروحة بواسطة الأستاذ محمود محمد طه ،، إلى تلك اللحظة أنا لم أعرف الاسلام بشكل صحيح وكل ما أعلمه هو كل هذه الدقون والوجوه الكالحة للمتشددين من الاسلاميين في الجامعة والهم والغم اللي يقدمو بيهو الاسلام!.
    * ولقيت عند الأستاذ شنو؟!.
    + مضى يوضح لي المفهوم الجديد للاسلام عند زعيم الجمهوريين ، وأشار إلى أنهم بعتبرو كل من اليهودية والمسيحية والاسلام منبعهم واحد وأهدافهم واحده وجميعهم أهل كتاب، فقط الاسلام هو رأس الرمح في المسيرة ، كمسيحي لم أقبل الطرح ده في بداية الأمر، وأصبح الرجل يعرفني في كل مرة بمقتطفات من أفكار الجمهوريين في مختلف المعارف والمفاهيم ، بدأت أفكر في كل ما كنت أسمعه من صديقي مبارك، حتى طلبت منه يوماً أن التقي بزعيم الجمهوريين هذا إن كانت هناك إمكانية لكده ،، فأبدى موافقته وطلب مني أن أحدد الوكت اللي حابي أروح معاهو لمنزل الأستاذ!، لاحظ أنا اللي بحدد المواعيد وليس الأستاذ محمود كما جرت العادة في نوع اللقاءات دي! ،، بالفعل مشيت لبيت الأستاذ مع صديقي مبارك ،، نفس البيت الحالي للأسرة في الحارة الأولى بالثورة في أم درمان ،، بيت سوداني بسيط مكون من صالون خارجي يستقبل فيه ضيوفو وحجرتين داخليتين لأفراد الأسرة . وجدناه بملابس بسيطة ونظيفة عراقي وسروال طويل، وجالس على عنقريب بمرتبة نظيفة وحواليه مجموعة من الكراسي ومعه عدد من أصدقائه يتجاذب معهم الونسة ،، رحب بينا وقدم لينا شاي وماء بارد ،، بتذكر لمن بديت معاهو المناقشة سألته عن المسيح ورأيو فيهو ،، ده كان سؤال مباشر وبدون مقدمات حسب طبعي ، ردو كان إنو المسيح لم يذكر بشكل صحيح إلا في القرآن! ،، فتحادثنا طويلاً في الجزئية دي ولاحظت إنو مستعد يتقبل أفكار ويحترم آراء المخالف، وطيلة المناقشة لم يشير ليا إنو الاسلام فوق المسيحية زي ما كنت بسمع من ناس جبهة الميثاق الاسلامي في الجامعة وطريقة حواراتهم معانا! .المهم واصلت التردد والذهاب لمنزل الأستاذ ومناقشته ،، بعدها بدأت أحس أن الحق يوجد في ما يقول به الأستاذ رحمة الله عليهو ،، هناك أشياء موجودة في المسيحية ولكنها مفصلة بوضوح أشمل وأعمق في طرح الأستاذ.

    بدأت أميل ليهو ولأفكار الجمهوريين أكتر ، وأصبحت أحرص على معرفة طقوسهم وحضور مناسباتهم.
    * ده بالنسبة للأستاذ ،، طيب ملاحظاتك عن الجمهوريين! ،، لمست فيهم شنو؟!
    + لمست أنهم يعيشون برضو زي الأستاذ حياة بسيطة وصادقة ،، الصدق كان أبرز شئ فيهم ،، الصدق في المعاملة ،، بسطاء جداً وفقراء جداً وصادقين في معاملاتهم بشكل إنساني !. مثلاً في أكلهم ،، مافي طعام فخم اللهم إلا موية وكسرة في حالات كتيرة معاها شطة وملح يعجنوها وناكل ،، نتونس أثناء الأكل وتحس بإنبساط وراحة نفسية ونطلع شبعانين ومبسوطين وقنوعين ومتحابين! ،، أحياناً كتيرة بطلع من بيتو في الثورة حوالي الساعة اتناشر ليلاً وأصل بيتنا في الخرطوم بالمواصلات أو بالرجلين، في وكت متأخر لأعاود في مساء اليوم التاني، وطوالي بالطريقة دي بدون ما أحس بتعب أو إرهاق في المشوار، والبقية من الجمهوريين كانوا برضو كده!.
    * الحاجة دي توصلت ليها متين بالتحديد وبعد كم من الزمن؟.
    + تقدر تقول بعد أربعة أو خمسة زيارات للأستاذ وعدد كبير من جلسات المناقشات معه!. ،، المهم كانت فترة إتعلمت فيها منو التواضع وراحة البال ،، ده كان أبرز حاجة فيهو ،، كان يزوره عدد كبير من جماعات سياسية ومفكرين وأحزاب زي الأمة والمتصوفة ،، كان بتناقش معاهم بمحبة واحترام لآرائهم رغم الاختلاف في الطرح ويودعهم مبتسماً الابتسامة كانت دائمة على وجهه. بكل المفاهيم دي توصلت إلى إنو على المستوى الفردي وعلى المستوى الاجتماعي فلا توجد حلول لمشاكل العالم إلا عن طريق التطبيق الصحيح للاسلام على مستوى الرسالة التانية حسب طرح الأستاذ محمود محمد طه والجمهوريين بشكل عام.
    * ده برضو حا نجيهو بتفصيل ،، لكين أنحنا حسع في مرحلة التعرف على الأستاذ والتقرب لأفكاره ،، مرحلة ما قبل الاقتناع ،، كدي عرفنا أو أدينا أمثلة تانية خلتك تمضي أعمق نحو أفكار الجمهوريين؟!. ماهي نوع الأسئلة اللي كنت بتطرحها للأستاذ مثلاً؟
    + أسئلة كتيرة ،، وأنا كنت دائم السؤال بطبعي ،، وما بتذكر إنو الأستاذ رفض الاجابة على أي سؤال وقال السؤال ده ما ليهو محل ! ،، أو السؤال ده مستفز بالنسبة ليا وكده ،، أسئلتي كانت "تقيلة" رغم إنو ما عدت أتذكرها لكين كان فيها جرأة زي ما عرفت من الجمهوريين فيما بعد!.

    [email protected]
                  

02-10-2020, 07:35 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)

    من سودانايل:

    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الرابعة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 28 كانون2/يناير 2014
    الزيارات: 7125


