بخت الرضا: بتهوفن تشوف ايقاييب ما تشوف كتبه عبد الله علي إبراهيم

بخت الرضا: بتهوفن تشوف ايقاييب ما تشوف كتبه عبد الله علي إبراهيم


06-04-2022, 08:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1654370063&rn=0


Post: #1
Title: بخت الرضا: بتهوفن تشوف ايقاييب ما تشوف كتبه عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 06-04-2022, 08:14 PM

07:14 PM June, 04 2022

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






سبق لي القول مراراً أن معهد بخت الرضا كان حاضنة للمهمة الاستعمارية كبعثة للتبشير كما أنها بعثة للاستغلال الاقتصادي. وككل مبشر بدأت بخت الرضا بافتراض أن توجهت له بالتعليم حالة من "الخلاء الثقافي" أو حامل ثقافة صح تطهيره منها لخطرها عليه. ولا أعرف من عبر عن عقيدة الخلاء الثقافي هذه مثل عبد الرحمن الخليفة في رسالة غير منشورة قال فيها إن الإنجليز سنوا لنا قوانين أول عهدهم لا كناس بلا قانون بل كناس بلا أخلاق. ولا أعرف من تنزل بعقيدة الخلاء الثقافي مثل قريفث، مؤسس المعهد في 1933، في كتابه "تجربة في التعليم" (1952). فقال فيه بغير حرج إنه رأى من تلاميذه فقر مجتمعهم في الثقافة ليخص خلوها من الموسيقي والفن بالذكر.
وأعرض لكم هنا كلمة سلفت لا عن حضور الموسيقي في حياتنا، بل خطرها الرمزي في ثقافتنا. وتناولت فيها الخطاب السياسي والثقافي الذي دار حول عزف وتر “ايقاييب" بين الهدندوة والبجا ويدور.


