حمدوك كان كصالحٍ في ثمودِ بقلم:محمد الربيع

حمدوك كان كصالحٍ في ثمودِ بقلم:محمد الربيع


01-03-2022, 03:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1641221055&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك كان كصالحٍ في ثمودِ بقلم:محمد الربيع
Author: محمد الربيع
Date: 01-03-2022, 03:44 PM

02:44 PM January, 03 2022

سودانيز اون لاين
محمد الربيع-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




ماذا وجدتُ من الدنيا وأعجبه - إنّي بما أنا باكٍ منه محسودُ
أمسيتُ أروحُ مُثرٍ خازناً ويداً - أنا الغنيُّ وأموالي المواعيدُ
،،،،، أبو الطيب المتنبيء ،،،،،
✍️عندما جاء الدكتور - عبدالله حمدوك - لتولي مهامه في رئاسة الوزارة في شهر أغسطس من العام 2019 بعد ثورة شعبية هي الأعظم بكل المقاييس في تاريخ الثورات العالمية للشعوب أجمع وتفوقت بمراحل حتي علي الثورة الفرنسية "النموذج الرائد للثورات"!! بمشاركة كل طوائف الشعب بمختلف الأعمار (شيباً وشباباً وأطفالاً، نساءً ورجالاً، في المدن والقري، داخلياً وخارجياً عمت كل قارات الدنيا! ووقفت كل شعوب الأرض لها إجلالاً وإكباراً وتغنت بأناشيدها العرب والعجم" حيث تفوقنا بالتنظيم الرائع والوعي العالي والنضج السياسي الرفيع والتي تجلت في سلميتها المدهشة والشجاعة الأسطورية أمام آلة القتل الرهيبة لأقذر نظام ديكتاتوري عقدي إتخذ من الدين ستاراً للسياسة والقتل والإغتصاب سلاحاً لكسر شوكة المناضلين السلميين وكل ذلك لم ينجح أمام إصرار الشعب الجبار وبسالة أبناءه (شفاتة وكنداكات) حتي سقط النظام الوحشي مخلفاً وراءه تركة ثقيلة من الإنهيار التام في كل مناحي الحياة في الدولة سياسياً، إقتصادياً، صحياً، تعليمياً، أمنياً والأخطر مجتمعياً بإيقاظ الفتنة القبلية والجهوية النتنة والتي عصفت بكل شيء بعدما مزقوا الوطن الواحد بإنفصال الجنوب الحبيب!!

🔥وسط كل هذه الأزمات فضلاً عن التعقيدات الإقليمية ومصالح دول المحاور القذرة والواقع الدولي المعقد مع إنتشار كوفيد-١٩ الذي أحدث ركوداً وشللاً دولياً وما تبعته من أزمات إقتصادية طاحنة عصفت بكثيرٍ من المؤسسات والشركات والأنظمة الصحية في العالم وصل الدكتور - عبدالله حمدوك - الخبير الأممي لمساعدة بلاده والنهوض به من دوامة الفشل الذي لازمه منذ فجر الإستقلال! ليجد نفسه مكبلاً بوثيقة دستورية "غبية" سحبت منه كل عناصر القوة التي تساعده في عمله مثل (شرطة، جيش، مخابرات وقضاة) ووضعتها بيد رئيس مجلس السيادة "البرهان" وبما أن كل هذه المؤسسات الوطنية تحولت إلي بؤر كيزانية خلال ثلاثين عاماً ويجب هيكلتها وإعادة تنظيمها لتصبح وطنية لكل الشعب وتقوم بدورها المعروف، ظلت كما هي وأصبحت أدوات للثورة المضادة وصناعة الأزمات السياسية والأمنية والتدمير الإقتصادي مع وجود أحزاب قحت الفاسدة والتي إنشغلت بتوزيع المكاسب الحزبية والذاتية فقط دون الإهتمام بأيٍّ من قضايا الإنتقال وتطبيق شعارات الثورة! وتركوا دكتور حمدوك يواجه "الردم" لوحده ومتاريس الدولة الكيزانية العميقة في كل المؤسسات ثم عراقيل العسكر المقصودة وتشاكس الأحزاب العبثية وخلافاتهم الصبيانية التي تدل علي اللامبالاة وعدم الوطنية وأنعدام روح المسئولية وسط قادته الأقزام ،ومع وجود عدد من الجيوش والمليشيات،، لذلك ترك حمدوك عبثهم الداخلي ووجه همه للملفات الخارجية المعقدة وإستطاع أن يحقق فيها إختراقاً باهراً مثل إعفاء الديون ورفع إسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفتح المصارف الدولية ،،، والعودة لحضن المجتمع الدولي من الباب الكبير ووجد الرجل إحترام عالمي مصحوباً بشعبية داخلية جارفة خاصة عند ثوار الشارع! مما خلق نوعاً من الغيرة عند الأحزاب خشية أن يتمسك الشعب بإستمراره لذلك عملوا علي إفشاله!! بمعني أن الأحزاب خططت علي عدم تحقيق حمدوك النجاح الكبير في مهامه الإنتقالي (عن قصد)!!!

☀️بالنظر إلي تجارب القادة النوعيين الذين إستطاعوا إنتشال بلدانهم من التخلف والعبور بها إلي فضاءات التقدم والنهضة الإقتصادية والعلمية أمثال مهاتير محمد "ماليزيا" ولي كوان يو "سنغافورة" ورجب أردوغان "تركيا" وبارك جونغ هي "كوريا الجنوبية" وفي أفريقيا بول كاغامي "رواندا" لا تجد من يتفوق علي دكتور حمدوك في المعرفة أو الدُربة أو الوطنية والإرادة ،، لكنهم مُنِحُوا الفرصة والصلاحيات الكاملة للعمل فأنجزوا بينما تم (تكبيل) حمدوك وأُرِيد له الإفشال غيرة وحسداً !! فالعراقيل التي وُضِعت أمام الرجل المهذب الهاديء الذي إرتقي بالخطاب السياسي السوداني من الهرطقة إلي الدبلوماسية وأحدث فيه نقلة نوعية كفيلة علي إفشال كل أولئك القادة الذين نهضوا ببلدانهم مجتمعين!!! فالرجل كان مثل نبي الله صالح في قومه ثمود الذي عُرِف بالعناد وعدم الطاعة فحقّ عليهم العقاب! فالرجل "قائد نوعي" لم يأت منذ الإستقلال! أراد العبور ببلاده وجلب السعادة والرفاهية لشعبه لكن الأشرار من حوله لم يتركوه يعمل بحرية! فهناك فرق بين الفشل والإفشال….
الآن وقد مضي الرجل وترك مراهقي الأحزاب كالأيتام في مأدبة اللئام!! مضي ولسان حاله يقول :
أنا من أمة تداركها الله - غريبٌ كصالحٍ في ثمود
ونحن نقول له وداعاً وشكراً حمدوك … وفي النفس حسرة لحالٍ وطنٍ هو الأغني لكن ساسته "الأقزام" أرادوا أن يكون شعبه هو الأفقر!!!
ختاماً فإن كاتب هذه السطور لن يتوقع التقدم والنهضة لوطنٍ تُعشعِش فيه القبلية والجهوية والهرمية الإجتماعية والأنانية وإزدواجية الهوية بالإنتساب لأعراق خارج الحدود مع إفتقاد كامل للشرف الوطني متمثلاً في "السودانوية" فضلاً عن غياب برنامج وطني موحد يجمع عليه الشعب.

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/03/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/03/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/03/2022