    * والله يا ريت يا يوسف ولو نموذج واحد من نوع الأسئلة اللي بتحاور بيها الشهيد عشان نقيف على تطور وعيك تجاه الفكرة الجمهورية واقتناعك النهائي بأطروحات الأستاذ؟!.
    + طيب ،، سألتو مرة عن المسيح وعودتو! ،، وحسب ما عندنا في المسيحية بنتوقع عودة المسيح حسب مقولات السيد المسيح نفسو، فماهو موقفك من العودة دي ورأيك في الموضوع بمجمله؟!. ،، قال ليا ، أنحنا برضو في الاسلام بنرجو وننتظر عودة المسيح! ،، وحسب العقلية اللي أنا جاي بيها وجدتني أقول ليهو بدهشة ده معناتو إنتو برضو مسيحيين طالما بتنتظرو عودة المسيح! ،، قال ليا ،، بس المسيح لمن يرجع بيرجع بالقرآن في يد وبيرجع بالانجيل في اليد الأخرى! . قلت ليهو سيأتي المسيح وليس محمد أو أحمد ! ،، قال ليا في الواقع المسيح حا يرجع باسم أحمد وحا يرجع عشان يتم رسالته ،، رسالة المسيح "مبشراً برسول من بعدي يأتي اسمه أحمد" ،، وأن محمد عليه الصلاة والسلام يتضمن كل الرسل بما فيهم المسيح نفسه ،، وعودة المسيح هي عودة محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء . في نهاية الأمر لمست ومن خلال مناقشاتي مع الأستاذ إنو الجهد اللي بنبذل فيهو في المسيحية غير مجدي ولا يؤدي لأي شئ ! ،، فردياً لم يقدمنا لقدام ،، واجتماعياً ما عامل شئ كتير ،، تعاليم الكنيسة غير مطبقة عند المسيحيين ،، هناك ماهو مطبق وهناك ما هو غير مطبق ،، بس الالتزام مافي ،، لقيت نفسي أنا بفكر براي ،، بس أنا ما طلعت من الكنيسة لأنو ما مقتنع بأفكار الكنيسة ،، إنما لأنو لقيت شئ أعلى ،، شئ أعمق ،، روحياً شئ مبلور ومكتمل أكتر من ما في المسيحية ،، زي ما الواحد كان بتعلم في الابتدائي وبعدين الثانوي وبعدين وصل للمرحلة الجامعية ،، مافي موقف عدائي للمراحل الدراسية دي ،، الابتدائي أهلك لتكون في الثانوي وكذلك الثانوي أهلك لتكون في الجامعة وهكذا! ،، إكتشفت أفكار معينة لقت تجاوب عندي ،، أهمها فكرة التوحيد ،، التوحيد بأن لا الله إلا الله وأن الله واحد ، نعم عند الأخوان المسلمين مثلاً هي كذلك ولكنها شكلية وكأنو لا معنى لها ، فقط عند الأستاذ طرحها كأنها مرحلةProcess” " في طريق وأسلوب توحيد النفس البشرية ، لتجد الهدوء الداخلي والنفسي! ،، أشياء كتيرة عبر عنها الأستاذ في جزئية التوحيد دي وقال إنو الاسلام عبارة عن علم نفس ،، فالتوحيد هنا عبارة عن أسلوب ،، منهج ،، طريق ،، عندنا في المسيحية أن الله واحد ، بس برضو في فكرة الثالوث ،، لكن ده مش الموضوع ،، الموضوع إنو إنت مع التوحيد لتتوحد ذاتك مع الفكرة اللالهية .
    * قيل أن الأستاذ يستند في أحاديث كثيرة على نوعية أسئلة جريئة إنت طرحتها ليهو من قبل ودايماً كان بيردد مقولة " زي ما سألني أو قال ليا يوسف جورج" ،، يا ريت تعلق؟!.
    + نعم دي حقيقة ،، أنا طلعت من السودان بدري زي ما قلت ليك، قبل أربعين سنة وما عدت أتزكر التفاصيل بما فيها الأسئلة ،، بس توجد محاضرات مسجلة وموجودة ، وكتير من الأجيال الجمهورية اللي ما عاصرت محمود تعرفت على المحاضرات دي ،، ومن بين الأسئلة المعنية سألته مرة " إنت منو" ؟ فرد علي حسب ما أذكر :- " أنا مرشد وزميل طريق " بمعنى أنا مشيت الطريق ده ورجعت عشان ما آخدكم معاي ! ،، وأنا بستفيد إستفادة بسيطة من الحكاية دي وإنتو بتستفيدو إستفادة كبيرة ،، زي أنا بستفيد واحد في المية وإنتو بتستفيدو مية في المية !. نفس هذه الاجابة موجودة في كتاب أسئلة وأجوبة ،، كسؤال وجواب ،، توجد أسئلة تانية كتيرة بس بصراحة ما عدت أتزكرها .
    * هل السؤال ده منسوب ليك إنت تحديداً؟ .
    + أبداً ،، مطروح بشكل عام ،، وإمكن طرحوهو ناس تانين ،، بس هو نفس سؤالي للأستاذ اللي كان بيستشهد بيهو في محاضراتو وأحاديثوا إنو " زي ما قال يوسف جوج ".
    * لدي سؤال مفصلي لو صحت التسمية يا أستاذ يوسف ،، تكون حضرت مع الجمهوريين بعض الصلوات في العصر أو المغرب أو العشاء ،، من كان يؤم مثل هذه الصلوات يا يوسف؟! ،، وأظنك فهمتني أنا قاصد شنو بطرح السؤال ده تحديداً؟!.
    + فهمتك جداً، وأشكرك على طرح السؤال ده بالذات لأنو فعلاً سؤال مفصلي ومهم وكان لازم يطرح في الحوار ده ، أنا بحاول أرد عليك بما يقربنا لفهم المطروح ،، ناخد صلاة المغرب بالذات مثلاً ،، لأنو باقي الصلوات ممكن نقول صلى قبل أو حا يصلي بعد !،، أنا ما كنت بصلي في الوكت داك رغم اقتناعي بالفكرة تماماً ، إنو أنا مسلم مية في المية وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ،، وأن القرآن حق والرسل حق ،، فوكت صلاة المغرب الناس بتستعد بالوضوء وتهيئة مكان الصلاة وفرش البروش وكده، الأستاذ كان في الوكت ده بدخل لغرفتو ،، ومن يؤم الصلاة بكون واحد من الجمهوريين الكبار ،، عبد اللطيف أو سعيد الطيب شايب الله يرحمو أو جلال الدين الهادي الله يرحمو أو محمد فضل الله يرحمو ويحسن إليه ولبناتو الاتنين موجودات ، نوال ورشيدة . المهم ،، المسألة دي ،، كونو الأستاذ بصلي براهو في غرفتو ما أثارت إنتباهي في البداية إلا لاحقاً ،، بعدين لمن عرفت حاجة إسمها صلاة الأصالة!. وعرفت إنو الموضوع ده حساس لدرجة أنو مسبب مشكلة لعدد كبير من الناس ، خاصة بالنسبة لأنصار السنة وجبهة الميثاق الاسلامي والبعض الآخر ،، يطرحون السؤال مجرداً من مفاهيمه " هل الرجل يصلي أو لا يصلي" !. هنا سأجاوبك بنفس إجابتي على أحد أصدقائي هنا بأستراليا عندما سألني عن صلاة الأستاذ، وكان ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين تركهم فيما بعد ، قلت ليهو يا أخي، ما أعرفه إني تلقيت أولى تعاليمي في الصلاة وكيفيتها وقيمتها وطريقتها الصحيحة من الأستاذ مباشرة ،، لذلك أنا بعتبر حسب ما تعلمتو من قيمة للصلاة أن الصلاة دي بين الفرد وربو ،، مع الله ،، ليس هناك أي زول وسيط ،، يؤمك من أو لا يؤمك من، دا ليس بموضوع جوهري في آداء الصلاة! ،، فأنا يوسف جورج المنتمي للاسلام عن طريق الأستاذ محمود محمد طه قد تعلمت الصلاة وكيفية آدائها من الأستاذ محمود محمد طه ،، مش من زول تاني غيرو! ،، وتعلمت إنو الصلاة دي ليست فقط حركات ،، في صلاتنا الصحيحة والسليمة كل حركة ليها معنى ،، وإنت بتبتدئ وتقول " الله أكبر " إذا ما صادق في دي، فأحسن تمشي بيتكم وما تصلي وتتعب نفسك، " وربما مصلي لم تزده صلاته إلا بعداً"! ،، "الله أكبر" دي معناتا أي شئ تاني سقط ،، ودي معروفة في حياة النبي عليه الصلاة والسلام زاتو ،، " الله أكبر " و " السلام عليكم " دي صلاة ،، بعدين الأستاذ محمود بتكلم عن الصلاة بين الصلاتين ،، يعني بين "السلام عليكم" في الصلاة الأخيرة و" الله أكبر " في الصلاة الجاية ،، فحياة الأستاذ محمود محمد طه كانت مكرسة للتسليك ،، كلمة التسليك يعني السلوك ،، المعاملة ،، فدي الصلاة بين السلام عليكم والله أكبر في الوكت الجاي ،، في الوكت البعد الصلاة الأخيرة . من جانب آخر يقول الأستاذ محمود أن الصلاة هي بمثابة صلاتين في حديثين ،، الصلاة صلة والصلاة معراج العبد إلى ربه ،، الصلاة صلة بمعنى أنها الهدف ،، وهو ما نطلبه من الصلاة ،، نحن نصلي عشان نوصل لصلاة الصلة ،، المعراج هو الطريق اللي بنمشي ليهو وصلاة المعراج هي صلاة التقليد ،، بنقلد النبي عليه الصلاة والسلام في طريقتو عشان نوصل لصلاة الصلة. ولمن الانسان يوصل لصلاة الصلة ،، هو بيتخذ صلاتو الفردية مباشرة ،، صلاة الأصالة ،، ده باختصار شديد، وفي كلام كتير عن الموضوع ده . فاللي أنحنا عارفينو إنو صلاة الأستاذ محمود كانت صلاة الأصالة ،، ودي صلاة فردية ليهو هو عليه رحمة الله ،، ودي الصلاة المقبولة بعد ما إنت توصل لصلاة الصلة ،، إذا هو حاول يصلي صلاة التقليد ما مقبولة منو ،، والمقبول منو هو صلاة الأصالة ،، لأنو دي صلاتو الفردية البتقربو من الله سبحانه وتعالى! في النهاية هل الرجل اللي وضع كتاب عن الصلاة وعلم كيفية آداء الصلاة يمكن أن يشكك زول في إيمانو وإسلامو وأنه كافر لأنه فقط لا يقيم الصلاة إلا مع نفسو؟!. من وين جونا بحكم زي ده؟!
    [email protected]
                  

02-10-2020, 07:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الخامسة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 30 كانون2/يناير 2014
    الزيارات: 6556




