الأحزاب السودانية والفشل الموروث بقلم محمد الربيع

الأحزاب السودانية والفشل الموروث بقلم محمد الربيع


12-30-2021, 01:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1640865690&rn=0


Post: #1
Title: الأحزاب السودانية والفشل الموروث بقلم محمد الربيع
Author: محمد الربيع
Date: 12-30-2021, 01:01 PM

12:01 PM December, 30 2021

سودانيز اون لاين
محمد الربيع-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




فلو دري القوم بالسودان أين هم - من الشعوبِ قضوا حزناً وإشفاقًا
جهلْ وفقرٌ وأحزابٌ تعيث به - هدّت قوي الصبر إرعاداً وإبراقا
إن التحزبَ سُمٌ فأجعلوا أبداً - يا قومَ منكم لهذا السُمِّ ترياقا
،،، محمد سعيد العباسي ،،،،،

✍️ظلت الأحزاب السودانية منذ تأسيسها وتكوينها في عهد ما قبل الإستقلال، نمازج للفشل والتخلف وعدم المواكبة وغياب البرامج الجادة والمشاريع الوطنية الحية التي تتسم بالخطط المدروسة والتنظيم الدقيق والرؤية الصائبة التي تنهض بالوطن وتخرجه من وهدة الثالوث القاتل (الجهل، الفقر والمرض)! كما إنها ظلت للأسف تكرر نفس الأخطاء بحق الوطن والمواطن وإنحصرت همها وهم قادتها في المكاسب الحزبية الضيقة والمصالح الذاتية التي تدل علي الأنانية وغياب روح الوطنية وأصبحت صراعاتهم كلها تدور حول المناصب والكراسي وشبّت وشابت بينهم سياسة المؤامرات والمكايدات والحفر والغيرة من نجاح الخصم حتي أضحت ثقافة راسخة في عقول قادة الأحزاب المختلفة (ومن ينظر إلي الوثيقة الدستورية وقيودها يدرك بأن الأحزاب لم ترد للدكتور حمدوك النجاح الكبير في عمله خوفاً من تمسك الشارع به!!) مما دعي الشاعر الكبير "العباسي" إلي وصفهم بالسّم القاتل الذي يستوجب العلاج والترياق إذا أُرِيد للوطن التعافي والنهوض .

🔥منذ صرخة العباسي في الأربعينيات وحتي يوم الناس هذا ظلت الأحزاب كما هي لا تراوح مكانها ولا تتعلم من كوارثها وأخطاءها كأنهم ملوك البوربون! يهاجمون الديكتاتورية ويمارسونها داخل أحزابهم ،،، وينادون بالحرية ويقمعونها بين أعضاءهم ! ،يطالبون بالبناء والإصلاح في الوطن وهم لا يبنون أحزابهم ولا يصلحونها لتواكب العصر وتطلعات الجماهير، برعوا في فن النقد والتبخيس دون تقديم الحلول !!! وإلا فعليهم أن يقنعونا لماذا لم يقم أي حزب مؤتمره العام منذ أن سقط البشير وحتي اللحظة؟؟ أنهم محتاجون لقيام مؤتمرات عامة في المركز والأقاليم والمحليات يتم من خلالها إعادة بناء الأحزاب وتكوين المكاتب والأمانات وإستيعاب الشباب في مؤسساتها وصياغة دساتير دائمة ولوائح داخلية تضبط عمل الأفراد وفقاً للمسؤليات وإشاعة مبدأ المحاسبة وكذلك الحقوق والواجبات فلا يمكن أن تدار الأحزاب كشركات أسرية! ثم الإعتكاف لتقديم برامج حكم كاملة في كل المجالات (سياسياً، إقتصادياً ، تعليمياً، أمنياً، صناعياً، تنموياً. إعلامياً وزراعياً مع عناوين واضحة لمبادئ وأسس العلاقات الخارجية وقضايا الأمن القومي وكذلك الخطط البديلة ،،، ثم معايير وآجال التنفيذ هل هي خطط سنوية ، خمسية أم عُشرِية؟ مع وجود مقترحات بديلة ….. ثم يتم طباعة هذه البرامج في كتب أو كُتَيّبات ليطلع عليها الشعب ويتم تناولها بالنقد والتحليل من قبل الخبراء والمحللين السياسيين والكُتّاب مصحوباً بلقاءات إعلامية وجماهيرية لقادة هذه الأحزاب لمزيدٍ من الشرح والتوضيح والتبرير ،،، حتي يعلم الناخب لمن يعطي صوته في الإنتخابات؟ ولماذا؟

☀️إن الأهم في كل العملية السياسية هو ضرورة ووجوب إتفاق كل الأحزاب علي قدسية الوطن وأولوية المصالح القومية العليا علي ما عداها ،، فالوطن ومصالح الشعب يعلو ولا يُعلَي عليه أبداً وعلي هذا المبدأ تقام العلاقات الدولية وإذا حدثت أن تقاطعت مصالح الوطن مع مصالح الحزب أو الأفراد يجب تقديم مصالح الوطن بلا تردد حتي لو أدي إلي إستقالة رئيس الحزب أو الوزير أو إبتعاده عن السياسة كلياً ،،، ففي أمريكا لم يختلف الجمهوريون والديمقراطيون في أولوية مصالح أمريكا علي كل شيء! وفي بريطانيا لن يساوم المحافظون ولا العمال في مصالح المملكة المتحدة وفي فرنسا ليس مهماً أن يحكم اليمين أو اليسار بل الأهم المحافظة علي مصالح الجمهورية الفرنسية وقيم ثورتها العظيمة،،

✍️ختاماً أن واجب الأحزاب في الوقت الراهن الإبتعاد عن الوزارة والتفرغ لبناء نفسها وتكوين مكاتبها وهياكلها ومؤسساتها والجلوس مع جماهيرها والتعرف عليهم ثم تقديم رؤيتها لنمط وشكل الحكم إذا وصلت عبر الإنتخابات حتي نتأكد بأنهم وجدوا ترياقاً للسم الذي حذّر منه شاعرنا الفارس العباسي منذ الأربعينيات من القرن الماضي.



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/29/2021


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/29/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/29/2021