جاء في رسالة من عوض الباري محمد طه إلى “التيار” فقرات من الصلح الذي جرى التوقيع عليه بين زعامات شرق السودان في نحو 2019 أو 2020. ومنها التنصيص على التزام كل الأطراف ب”إيقاف العدائيات بما في ذلك الإعلام والسوشيال ميديا والموسيقى المثيرة والأغاني التي تدعي ملكية الأرض وإثارة الفتنة”. ولولا أنني بحثت في نحو 1988 هذه الموسيقي، التي هي بعض وثائق تملك الأرض، لسطحت. ولشق عليّ فهم إثارة الموسيقى للفتنة غير التي ما بين شاب وشابة في مطارح الغرام. فقد أتيح قبل نحو أربعة عقود كتابة مشروع بحث علمي عن سياسة الموسيقى عند شعب الهدندوة البجاوي بشرق السودان خلال عملي الميداني ضمن برنامج أبحاث البحر الأحمر التضامني بين جامعة الخرطوم وجامعة بيرقن. ووقفت على مكر الموسيقي الذي يخفى على رجل الخدمة المدنية الحديثة الموكول له حل الشِبك التي تترتب على تعاطي مثل هذه الموسيقى. وهذا موجز المشروع الذي لم أنجزه لفائدة القارئ:
وصف مشروعي البحثي الظروف السياسية التي جعلت اتحاد أبناء الهدندوة (هدوت) يتخذ “وتر” (معزوفة على الربابة) ايقاييب شعاراً موسيقياً له خلال نشاطه السياسي الانتخابي في عام 1986. فتصف الورقة استخدام هدوت السياسي للوتر في حشد الهدندوة وتأليبهم لانتخاب مرشحيه للجمعية التأسيسية. ويصف المشروع اعتراضات خصومهم على تسييس الوتر. وهي اعتراضات نظروا فيها إلى الأعراف الإثنية المرعية في استخدام ذلك الوتر. كما يذكر المشروع الوجوه التي رد بها هدوت على تلك الاعتراضات.
خرج قطاع مرموق من شعب الهدندوة على مؤتمر البجا بعد انتفاضة ابريل 1985 ليؤسس هدوت، منظمة اتحاد أبناء الهدندوة. وقاد هذا الخروج الهدندوي بيت النظارة من آل ترك وكادر الاتحاد الاشتراكي المنحل من أبناء الهدندوة. ولمعرفة أسباب هذا الخروج الهدندوي وجب الوقوف على نوع الأداء السياسي لمؤتمر البجا منذ قيامه في 1958. وهو الأداء الذي انطبع بصدام شعوب البجا فيه، وتحالفات جماعة الختمية الغالبة بين البجا وثقلها فيه، وفي سياق جماعة الأنصار المنافسة للختمية لاسترداد ولاء البجا التاريخي لها خلال الثورة المهدية.
فقد انحل مؤتمر البجا كغيره من المنظمات السياسية بعد انقلاب مايو 1969. وكانت نزاعات شعوب البجا فيه قد سبقت إلى إضعافه. وتجددت هذه النزاعات بين هذه الشعوب في أطر الحكم الإقليمي واللامركزي التي ابتدعها نظام الرئيس النميري. وكان الختمية، المستترة والغالبة، في تقدير كثير من قادة العمل المايوي السابقين بين الهدندوة، تستعين بغير الهدندوة من البجا على الهدندوة.
وحين اتيحت حرية التنظيم والتعبير بعد الانتفاضة خرج الهدندوة باتحادهم، هدوت، ضيقاً بالختمية وببقية البجا في ملابسات تستحق مزيد درس.
ووقع اختيار هدوت على وتر ايقاييب رمزاً له. وهو وتر يرسم بدقة متناهية الحدود بين الإثنية الهدندوية وما عداها. وللوتر وقع لاهب ساخن على الهدندوي ينساق له سوقاً. ويبرج على إيقاعه في حلقة العرضة وعروض السيف. وقد وقع هدوت على الوتر ك”سلام وطني" للهدندوة في مدينة كسلا في ملابسات لم أقف عليها بعد في تحرياتي.
الأصل في هدوت أنه وتر خاص بفرع الشبوديناب من الهدندوة. وينسب تأليفه إلى فارسهم حسين محمدين، الذي ربما عاش خلال العهد التركي 1821-1885، الذي تعزى بعزف الوتر وهو يرى البشاريين البجا يسوقون إبله. وتحمس قومه بالوتر، وفزعوا لاستراد منهوباتهم. وكان هذا الأصل الشبودينابي حجة اتخذها خصوم هدوت من الهدندوة الختمية (وفيهم نفر من الشبوديناب) لشكوى هدوت للحكومة لاستخدام رمز مخصوص لفرع من القبيلة فيما لم يخصص له. وقد بلغ معارضو هدوت بشكواهم أجهزة الأمن في سنكات وبورتسودان التي اضطربت بين الإذن لهدوت بعزف ايقاييب، أو حظره، أو تقييد استخدامه بضوابط.
يعترف هدوت في مرافعته بأصل ايقاييب بين الشبوديناب إلا أنهم يزعمون أنهم ليسوا أول من عممه على الهدندوة. فيقولون إن الشيخ موسى إبراهيم، ناظر الهدندوة في حوالي العقد السادس من القرن التاسع عشر، وظف الوتر في صراعه ضد الأتراك والبجا الآخرين. وقيل إن الأمير عثمان دقنة استخدمه أيضاً ليلهب حماس الهدندوة الأنصار وغيرهم في ساحات الوغى ضد الإنجليز والأتراك. ومهما كان صدق هذه الإشارات الباكرة في توظيف الوتر لعموم الهدندوة إلا أن الوتر، في واقع الحال، له وقعه الخطر على الهدندوة قاطبة.
نعلق على هذا البحث أملاً في دراسة الإشارات التي تواترت من شرق السودان عن دور الموسيقى في رسم الحدود الإثنية وتبويبها. فقد ورد أن شعب الحمران يعدون من الخصوم من عزف وتراً مخصوصاً لهم وجبت رشوته للكف عن العزف به، أو الحرب. ويأمل البحث أن ينتقل من واقع الدراسة المخصوصة إلى أفق نظري حول الهوية والرموز الثقافية حسب رأي معاصر يقول إن الهوية ليست ثبتاُ معلوماً من الرموز المشتركة. بل هي الطريقة المميزة التي تناور بها الجماعة برمز ثقافي للتدقيق في رسم حدودها الإثنية، ولدفع صورتها الحسنة ومصالحها عندها قدماً. وهذا بعض ما فعله هدوت بوتر ايقاييب في ملابسات انتخابات 1986

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 06/03/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 06/03/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 06/03/2022