    * فيما يخص صلاة الأصالة حا تتخلق إشكالية ،، ممكن أي واحد يدعي الوصول ويقول إنو هو وصل وممكن يؤدي صلاة الأصالة؟! ،، مش ممكن؟!. ماهو العاصم؟!
    + أها ،، جينا هنا للصدق ،، بينك وبين نفسك أولاً ،، ثم بينك وبين ربك ثانياً ،، وبينك وبين الناس وبالتالي بتتكشف! ،، عندنا عبارة ضمن التسليك وهي تجويد التقليد! ،، بنجود التقليد عشان زي ما النبي عليه الصلاة والسلام كانت الصلاة التي نؤديها نحن المسلمين بالنسبة ليهو هي صلاة أصالة .
    * طيب ما الرسول الكريم كان برضو بصلي مع الناس وبالناس؟!.
    + برضو كانت صلاة أصالة بالنسبة ليهو عليه الصلاة والسلام، وبالنسبة لينا كانت صلاة تقليد!. بس ما بقابل الله سبحانه وتعالى إلا الفرد ،، ده التوحيد ،، التوحيد ما شئ جماعي بل فردي ،، الفرد بقابل الرب ،، الانسان بقابل الله سبحانه وتعالى في صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ،، كيف؟ ده ما بهمنا ،، بالانجليزي " It`s not my Business"! ،، بس الأستاذ محمود لو ظهر منو أي شئ يدل على عدم الصدق بكون الموضوع كلو سقط ،، في المفهوم الجديد للأسلام كل شئ بسقط في حالة الكذب وعدم الصدق .
    * هو لحدي ما مات مات بشنو؟ بتهمة الكفر والالحاد والرده ،، والقوى اللي دفعت بيهو لحبل المشنقة بالنسبة ليها إنو شخص كاذب ما صادق؟!
    + كيف توصلوا لموضوع كذبو؟
    * أنا بطرح أسئلة ،، إعتقادهم أن هذا الطرح حول الصلاة مثلاً هو بمثابة بدعة! .
    + في معاملاتو كلها ،، في كلامو ،، في التزاماتو ،، في كل شئ ،، الصدق كان شئ مهم ،، أقصد في دعوتو العامة بدأ في كتبو الأولانية يتحدث عن الصدق وأن ما ينقص العرب الصدق وما ينقص المسلمين الصدق ،، الصدق الصدق الصدق! ،، أنحنا لابد أن نلتزم في معاملاتنا بالصدق والنبي عليه الصلاة والسلام كان قبل ما تنزل عليهو النبوءة كان الصادق الأمين ،، والأستاذ محمود قال علينا أن نتبع النبي عليه الصلاة والسلام ،، ونجود التقليد لكل فرد مننا ،، لمن إنت تكون صادق مع نفسك أولاً ،، وفي ناس كتيرين ما بعرفوا إنهم ما صادقين مع نفسهم ! ،، ولو إنت صادق مع نفسك وطبقت المفهوم ده بصدق ، حا تعرف متين وصلت درجة الأصالة! ،، بعدين الأصالة دي ما حاجة إتوصلو ليها ناس ،، ده مفهوم قديم وجديد ،، جديد بمعنى مافي زول قال في صلاة أصالة ،، الناس تكلموا عن صلاة صلة وصلاة معراج ،، لكين الأصالة دي مافي زول إتكلم عنها قبل الأستاذ حسب علمي ،، بس المهم في الموضوع إنو الأستاذ ما دعانا عشان نصلي زي ما هو بصلي ،، ما إدعى نبوءة جديدة ،، ما إدعى رسالة جديدة ،، بل قال إنو لو أنحنا إتبعنا النبي عليه الصلاة والسلام بالتجويد المطلوب بنوصل ،، بنمشي قدام وفي إمكانية إنو نوصل للأصالة ، هو ما أدانا الاجابة دي إنو البجود بصل الأصالة ،، وبنبهنا إنو الموضوع ده بصلو ليهو كده ،، وفيما يخص محاكمتو، فهو لمن إتحاكم إتحولت محاكمته من أسباب سياسية إلى الردة ! ،، وهنا الأستاذ محمود إتحمل مسؤولية كلامو وعملو وتسليكو للناس وتحمل بالتالي المسؤولية على نفسو فردياً .
    * وهو ما يعني أنو كان صادقاً وأن تنفيذ الاعدام فيه وهو على مبادئه التي رفض أن يتزحزح عنها يؤكد صدقه!.
    + تماماً ،، وهو ما عنيته في شرحي!.
    * إنت صليت متين؟!.
    + أنا صليت هنا في أستراليا بعد تلاتة سنوات من وصولي أستراليا عام 1976!. وبتذكر إنو كانت بيني وبين الأستاذ في الفترة دي مكاتبات معينة بخصوص الفكرة والاسلام وكانت ردوده حول أسئلة في موضوع القبلة وغيرها بخصوص الاسلام ، وفي الفترة ديك ما كان موجود مسلمين كتار في أستراليا وحتى الموجودين منهم ما كنت بثق فيهم كتير!.. وأنا أصلاً ما كنت حابي أطلع من السودان.
    * عشان شنو ما كنت حابي تطلع؟!.
    + لأني إكتشفت السودان كوطن جديد بعد إنضمامي للجمهوريين وشفت فيهو بلد المستقبل!، شفت شئ جديد تماماً ،، ما كان واقع لي، فجيت واستشرت الأستاذ ، بتذكر قال لي كلام مدهش،، في أحايين كتيرة كلام الأستاذ بكون مدهش ،، مدهش جداً! ،، قال لي أمشي مع أهلك لكين بتجي راجع.
    * يعني مسألة الهجرة لأستراليا كانت قرار من أهلك؟.
    + أيوة ،، وهم مش عاوزين يتركوني وراهم!
    * هل كنت بتناقش الأستاذ في موضوعاتك الخاصة؟!.
    + لا أذكر ،، لكين دي بالذات كان لازم أستشيرو فيها!.
    * طيب لمن قال ليك حا تجي راجع حصل شنو؟
    + هو في الواقع قال لي جذورك هنا!.
    * وإنت حاسي بشنو؟
    + أصبح عندي إنتماء عميق فعلاً للسودان، رغم إنو ما شاعر ممكن أرجع للسودان في الظروف دي!.
    * تأكيداً لصدق مشاعرك ممكن أدلي بشهادتي أنو كتيرين من السودانيين والسودانيات والأسر هنا في أستراليا من اللي إلتقيت بيهم كانوا بعبروا عن محبتهم ليك وبقولوا يوسف جورج في حياتنا،، وربما ده هو البيأكد على رأي الأستاذ ويعضد صدق أحاسيسك تجاه السودان، وهو ما لمسته شخصياً من إهتمام عالي بقضايا السودان عندك وما يجري فيه حالياً ، إهتمام يصل حتى درجة متابعة ما يجري في جنوب السودان الشطر الآخر من البلاد!.
    * تعرف فيما يخص جنوب السودان ، ساهمت في مؤتمر للشباب السوداني من الجنسين شماليين وجنوبيين، ده كان قبل الانفصال، كان المؤتمر بإشراف واحدة من المنظمات الأسترالية هنا وأشركوني في تنظيم المؤتمر ، بتذكر قدمت فيهو ورقة جريئة تلمست جذور المشاكل بين الشماليين والجنوبيين وأشرت فيها إلى أنو علينا الاعتراف بأننا في الشمال عاملنا الجنوبيين معاملة مش كويسة، وأنا بعتذر لأخوتنا الجنوبيين إنو حتى أهلي ما كانوا بنظروا للجنوبيين والجنوبيات إلا كخدم وعبيد في البيوت وكده!،، ورغم إنو جدودي ما شاركوا في موضوع الرق تاريخياً لكن ورغم ده أنا بعتذر لأخوتنا الجنوبيين باسم الشعب السوداني، وفي الفترة ديك ما كان لسع الانفصال وقع، فقلت ليهم حتى لو إخترتو الانفصال لكين حنعمل كأخوة وأبناء بلد واحد، في المستقبل ، ولا بد من إعتذار واضح في المستقبل ليكم وسيتم الاعتذار ده عالمياً وعلناً من خلال مؤتمرات دولية!.وكان من المفترض أن يكون السودان لكل السودانيين، مش إنو ديل الجنوبيين وديل ناس الغرب وديل ناس النوبة وديل ناس الشرق!، وأشرت إلى إنو دي كانت نوع معاملات ما من الأخلاق السودانية أو الأخلاق الاسلامية ولا الانسانية زاتا وده كان بيتم من قبل قلة وعن غرض مش كويس، ورغم إنو الجنوبيين الشباب كانو بعبرو عن الغبن في كيف كانوا وهم صغار يهربوا من الرصاص اللي كان يطلق عليهم وكيف كتلوا أهليهم، لكين كلامي وجد إستحسان وسطهم واستقبلوه بشكل كويس، وحتى من قبل الشباب الشماليين في المؤتمر وزي اللي أنا عبرت عنهم كلهم!. بعدين ما تنسى إنو البيان المفصلي اللي صدر من الأستاذ "هذا أو الطوفان " لمس مشكلة الجنوب وأشار إلى إنو حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال!. ومتأكد إنو حا يجي يوم يحصل تفاهمات عامة بين الجانبين، ويحصل اتحاد تاني!.
    * ما أطيب هذا الكلام يا أستاذ يوسف!.
    + هو ده كان واجب ولازم يتقال!.


