ليتكُم لم تنحازوا ..! هيثم الفضل

ليتكُم لم تنحازوا ..! هيثم الفضل


01-02-2022, 04:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1641138218&rn=0


Post: #1
Title: ليتكُم لم تنحازوا ..! هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-02-2022, 04:43 PM

03:43 PM January, 02 2022

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح



الأحد 2 يناير 2022

بالدارجي الفصيح ، والله كلما جلسنا على شاشة التلفاز لنُشاهد سِجالاً سياسياً حول الراهن بين أهل الحق وأهل الباطل أُصبنا بـ (الطًمام) ورغبةً أكيده في الإستفراغ قرفاً من مقولة أن (الجيش وقوات الدعم السريع إنحازا للثورة ولولا إنحيازهما لما إنتصر الثوار وما كانت الثورة) ، يمِّنون بالأذى على الشعب السوداني (إنحيازهم) المشروط بالخضوع والإنهزام والإستسلام لطُغيانهم ، وكأننا حين ثُرنا على البشير وزُمرته البائده لم نفعل ذلك إلا مللاً من شكلهِ ، ورغبةً في تغيير وجههِ وسحنتهِ ، بوجهٍ جديد لكنهُ يحملُ نفس المضامين والأفكار المُظلمة ، فضلاً عن ذات السوءات والخطايا بل أفدح بكثير.

هل يعي هؤلاء المنتفعون من خيرات البلاد والمتلذِّذون بإذلال العباد ، أن الجيش والدعم السريع (الذي يدَّعون رسميته وتبعيتهُ للجيش بلا منطق ولا دلائل تؤكِّد ذلك) ، هما (بعض) أدوات يملكها هذا الشعب ، ولهُ في أيي وقتٍ شاء تسخيرها في إتجاهات إرادته الجماعية الحُرة ، مثلهُ في ذلك مثل مؤسسات الدولة الأخرى بما لها من أهميات إستراتيجية قصوى في تدعيم الدولة السودانية مثلها مثل الجيش تماماً وعلى سبيل المثال منها لا الحصر نذكر المستشفيات والمرافق التعليمية والنُظم الأمنية الأخرى والمنظومات الهندسية ومشاريع إنتاج الطاقة والمنظومات الإقتصادية العامة والخاصة وغيرها من القطاعات الوطنية (الإستراتيجية) الأخرى ، التي لا نظن أنها كانت (ستمُنُ) على الشعب السوداني بتضحياتها وإنحيازاتها لإرادته ومصالحه العُليا أو تطلُب (الحُكم) مقابل ذلك ، أنظروا إلى جيشنا الأبيض في القطاع الصحي إبان الهوجة الأولى لجائحة كورونا كيف قدَّموا أرواحهم فداءاً لهذا الشعب بلا منٍ ولا أذى ، وهُم لم يتدَّربوا على مواجهة الموت كما جيشنا العسكري ، ولا يتحكَّمون أو يملكون ما لا يقل عن 70 % من موارد الدولة الإقتصادية بحسب تصريح رئيس الوزراء الإنتقالي في منتصف العام 2019 ، بل ولم تقدم لهم المنظومة العسكرية والأمنية مُجرَّد الحماية من المًتعدَّين والمُتفلِّتين ، جيشنا الأبيض لم يشترط نظير (إنحيازه) لصحة وحياة المواطن أن يحكم السودان طبيباً أو على الأقل تمثيلهم في مجلس السيادة.

ولينظُر الجيش إلى قوى دفاعنا الإستراتيجية في القطاع التعليمي ، من المعلمين ورثة الأنبياء ، وهم يبذلون التضحيات من أجل رسالتهم المُقدَّسة وأيضاً بلا منٍ ولا أذى في ظروفِ يعلم الجميع سوءها وإستحالة القُدرة على الصمود فيها إلا لـ (مُستبسِل) يعشق الوطن وإنسانهُ الذي يستحق.

لا يفوتني أن ألفت إنتباه الذين ما زالوا (يتغَّنون) عبر الفضائيات بالأغنية (الهابطة) التي مطلعها إنحياز الجيش للثورة ليبرِّروا بذلك حتمية إشتراك اللجنة الأمنية للبشير في أضابير الحكم السياسي الذي هو بالتأكيد (شأن غير عسكري) ، أن الشعب السوداني قد إكتشف أن ذاك الإنحياز كان مًجرَّد خطوة تكتيكية لتنظيم المؤتمر الوطني داخل الجيش ، يستهدف بها الإنقضاض على الثورة وسلطتها المدنية ومن ثم عرقلة مسيرة تحوُّلها الديموقراطي ، والدليل إنكم لم (تنحازوا) لشباب هذا الشعب وشاباته من النبلاء والنبيلات يوم فض الإعتصام وأغلقتم دونهم بواباتكم وهم يُجابهون آلة الإبادة الجماعية عُزَّلاً إلا من هُتاف ، (هذا إذا فرضنا مبدئياً أن اللجنة الأمنية للبشير لا علاقة لها بفض الإعتصام) ، وأن ما (أعترف) به شمس الدين الكباشي عبر شاشات الفضائيات العالمية كان مُجرَّد أضغاث أحلام وأوهام (جماعية) في مخيلة كل من شاهد وسمع ذلك الإعتراف.


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/01/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/01/2022




عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/01/2022