    [email protected]
                  

02-10-2020, 08:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (السادسة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 03 شباط/فبراير 2014
    الزيارات: 6605

    * إنت انضميت للجمهوريين متين؟
    + حوالي عام 1968.
    * طيب أشهرت أو أعلنت إسلامك كيف ومتين؟
    + ما أعلنت ،، فقط بين الجمهوريين.
    * يعني مشيت للأستاذ ورددت الشهادتين؟
    + أبداً ،، الحاجة دي كانت تطور طبيعي.
    * موقف أسرتك كان شنو من الحكاية دي؟!.
    + ياتو حكاية؟!.
    * إسلامك!.
    + أنا حاولت أكلمهم في السودان ،، ولمن أخطرتهم تغاضوا عن الموضوع ده كأنو ما حصل ،، كأنو ما قلتو!. واستمر هذا الوضع لحدي يومنا ده ،، وما قاعدين نتناقش في الموضوع ده ،، بل إنهم بتعاملوا معاي كأنو أنا زيهم واحد!،، يعني أختي وأخوي بتحدثوا عن إنو دي كنيستنا " يقصد كنيسة الروم الكاثوليك " ،، ويجملوني ضمن الملكية دي!. ولأخي منصب ديني في الكنيسة دي ،، ولمن يتكلموا عن الاسلام أحياناً يركزوا على ما يقوم به بعض المسلمين المتشددين في أوربا ونواحي أخرى من العالم في إيقاع الأذى بالآخرين ، فكنت أجاوبهم باقتضاب إنو ده ما نموذج وديل ما بمثلوا الدين الحقيقي للاسلام والمسلمين!. والشخص عشان يكون مسلم أو مسيحي أو يهودي فلازم يكون في المقام الأول "إنسان" !. ،، فديل إذا ما بتصرفوا تصرف إنساني فيبقى ما ليهم حق يتحدثوا باسم الاسلام مهما عملوا!.
    * طيب وبالنسبة لأصدقائك المسيحيين والكنيسة اللي كنت تتبوأ فيها منصب ديني معتبر ،، الموقف كان شنو؟!.
    + أنا إنسحبت إنسحاب " Smooth" وانسحاب بدون ضجيج وبدون كلام . فيما بعد الكنيسة عرفت، إلا إنها ما أثارت معاي الموضوع ده ،، بل إنو بابا روما بالفاتيكان عين سفير من الكرادلة كتعيين سياسي، فعرف عن الأستاذ وعن علاقتي به وعرف أن الأستاذ يتحدث عن المسيح ،، وإنو أفكارو سلمية وهو يدعو للحوار والتفاهم مع المسيحيين ، وفي أفكارو مفاهيم حول عودة المسيح! ،، فاتصلوا بي عام 1971عن طريق راهبة إيطالية تجيد التحدث باللغة العربية بأن الممثل البابوي يريد تجميع معلومات عن الأستاذ محمود إضافة إلى أنها تعد بحثاً أكاديمياً عن الفكرة الجمهورية ، المهم كنا نذهب لمنزل الأستاذ بعربة ديبلوماسية تتبع لسفارة الفاتيكان ،، وأتذكر إنو شيخ أبزيد زعيم أنصار السنة - وكان يسكن في نفس شارع ومربوع منزل الأستاذ - رصد العربة الديبلوماسية اللي كانت تتردد على منزل الأستاذ ،، فكون إنطباع وبدأ يهاجم به الأستاذ محمود باعتباره صهيونياً وعميلاً لجهات خارجية وغيره من كلام واتهامات غير مؤسسة!.
    أما بالنسبة لممثل البابا فقد طلب التعرف على الأستاذ ومناقشته، فدعاه لمقر السفارة بالخرطوم بحري ،، رافقت الأستاذ محمود عليه الرحمة لمقر السفارة ولا أذكر من رافقنا من الأخوات ،، ربما إبنته أسماء أو بتول مختار ،، المهم تمت المقابلة وأتذكر أنو ممثل السفارة تحدث باللغة الانجليزية وطرح أسئلة ، هنا التفت لي الأستاذ محمود طالباً الترجمة! ،، قلت ليهو يا أستاذ إنت على دراية باللغة الانجليبزية ، إلا أنو أصر على الترجمة! ،، فأصبح يتحدث بالعربي وأنا أترجم بالانجليزية والعكس ،، وأنا أعتقد أن الحوار موجود لدى الفاتيكان بس مافي شئ موجود لدى الجمهوريين !.
    * إنت متأكد أنو الفاتيكان يحتفظ بالحوار ده؟.
    + في الواقع أظن ذلك ،، وما أنا متأكد منو أكتر أن الفاتيكان يحتفظ بجميع كتب وإصدارات الأستاذ محمود محمد طه!. وبالمناسبة فالفاتيكان من بين من عارض إعدام الأستاذ محمود محمد طه وحاولوا مع الحكومة والنميري ،، وطبعاً ما كان ممكن إيقاف القتل لأن ما حدث في تلك الأيام كان جنون ،، كان نميري زي الكلب السعران!.
    * هل سافرت معاهو للأقاليم؟!.
    + نعم ،، سافرت معاهو ،، مرة لمؤتمر كان في رفاعة، في الحقيقة شاركت في مؤتمرات كتيرة للجمهوريين من ما إنضميت ، برضو مشيت مع الأستاذ إلى أربجي وكان الفترة ديك بكتب في كتاب "تعلموا كيف تصلون" ،، ده كان حوالي عام 1969 ،، وزرت معاهو أضرحة لأولياء صالحين من المتصوفة في مناطق الجزيرة ،، وبراي قمت برحلات لكسلا والقضارف وبورتسودان وعطبرة لزيارة الجمهوريين في المناطق دي للتعرف عليهم عن قرب ،، من بينهم كان الأستاذ عثمان محمد المصطفى " عثمان الجعلي" وهو والد الأخت إقبال وإخوتها ،، وفي الفترة ديك كان في بورتسودان وهو من الجمهوريين القياديين المعروفين هناك.
    * بوجودك خارج السودان فيما بعد هل تعرفت على إخوة جمهوريين قياديين؟
    + قابلت أخ جمهوري معروف هو الأخ كرومة في أبو ظبي بعد إستشهاد الأستاذ محمود حوالي عام 1989.
    * هل بتتذكر محكمة الردة الأولى للأستاذ عام 1968؟
    + أنا جيت للجمهوريين بعد المحاكمة دي مباشرة بس قريت كتير من الكتب والبيانات اللي صدرت للجمهوريين حول الموضوع ده.
    * في بدايات تعرفك على الأستاذ والجمهوريين هل لمست أو لاحظت تهافت منهم للتقرب ليك وبالتالي تجنيدك في تنظيمهم؟!.
    + هل تصدق إنو ما كان في حاجة زي دي ولا عندي إحساس ولو بسيط بخصوص الموضوع ده؟ ولا حتى بالنسبة للأستاذ زاتو. الناس ديل خلوني على سجيتي زي ما بقولو ،، ما كان في تهافت !.
    * .........!
    + أنا كنت بطرح ليهم بعض الأفكار حول المسيحية كتحدي ،، بالذات للمجموعة الجامعية ،، مثلاً في الكنيسة كان في كلام كتير عن القيادة ، لأنو الكنيسة في الوكت داك كانت بتواجه مفاهيم جديدة حول القيادة ،، فطرحت ليهم موضوع القيادة كمفهوم عند الكنيسة ، فتم تناول الموضوع في وحدة الجمهوريين بالجامعة ، وتطورت المناقشة على المستوى الأكبر بعد أن شارك الأستاذ محمود بنفسه وأدلى بدلوه في الموضوع! .
    * مما يعني إنك كنت متفاعل معاهم فكرياً من خلال مواقفك الكنسية السابقة ؟!.
    + نعم بالضبط وما شعرت بأي تعارض في بعض المفاهيم خاصة الجديدة!.
    * هل ساهمت تنظيمياً في أنشطة الجمهوريين ،، أركان النقاش في الجامعة وخارج الجامعة ،، توزيع الكتب ،، رحلات جماعية وخلافه؟!.
    + وزعت كتب وشاركت في أنشطة ،، بس ده ما كان موضوعي .
    * بمعايشتك للجمهوريين والجمهوريات تحديداً ما لاحظت جمهورية معينة مثلاً لفتت إنتباهك بشكل أو آخر ،، تعلقت بيها أو أبدت إعجاب بيك وإنت في فترة الصبا والشباب في تلك الفترة؟!.
    + بالعكس ما تمت حاجة زي دي رغم إنو علاقتي بالجمهوريات كانت مفتوحة وفي أوساط الجمهوريات بنات جميلات ومرغوبات كزوجات ورفيقات ،، علاقتي معاهم كانت في إطار إنو أخوات بمعنى الكلمة ،، يعني شعرت بمسؤولية أجتماعية نحوهن ،، في محبة أخوية وتبادل إحترام وتقدير ،، بعدين لاحظ أنا لمن غادرت السودان لسع كنت بهيئ في نفسي ،، في مرحلة تأهيل لنفسي ،، والعقل لسع ما نضج ولا أستقريت إجتماعياً ولا وظيفياً ،، وفي الوكت داك كلنا كنا بنتكلم عن عودة المسيح ،، أنحنا ما كنا بنتكلم عن الزواج ،، مطلقاً!.
    * إنتو منو؟!.
    + الجمهوريين! .
    * والمفهوم ده جاي من وين بالضبط ، وهل دي فلسفة وأفكار الكنيسة برضو أم الجمهوريين وحدهم؟
    + أبداً ،، الجمهوريين فقط ،، لأنهم كانوا في مرحلة إنتظار المسيح! والكلام ده كان في مرحلة معينة والموضوع ده إتغير بعدين والناس إتزوجو وأنجبو وكده!. بس المفهوم كان سائد في فترة ،، وأنهم في انتظار المسيح لحدي يوم العرس!.
    * المفهوم ده أصلاً جاي من وين ،، غرسو فيهم الأستاذ؟
    + لا ،، أبداً ،، المفهوم ده تطور كده على مستوى بعض الأفراد وقناعاتهم ،، أنا مثلاً ما طرحو ليا زول بس أنا قبلتو كده!.وهناك ملاحظة في الموضوع ده ،، تجد بعض مجموعات قيادية للجمهوريين ولهم مكانتهم واحترامهم وسط المجتمع بشكل عام ، مش بس وسط الجمهوريين ،، تلقاهم بحملو آراء تتعلق بموقف من الزواج!.
    [email protected]
                  

02-10-2020, 08:26 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (السابعة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 06 شباط/فبراير 2014
    الزيارات: 6450

    * زي منو من الجمهوريين اللي كان عندهم آراء تتعلق بالزواج مثلاً؟!.
    + زي الأستاذ سعيد الطيب شايب وجلال الدين الهادي ،، ديل حسب علمي ما إتزوجوا حتى رحلو عليهما رحمة الله ،، وسألوهم حول موقفهم من الزواج فأكدوا – حسب علمي – أنهم ما بتزوجوا حتى مرحلة ظهور المسيح!.
    * طيب عندي سؤال أرجو أن تفهمه في إطار الحوار وتداعي الأسئلة والأجوبة ،، هل على المستوى الشخصي تحس أنو عدم زواجك نتيجة لظلال ما وتأثير في ما يخص الموقف من الزواج عند بعض الجمهوريين؟!.
    + ممكن .
    * ولو أردنا إجابة قاطعة؟!.
    + برضو بقول ليك ممكن جداً ،، بس أنا ما حصل يوم قلت فيهو ما حا أتزوج ،، ما عارف ، إحتمال لو لقيت من تناسبني لساعدت في محو الظلال اللي أشرت ليها دي!.
    * بالتالي الموضوع ليس قناعة فكرية مرتبطة بظهور المسيح ،، إنما موقف شخصي؟!.
    + برشو ممكن وممكن جداً!.
    * تاريخياً يا يوسف جورج هل هناك مسيحيين غيرك دخلوا الاسلام عن طريق الأستاذ محمود محمد طه والفكرة الجمهورية؟!.
    + حسب علمي نعم ،، في واحد أمريكاني إسمو عبد الله إرنست ،، وواحد تاني أسترالي هو شيخ عمر كإسم بعد إسلامو والاسم المسيحي كان جون أو شئ من هذا القبيل ،، بحثنا عنه وما قدرنا نلم فيهو. ،، ديل بكونو جو من خلفيات تانية ،، عن طريق التعرف على مسلمين آخرين ،، بس قابلوا الأستاذ محمود وقبلوا أفكارو. الأمريكاني قابلتو وهو إنسان فاضل جداً وإنسان بشوش ، هو كان أسود اللون للتعريف أكتر.
    * في رأيك ، محمود محمد طه وبأفكارو الفلسفية اللي كان بيحملها، أهو أقرب للمتصوفة والفلاسفة الاسلاميين البارزين من أمثال الحلاج و ابن رشد وابن عربي والمتصوفة الآخرين في أوساط السودانيين تحديداً ،، أم في اعتقادك إنو محمود أقرب للسياسيين كمفكرين منه إلى المتصوفة الفلاسفة؟!.
    + لو مسكنا لب الموضوع فإن منهل الأستاذ محمود – ومش منهج الأستاذ محمود – هو جاي من خلفية صوفية ،، لكين لمن هو طلع بالمفاهيم الجديدة في الاسلام ، قال " لن تصبح الملل الملل ، وتصبح الطرق الطرق ،، يعني الملل كلها ما أصبح ليها معنى والطرق زاتا إنقفلت وما أصبح ليها غرض!.
    * بما عندو من قدرات فكرية متقدمة، هل تعتقد إنو أضاف لهؤلاء؟!.
    + هو بيستشهد بكل المتصوفة اللي إنت قلتهم !. بعدين أنا أشرت ليك إنو لمن زرنا رجال الطرق الصوفية ،، هو كان وكأنو بيخاطبهم في البرزخ! ،، وكان بيشير ليهم كونهم برزخيين ! ،، وبتزكر إنو سألتو مرة قلت ليهو يا أستاذ بتقصد شنو بالبرزخ والبرزخيين؟! ،، قال ليا في مجال روحي ما بين حياتنا دي والحياة الآخرة ! ،، يعني حاجة " In between " لو عاوز تشوف البرزخ ده عبارة عن شنو! ،، قال ليا في حاجات بتحدث في البرزخ أنحنا بنشوف نتيجتا هنا!. وقال ليا في حروب بتحصل هنا لأنو في اختلافات في البرزخ. وبوجودك الدائم قرب الأستاذ محمود تحس إنو وكأنو عندو مخاطبة مع البرزخيين ديل ،، مع الصوفية اللي إنت زكرتهم ،، وبيتكلم كأنو بعرفهم معرفة شخصية ، كأنو على معرفة لصيقة بيهم على المستوى الشخصي!.
    * هل كان الأستاذ محمود يسعى للسلطة السياسية لتطبيق أفكاره ، هل كان يخطط لادارة وقيادة دولة بمفاهيمه مثلاً؟!.
    + في الفترة الأولى خالص كان في أهداف سياسية وكان يوجد حزب ،، الحزب الجمهوري، بس في الفترة الأخيرة فكل هدفه كان التسليك، تسليك أتباعو.
    * هو – إن صح التوجه – كان يسعى لإقامة منابر حرة تطرح نفسها للشعب والشعب يختار الأصلح من بينها وده قمة الديمقراطية بالمفهوم العام!.
    + وشعار جريدة الجمهورية وكيان الجمهوريين وما يزال هو "الحرية لنا ولسوانا" وحتى أنه كان يدعو للحوار مع الأخوان المسلمين وكل الكيانات الاسلامية والسياسية الأخرى.
    * الوعي بضرورة طرح الأفكار عن طريق حزب سياسي أو كيان تنظيمي ينظم عضويته لتبشر ببرنامجها الفكري في أوساط الجماهير ، وهو ما كانه الحزب الجمهوري اللي أسسه الأستاذ وناضل به ضد الاستعمار، ولم يتوقف نشاطه إلا بعد حل الأحزاب السياسية مع إنقلاب مايو 1969 ، ومفهوم إنو وبذكائه حاول أن يبقي على الفكرة في فترة حل الأحزاب بتغيير التكتيك، وغير الاسم من حزب إلى جماعة للترويج لأفكارهم، ولكن الشاهد أنو وبعد الاعدام تلاشى عنفوان الجمهوريين وتقوقعوا حول ذاتهم وضربوا ستار نفسي وروحي حول ما تبقى من جسدهم التنظيمي بعقلية الحفاظ على النوع إن صحت التسمية! رغم أن الأستاذ نفسه يؤمن إيماناً قاطعاً بأن الأفكار هي التي تبقى وتتطور وأن الأجساد هي التي تفنى،، ونفس نمط التفكير تجده عند شخصيات ضخام في التاريخ الانساني من التي لعبت دوراً في الترويج بأفكارها وسط الجماهير.
    + أنا هنا ما بقدر أرد بتفصيل لأنو زي ما ذكرت أنا كنت هنا من أربعين سنة، لكن شعرت بعد إعدام الأستاذ محمود حصلت بلبلة ، حصلت وقفة ، مش تراجع ،، نعم رغم إنهم استمروا بالهدف الأساسي وهو التسليك، لكن شعروا أن الهدف السياسي ما ليهو مكان في الوكت الحالي، وحتى في فترة الحزب السياسي فالسلطة أصلاً ما كانت هدفنا، لأنو حتى لو استلمنا السلطة مثلاً فالسلطة حا تتحول لهدف ، وعندك تجربة الأخوان المسلمين الحالية مثلاً!، والمهم أن يكون في أمة صالحة في المجتمع ، وكانت زي النصيحة دي مضمنة في المنشور الشهير "هذا أو الطوفان"، يعني في لبها كانت نصيحة بشكل أو آخر للحاكم وللسلطة السياسية المسيطرة ، لكين الحاكم ما نظر للمسألة كده!.
    * إنت رأيك شنو فيما يخص الدعوة بالعودة لتأسيس الحزب الجمهوري، وفيما يخص موضوع الانتظام في كيان تنظيمي يوجه الأفكار ويروج ليها في أوساط الجماهير والانتقال لعمل سياسي ملموس يلتقي مع القوى السياسية الأخرى في الساحة اليوم أو مستقبلاً، باعتبار أن الجمهوريين يحملون فكرة سياسية في نهاية الأمر، زيهم وزي الأخوان المسلمين ؟!.
    + أديني فرصة لبلورة تفكيري للرد ،، في إطار الرسالة التانية من الاسلام ممكن يكون في نشاط سياسي باسم الحزب الجمهوري، وما في داعي إنو ينتظم فيه كل الجمهوريين لوحدهم، بمعنى أن يكون نشاط الحزب ضمن أنشطة الفكرة الجمهورية، بمعنى يكون شعبة ضمن شعب الفكرة الجمهورية ولا غضاضة في الجلوس مع القوى السياسية الأخرى والتنسيق معها في إطار الطرح السياسي للموضوعات اللي بتشغل الناس.وممكن نكون جزء من النظام الحاكم مستقبلاً لمن تتوفر الديمقراطية، أو نبقى ضمن المعارضة على المستوى العام، فالفكرة الجمهورية هي عالمية والاسلام برسالته الثانية يصلح لكل زمان ومكان، وبيصلح للسودان في المقام الأول.
    * خليني أطرح السؤال كالآتي،، إذا كان الاسلام برسالته الأولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين، الآن نحن في الألفية الثالثة ، في القرن الواحد وعشرين، فهل المفاهيم الفكرية التنظيمية ،، الوسائل ،، المحمول أو قل الوعاء التظيمي للجمهوريين، أتصلح كلها لانسانية القرن الواحد وعشرين ،، كما تصلح فكرتها، أولا يوجد تناقض بين الشكل والمحتوى ؟
    + تعرف السؤال فعلاً حساس ،، وأتفق معاك إنو التطور يجب أن يكون مستمر، نعم الأشياء تتغير وغير ثابتة، في تطور بطئ وفي تطور سريع ، الما بتغير هو الله سبحانه وتعالى ، أتفق معاك في أشياء لازم يعاد النظر فيها، في مفاهيم لازم تتم مراجعتها،، إذن لابد من أن يتم ده من خلال عضوية الجمهوريين داخل إطارهم وكياناتهم التنظيمية.


    [email protected]
                  

02-10-2020, 08:41 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الثامنة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 09 شباط/فبراير 2014
    الزيارات: 6480


    * خليني أقرب ليك المعاني المتعلقة بالسؤال حول الكيان الحزبي للجمهوريين أكتر ،، إذا كان تفرق أبناء الفكرة الجمهورية أيادي سبأ بعد الاستشهاد الباسل للأستاذ محمود، واستوعبت بعضهم أحزاب وتنظيمات سياسية حديثة، وضرب بعضهم فيافي الابتعاد والصمت القاتل، في ظل بلبلة فكرية وتنظيمية ، ألا يحق للجمهوريين بإعادة " لملمة " لحمة هولاء الأبناء عن طريق إعادة تجميعهم ووضع الثبات واليقين في أفئدتهم لطمأنة بلبالهم بعد غياب زعيمهم، وإعادة الثقة في نفوسهم في كيان أوسع ماعوناً وتلاقحاً وانفعالاً مع مستجدات الوطن الجريح والأخذ والرد مع مكوناته الحية ؟!.
    + أكيد بس ما تشير له لازم يحصل على مستويين ،، لابد من طرح يأتي من الأفراد والجماعات التي تنادي بمثل هذا التطور ،، ولازم يتم طرح وبلورة لمثل هذه الأفكار الجديدة، والأفكار الجديدة بتجي من الأجيال الجديدة ،، ياخي لو مسكنا موضوع الخفاض الفرعوني واللي كان من أولى قضايا الجمهوريين وسط الجماهير، ده لوحده ممكن يشكل برنامج سياسي، والناس تتخذو مدخل للعمل وسط الناس، خليك من بقية الموضوعات،، والموضوع ده كان شاغل الجمهوريين في فترة من الفترات وأثر جماهيرياً ، وده بالضبط اللي أنا شغلني في الفترة الأخيرة وأحاول به تطوير عملنا! .
    * طيب إذا وجدت قوى أو جماعة أو أشخاص بعينهم داخل كيان الجمهوريين برفعوا شعار إعادة تأسيس الحزب الجمهوري وتسجيله لدى مسجل الأحزاب، بشكله السياسي في الساحة السياسية السودانية عشان ما يتلاقح مع القوى السياسية الأخرى، ما هو رأيك ؟.
    + زي ما قلت ليك الفكرة الجمهورية باعتبارها فكرة تسليك للأفراد والجماعات وبالتالي لا تتعارض مفاهيمها الدينية الفكرية مع توجهاتها السياسية ،، وممكن أن يتفرغ قادة بعينهم للجبهة السياسية وآخرين من القيادات المقتدرة لقيادة الجوانب الروحية والفكرية للآطروحات الجمهورية وأنا مع تطوير الفكرة بمثل الطرح والمفاهيم الجديدة دي.
    * بمناسبة التسليك ،، كيف تطبق أفكار الجمهوريين على واقعك هنا في أستراليا ؟!. بأي كيفية على المستوى الشخصي وعلى مستوى مجتمعك الآوروبي هنا؟!.
    + أينما مشيت فأنا جمهوري ،، و من خلال وجودي تعلمت كيف أتطور في نطاق الفكرة الجمهورية، تعرفت على فكرة إسمها مبادرة التغيير " Initiatives of Change " ،، لقيت عندهم أشياء بتساعدنا نحن كجمهوريين ، تعيد صياغة تفكيرنا وتركيزنا ونمشي لقدام. عندهم أسلوب - وانحنا بنتكلم عن التوحيد - أسلوب يساعد إنو إنت كل يوم بتتقرب من ربك ،، كل يوم بعد صلاة الفجر تقعد عشان تصفو لربك ،، وبترتب أفكارك ويومك وبتصفي الأشياء السالبة ،، يعني إزا بتكره زول ممكن تشوف الطريقة البتصفي بيها خلافك معاهو ،، وإجابات شخصية بتكتبا عشان ترتب أولوياتك ،، باقي يومك إنت فاضي لربك ،، سواء إنت بتسوق أو في مكتبك، والتفرغ ده ما معناتو إنك ما عندك شغل ،، وظيفة ،، عمل ،، مش متفرغ بشكل سلبي للعبادة! ،، ودي الفكرة الجمهورية نفسها. هذه المنظمة هي إلى حد بعيد بتتلاقى مع أفكار وأطروحات الجمهوريين وإلى مدى كبير ساعدتني.
    * الأستاذ محمود إعدم ليه في رأيك ؟!.
    + لأنو في سوء فهم وسوء نية ،، سوء الفهم بنتشر بسرعة أكبر من حسن الفهم ،، قالوا ما بصلي ودي بتنتشر زي النار في الهشيم ، دونما أي تحقق ،، رغم إنو أصدر كتابو " تعلموا كيف تصلون " وكتابو " لا إله إلا الله" ، وكونو يقول الرسالة الأولى في الاسلام لاتصلح لانسانية القرن العشرين ، وأنو الرسالة التانية من الاسلام تصلح لكل زمان ومكان ، فأصبح سوء الفهم ناتج من عدم وعي بما قاله وما كان يقوله وأتو بتفسيرات غير أساسية في الاسلام نفسه ليدينوهو بيها ، لمن تجي تحلل موضوع الردة ده ، الردة ما شئ أساسي في الاسلام ، النبي نفسه عليه الصلاة والسلام ما حكم بالردة على زول ، ما بعرف موضوع الردة ده جا متين بالنسبة للمجتمع الاسلامي ، نجي لسوء النية ولأنو الناس اللي بدعو للاسلام ما عايشين الاسلام وبقرو كلام وإمكن ما فاهمينو حتى ، ولذلك يحكموا على الناس بأحكام تخليهم يسيطروا على الحكم الدنيوي، ولذلك حكموا على الأستاذ، وده جوهر تخلصهم منه، جاء بمنهج جديد في الاسلام فيما يخص التوحيد ، وهو يذكرهم دائماً بالصدق، وده شئ بيضايق واحد قاعد في كرسي السلطة وهو يعلم إنو بيكذب!.
    * وبالتالي الأستاذ محمود كشف وعرى أمر تسلط هذا الحاكم ومراميه باسم الدين وأنو بالنسبة للحاكم ليس فيه صدق إنما تسلط لأغراض الدنيا وحسب!.
    + وهذا صحيح ،، وأنا هنا حا أقول ليك كلام ما قلتو لشخص قبل كده وبقولو كمسلم وليس كمسيحي سابق ،، وممكن تنشرو ،، يوجد شبه شديد جداً بالمناسبة بين المحاكمة الآخيرة اللي دفعت بالأستاذ محمود لحبل المشنقة وبين محاكمة المسيح قبل الفين سنة! ،، في محاكمة المسيح كان في مؤامرة من المجلس بتاع اليهود، عضويته 72 شخص وقانونهم أنهم لا يعدمون شخصاً إذا أجمع الاتنين وسبعين على إعدامه ،، يعني الاعدام يتم بسبعين وإتنين معارضين! ،، في إتنين تابعين للمسيح سرياً، ولمن أجري التصويت طلع التصويت سبعين لاتنين ،، فالمجلس الأعلى بتاع اليهود قرر التخلص من المسيح بأي كيفية، زمن حكم الامبراطورية الرومانية في الفترة ديك ، وهذا التخلص من المسيح بالصلب يشبه التخلص من الأستاذ بالشنق!، وفي الحقيقة تم التحكم من السلطة السياسية لتتم الادانة دينياً ،، بس هي في النهاية تصفية سياسية للخصم!.
    * طيب ،، أولا تعتقد ولسخرية القدر إنو التطليق اللي بنادوا بيهو من زوجة الأستاذ اللي حاولوه في الحكم الأول على الأستاذ عام 1968، إنو ووجهت بيهو شخصيات إسلامية مستنيرة أخرى في المنطقة العربية كالأستاذ المصري الراحل د. نصر حامد أبو زيد وهو أزهري مستنير ، كانت له طروحات فكرية غاية في الاستنارة والانفتاح الذهني، كونه كان يقارع الحجة بالحجة الدينية لشيوخ وأأمة الأزهر المنغلقين والقوى المتخلفة في المجتمع المصري وممثلي الاسلام الرسمي ، فتربصوا به ليحكموا عليه بالردة وتطليق زوجته الأستاذة الجامعية منه، مما اضطرهما هو والزوجة معاً للهروب والعيش بهولندا ليرحل فيما بعد بمرض السرطان اللعين!. مع أن واقع الحال كان يفترض ومع تقدم القرن العشرين أن تسود وتفضي المفاهيم المستنيرة بالأمة الاسلامية إلى براحات التقدم والاستنارة والوعي من عام 1968 وحتى دخول البشرية إلى تقنية الألفية الثالثة وتطور مفاهيم إنسانها!.
    + دي فعلاً من سخرية القدر ، والناس المتحكمين في مصائر وأفكار الناس لا يرون أي سخرية في الموضوع ده!.
    * كيف استقبلت إعدام الأستاذ هنا في أستراليا؟.
    + سمعت بإعدام الأستاذ محمود عن طريق الراديو، وتم تصويرنا كسودانيين بالمناسبة، باعتبارنا دولة في غاية التخلف والجهل! ، فطبعاً دي كانت صدمة كبيرة ، وكان في Depression ومجموعة تساؤلات ، عرفت إنو كان معتقل فأطلق سراحه لفترة بسيطة ، فأصدر في الفترة دي المنشور المشهور "هذا أو الطوفان" وعلى أساسه أُعتقل مع أربعة من الأخوان الجمهوريين، وطبعاً ممكن تشم رائحة التآمر والوقيعة في إطلاق سراحه ليعيدوا اعتقاله بتهمة المنشور! ،، عرفت أن الأستاذ عبد اللطيف ضمن المعتقلين الأربعة وهم برضو كانوا مواجهين بالردة ، وبحكم أن الأستاذ عبد اللطيف هو صحفي، إتصلت بمجهود شخصي بمنظمة أمريكية تدافع عن الصحفيين عالمياً في الامتناع عن إعتقالهم أو تعذيبهم ، كما اتصلت بمنظمات أخرى كـ "Amnesty International "، وضمن من اتصلت بيهم نقابة دار الهاتف الأسترالية فوفروا لي مجموعة اتصالات هاتفية مجانية بخصوص المنظمات العالمية بالتنسيق مع من بالداخل في السودان!. عموماً ورغم الصدمة إلا أنو ده ما أثر فيني من الناحية الفكرية كونو الأستاذ أعدم وبالتالي ما جاني إحساس إنو الفكرة ماتت ومفعولها إنتهى! .
    * هل بتفتكر إنو ما كان في أي إمكانية لانقاذ حياتو؟
    + قبل الرد على السؤال لازم أوضح إعتذاري لجميع أخواتي وإخواني الجمهوريين والجمهوريات ،، أنا ما بتهم زول. بالنسبة للأستاذ محمود محمد طه ما كان ممكن يطلع من السودان ، وما كان ممكن ما يصدر بيان بعد خروجه من السجن ، ده الأستاذ محمود أمام نفسو وصدقو ،، وبعدين ما ننسى إنو رغم عمره اللي امتد لستة وسبعين سنة إلا أنو شخصيتو كانت قوية جداً، يعني سنة 1951 وقف في وسط جامع أم درمان وما كان في شئ بيهددو وقال ليهم بصوت عالي إنو الاسلام برسالتو الأولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين ، فيبقى الأستاذ محمود ما كان ممكن يقبل أن يهرب خارج السودان أو يختفي داخل السودان ، طيب نجي لأخوانا الجمهوريين ، مع كل ما عُرف به الأستاذ محمود ما تصرفوا بسرعة ، كتفكير استراتيجي أو تفكير عسكري حتى لحماية الأستاذ وإقناعه حتى بضرورة التحسب لأي مكروه!، من ناحيتي كنت حا أسعى لاحضاره هنا أو أي مكان آمن وده تفكير عقلاني جداً رغم إنو من الناحية الموضوعية زي ما أشرت وبشخصية الأستاذ ما كان حا يقبل وحا يصر على المواجهة!.

                  

02-10-2020, 09:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (التاسعة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 15 شباط/فبراير 2014
    الزيارات: 6296

    * واحد من سؤالين قبل سؤال الختام ،، وخليهو سؤال يكسر صرامة الجدية والتعسيم في الحوار ده! ،، الشيوعيين بنادوا بعضهم البعض يا زميل ويا زميلة ،، كذلك الأنصار بقولو الحبيب والحبيبة ،، وكذا الاتحاديين " الشقيق والشقيقة ،، والأخوان المسلمين بقولو أخونا في الله أما البعثيين والفوميين العرب بقولو يا رفيق ،، واقترح أحد ظرفاء اللاجئين السياسيين السودانيين بأستراليا وهو الراحل حسن خضر أن ينادي أعضاء تنظيم حق بعضهم البعض قائلين "يا فردة" باعتبارهم قوى جديدة! ،، إنت أشرت إلى أنو الأستاذ عندما طرحت عليهو سؤال من أنت أجابك قائلاً : "أنا مرشد وزميل طريق"، إذن لماذا ينادي الجمهوريين بعضهم البعض بكلمة أخ وأخت ،، ليه ما يا زميل وزميلة؟! ،، ده مش موضوع شكلي ،، بل ممكن ناخدو في إطار مضامين إنسجام وتلاقح الشكل باالمحتوى أيضاً؟!.
    + أولاً مافي تشابه بين الأخوان الجمهوريين مع الأخوان المسلمين ،، بالنسبة لينا في المجتمع الجمهوري إخترنا كلمة الأخوان لأنو فعلاً في أخوة حقيقية ،، يعني أنحنا حقيقة بنحب بعضنا البعض رغم وجود خلافات بيننا ولكنها ثانوية ،، في محبة وفي علاقات على مستويات إنسانية أخرى ،، في إهتمام ببعضنا البعض كجمهوريين ، ماعندنا تنافس حول المناصب في التدرج داخل مجتمع الجمهوريين ،، كلنا متساوين ،، نعم حصل إنو في واحد أو إتنين من الجمهوريين إعتقدوا إنهم وصلوا ،، وأصدروا مجموعة تصريحات لكين في الآخر ما بقوا في الدائرة دي ومشوا.
    * ممكن تطرح أسماء بعينها ؟
    + أعفيني من الاشارة للأسماء!.
    * المشكلة وين ؟
    + ما راغب !.
    * ما راغب ولا متحفظ لأسباب؟
    + في الحقيقة متحفظ عشان الموضوع خلاص إنتهى وأصبح ما ليهو قيمة !.
    * طيب هل كانوا عاوزين يساووا أنفسهم مع الأستاذ مثلاً في درجة صلاة الأصالة عندما إدعوا إنهم وصلوا ؟
    + مش بالأستاذ ولكن بالآخرين من العضوية!.
    * ده كان قبل إعدام الأستاذ ولا بعدو ؟
    + لا قبلو ،، قبلو بكتير !.
    * أوكي.
    + المهم إنو الأخوة عندنا بمعنى المحبة والعندو مسؤولية ده بكون عندو مسؤولية خدمة للجماعة وليس هيمنة أو تباهي.،، مسؤولية إهتمام بالناس وقضاياهم الخاصة ،، الأستاذ محمود كان بهتم بكل قضايا ومشاكل الناس ،، إنت لمن تقابلو وتقعد معاهو بكون عارف قصتك كلها ،، المهم نحنا بنحس وكأننا داخل عائلة كبيرة بأكثر مما إنو موزعين في مناصب وكل واحد أحسن من التاني، وداخل مجتمعات الجمهوريين نحن عائلة كل واحد فيها متوفرة ليهو الحرية الكاملة عشان يعبر عن نفسو ،، الأستاذ محمود كان كدة وكان بيدي الفرصة لكل واحد عشان يعبر عن رايو بحرية ودون حجر على رأي مهما كان ،، عشان كده كلنا بنحس إنو أنحنا متساوين وما فينا كبير على الآخرين اللهم إلا بالتقدير والاحترام .
    * ألم يهتز هذا الاحساس بالأخوة بعد إعدام الأستاذ بدليل خروج البعض عن الفكرة ؟!
    + صيح حدثت إهتزازات ،، وصحيح إنو البعض مضى وتركنا ،، بس الأغلبية ظلت موجودة ومتماسكة!.
    * سؤالي الأخير ،، أما كان بمقدورك إنت على المستوى الشخصي العمل على إنقاذ الأستاذ إذا فعلاً أن هؤلاء الناس حا يعدموه لأنه كفر ،، وده افتراض طبعاً ،، مثلاً عن طريق اتصالك ولو بالأستراليين والاعلام على كافة المستويات ، إعتماداً على أساس إن كان الحكم بالاعدام نتيجة لكفره وارتداده فكيف تقاضون شخصاً بمثل هذا الحكم وهو على الأقل من ساهم في إدخال مسيحي مثلي ومسيحيين آخرين إلى الاسلام ،، أولا يشفع له مثل هذا العمل، والرسول الكريم يقول " لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " !.
    + صدقني ،، لو كنت أعلم ومتابع الأحداث ، ما كنت حا أتردد في هذا العمل ،، زي ما قلت ليك في الحوار أنا إنقطعت لمدة وما كنت متابع إنو محكمة الردة عادت مرة تانية وما عرفت بالأحداث إلا بعد إعدام الأستاذ للأسفّ. الاعدام سمعتو من الراديو ومصادفة ومن راديو عربتي كمان!.
    * إنت رايك الشخصي شنو؟
    + تعرف لمن كنت بوضح لبعض المسلمين وخليني أطلق عليهم كلمة متحجرين تأدباً ،، لمن كنت بقول ليهم خلفيتي شنو وكيف الأستاذ ساهم في إعتناقي للاسلام وإنو دعوتو قايمة على الاهتداء بطريق الرسالة المحمدية ، الناس ديل بهتوا!.خاصة لمن شرحت ليهم معاني وكيفية الصلاة التي دعانا ليها الأستاذ وشرحها في كتابو "تعلموا كيف تصلون" ، فصل فيهو كل ما يتعلق بالصلاة من مرحلة الوضوء وكيفية آدائه لحدي أدق التفاصيل المتعلقة بالحركات في القيام والركوع والسجود وما يجب أن يقرأ وما لا يجب التفكير فيه أثناء الصلاة وكيفية الحضور الروحي بصدق أمام الله سبحانه وتعالى، فقال لي أحدهم:- لو محمود بقول كل الكلام ده، معناتو هو رجل مسلم فكيف يتم إعدامه بالكفر والردة؟.

    [email protected]
                  

02-10-2020, 09:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48794

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)


    الميدان تحاور تجربته مع الشهيد محمود محمد طه ،، (الأخيرة)

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 18 شباط/فبراير 2014
    الزيارات: 6076




    * شكراً ليك كتير أستاذ يوسف جورج وسعدت بهذه المحاورة الدسمة.
    + ممكن أسألك؟
    * إتفضل!.
    + هل كنت متوقع إفاداتي والكتير من إجاباتي على أسئلتك الممتازة؟.
    * في الحقيقة اندهشت لعمق معرفتك ومدى ارتباطك بالأستاذ الشهيد وإيمانك بالفكرة الجمهورية!.

    + أشكرك وأريدك أن تعرف بإنو علاقتي الشخصية بالأستاذ محمود محمد طه كانت علاقة صداقة وأخوة صادقة في الانسانية عليه رحمة الله. ولهذا السبب لدي رسالة أود تضمينها نهاية هذا الحوار إن سمحت لي!.
    * إتفضل.
    *** *** ***
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة لمن يهمهم الأمر:-
    إكمالاً لهذا الحوار الشيق الذي أجراه معي الأستاذ حسن الجزولي، رأيت أن الواجب أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعب السوداني بكافة ملله، تقديم مخاطبة موجزة لأولئك الذين واللاتي أدانوا الأستاذ محمود محمد طه وأقدموا على تصفيته جسدياً، بدعاوي كفره و وارتداده والحاده وخروجة عن ملة المسلمين، وما يزالوا يرددون مثل هذا الادعاء إلى يومنا هذا.
    أدعوكم إلى أن تصدقوا مع أنفسكم ومع الله عزً وجل، وأن تستغفروا ربكم. إني دخلت الاسلام وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، عن طريق تعاليم ومفاهيم الأستاذ محمود محمد طه للأسلام، ولم أكن أعلم شيئاً عن الاسلام قبل ذلك، وكنت ثابتاً في عقيدتي ولا رغبة لي في الاسلام أو لي أي طموح آخر قبل ملاقاتي للأستاذ محمود ومعرفتي به عن قرب، فتعلمت منه الصلاة وكيفية صحيح تأديتها، وتعلمت منه الصوم وكيفية صحيح تأديته، وتعلمت منه صحيح التوحيد وتعلمت منه طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وأحمد الله كثيراً على كل ذلك.
    لم يقنعني أحد بالاسلام سوى الأستاذ محمود الذي أنكرتم إسلامه وأقدمتم على شنقه، ولم يهديني أحد إلى طريق النبي صلى الله عليه وسلم سوى الأستاذ الذي أنكرتم صحيح إسلامه، ولم يرشدني أحد إلى معاني التوحيد سوى الأستاذ الذي أقدمتم على تصفيته جسدياً. فكيف بكم هذا الأمر وأنتم تدعون المعرفة الصحيحة لقواعد الدين الاسلامي؟.
    وبما أنكم حكمتم على مسلم صحيح كالأستاذ محمود محمد طه بالردة وشنقتموه، فإن الواجب الاسلامي والانساني والتصافي النفسي والروحي يحتم عليكم النظر إلى أنفسكم بعد كل هذه السنوات في أعقاب واقعة إعدامكم للأستاذ. وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسور.
    أدعوكم للعودة إلى ربكم قبل اليوم المشهود، فتدانون بمثل ما أدنتم، ساعة لا مجال لاستغفار أو تصحيح أو تبيان، ودعوتي لكم بإعادة النظر للتبصر حول تلك المحاكمة الجائرة، ليس من وجهة النظر القانونية السياسية والانسانية، فتلك مهمة قد تصدت لها هيئة قضائية عليا موقرة ونظرت فيها بعد الاستئناف المقدم من كريمة الأستاذ محمود، الأستاذة أسماء، بعد أن توفرت الأسس السليمة لقواعد القانون وحيدته ونزاهته في أعقاب هزيمة واسقاط الحكم الديكتاتوري العسكري للطاغية جعفر النميري وأتباعه،. ولكن دعوتي لكم من وجهة النظر الاسلامية الشرعية، حيث سؤالي المحوري هو كيف تحكمون بالردة والاعدام على مسلم ساهم بشكل مباشر في هداية مسيحي وإدخاله إلى الدين الاسلامي ليصطف ضمن أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المتحدث إليكم يوسف جورج سليمان، فكيف تكون الشفاعة للأستاذ محود محمد طه يا ترى في عرفكم؟.
    هذا وإن لم تراعوا الحق الواجب وتواجهوا أمر ندائي هذا كمسلم – ولا أحد فيكم جميعاً يستطيع إنكار إسلامي أو التشكيك في قوته - في الدنيا فسيواجهكم الله عزً وجل في الآخرة. وسأكون عليكم شهيداً يومئذ ولات ساعة ندم ،، فقد آن الآوان لمواجهتكم جميعاً بكلمة الحق. فاصدقوا يرحمكم الله.
    ألا هل بلغت؟ ،، اللهم فاشهد!.
    والسلام عليك ورحم الله وبركاته
    مقدمه
    يوسف جورج سليمان


    [email protected]
                  

02-11-2020, 00:49 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من يوسف جورج إلى السودانيين .. من سيد (Re: Yasir Elsharif)

    دكتور ياسر...
    يا سلام عليك ياخي... إنت دائما حاضر ودايما موثق... يعجبني عندك هذا التدفق الدائم بالخير والمعارف والفنون، من كل لون..

    يوسف جورج فجأة اتصل علي، فأسعدني اتصاله وتحدثنا حديثا ممتعا وطويلا... وهو قد قام بهذا التوثيق بناءا على طلب الأخ عبدالله البشير بغرص عمل وثيقة أكاديمية توزع للمؤسسات اكاديمية والجامعات... ولكن لم يأت التسجيل ولا الصوت في المستوى المطلوب ... وسألني إن كان بالإمكان معالجته فنيا، فكان هذا المقطع...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de